منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12 - 10 - 2012, 01:58 PM   رقم المشاركة : ( 1631 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,390

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: القديسين بالحروف الأبجدية

القديس مالخُس


St. Malchus

عاش القديس مالخوس في القرن الرابع الميلادي، وقد روى سيرته القديس جيروم الذي سمعها من القديس مالخُس نفسه. ذلك أنه عندما ذهب إلى إنطاكية حوالي سنة 375 م. زار مارونيا Maronia، التي تبعد ثلاثين ميلًا عن إنطاكية، ولَفَت انتباهه هناك رجل وقور عجوز اسمه مالخُس (مالك Malek) وسمع سيرة حياته.
توحده:


وُلِد مالخُس في نصيبين Nisibis وكان الابن الوحيد لوالديه. ولما بلغ سن الزواج أراد والداه أن يزوّجاه، ولكنه كان قد نذر حياته لخدمة الرب فهرب من أهله وانضم لمجموعة من المتوحدين في براري خالكيس Khalkis.
العودة إلى أمه:


بعدما قضى عدة سنوات في الدير، جاءته أفكار المُجرِّب عدو الخير بأنه نظرًا لوفاة أبيه ينبغي أن يذهب لأمه يعزيها، ثم يبيع الأملاك بعد موتها ويوزعها على الفقراء ويشيِّد بالباقي ديرًا يصير فيه رئيسًا على الرهبان. واشتدت الحرب عليه بهذه الأفكار فذهب لأبيه الروحي وأخبره برغبته في الذهاب لبيته ليعزي والدته ويرعاها. فقال له: "لا تصغِ يا بني لهذه الأفكار لأنها من فخ الشيطان الذي بمكره دفع ببعض الرهبان إلى الوراء بعيدًا عن طريق الرب، مثل كلب عاد إلى قيئه، ففقدوا ميراث الملكوت، بعدما انحدروا إلى الهاوية، لأن آدم وقع في تجربة كهذه. وقد أوصى مخلصنا: أن من يضع يده على المحراث لا ينظر إلى الوراء".
أشار عليه مالخُس أنه قد صار وارثًا لبعض الأموال التي بها يستطيعون توسيع مباني الدير، إلا أن رئيس الدير كان رجلًا صادقًا ومخلصًا ومقتنعًا برأيه الذي لم يكن ليغيره لأي سبب، وطلب من مالخُس أن يبقى في الدير. ولكن مالخُس كان بالمِثل مقتنعًا بواجبه مثلما كان رئيس الدير مقتنعًا بوجهة نظره، فترك الدير بدون إذن، إذ كان إبليس يقول له: "إن مرشدك يقول لك ذلك لأنه يريد أن يتمجد بكثرة الرهبان تحت رئاسته".
لما رآه أبوه الروحي مصرًا على هذه الأفكار قال له: "يا ابني لقد تعلق قلبك بمحبة المال. الحَمَل الذي يبتعد عن الراعي يصبح فريسة سهلة للذئاب".
تذكَّر كلام أبيه وقال لنفسه: "يا نفسي ها هي الثروات التي تذهبين لترثيها! رث ثروتك إذن أيها البائس واسعد بها". ثم أخذه الإعرابي ووضعه على جمل مع إحدى النساء، وساروا في الصحراء السورية، وخوفًا من أن يسقطا كانا يمسكان ببعضهما، ثم حمله إلى خيمته وأمره أن يعلن ولاءه لامرأته وأن ينحني لها ويدعوها "سيدتي"!
أسره:


خوفًا من أخطار الطريق الجبلي ذهب إلى الرُها في انتظار جماعة من الناس يعبر معهم الصحراء. ولما تجمع عدد من الرجال والنساء ساروا معًا، إلا أنهم فوجئوا بمجموعة من اللصوص من الأعراب البدو يقبضون عليهم بين حلب والرُها، وأسروه هو وامرأة شابة وحملوهما على الجمال إلى قلب الصحراء وراء نهر الفرات. أمره الإعرابي أن يرعى غنمه، فكانت حرفة تعزية له في همه، لأنها أبعدته عن هؤلاء الأشرار. صار مالخُس يعمل كراعٍ للخراف والماعز، ولم يكن غير سعيد بعمله إذ شعر أنه يشابه القديس يعقوب وموسى النبي، فكلاهما كانا رعاة في البراري. كان القديس ملخس يقتات على البلح والجبن واللبن، وكان يصلى متواصلًا في أعماق قلبه، وكان يرتل المزامير التي كان قد تعلمها وسط الرهبان في الدير. وشكر الله الذي أعطاه هذا العقاب الخفيف على عدم طاعته، وتذكر كلمات الرسول بولس القائل: "أيها العبيد اخضعوا لسادتكم، ليس الصالحين فقط ولكن للأشرار أيضًا" (كو22:3؛ أف5:6).
تزويجه:


كان سيده سعيدًا به لأن على خلاف الآخرين الذين كانوا يقعون في الأسر إذ نادرًا ما يكونوا مطيعين وراضين. إزاء أمانته في العمل أراد سيده الإعرابي أن يكافئه بأن يزوجه بتلك المرأة التي كانت أسيرة معه. انزعج القديس من هذه الفكرة، ليس فقط لأنه راهب ولكن أيضًا لأنه عَلِم أن المرأة كانت متزوجة في بلدتها. فأجابه قائلًا: "أنا راهب ولا أستطيع أن أفعل ذلك". ولما أصر الإعرابي على رأيه أخذ المرأة وأتى بها إليه وقال: "إن لم تتزوجها سأقتلك بهذا السيف"، وأدخلهما إلى مغارة، فبكى القديس بشدة وقال: "الويل لي أنا الخاطئ. ماذا حدث لي؟ أن أصير زوجًا؟ أين هي أمي وأين هي تلك الأملاك؟ كل هذا بسبب عدم طاعتي لأبي الروحي. تحملي يا نفسي البائسة بعدما تخليتي عن الرب". وأخذ سيفًا في يده وقال: "أيتها المرأة البائسة إنني أفضل أن أكون شهيدًا من أن أصبح زوجًا". فخافت من كلامه وقالت: "أستحلفك باسم يسوع المسيح رب المجد أن لا تقتل نفسك من أجلي. واعلم أنني مثلك أريد أن أحفظ طهارتي في المسيح بعيدًا عنك. فتذرع بمعونة الله ودعنا نحب بعضنا بمحبة روحية كأخ وأخت وأمام سيدنا الإعرابي نظهر ما يدل على وجود علاقة جسدية بيننا". ويقول القديس ملخوس للقديس جيروم أنه أحب هذه المرأة كأخته. تعجب القديس من كلام المرأة وحكمتها، وقَبِل نصيحتها بفرح في المسيح، ولم يتطلع إليها أو يقترب منها خوفًا من حرب الجسد. وهكذا تركهما الإعرابي معًا لفترة طويلة ولم يكن خافًا من هربهما لأنه تركهما معًا في الصحراء شهرًا كاملًا، وكان كلما يزورهما ويرى اهتمام القديس بالقطيع يرجع مبتهجًا.


هروبه:

في أحد المرات فيما كان القديس متفكرًا في حياته الروحية السابقة في الدير رأى أمامه جماعة من النمل وتعمل كجماعة، تحمل أكثر من وزنها حتى تدخر لها طعامًا للشتاء. فتأمل نظامها وتذكر كلام سليمان الحكيم أن نتعلم من النمل المخلوق الضعيف (أم6:6). تذكر حياة الشركة في الدير وفجأة شعر بالوحدة والحنين إلى ذكريات سعادته الماضية في الدير مع الرهبان.
ولما رأت المرأة الكآبة على وجهه وسألته عن السبب، أعلمها بحاله وبرغبته في الهروب ليعود ?لى الدير، فطلبت منه أن يأخذها معه ويودعها بيتًا للراهبات. إذ هي أيضًا إذ كانت تتطلع أن تجد زوجها حقيقي مرة أخرى وافقته على رغبته وقررت المغامرة مع القديس.
أخذا يصليان بدموع طالبين معونة الله ورسما خطة للهروب، فذبح نعجتين كبيرتين وصنع من جلدهما قِرَبًا للماء، وسارا ليلًا خوفًا من الإعرابي. وبهذا الجلد الذي كانا قد نفخاه استطاعا أن يعبرا الفرات بسلام. وبعد مسيرة خمسة أيام لمحا الإعرابي ورفيق له يركبان جملين وفي أيديهما سيفان، فخافا وطلبا معونة السيد المسيح، ثم دخلا كهفًا مملوء بأنواع كثيرة من الثعابين والحيات والعقارب التي تختفي بداخله من حرارة الشمس الشديدة. ولما تتبع الإعرابي ورفيقه آثار أقدامهما جاءا إلى الكهف ونزلا من على جمليهما، وأمر الإعرابي خادمه أن يدخل إليهما. ونظرًا لأنه سار في الشمس مدة طويلة فقد زغللت عيناه ولم يستطع أن يبصرهما جيدًا، فبدأ يخيفهما بصوته قائلًا: "أيها العبدان الشريران المستحقان للموت اخرجا بسرعة لأن سيدكما بالخارج". وفي أثناء ذلك هجمت عليه لبؤة وشبل ومزقتاه من رقبته، فمجدا الله الذي أنقذهما، بينما كان الإعرابي ثائرًا ويصرخ قائلًا: "أسرع بإحضارهما لأقتلهما شر قتلة"، ثم دخل هو الآخر وفيما كان يتقدم وثبت عليه اللبؤة ومزقته وألقت برأسه على الأرض. فمجدا الله وشكرا معروفه معهما، وبعد ذلك أخذت اللبؤة شبلها وخرجت من المغارة. وفي الصباح خرجا وقادا الجملين وكانا محملين بطعام الإعرابي وخادمه، فأكلا وشربا وشكرا الرب الذي خلصهما من أعدائهما. ثم ركبا الجملين ورحلا. إلى أن وصلا إلى الدير.
عودة إلى الدير:


بعد سفر لمدة عشرة أيام وصلا إلى معسكر روماني في الميصة حيث استمع الضابط إلى حكايتهما وأرسلهما إلى الرُها، ومن هناك عاد القديس مالخُس إلى منطقة المتوحدين في خالكيس ومنها مضى إلى مارونيا Maronia لكي ينهي حياته، حيث قابله القديس جيروم هناك وسمع سيرته.
أما رفيقته فإنها بحثت عن زوجها كثيرًا ولم تجده، وفي حزنها اتجهت بعقلها لرفيقها الذي شاركها العبودية وعاونها على الهروب، فذهبت إليه وأودعها بيتًا للعذارى بجوار ديره، وهما يرددان وعد الرب: "من يصبر إلى المنتهى فهذا يخلص" (مت25:10). واستقرت بالقرب منه واهبة وقتها لخدمة الله، وهناك تنيّحت في شيخوخة صالحة. العيد يوم 21 أكتوبر.
 
قديم 12 - 10 - 2012, 01:59 PM   رقم المشاركة : ( 1632 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,390

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: القديسين بالحروف الأبجدية

القديس الأنبا مالّونَس الأسقف


St. Mallonus

مالّونَس أو ميلانيوس Mellanius هو أول أسقف لمدينة رون Rouen، عاش في أوائل القرن الرابع الميلادي، غير أنه غير معروف أي شيء عن حياته. ويُقال أنه كان وثنيًا وتحوّل إلى المسيحية في روما، وأرسله البابا إسطفانوس الأول ليكرز بالإنجيل في بلاد الغال Gaul. العيد يوم 22 أكتوبر.
 
قديم 12 - 10 - 2012, 02:00 PM   رقم المشاركة : ( 1633 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,390

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: القديسين بالحروف الأبجدية

الشهيد ماماديوس



كان شابًا يعيش في مصر في عصر المماليك الشراكسة، ويتضح من اسمه ومن مسلكه أنه كان مسلمًا، ثم آمن بالمسيح ونال صبغة المعمودية وتَسَمى "ميخائيل". وكان كلما عاقبه الحكام وكانوا يسألوه فيجيب: "اسمي الأول الذي أطلقه عليَّ أبواي هو ماماديوس أما اسمي الذي أموت وأحيا به فهو ميخائيل". وظل ثابتًا لا يعطي غير هذا الجواب إلى أن قطعوا رأسه بحد السيف فنال إكليل الشهادة.
 
قديم 12 - 10 - 2012, 02:02 PM   رقم المشاركة : ( 1634 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,390

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: القديسين بالحروف الأبجدية

الشهيد ماماس

استشهاد والديه:


St. Mamas كان والدا القديس وهما ثيؤدوتس وروفينا حارّين في الروح، مواظبين علي العبادة، يفتقدان العائلات ويثبتانها في الإيمان، ويخدمان الفقراء والمحتاجين فاحبهما الشعب جدًا. لكن عدو الخير أوعز إلي بعض الناس أن يشوا بهما لدي الحاكم الكسندروس. استدعاهما وأمرهما بعبادة الأوثان وإذ رفضا جلدهما وألقاهما في السجن. وإذ لاحظ إصرارهما علي الإيمان أرسلهما إلي فوستوس حاكم قيصرية، وكانا قد تعبا جدًا من طول السفر علي الأقدام بغير طعام. هددهما فوستوس بالقتل أما هما فلم يباليا بالتهديد.
سقط ثيؤدوتس ميتًا بسبب التعب الشديد، ثم ولدت روفينا طفلا ذكرًا وماتت في الحال قبل أن تدعوه باسم معين. هكذا وُلد الطفل في السجن ولم ينظراه والداه.
دعوته ماما أو ماماس:


رأت سيدة مؤمنة تقية تدعي أميا رؤيا أثناء صلاتها، حيث دُعيت أن تذهب إلي السجن وتسأل عن طفلٍ حديث الولادة يتيم الوالدين. ذهبت إلى السجن ودبر لها الرب أن تستلم الطفل وأن تأخذ الجثمانين حيث دفنتهما في بستان كانت تملكه، وكانت تفوح منهما روائح عطرية.
اهتمت أميا بالطفل وحسبته وديعة السماء لها. كبر الطفل وكان ينادي والدته التي تبنته "ماما" (باليونانية ماماس)، ولفرحها الشديد به كانت تناديه "ماما".
تمتع بكلمة الإنجيل وتعلم الصلاة وكان يفرح بسير القديسين الشهداء، خاصة سيرتي والديه. وفي الخامسة من عمره التحق بمدرسة الكنيسة حيث تعلم الكثير عن الكتاب المقدس.
إذ بلغ الثانية عشر من عمره ماتت مربيته أميا، فقدم كل ما ورثه عنها للكنيسة التي قامت بتوزيعه علي الفقراء.
كان يشهد للسيد المسيح بين الوثنيين فاجتذب كثير من الشبان للإيمان.
استدعاؤه:


يذكر القديس باسيليوس والقديس غريغوريوس النزينزي عن القديس ماماس أنه كان راعيًا للغنم بقيصرية كبادوكيا، اهتم برعاية بعض الأغنام حيث كان يشرب من لبنها ويصنع جبنًا. وكان منذ حداثته يسعى إلى ملكوت الله من كل قلبه، فكرس نفسه للخدمة. اجتمع حوله كثيرون فكان يشهد للسيد المسيح ويكرز ببشارة الخلاص، كما كان يهتم بإطعامهم جسديًا. وبسبب إيمانه تحمل تعذيبًا وحشيًا بكل فرحٍ إلى أن نال إكليل الشهادة حوالي سنة 275 م.
بحسب التقليد الشرقي استشهد القديس ماماس في زمن الإمبراطور أوريليان Aurelian عن طريق الرجم بينما كان ما يزال حدثًا. ولكن التقليد الغربي يذكر عنه أنه تعرض لتعذيب طويل جدًا منذ كان حدثًا إلى أن صار شيخًا.
وشي به أهل الشبان الذين قبلوا الإيمان لدي الحاكم الجديد ديمقريطوس، فاستدعاه وحاول إغراءه فلم يفلح. بعث به إلى الإمبراطور الذي استخف به كصبي صغير.أمر الإمبراطور بضربه بالعصي حتى تهرأ جسده وأودع في السجن أوقدوا نارًا لإرهابه، أما هو فاشتهي أن يُقدم محرقة للرب. لم يُلق في النار إذ لم يصدر الإمبراطور أمرًا بذلك.
أمر الملك بربطه بالسلاسل وطرحه في البحر، لكن عناية الله أنقذته إذ قذفته الأمواج الي الشاطئ، وانطلق ماماس إلي التلال المجاورة وسكن بين الوحوش كصديقٍ لها.
اتهامه بالسحر:


حسده عدو الخير فأثار البعض ضده، إذ وشوا ضده لدي حاكم المنطقة وادعوا أنه ساحر. أرسل إليه جماعة من الجند للقبض عليه، فاستقبلهم بكل محبة وبشاشة، واستأذنوه أن يذهب معهم إلي الحاكم. شهد الجند بأنه ليس ساحرًا ولا بالإنسان الشرير. اغتاظ الحاكم فأرسله إلى الإمبراطور الذي أمر بتعليقه وتمشيط جسمه وتقطيع لحمه ثم إلقائه في السجن.
ضمد الرب جراحاته، فجاء إليه المسجونون وكانوا يئنون من شدة الجوع، فصلي لأجلهم وأرسل الله لهم من يقدم لهم طعامًا، ثم انفتحت أبواب السجن وخرج المسجونون.
أمر الإمبراطور بإلقائه في أتون نار، وإذ سقطت أمطار غزيرة انطفأت النيران. أمر الإمبراطور بقطع رأسه فسلم الروح، وكان عمره حوالي 15 عامًا. دُفن في مدينة قيصارية الكبادوك بآسيا الصغرى.
روى أورفيوس Orpheus عنه أنه خرج ليعيش في القرية مع الحيوانات، وكان يتغذى على اللبن والعسل. ولما أطلق عليه المُعَذِّبين الحيوانات المفترسة عاملته الوحوش كراعٍ وسط حملانه، فكانت تستلقي عند قدميه في خضوعٍ وسعادةٍ. ثم أطلقوا عليه أسدًا ضخمًا فكان يلعق قدميّ الشهيد، وحين ذهب الجنود المُعَذِّبين لرؤيته أمسكهم الأسد وألقاهم عند قدميّ الشهيد. تعيد له الكنيسة القبطية في 4 توت، وفي الخارج يوم 17 أغسطس. هذا الشهيد هو راعي هذه المدينة (قيصارية الكبادوك) الآن بوجود أعضائه المكرمة فيها. وكما كان راعيًا للأغنام عديمة النطق في حياته الزمنية، الآن يرعى نفوس سكان هذه المنطقة بشفاعته والبركات التي يحصلون عليها بصلواته.
 
قديم 12 - 10 - 2012, 02:03 PM   رقم المشاركة : ( 1635 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,390

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: القديسين بالحروف الأبجدية

الشهيدة مانحة


دعوة للاستشهاد:


هي أمة الشريف الحارث بن كعب رئيس قبائل نجران باليمن، من شهداء الحميريين. كانت شريرة في حياتها، منبوذة من الجميع، وكانت جريئة بحيث خافها أسيادها أنفسهم بسبب شرها. ولما سمعت عن مذبحة المسيحيين في المدينة هرولت إلى الشارع وصاحت:
"أيها الرجال والنساء المسيحيين، أنه الوقت أن توفوا فيه للمسيح ما أنتم مدينون به له. فاخرجوا وموتوا من أجل المسيح، كما مات هو من أجلكم.
فمن لا يخرج اليوم إلى المسيح فليس هو له.
ومن لا يستجيب اليوم للمسيح فلن يُستجاب له غدًا.
غدًا يُغلق الباب، ولن تدخلوا إليه.
إني أعلم أنكم تبغضونني، ولكنني لن أكون لكم عدوة منذ اليوم.
تطلَّعوا إليَّ وانظروا فإنه ليس حولي شر ولا خلفي".
مثولها أمام الملك:


لما رآها اليهود الذين كانوا يعرفونها قالوا للملك: "هوذا شيطان المسيحيين".
فقالت مانحة للملك: "لك أقول أيها اليهودي الذابح للمسيحيين قم واذبحنى أنا أيضًا لأني مسيحية. إنني أمة الحارث بن كعب الذي قتلته بالأمس. فلا تظن أنك قد غلبت سيدي، بل سيدي هو الذي غلبك.أجل... إنك غلبت لأنك كذبت، أما سيدي فقد غلب إذ لم يكذب ويكفر بالمسيح".
استشهادها:


أمر الملك بأن يعروها من ثيابها فقالت له: "إنك فعلت هذا لخزيك وخزي اليهود رفاقك. أما أنا فلا أستحي إذ كنت قد أتيت هذا الأمر مرات عديدة من تلقاء نفسي لأنني امرأة كما خلقني الله، أما أنت إذ تعرضت للحرب مع الأثيوبيين استنجدت بجحشون التاجر الذي انبرى يحلف بدلا منك بالإنجيل المقدس انك مسيحي، وبهذه الوسيلة نجيت أيها اليهودي من الموت". هكذا عيَّرت هذه الأمة الملك. وأمر الملك فأتوا بثور وحمار ثم ربطوا برجليها حبالا وربطوا الرجل الواحدة بالثور والأخرى بالحمار، ثم تناول اليهود عصيًا وأخذوا يضربون الثور والحمار معًا وطافوا بها شوارع المدينة ثلاثًا حتى أسلمت روحها بالشهادة من أجل المسيح. ثم جاءوا بها مقابل باب المدينة الشمالي تجاه قصر سيدها الحارث حيث كانت شجرة ضخمة علقوها بها منكسة الرأس حتى المساء. وكان اليهود يرشقونها بالحجارة والسهام، وفي المساء أنزلوها عن الشجرة وسحلوها ثم طرحوها في الوادي. وكان ذلك في حوالي 523 م.
 
قديم 12 - 10 - 2012, 02:05 PM   رقم المشاركة : ( 1636 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,390

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: القديسين بالحروف الأبجدية

ماني الغنوصي | مانيخايوس


Mani, Manes or Manichaeus
المانوية:


القديسين بالحروف الأبجدية


ماني الغنوسي

كلمة "ماني" معناها "الرجل المجنون". ظهر في النصف الثاني من القرن الثالث (216 - 277) وكان فيلسوفًا من بلاد فارس، حاول إيجاد ديانة توفق بين الديانات الفارسية والبوذية والمسيحية. وقد رحب به سابور الأول ملك الفرس في بداية الأمر. ولكن كهنة المجوس ثاروا عليه فاضطر إلى الهروب من البلاد.
بعث إرسالياته إلى بابوس Papos وتوماس Thomas في مصر، فاستقروا في ليكوبوليس Lycopolis (أسيوط) شمال طيبة، على نهر النيل. استطاعوا أن يكسبوا بعض تلاميذ من الفيلسوف الأفلاطوني الكسندر الأسيوطي فأثاروه وكتب مقالًا ضدهم.
يبدو أنهم قاموا أيضًا ببترجمة الكتابات المانوية، وقد وجدت في مدينة المعادي (1930-1931) باللغة القبطية اللهجة الأخميمية التي كان يستخدمها سكان ليكوبوليس وما جوارها.
إذ عاد ماني إلى وطنه تبعه جمع كثير، ولكن حكم عليه الملك فارانس الأول بالإعدام سنة 277 م.
انتشار شيعته:


انتشرت المانية بسرعة بين المسيحيين وظلت لأجيال عديدة. أحبها بعض المفكرين من بينهم أغسطينوس قبل توبته، وعلة ذلك هو غموض تعاليمها مع إحكام نظامها، وتظاهرها بحل مشكلة الشر، ومظهر تابعيها بالقداسة والتقشف.
أهم مبادئه:

1. وجود إلهين، إله الخير وإله الشر، أو إله النور وإله الظلمة.
2. لكل إنسانٍ ملاكه الحارس، الذي يهب المعرفة لمن يشبهه أو يتفق معه؛ وفي نفس الوقت يحتاج الشخص إلى رجل أو امرأة ينتمي إليه أو إليها، إذ لا يستطيع أن يدخل البليروما Pleroma أي العالم الروحي، بدون نصفه الآخر. 3. أن كل شخص يتبع ماني له اثنان يوحيان إليه ويقودانه إلى النور. وأن يسوع نفسه السرمدي يعاني من المادة ويخلص بواسطة الغنوصي.
في هذا الوقت ظهر ذلك الرجل المجنون، اسمه مشتق من هرطقته الجنونية. حصَّن نفسه بقلب أوضاع عقله وتفكيره، كما أقامه إبليس، الشيطان وعدو الله، لهلاك كثيرين.
كانت حياته وحشية في القول والعمل وطبيعته شيطانية جنونية، تظاهر بموقف كموقف المسيح.
وإذ انتفخ في جنونه نادى بأنه الباراقليط، الروح القدس نفسه. اقتدى بالمسيح فاختار اثني عشر تلميذًا كشركاء له في تعليمه الجديد. مزج معًا تعاليم مزورة وكافرة، جمعها من أقوال بعض الآباء الملحدين التي انقرضت منذ زمن بعيد، فبعث بها كسمومٍ قاتلة جاء بها من الفرس إلى هذا الجزء من العالم الذي نعيش فيه.
 
قديم 12 - 10 - 2012, 02:05 PM   رقم المشاركة : ( 1637 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,390

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: القديسين بالحروف الأبجدية

القديسة مانيا


كانت في أنقرة عدة عذارى قديسات، عشن في أديرتهن في حياة نسكية مباركة، وقد بلغ عددهن نحو ألفين. وكانت بينهن واحدة مشهورة تدعى مانية، أرغمتها أمها على الزواج، ولكنها كانت تعتذر لزوجها عن العلاقات الجسدية بمرضٍ كان بها. وهكذا عاشت معه فترة قصيرة إلى أن مات فكرست حياتها للمسيح.
عاشت في حياة مقدسة في خوف الله، وكانت العذارى يتباركن منها ويخجلن من خطاياهن حينما يشاهدنها. كانت دائمة العطف على المساكين والغرباء، وعبدت الرب من القلب إلى أن انتقلت إلى دار المجد بسلام.
 
قديم 12 - 10 - 2012, 02:06 PM   رقم المشاركة : ( 1638 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,390

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: القديسين بالحروف الأبجدية

الشهيد ماهارسابور


St. Maharsapor

كان فارسيًا من أصل شريف، اشتهر بغيرته الشديدة على الإيمان المسيحي. بدأ الملك يزديجارد Yezdigerd اضطهاده للمسيحيين بسبب تدمير معابد مجوسي Mazdean temple، وكان هذا القديس مع نارسيِس Narses وسابوتاكا Sabutaka من أوائل الذين قبض عليهم. وقف نارسيِس وسابوتاكا أمام القاضي -الذي كان في الأصل عبدًا- للمحاكمة، فحكم عليهما بالقتل بعد أن اجتازا سلسلة من العذابات.
ثم وقف ماهار سابور أمام نفس القاضي، فأمر بتعذيبه ثم ألقاه ثلاث سنوات في سجن مظلم ذو رائحة كريهة. وقف أمامه مرة أخرى، وإذ رأى القاضي ثباته في الاعتراف بالسيد المسيح أمر بإلقائه في جب حتى يموت من الجوع والعطش. بعد عدة أيام من تنفيذ الحكم، فتح الجنود باب الجب فوجدوه قد استشهد وكان جسمه يشع نورًا، وفي وضع الصلاة ساجدًا على ركبتيه، وهكذا استطاع الشهيد أن يظهر أنه بروح الصلاة قد انتصر، وكان استشهاده في عام 421 م. العيد يوم 10 أكتوبر.
 
قديم 12 - 10 - 2012, 02:08 PM   رقم المشاركة : ( 1639 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,390

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: القديسين بالحروف الأبجدية

قداسة البابا متاؤس الأول البابا السابع والثمانون


القديسين بالحروف الأبجدية
مملوك، عثماني، لوحة لـ كارل فيرنيه عام 1810

في القرن الرابع عشر لم تكن الكنيسة تخرج من محنة إلا لتجوز أخرى، وكأنّ أبواب الجحيم قد فتحها الشيطان ونسي عدو الخير الوعد الإلهي الصادق "أبواب الجحيم لن تقوى عليها".
نشأته:


في نهاية القرن الرابع عشر ترأس الكنيسة عملاق ممن بلغوا الذروة في الكمال والقداسة، إذ شابَه القديس أثناسيوس بولعه بممارسة الشعائر الدينية في صغره. وشابه الأنبا شنودة رئيس المتوحدين في أنه كان يرعى الغنم ويوزع طعامه على الرعاة لينصرف للصلاة وكانت الوحوش ترهبه عند رؤياه أو حتى تسمع صوته بل وكان بعضها يستأنس به في البرية. وشابه الأنبا أنطونيوس في ظهور الشياطين له دون أن يرهبها، ومتقشفًا مثل الأنبا بولا أول السواح. كان أشبه بملاكٍ يلبس صورة إنسان، عاش بين الناس أكثر من نصف قرن وكان كما من ظهورات الملائكة.
رهبنته:


ترهب البابا متاؤس الأول - الشهير بالمسكين - في دير بالصعيد وهو في الرابعة عشر من عمره وظل راعيًا للغنم يصوم معظم الوقت ولا يأكل سوى أقل القليل في الصيف والشتاء، وقد كان أسقف المنطقة يرقبه دون أن يعرف، ولما بلغ الثامنة عشر كرسه قسًا راهبًا. وهو غير القديس متاؤوس (متى) المسكين الذي من دير "الفاخورى" بأصفون المطاعنة شمال غرب مدينة إسنا بصعيد مصر، المشهور بصداقته للوحوش.
هروبه إلى دير الأنبا أنطونيوس:


هرب من الكرامة إلى دير أنبا أنطونيوس دون أن يعلن أنه كان كاهنًا وخدم كشماس ولكن الله كشفه أمام اخوته. تارة إذ كان يقرأ الإنجيل المقدس خرجت يد من الهيكل وقدمت له البخور ثلاث مرات واختفت، ففهم الأخوة مكانته الكهنوتية ومستقبل أيامه.
هروبه إلى بيت المقدس ثم عودته إلى الدير:


هرب مرة ثالثة إلى القدس وانشغل بتشييد المباني نهارًا والعبادة ليلًا. ولما ذاعت فضائله عاد إلى أحضان أب الرهبان ثانية ووصل إلى رئاسة الدير، وأثناء تضييق الخناق على الأقباط كان من نصيبه ومن نصيب الشيخ مرقس الأنطوني القبض عليهما والنقل إلى القاهرة وسط الإهانات والضرب. ولما لم يسمح لهما الحراس بالماء أسعفتهما السماء بمطرٍ غزيرٍ وسط الصيف! وحالما وصلا إلى مقر سجنهما صدر الأمر بإطلاق سراحهما فعاد القديسان إلى الدير، وانتقل أبونا المسكين إلى دير المحرق ليعمل أعمال القديسين من غسل وطهي وكنس وخدمة المرضى والشيوخ والزوار.
إنقاذ ضبعة صغيرة:


حدث في إحدى المرات أن كان أبونا المسكين في خلوته في الصحراء وإذا بضبعه تقترب منه وتقوده إلى حيث لا يدرى وإذا بها تصل به إلى مغارة فيدخلها معها وينظر فإذا بالضبعة الصغيرة ابنة الكبيرة ساقطة في بئر جاف فينزل وينقذها وسط مظاهر فرح الضبعة الأم.
سيامته بطريركًا:


كان الأراخنة والأساقفة يتباحثون في من يعتلى السدة المرقسية، وحالما سمع أن اسمه ذُكِر هرب واختفي في قاع مركب فأنطق الله طفلًا يرشد الباحثين عنه. ولما قبضوا عليه قطع لسانه لكي يظهر ناقصًا ولكن الكرامة الإلهية أكملت ضعفه في الحال وعاد لسانه سليمًا فلم يجد مفرًا من القبول بعد استشارة شيوخ الدير، وهكذا انتقل من رعاية الغنم إلى رعاية القطيع البشري في مراعي ملكوت السموات وسط الضيق، وتمت مراسم السيامة في المرقسية بالإسكندرية في 25 يوليو سنة 1378 م.
تواضعه:


لم تغيره رتبة البطريركية عن تواضعه ونسكه وسهره وصلواته وخدماته للكل خصوصًا الرهبان والراهبات إذ كان حنانه قويًا عليهم كأبٍ. وقد وضع جرسًا في منارة القلاية البطريركية بحارة زويلة لينبه به المؤمنين إلى الصلاة ولا يزال هذا الطقس موجودًا إلى الآن في الأديرة خصوصًا في تسبحة نصف الليل.
مع محبته لشعبه وتواضعه كان يعاون العمال في أدنى الأعمال، لكنه كان مهوبًا للغاية. حين يقف أمام الهيكل يسطع وجهه بنورٍ سماويٍ وتلمع عيناه جدًا، متطلعًا إلى السيد المسيح الذي كثيرًا ما كان يظهر له.
ليس غريبًا أن نجد أن المخازن تمتلئ وسط الضيقة والمجاعة وتتحول البطريركية إلى مصدر لإطعام الجميع في مصر دون تفريق، والعجيب أن الذي "أكل خبزي رفع عليَّ عقبه" فكان الذي يشبعون من خير القبط يتحولون ليخربوا الكنائس.
امتاز هذا البطريرك بالشفافية العجيبة ورؤية الأحداث قبل وقوعها. فقد حذر الرهبان من المجاعة كما حذر كثيرين من سوء أفعالهم. وسقط شماس ميتًا عندما كذب وأخفي وثيقة ملكية حديقة ليتامى.
كان صاحب المشورة الصالحة للحكام ولكل من يلجأ إليه. وقد حدث ذات مرة أن أحد البنائين في كنيسة حارة زويلة وقع من أعلى الكنيسة ووقع عليه الحجر الذي يحمله فمات، ولما علم البابا رفعه إلى حيث أيقونة القديسة العذراء مريم شفيعته وصلى ورش عليه الماء فكان كل جزء ينزل عليه الماء يتحرك وقام الميت.
حاول الرعاع كالعادة - رغم تدخل الوالي - أن يحرقوا كنيسة العذراء المعروفة بالمعلقة وكان البابا بالدير، ورموا جمرة متقدة وعندما همَّ الرهبان بإطفائها ساعدتهم السماء إذ أمطرت بغزارة. وحاول المعاندون مرة أخرى حرق دير شهران فسارع البابا إلى الدير وواجههم بذاته وحده صارخًا: "من منكم له سلطان فليقتلني أولًا" فهرب الجميع.
اهتمامه بأولاده:


كان ساهرًا على رعيته، يزورهم ويقضى حاجات المعوزين منهم ويوصى رجال الحكم علي أولاده فنالوا بفضله إكرامًا وتكريمًا، ومن كان منهم في ضيقة أمام رئيسه كانت تتحول إلى نعمة بفضل صلواته. إذ أنكر أحد الرهبان الإيمان وكان عنيفًا يفتري على الرهبان لدى الحكام سأله البعض أن يدعو عليه، أما هو فقال لهم أنه يدعو له ليرده الله إلى الإيمان ويمنحه إكليل الاستشهاد، وقد تحقق له ذلك.
وهبه الله أيضًا نعمة إخراج الشياطين لأن من كان طعامه الصلاة والصوم قوته ترهبه الشياطين.
علاقته بالسلطان برقوق:


كان الشعب يأتي إليه للاستشارة في كل أمورهم الخاصة من أجل حكمته السماوية، حتى السلطان برقوق لم يقبل السلطنة إلا بعد استشاراته، الذي بدوره طلب صلوات الأب مرقس الأنطوني.
لما خلع المملوكان الأميران منضاش ويلبغا السلطان برقوق ونفوه إلى سوريا حاولوا أن يعيثوا فسادًا في مصر عامة ومع الأقباط خاصة ولم يسلم من أيديهم.قام الأول بتعذيب البابا الذي احتمل بشجاعة أخجلت الأمير. أما الثاني فكان عنيفًا في اضطهاده فتحدث معه البابا بشجاعة. فقام بحبسه وأمر بضرب عنقه بالسيف. وإذ قدم البابا رقبته قائلًا: "اضرب سريعًا" ذهل الأمير وأطلقه. وقد سُجن يُلبغا ومات سجينًا بالإسكندرية.
لم تنقض فترة وانقلب المتآمرون على أنفسهم وعاد برقوق إلى مصر وسط تهليل الجميع وعلى رأسهم البابا القبطي وكهنته.
وعندما أراد السلطان برقوق توطيد العلاقة مع أثيوبيا لم يجد سوى البابا القبطي وسيلة لإحلال السلام، فلم يكتب البابا إلى الملك الذي كان على العرش، وكان يدعى "ويدم أصغر" وكان شريرًا، بل كتب لأخيه داود، وعندما تحير حاملو الرسالة نصحهم بعدم التسرع بالحكم عليه، فلما وصلوا إلى أثيوبيا وجدوا أن الملك المغتصب كان قد عُزِل وحل محله من كتب إليه البابا الخطاب. ففرح بالرسالة وسألهم: "أين هديتا البابا: الصليب والمنديل؟" وإذ تعجبوا كيف عرف ذلك قال لهم أنه رأي البابا داخلًا عليه وقد أعطاه صليبًا ومنديلًا هدية، وقد كانت رسالة البابا إليه بالحقيقة كما رأى في رؤياه.
مات برقوق وتولى ابنه الناصر فرج فسلك مسلك أبيه، لكن الأمير سودون اغتصب منه الحكم، وكان عاتيًا، وقد تآمر من رفاق الشر على القضاء على الأقباط. فاعتكف البابا في كنيسة الشهيد أبى سيفين لمدة سبعة أيام بأصوامٍ وصلواتٍ حتى ظهرت له القديسة مريم وطمأنته، فخرج وجهه يسطع كملاكٍ، وإذ طلبه سودون صارحه بكل ما كان ينوي عليه ضد الأقباط ثم أطلقه.
تكرر الضغط على القبط فوجَّه إلى الأمير العاتي الملاك ميخائيل فأرداه قتيلا. وعندما حاول أمير المماليك جمال الدين الفتك بالبابا شخصيًا وأرسل في طلبه صرف البابا الرسل مكرمين طالبًا أن يمهلوه إلى اليوم التالي، وعندما عادوا إليه في اليوم التالي كان قد لبى نداء السماء وفاضت روحه الطاهرة. لكن الله سمح بغضب السلطان عبد العزيز بن برقوق على الأمير فأخذ ماله وأمر الجنود بضربه حتى مات.
حسب وصية البطريرك، الذي كان قد أعلن لتلاميذه موعد انتقاله دفن في دير الخندق (الأنبا رويس حاليًا)، وكانت نياحته في 31 ديسمبر من سنة 1408 م. من العجيب أنه في ليلة وفاة البابا سُمِع من رفات القديسين في دير الأنبا مقار صوت قائل "قوموا افتحوا الباب لأن متاؤس قد حضر"، ولما عرف الرهبان الخبر علموا بالروح أنه انتقل إلى الأمجاد. هذا وقد رؤي البابا يبخر بين الموتى بعد رقاده، وكأنه يجول مفتقدًا أولاده بعد رقاده، وبالحقيقة فان خدام الله يخدمونه في كل وقت حتى وبعد انتقالهم، فإنهم أرواح خادمة.
 
قديم 12 - 10 - 2012, 02:09 PM   رقم المشاركة : ( 1640 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,390

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: القديسين بالحروف الأبجدية

قداسة البابا متاؤس الثالث البابا المائة


رهبنته بدير القديس مقاريوس:

كان أبواه مسيحيين من ناحية طوخ النصارى بإقليم المنوفية، خائفين الرب محبين للغرباء محسنين للفقراء والمحتاجين. رزقهم الله بالابن تادرس، فأحسنا تربيته وأدباه بكل أدب روحاني وعلماه كتب البيعة المقدسة في كُتّاب قريته "طوخ النصارى". وكانت نعمة الله حالة عليه، فانكبَّ على الدرس والتعليم المسيحي إلى أن حركته نعمة الله إلى السيرة الملائكية والحياة النسكية، فمضى إلى برية شيهيت وترهَّب بكنيسة القديس العظيم أبي مقار. جاهد في النسك والعبادة جهادًا بليغًا فسيم قسيسًا. تزايد في التقشف ونما في الفضيلة فسيم قمصًا ورئيسًا على الدير المذكور.

بابا الإسكندرية:

بعد قليل تنيح البابا يوأنس الخامس عشر البطريرك التاسع والتسعون، فاجتمع الأباء الأساقفة وجماعة الكهنة والأراخنة لاختيار من يصلح لاعتلاء الكرسي المرقسي، فهداهم رب الكنيسة إلى "القمص تادرس المقاري" الممتلئ محبة وصلاحا وعلما ومعرفة. تمت سيامته يوم الأحد 8 سبتمبر 1631 م. باسم "البابا متاؤس الثالث"، وكانت رسامته في أيام الأمير حسن قائمقام الوالي موسى باشا المخلوع.
انتعشت الكنيسة في حبرية البابا متاؤس بالصلاة والصوم فامتلأت ربوع البلاد سلامًا، وانطلق الشعب القبطي للتسبيح وسط رجل الله الذي جاب البلاد طولا وعرضًا. ولكن أوعزوا للوالي بضرورة أن يدفع البابا رسمًا معينًا سنويًا، وتشدد الوالي في طلبه من الأراخنة الذين اجتمعوا به، ولأن الله لا يترك نفسه بلا شاهد، وكما قال الكتاب "إن أرضت الرب طرق إنسان يجعل أعداؤه يسالمونه"، اندفع أحد اليهود بغيرة شديدة ودفع المبلغ المفروض عل البابا فورًا على أن يحصل عليه فيما بعد، وانقشعت الغمة.

بركة التسبيح والصلوات:

كانت الضيقة المالية التي عانت منها البطريركية إبان خدمته الدافع وراء التقاء البابا برعيته ورجوعه من رحلاته في صعيد مصر ممتلئ غبطة ومسرة، وانطلقت الألسن والعقول إلى عنان السماء بالتسبيح لرب الكنيسة، فظهرت صلوات التسبحة المقدسة قبطيًا وعربيًا مكتوبة بالألوان، ولأول مرة يصدر مخطوط عن تاريخ زيت الميرون وتقديسه، واستجابت السماء للصلاة والطلبة وزاد نهر النيل وعم الرخاء وانتعشت البلاد ورخصت الأسعار.
عاد النيل للانحسار وقلّت الأرزاق، ورفعت الكنيسة الصلوات كل يوم حتى انفرجت الأزمة، وفرحت الأرض وزادت المحصولات واصلحت الأحوال.
ليس غريبًا أن يصدر الوالي التركي أمرًا بهدم كنيسة كبرى في المحلة الكبرى استعظم على القبط اقتناؤها، ولما أراد أن يدارى سوء فعله بنى مدرسة مكانها.

مطران للأثيوبيين:

أما عن أثيوبيا، فلما عاودت الكنيسة الرومانية إخضاعها لسلطانها رفض الملك فاسيلاوس وطرد الرهبان الروم، وأرسل للبابا السكندري ليرسم مطرانًا للكنيسة فرسم لهم البطريرك القبطي "أنبا مرقس" مطرانًا للأثيوبيين الذي لاقى اضطهادات كثيرة رغم مساندة الملك.

نياحته:

في زيارته الرعوية إلى الوجه البحري زار برما وطنطا ثم اتجه إلى موطنه الأصلي طوخ النصارى الذي قابله شعبها بحفاوة بالغة، وطلبوا إليه أن يمكث وسطهم، فظل بينهم ما يقرب من العام. وفي سبت لعازر سنة 1646 م.، بعد أن انتهى من القداس الإلهي وبارك الشعب وصرفه دخل إلى حجرته ونام نومته الأخيرة ووجهه مشرقًا، مسلمًا روحه الهادئة في يد خالقها، راقدا في شيخوخة صالحة ودفن بكنيسة مارجرجس بطوخ دلكة (طوخ النصارى)، وكان ذلك في أيام السلطان إبراهيم الأول وكان والي مصر محمد باشا بن حيدر باشا.
 
موضوع مغلق

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
ما لم يستطع الناموس أن يتمّمه بالحروف تحقّق بالإيمان
صلوات سهمية بالحروف الأبجدية
ايات بالحروف الابجدية من الكتاب المقدس
توبيكاتنا الجميلة بالحروف الابجدية
الأحباب ينتحرون بالحروف والسهر والحنين


الساعة الآن 05:04 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024