منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05 - 06 - 2024, 08:50 AM   رقم المشاركة : ( 162541 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,860

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة






إن كانت مؤامرات الأشرار ومكايدهم مدبرة بدقة،
ومخفية ليسقط فيها البار، فلا تنزعج؛
لأن كل شيء مكشوف وعريان أمام الله،
وهو قادر أن يكشف هذه الفخاخ، وينقذك منها،
فهو إلهك الذي يحبك، ويرعاك، فتمجده على إنقاذه لك.
 
قديم 05 - 06 - 2024, 08:51 AM   رقم المشاركة : ( 162542 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,860

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




فَيَرْمِيهِمِ اللهُ بِسَهْمٍ. بَغْتَةً كَانَتْ ضَرْبَتُهُمْ.

إن الله أطال أناته على الأشرار، فدبروا مكايد كثيرة، تشمل اختراعات شريرة متنوعة، والله صبر عليهم، ليعطيهم فرصة للتوبة، ولكن إذا أصروا على الشر ينتقم منهم، فيرميهم فجأة بسهم قاتل، كما عاقب هيرودس الملك، الذي وصفه الصيدونيون أنه إله، فتكبر، وظن أنه إله، فحينئذ ضربه الله بالدود فمات (اع12: 22).

نرى هذه الآية في حياة المسيح الذي حاول الأشرار قتله واستطاعوا فعلًا أن يصلبوه، ويموت على الصليب، ولكن بموته داس الموت، وخلص كل المؤمنين به، إذ رفع دين الخطية عنهم، وأعطاهم حياة جديدة.
 
قديم 05 - 06 - 2024, 08:52 AM   رقم المشاركة : ( 162543 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,860

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة






وَيُوقِعُونَ أَلْسِنَتَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ. يُنْغِضُ الرَّأْسَ كُلُّ مَنْ يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ.

ينغض الرأس:
يهز رأسه احتقارًا وسخرية لما يراه.

إذا كان الأشرار يتكلمون بكلام قاسى على البار،

فإن الله يجعل ألسنتهم تأتى على رؤوسهم، أي كلامهم الشرير
ومحاولاتهم اصطياد البار يقعون هم فيها، كانتقام إلهي منهم،
فيتعجب كل من يمر بهم، بل ويسخر منهم؛ لأن شرهم قد أتى عليهم.


 
قديم 05 - 06 - 2024, 08:52 AM   رقم المشاركة : ( 162544 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,860

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




وَيَخْشَى كُلُّ إِنْسَانٍ، وَيُخْبِرُ بِفِعْلِ اللهِ، وَبِعَمَلِهِ يَفْطَنُونَ.

يفطنون:
يفهمون.

بعدما يعاقب الله الأشرار، ويظهر خزيهم أمام الناس، يفهم الكل قوة

الله المساندة للبار، أي داود، ويفهمون تدبير الله، ورعايته لأولاده.

تظهر هذه الآية في المسيح، الذي شمت به اليهود عندما صلب

ومات، ولكنهم فهموا تدبير الله عندما رأوه قد قام من الأموات،
وظهر لتلاميذه، ثم صعد إلى السماء.
 
قديم 05 - 06 - 2024, 08:53 AM   رقم المشاركة : ( 162545 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,860

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




يَفْرَحُ الصِّدِّيقُ بِالرَّبِّ وَيَحْتَمِي بِهِ، وَيَبْتَهِجُ كُلُّ الْمُسْتَقِيمِي الْقُلُوبِ.

في الختام يعلن داود أن الصديق، أي داود، يفرح بعمل الله معه،
وحمايته له، وكيف أبطل مؤامرات الأعداء، وأنقذه منها.
وأيضًا عاقبهم؛ ليثبت داود في إيمانه، بل وكل الأبرار؛
لأن الله ثبت البر، وأظهر بطلان الشر.

تنطبق هذه الآية على المسيح فإنه هو الصديق الذي يفرح بإكمال
سر الفداء، ويبتهج كل تلاميذه بقيامته، ويتشددون؛ لأن الله يحميهم.
 
قديم 05 - 06 - 2024, 08:54 AM   رقم المشاركة : ( 162546 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,860

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة






كن واثقًا من مبادئك وتمسكك بوصايا الله،
حتى لو ظهر تفوق الأشرار المؤقت، ولكن في النهاية
آمن أن الله سيكافئك بالسلام في الأرض،
والفرح العجيب في السماء.
 
قديم 05 - 06 - 2024, 09:13 AM   رقم المشاركة : ( 162547 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,860

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة








المزمور الخَامِسُ والستون
تسبيح الله على إحساناته

لإمام المغنين . مزمور لداود . تسبيحة

"لك ينبغي التسبيح يا الله في صهيون .." (ع1)


مقدمة:

كاتبه: داود النبي.

متى كتب ؟ غير معروف بالتحديد، ويرى البعض أن داود كتبه عندما أصعد تابوت عهد الله من بيت عوبيد أدوم الجتى، الذي ظل فيه ثلاثة أشهر (2 صم6: 13-16).

هذا المزمور ليتورجى، كان يردده بنو إسرائيل في عيد الباكورة (لا23: 9-12)، حيث تكتسى الحقول بالقمح (ع13). والكنيسة تصلى العددين الأول والثانى منه في عيدى الصليب وأحد الشعانين؛ لأن بالصليب والخلاص فتح المسيح الباب لكل العالم؛ ليؤمنوا به، ويسبحوه. وكذلك في صلوات الجناز يقال (ع4) وأيضًا في عيد النيروز تصلى (ع11).

يعتبر هذا المزمور من المزامير المسيانية؛ لأنه نبوة عن المسيح المخلص، الذي يغفر خطايا الذين يؤمنون به (ع3).

هذا المزمور يقدم مع الثلاثة مزامير التالية له تسبيحًا، وشكرًا لله، ويوجد كلمتى مزمور وتسبيحة في العنوان.

لا يوجد هذا المزمور في صلوات الأجبية.




(1) تسبيح المخلص (ع1-4)



ع1: لَكَ يَنْبَغِي التَّسْبِيحُ يَا اَللهُ فِي صِهْيَوْنَ، وَلَكَ يُوفَى النَّذْرُ.


يعلن داود أن الله مستوجب التسبيح في صهيون، حيث هيكله العظيم، وهناك توفى النذور لله، أي العبادة وتقدمات المحبة، وتتم الوعود المقدمة لله؛ لأنه إله قادر على كل شيء، وهو وحده المخلص للإنسان، ومحبته ورعايته تستحق أن نشكره عليها ونسبحه.

صهيون يقصد بها التل المرتفع، المبنى عليه أورشليم، فالتسبيح يرفعنا إلى السماويات، فنحيا في روحانية تسمو على أفكار العالم الشريرة، ونقدم التسبيح في كنيسة العهد الجديد تمهيدًا لتقديم التسبيح الدائم في أورشليم السماوية.

حاول البابليون أن يجعلوا اليهود يسبحون لله في بابل، فرفضوا؛ لأن التسبيح والعبادة لا تكون إلا في أورشليم في هيكل الله، أي في صهيون. ولعل اليهود وهم في السبي كانوا يقولون هذه الآية؛ أن التسبيح ينبغى أن يكون في صهيون فقط، وليس في أي مكان آخر؛ إذ لا يوجد إلا إله واحد هيكله في صهيون.



ع2: يَا سَامِعَ الصَّلاَةِ، إِلَيْكَ يَأْتِي كُلُّ بَشَرٍ.

إذ قدم داود، وكل المؤمنين تسابيحهم في صهيون، سمع الله واستجاب لهم، وهذا شجع البشر في العالم كله أن يؤمنوا بالله، ويصلوا له، ويسبحوه. وهذه نبوة واضحة عن إيمان الأمم، فرغم أن اليهود كانوا يرفضون هذا الأمر، إلا أن داود - كإنسان روحانى - كشف له الله إيمان الأمم.

استماع الله للصلوات يظهر محبته للبشر، وكذلك تمنيات داود أن يأتي إلى الله كل بشر يظهر اتساع قلب داود، ومحبته للأمم؛ لأن داود قد امتلأ قلبه بمحبة الله لكثرة صلواته.



ع3: آثامٌ قَدْ قَوِيَتْ عَلَيَّ. مَعَاصِينَا أَنْتَ تُكَفِّرُ عَنْهَا.

يعتبر داود أن خطاياه قد ثقلت عليه؛ لأن حمل الخطية هو أثقل حمل يعانى منه الإنسان. لكن داود أسرع لله بالتوبة، واعترف بخطاياه، وبمعاناته منها. وفى نفس الوقت أعلن إيمانه بأن الله هو وحده القادر أن يكفر عن هذه الخطايا، ويسامح عنها. وهذه نبوة واضحة عن المسيح الفادى الذي يكفر عن خطايانا.



ع4: طُوبَى لِلَّذِي تَخْتَارُهُ وَتُقَرِّبُهُ لِيَسْكُنَ فِي دِيَارِكَ.
لَنَشْبَعَنَّ مِنْ خَيْرِ بَيْتِكَ، قُدْسِ هَيْكَلِكَ.

تظهر محبة الله في تقديمه المجد السماوى لمن يؤمن به، ويصلى إليه، ويسبحه، ويعترف بخطاياه. ويبين داود النبي أن المجد السماوى يعطى للمختارين، أي الذين آمنوا بالله، فيقربهم الله إليه على الأرض، ويمتعهم ببركاته من خلال عبادتهم له في هيكله، ويشبعهم بمحبته. وهذا الإشباع رمزًا لما يقدمه المسيح في كنيسته للمؤمنين به، حيث يعطيهم ثمار ومواهب الروح القدس، ويشبعهم بأسراره المقدسة، ووسائط النعمة. وكل ما ينالونه في الكنيسة هو أيضًا عربون لما سيتمتعون به إلى الأبد في الملكوت؛ ولهذا تودع الكنيسة أحباءها المنتقلين وتتلو هذه الآية في صلاة الجناز.

† إن الخلاص العظيم الذي أتمه المسيح عنا على الصليب، ويقدمه لنا في الكنيسة على المذبح كل يوم، جسدًا ودمًا حقيقيين يستحق منك الشكر، والتسبيح كل يوم. وعندما تشكر يزداد تمتعك ببركات وعطايا الله في كل وقت.


(2) تسبيح القدير (ع5-8)



ع5: بِمَخَاوِفَ فِي الْعَدْلِ تَسْتَجِيبُنَا يَا إِلهَ خَلاَصِنَا،
يَا مُتَّكَلَ جَمِيعِ أَقَاصِي الأَرْضِ وَالْبَحْرِ الْبَعِيدَةِ.

ظهر عدل الله المخوف عندما قدم الآب أعظم عطية للعالم، ببذل ابنه الوحيد على الصليب. وهذا العدل كان مخيفًا للشياطين الذين قيدهم المسيح بصليبه، وبهذا العدل استجاب الله لأولاده المعترفين له بخطاياهم، ووهبهم خلاصه. وعندما رأى العالم عدل الله المخوف خافوا، وآمنوا به؛ لأنهم رأوا معجزاته وقوته، إذ مجد المعترفين باسمه، وأهلك الخطاة، مثل حنانيا وسفيرة (أع5: 1-11) فهو مخلص أولاده، مثل الرسل الذين قواهم، فخافهم العالم، رغم ضعفهم الشخصى، ونشروا الكرازة في المسكونة كلها، فاتحين باب الخلاص بالمسيح لكل من يؤمن به.

أما خلاص الله العجيب، وعدله المخوف فقد شعرت به الأمم وأنه لا إله إلا هو وحده، فآمنوا به واتكلوا عليه، غير مضطربين لأجل هيجان الأشرار، أو تقلبات الحياة.



ع6: الْمُثْبِتُ الْجِبَالَ بِقُوَّتِهِ، الْمُتَنَطِّقُ بِالْقُدْرَةِ،

المتنطق:
الذي يربط منطقة، وهي حزام يوضع على الوسط.

تظهر قوة الله في أنه يثبت الجبال، وهي أقوى وأرسخ شيء على الأرض، أي أنها ثابتة لا تتزعزع. وأيضًا هو مثبت الجبال المعنوية، والمقصود أولاده القديسين، مثل الرسل، والشهداء، وآباء الرهبنة الذين صمدوا أمام كل حروب إبليس. وعلى العكس كل إنسان اعتمد على قوته، مثل ملوك الأرض، والممالك العظيمة تعرضت كلها للزوال والانقلاب.

الله قادر على كل شيء، ويشبهه داود برجل قد تنطق بالقدرة، فمن يستعد لأى عمل يتنطق بملابسه استعدادًا للعمل، أما الله فله القدرة الكاملة على كل شيء، ولا يعثر عليه أمر، وبالتالي فهو قادر على خلاصنا.

إن كان الله هو مثبت الجبال والمتنطق بالقدرة، فكل من يؤمن به، ويتمسك بوصاياه يكون ثابتًا مثل الجبل ويتنطق بقوة الله، فيصير له قدرة على عمل أعمال عظيمة، وينتصر على الشيطان.



ع7: الْمُهْدِّئُ عَجِيجَ الْبِحَارِ، عَجِيجَ أَمْوَاجِهَا، وَضَجِيجَ الأُمَمِ.

عجيج: الصوت العالى للأمواج المتلاطمة.

ضجيج: الضوضاء والصياح.

تظهر قدرة الله في تهدئة الأصوات العالية، الناتجة من تلاطم الأمواج، والتي ترعب ركاب السفن؛ لأنها تهددهم بالغرق. والبحار ترمز للعالم، وعجيج أمواجها هو الأصوات العالية الخارجة من اضطرابات وتقلبات العالم، هذه يهدئها الله في آذان أولاده، فلا ينزعجون منها. وكذلك ضجيج الأمم، أي كبرياء وهيجان الناس على أولاد الله، ويتدخل فيهدئ قوة الشر، ويحمى أولاده. والله يسمح بهيجان العالم، فهذه طبيعته، ولكن يتدخل ليحمى أولاده، فيحيون في أمان وسلام وسط الاضطرابات؛ لرعايته وقوته.

هذا ما فعله المسيح عندما هاجت الأمواج، وكادت تغرق السفينة التي كان يركبها مع تلاميذه، وقام من نومه، وأمر الرياح والأمواج أن تهدأ فأطاعته، كل هذا بسلطان لاهوته.



ع8: وَتَخَافُ سُكَّانُ الأَقَاصِي مِنْ آيَاتِكَ.
تَجْعَلُ مَطَالِعَ الصَّبَاحِ وَالْمَسَاءِ تَبْتَهِجُ.

أمام آيات الله، مثل الضربات العشر، وشق البحر الأحمر (خر7-14) تنظر الأمم، فتخاف الله إله إسرائيل، حتى أن بعضهم آمن وانضم إلى شعب الله، مثل راحاب (يش6: 25). والآية العظمى هي تجسد المسيح، وفداؤه، كما أعلن أشعياء النبي (اش7: 14).

الطبيعة كلها تفرح بخالقها، ومدبرها، ويختار داود منها الشمس في مطلع الصباح عندما تشرق، ووقت المساء عندما تغرب. والمساء يرمز لوقت الصليب وموت المسيح ودفنه، ومطلع الصباح يرمز لقيامته. كما يرمز الصباح والمساء إلى المشرق والمغرب، أي العالم كله، أي أن المسيح بفدائه وقيامته أبهج العالم كله في الشرق والغرب.

† تأمل قدرة الله في الطبيعة، وفى الكتاب المقدس، فتشعر بعظمته. وهذا يولد فيك مخافته، ومحبته، فتقودك المخافة إلى التوبة عن خطاياك، وتقودك المحبة إلى الالتصاق به، والتمتع بعشرته من خلال الصلوات والقراءات.


(3) تسبيح الراعي (ع9-13)



ع9: تَعَهَّدْتَ الأَرْضَ وَجَعَلْتَهَا تَفِيضُ. تُغْنِيهَا جِدًّا.

سَوَاقِي اللهِ مَلآنَةٌ مَاءً. تُهَيِّئُ طَعَامَهُمْ لأَنَّكَ هكَذَا تُعِدُّهَا.

تظهر رعاية الله للإنسان في اهتمامه بالأرض المزروعة التي تشبع الإنسان، فيعطيها الماء من الأنهار، والينابيع لتروى زرعها. وهذه المياه وفيرة حتى أنها تملأ السواقى التي تروى الأرض، فلا يحتاج الإنسان، ولا يجوع. وتعهد الله للأرض يطمئن الإنسان أن حياته في يد الله الذي يرعاه. ونرى في الشرق أنهارًا عظيمة، مثل النيل، والأردن، ودجلة والفرات، ولو نقصت المياه في هذه الأنهار، فإن الصلاة إلى الله تجعله يملأها، كما حدث في مصر في بداية القرن التاسع عشر، أيام محمد على، عندما صلى البابا بطرس الجاولى. هذه المياه ترمز لعمل الروح القدس، الذي يروى المؤمن، أي الزرع فيثبت في الأرض، أي الكنيسة، ويحيا مع الله.

إعداد الله للأرض لا يقتصر على مياه الأنهار، بل أيضًا يعد الأرض، ويرويها بالأمطار كما في أرض كنعان، فيعطى الله أولاده المطر المبكر، والمتأخر؛ لتسقى النباتات، فيأكلون طعامهم بوفرة. ونرى في الأمطار بركات السماء، التي تهيئ طعام أولاده، ليس فقط المادي، بل بالأحرى الروحي، فيشبعهم دائمًا بمحبته، وعشرته، فيتعلقون به، ويتكلون عليه.



ع10: أَرْوِ أَتْلاَمَهَا. مَهِّدْ أَخَادِيدَهَا. بِالْغُيُوثِ تُحَلِّلُهَا. تُبَارِكُ غَلَّتَهَا.

أتلامها:
جمع تلم وهو شق المحراث في الأرض؛ لتوضع فيه البذور.

أخاديدها: جمع أخدود، وهو شق مستطيل في الأرض، ويحتاج من الفلاح تسويته حتى يستطيع أن يزرع الأرض.

الغيوث: الأمطار.

غلتها: محاصيلها مثل القمح، والشعير ..

إن الله في اهتمامه بطعام الإنسان يهتم بالأرض المزروعة، فيمهد الأرض، ويجعلها مستوية، وتتخلص من أخاديدها، وتصبح صالحة للزراعة. وعندما يشقها المحراث، ويجعل فيها أتلامًا، ويضع فيها الفلاح البذار يرويها الله بالأمطار، ويحلل كتل الطين، أي يفتتها، فتنمو الزروع فيها، وتعطى غلتها بوفرة ببركة الله، لإشباع احتياجات الإنسان الجسدية.

وهكذا أيضًا يهتم الله بالنفس، فيمهدها، أي يزيل نتائج الخطايا منها، ويجعلها مستوية، ويحللها أي يفحصها بالتوبة ومحاسبة النفس، ثم يرويها بمياه الروح القدس، ويغذيها بجسده ودمه، فتنمو روحيًا، وتثمر، ويبارك هذه الثمار الروحية.



ع11: كَلَّلْتَ السَّنَةَ بِجُودِكَ، وَآثارُكَ تَقْطُرُ دَسَمًا.

وهكذا نرى جود الله، ومراحمه يبارك السنة كلها بكل المحاصيل المزروعة فيها، سواء الشتوية أو الصيفية. وتمتلئ الأرض من الخضرة التي تتغذى عليها الحيوانات، وتظهر آثار بركة الأرض المزروعة في حيوانات تعطى ألبانًا ولحومًا مملوءة دسمًا.

الله أيضًا يكلم الإنسان الروحي بمراحمه وجوده طوال السنة، أي طوال عمره، ويحفظه، وينميه، ويباركه، وكذلك تظهر آثار رعايته له، فيعطيه نعمة في أعين من حوله، ويكون قدوة للآخرين، فيؤثر فيهم. وهكذا يظهر دسم عمل النعمة فيه.



ع12: تَقْطُرُ مَرَاعِي الْبَرِّيَّةِ، وَتَتَنَطَّقُ الآكَامُ بِالْبَهْجَةِ.

تقطر:
تفيض.

الآكام: التلال.

إذ يبارك الله الأرض يهتم بكل أنواعها، فالسهول، أو الأودية التي في البرية يعطيها زرعًا تأكله الحيوانات، فتصير مراعى، وإذ تشبع هذه الحيوانات تعطى دسمًا من لحوم وألبان. وكذلك الآكام تمتلئ بالمراعى، وتتغذى عليها الحيوانات، فيصير الكل في بهجة وفرح.

ترمز سهول البرية للمتضعين وكل المؤمنين، أما الآكام فترمز للمتقدمين روحيًا، المرتفعين نحو السماء، أي أن كل المؤمنين يفرحون. وترمز أيضًا البرية إلى الأمم التي كانت قفرًا، وامتلأت بالخضرة بنعمة الله، والآكام ترمز لليهود الذين عرفوا الله، وارتفعوا إليه من أيام الآباء، فعندما آمنوا بالمسيح فرحوا، وابتهجوا.



ع13: اكْتَسَتِ الْمُرُوجُ غَنَمًا، وَالأَوْدِيَةُ تَتَعَطَّفُ بُرًّا. تَهْتِفُ وَأَيْضًا تُغَنِّي.

المروج:
المراعى الخضراء.

تتعطف: تلبس معطفًا (بالطو) أي تكتسى.

برًا: قمحًا.

يواصل داود النبي وصف بركات الله الذي يرعى شعبه، فيبارك في أرضه، ويجعل المروج تمتلئ وتكتسى بالأغنام، وكذلك الأودية أيضًا تكتسى بالقمح. فالإنسان والحيوان يأكلان، وبالتالي يهتف الكل فرحًا؛ لأنه في شبع ويشكر الله.

الأغنام ترمز للمتقدمين روحيًا، والأودية ترمز للمبتدئين؛ الكل يكتسى ويشبع ويشكر الله، فيسبحه ويمجده في فرح.

† ليتك تشكر الله كل يوم على عطاياه، وبركاته لك، الروحية والمادية، فيطمئن ويفرح قلبك، بل تزداد عطايا الله لك، فتصير نورًا للعالم تدعوهم دون أن تتكلم إلى الحياة مع الله، إذ يرون في حياتك الهدوء، والسلام، والسعادة.







المزمور السادس والستون
الجميع يسبحون الله


لإمام المغنين . تسبيحة. مزمور

" اهتفى لله يا كل الأرض .." (ع1)


مقدمة:

لم يذكر اسم كاتب المزمور، فيعد هذا من المزامير التيمية، التي لا يُعرف كاتبها، وقد يكون كاتبه داود، أو أي شخص آخر.

هذا المزمور ليتورجي، يقدم تسبيحًا لله، ويدعو الأمم لتسبيحه.

هذا المزمور نبوة عما حدث أيام حزقيا الملك، عند انكسار أشور أمامه، وعن انتصار المكابيين على اليونان، وتسبيحهم لله.

هذا المزمور نبوة واضحة عن إيمان الأمم بالمسيح، وتسبيح كل الأرض؛ يهودًا وأمميين له.

يحمل هذا المزمور نبوة أيضًا عن قيامة المسيح واهب الحياة (ع9)، ويوجد في عنوان هذا المزمور في الترجمة السبعينية كلمة "للقيامة".

لا يوجد هذا المزمور في صلوات الأجبية.



(1) كل الأرض تسبح الله (ع1-4):



ع1، 2: اِهْتِفِي للهِ يَا كُلَّ الأَرْضِ! رَنِّمُوا بِمَجْدِ اسْمِهِ.
اجْعَلُوا تَسْبِيحَهُ مُمَجَّدًا.

ينادى كاتب المزمور البشر جميعًا أن يهتفوا لله، أى يعلنوا فرحهم بالتهليل، والتسبيح، ويرنموا، أي يستمروا في صلوات الفرح، ممجدين الله على أعماله العظيمة، سواء غفرانه لخطاياهم إن كانوا يقدمون توبة، أو إنقاذهم من ضيقات، كما أعاد المسبيين من بابل إلى أورشليم، وبنوا الهيكل، أو لأجل قيامة المسيح من الأموات، ليعلن للبشرية النصرة على إبليس، والحياة الجديدة.

الترنيم والهتاف لمجد اسم الله، وليس لمجدنا الشخصى، والترنيم هو أسمى الصلوات؛ لأنه لا يطلب شيئًا للإنسان، بل هو فقط لمجد الله. والترنيم يكون بالشفاة، وأيضًا بالأعمال الصالحة.



ع3: قُولُوا للهِ: «مَا أَهْيَبَ أَعْمَالَكَ! مِنْ عِظَمِ قُوَّتِكَ تَتَمَلَّقُ لَكَ أَعْدَاؤُكَ.

أهيب:
أرهب وأعظم.

تتملق لك: تخادعك وتكذب عليك.

يعلم كاتب المزمور البشر عند هتافهم لله أن يقولوا له ما أهيب أعمالك، وما أعظمها، سواء في خليقته العظيمة، أو في إنقاذه لشعبه مثل إخراجهم من مصر بالضربات العشر، وعبورهم البحر الأحمر، وكيف عالهم بالمن والسلوى من السماء، والماء من الصخرة !

عندما يرى الوثنيون أعمال الله العظيمة يخافونه جدًا، فيتملقونه، أي يكذبون معلنين خضوعهم له، ثم يتراجعون عن هذا الإيمان الظاهرى، مثلما أعلن فرعون خضوعه لله أثناء الضربات العشر، ثم عاد وقسى قلبه.



ع4: كُلُّ الأَرْضِ تَسْجُدُ لَكَ وَتُرَنِّمُ لَكَ. تُرَنِّمُ لاسْمِكَ». سِلاَهْ.

كل الأرض يقصد بها البشرية كلها، أي اليهود والأمم. فهذه نبوة عن إيمان الأمم، فتأتى وتسجد في خضوع لله، معلنة إيمانها. وحينئذ تستطيع أن ترنم لاسمه القدوس.

تنتهي هذه الفقرة بكلمة سلاه، وهي وقفة موسيقية للتأمل في عظمة الله، ومجده.

† لا تحرم نفسك من متعة تسبيح الله، فترتفع عن الأرضيات، وتنجذب نحو محبة الله، فتشعر بوجوده معك، وتشتاق للسماء، فتسلك سلوكًا روحيًا في خطواتك على الأرض.


(2) أعمال الله العظيمة (ع5-7):



ع5، 6: هَلُمَّ انْظُرُوا أَعْمَالَ اللهِ. فِعْلَهُ الْمُرْهِبَ نَحْوَ بَنِي آدَمَ!
حَوَّلَ الْبَحْرَ إِلَى يَبَسٍ، وَفِي النَّهْرِ عَبَرُوا بِالرِّجْلِ. هُنَاكَ فَرِحْنَا بِهِ.

ينادى كاتب المزمور -بالروح القدس- الذين آمنوا، وسبحوا الله أن ينظروا بقلوبهم إلى أعمال الله العظيمة التي عملها مع شعبه، مثل شق البحر الأحمر، وتحويل قاعه إلى أرض يابسة، وكذلك شق نهر الأردن، وجعل قاعه أيضًا أرضًا يابسة، حتى أن بني إسرائيل استطاعوا أن يسيروا عليها بأقدامهم، ويعبروا إلى البر الآخر. والروح القدس ينادينا دائمًا لنرى بقلوبنا، ونستعيد، ونتذكر بعقولنا أعمال الله معنا. وهذا يدخلنا في إحساس فرح عجيب، فنفرح كما فرح شعب الله قديمًا، عند عبورهم البحر الأحمر، ونهر الأردن. وهذا العبور يرمز للمعمودية، التي عبرنا بها من الموت إلى الحياة، فنظل في فرح دائم.

عندما نتذكر أعمال الله العظيمة في شق البحر والنهر نفرح، مع أن الحدث لم يحدث معنا، والمفروض أن من حدث معهم قد فرحوا، ولكننا كلنا الذين نؤمن بالله نفرح معًا، فنفرح بأعمال الله القديمة، والحاضرة التي تحدث معنا، بل والمستقبلة أيضًا، أي نفرح بإيمان الذين لم يؤمنوا بعد، وهذا يبين وحدة الكنيسة على مدى الأجيال.



ع7: مُتَسَلِّطٌ بِقُوَّتِهِ إِلَى الدَّهْرِ. عَيْنَاهُ تُرَاقِبَانِ الأُمَمَ.
الْمُتَمَرِّدُونَ لاَ يَرْفَعُونَ أَنْفُسَهُمْ. سِلاَهْ.

يظهر من الآيات السابقة قوة الله وسلطانه على الأرض كلها، وإن كان البعض لا يؤمنون به، ويقاومون، فعينا الله تراقبانهم، حتى إذا تمردوا يعاقبهم، كما حدث مع فرعون عندما زاد إذلاله لشعب الله، وتكبر جدًا، فضربه الله بالضربات العشر، ثم أغرقه في البحر. فلا يستطيع المتمرد على الله أن يرفع نفسه فوق الله، لكن الله يطيل أناته، ويعطيه فرصة للتوبة، وإن لم يتب ينتقم منه.

في نهاية هذه الفقرة توجد كلمة سلاه، وهي وقفة موسيقية للتأمل في قوة الله وسلطانه؛ لنخافه ونبتعد عن كل خطية.

† عندما تقرأ الكتاب المقدس، وترى أعمال الله العظيمة قدم له الشكر، والتمجيد، واثقًا أن الله هو هو أمس واليوم وإلى الأبد، فيطمئن قلبك، ويفرح ويزداد تسبيحك له.


(3) تسبيح المؤدب الشافي (ع8-12):



ع8: بَارِكُوا إِلهَنَا يَا أَيُّهَا الشُّعُوبُ، وَسَمِّعُوا صَوْتَ تَسْبِيحِهِ.

ينادى كاتب المزمور الذين آمنوا من الأمم؛ ليباركوا الله إلهنا، أي إله اليهود المؤمنين به، ثم يطالب الذين آمنوا من الأمم أن يسمعوا أصوات تسابيحهم لمن حولهم،سواء الذين آمنوا ليثبتوا في إيمانهم، أو الذين لم يؤمنوا بعد؛ ليدعونهم إلى الإيمان. وتسميع أصواتهم ليس فقط بالشفاه، بل بالأحرى بالأعمال، وكذلك بإعلان أعمال الله، وعجائبه معهم.



ع9: الْجَاعِلَ أَنْفُسَنَا فِي الْحَيَاةِ، وَلَمْ يُسَلِّمْ أَرْجُلَنَا إِلَى الزَّلَلِ.

الزلل:
الانزلاق والسقوط.

إن الله أعطى الإنسان الحياة، عندما نفخ فيه نسمة حياة، وخلقه من تراب، ثم أعطاه الوصية ليحيا بها. وعندما سقط أعطاه الوعد بالحياة أن نسل المرأة يسحق رأس الحية (تك3: 15). ثم تمم وعد الحياة بتجسده وفدائه، وقيامته، فصار المسيح حياتنا، وبقوته يحمينا من السقوط في الخطية، وإن سقطنا يقيمنا. وبدوام ثباتنا على المسيح صخرتنا لا تزل أقدامنا.



ع10، 11: لأَنَّكَ جَرَّبْتَنَا يَا اَللهُ. مَحَصْتَنَا كَمَحْصِ الْفِضَّةِ.
أَدْخَلْتَنَا إِلَى الشَّبَكَةِ. جَعَلْتَ ضَغْطًا عَلَى مُتُونِنَا.

متوننا:
ظهورنا.

الله في اهتمامه بأولاده يسمح لهم بالتجارب لتنقيهم من كل شر، كما تمحص الفضة لفصلها عن الشوائب والأوساخ، فيصير أولاد الله أنقياء من كل وسخ الخطية.

كذلك يسمح الله بضيقات لأولاده بأن يسقطوا في شبكة الأعداء، وأيضًا يضع عليهم أحمالًا ثقيلة فوق ظهورهم، حتى يكادوا يسقطون من شدة الحمل، كما سمح لأولاده بالذل في مصر قبل أن يحررهم على يد موسى، وكذلك ذل السبي في أشور وبابل قبل أن يعيدهم إلى بلادهم.



ع12: رَكَّبْتَ أُنَاسًا عَلَى رُؤُوسِنَا.
دَخَلْنَا فِي النَّارِ وَالْمَاءِ، ثُمَّ أَخْرَجْتَنَا إِلَى الْخِصْبِ.

استمرارًا في تأديب الله لأولاده سمح لهم أن يتسلط عليهم أعداؤهم، كما حدث في مصر أيام موسى، فركب الأعداء على رؤوس بنى إسرائيل وأذلوهم، ولكن تتدخل نعمة الله، فبعد أن كادوا يهلكون غرقًا في ذل السخرة، ونار العبودية، أخرجهم الله بيد رفيعة، بعد أن ضرب المصريين بالضربات العشر، وأجاز شعبه في البحر الأحمر، ولم يغرقوا بل غرق فرعون وجيشه، وعبروا في برية سيناء، وأدخلهم إلى أرض كنعان، الأرض الخصبة التي تفيض لبنًا وعسلًا.

† احتمل الضيقات، فإنها مؤقتة، ويعقبها بركات كثيرة، كما أنها تخلصك من خطاياك، وتحيا في التوبة، وتتعلم منها فضائل، مثل الاتضاع والإيمان والصلاة.


(4) إيفاء النذور والتقدمات (ع13-15):

ع13-15: أَدْخُلُ إِلَى بَيْتِكَ بِمُحْرَقَاتٍ، أُوفِيكَ نُذُورِي الَّتِي نَطَقَتْ بِهَا شَفَتَايَ، وَتَكَلَّمَ بِهَا فَمِي فِي ضِيقِي. أُصْعِدُ لَكَ مُحْرَقَاتٍ سَمِينَةً مَعَ بْخُورِ كِبَاشٍ. أُقَدِّمُ بَقَرًا مَعَ تُيُوسٍ. سِلاَهْ.

بعد أن تكلم الكاتب بصيغة الجمع يتكلم هنا بصيغة المفرد؛ ليعلن أهمية العبادة الجماعية، وأهمية العلاقة الفردية أيضًا مع الله. فقد مرَّ الكاتب بضيقات، ونذر لله نذورًا إذا أنقذه منها. وتدخل الله، وأنقذه، فأتى إلى بيت الله ليوفى النذور. وهذا يبين مدى أمانته، فإن كان يطلب في ضيقته، ولكن يحرص أيضًا أن يوفى النذور، ويشكر بعد زوال الضيقة.

النذور والتقدمات تشمل ما يلي:

أ -
محرقات: وهي ذبائح تحرق بالكامل أمام الله، وترمز للمسيح الذي مات لأجلنا على الصليب. وهذه المحرقات متنوعة؛ ثيران وتيوس، وبقر، وكباش، فهي تقدم عن الشعب كله، والرؤساء، وعامة الشعب.

ب -
بخور: يرمز للمسيح أيضًا، الذي قدم ذاته على الصليب، فاشتمه أبوه الصالح رائحة ذكية.

لعل هذه الآيات تعبر بروح النبوة عن اشتياقات المسبيين الراجعين لأورشليم؛ ليوفوا نذورهم شكرًا لله، الذي ساعدهم في بناء الهيكل، وإعادة العبادة فيه.

تنتهي هذه الفقرة بكلمة سلاه، وهي وقفة موسيقية للتأمل في اشتياقات القلب لعبادة الله بالصلاة، وبذل كل جهد من أجله.

† كن سخيًا فتقدم محرقات سمينة، أي من أفضل وقتك ومواهبك وكل قدراتك؛ لأن المسيح وهبك حياته كلها على الصليب، ويقدم لك أغلى شيء في الوجود جسده ودمه على المذبح كل يوم.


(5) تسبيح خائفي الله (ع16-20):



ع16، 17: هَلُمَّ اسْمَعُوا فَأُخْبِرَكُمْ يَا كُلَّ الْخَائِفِينَ اللهَ بِمَا صَنَعَ
لِنَفْسِي. صَرَخْتُ إِلَيْهِ بِفَمِي، وَتَبْجِيلٌ عَلَى لِسَانِي.

تبجيل:
تعظيم.

يحدث كاتب المزمور خائفى الله؛ لأن الذي يخاف الله يبتعد عن الخطية، ويتنقى، ويستطيع أن يسبح الله. ويخبرهم كاتب المزمور عن أعمال الله، ليست فقط التي يعملها مع شعبه، مثل عبور البحر الأحمر، وعبور نهر الأردن (ع6). ولكن يخبرهم أيضًا بأعمال الله معه، فيصرخ مسبحًا، وممجدًا الله بلسانه، أي أن أعمال الله قديمة، ومعاصرة، وفى كل جيل يشعر أولاده بأعماله العظيمة معهم فيمجدوه.

إنه يخبر خائفى الله بأعمال الله معه؛ ليشتركوا معه في تمجيد الله؛ لأن قوة الله هي سبب كل بركة في حياة كاتب المزمور، وكل خائفى الله، ولذا وجب تمجيد الله.



ع18، 19: إِنْ رَاعَيْتُ إِثْمًا فِي قَلْبِي لاَ يَسْتَمِعُ لِيَ الرَّبُّ.
لكِنْ قَدْ سَمِعَ اللهُ. أَصْغَى إِلَى صَوْتِ صَلاَتِي.

راعيت:
احتفظت وتمسكت.

يعلن كاتب المزمور شرط ضرورى لاستجابة الصلاة، وهو التوبة عن كل خطية، أما من يصر على الخطية، أو يتهاون معها، أو يبررها تظل في قلبه، ولا يستجيب له الله. فضعف الإنسان لا يعطل عمل الله، أما الإصرار على الخطية واستباحتها هو الذي يغضب الله، فلا يصغى، ولا يستجيب الله للصلوات.

الكاتب هنا عندما لا يراعى إثمًا في قلبه، ليس هذا عن كبرياء، بل لأنه يسلك في طريق الله، فيتوب أولًا بأول عن كل خطية. فهو يترجى الله باتضاع واحتياج وتوبة.



ع20: مُبَارَكٌ اللهُ، الَّذِي لَمْ يُبْعِدْ صَلاَتِي وَلاَ رَحْمَتَهُ عَنِّي.

في الختام يبارك كاتب المزمور الله؛ لأجل أمرين:

قبوله الصلوات.

مراحم الله التي أفاضها عليه، وتشمل سلامه الداخلي، ومحبته لله، وإنقاذه من أتعاب كثيرة..

وقبول الصلوات هو أيضًا من رحمة الله، ولذا وجب في نهاية كل أمر أن نشكر الله، ونباركه.

† تمسك بمخافة الله حتى تتنقى من خطاياك، وترتفع صلواتك إلى الله، فيستجيبها، وتتمتع بمراحمه الغزيرة.







المزمور السابع والستون
فرح الأمم بالخلاص


لإمام المغنين على ذوات الأوتار . مزمور . تسبيحة

" ليتحنن الله علينا وليباركنا . لينر بوجهه علينا .. " (ع1)


مقدمة:

كاتبه غير معروف، وهو بالتالى يصنف ضمن المزامير اليتيمة، ولكن البعض ينسبه إلى داود.

يغنيه مجموعة من المغنين لهم قائد، أو إمام.

يصاحب ترديد هذا المزمور آلة موسيقية تسمى ذات الأوتار، وهي آلة وترية مثل العود.

نرى في عنوان المزمور أنه تسبيحة، فهو شكر وحمد لله من أحبائه المؤمنين به، ودعوة للعالم كله أن يشترك في تسبيحه.

هذا المزمور نبوة واضحة عن إيمان الأمم بالمسيح وتسبيحهم له.

يعتبر هذا المزمور ليتورجى، إذ كان يردد في العهد القديم في عيد الحصاد، أو البنطقستى، ويردد أيضًا في عيد المظال. وكان يدعى مزمور البركة، إذ تتكرر فيه كلمة البركة ثلاث مرات.

تردد الآية الأولى من هذا المزمور في ختام صلاة رفع بخور عشية وباكر.

يوجد هذا المزمور في الأجبية بصلاة باكر والساعة السادسة، ليبدأ اليوم بالبركة، وكذلك في الساعة السادسة نال العالم البركة بصلب المسيح، وفدائه له.



(1) معرفة الله مقدمة لكل البشر (ع1، 2):



ع1: لِيَتَحَنَّنِ اللهُ عَلَيْنَا وَلْيُبَارِكْنَا. لِيُنِرْ بِوَجْهِهِ عَلَيْنَا. سِلاَهْ.


يطلب كاتب المزمور لنفسه، ولشعبه رأفة الله، ومراحمه، وبركاته، وإذ يتقدم باتضاع واحتياج لا يجد أمامه قضاء الله وعدله، بل رأفته وبركته. وينير الله عليه، فيقدسه، ويباركه، ويعطيه فهمًا روحيًا، ومعرفة شخص الله العظيم.

إذ ينال الإنسان بركة الله ورأفته، يستطيع أن ينير لغيره، ويتحول إلى إنسان روحي، يتراءف ويرحم من حوله.

تتم هذه المراحم والاستنارة في المسيح المتجسد في ملء الزمان، فيحول المؤمنين به إلى ملائكة أرضيين يعرفون الله ويوصلون معرفته للآخرين.

تنتهي هذه الآية بكلمة "سلاه" وهي وقفة موسيقية للتأمل في حنان الله، وبركاته، ومعرفته التي ينعم بها على الجميع.



ع2: لِكَيْ يُعْرَفَ فِي الأَرْضِ طَرِيقُكَ، وَفِي كُلِّ الأُمَمِ خَلاَصُكَ.

عندما يفيض الله مراحمه على العالم، وينيره بوجهه، يُعرف العالم طريقه، أي وصاياه، وخلاصه المقدم للكل؛ الأمم؛ بالإضافة لليهود، وهو الصليب والفداء.

الطريق هو المسيح قال "أنا هو الطريق .." (يو14: 6)، فهو الذي يخلص المؤمنين به، ويوصلهم إلى الملكوت.

† تأمل في محبة المسيح على الصليب، فهو يسعى لخلاصك، واستنارتك الروحية. وعندما تتأمل، يمتلئ قلبك طمأنينة، وفرح، وأشواق لمعرفة الله، والتمتع بعشرته.


(2) إيمان الأمم وتسبيحهم (ع 3-5):



ع3: يَحْمَدُكَ الشُّعُوبُ يَا اَللهُ. يَحْمَدُكَ الشُّعُوبُ كُلُّهُمْ.

عندما نالت شعوب العالم، أي الأمم خلاص المسيح رفعت صوتها بالحمد والشكر لله، وبدأت تقدم عبادة لله مع باقي المؤمنين. كل هذا تم في ملء الزمان، بفداء المسيح، وهذه الآية تتكلم بروح النبوة عن انتشار الإيمان بالمسيح بين الأمم.



ع4: تَفْرَحُ وَتَبْتَهِجُ الأُمَمُ لأَنَّكَ تَدِينُ الشُّعُوبَ بِالاسْتِقَامَةِ،
وَأُمَمَ الأَرْضِ تَهْدِيهِمْ. سِلاَهْ.

تظل الأمم التي آمنت بالمسيح، وتعبده في حالة فرح مستمر بعشرته، خاصة وأنهم يتمتعون بقيادة الله المستقيم الرأى، فيدينهم ويحكمهم بالحق، وليس مثل أهل العالم المعرضين للخطأ والانحراف، والتحيز.

الله يسعى نحو الأمم التي لم تؤمن بعد، فيبشرهم ليهديهم إليه ويؤمنون، ويشتركون مع باقي الذين آمنوا من الأمم في عبادة الله، وتسبيحه. وعندما يأتي يوم الدينونة يدينهم باستقامة، فينالون أمجاد الملكوت، أما الأشرار، وغير المؤمنين فيلقون في العذاب الأبدي.

تنتهي هذه الآية بكلمة "سلاه" وهي وقفة موسيقية للتأمل في الله ضابط الكل، والذي سنقف أمامه يوم الدينونة.



ع5: يَحْمَدُكَ الشُّعُوبُ يَا اَللهُ. يَحْمَدُكَ الشُّعُوبُ كُلُّهُمْ.

بعد فرح الأمم التي آمنت بالمسيح بخلاصه وعبادته، اطمأنت أيضًا إلى أن الديان العادل في يوم الدينونة هو المسيح نفسه إلههم، الذي سيدخلهم إلى الملكوت، فشكروا الله كل يوم؛ لأجل كل ما أعده لهم في السماء.

† ليتك تشكر الله كل يوم على خلاصه، وعلى الملكوت الذي أعده لك حتى يرتفع قلبك عن الخطية، وماديات العالم، ويتعلق قلبك بمحبة الله، الذي أعطاك نفسه على الصليب، ويعطيك تذوق حلاوته على الأرض، وسيعطيك ما لا تستطيع أن تتخيله في الملكوت.



(3) بركة الله ومخافته (ع6، 7):



ع6: الأَرْضُ أَعْطَتْ غَلَّتَهَا. يُبَارِكُنَا اللهُ إِلهُنَا.


كُتِب هذا المزمور في وقت الحصاد؛ لذا يعلن كاتب المزمور أن هذه الغلة هي بركة الله المعطاة لأولاده؛ لإشباع احتياجاتهم. فهو يبين عناية الله بأولاده.

إن الأرض ترمز للبشر، والغلة هي إيمانهم بالمسيح، هذه هي البركة الحقيقية، التي يهبها الله للبشر. والأرض أيضًا إذ ترمز للبشر الذين منهم العذراء مريم، فتكون الغلة هي ثمرة بطنها، أي المسيح المولود منها.



ع7: يُبَارِكُنَا اللهُ، وَتَخْشَاهُ كُلُّ أَقَاصِي الأَرْضِ.

إذ يرى البشر أن الله هو سبب البركة التي تحييهم، يثقون أن حياتهم في يده، فيخافونه، ومخافته تبعدهم عن الخطية، وتنقى قلوبهم فيعاينونه وهم على الأرض، ويتمتعون بعشرته.

عندما يتمتع البشر ببركات الله المادية على الأرض يشكرونه، ويميلون لكل عمل صالح، ويستعدون ليوم الدينونة، ويحيون كل يوم في مخافة الله.


† ما هي الغلة التي تنتجها؟ إنها الثمار الروحية، فافحص نفسك هل تنفذ الوصية، وتظهر في حياتك؟ فعندئذٍ تكون نورًا للعالم وملحًا للأرض.




المزمور الثَّامِنُ والستون
الله مخلص شعبه ومنتقم من أعدائه

لإمام المغنين لداود . مزمور تسبيحة

" يقوم الله يتبدد أعداؤه يهرب مبغضوه من أمام وجهه .. " (ع1)


مقدمة:

1. كاتبه: داود النبي.

2. متى كتب ؟

أ - عند إصعاد داود تابوت عهد الله من بيت عوبيد أدوم الجتي (2 صم6: 12-15).

ب - كتبه داود بروح النبوة عن أحداث مستقبلية مثل انتصارات الله أيام حزقيا الملك على سنحاريب (2 أى32: 20-23)، أو السنوات الأخيرة من السبي البابلي، أو انتصارات المكابيين في القرن الثاني قبل الميلاد.

3. كان موسى عند نقله خيمة الاجتماع وتحركه من مكان لآخر يردد بداية هذا المزمور (ع1) (عد10: 35).

4. هذا المزمور من المزامير المسيانية؛ لأنه يتكلم عن حياة المسيح على الأرض وقيامته وصعوده.

5. اقتبس بولس الرسول (ع18) في رسالة أفسس (أف4: 8).

6. تقتبس مقدمة هذا المزمور (ع1) في أوشية الاجتماعات بالقداس الإلهي، وتوجد أيضًا في مقدمة صلاة نصف الليل.

7. هذا المزمور لا يوجد في صلوات الأجبية.




(1) فرح الصديقين بالله المنتصر (ع1-6):



ع1: يَقُومُ اللهُ. يَتَبَدَّدُ أَعْدَاؤُهُ وَيَهْرُبُ مُبْغِضُوهُ مِنْ أَمَامِ وَجْهِهِ.

كان موسى يردد هذه الآية عند تحرك تابوت عهد الله، وخيمة الاجتماع من مكان إلى آخر من برية سيناء، معلنًا قوة الله، الذي يؤمن به شعبه، ويخاف منه أعداؤه، الذين لم يؤمنوا به، ولكنهم يعرفون قوته، وأهمهم الشياطين والآلهة الوثنية، والشعوب التي تتبعهم.

هذه الآية نبوة عن المسيح الذي يقوم من الموت في اليوم الثالث، مقيدًا الشيطان، وكذلك هي نبوة عن القيامة الثانية، ويوم الدينونة حيث يختبئ مبغضو الله من أمام وجهه (رؤ6: 16).



ع2، 3: كَمَا يُذْرَى الدُّخَانُ تُذْرِيهِمْ. كَمَا يَذُوبُ الشَّمَعُ قُدَّامَ النَّارِ
يَبِيدُ الأَشْرَارُ قُدَّامَ اللهِ. وَالصِّدِّيقُونَ يَفْرَحُونَ.
يَبْتَهِجُونَ أَمَامَ اللهِ وَيَطْفِرُونَ فَرَحًا.

يذرى: يُشتت ويبدد.

يطفرون: يقفزون.

ليس للأشرار قوة أمام الله، والمقصود بالأشرار الشياطين وكل من يتبعهم. ويشبههم بالدخان الذي تبدده الرياح، أو يذرى مثل القش، ويتطاير في الهواء، فيبتعد عن حبات القمح. وهكذا لا يوجد الدخان ويتبدد القش.

يشبه الأشرار أيضًا بالشمع الذي يذوب بحرارة النار، بل ويتطاير فلا يوجد. والنار ترمز لعمل الروح القدس الذي يحرق الخطايا من الإنسان فيتنقى؛ هذا بالنسبة للأبرار، أما الأشرار، أو الشياطين فتحترق كل أعمالهم بنار الروح القدس ولا توجد.

عندما يرى الصديقون قوة الله التي تبدد الأشرار، وأعمالهم - والتي شبهها بالريح الإلهية والنار التي في نفس الوقت تنقى الصديقين - يفرحون، وبنقاوة قلوبهم يعاينون الله، فتزداد بهجتهم، بل تتحرك مشاعرهم، ويقفزون متهللين ومسبحين لله، من أجل قوته وأعماله العظيمة معهم، وكيف أنه يحميهم من الشرور المحيطة بهم.



ع4: غَنُّوا للهِ. رَنِّمُوا لاسْمِهِ. أَعِدُّوا طَرِيقًا لِلرَّاكِبِ
فِي الْقِفَارِ بِاسْمِهِ يَاهْ، وَاهْتِفُوا أَمَامَهُ.

القفار:
الصحارى التي ليس فيها ماء، ولا نبات، ولا إنسان.

ياه:
اختصار يهوه، وهو اسم الله.

يطالب داود النبي أولاد الله أن يهتفوا باسمه، ولعله كان آتيًا بتابوت عهد الله من بيت عوبيد أدوم الجتى، فالله راكب في تابوت عهده بعدما تغرب عند الفلسطينيين الأمميين، ويعود الآن بيد داود إلى أورشليم مدينته المقدسة. فوجوده عند الأمم يرمز إليه بالقفار، أما وجوده بين أولاده فهو بهذا داخل الأرض الجيدة، حيث أولاده الذين ينبتون ويثمرون ثمارًا صالحة، واسمه يهوه واضحًا، ومعلنًا بين شعبه؛ لذا فيمهدون طريقه بالهتاف والتمجيد، فيفرحون، ويفرحون قلب الله.

الله الراكب الآتي من القفار هو المسيح المتجسد، الذي أعلن اسم الله القدوس؛ لأن الله لم يره أحد، ولكن الابن الوحيد الذي هو في حضن الآب هو خبر (يو1: 18)؛ لذا هتفت الملائكة، وأولاد الله المؤمنون مثل العذراء؛ لتجسده العظيم.



ع5: أَبُو الْيَتَامَى وَقَاضِي الأَرَامِلِ، اَللهُ فِي مَسْكِنِ قُدْسِهِ.

عندما يكون الإنسان بعيدًا عن الله يكون كاليتيم، أى الذي بلا أب، وكالأرملة، أي التي بلا رجل وسند، ولكن بالإيمان يقتنى الإنسان الله في داخله، فيقدسه الله ويسكن فيه، فيصبح الإنسان مسكن قدس الله، أي أن الله يعتنى بأولاده الضعفاء المحتاجين إليه، فيشبعهم ويرفعهم، ويقدسهم، فيكونوا أسمى من العالم كله؛ لأنه يسكن فيهم، بعد أن خلصهم من الشيطان الذي سيطر عليهم عندما عبدوا الأوثان، أو انغمسوا في الشهوات، وحولهم من أيتام إلى مؤمنين فخورين بأبيهم، ومن أرامل إلى عروس له.

مسكن قدس الله هو أيضًا أورشليم حيث تابوت عهد الله، وهو أيضًا تجسده في ملء الزمان، وكذلك هو أورشليم السمائية أي الملكوت، بالإضافة إلى أنه النفس البشرية التي يسكنها الله، كما ذكرنا قبلًا.



ع6: اَللهُ مُسْكِنُ الْمُتَوَحِّدِينَ فِي بَيْتٍ.
مُخْرِجُ الأَسْرَى إِلَى فَلاَحٍ. إِنَّمَا الْمُتَمَرِّدُونَ يَسْكُنُونَ الرَّمْضَاءَ.

فلاح:
صلاح ونجاح.

الرمضاء: الأرض الجافة والساخنة من شدة حرارة الشمس.

المتوحدون هم الذين ليس لهم من يهتم بهم، والذين انفصلوا عن الآخرين، ويقصد بهم شعبه اليهود الذين انفصلوا عن العالم وعبدوا الله، فيسكنهم في بيته، ويحل في وسطهم. والمتوحدون أيضًا هم الأيتام والأرامل، وكل إنسان يعانى من ضعف يهتم به الله، ويعطيه استقرارًا، بل تميزًا، إذ يستقر بين يدي الله. وكل من استعبد للخطية وصار أسيرًا لها يحرره الله ما دام قد آمن به وتاب، ويعطيه نجاحًا في حياته.

على الجانب الآخر فالمتمردون على الله والرافضون وصاياه والإيمان والحياة معه يبقيهم الله في جهنم والعذاب الأبدي، حيث النار التي لا تطفأ، ويحرمون تمامًا من رؤية الله، والتمتع به.

† الله الحلو متاح لك أن تتمتع برؤيته، وعشرته، فلا تنشغل عنه، واعلم أن خطاياك التي تفصلك عنه يمكنك التخلص منها بالتوبة، مهما سيطرت عليك. وثق أنه سيساعدك، ويحررك من خطاياك، بل وينجحك في كل خطواتك، ويعطيك استقرارًا داخليًا، وتتلذذ بالوجود معه.





ع7: اَلَّلهُمَّ، عِنْدَ خُرُوجِكَ أَمَامَ شَعْبِكَ، عِنْدَ صُعُودِكَ فِي الْقَفْرِ. سِلاَهْ.

يحدثنا داود عن خروج الله أمام شعبه ليحررهم من عبودية مصر، فسار أمامهم بعمود سحاب نهارًا ليظللهم من حرارة الشمس، وبعمود النار ليلًا لينير لهم الطريق، وعبر البحر الأحمر، وسار بهم في البرية الجرداء، أى سيناء، فأطعمهم، ورواهم، وحفظهم حتى أتى بهم إلى أرض كنعان. وظل الله يخرج أمام شعبه من خلال أعماله العظيمة معهم، وما زال حتى الآن.

المسيح خرج أمام كنيسته وعبر بها من الموت إلى الحياة بصليبه، وبعد قيامته صعد إلى السموات مرتفعًا عن برية هذا العالم. وكل من يؤمن بالمسيح يراه قائدًا له في العالم. حتى يصعده للسموات. والله يظهر لأولاده المؤمنين به، وليس لكل العالم. فقد تمتع شعب الله قديمًا، والكنيسة حديثًا برعاية الله وقيادته؛ حتى لو كان منظرهم في ضيق ولكنهم في الحقيقة منتصرين وفرحين لوجود المسيح في وسطهم.

إن كان الله يخرج أمام شعبه من بني إسرائيل، فهو أيضًا يخرج أمام الأمم، الذي يرمز إليهم بالقفر؛ لأنهم كانوا بعيدين عن الإيمان، عندما يؤمنون يصعد بهم الإيمان إلى حياة سامية مع الله، ثم أمجاد في السماء، فيكون المؤمنون من اليهود أو الأمم واحدًا في المسيح، ويصعدون به إلى أمجاد السماء.

يختم الآية بكلمة "سلاه" وهي وقفة موسيقية للتأمل في الله الذي يقود شعبه، ويقود حياتك ليحفظك ويرعاك.



ع8: الأَرْضُ ارْتَعَدَتِ. السَّمَاوَاتُ أَيْضًا قَطَرَتْ أَمَامَ وَجْهِ اللهِ.
سِينَا نَفْسُهُ مِنْ وَجْهِ اللهِ إِلهِ إِسْرَائِيلَ.

عندما ظهر الله على الجبل بالدخان والضباب والرعود والنار، تزلزلت الأرض، وتزلزلت برية سيناء "سينا نفسه"، وقطرت السماوات بالوصايا العشر، وشريعة الله، ورسم خيمة الاجتماع؛ لأن الله ظهر ليعلن قوته، ومحبته واستعداده أن يسكن في وسط شعبه، ويعطيهم وصاياه وشريعته؛ ليحيوا بها.

عند صلب المسيح تزلزلت الأرض وتشققت الصخور، وبعد قيامته خرج كثير من الراقدين، أي أن السموات قطرت، فأتت بعض أرواح القديسين السامية، ودخلت أجسادها، وظهرت بعد قيامة المسيح؛ لتؤكد قيامته، وتدعو الناس إلى الإيمان. وفداء المسيح زلزل مملكة الشيطان، أي لا يقف أمام المؤمن بالمسيح كل قوى الشيطان، بل تهتز أمامه.



ع9: مَطَرًا غَزِيرًا نَضَحْتَ يَا اَللهُ. مِيرَاثُكَ وَهُوَ مُعْيٍ أَنْتَ أَصْلَحْتَهُ.

أنضحت:
أفضت وأمطرت.

المطر الغزير الذي منحه لشعبه على برية سيناء هو المن والسلوى، وكذلك وصاياه وشريعته. وعندما وجد خطايا في شعبه، الذي هو ميراثه، مثل التذمر، أصلحها بنعمته، ونقاه، فمات كل المتذمرين في برية سيناء، ودخل أولاده الأبرياء فقط أرض كنعان.

داود النبي يقول لله أن ميراثه من الله، أي شعب الله، رعاه داود بأمانة، ولكن داود يعلن باتضاع أنه خاطئ، وضعيف، فلم يستطع أن يرعى شعب الله رعاية كاملة، ولكن الله الحنون تدخل، وأصلح نتائج أخطاء داود. فداود أخطأ بالزنا والقتل، ولكن الله جعله يتوب على يد ناثان، وأخطأ بإحصاء الشعب ولكن الله عاقبه وعاقب الشعب، فعاد هو وشعبه إلى الله بالتوبة.

المطر الغزير أيضًا هو عمل الروح القدس في الكنيسة "ميراثك"، وإصلاح الله لشعبه عن طريق تبكيتهم بالروح القدس، والتوبة والاعتراف، وكل تأديب كنسى، بالإضافة إلى التناول من الأسرار المقدسة. وهكذا تظهر عناية الله الخاصة لشعبه لخضوعه له. فالله يفيض بالعطايا الكثيرة، التي هي مثل المطر الغزير لكل من يحبه، ويلتصق به.



ع10: قَطِيعُكَ سَكَنَ فِيهِ. هَيَّأْتَ بِجُودِكَ لِلْمَسَاكِينِ يَا اَللهُ.

يواصل داود حديثه عن شعب الله، فيصفهم بأنهم قطيع الله، وهو الراعى الأمين لهم، فأسكنهم في برية سيناء، التي يصعب أن يسكن فيها إنسان، بل وأطعمهم، ورواهم، وحفظهم في حروبهم، ونجاهم من كل متاعب البرية، لأنهم شعبه، وهو المسئول عنهم.



ع11: الرَّبُّ يُعْطِي كَلِمَةً. الْمُبَشِّرَاتُ بِهَا جُنْدٌ كَثِيرٌ:

الله أعطى شريعته، ووصاياه لموسى بواسطة ملائكة، وموسى بشر وعلم بها شعبه عن طريق الكهنة واللاويين، فهم أيضًا الجند الكثير.

الله أعطى في العهد الجديد كلمته للبشر وهو تجسد المسيح، وتمم فداء البشرية على الصليب، وبشر بخلاص المسيح "جند كثير" الذين هم الرسل والكهنة، وكل خدام العهد الجديد.



ع12: «مُلُوكُ جُيُوشٍ يَهْرُبُونَ يَهْرُبُونَ، الْمُلاَزِمَةُ الْبَيْتَ تَقْسِمُ الْغَنَائِمَ.

تعرض بنو إسرائيل في برية سيناء، ثم في أرض كنعان لمواجهة جيوش مدربة بقيادة ملوك، أما بنو إسرائيل فلم يكونوا مدربين على الحرب، وبقوة الله انتصروا على الأعداء، فهربوا من أمامهم، وسلب بنو إسرائيل غنيمتهم، وكانت كثيرة جدًا، فلم يقسمها فقط رجال بني إسرائيل المحاربون، ولكن أعطوا أيضًا النساء، وكل المرضى والشيوخ الملازمين البيت لعجزهم عن الحرب، فأخذ كل واحد نصيبه من غنيمة الأعداء.

الله ينصر أولاده على جيوش الشياطين، ورؤسائهم، فتهرب الشياطين من أمامهم، ويأخذ أولاد الله غنائم كثيرة من يد الله، هي فضائل، وثمار الروح القدس، وينالها كل من يلازم بيته أي الكنيسة. وفى النهاية بعد هذه الحياة يأخذ أولاد الله القديسون غنيمة الشياطين، إذ يملكون بدلًا منهم في السموات.



ع13: إِذَا اضْطَجَعْتُمْ بَيْنَ الْحَظَائِرِ فَأَجْنِحَةُ
حَمَامَةٍ مُغَشَّاةٌ بِفِضَّةٍ وَرِيشُهَا بِصُفْرَةِ الذَّهَبِ».

الاضطجاع بين الحظائر المقصود به تملك أرض الميعاد التي وعد الله بها الآباء، وقسمها يشوع لأسباط بني إسرائيل، فحينما تمتلكون الأرض تتمتعون بحياة مع الله، بسيطة وبريئة مثل الحمامة. وتحتاجون أن تلتزموا بكلمة الله ووصاياه، التي ترمز إليها الفضة، وتكونون مثل الذهب الذي يرمز إلى السماء، أي تكون لكم أشواقًا روحية سماوية.

الاضطجاع بين الحظائر يرمز إلى الاستقرار في الكنيسة –بيت الله– والتغذى بكلمة الله، بالإضافة للتمتع ببركات الفداء، كل هذا ترمز إليه الفضة، وترتفع حياتكم في اشتياق للأبدية وملكوت السموات. بالإضافة إلى أن الحمامة تعود إلى بيتها، كما فعلت حمامة نوح عندما عادت إليه، وهذا يرمز إلى النفوس التي عندما تخرج إلى العالم لابد أن ترجع إلى الكنيسة بيتها، حيث تستقر مع الله.



ع14: عِنْدَمَا شَتَّتَ الْقَدِيرُ مُلُوكًا فِيهَا، أَثْلَجَتْ فِي صَلْمُونَ.

صلمون:
أحد قمم جبل جرزيم الواقع بجوار شكيم، وهو يقع جنوب السامرة بين أسباط إسرائيل الشمالية.

إن كان الله قد أسكن شعبه، ومتعهم بأرض كنعان، فعلى الجانب الآخر شتت الملوك الوثنيين الذين سكنوا الأرض قديمًا، أي انتصر الله على هؤلاء الملوك، وطردهم من بلادهم.

جبل صلمون معروف في أرض كنعان بأنه جبل مظلم وداكن، وهذا يرمز للحياة الوثنية المظلمة التي للشعوب التي سكنت في أرض كنعان. هذا الجبل كساه الله بالثلج فصار أبيضًا جميلًا، رمزًا للحياة النقية التي لشعب الله الذي سكن في أرض كنعان، والذي تحدثنا عنه في الآيات السابقة، حيث ترفرف عليه الحمامة الفضية والذهبية بالمعانى الروحية التي شرحناها.

المسيح بصليبه نقل البشرية من حياة الظلمة التي يرمز إليها جبل صلمون إلى الحياة النقية المستنيرة التي يرمز إليها الثلج الذي غطى الجبل،خاصة قممه.

† ليت استقرارك يكون في الكنيسة، فتأتى إليها كثيرًا لتلقى كل أحمالك ومتاعبك على الله فيها، وتتمتع برؤيته، فيشجعك هذا على الصلاة في كل حين، والسلوك بوصاياه.


(3) السكن في صهيون، والصعود للسماء (ع15-18):



ع15، 16: جَبَلُ اللهِ، جَبَلُ بَاشَانَ. جَبَلُ أَسْنِمَةٍ، جَبَلُ بَاشَانَ.
لِمَاذَا أَيَّتُهَا الْجِبَالُ الْمُسَنَّمَةُ تَرْصُدْنَ الْجَبَلَ الَّذِي اشْتَهَاهُ اللهُ لِسَكَنِهِ؟
بَلِ الرَّبُّ يَسْكُنُ فِيهِ إِلَى الأَبَدِ.

باشان: منطقة خصبة جدًا تقع شرق نهر الأردن، تكثر فيها الزراعات، والحيوانات المملوءة دسمًا.

أسنمة أو مسنمة: جمع سنام وهو البروز المثلث الشكل الموجود في ظهر الجمل، ومملوء بالدهن والدسم.

يخاطب داود جبال منطقة باشان الخصبة، والتي كل جبل فيها له عدة قمم تشبه أسنمة الجمال المملوءة دسمًا، مثل حيوانات ومزروعات باشان الوفيرة. ويقول لهذه الجبال العظيمة المملوءة خضرة ودسمًا، لماذا تراقبن جبل صهيون المقام عليه مدينة أورشليم، التي فيها تابوت عهد الله، وبعد هذا هيكل سليمان؟ فجبل الله جبل باشان، أي الذي ملأه الله من الدسم والخضرة، ينظر إلى جبل صغير هو جبل صهيون، ويطوبه لأنه نال بركة سكنى الله بوجود بيت الرب فيه.

جبل باشان يرمز للأمم التي دخلت إلى الإيمان، وتنظر إلى أورشليم، المقامة على جبل صهيون، وترى خلاصها بالمسيح المتجسد لفداء البشرية.

إن كانت الجبال العالية التي وهبها الله دسمًا مثل باشان تُعجب بعظمة جبل صهيون الصغيرة؛ لتميزه بوجود الله فيه، فلا يصح لشعب الله أن يذبح في مكان آخر غير بيت الرب، كما أخطأ الكثيرون في أزمنة مختلفة وذبحوا على جبال ليست هي جبل الله.

إن جبال العالم غنية وعظيمة، ولكن كنيسة الله، أي بيته، حتى وإن كانت تبدو صغيرة، مثل جبل صهيون، ولكنها أعظم من أي مكان في العالم؛ لسكن الله فيها، ليس فقط في هذا العالم، بل بعد زوال السماء والأرض يظل ساكنًا فيها، أي في ملكوت السموات، حيث الكنيسة المنتصرة.



ع17: مَرْكَبَاتُ اللهِ رِبْوَاتٌ، أُلُوفٌ مُكَرَّرَةٌ. الرَّبُّ فِيهَا. سِينَا فِي الْقُدْسِ.

ربوات:
جمع ربوة وهي عشرة آلاف.

يظهر داود عظمة الله الذي يظهر مجده بين ملائكته التي تحمل عرشه. ويبين أن أعدادها كبيرة جدًا، فهي ألوف الألوف، وربوات الربوات، إذ يقول أنها مكررة، ويعنى أنها ملايين الملايين، كل هذه الملائكة تسبح الله وتمجده. وكما يملك الله على ملائكته يتكرر أيضًا ملكه على كل من يؤمن به من البشر.

إن كان الله محوطًا بربوات من ملائكته في السماء، فهو أيضًا ظهر بين شعبه في سيناء، وسكن في خيمة الاجتماع، التي قدسها لنفسه، وظل أيضًا يقدس هيكل سليمان، ومدينة أورشليم، فهو في كل الأجيال يعمل، كما عمل مع شعبه بعبور البحر، والمن والسلوى، والماء من الصخرة. وهو يقدس كنيسته على مر الزمان، وكل نفس بشرية تؤمن به وتحبه وتخضع له، لكي يكون ملكوته في السماء بين ملائكته، وفى الأرض يسكن في أولاده المؤمنين به.


ع18: صَعِدْتَ إِلَى الْعَلاَءِ. سَبَيْتَ سَبْيًا. قَبِلْتَ عَطَايَا بَيْنَ النَّاسِ
وَأَيْضًا الْمُتَمَرِّدِينَ لِلسَّكَنِ أَيُّهَا الرَّبُّ الإِلهُ.

يتنبأ داود في هذه الآية عن المسيح الذي قام من الأموات، وصعد إلى السموات، وأصعد المؤمنين به، الذين كانوا في الجحيم، وأدخلهم إلى الفردوس، أي النفوس التي كانت تحت سلطان إبليس حررهم، وصاروا تابعين له، إذ اشتراهم بدمه، فصاروا عبيدًا له، وسباهم بحبه. هؤلاء السبايا هم العطايا التي قبلها المسيح الابن من الآب، وهذه النفوس كان بعضها متمردًا على الله، وسار في الشر زمانًا، ولكنه آمن بالمسيح، فصار مسكنًا لله، واقتبس بولس الرسول هذه الآية في (أف4: 8).

المسيح في تجسده اتضع وقبل عطايا من الناس، مثل هدايا المجوس، والذين كانوا يضعون مالًا في الصندوق الذي مع يهوذا الاسخريوطى؛ لتوفير احتياجات المسيح وتلاميذه، ومريم أم مرقس التي استضافت المسيح في بيتها في العلية، والذين وهبوا الجحش والأتان للمسيح، فقد قبل منهم العطايا؛ ليشجعهم على العطاء، ووهبهم الحياة بفدائه وهي أعظم عطية.

† إن المسيح قد صعد إلى السماء ليصعدك فيه إلى الأمجاد، فتذكر أنك غريب على الأرض ومكانك في السماء؛ لتبتعد عن كل خطية، وتحيا روحيًا سماويًا.


(4) الله المخلص والمنتقم (ع19-31):



ع19: مُبَارَكٌ الرَّبُّ، يَوْمًا فَيَوْمًا يُحَمِّلُنَا إِلهُ خَلاَصِنَا. سِلاَهْ.

تظهر رعاية الله لأولاده في أنه يحملهم طوال عمرهم على يديه، أي يحفظهم، ويدبر احتياجاتهم، ويرعاهم؛ ليس فقط الرعاية المادية، بل بالأحرى الرعاية الروحية، أي يهتم بخلاص نفوسهم. وهذه الرعاية تتم كل يوم؛ لذا فأولاده يباركونه، ويمجدونه كل يوم.

تنتهي هذه الآية بكلمة سلاه وهي وقفة موسيقية للتأمل في محبة الله ورعايته لنا كل يوم.



ع20: اَللهُ لَنَا إِلهُ خَلاَصٍ، وَعِنْدَ الرَّبِّ السَّيِّدِ لِلْمَوْتِ مَخَارِجُ.

إن إلهنا هو مخلصنا من كل ضيقات حياتنا، حتى لو كانت صعبة تصل إلى الموت. فكما قام المسيح من الأموات، هكذا إلهنا قادر أن يقيمنا من الضيقات، حتى لو وصلت بنا إلى درجة الموت. "فغير المستطاع عند الناس مستطاع عند الله" (لو18: 27). لذا فنحن نحيا مطمئنين دائمًا مهما أحاطت بنا الضيقات.



ع21: وَلكِنَّ اللهَ يَسْحَقُ رُؤُوسَ أَعْدَائِهِ،
الْهَامَةَ الشَّعْرَاءَ لِلسَّالِكِ فِي ذُنُوبِهِ.

الهامة:
قمة الرأس.

الشعراء: كثيرة الشعر.

إن كان الله يرعى أولاده، فهو في نفس الوقت يرفض الشر، ويعاقب عليه، فمن يتكبر ويتعاجب بشعره مثل أبشالوم لا ينتظره إلا الهلاك، بل الله يحاسب الأشرار على كل خطية يعملونها؛ لأنه يعرف كل خطية، حتى لو كانت صغيرة مثل الشعرة. ومن يرفع رأسه على الله ويتسلط على غيره، ويظلمه، فالله يسحق كل هذه الرؤوس المتعالية عليه.



ع22، 23: قَالَ الرَّبُّ: «مِنْ بَاشَانَ أُرْجعُ. أُرْجعُ مِنْ أَعْمَاقِ الْبَحْرِ
لِكَيْ تَصْبغَ رِجْلَكَ بِالدَّمِ. أَلْسُنُ كِلاَبِكَ مِنَ الأَعْدَاءِ نَصِيبُهُمْ».

يواصل الله حديثه عن انتقامه من الأشرار المتمردين على الله، فالله يمسكهم حتى لو حاولوا الهرب منه، وصعدوا على الجبال، مثل جبل باشان، أو هربوا في عمق البحر؛ لأنه يجمعهم وينصر شعبه عليهم وتلحس الكلاب دماءهم، كما لحست الكلاب دم آخاب وإيزابل. وهكذا يدوس شعب الله الضعيف أعداءه الأقوياء، فتصطبغ أرجلهم بدماء الأعداء، وكانت هذه عادة قديمة في الحروب أن يصبغ المنتصر رجليه بدماء الأعداء. والمقصود أن الله ينصر أولاده مهما كانوا ضعفاء، ومهما تجبر عليهم أعداؤهم.

هاتان الآيتان نبوة عن المسيح، الذي قيد الشيطان بالصليب، واجتاز المعصرة وحده، واصطبغت ثيابه بالدم. وهكذا بسفك دمه على الصليب انتصر نصرة عظيمة على الشيطان.



ع24-26: رَأَوْا طُرُقَكَ يَا اَللهُ، طُرُقَ إِلهِي مَلِكِي فِي الْقُدْسِ.
مِنْ قُدَّامٍ الْمُغَنُّونَ. مِنْ وَرَاءٍ ضَارِبُو الأَوْتَارِ.
فِي الْوَسَطِ فَتَيَاتٌ ضَارِبَاتُ الدُّفُوفِ. فِي الْجَمَاعَاتِ بَارِكُوا
اللهَ الرَّبَّ، أَيُّهَا الْخَارِجُونَ مِنْ عَيْنِ إِسْرَائِيلَ.

عندما أعاد داود التابوت من بيت عوبيد أدوم الجتى إلى أورشليم فرح جدًا، وفرح معه كل بني إسرائيل، وتمسكوا بوصايا الله وطرقه؛ ليحيوا لله، وأعلنوا خضوعهم لله ليملك على قلوبهم. وكان المرنمون من اللاويين والعذارى يرنمون أمام التابوت، ويعزفون الآلات الموسيقية، مثل الآلات الوترية والدفوف، كما رنموا بالدفوف بعد عبورهم البحر الأحمر.

ثم ينادى داود على المؤمنين بالله، الذين ارتووا بمياه النعمة وسط شعب الله، أي من عين إسرائيل؛ ليباركوا الله ويسبحوه تسبيحًا جماعيًا.

هذه الآيات نبوة عن الرسل والمؤمنين بالمسيح، الذين رأوا حياة المسيح على الأرض، وتعلموا طرقه ووصاياه؛ ليهتفوا ويرنموا لله. والمسيحيون هم الخارجون من شعب الله اليهود، أي من عين إسرائيل لأنهم إسرائيل الجديد. وحتى الآن ما زالت الكنيسة تسبح الله كل يوم بتسابيح الشكر والتمجيد.



ع27: هُنَاكَ بِنْيَامِينُ الصَّغِيرُ مُتَسَلِّطُهُمْ، رُؤَسَاءُ يَهُوذَا جُلُّهُمْ
رُؤَسَاءُ زَبُولُونَ، رُؤَسَاءُ نَفْتَالِي.

يستكمل داود كلامه عن موكب الفرح والنصرة لأولاد الله، فيذكر أربعة من أسباط بني إسرائيل، فمنهم بنيامين الذي كان سبطًا صغيرًا ولكن منه أتى أول ملوك بني إسرائيل وهو شاول بن قيس. ويهوذا كان سبطًا كبيرًا، وسكن هذان السبطان متجاورين، ومقابلهما سكن سبطا زبولون ونفتالى. وهو هنا يقصد أن الأسباط كلها فرحت برعاية الله وعمله فيهم.

من هذه الأسباط الأربعة جاء معظم تلاميذ المسيح، فمن بنيامين أتى بولس، ومن يهوذا جاء بطرس وأندراوس ويعقوب ويوحنا، ومعظم الباقين من زبولون ونفتالى؛ أي أن الكنيسة برسلها تفرح بعمل الله فيها.



ع28: قَدْ أَمَرَ إِلهُكَ بِعِزِّكَ. أَيِّدْ يَا اَللهُ هذَا الَّذِي فَعَلْتَهُ لَنَا.

عزك:
مجدك وقوتك.

يطمئن داود شعب الله ويقول له إن الله أمر بعزك، فلا تنزعج من قوة الأعداء وتهديداتهم؛ لأن إلهك ضابط الكل يحميك، ووعدك بالمجد والقوة، ولذا يطلب شعب الله منه أن يسانده في كل أعماله لتتبارك وتنجح. وهذه نبوة عن كرازة الرسل، فيطلبون من الله أن يؤيدهم فيها.



ع29: مِنْ هَيْكَلِكَ فَوْقَ أُورُشَلِيمَ، لَكَ تُقَدِّمُ مُلُوكٌ هَدَايَا.

هذه الآية نبوة واضحة عن إيمان الأمم بالمسيح، فيأتون إلى هيكل العهد الجديد في أورشليم، حيث تمم المسيح فداءه، فالهيكل هو المسيح الإله المتأنس المصلوب عن العالم، ويعلنون إيمانهم به، بل ويقدمون هدايا، مثل المجوس ملوك المشرق الآتين بهدايا للمسيح. وكل مؤمن هو ملك على نفسه يقدم هديته للمسيح وهي محبته وخضوعه وطاعته لوصاياه.



ع30، 31: انْتَهِرْ وَحْشَ الْقَصَبِ، صِوَارَ الثِّيرَانِ مَعَ عُجُولِ
الشُّعُوبِ الْمُتَرَامِينَ بِقِطَعِ فِضَّةٍ. شَتِّتِ الشُّعُوبَ الَّذِينَ يُسَرُّونَ
بِالْقِتَالِ. يَأْتِي شُرَفَاءُ مِنْ مِصْرَ. كُوشُ تُسْرِعُ بِيَدَيْهَا إِلَى اللهِ.

وحش القصب:
كان ينمو في بلاد اليهود غاب، أو قصب في بعض المستنقعات، ويسكن فيها السباع. وقد يكون المقصود التماسيح التي تعيش بين أعواد القصب في مصر. والمقصود بهذه الوحوش أعداء بني إسرائيل.

صوار الثيران: أي قطيع أو تجمع الثيران.

كوش: الحبشة أو أثيوبيا.

يطلب داود من الله أن ينتهر أعداء شعبه الذين لهم الطباع الوحشية، وهم إما الأمم المحيطة، أو الهراطقة الموجودين بين شعب الله، والذين يعبر عنهم بوحش القصب. وكذلك ينتهر صوار الثيران، والمقصود بالثيران الذين يتصفون بالكبرياء، أي أعداء شعب الله المتكبرين الذين يقاومون الله. بالإضافة إلى عجول الشعوب، أي شعوب الأمم الذين ينقادون ويخضعون للإيمان بالمسيح، ويقدمون هدايا مثل الفضة. والفضة أيضًا ترمز للفداء، أي يطلبون المسيح الفادى. ومن بين هؤلاء الشعوب عظماء المصريين الذين يتميزون بالعلم والكرامة، وكذلك شعب الحبشة الذي يمد يديه ويخضع للإيمان.

يطلب أيضًا داود من الله أن يفرق ويبعد شعوب الأمم التي لا تريد أن تؤمن، فيحمى شعبه منهم.

† ليتك لا تقاوم وصايا الله لأجل أغراضك الشخصية، بل اخضع له وتمسك بها فتجد حياتك، وتفرح بعمل الله فيك، فهو يريد خلاصك، وينبغى أن يمتعك بعشرته، ويهبك كنوزه.

(5) تسبيح الله العظيم (ع32-35):



ع32: يَا مَمَالِكَ الأَرْضِ غَنُّوا لِلهِ. رَنِّمُوا لِلسَّيِّدِ. سِلاَهْ.

يدعو داود كل الأمم لتسبيح الله ويقصد الذين آمنوا من الأمم بالمسيح، أو الذين سمعوا عن المسيح. فيدعوهم أن يؤمنوا، ثم يسبحوا الله، معلنين فرحهم به كسيد لهم يملك على قلوبهم، ويمتعهم برعايته.

تنتهي الآية بكلمة "سلاه" وهي وقفة موسيقية للتأمل في عظمة الله حتى نسبحه ونمجده.



ع33: لِلرَّاكِبِ عَلَى سَمَاءِ السَّمَاوَاتِ الْقَدِيمَةِ.
هُوَذَا يُعْطِي صَوْتَهُ صَوْتَ قُوَّةٍ.

يصف الله بأنه يملك على أعلى السموات القديمة، أي التي خلقها منذ بداية الخليقة. فهو هنا يشير إلى أزلية الله، وإلى أنه خالق كل الخليقة.

يتحدث أيضًا عن صوت الله القوى، وهذا ليس فقط من خلال الرعود والبروق، والرياح الشديدة، بل أيضًا من خلال كلام المسيح القوى، الذي انتهر الرياح والأمواج وأخرج الشياطين وأقام لعازر ... وكذلك من خلال كلامه القوى، الذي يرعب الخطاة، كما تكلم بولس مع فيلكس الوالى عن الدينونة فارتعب فيلكس (أع24: 25). وهذه الآية أيضًا تشير إلى صوت الله القوى في يوم الدينونة، حيث يرتعب الخطاة، ويفرح الصديقون.



ع34: أَعْطُوا عِزًّا للهِ. عَلَى إِسْرَائِيلَ جَلاَلُهُ، وَقُوَّتُهُ فِي الْغَمَامِ.

يطلب داود أيضًا الأمم الذين آمنوا أن يمجدوا الله العظيم والمعتز فوق جميع الآلهة، والذي تظهر عظمته وجلاله على شعبه إسرائيل، فيمجدونه على الدوام، وهو يحميهم ويقهر أعداءهم، كما ضرب المصريين بالضربات العشر، وأغرق فرعون وجيشه في البحر الأحمر، وفى نفس الوقت حفظ شعبه، وعبر بهم إلى برية سيناء، وحررهم من العبودية.

تظهر أيضًا قوة الله في السحاب والضباب المرتفع في السماء بلونه الأبيض الجميل، وهو يرمز إلى قديسيه الذين يحيون على الأرض في حياة سامية سماوية نورانية.



ع35: مَخُوفٌ أَنْتَ يَا اَللهُ مِنْ مَقَادِسِكَ.

إِلهُ إِسْرَائِيلَ هُوَ الْمُعْطِي قُوَّةً وَشِدَّةً لِلشَّعْبِ. مُبَارَكٌ اللهُ!

يتحدث أيضًا داود عن مخافة الله العظيمة في مقادسه وهي أماكن العبادة حول تابوت عهد الله في أورشليم، وأيضًا باقي أجزاء الخيمة الموجودة في جبعون أثناء حياة داود. وكذلك المقادس هي كل النفوس التي تقدست لله وعبدته من كل قلبها، إذ يعطى مهابة لأولاده في أعين الآخرين؛ لأن العالم يرى فيهم قوة الله وعظمة تنفيذ الوصية.

الله هو مصدر القوة الشعبية، ولذا فهو يحمى شعبه الذي يعبده ويقهر أعداءه، فتظهر قوته فيهم، إذ ليس لهم مصدر قوة إلا الله، لذا فهم يباركونه ويسبحونه على الدوام.

† تأمل عظمة الله ومخافته ليطمئن قلبك، إذ هو إلهك الذي يحميك، وفى نفس الوقت ارفض كل خطية حتى لا تغضبه، ويتنقى ويتفرغ قلبك لتسبيحه كل حين.
 
قديم 05 - 06 - 2024, 09:20 AM   رقم المشاركة : ( 162548 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,860

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة








المزمور الخَامِسُ والستون
تسبيح الله على إحساناته

لإمام المغنين . مزمور لداود . تسبيحة

"لك ينبغي التسبيح يا الله في صهيون .." (ع1)


مقدمة:

كاتبه:
داود النبي.

متى كتب ؟ غير معروف بالتحديد، ويرى البعض أن داود كتبه عندما أصعد تابوت عهد الله من بيت عوبيد أدوم الجتى، الذي ظل فيه ثلاثة أشهر (2 صم6: 13-16).

هذا المزمور ليتورجى، كان يردده بنو إسرائيل في عيد الباكورة (لا23: 9-12)، حيث تكتسى الحقول بالقمح (ع13). والكنيسة تصلى العددين الأول والثانى منه في عيدى الصليب وأحد الشعانين؛ لأن بالصليب والخلاص فتح المسيح الباب لكل العالم؛ ليؤمنوا به، ويسبحوه. وكذلك في صلوات الجناز يقال (ع4) وأيضًا في عيد النيروز تصلى (ع11).

يعتبر هذا المزمور من المزامير المسيانية؛ لأنه نبوة عن المسيح المخلص، الذي يغفر خطايا الذين يؤمنون به (ع3).

هذا المزمور يقدم مع الثلاثة مزامير التالية له تسبيحًا، وشكرًا لله، ويوجد كلمتى مزمور وتسبيحة في العنوان.

لا يوجد هذا المزمور في صلوات الأجبية.



 
قديم 05 - 06 - 2024, 09:29 AM   رقم المشاركة : ( 162549 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,860

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة








لَكَ يَنْبَغِي التَّسْبِيحُ يَا اَللهُ فِي صِهْيَوْنَ، وَلَكَ يُوفَى النَّذْرُ.

يعلن داود أن الله مستوجب التسبيح في صهيون، حيث هيكله العظيم، وهناك توفى النذور لله، أي العبادة وتقدمات المحبة، وتتم الوعود المقدمة لله؛ لأنه إله قادر على كل شيء، وهو وحده المخلص للإنسان، ومحبته ورعايته تستحق أن نشكره عليها ونسبحه.

صهيون يقصد بها التل المرتفع، المبنى عليه أورشليم، فالتسبيح يرفعنا إلى السماويات، فنحيا في روحانية تسمو على أفكار العالم الشريرة، ونقدم التسبيح في كنيسة العهد الجديد تمهيدًا لتقديم التسبيح الدائم في أورشليم السماوية.

حاول البابليون أن يجعلوا اليهود يسبحون لله في بابل، فرفضوا؛ لأن التسبيح والعبادة لا تكون إلا في أورشليم في هيكل الله، أي في صهيون. ولعل اليهود وهم في السبي كانوا يقولون هذه الآية؛ أن التسبيح ينبغى أن يكون في صهيون فقط، وليس في أي مكان آخر؛ إذ لا يوجد إلا إله واحد هيكله في صهيون.

 
قديم 05 - 06 - 2024, 09:29 AM   رقم المشاركة : ( 162550 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,860

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة








يَا سَامِعَ الصَّلاَةِ إِلَيْكَ يَأْتِي كُلُّ بَشَرٍ.

إذ قدم داود، وكل المؤمنين تسابيحهم في صهيون، سمع الله واستجاب لهم، وهذا شجع البشر في العالم كله أن يؤمنوا بالله، ويصلوا له، ويسبحوه. وهذه نبوة واضحة عن إيمان الأمم، فرغم أن اليهود كانوا يرفضون هذا الأمر، إلا أن داود - كإنسان روحانى - كشف له الله إيمان الأمم.

استماع الله للصلوات يظهر محبته للبشر، وكذلك تمنيات داود أن يأتي إلى الله كل بشر يظهر اتساع قلب داود، ومحبته للأمم؛ لأن داود قد امتلأ قلبه بمحبة الله لكثرة صلواته.

 
موضوع مغلق

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:53 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024