منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 15 - 05 - 2024, 12:30 PM   رقم المشاركة : ( 160471 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,161

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

(مز 9: 12)
لَا يَنْسَى اللهُ السَّاعِينَ إلَى الحُصُولِ عَلَى حَقِّهِمْ
لَا يَنْسَى المَسَاكِينَ المُتَّضِعِينَ الصَّارِخِينَ إلَيْهِ.


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
قديم 15 - 05 - 2024, 02:19 PM   رقم المشاركة : ( 160472 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,161

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


أبنى الغالى .. بنتي الغالية
أنا أرعاكم طوال حياتكم
فلا تنزعجوا من الضيقات لأنها مؤقتة
فأنا أحفظكم أثناءها، وأسندكم وأعزى قلوبكم
 
قديم 15 - 05 - 2024, 02:25 PM   رقم المشاركة : ( 160473 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,161

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

لنا فيك يارب ثقه كبيرة ورجاء عظيم
ونعرف انك لا تهمل صلواتنا ولا تنسى طلباتنا
لأنك إله عادل ورحيم يترأف على ابنائه
ولا يتركهم لوحدهم في هذا العالم المظلم بل يضيئ
عتمة حياتهم ويرشدهم بنوره ويغمرهم بمحبته
وعطفه وحنانه ، لذلك حافظوا على إيمانكم
وثباتكم وتأكدوا بان الرب لن يترككم ولن ينساكم
وبأنهُ سيشرق بشمسه على كل حياتكم .
 
قديم 15 - 05 - 2024, 03:50 PM   رقم المشاركة : ( 160474 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,161

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الأنبا يحنس السنهورى


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
قديم 15 - 05 - 2024, 03:55 PM   رقم المشاركة : ( 160475 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,161

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

القديس دانيال قمص شيهيت




وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
قديم 15 - 05 - 2024, 04:05 PM   رقم المشاركة : ( 160476 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,161

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

تمسكوا بدرع ألايمان
حتى يحميكم من كل مكائد ابليس


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
قديم 15 - 05 - 2024, 04:13 PM   رقم المشاركة : ( 160477 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,161

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




"هل الرّوح الوثنيّة بداخلنا؟" بين نبؤة اشعيا والإنجيل الأوّل


في هذا المقال من سلسلتنا الكتابيّة الّتي تعتمد على قرأتنا لنصيين متوازيين من كِلّا العهدين. حيث في صفحة بالعهد الأوّل سنتوقف أمام كلمات النبي اشعيا (45: 1- 7). والّذي سنحلل بالتحديد، آخر آيتين، إذ يحملون نوراً وتوازي مع نص كاتب الإنجيل الأوّل تجاه الوثنيّين. أما بالنسبة لصفحة العهد الثاني حيث يخبرنا النص الإنجيلي بحسب متّى (15: 21-28) عن حدث غريب حيث إلتقى يسوع، الرجل اليهودي بإمرأة غير يهوديّة، أيّ وثنية، من أصل كنعانيّ. يذكر الإنجيلي هذا النصّ بطريقة خام للغاية وبسمات كثيراً ما نقرأها بتعجب بل تتركنا في حالة إندهاش بسبب صمت يسوع ثم ردّه الجارح، في معتقداتنا البشريّة على طلب المرأة لأنها وثنيّة الأصل، ولا تنتمي إلى البنين. كِلا القرائتين يدعوننا، كمؤمنين اليّوم، أن نبحث عن إجابة لتساؤلنا: هل الرّوح الوثنيّة بداخلنا؟ ثم لنتعلم كيف نتحرر منها بناء على قول الرّبّ وسلوك وأقوال الوثنيّة خارجيًا!





1. شمولية الخلاص الإلهي (أش 56: 1- 7)



يبدأ النبي في مقطع العهد الأوّل من نبؤة اشعيا بتقديم سلسلة من أوقال إلهيّة تشمل المضمون الّذي سيعلنه لاحقًا بقول الرّبّ: «هكذا قالَ الرَّبّ: حافِظوا على الحَقِّ وأَجْروا البِرّ فقَدِ إقتَرَبَ خَلاصي أَن يَجيءَ وبِرِّي أَن يَتَجَلَّى» (56: 1). وبالنسبة للآيتين 6- 7 والّذي يؤكد فيهما قولاً من أقوال الرّبّ والموجه إلى الغرباء، وهمّ الوَثَنِيِّين الّذين لا ينتمون إلى الأصل اليهودي مُوصيًا شعبه بني إسرائيل قائلاً: «بَنو الغَريبِ الـمُنضَمُّونَ إِلى الرَّبِّ لِيَخدُموه وُيحِبُّوا اسمَ الرَّبِّ ويَكونوا لَه عَبيداً كُلُّ مَن حافَظَ على السَّبتِ ولم يَنتَهِكْه وتَمَسَّكَ بِعَهْدي آتي بِهم إِلى جَبَلِ قُدْسي وأُفَرِّحُهم في بَيتِ صَلاتي وتَكونُ مُحرَقاتُهم وذَبائِحُهم مَرضِيَّةً على مَذبَحي لِأَنَّ بَيتي بَيتَ صَلاةٍ يُدْعى لِجَميعِ الشُّعوب» (56- 6- 7). هذه هي حقيقة المخطط الإلهي بالنسبة للشعوب الغريبة الّتي لا تنتمي للأصل اليهودي. يعلن النبي شمولية الخلاص الإلهي الّتي لم تعد فقط لبني إسرائيل بل لكلّ شعوب العالم. وهنا المفاجأة أنّ الرّبّ ينفتح بكل نعمته على كل البشر وبالأخص مَن كان من الشعب الوثني.





2. مقياس الإيمان (مت 15: 21- 28)



بعد أن رأينا نظرة الله للوثنين والإنفتاح بنعمته ليشمل كل خلائقه من وثنيين ويهود، سنرى الآن هذا الخيط الرفيع وهو الإيمان فيما بين اليهود والوَثَنِيِّين في زمن يسوع بحسب إنجيل متّى. نوّد أن نبدأ معكم بتقديم نظرة عامة على مقياس الإيمان بحسب الإنجيل الأوّل. قد آتي يسوع الإنسان في التاريخ، حاملاً في ذاته رجاء وآمال شعبه إسرائيل والبشريّة معًا. في ذات الوقت شهد على نضج الإيماني لشخصيات من ذات أصل وثني، كما سنرى في المقطع الّذي سنتعمق فيه، وهو ما لمّ يجده لدي ذويّه من اليهود. ليست هذه هي المرة الأوّلى، بحسب متّى، ولنّ تكون الأخيرة، الّتي يعبر فيها يسوع عن مقياس الإيمان الّذي يُعلن عن هويته من أُناس يهود أمّ وثنيّن. بالأخص بطرس، أوّل تلاميذه، الّذي طلب من يسوع أنّ يتمكن من الذهاب معه سيراً على مياه البحر العاصف، إلّا إنّه عندما بدأ يتردد بسبب خوفه، غرق للتو في البحر. وفي هذا الوقت بالتحديد بينما يسوع يمدّ يده لينقذه دعاه بلقب «رجل قليل الإيمان» (مت 14: 31). حتى التلاميذ في عدة مناسبات أطلق يسوع عليهم «قليلي الإيمان»، حينما لاحظ زنابق الحقل الّتي لا تعمل ولا تغزل، إذّ يُلبسها الله ثوبًا لمّ يستطع حتى سليمان الحصول عليه بكل بهائه (راج مت 6: 26).



المفهوم اللّاهوتي بحسب متّى إنّه حين يدعو يسوع الّذين من أصل يهوديّ بـ "قليلي الإيمان" يرغب في أنّ يشير إلى قلقهم بشأن الماديّات (راج مت 6 :30 ؛ 8: 25- 26؛ 16: 8). عندما عجز التلاميذ، على الرغم من جهودهم، من شفاء طفل مصاب بالصرع، يأتي تأكيد يسوع أن ضعفهم في مواجهة الشر يرجع إلى "إيمانهم القليل" (راج مت 17: 20). في واقع الأمر، إذا كان لدى التلاميذ، نفس القدر من الإيمان مثل حبة الخردل، فلن يكون هناك شيء مستحيل بالنسبة لهم ولن يكون هناك شيء مستحيل بالنسبة لهم. ومن الجانب الآخر سنفاجأ بامتداح الرّبّ على بعض من الشخصيات الوثنيّة الّتي تتجاوز الإيمان اليهودي، ويضعهم في مركز الحدث كالمرأة الكنعانيّة.





3. إمرأة وثنيّة ذات رّوح إيمانيّة (مت 15: 21- 28)



بالعبور من قول يسوع لذويّه من اليهود الرجال: «يا قليلي الإيمان» نفاجأ كمؤمنين، بقوله الختامي بنهاية النص الإنجيلي بحسب متّى «ما أَعظمَ إِيمانَكِ أَيَّتُها المَرأَة، فَلْيَكُنْ لَكِ ما تُريدين» (مت 15: 28). إمرأة ووثنيّة تتقدم بطلب ليسوع، ليُحرر إبنتها من الرّوح النجس. تخرج هذه المرأة، الّتي بدون إسم، فقط يُعلمنا متّى أصلها الكنعاني أيّ تنتمي للوثنيّن، من الإطار الـمحدود لشعبها. هدفها من لقاء يسوع الطاهر، هو شفاء إبنتها النجسة، والوثنيّة الأصل مثلها، والّذي كان يُنظر لهم بنجاسة من قبل اليهود. أصل هذه المرأة هو وثنيّ، وهنا نستعيد الرسالة النبوية الّتي قرأناها بحسب اشعيا سابقًا، مما تشير هذه المرأة لأولئك الشعوب الّذين سيأتون في نهاية الأيام من أقاصي العالم ليعلنوا مجد الرّبّ باحثين عنه. هذه المرأة الصارخة بأعلى صوتها، تقوم بمسيرة تحرر من الرّوح الوثنية، الّـتي قد تسود على اليهود الّذين رفضوا يسوع، وقد تسود علينا اليّوم كمسيحيين بسبب قلة إيماننا بالرّبّ!





4. الوثنية ونجاسة الكلاب (مت 15: 21- 28)



بسبب شريعة التطهير الموسويّة، كان اليهود يعتبر كلّا مَن هو غير يهودي نجس كالكلاب الضالة. هذا الفكر كان سائداً في عصر يسوع. مما يدعونا للتعجب في حواره مع المرأة، فهو إمّا صامتًا لا يجيب ببنت شفة عليها، أو يشير لها بمثل اليهود السائد وهو أن خبز لا يُلقى للكلاب! بحسب إنجيل متّى، لا يزال ذكر الكلاب. توجه المرأة الكنعانية وبحثها عن يسوع الرّبّ والرجل اليهودي معًا، وهي وثنية الأصل لتطلب منه إطلاق سراح ابنتها التي عذبها شيطان بقسوة، هو بمثابة عواء الكلب نحو سيده.



يمكننا القول أنّ يسوع رفض مساعدتها وصمته يمثل عقوبة قاسية عليها، بل وحين فتح فاه أعلن صراحة هذا الرفض قائلاً: «لا يَحسُنُ أَن يُؤخَذَ خُبزُ البَنينَ فيُلْقى إِلى صِغارِ الكِلاب». ومع هذا المرأة الّتي بدون إسم، لا تصمت بل تلح كاشفة عن هويّة يسوع الإلهيّة، قائلة: «نَعم، يا رَبّ [Kyrios]! فصِغارُ الكِلابِ نَفْسُها تأكُلُ مِنَ الفُتاتِ الَّذي يَتساقَطُ عَن مَوائِدِ أَصحابِها» (مت 15: 26- 27). نحن أمام قلب لقاء الطهارة الإلهيّة بالنجاسة البشريّة، إذ أنّ الوثنيّة لا تنفي أصلها، وتعلن أنّه يحق لها أن تحيا بالقليل، بهذا شهدت بأنها تُدرك ما لا يدركه اليهود ذاوتهم وهو منطق الملكوت. فهي لم تطلب بقايا الطعام بل الفتات، وتطلب بمجانية وبدون إستحقاق كفقراء التطويبات (راج مت 5: 3). وهنا يغير يسوع ما أعلنته الشريعة اليهوديّة سابقًا معترفًا بظهور الملكوت ويقول الإله للشعوب الوثنية المتمثلة في المرأة الكنعانية: «ما أَعظمَ إِيمانَكِ أَيَّتُها المَرأَة، فَلْيَكُنْ لَكِ ما تُريدين» (مت 15: 28). تعني عبارة «لا يَحسُنُ أَن يُؤخَذَ خُبزُ البَنينَ فيُلْقى إِلى صِغارِ الكِلاب» أيّ البُشرى السّارة للوثنيّن، لأولئك الذين ليسوا مؤمنين باله إسرائيل. مع العلم أن الخطوة الأولى في إعلان البشرى السّارة هي خطوة يسوع نحونا فهو الّذي ذهب إلى الأراضي الوثنية، ليست خطوتنا. إذا اعتقدنا أن الخطوة الأولى هي خطوتنا، فإن البذرة تسقط على أرض قاحلة. نحن لا ننشر ملكوت الله بقدر ما أنّ الملكوت هو حقيقة تتجلى من خلال قوة الله. إن إلقاء خبزنا أو لآلئنا في مكان لم يلمع فيه ملكوت الله بعد، سيكون مثل "إلقاء اللآلئ أمام الخنازير" و "ما هو مقدس للكلاب". ليس بالضرورة - إن أصل هذه المصطلحات- يعني ازدراء الآخر. لا تباع النعمة الّتي أهديت قبل أن يتخذ الله الخطوة الأولى، فهذا يعني الاحترام لنا، ولكنه أيضًا احترام الآخر. واقع المرأة الأجنبية والوثنية، الّتي ترغب في أدنى النعم، كالكلاب، في أن تتغذى من الفتات الذي يسقط من المائدة، يقلب يسوع الموازيين معنًا بأنّ إيمانها "عظيم". يشيد بأيمانها كما أشاد قبلاً على إيمان الرجل الوثني العظيم لدرجة أن يسوع لم يرى مثله في إسرائيل أيّ في شعب الله. إنه قائد المئة (راج مت 8 :10) ، وهو أيضًا في هذه الحالة. وثني يقاس إيمانه بالإيمان العظيم.



قد يخجلنا نحن اليوم كرجال ونساء القرن الحادي والعشرون، إيمان الوَثَنِيِّين، فيصيروا نماذج في الإيمان لنا. مدعوين على ضوء هذه النماذج أنّ نتحرر من الرّوح الوثنيّة ونسير وراء الرّبّ والمعلم ساجدين وقائلين مع المرأة الوثنية: «رُحْماكَ يا ربّ! يا ابنَ داود [...] أَغِثْني يا رَبّ!» (مت 15: 22. 25). وكما يختتم الكاتب هذا الحدث قائلاً: «فشُفِيَتِ ابنَتُها في تِلكَ السَّاعة» (مت 15: 28). هكذا سيشفينا الرّبّ من الروح الوثنية النجسة بقربنا منه مركز الطهارة، فيحررنا ويطهرنا بكلمته.





الخلّاصة



أعطينا عنوان لمقالنا متسـألين: هل الرّوح الوثنيّة بداخلنا؟ وسيرنا هادفين على ضوء كلمات الرّبّ بحسب اشعيا (56: 1- 7) الّذي كشف عن مخطط الرّبّ في تقديم الخلاص للجميع، من جانب. وكلمات يسوع بحسب متّى (15: 21- 28) لنعرف مقياس إيماننا مقارنة بإيمان المرأة الوثنية هذه المعايير الّتي قلبت موازين الله بالعهد الأوّل ففجر نعمة الخلاص لكل الّذين لا ينتمون إليه متى أعلنوا الإيمان به فيتجلى في حياتهم. وأيضًا يسوع الّذي بناء أعلن عظمة إيمان المرأة النجسة في نظر اليهود. بالتأكيد تختلف معايير القياس الخاصة به اختلافًا جذريًا عن معاييرنا! في الواقع ، قد يبدو أن أكثر الناس كفاءة في النهاية هو الأبعد، في حين أن الأقل كفاءة هو الأقرب لأن الله لا أحد مؤهل ولا يدع الله نفسه موجودًا في ما هو متاح. من ناحية أخرى، يُطلق على البعض اسم رجال ونساء الإيمان العظيم: هم وثنييّن، أولئك الذين هم في حد ذاتها أقل كفاءة مع إله إسرائيل، وأولئك الذين لا يستطيعون المطالبة بحق لدى الله. لكن هؤلاء الوثنيين هم في أفضل حالة للانفتاح على الله غير المتاح دائمًا والذي هو دع الفقراء بلقب المُطوبين (راج مت 5: 3 - 5). التلاميذ واليهود ومثلهم نحن أيضًا، قليلي الإيمان. اليّوم قبل الوثنيين إعلان الملكوت والخلاص، لكن لا نزال نحن مدعوين للقيام بقفزة صغيرة ولكنها حاسمة لتحرير أنفسنا من وهّم التفوق على الله. هذا ما فعلته الكنعانية بإيمانها العظيم لدرجة أنها صارت قادرة على تغيير فكر يسوع. مقياس الإيمان مبني على هذه المعايير الغريبة الإلحاح والثقة في الرّبّ. في هذا الأسبوع، نحن مدعوون أيها لاقراء الأفاضل للاستماع إلى المرأة الكنعانية وكيف تحررت من الرّوح الوثنية والتحلي بالرّوح الإيمانيّة.

 
قديم 15 - 05 - 2024, 04:14 PM   رقم المشاركة : ( 160478 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,161

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة






شمولية الخلاص الإلهي (أش 56: 1- 7)



يبدأ النبي في مقطع العهد الأوّل من نبؤة اشعيا بتقديم سلسلة من أوقال إلهيّة تشمل المضمون الّذي سيعلنه لاحقًا بقول الرّبّ: «هكذا قالَ الرَّبّ: حافِظوا على الحَقِّ وأَجْروا البِرّ فقَدِ إقتَرَبَ خَلاصي أَن يَجيءَ وبِرِّي أَن يَتَجَلَّى» (56: 1). وبالنسبة للآيتين 6- 7 والّذي يؤكد فيهما قولاً من أقوال الرّبّ والموجه إلى الغرباء، وهمّ الوَثَنِيِّين الّذين لا ينتمون إلى الأصل اليهودي مُوصيًا شعبه بني إسرائيل قائلاً: «بَنو الغَريبِ الـمُنضَمُّونَ إِلى الرَّبِّ لِيَخدُموه وُيحِبُّوا اسمَ الرَّبِّ ويَكونوا لَه عَبيداً كُلُّ مَن حافَظَ على السَّبتِ ولم يَنتَهِكْه وتَمَسَّكَ بِعَهْدي آتي بِهم إِلى جَبَلِ قُدْسي وأُفَرِّحُهم في بَيتِ صَلاتي وتَكونُ مُحرَقاتُهم وذَبائِحُهم مَرضِيَّةً على مَذبَحي لِأَنَّ بَيتي بَيتَ صَلاةٍ يُدْعى لِجَميعِ الشُّعوب» (56- 6- 7). هذه هي حقيقة المخطط الإلهي بالنسبة للشعوب الغريبة الّتي لا تنتمي للأصل اليهودي. يعلن النبي شمولية الخلاص الإلهي الّتي لم تعد فقط لبني إسرائيل بل لكلّ شعوب العالم. وهنا المفاجأة أنّ الرّبّ ينفتح بكل نعمته على كل البشر وبالأخص مَن كان من الشعب الوثني.





 
قديم 15 - 05 - 2024, 04:18 PM   رقم المشاركة : ( 160479 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,161

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة






مقياس الإيمان (مت 15: 21- 28)



بعد أن رأينا نظرة الله للوثنين والإنفتاح بنعمته ليشمل كل خلائقه من وثنيين ويهود، سنرى الآن هذا الخيط الرفيع وهو الإيمان فيما بين اليهود والوَثَنِيِّين في زمن يسوع بحسب إنجيل متّى. نوّد أن نبدأ معكم بتقديم نظرة عامة على مقياس الإيمان بحسب الإنجيل الأوّل. قد آتي يسوع الإنسان في التاريخ، حاملاً في ذاته رجاء وآمال شعبه إسرائيل والبشريّة معًا. في ذات الوقت شهد على نضج الإيماني لشخصيات من ذات أصل وثني، كما سنرى في المقطع الّذي سنتعمق فيه، وهو ما لمّ يجده لدي ذويّه من اليهود. ليست هذه هي المرة الأوّلى، بحسب متّى، ولنّ تكون الأخيرة، الّتي يعبر فيها يسوع عن مقياس الإيمان الّذي يُعلن عن هويته من أُناس يهود أمّ وثنيّن. بالأخص بطرس، أوّل تلاميذه، الّذي طلب من يسوع أنّ يتمكن من الذهاب معه سيراً على مياه البحر العاصف، إلّا إنّه عندما بدأ يتردد بسبب خوفه، غرق للتو في البحر. وفي هذا الوقت بالتحديد بينما يسوع يمدّ يده لينقذه دعاه بلقب «رجل قليل الإيمان» (مت 14: 31). حتى التلاميذ في عدة مناسبات أطلق يسوع عليهم «قليلي الإيمان»، حينما لاحظ زنابق الحقل الّتي لا تعمل ولا تغزل، إذّ يُلبسها الله ثوبًا لمّ يستطع حتى سليمان الحصول عليه بكل بهائه (راج مت 6: 26).



المفهوم اللّاهوتي بحسب متّى إنّه حين يدعو يسوع الّذين من أصل يهوديّ بـ "قليلي الإيمان" يرغب في أنّ يشير إلى قلقهم بشأن الماديّات (راج مت 6 :30 ؛ 8: 25- 26؛ 16: 8). عندما عجز التلاميذ، على الرغم من جهودهم، من شفاء طفل مصاب بالصرع، يأتي تأكيد يسوع أن ضعفهم في مواجهة الشر يرجع إلى "إيمانهم القليل" (راج مت 17: 20). في واقع الأمر، إذا كان لدى التلاميذ، نفس القدر من الإيمان مثل حبة الخردل، فلن يكون هناك شيء مستحيل بالنسبة لهم ولن يكون هناك شيء مستحيل بالنسبة لهم. ومن الجانب الآخر سنفاجأ بامتداح الرّبّ على بعض من الشخصيات الوثنيّة الّتي تتجاوز الإيمان اليهودي، ويضعهم في مركز الحدث كالمرأة الكنعانيّة.





 
قديم 15 - 05 - 2024, 04:23 PM   رقم المشاركة : ( 160480 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,161

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


الوثنية ونجاسة الكلاب (مت 15: 21- 28)



بسبب شريعة التطهير الموسويّة، كان اليهود يعتبر كلّا مَن هو غير يهودي نجس كالكلاب الضالة. هذا الفكر كان سائداً في عصر يسوع. مما يدعونا للتعجب في حواره مع المرأة، فهو إمّا صامتًا لا يجيب ببنت شفة عليها، أو يشير لها بمثل اليهود السائد وهو أن خبز لا يُلقى للكلاب! بحسب إنجيل متّى، لا يزال ذكر الكلاب. توجه المرأة الكنعانية وبحثها عن يسوع الرّبّ والرجل اليهودي معًا، وهي وثنية الأصل لتطلب منه إطلاق سراح ابنتها التي عذبها شيطان بقسوة، هو بمثابة عواء الكلب نحو سيده.



يمكننا القول أنّ يسوع رفض مساعدتها وصمته يمثل عقوبة قاسية عليها، بل وحين فتح فاه أعلن صراحة هذا الرفض قائلاً: «لا يَحسُنُ أَن يُؤخَذَ خُبزُ البَنينَ فيُلْقى إِلى صِغارِ الكِلاب». ومع هذا المرأة الّتي بدون إسم، لا تصمت بل تلح كاشفة عن هويّة يسوع الإلهيّة، قائلة: «نَعم، يا رَبّ [Kyrios]! فصِغارُ الكِلابِ نَفْسُها تأكُلُ مِنَ الفُتاتِ الَّذي يَتساقَطُ عَن مَوائِدِ أَصحابِها» (مت 15: 26- 27). نحن أمام قلب لقاء الطهارة الإلهيّة بالنجاسة البشريّة، إذ أنّ الوثنيّة لا تنفي أصلها، وتعلن أنّه يحق لها أن تحيا بالقليل، بهذا شهدت بأنها تُدرك ما لا يدركه اليهود ذاوتهم وهو منطق الملكوت. فهي لم تطلب بقايا الطعام بل الفتات، وتطلب بمجانية وبدون إستحقاق كفقراء التطويبات (راج مت 5: 3). وهنا يغير يسوع ما أعلنته الشريعة اليهوديّة سابقًا معترفًا بظهور الملكوت ويقول الإله للشعوب الوثنية المتمثلة في المرأة الكنعانية: «ما أَعظمَ إِيمانَكِ أَيَّتُها المَرأَة، فَلْيَكُنْ لَكِ ما تُريدين» (مت 15: 28). تعني عبارة «لا يَحسُنُ أَن يُؤخَذَ خُبزُ البَنينَ فيُلْقى إِلى صِغارِ الكِلاب» أيّ البُشرى السّارة للوثنيّن، لأولئك الذين ليسوا مؤمنين باله إسرائيل. مع العلم أن الخطوة الأولى في إعلان البشرى السّارة هي خطوة يسوع نحونا فهو الّذي ذهب إلى الأراضي الوثنية، ليست خطوتنا. إذا اعتقدنا أن الخطوة الأولى هي خطوتنا، فإن البذرة تسقط على أرض قاحلة. نحن لا ننشر ملكوت الله بقدر ما أنّ الملكوت هو حقيقة تتجلى من خلال قوة الله. إن إلقاء خبزنا أو لآلئنا في مكان لم يلمع فيه ملكوت الله بعد، سيكون مثل "إلقاء اللآلئ أمام الخنازير" و "ما هو مقدس للكلاب". ليس بالضرورة - إن أصل هذه المصطلحات- يعني ازدراء الآخر. لا تباع النعمة الّتي أهديت قبل أن يتخذ الله الخطوة الأولى، فهذا يعني الاحترام لنا، ولكنه أيضًا احترام الآخر. واقع المرأة الأجنبية والوثنية، الّتي ترغب في أدنى النعم، كالكلاب، في أن تتغذى من الفتات الذي يسقط من المائدة، يقلب يسوع الموازيين معنًا بأنّ إيمانها "عظيم". يشيد بأيمانها كما أشاد قبلاً على إيمان الرجل الوثني العظيم لدرجة أن يسوع لم يرى مثله في إسرائيل أيّ في شعب الله. إنه قائد المئة (راج مت 8 :10) ، وهو أيضًا في هذه الحالة. وثني يقاس إيمانه بالإيمان العظيم.



قد يخجلنا نحن اليوم كرجال ونساء القرن الحادي والعشرون، إيمان الوَثَنِيِّين، فيصيروا نماذج في الإيمان لنا. مدعوين على ضوء هذه النماذج أنّ نتحرر من الرّوح الوثنيّة ونسير وراء الرّبّ والمعلم ساجدين وقائلين مع المرأة الوثنية: «رُحْماكَ يا ربّ! يا ابنَ داود [...] أَغِثْني يا رَبّ!» (مت 15: 22. 25). وكما يختتم الكاتب هذا الحدث قائلاً: «فشُفِيَتِ ابنَتُها في تِلكَ السَّاعة» (مت 15: 28). هكذا سيشفينا الرّبّ من الروح الوثنية النجسة بقربنا منه مركز الطهارة، فيحررنا ويطهرنا بكلمته.
 
موضوع مغلق

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:00 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024