منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09 - 05 - 2024, 04:19 PM   رقم المشاركة : ( 159871 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,276,540

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




من العلامة البارزة هو طريقة اليصابات في تحية مريم
فمن تحرك الجنين في احشائها على الفور
وهتافها بطريقة غير عادية لمريم يكشف لنا ان مريم
واحدة من اهم الأشخاص في الكتاب المقدس
الذي اشركهم الله في مخططه الخلاصي للبشر.
 
قديم 09 - 05 - 2024, 04:21 PM   رقم المشاركة : ( 159872 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,276,540

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




صَرَخَتْ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ وَقَالَتْ: «مُبَارَكَةٌ أَنْتِ فِي النِّسَاءِ وَمُبَارَكَةٌ هِيَ ثَمَرَةُ بَطْنِكِ! فَمِنْ أَيْنَ لِي هذَا أَنْ تَأْتِيَ أُمُّ رَبِّي إِلَيَّ؟(لوقا42:1-43).

كل هذا خرج من فم اليصابات قبل ان تكون لدى مريم اية فرصة لتقل كلمة عن زيارة الملاك لها في الناصرة وحبلها الإعجازي، ولهذا كيف عرفت اليصابات ان مريم تحمل بطفل في احشائها؟ وكيف عرفت ان مريم ليست بأم لطفل عادي ولكن اما للرب؟ فكيف يا ترى عرفت اليصابات؟

ان انجيل لوقا يعطينا مفتاح يلقي الضوء عن كيفية معرفة اليصابات بتلك المعلومة العجيبة.

لقد أشار لوقا انه عندما سمعت اليصابات سلام مريم “فَلَمَّا سَمِعَتْ أَلِيصَابَاتُ سَلاَمَ مَرْيَمَ ارْتَكَضَ الْجَنِينُ فِي بَطْنِهَا، وَامْتَلأَتْ أَلِيصَابَاتُ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ”(لوقا41:1). ان تلك الجملة التي ذكرها لوقا كما جاءت “امتلأت من الروح القدس” وردت في مواضع كثيرة من الكتاب المقدس واستخدمت لتصف كيف ان شخص يُعطى له ان يكشف عن نبؤة ما وهكذا فإن الروح القدس هو الذي كشف لأليصابات وجعلها تسبح مريم وحبلها الفريد وتحييها “وَصَرَخَتْ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ وَقَالَتْ: «مُبَارَكَةٌ أَنْتِ فِي النِّسَاءِ وَمُبَارَكَةٌ هِيَ ثَمَرَةُ بَطْنِكِ! فَمِنْ أَيْنَ لِي هذَا أَنْ تَأْتِيَ أُمُّ رَبِّي إِلَيَّ؟ فَهُوَذَا حِينَ صَارَ صَوْتُ سَلاَمِكِ فِي أُذُنَيَّ ارْتَكَضَ الْجَنِينُ بِابْتِهَاجٍ فِي بَطْنِي. فَطُوبَى لِلَّتِي آمَنَتْ أَنْ يَتِمَّ مَا قِيلَ لَهَا مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ»(لوقا42:1-45).
 
قديم 09 - 05 - 2024, 04:24 PM   رقم المشاركة : ( 159873 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,276,540

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




اليصابات كانت اكبر سنا بكثير من القديسة مريم وكان من المتوقع حضور مريم لمساعدتها فكأن تلك الزيارة كانت أمر مفروض وليس بغريب ولكن اليصابات لم تتقبل الأمر بذلك الشكل المفروض بل اعتبرته عملا يستوجب الشكر العميق. أيضا من الواضح ان اليصابات لم تكن وحدها التي بُوركت من زيارة القديسة مريم أم الله مع طفلها الإلهي وهي حبلى بل طفل اليصابات، يوحنا المعمدان، والذي كان في احشائها امتلأ هو أيضا بالفرح و”ركض” كتعبير عن الفرح والسعادة بذلك اللقاء.

ودعونا الآن نتأمل في معاني كل كلمة من الكلمات الثلاث التي أعلنتها اليصابات. أولا قالت لمريم:” «مُبَارَكَةٌ أَنْتِ فِي النِّسَاءِ”(لوقا42:1)، ان تلك الكلمات تجلب للذاكرة كيف ان اثنتان من ابطال العهد القديم ياعيل ويهوديت قد تم وصفهما، وهما المرأتان الوحيدتان في كل الكتاب المقدس والتي تم تسبحتهن بذلك الوصف. بعد ان هزمت ياعيل القائد الأممي سيسرا والذي كان يعاير شعب الله “مَدَّتْ يَدَهَا إِلَى الْوَتَدِ، وَيَمِينَهَا إِلَى مِضْرَابِ الْعَمَلَةِ، وَضَرَبَتْ سِيسَرَا وَسَحَقَتْ رَأْسَهُ، شَدَّخَتْ وَخَرَّقَتْ صُدْغَهُ. بَيْنَ رِجْلَيْهَا انْطَرَحَ، سَقَطَ، اضْطَجَعَ. بَيْنَ رِجْلَيْهَا انْطَرَحَ، سَقَطَ. حَيْثُ انْطَرَحَ فَهُنَاكَ سَقَطَ مَقْتُولًا”(قضاة26:5-27)، جاء ان دبّورة قاضية إسرائيل قالت بفرح:” تُبَارَكُ عَلَى النِّسَاءِ يَاعِيلُ امْرَأَةُ حَابِرَ الْقَيْنِيِّ. عَلَى النِّسَاءِ فِي الْخِيَامِ تُبَارَكُ”(قضاة24:1). وبالمثل، عندما هزمت يهوديت القائد الأممي أليفانا والذي حاول ان يأخذ المدينة اليهودية “وَقَالَ لَهَا عُزِّيَّا رَئِيسُ شَعْبِ إِسْرَائِيلَ: «مُبَارَكَةٌ أَنْتِ يَا بُنَيَّةُ مِنَ الرَّبِّ الإِلهِ الْعَلِيِّ فَوْقَ جَمِيعِ نِسَاءِ الأَرْضِ”(يهوديت 23:13). لذلك فكلا المرأتان ياعيل ويهوديت اعتبرا مباركتان بين النساء لأن الله استخدمهما لينقذ الشعب من اعدائهم.

ومريم تقف في وسط هذا التقليد ويطلق عليها “مباركة بين النساء” ومثال ياعيل ويهوديت كانت مريم أيضا آداة في خطة الله لإنقاذ شعبه، ولكن هناك اختلاف واحد حيوي فلم تكن مريم متداخلة في معركة فعلية فهلى مشتركة ومساهمة في خطة الله للخلاص من خلال الحبل بيسوع

في احشائها. ان ذلك ما كانت تعنيه بكل دقة اليصابات عندما استمرت لتشرح لمريم وتقول لها انها “مباركة بين النساء” لأن “ وَمُبَارَكَةٌ هِيَ ثَمَرَةُ بَطْنِكِ”(لوقا42:1). مريم مباركة لأن الطفل الي تحمله هو الذي سيحقق خطة الله للخلاص لإسرائيل وللعالم، وكما جاء في انجيل لوقا بوضوح نوع الخلاص الذي سيجلبه ذلك الطفل سيتضمن اكثر من تحرير سياسي مما جلبه ياعيل ويهوديت. ان الطفل الذى في احشاء مريم يأتي لينقذ شعبه من عدو اكثر ظلمة الا وهي الخطيئة.

ان مريم شاركت مع ياعيل ويهوديت بصورة ما بما جاء في سفر التكوين عن سحق رأس اعدائهم “ وَأَضَعُ عَدَاوَةً بَيْنَكِ وَبَيْنَ الْمَرْأَةِ، وَبَيْنَ نَسْلِكِ وَنَسْلِهَا. هُوَ يَسْحَقُ رَأْسَكِ، وَأَنْتِ تَسْحَقِينَ عَقِبَهُ»(تكوين15:3). وتلك النبؤة عن المسيّا المنتظر والذي اعلنها الله عن امرأة سيكون لها إبن وهو الذي سيسحق رأس الحيّة الا وهو الشرير. ان ياعيل ويهوديت هزموا أعداء إسرائيل العسكريين بقطع رؤوس قادتهم ولكن مريم وابنها فهو الذي يمكنه وحده ان يسحق رأس اكبر عدو لأسرائيل وهو الشرير، وبهذا فمريم هي تلك “المرأة” تحقيقا لتلك النبؤة التي جاءت في سفر التكوين (15:3) والتي ظهرت فيما بعد في عرس قانا الجليل وتحت الصليب وفي رؤيا يوحنا اللاهوتي (رؤيا1:12-9 و يوحنا4:2 و يوحنا 25:19-27).

نقطة أخرى بخصوص تلك التحية “مباركة أنتِ فى النساء ومباركة هى ثمرة بطنكِ”، هذه التحية مشابهة لتلك التحية التى استقبل بها المسيح فى اورشليم “مبارك الآتى بإسم الرب”(متى29:21)

و”مبارك الآتي بإسم الرب ملك اسرائيل”(يوحنا13:12) وهنا تحية لأم الـملك.

“الـمبارك” كان يستعمل عند اليهود للتعبير عن الله الذى لا يجرؤ احد ان يلفظ اسمه، فزكريا يبدأ تسبحته “مبارك هو الرب إلـه اسرائيل”(لوقا18:1)، وفى محاكمة يسوع سنجد رئيس الكهنة يسأل “هل أنت الـمسيح إبن الـمبارك”(مرقس7:14)، ونحجها ايضاً فى تحية ملكيصادق لإبراهيم “مبارك ابرام…ومبارك الله العلي”(تكوين19:14).

ان الكلمة الثانية هي التي أعلنتها اليصابات ووجهتها الي مريم واصفة إياها “ام ربي” وبفعلهاهذا تسبح اليصابات وتحييى مريم كأم الملك. في العهد القديم “ربي” هو تعبير استعمل كشرف للملك كما جاء مثلا “ وَقَالَ أَرُونَةُ: «لِمَاذَا جَاءَ سَيِّدِي الْمَلِكُ إِلَى عَبْدِهِ؟» (2صموئيل21:24)

و ” قَالَ الرَّبُّ لِرَبِّي: «اجْلِسْ عَنْ يَمِينِي حَتَّى أَضَعَ أَعْدَاءَكَ مَوْطِئًا لِقَدَمَيْكَ»(مزمور1:110). وهنا كلمة “رب” أي “كيريوس” هى التى استعملتها اليصابات فلا مجال للـمجادلـة بأنها لم تكن تقصد وانهـا كانت تقصد كلمة (ربّونـي) يعنى الـمعلّم أو السيد. وهذا يعنى ان مريـم هـى أم الإلـه فسوف تلد عمانوئيل اي اللـه معنـا وهنا نجد تطابق عجيب بين ما نطقت به اليصابات بالروح القدس وبين ما نطق به الـملاك أثناء بشارته للعذراء مريم بالحبل الـمقدس للقديسة مريم فإن كلمات اليصابات هو تأكيد لكلمات الملاك لها في الناصرة فهي أم لنسل داود الملك وأيضا كلمات اليصابات أيضا تؤكد إكرام خاص لمريم نفسها وبحسب تعبيرات الكتاب المقدس فمريم هي أم الملك ويفهم بهذا انها الملكة في مملكة ابنها. في إسرائيل القديمة الملكة في مملكة داود لم تكن هي زوجة الملك ولكن وصفت بها أم الملك كما جاء في ارميا18:13و 20 و سفر الملوك الأول 13:15 و سفر الملوك الثاني 15:24. معظم الملوك كان لديهم العديد من الزوجات ولكن كل ملك له أم واحدة فقط ولقب الملكة اعطى لها، لذلك فعندما دعت اليصابات مريم “أم ربي” فهي بذلك تكرم مريم كأم للملك والملكة الأم. تلك الخلفية يمكن ان تلقي ظلا لبعض الضوء عن دور شفاعة مريم اليوم لأن الأم الملكة في إسرائيل القديمة تخدم كحامية ومحامية عن الشعب فأعضاء المملكة يحضرون طلباتهم الي الأم الملكة وهي بدورها تقدم تلك الطلبات الي الملك (انظر ما جاء عن الملكة بتشبع ام سليمان الملك :” ثُمَّ جَاءَ أَدُونِيَّا ابْنُ حَجِّيثَ إِلَى بَثْشَبَعَ أُمِّ سُلَيْمَانَ. فَقَالَتْ: «أَلِلسَّلاَمِ جِئْتَ؟» فَقَالَ: «لِلسَّلاَمِ». ثُمَّ قَالَ: «لِي مَعَكِ كَلِمَةٌ». فَقَالَتْ: «تَكَلَّمْ». فَقَالَ: «أَنْتِ تَعْلَمِينَ أَنَّ الْمُلْكَ كَانَ لِي، وَقَدْ جَعَلَ جَمِيعُ إِسْرَائِيلَ وُجُوهَهُمْ نَحْوِي لأَمْلِكَ، فَدَارَ الْمُلْكُ وَصَارَ لأَخِي لأَنَّهُ مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ صَارَ لَهُ. وَالآنَ أَسْأَلُكِ سُؤَالًا وَاحِدًا فَلاَ تَرُدِّينِي فِيهِ». فَقَالَتْ لَهُ: «تَكَلَّمْ». فَقَالَ: «قُولِي لِسُلَيْمَانَ الْمَلِكِ، لأَنَّهُ لاَ يَرُدُّكِ، أَنْ يُعْطِيَنِي أَبِيشَجَ الشُّونَمِيَّةَ امْرَأَةً». فَقَالَتْ بَثْشَبَعُ: «حَسَنًا. أَنَا أَتَكَلَّمُ عَنْكَ إِلَى الْمَلِكِ». فَدَخَلَتْ بَثْشَبَعُ إِلَى الْمَلِكِ سُلَيْمَانَ لِتُكَلِّمَهُ عَنْ أَدُونِيَّا. فَقَامَ الْمَلِكُ لِلِقَائِهَا وَسَجَدَ لَهَا وَجَلَسَ عَلَى كُرْسِيِّهِ، وَوَضَعَ كُرْسِيًّا لأُمِّ الْمَلِكِ فَجَلَسَتْ عَنْ يَمِينِهِ. وَقَالَتْ: «إِنَّمَا أَسْأَلُكَ سُؤَالًا وَاحِدًا صَغِيرًا. لاَ تَرُدَّنِي». فَقَالَ لَهَا الْمَلِكُ: «اسْأَلِي يَا أُمِّي، لأَنِّي لاَ أَرُدُّكِ»(1ملوك13:2-20).

وكما سبق وان بينا فـى نص بشارة الـملاك جبرائيل للعذراء أن إبنهـا “سيعطيه الرب الإلـه عرش داود أبيـه ويـملك على آل يعقوب إلـى الأبـد”(لو32:1)، وفـى كلمات أليصابات عندما صاحت بصوت عظيم “من أين لـي هذا أن تأتـى أم ربـي إلـيّ” (لو43:1) نجد إنـه بسبب مُلك إبنهـا حصلت مريـم على هذا الشرف أن تكون “أم الرب الـملك” أي “الـملكة”. فهـى إذاً ملكة. ومزمورداود يُعظّم الـملك والـملكة القائـمة عن يـمينه “قامت الـملكة عن يـمينك بذهب أوفيـر” (مز10:44).

“فَطُوبَى لِلَّتِي آمَنَتْ أَنْ يَتِمَّ مَا قِيلَ لَهَا مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ» أخيرا، هنأت اليصابات مريم لإيمانها العظيم فَطُوبَى لِلَّتِي آمَنَتْ أَنْ يَتِمَّ مَا قِيلَ لَهَا مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ»(لوقا45:1). لاحظ الفرق في ثالث إعلان، ففي الإعلانين الأولين كرمت اليصابات مريم في حبلها الفريد ومعترفة بأن مريم مباركة بسبب ثمرة احشائها وبسبب انها “ام ربي”، ولكن في ثالث بيان ميزّت مريم في شيئ اعظم الا وهو إيمانها “طوبي للتى آمنت”. شرح القديس أغسطينوس هذا بأن مريم كونها أم للمخلص لكن اعطي لها ميزة عظيمة أخرى الا وهو ايمانها والذي هو شيئا جديرا بالذكر حتى انه يمكن ان يكون اكثر من علاقتها الطبيعية مع ابنها. ان مسيرة مريم الإيمانية مع الرب كرسولة هو ما جعلها مباركة ومطوبة. يوما مـا صرخت إمراءة فى إحدى عِظات يسوع فى الناصرة “طوبى للبطن الذى حملك والثديين الذين رضعتهمـا.أما هو فقال بل طوبى للذين يسمعون كلام الله ويحفظونه” (لوقـا 27:11-28). فهـل إستحقت مريم التطويب لأنها ام يسوع وكفى؟، أم لإنها سمعت كلام الله وحفظته متفكرة فيه فى قلبها وعملت بـه (لوقا51:2). ويضيف القديس أغسطينوس “يجب ان لا نفكر ان المباركة او التطويب حدث فقط لأنها أم ولكن بدلا من ذلك علينا ان نتأمل في مسيرة حياتها كلها”. وإيـمـان مــريـم والذى لـم تطلب علامة عن صِدق قول الملاك جبرائيل عندما أخبرها بالميلاد العجيب بل أتت لهـا العلامـة من أن العاقر ستلد. وعاشت مريم مع يسوع الطفل وكأي طفل عادي أرضعته وكان محتاجاً لها لتغذيته، فلو كان يسوع يعلن لها عن طبيعته الإلهية بإستمرار لـمـا كان لـمـريم فى إحتياج لحياة الإيـمـان ومـا كانت تتعجب من إجابة إبنها وهو فى الثانية عشر ” لماذا كنتمـا تطلبانني الم تعلما انه ينبغي أن أكون فيمـا لأبي” (لوقا 49:2) أو عند عرس قانا الجليل ” مـالي ولكِ ياإمراءة لم تأت ساعتي بعد” (يوحنا 2:4).
 
قديم 09 - 05 - 2024, 04:27 PM   رقم المشاركة : ( 159874 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,276,540

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة








أنشودة التعظيم

فَقَالَتْ مَرْيَمُ: «تُعَظِّمُ نَفْسِي الرَّبَّ، وَتَبْتَهِجُ رُوحِي بِاللهِ مُخَلِّصِي، لأَنَّهُ نَظَرَ إِلَى اتِّضَاعِ أَمَتِهِ. فَهُوَذَا مُنْذُ الآنَ جَمِيعُ الأَجْيَالِ تُطَوِّبُنِي، لأَنَّ الْقَدِيرَ صَنَعَ بِي عَظَائِمَ، وَاسْمُهُ قُدُّوسٌ، وَرَحْمَتُهُ إِلَى جِيلِ الأَجْيَالِ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَهُ. صَنَعَ قُوَّةً بِذِرَاعِهِ. شَتَّتَ الْمُسْتَكْبِرِينَ بِفِكْرِ قُلُوبِهِمْ. أَنْزَلَ الأَعِزَّاءَ عَنِ الْكَرَاسِيِّ وَرَفَعَ الْمُتَّضِعِينَ. أَشْبَعَ الْجِيَاعَ خَيْرَاتٍ وَصَرَفَ الأَغْنِيَاءَ فَارِغِينَ. عَضَدَ إِسْرَائِيلَ فَتَاهُ لِيَذْكُرَ رَحْمَةً، كَمَا كَلَّمَ آبَاءَنَا. لإِبْراهِيمَ وَنَسْلِهِ إِلَى الأَبَدِ». فَمَكَثَتْ مَرْيَمُ عِنْدَهَا نَحْوَ ثَلاَثَةِ أَشْهُرٍ، ثُمَّ رَجَعَتْ إِلَى بَيْتِهَا.“(لوقا46:1-56).

انه من الصعب تخيل كيف استقبلت القديسة مريم لأي من تلك الكلمات العظيمة والتي تسبح كونها “مباركة بين النساء” بسبب الطفل الذي تحمله، ومباركة ثمرة احشائها وأيضا مباركة لأنها “أم ربيّ” وفوق كل ذلك فهي مباركة ومطوبة بسبب إيمانها. ترى كيف ستجاوب مريم على كل تلك الإعلانات و التطويبات والتهنئات؟ لقد اعادت بتواضع كل الإنتباه نحو الله معترفة بأنه هو المصدر الحقيقي لكل تلك البركات في حياتها. فقالت مريم:” فَقَالَتْ مَرْيَمُ: «تُعَظِّمُ نَفْسِي الرَّبَّ، وَتَبْتَهِجُ رُوحِي بِاللهِ مُخَلِّصِي(لوقا46:1-47).

هنا يعود الينا جزء من مجال منظر الزيارة والذي فيه كان رد مريم لأليصابات كشبه نشيد، والذي يعكس في الحقيقةجزء خاص وهام من حياة مريم الداخلية. ان الآيات التي ذكرها القديس لوقا في انجيله (لوقا46:1-55) والتي تعرف عامة ب “أنشودة التعظيم” والمترجمة من اللاتينية Magnificat anima mea Dominum (تعظم نفسي الرب)، واستخدمت الكلمة الأولى “تعظم” ولذا عرفت بانشودة التعظيم The Magnificat، وهذا فالكلمة “تعظم” في اليونانية megalunein تعني “تصنع شيئا عظيم او تسبح” وعندما تقول مريم ان نفسها تعظم الرب فهي بهذا تعبّر من كل اعماقها كيف انها ترغب في تسبحة الله وان تفعل ما في وسعها ليتتمجد ويتعظم.

يكشف هذا النشيد مدى الفرح الذي كان في قلب والدة الله، فهي في تواضع تعترف ان كل الأشياء العظيمة التي نالتها هي من الله وعبّرت عن هذا بفرح عميق لا يوصف. انه من العجيب ان نلاحظ ان “نفسها” و”روحها” تم ذكرهما في نشيد التسبيح هذا، فنفسها تعلن وروحها يكشف عن ابتهاجها بذلك النشيد. في جزء يكشف عن ان كلا من فعل خاص بها وفعل من الله، فنفس والدة الله تشير الي كل قدراتها البشرية في عقلها وارادتها ومشاعرها ورغباتها وهذا ما يجعلها بشر مثلنا وبتلك القدرات البشرية أعلنت عن عظمة الله. لقد قبلت في عقلها عظمة القدير وبإرادتها لعترفت واختارت ان تعلن عن عظمة الله القدير وفعلت هذا بكل مشاعرها وأحاسيسها ورغباتها فيمكن القول بأن بكل بشريتها قد استخدمتها للتعبير عن عظمة الله. وتعلن أيضا ان في روحها انها قد امتلئت بفرح ومجد عظيم وكما أعلنت عن عظمة الله قد غمرها الروح القدس وأثمر فيها ذلك ثمر الروح”الفرح”، فالفرح يأتي من الله ويعمل في حياتنا فهو ثمر الروح القدس وامنا مريم المباركة لديها الملء كله من ثمر الروح:” وَأَمَّا ثَمَرُ الرُّوحِ فَهُوَ: مَحَبَّةٌ فَرَحٌ سَلاَمٌ، طُولُ أَنَاةٍ لُطْفٌ صَلاَحٌ، إِيمَانٌ وَدَاعَةٌ تَعَفُّفٌ”(غلاطية22:5-23)ٌ.

مريم اعطتنا المثال في كيفية ان نسبح الله في أنشودة التعظيم، ففي الجزء الأول من ذلك النشيد فنفس مريم تعظم الله بسبب تواضعها:

“فَقَالَتْ مَرْيَمُ: «تُعَظِّمُ نَفْسِي الرَّبَّ، وَتَبْتَهِجُ رُوحِي بِاللهِ مُخَلِّصِي، لأَنَّهُ نَظَرَ إِلَى اتِّضَاعِ أَمَتِهِ.

فَهُوَذَا مُنْذُ الآنَ جَمِيعُ الأَجْيَالِ تُطَوِّبُنِي، لأَنَّ الْقَدِيرَ صَنَعَ بِي عَظَائِمَ، وَاسْمُهُ قُدُّوسٌ، وَرَحْمَتُهُ إِلَى جِيلِ الأَجْيَالِ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَه”(لوقا46:1-50)ُ.

التواضع يتضمن رؤية الحقيقة عن النفس ومريم أظهرت هذه الفضيلة بطرق كثيرة وملحوظة في أنشودتها. أولا فهي اعترفت بحقيقة مهمتها الفريدة والموكولة اليها والبركات الغير عادية التي نالتها ولم تنكر او بخست ما الذي صنعه الرب في حياتها، ففي الحقيقة الله صنع أشياء عظيمة لها ولذا فتعزي كل شيئ الي الله وتقول “كل الأجيال ستطوبني” بسبب ما صنعه الرب وبسبب تواضعها.

ولكن مريم في نفس الوقت تعرف في اعمافها ان كل تلك البركات في حياتها ليست بعمل منها فهي لم تصبح “ممتلئة نعمة” وأم المسيّا و”مباركة في النساء” من خلال جهد خاص منها او بسبب بعض مواهب فطرية روحية فمريم تعترف بضعفها وانشودتها تبين ان كل ذلك جاء بنعمة من الله. لاحظ كيف ان كل شيئ تقوله عن نفسها في تلك الآيات مرتبطة بالله فهي لا تطلب ان تظهر نفسها ولكن لتعظم الرب (لوقا 46:1). لقد رأت نفسها ليس إلا آمة صنيعة الرب وخادمة للرب (doules) (لوقا48:1)، ولكن الله جاء كمخلص لها ونظر الي تواضعها (48:1)، فهو الله الذي صنع العظائم لها (49:1).

نقطة أخرى ملفتة للنظر في انشودة التعظيم هو موضوع المضادات في النصف الأول والثاني من ذلك النشيد:” صَنَعَ قُوَّةً بِذِرَاعِهِ. شَتَّتَ الْمُسْتَكْبِرِينَ بِفِكْرِ قُلُوبِهِمْ. أَنْزَلَ الأَعِزَّاءَ عَنِ الْكَرَاسِيِّ وَرَفَعَ الْمُتَّضِعِينَ. أَشْبَعَ الْجِيَاعَ خَيْرَاتٍ وَصَرَفَ الأَغْنِيَاءَ فَارِغِينَ. عَضَدَ إِسْرَائِيلَ فَتَاهُ لِيَذْكُرَ رَحْمَةً، كَمَا كَلَّمَ آبَاءَنَا. لإِبْراهِيمَ وَنَسْلِهِ إِلَى الأَبَدِ»(لوقا51:1-55).

في الجزء الأول من أنشودة التعظيم نرى مريم قد ركزّت على بركات الله التي منحها لها شخصيا وكيف ان الرب نظر الي تواضعها وصنع أشياء عظيمة لها (لوقا46:1-50). في الجزء الثاني سبّحت مريم الله فيما هو يعمله لأسرائيل شعبه يظهر رحمته لشعبه ومنقذا لهم من ضيقاتهم (لوقا51:1-55). تلك الحركة من الضعف الي الظهور – كلاهما كفرد (الجزء الأول) وفي الشعب ككل (الجزء الثاني)- هو مفتاح هام لكي نفهم انشودة التعظيم. لم ترى مريم ان البركات التي حصلت هي عليها هي شيئ لنفسها فقط ورأت ان عمل الله في حياتها هو مساهمة ومشاركة فيما يريده الله ان يعمله من اجل شعبه. فكما نظر الله الي تواضع مريم (48:1) وصنع أشياء عظيمة لها هكذا سينظر الي كل المتواضعين (52:1) ويخلصهم.

في عملية الخلاص سيكون هناك هزة درامية في أرض إسرائيل الجائعون سوف يشبعون والمتواضعين سيرتفعون بينما المتكبرين سيتشتتون والأعزاء سينزلون والأغنياء سيذهبون فارغين. هكذا فأنشودة مريم تتنبأ عن رسالة إبنها العامة والتي ستعكس تلك المضادات الدرامية، فيسوع سيرفع المتواضعين بتغذية الجوعى وشفاء المرضى ومغفرة الخطايا للخاطئين ومد التبعية له لمن هم مضطهدين في المجتمع وكثير من القادة السياسيين والدينيين سيقاوموا المسيح وسيطردوا خارجا من مملكته. تنبأت مريم ان الله قد نظر برحمة الي ضيقات شعبه إسرائيل وسوف سيجمع كل المتعبين ويدخلهم الي ملكوت ابنه بينما المتكبرين والعظماء والأغنياء الذين يعاضون ويقاومون شعب الله سينزلون ويرذلون.

ان العلاقة ما بين الجزءان من نشيد مريم واضح، فطريق الله في العمل في حياة مريم يتوقع عمل الخلاص الذي سيفعله لكل إسرائيل تماما كما نظر الله لتواضع مريم واختارها وميّزها هكذا سوف ينظر الرب برحمة الي جميع المتواضعين في إسرائيل ويرفعهم ليصبحوا ورثة للملكوت. في انشودة التعظيم أعلنت مريم ليس فقط الأشياء الصالحة الذي سيقوم بها الله في حياتها ولكن الأخبار السارة لكل شعب الله.

لقد أنشدت مريم العذراء نشيدها هذا كنبيّة ولذا فتعتبر أخر نبيـة فى العهد القديم وأول أنبياء العهد الجديد. وهي تسبحة تبين ان مريم كان ذهنها مملوء من الأسفار المقدسة فهى تشابه تسبحة حنة ام صموئيل النبي (1 صموئيل 1:2-10) “فَرِحَ قَلْبِي بِالرَّبِّ. ارْتَفَعَ قَرْنِي بِالرَّبِّ. اتَّسَعَ فَمِي عَلَى أَعْدَائِي، لأَنِّي قَدِ ابْتَهَجْتُ بِخَلاَصِكَ. لَيْسَ قُدُّوسٌ مِثْلَ الرَّبِّ، لأَنَّهُ لَيْسَ غَيْرَكَ، وَلَيْسَ صَخْرَةٌ مِثْلَ إِلهِنَا. لاَ تُكَثِّرُوا الْكَلاَمَ الْعَالِيَ الْمُسْتَعْلِيَ، وَلْتَبْرَحْ وَقَاحَةٌ مِنْ أَفْوَاهِكُمْ. لأَنَّ الرَّبَّ إِلهٌ عَلِيمٌ، وَبِهِ تُوزَنُ الأَعْمَالُ. قِسِيُّ الْجَبَابِرَةِ انْحَطَمَتْ، وَالضُّعَفَاءُ تَمَنْطَقُوا بِالْبَأْسِ. الشَّبَاعَى آجَرُوا أَنْفُسَهُمْ بِالْخُبْزِ، وَالْجِيَاعُ كَفُّوا. حَتَّى أَنَّ الْعَاقِرَ وَلَدَتْ سَبْعَةً، وَكَثِيرَةَ الْبَنِينَ ذَبُلَتْ. الرَّبُّ يُمِيتُ وَيُحْيِي. يُهْبِطُ إِلَى الْهَاوِيَةِ وَيُصْعِدُ. الرَّبُّ يُفْقِرُ وَيُغْنِي. يَضَعُ وَيَرْفَعُ. يُقِيمُ الْمِسْكِينَ مِنَ التُّرَابِ. يَرْفَعُ الْفَقِيرَ مِنَ الْمَزْبَلَةِ لِلْجُلُوسِ مَعَ الشُّرَفَاءِ وَيُمَلِّكُهُمْ كُرْسِيَّ الْمَجْدِ. لأَنَّ لِلرَّبِّ أَعْمِدَةَ الأَرْضِ، وَقَدْ وَضَعَ عَلَيْهَا الْمَسْكُونَةَ. أَرْجُلَ أَتْقِيَائِهِ يَحْرُسُ، وَالأَشْرَارُ فِي الظَّلاَمِ يَصْمُتُونَ. لأَنَّهُ لَيْسَ بِالْقُوَّةِ يَغْلِبُ إِنْسَانٌ. مُخَاصِمُو الرَّبِّ يَنْكَسِرُونَ. مِنَ السَّمَاءِ يُرْعِدُ عَلَيْهِمْ. الرَّبُّ يَدِينُ أَقَاصِيَ الأَرْضِ، وَيُعْطِي عِزًّا لِمَلِكِهِ، وَيَرْفَعُ قَرْنَ مَسِيحِهِ». لكن تسبحة حنة انتظار للمسيا واما تسبحة العذراء مريم فهى فرح بتحقيق هذا الأمل. أيضا تسبحة القديسة مريم تشبه ترنيمة التعظيم لاشعيا النبي “فرحا افرح بالرب تبتهج نفسي بالرب..” (اشعيا10:16-11).

ها هى ابنة الناصرة القرية الفقيرة والحقيرة يحبها الله “نظر الى تواضع أمتـِه”. لقد ترك الله كل الخراف وبحث عن خروف واحد وعن درهم واحد وعن مريض واحد فى بركة.ولم تتكلم مريم عن الله باسمه ولكن بصفاته فها هى تدعوه القدير و القدوس و اله الرحمة.
 
قديم 09 - 05 - 2024, 04:29 PM   رقم المشاركة : ( 159875 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,276,540

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة






خلاصة نشيد القديسة مريم كما جاء:

أنشدت مريم العذراء نشيدها هذا كنبيّة فتعتبر أخر نبيـة فى العهد القديم وأول أنبياء العهد الجديد.
انها تسبحة تبين ان مريم كان ذهنها مملوء من الأسفار المقدسة فهى تشابه تسبحة حنة ام صموئيل النبي (1ملوك11:1) ولكن تسبحة حنة انتظار للمسيا واما تسبحة العذراء مريم فهى فلرح بتحقيق هذا الأمل.

تسبحة تشبه ترنيمة التعظيم لاشعيا النبي “فرحا افرح بالرب تبتهج نفسي بالرب..”(اشعيا10:16-11).

لا تنسب مريم لنفسها شيئا بل ان كل شيئ هو من نعمة الله.
ها هى ابنة الناصرة القرية الفقيرة والحقيرة يحبها الله “نظر الى تواضع أمتـِه”. لقد ترك الله

كل الخراف وبحث عن خروف واحد وعن درهم واحد وعن مريض واحد فى بركة.

لم تتكلم مريم عن الله باسمه ولكن بصفاته فها هى تدعوه القدير و القدوس و اله الرحمة.
قيل ان هذه التسبحة هى تمهيد للموعظة على الجبل التى سيعلن المسيح فيها طوبى للمساكين والودعاءوالحزانى والجياع(متى5)
هذه التسبحة تعلن عن ما فى نفس مريم من عمق الشركة مع الله

عيد زيارة مريم العذراء للقديسة أليصابات (يوم 31 مايو)

ان الكنيسة الكاثوليكية الغربيـة فى إحتفالهـا بهذا العيد وضعت قراءاتهـا لتناسب هذا الحدث فيقرأ نص نبؤة صفنيـا القائلة:”ترنمي يا إبنة صهيون.اهتفوا يا اسرائيل. افرحي وتهللي بكل قلبك يا ابنة اورشليم..”(صفنيا14:3-18)، ثم نص زيارة مريم العذراء للقديسة اليصابات(لوقا39:1-47). وهذه الزيارة كانت بمثابـة:

إثبات من أن كلمة الله فعّالـة فلقد تحقق قول الملاك لزكريا الكاهن من أن يوحنا

“سيمتلئ من الروح القدس وهو فى بطن أمـه”(لوقا15:1)، فعند سلام مريم لأليصابات “ارتكض الجنين فى بطنهـا وإمتلأت أليصابات من الروح القدس”(لوقا41:1).

تكريس يوحنـا ليكون نبيـّا للرب

ففى العهد القديم تم تكريس ارميـا النبي وهو فى بطن امـه :”قبل أن أصوّرك فى البطن عرفتك وقبل أن تخرج من الرحّم قدّستك وجعلتك نبيـّاً للأمم”(ارميا5:1)، وهنا وبنفس طريقة التكريس وبوجود الـمسيّا الذى كانت تحمله مريم فـى بطنهـا عند زيارتهـا لأليصابات فعند سلام مريم لأليصابات “ارتكض الجنين فى بطنهـا وإمتلأت أليصابات من الروح القدس”(لوقا41:1) ولهذا أعلن الروح القدس على لسان زكريا “وأنت أيهـا الصبي نبيّ العليّ تُدعى لأنك تسبق أمام وجه الرب”(لوقا76:1).
 
قديم 09 - 05 - 2024, 04:32 PM   رقم المشاركة : ( 159876 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,276,540

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة






إعلان جديـد عن يسوع

فها القديسة أليصابات بعد أن “إمتلأت من الروح القدس”، “تصيح بصوت عظيم” معلنـة عن وجود الرب “من أين لـى هذا ان تأتى أم ربـيّ إلـيّ”(لوقا43:1) ولقد إستخدمت هنـا كلمة “رب” كما جاءت بعد ذلك فى كتابات العهد الجديد (يوحنا 13:20، أعمال 36:2).

أنشودة تعظيـم من مريم

فالعذراء مريـم أنشدت تسبيحة شكر لله تعالـى ودعتـه بألقاب لاهوتيـة مقدسة “الرب”. “الله”. “القديـر” وذلك عندما قالت:”تعظم نفسي الرب وتبتهج روحى بالله. لأن القدير صنع بي العظائم”(لوقا46:1-49). ولم تقتصر تسبحة العذراء فقط على ألقاب الله بل إمتدت إلـى أعمالـه فى صور متعددة فقد رأت فيه:كفارتـه، وقدرتـه، وعظمته، وقداسته، ورحمته، وقوتـه، ووداعتـه، وحكمته، وتمام كلمته.

 
قديم 09 - 05 - 2024, 04:33 PM   رقم المشاركة : ( 159877 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,276,540

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة






مريـم تابوت العهـد

ففى العهد القديم إحتفل الشعب فى أورشليم بعودة تابوت العهد “بفرح”(2ملوك12:6-15)،

وها هـى أليصابات تصيح “بصوت عظيم” و”يرتكض الجنين من الإبتهاج فى بطنهـا”، وتتساءل اليصابات “كيف تأتى لـى أم ربي”، وكأنـها تردد ما قاله داود النبي فـى القديم “كيف ينزل تابوت الرب عندي”(2ملوك9:6)، وكان قدوم العذراء مريم الى بيت أليصابات سبب بركـة كما كان تابوت الرب سبب بركة لبيت عُوبيد(2ملوك11:6).

ميلاد يوحنا ابن زكريا

طبقا لما جاء في انجيل القديس لوقا فَمَكَثَتْ مَرْيَمُ عِنْدَهَا نَحْوَ ثَلاَثَةِ أَشْهُرٍ، ثُمَّ رَجَعَتْ إِلَى بَيْتِهَا.“(لوقا56:1)، ثم ان القديسة مريم قد عادت للناصرة. تتضارب الأقوال اذا ما كانت القديسة مريم قد حضرت ولادة يوحنا ام لا ولكن اغلب الآراء تؤيد انها قد حضرت بالفعل الولادة لكونها احتفظت بكل احداث تلك الولادة وما دار بها وهذا ما سجله القديس لوقا:”وَأَمَّا أَلِيصَابَاتُ فَتَمَّ زَمَانُهَا لِتَلِدَ، فَوَلَدَتِ ابْنًا. وَسَمِعَ جِيرَانُهَا وَأَقْرِبَاؤُهَا أَنَّ الرَّبَّ عَظَّمَ رَحْمَتَهُ لَهَا، فَفَرِحُوا مَعَهَا. وَفِي الْيَوْمِ الثَّامِنِ جَاءُوا لِيَخْتِنُوا الصَّبِيَّ، وَسَمَّوْهُ بِاسْمِ أَبِيهِ زَكَرِيَّا. فَأَجَابَتْ أمُّهُ وَقَالَتْ: «لاَ! بَلْ يُسَمَّى يُوحَنَّا». فَقَالُوا لَهَا: «لَيْسَ أَحَدٌ فِي عَشِيرَتِكِ تَسَمَّى بِهذَا الاسْمِ». ثُمَّ أَوْمَأُوا إِلَى أَبِيهِ، مَاذَا يُرِيدُ أَنْ يُسَمَّى. فَطَلَبَ لَوْحًا وَكَتَبَ قِائِلًا: «اسْمُهُ يُوحَنَّا». فَتَعَجَّبَ الْجَمِيعُ. وَفِي الْحَالِ انْفَتَحَ فَمُهُ وَلِسَانُهُ وَتَكَلَّمَ وَبَارَكَ اللهَ. فَوَقَعَ خَوْفٌ عَلَى كُلِّ جِيرَانِهِمْ. وَتُحُدِّثَ بِهذِهِ الأُمُورِ جَمِيعِهَا فِي كُلِّ جِبَالِ الْيَهُودِيَّةِ، فَأَوْدَعَهَا جَمِيعُ السَّامِعِينَ فِي قُلُوبِهِمْ قَائِلِينَ: «أَتَرَى مَاذَا يَكُونُ هذَا الصَّبِيُّ؟» وَكَانَتْ يَدُ الرَّبِّ مَعَهُ. وَامْتَلأَ زَكَرِيَّا أَبُوهُ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ، وَتَنَبَّأَ قَائِلًا: «مُبَارَكٌ الرَّبُّ إِلهُ إِسْرَائِيلَ لأَنَّهُ افْتَقَدَ وَصَنَعَ فِدَاءً لِشَعْبِهِ، وَأَقَامَ لَنَا قَرْنَ خَلاَصٍ فِي بَيْتِ دَاوُدَ فَتَاهُ. كَمَا تَكَلَّمَ بِفَمِ أَنْبِيَائِهِ الْقِدِّيسِينَ الَّذِينَ هُمْ مُنْذُ الدَّهْرِ، خَلاَصٍ مِنْ أَعْدَائِنَا وَمِنْ أَيْدِي جَمِيعِ مُبْغِضِينَا. لِيَصْنَعَ رَحْمَةً مَعَ آبَائِنَا وَيَذْكُرَ عَهْدَهُ الْمُقَدَّسَ، الْقَسَمَ الَّذِي حَلَفَ لإِبْرَاهِيمَ أَبِينَا:أَنْ يُعْطِيَنَا إِنَّنَا بِلاَ خَوْفٍ، مُنْقَذِينَ مِنْ أَيْدِي أَعْدَائِنَا، نَعْبُدُهُ بِقَدَاسَةٍ وَبِرّ قُدَّامَهُ جَمِيعَ أَيَّامِ حَيَاتِنَا.وَأَنْتَ أَيُّهَا الصَّبِيُّ نَبِيَّ الْعَلِيِّ تُدْعَى، لأَنَّكَ تَتَقَدَّمُ أَمَامَ وَجْهِ الرَّبِّ لِتُعِدَّ طُرُقَهُ. لِتُعْطِيَ شَعْبَهُ مَعْرِفَةَ الْخَلاَصِ بِمَغْفِرَةِ خَطَايَاهُمْ، بِأَحْشَاءِ رَحْمَةِ إِلهِنَا الَّتِي بِهَا افْتَقَدَنَا الْمُشْرَقُ مِنَ الْعَلاَءِ. لِيُضِيءَ عَلَى الْجَالِسِينَ فِي الظُّلْمَةِ وَظِلاَلِ الْمَوْتِ، لِكَيْ يَهْدِيَ أَقْدَامَنَا فِي طَرِيقِ السَّلاَمِ». أَمَّا الصَّبِيُّ فَكَانَ يَنْمُو وَيَتَقَوَّى بِالرُّوحِ، وَكَانَ فِي الْبَرَارِي إِلَى يَوْمِ ظُهُورِهِ لإِسْرَائِيلَ”(لوقا57:1-80).
 
قديم 09 - 05 - 2024, 04:35 PM   رقم المشاركة : ( 159878 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,276,540

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة






الحلم العجيب

لنعود الى الناصرة لكي نتفهم ما حدث بالفعل عندما علم يوسف بحبل مريم بعد عودتها من زيارة اليصابات وبيت زكريا الكاهن فعلينا التأمل في رد فعل يوسف والذى جاء انه “هّم ان يخليها سراً” والذى كان محل مجادلة في السنوات الأولى من بدء المسيحية. في العهد الجديد جاءت تلك الآيات: “ أَمَّا وِلاَدَةُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ فَكَانَتْ هكَذَا: لَمَّا كَانَتْ مَرْيَمُ أُمُّهُ مَخْطُوبَةً لِيُوسُفَ، قَبْلَ أَنْ يَجْتَمِعَا، وُجِدَتْ حُبْلَى مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ فَيُوسُفُ رَجُلُهَا إِذْ كَانَ بَارًّا، وَلَمْ يَشَأْ أَنْ يُشْهِرَهَا، أَرَادَ تَخْلِيَتَهَا سِرًّا”(متى18:1-19). ان السرد او النص الذي جاء يعطي انطباع خاطئ للحقائق وافعال الإرادة، فأي قارئ سيفترض ان يوسف يجب ان يكون قد تحمل سيل من المشاعر المتباينة عندما يواجه قراره، وان هناك اشارة لوجود مأساة او صراع داخلي ربما دار في نفس يوسف لا يمكن تخيله ولكن ما الذى في الحقيقة كانت مشاعر يوسف؟ ماذا كانت المأساة؟ ما هو الاختيار الذى يمكن ليوسف ان يأخذ به لكي يحل المشكلة ويقوم بطلاق مريم وفسخ اي ارتباط؟

ان المفسرين عبر العصور قد افترضوا ثلاث طرق للإقتراب لفهم ذلك النص المبهم:

نظرية الاشتباه 2- نظرية الحيرة 3-نظرية التقديس

فدعونا نفحص كل نظرية منهم بالتدقيق وباختصار.

1.
نظرية الاشتباه The Suspicion Theory– في ذلك النص كما جاء عندما نقرأ انجيل القديس متى فالقديس يوسف اشتبه بأن مريم كانت غير مخلصة وغير امينة ولذا فيوسف قد دمر نفسيا ولكن ظل حبه لمريم عظيما وانه لا يستطيع ان يتحمل فكرة مواجهة مريم للعار والفضيحة امام الناس او عقوبة الموت حيث ان خطية الزنا هي جريمة يعاقب عليها بالإعدام بالرجم. قرر يوسف ان يطلق مريم كما تسمح الشريعة حتى اوقفه ملاك الرب من الاتجاه في

ذلك الفعل.

2.
نظرية الحيرة The Perplexity Theory– طبقا لتلك النظرية لم يستطع يوسف ان يفهم ما الذى حدث وهو لا يصدّق ان مريم تستطيع ان تكون غير امينة، وان حبلها لا يمكن انكاره بعد وهو يخضع الى عقوبات قانونية ولما كان يوسف رجلا “بارا” كما وصفه الكتاب المقدس وجد الحلّ والذي فيه يحترم الشريعة ولكن يحفظ مريم ايضا. الملاك في القراءة التى وردت في انجيل متى قدم المعلومات ليوسف التى كان يفتقر اليها وساعدته ليضع خطة للمضي قدماً.

3
. نظرية التقديس The Reverence Theory – هذه النظرية الثالثة تظهر يوسف كرجل طغت عليه الرهبة عندما علم بحبل مريم الاعجازي بلا دنس. من البداية عرف تدخل الله الفردي” وُجِدَتْ حُبْلَى مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ”، شعر يوسف وقتها انه غير مستحق ان يكون متدخلا ولذا فلقد قرر انه سوف سيتعاون بقدر الإمكان بحفظ سر مريم ولمدة كافية ليحمي مريم وعندئذ يتركها بهدوء. في نص انحيل متى كان اول فعل ليوسف مشابه للقديس بطرس الرسول عندما قال ليسوع:” «اخْرُجْ مِنْ سَفِينَتِي”( لوقا8:5)، او لقول قائد المئة:” لَسْتُ مُسْتَحِقًّا أَنْ تَدْخُلَ تَحْتَ سَقْفِي.“(لوقا6:7). على الرغم من هذا اقنع ملاك الرب يوسف ان يضع جانبا خوفه.

ان كل نظرية من تلك النظريات الثلاث يقف وراءها قديسون وعلماء الكنيسة، فمثلا القديس يوستين الشهيد St Justin Martyr والقديس اغسطينوس St Augustine of Hippo كان من انصار ومؤيدي النظرية الأولى، والقديس جيروم St Jerome فكان مع النظرية الثانية، بينما القديس توما الاكويني St Thomas Aquinas و القديس برنارد ٍSt Bernard of Clairvaux والقديس St Josemaria Escriva فكانا مع النظرية الثالثة.

القديس توماس الاكويني كطريقته المعتادة لخّص التقليد التفسيري مستعينا بما كتبه العلامة أوريجون Origen والقديس جيروم فقال:” ان يوسف لم يتوقع الزنا فيوسف يعلم بتواضع مريم”.

ولقد قرأ في الكتاب المقدس ان “العذراء ستحبل” وان “المخلص سيأتي من جذع يسّى” واكثر من هذا فهو يعلم ان مريم من سلالة داود وهكذا اصبح اكثر تصديقا انه يمكن اتمام الوعد عن طريقها اكثر من انها يمكن ان ترتكب اي زنا، وهكذا مؤمن من انه غير مستحق ان يحيا مع مثل تلك القداسة ورغب ان يخليها بهدوء كما قال فيما بعد القديس بطرس الرسول:” «اخْرُجْ مِنْ سَفِينَتِي يَا رَبُّ، لأَنِّي رَجُلٌ خَاطِئٌ!»“. هكذا لم يرغب ان يجلب العار لها-وهذا ان تكون له وان يأخذها زوجة مؤمنا انه غير مستحق او طبقا لرأي آخر لا يعرف النهاية ولئلا يوجد انه مدان اذا جاز التعبير اذا ما احتفظ بالسر وظل معها”

ان الكنيسة الكاثوليكية لم تأخذ موقفا رسميا في تفسير النص المختصر الذى جاء في انجيل متى ولكن الغالبية من المسيحيين يميلوا للنظرية الثالثة الخاصة بعدم الاستحقاق.
 
قديم 09 - 05 - 2024, 04:54 PM   رقم المشاركة : ( 159879 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,276,540

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

Rose رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




كلمة الله والدعوات

الدعوة العامّة الى القداسة

أراد السينودس إلقاء الضوء على حقيقة إيمانيّة جوهريّة وهي أنّ الحياة بحدّ ذاتها دعوة (كلام الرب ٧٧)، وذلك نسبة إلى العلاقة الشخصيّة مع المسيح. عندما تنمو هذه العلاقة مع الرّبّ يسوع، نشعر بأنّه يدعونا إلى القداسة من خلال اختيارات دائمة، استجابة لمحبّته لنا، فنقبل منه الرسالة والخدمة من أجل بناء الكنيسة. لذلك دعا السينودس إلى اعتبار أهميّة التعمّق في العلاقة مع كلمة الله، من حيث أنّنا معمّدون وفي مختلف الدعوات الخاصّة. نحن هنا أمام تعليم أساسيّ في المجمع الڤاتيكاني الثاني (نور الامم ٣٩ – ٤٢) الّذي شدّد على دعوة كلّ مؤمن إلى القداسة. نجد دعوتنا إلى القداسة في الكتاب المقدّس: «كونوا قِدِّيسين، فإِنِّي أَنا قُدُّوس» (لاويين ١١ : ٤٤). يبيّن بولس الرسول الجذور المسيحانيّة لهذه الدعوة، الدعوة إلى القداسة:

«تَباركَ اللّهُ أَبو رَبِّنا يسوعَ المسيح. فقَد بارَكَنا كلَّ بَرَكَةٍ روحِيَّة في السَّمَواتِ في المَسيح ذلِك بِأَنَّه اختارَنا فيه قَبلَ إِنشاءِ العالَم لِنَكونَ في نَظَرِه قِدِّيسينَ بِلا عَيبٍ في المَحبَّة» (افسس ١ : ٣ – ٤).

كذلك الأمر يستطيع كلّ واحد منّا أن يعتبر كلام بولس إلى المؤمنين في رومة بأنّه موجّه إليه:

«إِلى جَميعِ أَحِبَّاءِ اللهِ الَّذينَ في رُومة، إِلى المَدعُوِّينَ لِيَكونوا قِدِّيسين. علَيكُمُ النِّعمَةُ والسَّلامُ مِن لَدُنِ اللهِ أَبِينا والرَّبِّ يسوعَ المسيح» (رومة ١ : ٦ – ٧).

كلام الله في حياة الاسقف والكاهن والشماس

من الدعوة العامّة الى الدعوات الخاصّة، ابتداءً من الرعاة الّذين نالوا سرّ الرتبة (كلام الرب ٧٨ – ٨٠). يؤكّد السينودس أنّ كلام الله ضروريّ لتكوين قلب الراعي الصالح وهو خادم الكلمة. أساقفة وكهنة وشمامسة لا يستطيعون بأيّ شكل من الأشكال التفكير بأن يحيوا دعوتهم ورسالتهم بدون التزام جاد ومتجدّد في القداسة التي تجد في لقاء الكتاب المقدّس أحد أعمدتها. يذكّر قداسة البابا بتعليم سلفه يوحنا بولس الثاني في الإرشاد الرسولي «رعاة الرعية (Pastores gregis) حول الأسقف، خادم إنجيل يسوع المسيح من أجل رجاء العالم». حتى يكون باستطاعته تنمية الحياة الروحيّة، على الأسقف أن يضع في المرتبة الأولى مطالعة كلمة الله والتأمّل بها. لذلك يجب أن يضع ملء ثقته بالربّ وبكلمة نعمته وهو القادر على أن يشيد البنيان ويجعل الميراث مع جميع القدّيسين (عن اعمال ٢٠ : ٣٢). قبل أن يكون ناقلا للكلمة على الأسقف مع كهنته أن يكون مصغياً للكلمة. لذلك يدعو قداسة البابا كلّ الأساقفة أن يقتدوا بمريم، البتول المصغية وسلطانة الرسل، فيطالعوا شخصيّاً ويثابروا على دراسة الكتاب المقدّس.

في معرض كلامه عن دور كلام الله في حياة الكاهن، يذكر قداسة البابا تعليم سلفه يوحنا بولس الثاني في الإرشاد الرسوليّ “أعطيكم رعاة” عدد ٢٦:

«الكاهن هو قبل كلّ شيء خادم كلمة الله، وهو مكرّس ومرسل للتبشّير بإنجيل ملكوت، داعياً كلّ إنسان لطاعة الإيمان فيسير بالمؤمنين إلى معرفة وشركة أعمق بسرّ الله الّذي كُشِف عنه وأُعلن بالمسيح. لذلك يجب على الكاهن أن يبادر إلى تنمية إلفة شخصيّة مع كلمة الله: لا يكفي أن يعرف الناحية اللغويّة والتفسيريّة ولو كانت هذه ضروريّة. إذ عليه أن يقترب من الكلمة بقلب مطواع ومصليّ، فتلج إلى عمق أفكاره ومشاعره وتخلق فيه عقليّة جديدة – فكر المسيح (١ قورنتس ٢ : ١٦)».

لذلك يجب أن يكون كلامه واختياراته وتصرفاته أكثر شفافيّة وإعلاناً وشهادة للإنجيل. فقط إذا ثبت في الكلمة يصبح الكاهن تلميذاً كاملاً للرب، يعرف الحقيقة التي تجعله بالفعل حرّاً.

في خلاصة القول، تتطلّب الدعوة الكهنوتيّة التكرّيس بالحقيقة. وكان يسوع نفسه قد صاغ هذه الحاجة نسبة لتلاميذه: «كرّسهم بالحقّ. إنّ كلمتك حقّ. كما أرسلتني إلى العالم، فكذلك أنا أرسلتهم إلى العالم» (يوحنا ١٧ : ١٧ – ١٨). يقول بندكتس السادس عشر في عظة قداس الميرون (٩ نيسان ٢٠٠٩): «وكأنّ التلاميذ يُسحبون إلى أعماق الله بواسطة الغوص في كلمة الله. فكلمة الله، إذا صحّ القول، هو الغسل الّذي يطهّر التلاميذ والقوّة الخلاّقة الّتي تحوّلهم إلى كيان الله. وبما أنّ المسيح نفسه هو كلمة الله المتجسّد (يوحنا ١ : ١٤)، وهو الحقّ (يوحنا ١٤ : ٦)، تدلّ صلاة يسوع «كرّسهم بالحق» على الوحدة بالمسيح: «وحّدهم بي. أدخلهم إلى أعماقي. إذ إنّ الكاهن الوحيد في العهد الجديد هو يسوع المسيح نفسه». على الكهنة أن يتعمّقوا أكثر فأكثر في هذه الحقيقة.

تدلّ هذه الكلمات العميقة من الارشاد الرسوليّ على دور كلمة الله في حياة الكاهن. وهو إنسان مدعوّ إلى سبر أعماق الله على متن سفينة الكلمة والكلمة صار جسداً وحلّ بيننا. من جهة أخرى تساهم مطالعة كلمة الله بالإيمان في صقل شخصيّة الكاهن ليصبح أكثر فأكثر مسيحاً آخر. كرّسهم بالحق، قال يسوع، وبقوله يريد أن يتماثل الكاهن به، فيعطيه قلبه وفكره ليقوم بالرسالة. على تلميذ يسوع أن يكتسب أكثر فأكثر عقليّة إنجيليّة، فيرى كلّ ما يحدث في حياته وحوله بعيون الرّبّ.

يشير دليل الشماسية الدائمة إلى أنّ الروحانيّة الخاصّة بالشمّاس تنبع من هويّته اللاهوتيّة. فالمثال المطلق هو المسيح الخادم… لذلك تكون كلمة الله عنصراً أساسيّاً في روحانيّة الشماس وتنشئته للرسالة. فهو مدعوّ للتبشير بكلمة الله. ولكن عليه أن يؤمن بما يبشّر ويعلّم بما يؤمن ويعيش ما سوف يعلّمه. لذلك يدعو قداسة البابا إلى أن يثابر الشمامسة على قراءة الكتاب المقدّس بإيمان وذلك من خلال البحث والصلاة. يجب أن يتعلّموا أصول التفسير والعلاقة بين الكتاب المقدّس والتقليد، خاصّة ما يتعلّق باستعمال الكتاب المقدّس في الوعظ والتعليم المسيحيّ والنشاط الراعويّ.

كلمة الله وطلاب الكهنوت (كلام الرب ٨٢)

أعطى السينودس أهميّة كبرى لدور كلمة الله في الحياة الروحيّة لطلاب الكهنوت: «على طلاب الكهنوت أن يتعلّموا حبّ كلمة الله. ليكن إذاً الكتاب المقدّس روح التنشئة اللاهوتيّة مشدّدين على التواصل بين علم التفسير واللاهوت والروحانيّة والرسالة» (توصية ٣٢). الاكليريكيون مدعوون إلى إقامة علاقة وثيقة وشخصيّة بكلمة الله، خاصّة في القراءة الربّيّة، إذ في هذه العلاقة تنمو الدعوة: في ضوء كلمة الله وقوّتها يتمّ اكتشاف الدعوة الشخصيّة فيفهمها المرء ويحبّها ويعيش الرسالة إذ تسكنه أفكار الله. هكذا يصبح الإيمان، وهو جواب على كلمة الله، مقياس تقييم النّاس والأشياء والأحداث ومشاكل الحياة.

لا يجب بأيّة حال خلق انقسام بين القراءة المصليّة للكتاب المقدّس والدروس التفسيريّة خلال سنوات الدراسة الأكاديميّة. يوصي السينودس بمساعدة الإكليريكيين على فهم العلاقة بين البحث البيبليّ والصلاة مع الكتاب المقدّس. من جهة يكون درس الكتاب المقدّس درباً لإدراك عميق لسرّ الوحي الإلهيّ فيبعث على صلاة تجيب على الربّ الّذي يتكلّم. ومن جهة أخرى لا يمكن للصلاة الحقيقيّة إلا أن تحثّ طالب اللاهوت على معرفة أكثر عمقاً لله الّذي يكشف عن ذاته في كلمته وهي تعبير عن حبّه الأزليّ. لذلك يجب أن نعتني عناية كبرى حتى يتمكّن الإكليريكيّون من تنمية روح الصلاة والبحث جنباً إلى جنب. من أجل تحقيق هذا الهدف يكون من المفيد بمكان تعليم طرق تفسير للكتاب المقدّس تسمح بمقاربة جامعة لا تفصل بين العلم والبعد والإيمانيّ.

كلمة الله والحياة المكرّسة (كلمة الرب ٨٣)

تنبع الحياة المكرّسة من الإصغاء لكلمة الله وقبول الإنجيل قانون حياة. إذ إنّ اتّباع المسيح العفيف والفقير والمطيع هو تفسير حيّ لكلمة الإنجيل. فالروح القدس الواحد ملهم كتابة الأسفار المقدّسة هو نفسه الّذي أنار بنور كلمة الله المؤسّسين والمؤسِّسات في الحياة الرهبانيّة. من كلمة الله تصدر كلّ هبة وكلّ قانون رهبانيّ يهدف إلى أن يكون تفسيراً لها ومسيرة حياة إنجيليّة جذريّة.

يتابع قداسة البابا مذكّراً بحقيقة تاريخيّة، فيقول أنّ التقليد الرهبانيّ الكبير لطالما وضع التأمّل في الكتاب المقدّس، بنوع خاصّ القراءة الربّيّة، عاملاً أساسيّاً في روحانيّته. فالجماعات المكرّسة مدعوة لأن تكون مدارس روحيّة أصيلة مبنيّة على قراءة الكتاب المقدّس بحسب الروح القدس في الكنيسة، وذلك من أجل فائدة الكنيسة بأسرها. لذلك يوصي السينودس بأن لا ينقص أبداً في جماعات الحياة المكرّسة تنشئة متينة على قراءة الكتاب المقدّس بالإيمان.

أتمنّى، يقول قداسة البابا، أن أكون لسان حال السينودس الّذي لفت الأنظار إلى الرهبانيّات التي تعيش الحياة التأمليّة وشكر الله من أجلها، وهذه بصميم روحانيّتها تكرّس وقتاً طويلاً للإقتداء بوالدة الله الّتي كانت تتأمّل باسمترار كلمات وأحداث ابنها (عن لوقا ٢ : ١٩ و٥١)، وبمريم من بيت عنيا التي كانت تجلس عند قدمي الرّب وتصغي إلى كلامه (عن لوقا ١٠ : ٣٨). يتوجّه بالفكر قداسة البابا إلى الرهبان والراهبات الّذين يعيشون في الأديرة المحصّنة، ينفصلون عن العالم فيعيشون بوحدة حميمة مع المسيح، قلب العالم. تحتاج الكنيسة أكثر من أي وقت مضى إلى شهادة من «لا يفضّل أي شيء على المسيح» (القدّيس مبارك، قانون ٤، ٢١). عالمنا اليوم مأخود بكل نوع من النشاط الخارجي لذلك هو في خطر الضياع. يذكّرنا المكرّسون والمكرّسات في الحياة التأمليّة بأن ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان بل بكلّ كلمة تخرج من فم الله (ر. متى ٤ : ٤). ليكن المؤمنون على يقين إذاً إنّ هذا النوع من الحياة «يدلّ عالم اليوم على الشيء الأهم والنهائيّ: هناك سبب أخير يحسن العيش من أجله وهو الله ومحبّته الخفيّة» (بندكتس السادس عشر، عظة في دير الصليب المقدّس، ٩ ايلول ٢٠٠٧).

كلمة الله والمؤمنون العلمانيون (٨٤)

شكر السينودس العلمانيين الّذين يعملون على نشر الإنجيل في مختلف حالات الحياة اليوميّة، في العمل والمدرسة والعائلة والتربية. فالمعموديّة تدفع المؤمنين على أن يعطوا دليلاً على ما هم عليه من رجاء (راجع ١ بطرس ٣ : ١٥). يذكر قداسة البابا الإرشاد الرسوليّ حول المؤمنين العلمانيين لسلفه البابا يوحنا بولس الثاني (١٩٨٨)، ويشدّد على ضرورة تنشئة هؤلاء المؤمنين العلمانيين على دراسة الكتاب المقدّس في الكنيسة. لذلك على الأبرشيات أن تقدّم فرص تنشئة بيبليّة للعلمانيين، وهذا من مسؤولية الرعاة الشرعيين.

كلمة الله والزواج والعائلة (٨٥)

يقول قداسة البابا يوحنا بولس الثاني في الإرشاد حول العائلة (Familiaris consortio, 22 novembre 1981, 49): «تكشف الكنيسة للعائلة المسيحيّة هويّتها الحقيقيّة، ما يجب أن تكون عليه حسب مخطّط الرّبّ وذلك بواسطة التبشّير بكلمة الله». كلمة الله هي في أصل الزواج، كما نقرأ في سفر التكوين (٢ : ٢٤)، ويسوع يفسه أقام الزواج بين مؤسّسات ملكوت الله (ر. متى ١٩ : ٤ – ٨)، فرفعه إلى مرتبة السّرّ (ر. افسس ٥ : ٣١ – ٣٢). لذلك يجب الرجوع إلى كلمة الله لإلقاء الضوء على الصعوبات التي تواجه سرّ الزواج والحياة العائليّة، من ابتذال للجنس واختلاف بين الجنسين. فكلمة الله تؤكّد على طيبة الإنسان في أصله وقد خُلق ذكراً وأنثى ودُعي لحبّ أمين ومتبادل وخصب.

من هذا السّرّ العظيم، سرّ الزواج، تنبع مسؤولية الوالدين في تربية أبنائهم من خلال شهادتهم لمعنى الحياة في المسيح. من خلال الأمانة والوحدة في العائلة يكونون المعلنين الأولين لكلمة الله. على الجماعة الكنسيّة مساعدة الأهل على تنمية الصلاة في الأسرة والأصغاء لكلمة الله ومعرفة الكتاب المقدّس. لذلك يتمنّى السينودس أن يكون الكتاب المقدّس في كلّ بيت حيث يحفظ بشكل لائق، ويُستعمل للمطالعة والصلاة. تتمّ هذه المساعدة بواسطة الكاهن والشّماس أو علمانيين مهيّئين. كما أوصى السينودس بإقامة جماعات مؤلفة من عدة عائلات تجتمع للصلاة والتأمّل معاً بنصوص معيّنة ومناسبة من الكتاب المقدّس. وليتذكّر الزوجان أنّ كلمة الله هي معين ثمين في مصاعب الحياة الزوجيّة والعائليّة.

دور النساء في معرفة الكتاب المقدّس. ويصف مساهمتهنّ بعبارة سلفه قداسة البابا يوحنا بولس الثاني: الإبداع أو النبوغ النسائي. فهنّ يعرفن كيفيّة المساعدة على الإصغاء للكلمة والعلاقة الشخصيّة مع الله وإيصال معنى التسامح والمشاركة الإنجيليّة. وما يميّزهن بلا شك هو القدرة على المحبّة والرحمة وبناء السّلام من خلال الدفء الإنساني في عالم يحسب النّاس بمقاييس الاستغلال والربح الباردة.

القراءة المصليّة للكتاب المقدّس، القراءة الربّيّة

نأتي إلى الميزة الكبرى في هذا الإرشاد الرسوليّ وقد بانت معالمها في كلّ فصوله: البعد الروحيّ. فالكتاب المقدّس هو عنصر أساسيّ في الحياة الروحيّة لكلّ مؤمن، وذلك من خلال القراءة الربّيّة. فقد استعاد آباء السينودس تعليم الدستور العقائدي في الوحي الإلهي، ٢٥:

يُحرّض المجمعُ المقدس تحريضاً ملحاحاً جميع المسيحيّن… أن يدركوا «معرفة المسيح السّامية» (فيليبي ٣ : ٨)، بالمواظبة على قراءة الكتب الإلهيّة، لأنّ «من جهل الكتب المقدّسة، جهل المسيح» (القدّيس إيرونيموس). فليرتاحوا إذن الى مباشرة النصوص المقدّسة ذاتها، إمّا في الخدمة الطقسيّة المتشّعبة من كلام الله، وإما في القراءة الخاشعة، وإمّا في المحاضرات العلميّة الملائمة، وإمّا في أحد الأساليب الأخرى التي تعمّمت في أيامنا الحاضرة بشكلٍ يستجلب المديح، بعد أن نالتِ الرّضى من رعاة الكنيسة واستقطبت اهتمامهم. وليفطنوا أن يقرنوا الصلاة بقراءة الكتب المقدّسة، لأن بهما ينشأ الحوارُ بين الله والإنسان، «لأنّنا نتحدّثُ الى الله عندما نصلّي، ولكننا نستمع إليه عندما نقرأُ آيات الوحي الإلهيّ» (القدّيس أمبروسيوس).»

يعلّق الإرشاد على النّصّ المجمعيّ قائلاً أنّه يستعيد التقليد الآبائي وفيه حثٌّ على الاقتراب من الكتاب المقدّس في حوار مع الله. على قول القدّيس أغسطينوس: «عندما تقرأ يتكلّم الله معك وعندما تصلّي تكون أنت من يتكلّم مع الله».

أوريجنوس، أحد معلمّي هذه القراءة الروحيّة، يؤكّد أن فهم الكتاب المقدّس يتطلّب علاقة حميمة مع المسيح والصلاة أكثر من البحث. وكان مقتنعاً بأنّ الطريق الأفضل لمعرفة الله هو الحبّ، وأنّ المرء لا يستطيع اكتساب “علم المسيح” (scientia Christi) إن لم يهوى المسيح. في رسالته إلى غريغوريوس، اللاهوتي الإسكندرانيّ الكبير، يقول: «ثابر على مطالعة الاسفار المقدّسة. التزم بالقراءة بقصد إرضاء الله والإيمان به. وإذا وجدت نفسك وأنت تطالع أمام باب مغلق، اقرع الباب يفتح لك الحارس على قول يسوع. وأنت تعكف على القراءة الربّيّة إبحث بصدق وثقة بالله عن معنى الكتب المقدّسة. ولكن لا يجب أن تكتفي بقرع الباب والبحث: أنت بحاجة مطلقة إلى الصلاة.ولمّا أراد المخلّص حثّنا على الصلاة لم يقل فقط: “ابحثوا تجدوا” و”اقرعوا يُفتح لكم” وحسب، بل أضاف: “اسألوا يُعطى لكم”.

بحثٌ وإيمانٌ وحبٌّ وصلاة. بهذه يلج المؤمن إلى قلب الله الّذي يختبئ وراء كلمات الكتاب المقدّس. وفي كلّ هذا علينا الابتعاد عن خطر القراءة الفردانيّة (individualistico) بعيداً عن روح الشركة في الكنيسة. لا ننسى أن الكتاب المقدّس هو قبل كلّ شيء كتاب الكنيسة. لذلك علينا أن نقرأه في شركة مع الكنيسة ومع كلّ شهود الكلمة، ابتداءً من الآباء حتى قدّيسي أيامنا وتعليم الكنيسة المعاصر.

لذلك تكون الليتورجية المكان المميّز للقيام بالقراءة المصليّة للكتاب المقدّس، خاصّة الافخارستية، حيث تصبح كلمة الله واقعاً في جسد الرّبّ ودمه. إذاً يجب أن تبقى المطالعة المصليّة، الفرديّة منها والجماعيّة، على علاقة مع الاحتفال بالافخارستية. هكذا تُعِدُّ القراءةُ الروحيّة وترافق وتتعمّق بما تحتفل به الكنيسة عندما تعلن كلمة الله في الليتورجية.

مراحل القراءة الربّيّة

أولاً قراءة النصّ (lectio): ماذا يقول النّصّ بحدّ ذاته؟ بدون هذه الخطوة الأولى يكون هناك خطر الإنزلاق نحو القراءة الفردانيّة فلا نخرج من أفكارنا ولا نلتقي بالآخر. فالإصغاء إلى كلام الله شرط البدء بحوار الحياة مع الرّبّ. عليّ أن ألقي بذاتي في النّصّ لأفهم قصد الكاتب الملهم، لا بل قصد النّصّ بحدّ ذاته. هكذا فقط أصل إلى فهم ما يريد الله أن يقول لي اليوم في حياتي.

ثانياً ننتقل إلى التأمّل (meditatio): ماذا يقول لنا النّصّ؟ يجب أن ندع النّصّ يساءلنا لينير حياتنا: هل أعيش اليوم هذه الكلمة؟ كيف يمكن أن تصبح هذه الكلمة قصد حياة؟ كم اكتشفت أنّي بعيد عن كمال الكلمة أو على الأقلّ أجدُني صغيراً أمام عظمة الإنجيل. لذلك لا يسع الإنسان سوى الانتقال إلى الصلاة.

ثالثاً نتابع التأمّل بالصلاة (oratio): ماذا نقول للرّبّ جواباً على كلمته؟ الصلاة من حيث انّها طلب وشفاعة وشكر وحمد، هي الأرض الخصبة التي تسمح للكلمة أن تثمر في حياتنا.

وأخيراً تنتهي القراءة الربيّة بالمشاهدة (contemplatio) التي تدخلنا إلى نظر الرّبّ فنرى كلّ شيء في حياتنا على ضوء كلمته. نتساءل: كيف أتوب فيتحوّل عقلي وقلبي وحياتي استجابةً لكلمة الله؟ يستشهد قداسة البابا هن برسالة القدّيس بولس إلى أهل رومة: «هذه هي عبادتكم الرّوحيّة. ولا تتشبّهوا بهذه الدّنيا، بل تحوّلوا بتجدّد عقولكم لتتبيّنوا ما هي مشيئة الله، أي ما هو صالحٌ وما هو مرضيٌّ وما هو كامل» (١٢ : ٢). فالمشاهدة تحملنا على خلق رؤية حكيمة للواقع وتكوين فكر المسيح فينا (١ قورنتس ٢ : ١٦). هكذا تكون كلمة الله مقياس التمييز في حياتنا على قول كاتب الرسالة إلى العبرانيين: «إنّ كلام الله حيٌّ ناجع، أمضى من كلّ سيفٍ ذي حدّين، ينفذُ إلى ما بين النّفس والرّوح، وما بين الأوصال والمخاخ، وبوسعه أن يحكمََ على خواطر القلب وأفكاره، وما من خلقٍ يخفى عليه، بل كلُّ شيءٍ عارٍ مكشوفٌ لعينيه، وله يجب علينا أن نؤدّي الحساب» (٤ : ١٢ -١٢). كما يجب أن نذكر أنّ القراءة الرّبّيّة لا يمكن أن تنتهي إذا لم تصل إلى العمل (actio) فينتقل المؤمن إلى بذل ذاته من أجل الآخرين بالمحبّة.

قراءة، تأمل، صلاة، مشاهدة وحياة، مراحل نجدها في أبهى صورها في مريم، أمّ الكلمة المتجسّد. مريم مثال المؤمن الّذي يقبل عطيّة الكلمة بالطاعة. «وكانت مريم تحفظ جميع هذه الأمور، وتتأمّلها في قلبها» (لوقا ٢ : ٢٠). هكذا كانت أمّ يسوع تعرف كيف تجمع في مخطّط الله الواحد بين الأحداث والأعمال والأقوال التي تبدو وكأنّها بعيدة الواحدة عن الأخرى.

أودّ أن أذكر ما كان السينودس قد أوصى به، يقول قداسة البابا، حول أهميّة القراءة الشخصيّة للكتاب المقدّس، وهي عمل تقويٌّ يسمح للمؤمن أن ينال الغفران لنفسه أو للمنتقلين إلى الحياة الأبديّة، وذلك حسب تنظيم الكنيسة. […] هكذا تقوّينا كلمة الله في مسيرة التوبة وتعمّق فينا حسّ الانتماء للكنيسة وتفتح أمامنا باب الإلفة مع الله. وكان القدّيس أمبروسيوس قد قال: عندما نحمل الكتاب المقدّس بأيدينا ونطالعه مع الكنيسة، يرجع الانسان إلى التنزّه مع الله في الجنّة (رسالة ٤٩، ٣).

كلمة الله والصلاة المريمية (كلمة الرب ٨٨)

هناك علاقة بين كلمة الله ومريم العذراء لا يمكن فصلها، لذلك يدعو قداسة البابا مع آباء السينودس الى حثّ المؤمنين على صلاة المسبحة الورديّة في العائلة. ولا ننسى أنّ هذه الصلاة المريميّة تساعد المؤمن على التأمّل بأسرار المسيح برفقة مريم. والجديد في الأمر أنّ الإرشاد يدعو إلى مرافقة كلّ سرّ من أسرار المسبحة بنصوص قصيرة من الكتاب المقدّس وذلك للمساعدة على حفظ بعض الآيات المهمّة في علاقتها مع أسرار حياة المسيح.

كذلك الأمر أوصى السينودس بالحثّ على صلاة «ملاك الرب» لتساعد المؤمنين على ذكر الكلمة المتجسّد كل يوم، صباحاً وظهراً ومساءً. عسى أن يمنحنا الله قبول كلمته مثل مريم ويملأ قلوبنا بمحبة سرّ التجسد.

وأخيراً يدعو قداسة البابا إلى تثمّين الاناشيد المريمية في الكنيسة الشرقيّة. خاصّة نشيد أكاتيستوس – نشيد يُرنم وقوقاً – الّذي ينشرح القلب له ويساعد المؤمن على قبول السلام الّذي يأتي من علُ وهذا السلام هو المسيح الّذي وُلد من مريم البتول لخلاصنا.

كلمة الله والأرض المقدّسة

نحن وإذ نذكر كلمة الله الّذي صار بشراً في أحشاء مريم، بنت الناصرة، يتحوّل قلبنا الآن إلى تلك الأرض التي تمّ فيها سرّ خلاصنا ومنها انتشرت كلمة الله في أنحاء المسكونة. فالحجارة التي مشى عليها المخلّص ما زالت تحمل الذكرى وتصرخ معلنةً البشرى السّارة. لذلك ذكر آباء السينودس تلك العبارة السعيدة التي تصف الأرض المقدّسة بالإنجيل الخامس. كم هو مهمّ أن تتواجد جماعات مسيحيّة في هذه الأماكن رغم الصعوبات. فالمسيحيّون مدعوون لا إلى أن يكونوا منارة إيمان للكنيسة الجامعة وحسب، بل أن يصيروا خميرة تآلف وحكمة واتّزان في حياة مجتمع لطالما كان متعدّد العرق والدّين.

تبقى الأرض المقدّسة هدف حجّ الشعب المسيحيّ، والحجّ صلاة وتوبة على شهادة كتّاب أقدمين مثل إيرونيموس. ينتهي الحديث بإلقاء الضوء على البعد الروحيّ للاماكن المقدّسة وفيها يمنح الله المؤمنين نعمه. بقدر ما نوجّه القلب نحو أورشليم الأرضيّة يضطرم فينا الشوق لأورشليم السّماويّة، وهي الهدف الأخير لحجّنا، ونزداد غيرة حتى يعرف كلّ البشر اسم يسوع وفيه وحده الخلاص (راجع اعمال ٤ : ١٢).

 
قديم 09 - 05 - 2024, 04:57 PM   رقم المشاركة : ( 159880 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,276,540

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




الدعوة العامّة الى القداسة

أراد السينودس إلقاء الضوء على حقيقة إيمانيّة جوهريّة وهي أنّ الحياة بحدّ ذاتها دعوة (كلام الرب ظ§ظ§)، وذلك نسبة إلى العلاقة الشخصيّة مع المسيح. عندما تنمو هذه العلاقة مع الرّبّ يسوع، نشعر بأنّه يدعونا إلى القداسة من خلال اختيارات دائمة، استجابة لمحبّته لنا، فنقبل منه الرسالة والخدمة من أجل بناء الكنيسة. لذلك دعا السينودس إلى اعتبار أهميّة التعمّق في العلاقة مع كلمة الله، من حيث أنّنا معمّدون وفي مختلف الدعوات الخاصّة. نحن هنا أمام تعليم أساسيّ في المجمع الع¤اتيكاني الثاني (نور الامم ظ£ظ© – ظ¤ظ¢) الّذي شدّد على دعوة كلّ مؤمن إلى القداسة. نجد دعوتنا إلى القداسة في الكتاب المقدّس: «كونوا قِدِّيسين، فإِنِّي أَنا قُدُّوس» (لاويين ظ،ظ، : ظ¤ظ¤). يبيّن بولس الرسول الجذور المسيحانيّة لهذه الدعوة، الدعوة إلى القداسة:

«تَباركَ اللّهُ أَبو رَبِّنا يسوعَ المسيح. فقَد بارَكَنا كلَّ بَرَكَةٍ روحِيَّة في السَّمَواتِ في المَسيح ذلِك بِأَنَّه اختارَنا فيه قَبلَ إِنشاءِ العالَم لِنَكونَ في نَظَرِه قِدِّيسينَ بِلا عَيبٍ في المَحبَّة» (افسس ظ، : ظ£ – ظ¤).

كذلك الأمر يستطيع كلّ واحد منّا أن يعتبر كلام بولس إلى المؤمنين في رومة بأنّه موجّه إليه:

«إِلى جَميعِ أَحِبَّاءِ اللهِ الَّذينَ في رُومة، إِلى المَدعُوِّينَ لِيَكونوا قِدِّيسين. علَيكُمُ النِّعمَةُ والسَّلامُ مِن لَدُنِ اللهِ أَبِينا والرَّبِّ يسوعَ المسيح» (رومة ظ، : ظ¦ – ظ§).



 
موضوع مغلق

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:06 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024