29 - 04 - 2024, 03:49 PM | رقم المشاركة : ( 159181 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
يتمتع الإنسان بغفران الله، ونقاوة قلبه، يشعر بجرم الخطية، وحلاوة النقاوة، فيبتعد عن كل شر، وكل غش، أي يدقق في حياته وتصبح روحه نقية لا تريد أن تخطئ لانشغالها بالله. |
||||
29 - 04 - 2024, 03:51 PM | رقم المشاركة : ( 159182 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
إن الخطية تدنس الإنسان، وهذا التدنيس يكون للروح أولًا، ثم للجسد لأنه من فضلة القلب يتكلم اللسان، ولكن الأصعب أن يوجد غش في روح الإنسان، فهو يخدع نفسه، وليس الله بالطبع. وهذا الغش يجعله يتمادى في الخطية، فتسكن في داخله، وتظهر على جسده، مثل كلامه ونظراته وأفعاله؛ لذا من يتنقى من الغش يصبح بالحقيقة نقيًا. |
||||
29 - 04 - 2024, 03:52 PM | رقم المشاركة : ( 159183 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
لَمَّا سَكَتُّ بَلِيَتْ عِظَامِي مِنْ زَفِيرِي الْيَوْمَ كُلَّهُ، بعدما سقط داود سكت ولم يعترف بخطيته أمام الله، ولا أمام الكاهن، ولم يقدم ذبيحة عن خطيته، ولا أمام نبى مثل ناثان؛ لذا كان ضميره ينخسه، ويحاول الهرب منه، فظل مضطربًا، فاقدًا سلامه. توبيخ ضمير داود له لم يهدأ، خاصة وأن داود إنسان روحي يعرف الله ووصاياه جيدًا، وتوبيخ الضمير أتعب داود، ليس فقط في روحه، فكانت مضطربة، بل تأثر جسده أيضًا. ويعبر داود عن عمق آلامه فيقول بليت عظامى، أي عانى متاعب داخلية كثيرة حتى كادت عظامه أن تتلف وتنحل، وهي أقوى شيء داخل الجسم. ظهر ضيق داود وتأثره من توبيخ ضميره في تنهد قلبه المتوجع كل يوم وطوال اليوم، وعبر عن ذلك في أنه كان متوجعًا مع كل زفير يخرج من أنفه، أي كان متوجعًا توجع دائم، ولعل هذا التنهد كان بصراخ قوى، إما في داخله، أو حتى بصوتٍ عالٍ مسموع، لم يفهمه من حوله، أو لعلهم ظنوا أنه متألم من شيء ما؛ حتى أن بعضهم قالوا أنه أصيب بمرض جسدي من كثرة توبيخ ضميره له. إن سكوت داود هو سكوت عن الصلاة وتسبيح الله، فالخطية تحجز الله عنا وتفصلنا عنه، فنفقد تمتعنا به، وتضعف، أو تقف صلواتنا، ولكن بالتوبة يمكن استعادة القدرة على الصلاة. |
||||
29 - 04 - 2024, 03:53 PM | رقم المشاركة : ( 159184 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
لأَنَّ يَدَكَ ثَقُلَتْ عَلَيَّ نَهَارًا وَلَيْلًا. تَحَوَّلَتْ رُطُوبَتِي إِلَى يُبُوسَةِ الْقَيْظِ. سِلاَهْ. يبوسة: جفاف. القيظ: الحر الشديد. يد الله كانت مساندة لداود، ولكن عندما أخطأ ثقلت عليه يد الله حتى يتوب، فبعدما أخطأ مع امرأة أوريا الحثى، وولد طفل من الزنا صلى داود، ولكن الطفل مات، ثم أخطأ آمنون بن داود مع أخته ثامار، وبعد ذلك قتله أخوه أبشالوم، ثم هرب وبعد رجوعه هيج الشعب وقام بخلع داود من على عرشه وطرده من المملكة. كل هذه هي يد الله التي ثقلت على داود؛ لتتعمق توبته، فينال مراحم الله. بسبب الضيقات التي سمح بها الله لداود تحولت حياته الداخلية من الرطوبة؛ أي التمتع بعمل الله فيه إلى يبوسة شديدة، فشعر بالضيق والضغط، وحينئذ إلتجأ إلى الله الذي سامحه ونقل عنه خطيته. تنتهي هذه الآية بكلمة سلاه، وهي نغمة موسيقية، وتعنى هنا طلب مراحم الله؛ لأن داود في ضيقة ومحتاج إلى عطف الله وحنانه. |
||||
29 - 04 - 2024, 03:55 PM | رقم المشاركة : ( 159185 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أَعْتَرِفُ لَكَ بِخَطِيَّتِي وَلاَ أَكْتُمُ إِثْمِي. قُلْتُ: «أَعْتَرِفُ لِلرَّبِّ بِذَنْبِي» وَأَنْتَ رَفَعْتَ أَثَامَ خَطِيَّتِي. سِلاَهْ. وصل داود إلى حل مشكلته، وهو الاعتراف بخطيته أمام الله، وأمام رجله ناثان النبي، وبهذا تخلص من خطيته إذ نقلها الله ورفعها عنه. تخطى داود حاجز الخجل، والكبرياء بأن اعترف بخطيته ولم يكتمها وكان اعترافه اعترافًا علنيًا؛ حتى أنه كتبها في مزاميره، وتذلل أمام الله، إذ شعر بجرم خطيته، فلم يعد يهمه كرامته أمام الناس. الاعتراف الذي قاله داود يعلن رفضه وكراهيته للخطية، وفضح للشيطان الذي أسقطه، وبهذا استعاد داود بنوته لله، الذي غفر له وأعاد إليه نقاوته. إن رفع الله خطية داود عنه أعطى داود سلامًا داخليًا، ولكن الله سمح له بقصاص في مشاكل مرت به ذكرناها في الآية السابقة. فإن كان الله قد غفر خطيته، ولكنه بهذا التأديب أراد أن يعمق فكر التوبة داخل داود؛ حتى يرفض بعد ذلك أية خطية. الله يريد بمحبته أن يغفر خطايا أولاده، ولكنه ينتظر توبتهم واعترافهم، فعندئذ يسرع للغفران، ويعيدهم إلى بنوتهم له، فيتمتعون برعايته. وذلك لأن داود عندما واجهه ناثان اعترف في الحال بخطيته عكس ما حدث مع قايين الذي نبهه الله ليعترف بخطية قتله لأخيه، فرد بوقاحة، وقال أحارس أنا لأخى فلم تغفر له (تك4: 9). فداود وقايين سقطا في خطية، ولكن داود اعترف باتضاع أمام الله، أما قايين فرد على الله ببجاحة وكبرياء. تنتهي هذه الآية بكلمة سلاه وهي نغمة موسيقية وتعنى هنا شكر الله والفرح بغفرانه. وبهذا تختلف عن كلمة سلاه التي في الآية السابقة، فالنغمتان مختلفتان بحسب معنى الآية السابقة لكلمة سلاه. |
||||
29 - 04 - 2024, 03:56 PM | رقم المشاركة : ( 159186 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
لأن الله غافر الخطايا، فكل إنسان يخاف الله ويحيا معه، يؤمن بمحبته ويسرع إليه بالتوبة لينال غفرانه. الصلاة ليست فقط للاعتراف بالخطية، ونوال الغفران، بل إن من يتقى الله ويسقط في الخطية، يشعر أنها تحجز الله عنه، وتضعف صلاته، فيسرع إلى التوبة ويستعيد صلاته، بل تصبح أكثر حرارة لشعوره باحتياجه لله. |
||||
29 - 04 - 2024, 04:09 PM | رقم المشاركة : ( 159187 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
عندما يشعر التقى بالتوبة عن خطيته، في هذا الوقت يستطيع أن يجد الله الرحوم، الذي يصلى إليه معترفًا بخطاياه، فينال غفرانه. من يتقى الله دائمًا ويخافه، يشعر بوجوده الدائم، فالله موجود في كل حين، ولذا فالصلاة متاحة للإنسان في كل حين. |
||||
29 - 04 - 2024, 04:10 PM | رقم المشاركة : ( 159188 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
عندما تمر بالإنسان ضيقات شديدة حتى يكاد يهلك كما حدث أيام الطوفان، يسرع إلى الله بالتوبة، فلا يصيبه أذى، بل ينقذه الله، كما أنقذ نوح وأسرته. |
||||
29 - 04 - 2024, 04:11 PM | رقم المشاركة : ( 159189 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
† إن باب التوبة والاعتراف هو أكبر نعمة يهبها الله لنا، فأسرع إليه بالتوبة إذا سقطت في خطية واثقًا من محبته وغفرانه، بل على قدر إحساسك بجرم الخطية قدم صلوات ودموع أمام الله طوال حياتك، وهكذا تمتزج دموعك بمشاعر السلام والفرح والشكر لله غافر خطيتك. |
||||
29 - 04 - 2024, 04:12 PM | رقم المشاركة : ( 159190 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
عندما يرى الله توبة أولاده يستر عليهم، فلا ينفضحون أمام الناس، فإذا فضحوا الشيطان بالتوبة يستر عليهم، وإذ كتموا خطاياهم ينفضحون أمام الناس، خاصة في اليوم الأخير. ستر الله على التائب يعنى أيضًا أن يحميه من السقوط في خطايا جديدة، سواء نفس خطيته التي سقط فيها، أو أية خطايا أخرى. |
||||