منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12 - 04 - 2024, 12:32 PM   رقم المشاركة : ( 157381 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,269,049

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة






حزقيال ومسيحانية أشعيا

أش 9: 1- 6؛ 11: 1- 9
بعد قراءة ودراسة نصوص حزقيال 17؛ 34؛ 37: 15- 28، نتجرّأ على القول إن هذا النبي استخدم بشكل بارز المسيحانيّة التي توسَّع النبي أشعيا في الإشارة إليها أيّام الملكين آحاز وحزقيا. ولكنّ أشعيا أعلن رجاءَه المسيحاني في إطار مغاير لإطار حزقيال.
إن أش 9: 1- 6 يعود إلى حقبة الحرب الأراميّة- الإفرائيميّة، ساعة أصبحت مملكة الشمال مقاطعة أشورية، حوالي السنة 733 ق. م. (أش 8: 23ب). فَقَدَ أحاز شعبيّته بسبب موقفه من آشور. وعلَّق أشعيا رجاءَه على حزقيا، خليفة أحاز. فحزقيا أُعلن ملكاً، متحدِّراً من سلالة داود. ويطلُّ 2 صم 7 من جديد ليؤكّد إستمراريّة الوعد الذي يكوّن، عند أشعيا وحزقيال، إيديولوجية ملكيّة مبنيَّة على ضوء النكسة التي حلَّت بإسرائيل. إنه إيمان يعبِّر عن ثقة متينة بيهوه، صانع العهد. في أش 9: 1- 6، يرتِّب النبي وصفاً للملك المخلِّص الذي يجب أن يأتي: فهو "مشير قدير"، وملك مخلِّص سيجعل "العدل والحق" يسودان فعلاً. إن حز 21: 32 يرمز إلى مجيء هذا الملك، "بالنور" الذي يعني الخلاص كما في 2 صم 23: 3- 4، و"بالفرح" إشارة إلى تتويج الملك: 1 مل 1: 40 (سليمان) و2 مل 11: 14، 20 (يوآش)، وبتلاشي الظلم. وفي أش 9: 5 يشير الولد إلى شخص الملك عند تتويجه، أي لحظة تبنّي الله لهذا الملك: إن الله أعطى ابناً. في آ 15 يشير أشعيا إلى أزليّة سلطة هذا الملك، وينسب إليه ألقاباً كثيرة: ملك السلام، الإله القويّ إلخ... ويوضح، في النهاية، أن هذا الملك يتحدّر من سلالة داود. كما أن نصّ أش 9: 1- 6 و11: 1- 9 يحتويان عرضاً مسهباً يستعيد المواضيع ذاتها تقريباً لدرسها بشكل أوسع. في الواقع، إن "الغصن" المنبثق من فرع يسَّى، لا يمكن إلاّ أن يكون متحدّراً من سلالة داود، وقد مسحه "روح يهوه"، وأعطاه روح الحكمة، والمعرفة، ومخافة الله، والحكم العادل. ويتبع ذلك لوحة فردوسيّة تشير إلى السلام الذي سيحلّ محلّ الآلام والعنف، وقد قاست البشريّة منها منذ بداية الخلق، (تك 3: 15؛ 9: 2- 3). ونضيف إلى هذا الإطار الخلاصّي "معرفة يهوه" التي ستعمُّ البلاد.
في الواقع، إن الخلاص الذي أعلنه أشعيا يعيد تجميع العناصر التي تناولها حزقيال مجدّداً فيما بعد. وأول هذه العناصر التاريخ الذي لن ينغلق أبداً مع يهوه. فالمستقبل مفتوح دائماً أمام شعب الله (أش 8: 23 ب؛ حز 17: 34؛ 37: 15- 28). وإذ أراد أن يعلن بشكل جيّد حلول الخلاص وقوَّته، توسَّع أشعيا في شرح أربعة أقطاب جوهرية بالنسبة للشعب اليهودي وهي:
- تأمين إزدهار الشعب
- إزالة الظلم
- حماية الأرض
- الداودي الذي يجب أن يتوَّج ليُحِل السلام (أش 9: 1- 6).
إن "يهوه الصباؤوت الغيور" على شعبه، سيسهر على تحقيق هذه الأمور إلى الأبد. وفي أش 11: 1- 9، يُبرز النبي نشاط "الغصن" (آ 1)، الذي سيتصرّف بأمانة وعدل، (آ 3، 4)، بفضل "روح يهوه"، (آ 2) الذي سيساعده على مصالحة أبناء البلاد فيما بينهم (آ 6، 8). إن الوعد بالخلاص، في هذه الحالة، يرقى إلى الخلق، ويمرّ بالصورة المثالية للملك الذي يكون وسيلة الله لاستحضار الزمن المسيحاني. وسيختفي الشّر والعنف من الجبل المقدَّس الذي يمتلىء من معرفة يهوه؛ إن ارتداد الشعب إلى إلهه، عامل مهمّ لحلول الخلاص.
في هذا الإطار يوسِّع حزقيال عمل يهوه الذي يعيد كل شيء: وحدة المملكتين، العودة إلى البلاد، العدالة بين أفراد الشعب، عيش العهد بتنفيذ الشريعة، مَلك من سلالة داود يحكم كخادم ليهوه. سيعيش الله وسط شعبه.
في الواقع، إن صورة الملك لم تكن أبداً موضع اهتمام كبير عند حزقيال، والناحية العامة في لاهوته هي تدخّل يهوه لتبديل حياة الشعب، ومساعدته على معرفة إلهه، والعيش كشعب خاص به. وبعد هذا، تكون الحياة الجديدة، بالنسبة لحزقيال، ممكنة مع إله العهد.

 
قديم 12 - 04 - 2024, 12:32 PM   رقم المشاركة : ( 157382 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,269,049

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة






إرميا صلة الوصل بين أشعيا وحزقيال
إر 23: 1- 8؛ 33: 14- 26
إستناداً إلى دلائل كثيرة موجودة في نبوءتَي حزقيال وارميا، نلاحظ أن إحداهما عرفت الأخرى. بالفعل، إن صورة "الرقيب" (حز 33: 1- 9؛ إر 6: 13)، وانتقاد الأنبياء المعاصرين لحزقيال وإرميا (حز 15: 5 ي؛ إر 11: 14)؛ وصورة الامرأتين اللتين تمثّلان إسرائيل ويهوذا (إر 36: 13؛ حز 23) حاضرة كلّها عند الاثنين. وبالإضافة إلى ذلك، فإرميا (627- 587) وحزقيال (593- 571)، يمكن أن يكونا قد عايشا الأحداث ذاتها، خاصة مرحلتَي السبي إلى بابل. من هنا أمية القول إن النبيّين تحدّثا عن المسيحانيّة إنطلاقاً من الخيبات ذاتها: المنفى ورحيل يواكيم، وقيام صدقيا وتآمره مع المصريّين ضد ملك بابل، وأخيراً مرحلة النفي الثاني.
في إر 23: 1- 8 وفي حز 34، يستعمل النبيَّان الصور ذاتها: النعاج الضالّة، البقية إلخ... والأفعال ذاتها "جمع" و"أعاد". وذلك من أجل إدخال الموضوع المسيحاني. في ف 34، يتوسّع حزقيال فوق ذلك في دور يهوه الذي يتدخّل ليحكم بين النعاج ويعتني بكل منها. ولكن إرميا يتقن التحدّث عن المسيحانية بصورة أقوى، بالرجوع إلى طريقة أشعيا في كلامه على العمانوئيل. سمّى أشعيا المولود الجديد "عمانوئيل"، وسمّاه إرميا "الرب- بِرُّنا" (إر 23: 5- 6). ويصف إرميا الملك ويَصِله بسلالة داود: إنه ذكي، وعاقل، ويحكم باستقامة وعدل. إن الزمن المسيحانيّ، عند حزقيال وإرميا، يجب أن يكون زمن خلاص للمملكتين (آ 6). و"سيتم إنقاذ يهوذا، ويسكن أرض إسرائيل بأمان". وبما أن هناك ملكاً واحداً بحسب النبوءة (إر 23: 1- 8)، فيهوذا وإسرائيل ستتوحّدان كما في حز 37: 15- 27. والعودة إلى البلاد، في إر 23: 7- 8 تبشّر بخروج جديد وتعلن يهوه سيداً للموقف. وفي ما عدا ذلك يتضمّن إر 33: 14- 26 إلحاحاً على أن يهوه سيحفظ سلالة داود على عرش الملك. في الواقع، تشير سلالة داود إلى وعد قُطع في الماضي، وعهد قد أُبرم. والعهد والوعد يخصّان بيت إسرائيل وبيت يهوذا في الوقت ذاته (آ 14). بخلاف حزقيال، يذكر إرميا بوضوح الفرق بين وظيفة الملك ووظيفة الكهنة. إن الطابع التيوقراطي مسيطر عند حزقيال. ففي حز 34، يستبدل يهوه الكلّ براعيه الوحيد "داود خادمي" (حز 34: 23 ي؛ 37: 24 ي). ويستعمل إرميا التعبير ذاته: "داود خادمي" (33: 21 ي)، ليُضفي عليه مهمّة كهنوتيّة. كما يعود ويؤكد في 30: 9: "يخدمون الربّ إلههم وداود ملكهم الذي أُقيمه لهم". "إن التأكيد على استطاعة الملك التقرّب من يهوه، يشكل جزءاً من سلسلة الشهادات التي تشير إلى العلاقات الحميمة التي تجمع "مَن مُسِح ملكاً" بيهوه، ومشاركة "الممسوح في التدبير الإلهي".
لكن إرميا يهتم بالخلاص الأرضيّ. فالله سيتدخّل، ويُعيد المسبيّين، ويحفظ سلالة داود، ويتذكّر عهده، ويُنشىء حياة جديدة لصالح المنفيّين ويجعلهم يعيشون بأمان، ويتكاثرون وتخصب أرضهم. وبعكس ذلك، يذهب حزقيال إلى أبعد من إرميا فيذكر إستمراريّة الحدث والزمن المسيحانيّ. أما إرميا فيذكِّر بالعهد، ويرجع إلى إبراهيم واسحق ويعقوب (33: 26)، بينما يذكر حزقيال يعقوب ويتحدّث عن ميثاق سلام يكون أبدياً بين يهوه وشعبه الموحَّد (37: 27 ي). وأخيراً، فإن الزمن المسيحانيّ، عند حزقيال، يتعلّق بصلة الشعب بإلهه، أكثر من تعلّقه بسلالة داود وموقعها الأساسي على رأس القطيع. ينتج عن ذلك أن تاريخ الخلاص، كما قرأه حزقيال، يُظهر بوضوح هذا الرباط الحميم بين يهوه وشعبه الذي سيعرفه وسيتقدّس بحضور الله في وسطه.
 
قديم 12 - 04 - 2024, 12:33 PM   رقم المشاركة : ( 157383 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,269,049

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة






تأثير مسيحانية حزقيال على العهد الجديد
إن موضوع المسيحانيّة، الذي لم يوسّعه حزقيال كفاية، لاقى صدى ملحوظاً عند الإنجيليين. ويستعيد متّى أقوال حزقيال ليطبّقها على المسيح (13: 32). إن ملكوت السماوات يبدو صغيراً عند ظهوره ولكنّه عظيم عند اكتماله. إن الانتظار المسيحاني في حز 17: 22- 24 ودا 4: 12 و21 يبلغ مِلأه مع مجيء يسوع المسيح (مت 9: 36).
في حز 34، يجد متّى ولوقا عناصر ضرورية للتعبير عن إرادة الآب القاضية بعدم تضييع النعجة الضالة (رج مت 18: 12- 14؛ لو 15: 4- 7؛ ق مع حز 34: 4 ب). إن النعجة الضالة، بالنسبة للإنجيليين، هي صورة تطبَّق على الخطأة. فالآب يعلن بالمسيح عطفه، ويحيي الخطأة. يتحدّث يوحنا في إنجيله عن الراعي الصالح الذي بشَّر به حز 34. ولكنّه يُلصق المظهرَين الإلهي والبشري بيسوع. والقطيع في حز 34، يخصّ يهوه الذي يحقّق له الخلاص. أما المتحدّر من سلالة داود فالله يرسله ليكون على رأس القطيع ويقوده إلى المراعي. ويسوع، بحسب يوحنا، يمثّل المسيح المنتظر الذي تعود له كل النعاج. إنه "الراعي الصالح"، ينبوع الخلاص لقطيعه. والراعي الواحد هو رمز لوحدة القطيع: هذا الراعي هو المسيح. وفي حز 37: 15- 28، توحّدت مملكتا الشمال والجنوب في مملكة واحدة، يحكمها ملك واحد من سلالة داود. وبالمقابل، فإن وحدة القطيع في يو 10، تتخذ بُعداً كونياً (آ 16)، لأنها تطال العالم الوثني.
إن تجميع المختارين من الرياح الأربع سيحصل، بحسب متّ، عند مجيء ابن البشر (مت 24: 31؛ 25: 32). وهذا الأمر يعني كل البشر، لأن الخلاص في الزمن العتيد (الاسكاتولوجي)، سيُعلن بشكل كونيّ شامل. أما في حز 34: 13، فالمقصود هم بنو إسرائيل المنفيّون والمشتّتون في البلدان المجاورة. إن الكونيّة، عند متّى، تتجاوز الخصوصيّة اليهوديّة (رج تث 30: 4؛ زك 2: 10: نح 1: 9؛ حز 37: 9).
إن الحكم بين النعاج والنعاج (حز 34: 17 ي)، بحسب مت 25: 32- 34 سيتحقّق عند مجيء ابن البشر. وسيأتي المسيح كملك ليدخل الأبرار في ملكوته.
إنا "الماء" في حز 36: 25، هو وسيلة ليتورجية تُستعمل لتطهير الإنسان من "نجاساته". وبالنسبة ليوحنا، يجتمع الماء غالباً مع الروح القدس ويكون علامة حياة وولادة جديدة (يو 3: 5؛ 4: 14). ويسوع هو الينبوع (الروح) والماء المحيي. أما بالنسبة لحزقيال، فإنَّ الله يعطي روحه بعد تطهير الإنسان النجس بالماء، وبعد التبدّل في قلبه وروحه. إن السير بحسب الشرائع، وممارسة عادات يهوه، هي علامة لحضور فعل روحه في الإنسان (36: 25- 27). نجد الفكرة ذاتها عند يو 3: 23- 24، مع زيادة في التوضيح.
إن وصايا الله إثنتان: الإيمان بابنه، ومحبة الواحد للآخر، ليكون الله فينا ونحن فيه. ونحيا هذا الإيمان، بفضل عطية الروح الذي يستحثّ إيماننا بيسوع، ومحبّتنا الأخوية.
 
قديم 12 - 04 - 2024, 12:34 PM   رقم المشاركة : ( 157384 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,269,049

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

Rose رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة








ينابيع مسيحانية حزقيال
2 صم 7: 1- 17


إن المسيحانيّة التي أعلنها حزقيال النبي في ف 17، 34، 37، هي متأتيّة دون شك من إِرث التقليد. إِنّ نبوءة ناتان، في العهد القديم (2 صم 7: 1- 17) هي نقطة الارتكاز، وأساس كل رجاء مسيحانيّ داوديّ. وهذه النبوءة، سيعلنها ويستعيدها ويطوِّرها الأنبياء أشعيا وإرميا وحزقيال، قبل اتصالها الرؤيوي بالصورة التي رسمها دانيال عن "ابن الإنسان".

1- عرض أدبي
يقسم 2 صم 7: 1- 17 إلى ثلاثة أقسام. تشكّل آ 1- 3 مقدِّمة تظهر داود الذي بعد أن سكن واستراح، نوى بناء بيت لتابوت العهد في أورشليم. وهذه المدينة ستكون علامة الوحدة السياسيّة والدينيّة للمملكة. فوافقه ناتان على القيام بذلك. ولكن في آ 4- 16، كلَّم الله ناتان ليلاً. فرفض الله طلب داود، لأنّه هو سيبني له "بيتاً". وفي النهاية، تلخّص آ 17 الخبر، بنقل جواب الله إلى داود.

2- الإطار اللاهوتي
بحسب لاهوت العهد القديم، "لا تتوقّف رسالة النبي عند سامعيها الأولين، فهي كإسرائيل تماماً، تستمرّ عبر الأجيال، حتى وان تغيّرت، من حين لآخر، الظروفُ التاريخيّة المرافقة لها. إنّ القناعة الأساسيّة الكامنة وراء مسار التغيير هذا، هي أنّ الكلام النبويّ، إذا أطلق مرّة، لا يمكن إلغاؤه بأي حال من الأحوال".
في هذا الإطار، ينتمي 2 صم 7 إلى مسار يجعل صورة داود مثاليّة، ويسير متصاعداً، من نسبة المزامير لداود إلى عمله الرمزيّ في كتاب أخبار الأيام. وفي قصة "مسحة داود"، يعلن الله في 1 صم 16: 1 "رأيت لي في بيته ملكاً". يشير 2 صم 5: 12 إلى أن "داود علم أن الرب قد أثبته ملكاً على إسرائيل وانه قد رفع ملكه من أجل شعبه إسرائيل". 2 صم 7 هو في الوقت ذاته نتيجة وانفتاح على المستقبل. سيبني يهوه "بيتاً" مستمراً لداود، ويلغي بيت شاول (2 صم 6: 23؛ 7: 15). إنّ المواضيع الأساسيّة لهذه "المَسحَنة" لصورة داود هي: ان يهوه أقصى شاول وبيته (1 صم 16: 14؛ 2 صم 1: 4 إلخ...)؛ إِن داود لم يسعَ للتسلّط على إسرائيل (1 صم 20: 1، 32؛ 24: 1 ي؛ 2 صم 1- 2)؛ ولهذا اختاره يهوه وأتاح له بأن ينجح (1 صم 16: 18؛ 17: 37؛ 2 صم 5: 10). وبالإضافة إلى ذلك، فإن شرعية داود قد تأمّنت بطرق عديدة، 2 صم 2: 4 (رجال يهوذا مسحوا داود ملكاً)، و2 صم 5: 3 (جاء جميع شيوخ إسرائيل.. ومسحوا داود ملكاً).

3- اللاهوت
يوصف ارتقاء داود وكأنه مقرّر وموجّه من قبل يهوه بالذات. أعلن الله إرادته إذ اختار داود ملكاً. و2 صم 7 هو نقطة الوصول إلى الهدف. نجد في هذه النبوءة مسارين متحازيين. فالماضي والحاضر يتحدّثان عن داود وتتويجه ملكاً بمساعدة الله، والمستقبل يسجِّل رجاء إسرائيل على خانة سلالة داود. وعندئذ فإن كل ملك متحدّر من داود يصبح بدوره "المسيح" الحالّي الذي به يتمّم الله مخطّطاته تجاه شعبه. وفي آ 8- 11 ب، اختيار داود ملكاً وراعياً وحيداً، يبقى مختصاً بيهوه وحده. فانتصارات داود هي من عمل يهوه الذي "قرض جميع أعدائه" (آ 9 أ). إن "الاسم" العظيم الذي سيُعطى له، يشبه اسم أكبر عظماء الأرض. هذه الوعود التي تخصّ داود ذاته، يتبعها وعدٌ يخصّ بيت داود الذي سيقيمه يهوه (آ 11 ج- 16). إنّ العلاقة بين الأب والابن ترمز هنا إلى الميثاق السابق بين الله وسلالة داود، وهو ميثاق لا يستطيع تدميره حتى العقاب في حالة عصيان إرادة الله، "فمملكته تدوم إلى الأبد"، (آ 16). وقد تأكّدت أيضاً شرعية الملك الذي يخلف داود، لأنه هو أيضاً ينتمي إلى سلالة يرعاها الله إلى الأبد.

4- 2 صم 7: 1- 17 والنبي حزقيال
يستعيد حزقيال الفكرة الأساسيّة في نبوءة ناتان: الله هو سيّد الموقف، يرتّب كل شيء، البلاد والشعب والملك المثالي. ولكن النبي يؤوِّن هذه الفكرة على ضوء لاهوته والوضع السائد في عصره. "عبدي داود" تشير إلى إلزام الملك بتصرّف دينيّ وأخلاقيّ (2 صم 7: 8؛ حز 34: 23، 24؛ 37: 24، 25). "الغنم" (2 صم 7: 8 ب)، هو موضوع عزيز على قلب حزقيال الذي يستخدمه ليتحدّث عن قطيع يهوه في ف 34، حيث يجمع الله قطيعه من جديد، ويقيم على رأسه "راعياً" (آ 23 و37: 24). وكلمة "رئيس" (2 صم 7: 8 ب)، استُبدلت بكلمة "راعي" لتكون ذات صلة بموضوع "الغنم". ويعود أمر اختيار هذا الراعي ليهوه (ف 34؛ 37؛ 17). "أقطف نبتة صغيرة". "أقيم". وستكون للشعب أرضه ولن يكون مسحوقاً ولا مضطهداً. إن هذا الموضوع المستعاد من 2 صم 7: 10 جرى تعميقه عند حزقيال في 34: 13، 14، 26، 28، 29؛ 37: 21- 25؛ 17: 22- 24. وتشكّل العودة إلى البلاد شرطاً ضرورياً للدلالة على اقتراب الزمن المسيحاني. بالواقع، هل لشعب بدون أرض هويّة واضحة بالنسبة للأمم الأخرى؟
وهكذا استعاد حزقيال نبوءة ناتان وأوَّنها ليُحييَ الرجاء في نفوس المنفيّين الذين فقدوا كل شيء: (الأرض، الهيكل، والملك). وإنّ الله، الأمين على العهد، لن يستمرّ في معاقبة بيت داود إلى الأبد (رج 2 صم 7: 15)، بعد أن ضرب هذا البيت، في عصر النبيّ، بشخص ملك من سلالة داود. يجب التذكير هنا أنّ حزقيال يحسب سنوات المنفى ابتداءَ من عهد الملك يوياكين، وكأنه لا يعترف بأيّة شرعيّة لصدقيَّا، ويشارك في الرجاء الذي يعبِّر عنه الفصلُ الأخير من سفر الملوك (جَعل كرسي يوياكين فوق كراسي الملوك في 2 مل 25: 27- 30). إنّ موضوع الميثاق الأبدي (37: 25- 26) وارتباطه بإعادة بناء بيت المقدس (37: 26 ب)، يعود إلى الموضوع المزدوج في 2 صم 7: 13، 16. وهكذا يسهر الله إلى الأبد على تحقيق وعده. وأخيراً، فإن الزمن المسيحانيّ سيعني مملكتَي الشمال والجنوب، المجتمعتَين سياسياً تحت سلطة راعٍ واحد، ودينيّاً حول مقدس واحد (34: 1؛ 37: 26- 28). فالشعب سيعيش في ازدهار وطمأنينة، معترفاً بانتمائه إلى يهوه، إله إسرائيل (37: 27؛ 34: 30؛ 17: 24) وهذا الاعتراف يفترض ارتداد إسرائيل باستمرار عودته إلى الله.
إنّ تأوين نبوءة 2 صم 7: 1- 17 ينتمي إلى تقليد نبويّ. وإنّ موقع داود في الأقوال النبوية (هو 3: 5؛ أش 9 و11؛ إِر 23 و33؛ حز 34: 23...) يؤكّد حبّ الله لشعبه وغيرته عليه (أش 9: 6) وأمانته للميثاق (إِر 33: 20 ي). إنّ ذكر الوعد الداودي لم يتوقّف مع حزقيال، بل استمرّ مع أش 55: 3؛ حج 2: 20- 23؛ زك 3: 8؛ 6: 12. إن زربابل الداودي سيُحتفل به "كخاتم" (حجاي) أو "غصن" (زكريا). وهذا ما يتجاوب مع أش 11: 1- 2، وخصوصاً مع إِر 23: 5؛ 33: 15. وزمن السَبي الذي ترمز إليه صورة كنيا (إِر 22: 24)، إنتهى مع زربابل (حج 2: 23)، وهكذا اكتمل ترميم بيت داود.

 
قديم 12 - 04 - 2024, 12:39 PM   رقم المشاركة : ( 157385 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,269,049

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة






ينابيع مسيحانية حزقيال
2 صم 7: 1- 17


إن المسيحانيّة التي أعلنها حزقيال النبي في ف 17، 34، 37، هي متأتيّة دون شك من إِرث التقليد. إِنّ نبوءة ناتان، في العهد القديم (2 صم 7: 1- 17) هي نقطة الارتكاز، وأساس كل رجاء مسيحانيّ داوديّ. وهذه النبوءة، سيعلنها ويستعيدها ويطوِّرها الأنبياء أشعيا وإرميا وحزقيال، قبل اتصالها الرؤيوي بالصورة التي رسمها دانيال عن "ابن الإنسان".

1- عرض أدبي
يقسم 2 صم 7: 1- 17 إلى ثلاثة أقسام. تشكّل آ 1- 3 مقدِّمة تظهر داود الذي بعد أن سكن واستراح، نوى بناء بيت لتابوت العهد في أورشليم. وهذه المدينة ستكون علامة الوحدة السياسيّة والدينيّة للمملكة. فوافقه ناتان على القيام بذلك. ولكن في آ 4- 16، كلَّم الله ناتان ليلاً. فرفض الله طلب داود، لأنّه هو سيبني له "بيتاً". وفي النهاية، تلخّص آ 17 الخبر، بنقل جواب الله إلى داود.

2- الإطار اللاهوتي
بحسب لاهوت العهد القديم، "لا تتوقّف رسالة النبي عند سامعيها الأولين، فهي كإسرائيل تماماً، تستمرّ عبر الأجيال، حتى وان تغيّرت، من حين لآخر، الظروفُ التاريخيّة المرافقة لها. إنّ القناعة الأساسيّة الكامنة وراء مسار التغيير هذا، هي أنّ الكلام النبويّ، إذا أطلق مرّة، لا يمكن إلغاؤه بأي حال من الأحوال".
في هذا الإطار، ينتمي 2 صم 7 إلى مسار يجعل صورة داود مثاليّة، ويسير متصاعداً، من نسبة المزامير لداود إلى عمله الرمزيّ في كتاب أخبار الأيام. وفي قصة "مسحة داود"، يعلن الله في 1 صم 16: 1 "رأيت لي في بيته ملكاً". يشير 2 صم 5: 12 إلى أن "داود علم أن الرب قد أثبته ملكاً على إسرائيل وانه قد رفع ملكه من أجل شعبه إسرائيل". 2 صم 7 هو في الوقت ذاته نتيجة وانفتاح على المستقبل. سيبني يهوه "بيتاً" مستمراً لداود، ويلغي بيت شاول (2 صم 6: 23؛ 7: 15). إنّ المواضيع الأساسيّة لهذه "المَسحَنة" لصورة داود هي: ان يهوه أقصى شاول وبيته (1 صم 16: 14؛ 2 صم 1: 4 إلخ...)؛ إِن داود لم يسعَ للتسلّط على إسرائيل (1 صم 20: 1، 32؛ 24: 1 ي؛ 2 صم 1- 2)؛ ولهذا اختاره يهوه وأتاح له بأن ينجح (1 صم 16: 18؛ 17: 37؛ 2 صم 5: 10). وبالإضافة إلى ذلك، فإن شرعية داود قد تأمّنت بطرق عديدة، 2 صم 2: 4 (رجال يهوذا مسحوا داود ملكاً)، و2 صم 5: 3 (جاء جميع شيوخ إسرائيل.. ومسحوا داود ملكاً).
 
قديم 12 - 04 - 2024, 12:40 PM   رقم المشاركة : ( 157386 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,269,049

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة






اللاهوت
يوصف ارتقاء داود وكأنه مقرّر وموجّه من قبل يهوه بالذات. أعلن الله إرادته إذ اختار داود ملكاً. و2 صم 7 هو نقطة الوصول إلى الهدف. نجد في هذه النبوءة مسارين متحازيين. فالماضي والحاضر يتحدّثان عن داود وتتويجه ملكاً بمساعدة الله، والمستقبل يسجِّل رجاء إسرائيل على خانة سلالة داود. وعندئذ فإن كل ملك متحدّر من داود يصبح بدوره "المسيح" الحالّي الذي به يتمّم الله مخطّطاته تجاه شعبه. وفي آ 8- 11 ب، اختيار داود ملكاً وراعياً وحيداً، يبقى مختصاً بيهوه وحده. فانتصارات داود هي من عمل يهوه الذي "قرض جميع أعدائه" (آ 9 أ). إن "الاسم" العظيم الذي سيُعطى له، يشبه اسم أكبر عظماء الأرض. هذه الوعود التي تخصّ داود ذاته، يتبعها وعدٌ يخصّ بيت داود الذي سيقيمه يهوه (آ 11 ج- 16). إنّ العلاقة بين الأب والابن ترمز هنا إلى الميثاق السابق بين الله وسلالة داود، وهو ميثاق لا يستطيع تدميره حتى العقاب في حالة عصيان إرادة الله، "فمملكته تدوم إلى الأبد"، (آ 16). وقد تأكّدت أيضاً شرعية الملك الذي يخلف داود، لأنه هو أيضاً ينتمي إلى سلالة يرعاها الله إلى الأبد.
 
قديم 12 - 04 - 2024, 12:41 PM   رقم المشاركة : ( 157387 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,269,049

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة






2 صم 7: 1- 17 والنبي حزقيال


يستعيد حزقيال الفكرة الأساسيّة في نبوءة ناتان:
الله هو سيّد الموقف، يرتّب كل شيء، البلاد والشعب والملك المثالي. ولكن النبي يؤوِّن هذه الفكرة على ضوء لاهوته والوضع السائد في عصره. "عبدي داود" تشير إلى إلزام الملك بتصرّف دينيّ وأخلاقيّ (2 صم 7: 8؛ حز 34: 23، 24؛ 37: 24، 25). "الغنم" (2 صم 7: 8 ب)، هو موضوع عزيز على قلب حزقيال الذي يستخدمه ليتحدّث عن قطيع يهوه في ف 34، حيث يجمع الله قطيعه من جديد، ويقيم على رأسه "راعياً" (آ 23 و37: 24). وكلمة "رئيس" (2 صم 7: 8 ب)، استُبدلت بكلمة "راعي" لتكون ذات صلة بموضوع "الغنم". ويعود أمر اختيار هذا الراعي ليهوه (ف 34؛ 37؛ 17). "أقطف نبتة صغيرة". "أقيم". وستكون للشعب أرضه ولن يكون مسحوقاً ولا مضطهداً. إن هذا الموضوع المستعاد من 2 صم 7: 10 جرى تعميقه عند حزقيال في 34: 13، 14، 26، 28، 29؛ 37: 21- 25؛ 17: 22- 24. وتشكّل العودة إلى البلاد شرطاً ضرورياً للدلالة على اقتراب الزمن المسيحاني. بالواقع، هل لشعب بدون أرض هويّة واضحة بالنسبة للأمم الأخرى؟
وهكذا استعاد حزقيال نبوءة ناتان وأوَّنها ليُحييَ الرجاء في نفوس المنفيّين الذين فقدوا كل شيء: (الأرض، الهيكل، والملك). وإنّ الله، الأمين على العهد، لن يستمرّ في معاقبة بيت داود إلى الأبد (رج 2 صم 7: 15)، بعد أن ضرب هذا البيت، في عصر النبيّ، بشخص ملك من سلالة داود. يجب التذكير هنا أنّ حزقيال يحسب سنوات المنفى ابتداءَ من عهد الملك يوياكين، وكأنه لا يعترف بأيّة شرعيّة لصدقيَّا، ويشارك في الرجاء الذي يعبِّر عنه الفصلُ الأخير من سفر الملوك (جَعل كرسي يوياكين فوق كراسي الملوك في 2 مل 25: 27- 30). إنّ موضوع الميثاق الأبدي (37: 25- 26) وارتباطه بإعادة بناء بيت المقدس (37: 26 ب)، يعود إلى الموضوع المزدوج في 2 صم 7: 13، 16. وهكذا يسهر الله إلى الأبد على تحقيق وعده. وأخيراً، فإن الزمن المسيحانيّ سيعني مملكتَي الشمال والجنوب، المجتمعتَين سياسياً تحت سلطة راعٍ واحد، ودينيّاً حول مقدس واحد (34: 1؛ 37: 26- 28). فالشعب سيعيش في ازدهار وطمأنينة، معترفاً بانتمائه إلى يهوه، إله إسرائيل (37: 27؛ 34: 30؛ 17: 24) وهذا الاعتراف يفترض ارتداد إسرائيل باستمرار عودته إلى الله.
إنّ تأوين نبوءة 2 صم 7: 1- 17 ينتمي إلى تقليد نبويّ. وإنّ موقع داود في الأقوال النبوية (هو 3: 5؛ أش 9 و11؛ إِر 23 و33؛ حز 34: 23...) يؤكّد حبّ الله لشعبه وغيرته عليه (أش 9: 6) وأمانته للميثاق (إِر 33: 20 ي). إنّ ذكر الوعد الداودي لم يتوقّف مع حزقيال، بل استمرّ مع أش 55: 3؛ حج 2: 20- 23؛ زك 3: 8؛ 6: 12. إن زربابل الداودي سيُحتفل به "كخاتم" (حجاي) أو "غصن" (زكريا). وهذا ما يتجاوب مع أش 11: 1- 2، وخصوصاً مع إِر 23: 5؛ 33: 15. وزمن السَبي الذي ترمز إليه صورة كنيا (إِر 22: 24)، إنتهى مع زربابل (حج 2: 23)، وهكذا اكتمل ترميم بيت داود.
 
قديم 12 - 04 - 2024, 12:43 PM   رقم المشاركة : ( 157388 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,269,049

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة







مسيح واحد لمملكة واحدة، يهوذا وإسرائيل
37: 15- 28

إن الموضوع المسيحاني في ف 17 و34 يتواصل في 37: 15- 28، مؤكدّاً وفاء يهوه بوعوده. وتقسيم إسرائيل إلى مملكتين لا يمكن أن يشكل عائقاً في طريق مسيرة الخلاص: الله الأوحد الذي يقيم مسيحاً وحيداً، يرمّم وحدة إسرائيل، ويرسّخ أساسها على حضور يهوه المقدّس.

1- تحديد موضع النص
تبدأ النبوءة بالعبارة المعتادة عند حزقيال: "وكان إلي كلام الرب قائلاً..." كما في 36: 16؛ 35: 1؛ 38: 1 الخ... والنصّ السابق، 37: 1- 14، (العظام اليابسة)، يخضع لموضوع آخر، كما سنرى لاحقاً، وكذلك الأمر بالنسبة لحزقيال 38، حيث نجد نبوءة ضد جوج ملك ماجوج. لذلك فإنّ 37: 15- 28 يشكّل وحدة مستقلة.

2- بنية النص الأدبية
إنّ القسم الأول من النصّ (آ 16- 19)، يصف عملاً رمزياً نفّذه النبيّ بناء لأمر يهوه. والتعابير "عصا من خشب"، "يدك"، "يدي"، "يوسف وافرائيم"، لا توجد في الفقرات الأخرى من النصّ. ويمكن أن تكون آ 20 وصلة وضعها أحد المدوّنين، لأننا نجد في آ 21 أمراً جديداً بالتكلّم، مع العبارة الكلاسيكية: "هكذا قال السيد الرب". إنّ موضوع الوحدة بين المملكتين والذي تتصوّره آ 16- 19، تعود إلى ذكره الآيات اللاحقة من زاوية لاهوتيّة. وبالفعل، إن الآيتين الأوليتين 21- 22 تناسبان الآيتين 24- 25، إذ تتوسّعان في المواضيع ذاتها: العودة إلى البلاد (آ 21- 25): "الملك الواحد" (آ 22 و24). أما آ 23 فهي الأكثر وقعاً، لأنها تتضمّن العبارة "فيكونون لي شعباً وأنا أكون لهم إلهاً". وهذه العبارة نجدها أيضاً في 36: 28 و37: 27 على أنها الغاية السامية للعمل الإلهيّ. إنّ القسم الأخير من النص (آ 26- 28) يدور حول موازاة آ 26 أ و27، التي تطوِّر معنى المعاهدة المعقودة مع الله مع آ 26 ب، 28 التي تبحث في وجود مقدس يهوه في وسط شعبه. إن الكلمة- المفتاح في آ 26- 28 هي (علم) "إلى الأبد" وتقيم ترابطاً بين موضوع استيطان البلاد إلى الأبد (آ 25)، وموضوع الميثاق الأبدي (آ 26). وهكذا تكون بنية 37: 15- 28 كما يلي:
آ 16: العَصَوان الخشبيتان، واحدة ليهوذا وواحدة ليوسف
عمل نفّذه النبي
أ آ 17 جمع العصوين في يد النبي
آ 19 أ: يهوه يأخذ العصيين
آ 19 ب: جمع العصوين لتصبحا عصا واحدة في يد يهوه.
آ 21: إعادة بني إسرائيل إلى أرضهم
آ 22: ملك واحد، شعب واحد
آ 23: إنقاذ الشعب وتطهيره "وأنا أكون
ب لهم إلهاً" "تعبير الميثاق".
آ 24: "ملك واحد" سيكون داود
آ 25: استطيان البلاد المعطاة ليعقوب، أي العودة إلى
أرضهم التي يجب أن يملك داود عليها وهو خادم يهوه.
آ 26 أ: الميثاق (إلى الأبد)
أ أ آ 26 ب: يهوه يقيم بيت قدسه في وسطهم (إلى الأبد)
آ 27: توضيح مضمون الميثاق: الههم/ الشعب
آ 28 مقدسي في وسطهم (إلى الأبد).
إنّ 37: 15- 28 مبنيّ إذن بشكل خطّين متوازيين (آ 16- 19 وآ 26- 28) يحيطان بتصالب محوري واحد (21- 25). وهذا ما يكوِّن الرسم البياني التالي:
(أ)- 1 (16- 17)
2 (19 أ- 19 ب)
ب (21: 25)
(أ أ)- 1 (26 أ- 26 ب)
2 (27- 28)

3- المعنى واللاهوت
كما يبدو من الرسم البيانيّ السابق، جرى التعبير عن الفكرة الرئيسيّة في وسط النص: وهي الاعتراف بأن يهوه هو إله إسرائيل، وأن إسرائيل شعبه (آ 23).
تتضمّن آ 16- 19 عملاً رمزياً أمر الله حزقيال بتنفيذه أمام أعين الشعب؛ على حزقيال أن يأخذ عصوين من الخشب، يكتب على الأولى "ليهوذا ولبني إسرائيل رفقائه"، وعلى الثانية "ليوسف وكل بيت إسرائيل" (آ 16). وبطريقة معبرِّة ذات مغزى، يسمي النبي مملكة الشمال "يوسف"، محتفظاً باسم "إسرائيل" للشعب كله (رج آ 28). "هذا الأمر يتوافق تماماً مع الواقع التاريخي: إنّ سبط يوسف ("بيت يوسف" بحسب بعض النصوص)، كان بالفعل النواة التي تأسّست حولها السلطة ومملكة الشمال". وبالتالي ليست "يهوذا" سوى مملكة الجنوب، والعصوان الخشبيتان يُحتمل أن تكونا لوحين عليهما كتابة. في آ 17 يجب جمع ما كان منقسماً، "فتصيرا واحدة في يدك". تشرح آ 19 معنى العمل الرمزيّ أمام الشعب الشاهد الذي يرى في العمل تدخّل يهوه ذاته: سيجمع الله المملكتين لتصيرا مملكة واحدة "في يده". إنّ فكرة إعادة توحيد المملكتين تتكرّر غالباً عند الأنبياء (رج هو 2: 2؛ 3: 5؛ أش 11: 13؛ مي 2: 12). ولكن التحليل اللاهوتي الذي يلي العمل الرمزي، يتمادى في تعميق الرجاء. أما الأفعال الخاصة بيهوه فقد وردت بصيغة المتكلم مباشرة: "آخذ"، "أجمع"، "آتي بهم"، "أخلِّص"، "أطهّر"، أُعطي" (آ 21، 23، 25). يشير حزقيال إلى تدخل يهوه الفاعل لصالح إسرائيل الذي سيرجع إلى أرضه ويجتمع عليها. ويُضَمُّ إلى العودة شرطٌ ثانٍ يساهم، هو أيضاً، في توحيد المملكتين، وهو الملك الواحد (آ 22). وقد وُصف هذا الملك بألقاب ثلاثة: داود، رئيس، وراعٍ (آ 24). فداود، كخادم ليهوه، يرمز إلى الزمن المسيحاني، بقيام بيت داود، في خط 34: 23- 24 و17: 1 ي. وكلمة "راعٍ" تذكّرنا بالراعي الصالح في ف 34. أما كلمة "رئيس" فيبدو أن النبي يستعملها دون أن يميّزها عن كلمة "ملك" (آ 22). وبالفعل، لا تدل آ 22 على أي تردّد حول الوضع الملكي "للرئيس". "أما تلاميذ النبي فقد فضلوا لقب "رئيس". فهو قديم، ويجنّبهم الذكريات السيئة المرتبطة بملكوك إسرائيل. ومن المحتمل، أن يكون ذلك سبباً، استعملت لأجله كلمة "رئيس"، في ف 40- 48، للدلالة على المسؤول المستقبلي عن الجماعة التي أعيد جمعها وتوحيدها". سيعود الشعب إلى الأرض التي اعطيت ليعقوب، ولن يتركها إلى الأبد (آ 25). وهكذا تلخّصت استمرارية العهد الذي اعطي للآباء الاوائل. إنّ أزلية هذا العهد مدوّنة في إطار الميثاق: "فيكونون لي شعباً وأنا أكون لهم إلهاً" (آ 23). هذا الميثاق يفرض "الأمانة" و"التطهير" من كل رجاسة" ومن كل "معصية"، ويهوه يخلصهم منها جميعاً (آ 23). من هنا إمكانية الخضوع لعادات الله، والتقيّد بشرائعه والعمل بموجبها. ولعيش الميثاق، يجب أن يحسّ شعب الله بمسؤوليته عن الإلزامات الأخلاقيّة والدينيّة التي عدّدها النبي. وفي القسم الأخير من النص (آ 26- 28) يعقد "ميثاق سلام" بين الله وشعبه، ويكون هذا الميثاق أبدياً (آ 26 أ- 27). ومن المناسب التذكير، أن فعل "كثّر"، في العهد القديم، (آ 26)، يصف غالباً البركة كما هي الحال في تك 16: 10؛ 26: 24؛ خر 32: 13؛ تث 13: 18؛ أش 51: 2؛ إر 33: 32. إن علامة الخصب تدلّ على أن الله يعمل دائماً ويواصل تحقيق الوعد المقطوع للآباء الأوائل: "ويكون مسكني فوقهم". وبحسب إر: 31: 23: "يا مسكن البر، يا أيها الجبل المقدّس"، وبحسب مز 78: 68...؛ 132، 13: 18؛ وبحسب حز 20: 40: لا يمكن أن يكون هذا المسكن سوى جبل صهيون، عندما يعود الله إلى الهيكل. إن "المقدس" المشار إليه مرتين في آ 26 ب و28 يدلّ على تقديس الشعب "إلى الأبد". أما قيام إسرائيل ومجيء الزمن المسيحاني، فلا يُلغي وجود أمم أخرى ستعترف بيهوه، دون أن تنتمي إلى شعب إسرائيل (17: 24؛ 34: 29، 30؛ 37: 28).
إن "تقديس" إسرائيل، يعني فصلها عن الأمم الأخرى، وتكوينها كمسكن الله الخاص. "إن حضور الله الفاعل، يمنح الشعب قداسة طقسيّة، بالإضافة إلى كرامة حقة تفرض عليه القداسة الأخلاقية؛ من أجل تقديم الشعب وضعَ يهوه الشريعة (لا 22: 31 ي) وأعطى للشعب ما يميّزه عن باقي الشعوب بالإضافة إلى الضمانات الإلهية (أش 41: 14- 20؛ 54: 1- 5)، والعزة (أش 43: 3- 14؛ 49: 7؛ حز 17: 22- 24)، والرجاء الذي لا يُقهر (مز 60: 9- 14)". "وليكمّل حزقيال (نبوءته)، صرّح أن هذا الحضور الملكيّ، المهم بلا شك، (37: 22 و24) هو ثانويّ للغاية. وما يميّز الجماعة الجديدة ليس تكوينها المتعلق بسلطة ملكية واحدة بقدر ما هو توثيق العلاقات التي سيطوّرها الله مع تلك الجماعة"، كما أشرنا سابقاً.
إذا كانت مسيحانيّة حزقيال التي درسناها، قد أُعدِّت على ضوء الأحداث والصعوبات التي عاشها النبي وشعبه، يبقى سؤال حول أول هذه المسيحانيّة.


 
قديم 12 - 04 - 2024, 04:49 PM   رقم المشاركة : ( 157389 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,269,049

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




لا تخف هناك شخص يشعر بكل الامك
 
قديم 12 - 04 - 2024, 04:49 PM   رقم المشاركة : ( 157390 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,269,049

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




لا تهتم هناك شخص يهتم بأمورك




 
موضوع مغلق

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:23 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024