05 - 01 - 2017, 06:27 PM | رقم المشاركة : ( 15711 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الحالات الروحية الداخلية
الحياة الروحية لغز. إنها رحلة يواجه فيها المسافر العديد من العوائق والغرائب، ومعرفة كل هذه المشاكل هي علم. لا يوجد علم أعظم من معرفة كل الطرق التي ينبغي علينا إتباعها، ولكن ينبغي علينا أيضاً معرفة الوسائل التي يجب استعمالها بهدف الوصول لوجهتنا. قديسو الله هم الخبراء الأكثر علماً بهذه الرحلة. إنهم معتادون بدون خطأ على كل الصعاب، ويوصون بالطرق المتنوعة للتغلب عليها. الآباء الروحيون، الذين يشفون نفوس الآتين إليهم، يكونون أيضاً في موضع العارفين، بقدر الإمكان، بهذه الرحلة الشاقة لأجل خلاص نفس الإنسان. من أسبابب الصعاب الخطيرة التي تواجه المسيحيين في حياتهم الروحية الاكتفاء الذاتي واليأس. على عكس ذلك، تكون الشجاعة من أعظم وأهم الأسلحة للتخلص من يأس العالم الذي يغلبنا في رحلتنا الروحية. إنني ألاحظ أن الناس اليوم يعانون في هذه الجوانب الثلاثة: إنهم يمتلكون الاثنين الأولين (الاكتفاء الذاتي واليأس) ولكنهم يفتقرون للثالث (الشجاعة). 1- الاكتفاء الذاتي يعني الاكتفاء بالذات أن يكون المرء قادراً على توفير احتياجاته الخاصة. قد يعني الاكتفاء الاقتصادي. يُستعمل هذا المصطلح في الكتاب المقدس للتعبير عن ضرورة أن نمتلك الوسائل المالية اللازمة بحيث لا نثقل على الآخرين، وبحيث نكون قادرين على إعطاء المحتاجين مما يتبقى (2كو8:9). إلا أن بالإضافة إلى ذلك، الاكتفاء الذاتي يعني النظر لمواهبنا الشخصية على أنها ذاتية ومستقلة عن الله وخدمة أعمال الخير، واستغلالها لمصلحتنا. في المصطلحات المعاصرة، يشير الاكتفاء الذاتي إلى حالة للذهن نبالغ فيها في تقدير مواهبنا الروحية وفضائلنا حيث نراها على أنها متميزة بتفرد، ونذهب لما هو أبعد من ذلك فنظن أننا كاملون، وبالتالي لا نكون محتاجين لنمو آخر. هذا المعنى، الذي هو كوننا كاملين، عادة ما يوصف في أيامنا هذه على أنه اكتفاء ذاتي. للأسف، يعاني أغلبنا، نحن المسيحيون المعاصرون، من ذلك. فلدينا الشعور بكمالنا الروحي الخاص بنا. إننا لا نشعر أننا نحتاج للنمو أو التطور في حياتنا الروحية. على عكس ذلك، نظن أن الآخرين، بخلافنا، لديهم العديد من الضعفات، وبذلك نعيش مثل الفريسيين. إنني أعتبر أن خطر الاكتفاء الذاتي هذا، والذي يكون مصحوباً باحتقار الآخرين هو أحد أكبر المخاطر في عصرنا هذا. هذا النوع من الاكتفاء الذاتي هو وهم كبير. يصف القديس فيلوثيوس السينائي هذه الحالة التي واجهها لدى أناس عصره بمَن فيهم الرهبان فيقول أن العديد من الرهبان “ليسوا واعين بخداع النوس” الناتج عن تأثير الشياطين. فلكونهم غير مدربين وساذجين، ينشغلون بالحياة العملية دون الالتفات للنوس، ليس لديهم خبرة بنقاوة القلب، وهم جاهلون بظلمة أهوائهم. مثل هؤلاء الرهبان “ينظرون لهذه الخطايا المرتكبة على أنها مجرد هفوات. لا يأخذون بالحسبان الهزائم والانتصارات التي تحدث في ساحة الفكر”. العديد من المسيحيين والرهبان يهتمون فقط بالفضيلة العملية وليس بالتقدم نحو معاينة الله. إنهم يحاولون تطهير قدرة النفس على الرؤية دون الاهتمام بما يخص الحياة الداخلية، ودون الحنين الشديد لله أو لمعرفته. إنهم غير مهتمين بالصلاة العقلية أو الحياة الداخلية. بالتالي لا يعرفون أبداً الفقر الروحي الذي هو أول تطويبات المسيح. إنهم لا يظهرون علامة على التوبة التي هي شرط لا غنى عنه للروح الأرثوذكسية، إذ من خلال التوبة تدخل نعمة المسيح القلب. عندما نقابل مثل أولئك الناس فإننا عادة ما نجد أنفسنا في مأزق رهيب. هل يتعيّن علينا أن نتركهم في هذه الحالة (التي هي مرض للنفس سوف يؤدي بالتأكيد إلى موتها وتبلدها) أم ينبغي علينا أن نحاول تحطيم هذه الصورة الجيدة التي لديهم عن أنفسهم؟ هذ الأمر يمّثل إشكالية كبيرة إذ أحياناً عندما يتهشم قناع الشخص عن اكتفائه الذاتي، إذا لم يكن مسنوداً بنعمة الله، يسقط في يأس عميق قد يسبب له أذى كبير. هنا تكون الرعاية الكهنوتية الساهرة مطلوبة بشدة. أعتقد أن هذه النقطة تشكّل صليب الأب الروحي. فصليبه يتكوّن من معرفة كيفية تمييز الاكتفاء الذاتي الروحي، وكيفية تحطيمه، وكيفية التعامل مع الشخص بمجرد أن يسقط عنه مظهر التقوى. 2- اليأس يصيب اليأس العديد من الناس في هذه الأيام. يقسِّم القديس يوحنا السلمي اليأس إلى فئتين. أحدهما هو اليأس الناتج عن “كثير من الخطايا، وضمير مثقل، وحزن لا يحتمل”. ينتج الآخر عن “العُجب والخيال، عندما يعتبر المرء نفسه غير مستحق لخطيئة سقط فيها”. يقود النوع الأول من اليأس للتبلّد. أما في النوع الثاني، يكمل الشخص جهاده الروحي النسكي في يأس، مما يشكل تناقضاً كما يقول القديس يوحنا السلمي. يسقط الشخص المتكبر جداً والذي لديه أفكار عظيمة عن نفسه في النوع الثاني من اليأس، لأنه بعد ارتكاب خطيئة لا يستطيع تصديق أنه فعل ما فعله. يقول القديس يوحنا السلمي أن العُجب واليأس متناقضان مثل العرس والجنازة، ولكن عندما تعمل الشياطين من الممكن أن نرى الاثنين معاً: “كنتيجة للتشويش الناتج عن الشياطين من الممكن رؤية الاثنين معاً بآن واحد”. هكذا يأتي اليأس من الخلاص من الشياطين. يعلِّم أيضاً القديس يوحنا السلمي أنه لا ينبغي علينا الالتفات إلى الأحلام الخاصة بالعذابات التي تأتي من الشياطين. ينبغي علينا أن نصدّق فقط تلك الأحلام التي تعلّمنا عن الجحيم والدينونة “لكن لو أصابك اليأس، عندئذ تكون مثل هذه الأحلام أيضاً من الشياطين”. يجلب هذا اليأس الشيطاني دينونتنا. “كما لا يستطيع الميت المشي، هكذا لا يمكن للشخص اليائس أن يخلص”. إن الشخص الذي لا يؤمن بحنان الله ورحمته، والذي يصبح خائر القوة يقتل نفسه. “الذي ييأس يكون كمن ينتحر”. يحثّنا القديسون على ألا نفقد الرجاء حتى آخر نفس في حياتنا: “لا ينبغي علينا أن نيأس حتى آخر نفس” (يوحنا السلمي). لقد أكّدنا بالفعل أن العديد من الناس في هذه الأيام لا يريدون سماع التوبيخات الشافية حتى من أبيهم الروحي، وإذا وُبِخوا فإنهم يسقطون في يأس عميق. قد يقرأ البعض سيرة حياة القديسين وتعاليمهم ويشعرون باليأس معتقدين أنهم لم ينجزوا شيئاً. يكون ذلك صحيحاً من أحدى وجهات النظر. فآجلاً أم عاجلاً لا بدّ وأن تتحطم “واجهة” القداسة والاحترام، وعندئذ يتعين علينا إعادة بناء بيت النفس. ينبغي علينا أن نتوقف عن العيش في أحلام وخيالات. عالم الخيال يكون مصدر العديد من تشوّهات النفس والمشاكل الداخلية. ينبغي إماتة هذا النوع من الوهم. يتكلم العديد من القديسين عن اليأس المقدّس، الذي يختلف عن يأس العالم. ينبغي علينا أن نتوقف عن تصديق صورتنا عن أنفسنا التي هي مصدر تشوهات خطيرة. إلا أنه بالإضافة إلى موهبة اليأس المقدس العظيمة، ينبغي علينا أن ننمّي الرجاء في الرب. ينبغي علينا أن نصدق بؤسنا وعدم نفعنا، إلا أنه ينبغي علينا في نفس الوقت أن نؤمن بحب الله العظيم، ومحبته للبشر، ورحمته. تنمو الصلوات بهذه الطريقة. ثم، بحسب قوة صلواتنا وبحسب نمونا في التوبة، يعطينا الله بركته. إذا سمع شخص ما عن إنجازات القديسين الفائقة للطبيعة أو فضائلهم الغريبة ويئس من نفسه كشخص فإنه يكون “الأقل عقلانية”. إن أي مسيحي مستبصر، ودارس لسيَر القديسين إما أن يبدأ في تقليدهم بشجاعة، أو يكتسب، من خلال التواضع، إدانة النفس ويدرك ضعفه ويلوم نفسه (القديس يوحنا السلمي). بالتالي يوجد يأس على المستوى البشري، الذي هو عمل الشياطين وهو يصيبنا بالشلل، ويوجد يأس مقدس متولد عن نعمة الله ويقودنا للصلاة وطلب رحمة الله. إن العلامة المميزة للأول هي الخمول والتبلد، وعلامة الثاني هي الصلاة والرجاء في الرب. 3- الشجاعة على الرغم من أن الآباء القديسين يشجبون الاكتفاء الذاتي في الحياة الروحية، إلا أنهم يؤكدون على ضرورة اليأس المقدس الذي هو خليط من فقدان الرجاء المبني على وعينا بذواتنا، ومن الرجاء العظيم في الله. إنهم يعطون أيضاً أهمية كبرى لفضيلة الشجاعة، التي تمكّن الشخص من تحمل الحرارة الحارقة الناجمة عن الوعي بالدينونة والجحيم. مَن يقتني فضيلة الشجاعة تلك هو وحده القادر على التغلب على هذه التجربة العظيمة عندما يواجهها في مسيرته الروحية. يستطيع المرء أن يقف على حافة الجحيم حاملاً الرجاء في محبة الله من خلال الشجاعة، حتى لو كان في النار مع لهيب الجحيم. يحرق هذا اللهيب الأهواء، لكن الشجاعة الروحية تجعله يلجأ إلى الله ويطلب رحمته وبركته. الشجاعة هي إطار شجاع للذهن مع رجاء كامل في الله. مثل هذه الشجاعة الروحية لا تقدّر بثمن. يحثنا القديس يوحنا السلمي قائلاً: “اقتنِ كل الشجاعة وسوف تجد الله كمعلم لك في الصلاة”. يموت النوس كنتيجة للخطايا والأهواء، والنفس الشجاعة وحدها هي التي تستطيع إعادته للحياة. “تقيم النفس الشجاعة النوس المائت”. يتحرر الشخص الشجاع من تأثير الشيطان ويشفي نوسه. “انتبه لكي تكون متواضعاً وشجاعاً، وعندئذ سوف تهرب نفسك من تأثير الشياطين”(القديس نيلّس الناسك). الشجاعة الروحية هي عطية من الله، لكنها تنمو أيضاً بواسطة الإنسان. مثل كل الفضائل، تكون الشجاعة تناغماً بين الإنسان والله. بحسب القديس إيسيخيوس الكاهن توجد أربع فضائل رئيسية تشكل كل الحياة الروحية وهي الحذر، والحكمة، والاستقامة، والشجاعة. مهمة الحذر هي أن يحثّ القدرة الحسية “لكي تنخرط في حرب داخلية وإدانة الذات”. مهمة الحكمة هي أن تدفع القدرة العاقلة نحو اليقظة ومعاينة الله الروحية. مهمة الاستقامة هي توجيه قدرة النفس الراغبة نحو الفضيلة والله. في النهاية، تكون مهمة الشجاعة هي أن تحكم الخمس حواس بحيث لا تتدنس لا ذاتنا الداخلية ولا الخارجية، ولا قلبنا ولا جسدنا. يظهر جهاد الإنسان لكي يحفظ حواسه طاهرة خوفاً من أن يتدنس الجسد والقلب شجاعة روحية، بل أنه حتى ينميها أكثر. بالإضافة إلى ذلك، بحسب إيليا الكاهن، للنفس الشجاعة مصباحان هما العمل، والثايوريا (الفضيلة العملية، ومعاينة الله) وبالتالي توفي بالتزاماتها. حتى بعد ارتكاب الخطيئة، على الرغم من أن شجاعتنا قد تكون فشلت في مرحلة مبكرة فسقطنا في الخطيئة، نحتاج الشجاعة الروحية ثانية. ينبغي علينا أن نلجأ لله بالتمام، ونُلهَم بنعمته ومحبته. هذه التوبة هي “ابنة الرجاء والتخلي عن اليأس” بحسب القديس يوحنا السلمي. إنه يكتب قائلاً: “التوبة هي ارتياب دائم في راحة الجسد. التوبة هي فكر إدانة الذات، واعتناء بالذات خالٍ من رعاية الذات. التوبة هي ابنة الرجاء والتخلي عن اليأس. التائب محكوم عليه غير مخزي. هذه التوبة العميقة، التي تنشط بواسطة الروح القدس، هي ابنة الرجاء والتخلي عن الخزي. يشعر التائب بأنه رجل محكوم عليه، لكن بدون خزي. إنه مدان متحرر من الخزي”. بعد الخطيئة، تلجأ النفس الشجاعة لله ثانية وتطلب الشفاء. سأل أخ الأنبا بيمن: “لو سقطت في خطيئة يوبخني ضميري ويتهمني قائلاً: لماذا سقطت؟”. فأجاب القديس قائلاً: “في اللحظة التي يضل فيها الشخص، لو قال “أخطأت” تكف الخطيئة في الحال”. من أجل ذلك، بحسب نفس القديس، “إذا كنا شجعاناً يرحمنا الله”. الخلاصة هي أنه ينبغي علينا أن نحرر ذواتنا من الاكتفاء بالذات، الذي يبقي علينا في حالة دائمة من المرض والموت الروحي وجهل ذواتنا الحقيقية. ينبغي علينا أن نسأل الله أن يعطينا معرفة بذواتنا، وأن يعلن لنا جراحات نفوسنا. لو شعرنا باليأس بعد هذا الإعلان، ينبغي علينا أن نلجأ لله بشجاعة ونطلب رحمته. سوف تعطينا هذه الشجاعة الروحية القوة لكي نعبر هذا الطريق الصعب المؤدّي إلى اختبار رحمة الله ومحبته. الميتروبول يتإيروثيوسفلاخوس |
||||
05 - 01 - 2017, 06:32 PM | رقم المشاركة : ( 15712 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ما هي معاينة الله؟ إن معاينة الله لا تنتمي إلى عالم العواطف، ولا لحاسة البصر، وإنما هي وحدة وجودية واتصال المخلوق مع “الكائن” غيرالمخلوق، ليس مع جوهره أو مادته،بل مع قواه الإلهية، وفقاً لقياس الشخص المعايِن. عندما طلب موسى أن يرى الله، ﻷنهكان يتصور أن ذلك مستطاع لديه، سمع منه أن هذا مستحيل ولن يكون له إلا الظهر، أي قواه الإلهية أو صفاته. من يتسنّى له معاينة الله، يشهد بأنه لا يوجد أي تشابه بين العالم المخلوق والكائن غير المخلوق وأنه “من المستحيل تفسير الله، والأكثر استحالة هو أن نفهمه” (القديس غريغوريوس اللاهوتي). |
||||
05 - 01 - 2017, 06:33 PM | رقم المشاركة : ( 15713 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ما هي السمات المميّزة والقوى للنفس البشرية؟ بحسب الكتاب المقدس، أهمّ سمَة للنفس البشرية هي شبهها بالكائن الإلهي. يشير هذا المفهوم بأن الطبيعة البشرية بُنيَت“على صورة ومثال” الله، إلى أن القيمة الكبيرة المعطاة إلى اﻹنسان ليست ﻷي كائن آخر مخلوق من الله. لم يحدث الله الخالق أعرب عن ارتياحه في أي مرحلة من مراحل الخلق ما عدا عند خلقه الإنسان، حيث الغريب أن هذا الخلق لم يحدث باﻷمر كمثل خلق الكائنات الأخرى التي “قَالَ فَكَانَ. هُوَ أَمَرَ فَصَارَ” (مزمور 9:33). وحتى مسكن اﻹنسان لم يأتِ باﻷمر “وَغَرَسَ الرَّبُّ الإِلهُ جَنَّةً فِي عَدْنٍ شَرْقًا، وَوَضَعَ هُنَاكَ آدَمَ الَّذِي جَبَلَهُ” (تكوين 8:2). لهذا، السمة الأكثر أهمية للنفس البشرية هي نَفَس الله، أي شبهها بخالقها. وهذا يعني أن الروح قادرة على استيعاب الصفات الإلهية. وهذا ما قاله الإله الكلمة بعد تجسده من خلال تسميتنا “أَصدقاء وإخوةوَوَارِثُونَ مَعَ الْمَسِيحِ“. أي شيء أعظم أو أكثر قيمة من أن نصبح وجودياً أقرباء الله؟ لقد منحنا الرب هدايا بحسب بطرس “تَشْتَهِي الْمَلاَئِكَةُ أَنْ تَطَّلِعَ عَلَيْهَا” (1بطرس 12:1). |
||||
05 - 01 - 2017, 06:33 PM | رقم المشاركة : ( 15714 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
معاينة الله وسمات النفس المميزة ما هي معاينة الله؟ إن معاينة الله لا تنتمي إلى عالم العواطف، ولا لحاسة البصر، وإنما هي وحدة وجودية واتصال المخلوق مع “الكائن” غيرالمخلوق، ليس مع جوهره أو مادته،بل مع قواه الإلهية، وفقاً لقياس الشخص المعايِن. عندما طلب موسى أن يرى الله، ﻷنهكان يتصور أن ذلك مستطاع لديه، سمع منه أن هذا مستحيل ولن يكون له إلا الظهر، أي قواه الإلهية أو صفاته. من يتسنّى له معاينة الله، يشهد بأنه لا يوجد أي تشابه بين العالم المخلوق والكائن غير المخلوق وأنه “من المستحيل تفسير الله، والأكثر استحالة هو أن نفهمه” (القديس غريغوريوس اللاهوتي). ما هي السمات المميّزة والقوى للنفس البشرية؟ بحسب الكتاب المقدس، أهمّ سمَة للنفس البشرية هي شبهها بالكائن الإلهي. يشير هذا المفهوم بأن الطبيعة البشرية بُنيَت“على صورة ومثال” الله، إلى أن القيمة الكبيرة المعطاة إلى اﻹنسان ليست ﻷي كائن آخر مخلوق من الله. لم يحدث الله الخالق أعرب عن ارتياحه في أي مرحلة من مراحل الخلق ما عدا عند خلقه الإنسان، حيث الغريب أن هذا الخلق لم يحدث باﻷمر كمثل خلق الكائنات الأخرى التي “قَالَ فَكَانَ. هُوَ أَمَرَ فَصَارَ” (مزمور 9:33). وحتى مسكن اﻹنسان لم يأتِ باﻷمر “وَغَرَسَ الرَّبُّ الإِلهُ جَنَّةً فِي عَدْنٍ شَرْقًا، وَوَضَعَ هُنَاكَ آدَمَ الَّذِي جَبَلَهُ” (تكوين 8:2). لهذا، السمة الأكثر أهمية للنفس البشرية هي نَفَس الله، أي شبهها بخالقها. وهذا يعني أن الروح قادرة على استيعاب الصفات الإلهية. وهذا ما قاله الإله الكلمة بعد تجسده من خلال تسميتنا “أَصدقاء وإخوةوَوَارِثُونَ مَعَ الْمَسِيحِ“. أي شيء أعظم أو أكثر قيمة من أن نصبح وجودياً أقرباء الله؟ لقد منحنا الرب هدايا بحسب بطرس “تَشْتَهِي الْمَلاَئِكَةُ أَنْ تَطَّلِعَ عَلَيْهَا” (1بطرس 12:1). وفقا لتعاليم آبائنا حاملي فكر الله، فإن قوى الروح هي أربعة: التعقّل، الحكمة، الشجاعة والعدل. هذه تعمل من خلال ما يسمى“النفس المثلّثة اﻷجزاء“. أي العقلاني والعاطفي والجزء الذي له علاقة بالرغبات (επιθυμητικό). إن وظيفة التعقّل هي حثّ الجزء العاطفي. أما وظيفة الحكمة أو الانضباط الذاتي فهي حثّ الجزء العقلاني نحو اليقظة والحكم السليم، ووظيفة العدالة هي دفع الجزء الرغائبي نحو الفضيلة، ووظيفة الشجاعة هي تنظيم الحواس الخمس للأداء بعقلانية. الشيخ يوسف الفاتوبيذي |
||||
05 - 01 - 2017, 06:36 PM | رقم المشاركة : ( 15715 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
Circumcision of the Lord
People who were not just anybody but of great excellence in every respect, such as Holy Augustine of Hippo or Saint Basil and all the members of his family, surrendered themselves to God wholeheartedly holding nothing back. And God used them as His own instruments. This cannot happen accidentally. Man needs to empty himself of everything, even of things that are good, and then, fill up with things of God. We are mean and stingy in attitude -even those of us who possess natural gifts- and we hold on to them zealously in order to support our ego. What you do, what you think, what you occupy yourself with and give yourself to with all your might may not be sinful in itself. But do question yourself: does it pave the way to your salvation? To a Christian, there is practically no such thing as the end of one year and the beginning of another; but, even if we take things this way, we should not always want the previous year to end as quickly as possible. This year is as much God’s year as will be the next to come. Regardless of our bad use of time, God takes care of things so that time finally can be exploited for our salvation and blessing. As we enter the new year, God takes us under his wing and assures us: “Whatever you are, I will heal you, I will sanctify you, I will save you, I will put you in paradise. What I want from you is the true response of a logical intelligent human being. I do not want lies, or taking spiritual matters lightly or similar attitudes”. |
||||
06 - 01 - 2017, 03:23 PM | رقم المشاركة : ( 15716 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
من الدروس الهامة التي نتعلمها من قصة الميلاد عدم الاهتمام بالمظاهر: يظهر هذا جليا من ميلاد السيد المسيح في بلدة صغيرة تدعي بيت لحم. وفي مكان حقير هو مزود بقر. وفي يوم لم يعلن للناس مازالوا يختلفون في موعده.. كما يولد بدون احتفالات أرضية. كما يحدث لسائر الناس. استعاضت عنها السماء بحفل من الملائكة والجند السمائيين. كما ولد من أسرة فقيرة. وفي رعاية رجل نجار. وقيل عن يوم ميلاده "لم يكن له موضع في البيت". وحتى الآن لا تزال صور الميلاد تبين المزود وما يحيط بالفراش القش من حيوانات. وولد في يوم شديد البرد. لم يجد فيه أقمطة كافية ولا دفئًا.. كل ذلك نأخذ منه درسا روحيا. وهو أننا بالبعد عن المظاهر الخارجية ندخل في مشاعر الميلاد. بعيدًا عن العظمة والترف. فالعظمة الحقيقية ليست في المظاهر الخارجية من غني وملابس وزينة.. وباقي أمثال هذه الأمور التي فيها إعلان عن الذات.. إنما العظمة الحقيقية هي في القلب المنتصر المملوء من الفضائل. فليبحث إذن كل شخص عن مظاهر العظمة الخارجية التي يقع في شهوتها ويسعي إليها. لكي يتجنبها.. إن أراد أن تكون للميلاد فاعلية في حياته.. من دروس الميلاد أيضا : الاتضاع إن ميلاد السيد المسيح هو أكبر درس في الاتضاع. وقصة الميلاد بدون اتضاع. تفقد جوهرها.. سواء في ظروف الميلاد التي أخلي فيها ذاته من كل مجد عالمي. أو حياته حوالي ثلاثين عامًا وهي تكاد تكون مجهولة لكثيرين. علي الرغم مما حدث فيها من معجزات في فترة مجيئه لمصر.. واتضاع السيد المسيح. كان معه اتضاع أمه العذراء أيضاَ. فإن أردنا الاحتفال بالميلاد. فلنحتفل بالاتضاع فيه وفينا. ولنبحث ما هي أعماق الاتضاع. وكيف تكون وكيف نحياها؟ وما هي الأمور التي تضاد الاتضاع في حياتنا لكي نتجنبها؟ لأنه ما الفائدة في أن ننظر إلي اتضاع السيد المسيح دون أن نتشبه باتضاعه علي قدر طاقتنا؟! أليس أنه ترك لنا مثالًا. حتى كما سلك هو. نسلك نحن أيضا..! من دروس الميلاد أيضا: البساطة نلاحظ في قصة الميلاد أن السيد المسيح له المجد - لما بدأ رسالته - اختار له تلاميذ بسطاء. غالبيتهم من الصيادين. ولكنهم كانوا أبرارًا ولهم قلوب مستعدة لحمل الرسالة. كما أن بشارة الميلاد أُعلنت لجماعة من الرعاة البسطاء. ولكن كانت لهم بساطة الإيمان وعمقه. ولم تعلن هذه البشارة لكثيرين من القادة كالكتبة والفريسيين وكهنة اليهود وشيوخ الشعب.. فلماذا؟ ذلك لأن أسرار الرب. إنما تُعلن لقلوب بسيطة تفرح بها. إن المجوس والرعاة كانوا بسطاء القلب. لما سمعوا ببشارة الميلاد. صدقوا وآمنوا وفرحوا. وذهب المجوس إلى المزود وقدموا هداياهم.. أما الكبار فلم تكن قلوبهم مستعدة ولا بسيطة. مثال ذلك هيرودس الملك. الذي لما سمع الخبر "اضطرب وكل أورشليم معه". واستخدم الفحص والاستقصاء. وأيضا الحيلة والدهاء في كيف يقتل المولود!! |
||||
09 - 01 - 2017, 04:54 PM | رقم المشاركة : ( 15717 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
في الظهور الإلهي
بقي عيد الميلاد مقترناً بعيد الظهور الإلهي، في الكنيسة الأولى، حتّى القرن الرابع. وبعد أن صارت المسيحيّة ديانة رسميّة، في الإمبراطوريّة الرومانيّة، ومن ثمّ ديانة الدولة، جعلت الكنيسة لميلاد الربّ بالجسد عيداً خاصّاً، وفصلته عن عيد الظهور الإلهي، وحدّدته في يوم عيد الشمس، الذي كان عيداً وثنياً شعبياً، ترافقه احتفالات لا تليق بالمسيحيّين. عمّدت الكنيسة العيد الوثني، ونقلت مركزه، من الشمس المنظورة، إلى المسيح “شمس العدل”، كما تسمّيه ترتيلة عيد الميلاد. في الكنائس الشرقية يتركّز الاهتمام، لاهوتيّاً، على عيد الظهور الإلهي، أكثر منه على الميلاد. وأهميّة عيد الظهور اللاهوتيّة تجعله في المرتبة الثالثة، بعد الفصح والعنصرة. يُدعى عيد الظهور الإلهي، شعبيّاً، بعيد الغطاس. وفعل “غطّس” موازٍ، في المعنى، لفعل “عمّد”، في اللغة اليونانيّة. من هنا، يكون معنى لفظة “المعموديّة” الحرفي، في اللغة اليونانيّة، “تغطيس”. ولذلك اعتاد شعبنا على اعتبار هذا العيد، عيداً لكلّ من كان اسمه “غطّاس”. وجرى التقليد، في البلدان الأرثوذكسيّة، أن يخرج الكاهن مع الشعب المؤمن، بعد القدّاس الإلهي، صبيحة العيد، إلى بحيرة، أو شاطىء البحر، أو نهر، حيث يلقي صليباً معدنيّاً؛ فيتسابق الشباب في الغطس، من أجل العثور عليه، وإعادته إلى الكاهن. هذه العادة ما تزال حيّة حتّى اليوم. غير أنّ الاسم الرسمي هو الظهور الإلهي، لأنّ أقانيم الثالوث القدّوس انكشفت للبشر، بوضوح، للمرّة الأولى، في أثناء معموديّة المسيح. فسُمع صوت الآب، قائلاً: “هذا هو ابني الحبيب، الذي به سُررت”، والابن كان حاضراً يعتمد، والروح القدس ظهر على شكل حمامة، نزلت عليه. توضح ترتيلة العيد المعروفة “باعتمادك يا رب…” هذا الأمر بجلاء. أمّا ترتيلة التهيئة للعيد، فتتكلّم عن ظهور المسيح وسببه، فتقول: “المسيح ظهر مُريداً أن يجدّد الخليقة كلّها”. كذلك، دُعي، في التقليد اليوناني القديم، بعيد “الأنوار”، لأنّ المعموديّة، بحسب الإيمان المسيحي، استنارة بنور الله. يسمّي تقليدنا الليتورجي الذين يتهيؤون لاقتبال المعموديّة ب “المستعدين للاستنارة”. ونصلي من أجل أن “ينيرهم الربّ بنور المعرفة وحُسن العبادة”. وقد جمع قنداق العيد الاسمين معاً: “اليوم ظهرتَ للمسكونة يا ربّ، ونوركَ قد ارتسم علينا”. هيّأ القدّيس يوحنّا المعمدان الطريق للمعموديّة المسيحيّة. وكانت دعوته إلى التوبة هكذا: “هيّئوا طريق الربّ، اجعلوا سُبُلَه قويمةً”(مر1/3). لقد كانت معموديّته إعلاناً للتوبة، ودعوةً لترك حياة الخطيئة، بينما المعموديّة المسيحيّة هي لغفران الخطايا، واكتساب نعمة البنوّة الإلهيّة. أمّا السيّد فقد قبل، وهو البريء من الخطيئة، إتمام معموديّة يوحنّا اتضاعاً، “لكي يتمّم كلّ برّ”(مت3/15)، ويقدّم نفسه نموذجاً، للذين أتى من أجل خلاصهم. يقول إنجيل متّى أنّ “السماء انشقّت” للحال بعد معموديّة يسوع. إنّها المرّة الأولى، التي يرد فيها هذا التعبير. فقد أُغلقت السماء في وجه الإنسان، بعد سقوط آدم وحواء منه، وها هي تنفتح، ثانية، بمجيء المسيح، الذي سيعيد للإنسان المجد الإلهي، الذي خسره، عندما رفض العيش في كنف الله ورعايته. كذلك، عند انشقاق السماء، سُمع صوت الآب، ونزل الروح القدس. يُظهر الله سرّه الثالوثي للبشر بوضوح. لأنّه، منذ تلك اللحظة، لم يعد يكتفي بدعوتهم إلى معرفته، وإنّما سيمنحهم، بالمسيح، الخلاص المنشود، ويفتح الطريق لهم ثانية. ما عادت السماء بعيدة؛ صار الله بيننا. هذا العيد مناسبة لكي يسائل المؤمن نفسه، حول تفعيل نعمة المعموديّة، على مستواه الشخصي. فيوم معموديّتنا هو يوم ميلادنا الحقيقي، كوننا اكتسبنا فيه البنوّة لله، ولبسنا المسيح، كما تقول الترتيلة الشهيرة: “أنتم الذين بالمسيح اعتمدتم، المسيح قد لبستم”. فبعد المعموديّة، يصير المعتمد شبيهاً بالمسيح؛ وعليه تالياً أن يحفظ هذه النعمة، ويحافظ عليه، لا بل أن ينمّيها وينمو فيها، حتّى يصل إلى قامة ملء المسيح. يقول القدّيس غريغوريوس بالاماس: “كما أنّ الطفل يأخذ من والديه إمكانيّة أن يصير رجلاً، ويرث الأملاك الوالديّة، عند بلوغه السن المناسب، لكنّه يخسرها إذا مات في أثناء ذلك، فإنّ المسيحي يحصل، بالمعموديّة، على القدرة لكي يصير ابناً لله، ووارثاً للخيرات الأبديّة، إن لم يمت في أثناء حياته الموت العقلي، الذي هو الخطيئة”. الخطيئة تجعلنا نخسر النِعَم التي حصلنا عليها بالمعموديّة. هذا التعليم مدعاة للتأمّل بعظمة سرّ المعموديّة، وأهميته للمسيحيّين. يدعونا هذا العيد، إلى مراجعة أنفسنا ومسلكنا، بخصوص أمرين: الأوّل هو المحافظة على نِعَم المعموديّة، وتنميتها فينا، لئلا نخسرها. إنّه مناسبة للعودة إلى معنى المعموديّة، وشحذ الهمّة، لحفظها فينا، وعيشها بملئها. أمّا الثاني، فهو تقويم ممارستنا لإتمام سرّ المعموديّة. وأوّل هذا التقويم الكفّ عن اختيار العرّاب أو العرّابة، بسبب صلة القرابة، أو الصداقة، أو الرغبة في “تبييض الوجه”. يجب أن نختار الشخص التقي المؤمن، الذي سيأخذ مسؤوليّته هذه على محمل الجد، ويكون أباً روحيّاً (أو أمّاً روحيّة) حقّاً. تقويم إتمام السرّ، يعني إخراجه من الفولكلور السائد في طريقة تعاطينا معه، واعتباره عملاً في غاية الجديّة والأهميّة. فنتهيء له بالصلاة والصوم، ونتمّمه بروح التقوى والتخشّع، ولا نعتبره مناسبة اجتماعيّة، ولا نؤخره لأسباب اجتماعيّة أو شخصيّة. إنّه حدث ولا أهمّ، يأخذ فيه ابننا أو ابنتنا أهمّ ما يمكن للإنسان الحصول عليه، ألا وهو نعمة أن يلبس المسيح ويصير ابناً أو ابنة لله. تبقى قضية مباركة بيوتنا وتكريسها لله، بعد قداس العيد. إنّها تقليد شريف أصيل عند المسيحيّين. فالماء المقدّس سبيلٌ لاستجلاب البركة الإلهيّة للبيت، ولا يجب أن نخسرها. يتعرّض هذا التقليد الأصيل، اليوم، لعوائق كثيرة، خاصّة في المدن، بسبب توسّعها، وظروف المعيشة فيها، وعمل الزوجين. ممّا يحتّم على المؤمنين والكهنة معاً، السعي الجدّي لإيجاد الطريقة الفضلى، التي تؤمّن تحقيقه. كأن يبادر المؤمنون إلى الاتصال بالكاهن، من أجل تحديد الوقت المناسب لكليهما، لإتمام تبريك البيت، وأن يحثّ الكاهن المؤمنين، على إتمام هذا الأمر، بملاحقتهم والتواصل الدؤوب معهم. لا نجعلنّ هذه الأعياد تمرّ دون الاستفادة منها روحيّاً. إنّها لأجلنا وُضعت. المطران سابا (إسبر) |
||||
09 - 01 - 2017, 04:59 PM | رقم المشاركة : ( 15718 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
إيماننا الحي - إعادة فحص، المعنى الأول،مشكلة الإنسان وضعف الإيمان الجزء الثامن
إيماننا الحي - إعادة فحص مفهوم الإيمان الصحيح وكيف نعيشه المعنى الأول للإيمان في الكتاب المقدس + الثقة - בָטָח - Πιστεύω +
تابع 2 – الثقة والإيمان بالله: [bâṭach – בּטַח]
+ والآن علينا أن نعود (للبدء) ونفحص – جدياً – ما هي مشكلة الإنسان في سقوطه وضعف إيمانه، وذلك لكي نعرف كيف ينبغي أن نؤمن ونثق في الله متكلين عليه بكل قلبنا ولا نتكل على أعمالنا حسب حكمتنا وتدبيرنا الخاص، لأن الإنسان بحسب طبعه العتيق وخداع العدو وإغراءات العالم ومشاغل الحياة الكثيرة وضغوطها، ينسى كثيراً معاملات الله وتتزعزع ثقته فيه، فيبدأ – أمام مشاكل الطبيعة ومواجهة المعوقات وما يحدث في العالم من شرور قاسية – يدخل في حالة من التمرد والشكوى المُرة فاقداً إيمانه بالتمام، وهذا ما أظهره سفر يهوديت في الإصحاح الثامن وهو إلى الآن يُعتبر ميزان القلوب من جهة الإيمان والبقاء في حالة الأمانة التامة إلى الموت: + والآن يا أخوتي بما إنكم أنتم شيوخ في شعب الله وبكم نفوسهم منوطة، فانهضوا قلوبهم بكلامكم حتى يذكروا أن آباءنا إنما ورد عليهم البلاء ليمتحنوا هل يعبدون إلههم بالحق. فينبغي لهم أن يذكروا كيف امتحن أبونا إبراهيم وبعد أن جُرب بشدائد كثيرة صار خليلاً لله. وهكذا اسحق وهكذا يعقوب وهكذا موسى وجميع الذين رضيَّ الله منهم جازوا في شدائد كثيرة وبقوا على أمانتهم. فأما الذين لم يقبلوا البلايا بخشية الرب (التقوى) بل أبدوا جزعهم وعاد تذمرهم على الرب. فاستأصلهم المستأصل وهلكوا بالحيات. وأما نحن الآن فلا نجزع لما نقاسيه. بل لنحسب إن هذه العقوبات هي دون (ليست بسبب) خطايانا ونعتقد أن ضربات الرب التي نؤدب بها كالعبيد إنما هي للإصلاح لا للإهلاك. (يهوديت 8: 21 – 27) + أيها الأحباء لا تستغربوا البلوى المحرقة التي بينكم حادثة لأجل امتحانكم (امتحان الإيمان) كأنه أصابكم أمرٌ غريب. (1بطرس 4: 12)عموماً، الله قد أعطى الإنسان حق إخضاع المخلوقات منذ الخلق: وباركهم الله وقال لهم أثمروا وأكثروا واملئوا الأرض وأخضعوها وتسلطوا على سمك البحر وعلى طيور السماء وعلى كل حيوان يدب على الأرض (تكوين 1: 28)، إلا أن الرجل والمرأة اللذين آثرا الثقة بمخلوق دون الخالق، يتعلمان بالخبرة المُرَّة أنهما بذلك يضعان الثقة في الكذب: + فقالت الحية للمرأة لن تموتا، بل الله عالم أنه يوم تأكلان منه تنفتح أعينكما وتكونان كالله عارفين الخير والشر، فرأت المرأة أن الشجرة جيدة للأكل وأنها بهجة للعيون وأن الشجرة شهية للنظر فأخذت من ثمرها وأكلت وأعطت رجلها أيضاً معها فأكل. (تكوين 3: 4 – 6)وهاهما يذوقان ثمار ثقتهما الباطلة، فكانت النتيجة المحتومة من هذا الفعل المُشين هو أنهما يخافان من الله، ويستحي كل منهما من الآخر. وصارت خصومة المرأة وخصومة الأرض محفوفتين بالآلام والأوجاع والتعب والمشقة في عدم راحة. وأخيراً فإنه لا بد لهما من أن يمرا باختبار الموت: + فانفتحت أعينهما وعلما أنهما عُريانان فخطا أوراق تين وصنعا لأنفسهم مآزر.. فقال (آدم لله) سمعت صوتك في الجنة فخشيت יָרֵא (yaw-ray') لأني عُريان فاختبأت... وقال للمرأة (كإعلان نتيجة أو ثمرة عملهما) تكثيراً أُكثر أتعاب حبلك بالوجع تلدين أولاداً وإلى رجلك يكون اشتياقك وهوَّ يسود عليكِ، وقال لآدم لأنك سمعت لقول امرأتك وأكلت من الشجرة التي أوصيتك قائلاً لا تأكل منها ملعونة الأرض بسببك، بالتعب تأكل منها كل أيام حياتك، وشوكاً وحسكً تنبُت لك، وتأكل عُشب الحقل، بعرق وجهك تأكل خُبزاً حتى تعود إلى الأرض التي أُخذت منها، لأنك تُراب وإلى التراب تعود. (تكوين 3: 7و10و16 – 19)ونجد في هذا الحدث أن هُناك فعلين متلازمين في منتهى الخطورة هما: فخشيت / واختبأت والسبب اللي قاله آدم بانكسار وتأسف (لأني عُريان)، والنتيجة (عدم الراحة ومن ثمَّ الموت) وكلمة خشيت affright تحمل معنى الرعب والخوف الشديد المصحوب بالفزع الذي يؤدي طبيعياً للاختباء لأنه مبني على ارتكاب عمل رهيب وخطير أدى لهذه النتيجة الحتمية، فحينما يخاف الإنسان ويرتعب ويفزع فأنه يحاول أن يختبئ، ولا عجب لأنه مكتوب: فانه ان اخطأنا باختيارنا بعدما أخذنا معرفة الحق لا تبقى بعد ذبيحة عن الخطايا. بل قبول دينونة مخيف وغيرة نار عتيدة أن تأكل المضادين؛ مخيف (مرعب) هو الوقوع في يدي الله الحي. (عبرانيين 10: 26، 27، 31)والخوف المفزع (خوف الدينونة) عموماً – الذي يتولد في النفس – يُعبر دائماً عن كسر علاقة المحبة التي من طبيعتها تطرح خوف الدينونة المُرعبة إلى خارج: لا خوف φόβος في المحبة، بل المحبة الكاملة تطرح الخوف إلى خارج، لأن الخوف له عذاب وأما من خاف فلم يتكمل في المحبة (1يوحنا 4: 18)، ومن ثمَّ تهتز الثقة عند الإنسان في خالقه ويبدأ يخفت إيمانه مثل الزهرة حينما تذبل ثم تجف وتسقط في النهاية وتتبعثر مع ذرات التراب، فمن الطبيعي جداً يختبئ آدم بعدما دخل في هذه الحالة المتعبة والمُرّة جداً للنفس، بل وهذه هي خبرة البشرية في جميع الأجيال – وعلى الأخص في جيلنا هذا – والتي هي الأساس في عدم الراحة وكل تعب ومشقة، لأن حينما يسمع الإنسان الصوت الإلهي وفي قلبه ميل آخر فأنه يحاول أن يهرب من أمامه بأي طريقة، لكنه بالطبع لن يجد ملجأ يختبئ فيه من وجه الرب الإله: + أَيْنَ أَذْهَبُ مِنْ رُوحِكَ وَمِنْ وَجْهِكَ أَيْنَ أَهْرُبُ אֶבְרָֽח׃؟ (أو ومن وجهك أين: أفر – أهرب – أتجنب – أغادر – run away)، إِنْ صَعِدْتُ إِلَى السَّمَاوَاتِ فَأَنْتَ هُنَاكَ، وَإِنْ فَرَشْتُ فِي الْهَاوِيَةِ فَهَا أَنْتَ. إِنْ أَخَذْتُ جَنَاحَيِ الصُّبْحِ وَسَكَنْتُ فِي أَقَاصِي الْبَحْرِ فَهُنَاكَ أَيْضاً تَهْدِينِي يَدُكَ وَتُمْسِكُنِي يَمِينُكَ. فَقُلْتُ: إِنَّمَا الظُّلْمَةُ تَغْشَانِي. فَاللَّيْلُ يُضِيءُ حَوْلِي! الظُّلْمَةُ أَيْضاً لاَ تُظْلِمُ لَدَيْكَ وَاللَّيْلُ مِثْلَ النَّهَارِ يُضِيءُ. كَالظُّلْمَةِ هَكَذَا النُّورُ. لأَنَّكَ أَنْتَ اقْتَنَيْتَ كُلْيَتَيَّ. نَسَجْتَنِي فِي بَطْنِ أُمِّي. (مزمور 139: 7 – 13) |
||||
09 - 01 - 2017, 05:10 PM | رقم المشاركة : ( 15719 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القديس البار استفانوس المعترف المدعو دونالي (القرن10م) 17 كانون الأول شرقي (30 كانون الأول غربي) حاكم جزيرة أسبانية. ترك مكانته وعائلته والتمس حياة الكمال الإنجيلي أي الرهبنة. وصل إلى رومية. اقتبل الإسكيم الصغير من البابا أغابيتوس. ألبيريك الطاغية اضطهده, رحل إلى القسطنطينية ثم إلى أورشليم. اتخذ هناك الإسكيم الكبير باسم استفانوس. تعرض لسخرية المسلمين. فرّ إلى مصر. ألقي في السجن. عانى الكثير. أنكر المسيح تحت الضغط لكنه ارتد إليه للحال وجاهر به. عذبوه فلم يذعن. مرض مرضاً شديداً بسبب التعذيب. قضى معترفاً بعدما عرفه السيد بيوم رقاده علامة لقبول توبته ورضى ربه عنه. |
||||
09 - 01 - 2017, 05:12 PM | رقم المشاركة : ( 15720 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القديسون الشهداء آريس وبروبس وإيليا (+308م) 19 كانون الأول شرقي (1 كانون الثاني غربي) مسيحيون من مصر أرسلوا إلى كيليكيا لزيارة شهدائها وخدمتهم. قبض عليهم حراس أبواب مدينة قيصرية في فلسطين. شوهت عيونهم وأرجلهم. أوقفوا أمام فرميليانوس الحاكم في عسقلان فاعترفوا بالمسيح بالفم الملآن. سُجنوا وعانوا المزيد من التعذيب. حُكم عليهم بالموت. آريس مات حرقاً وبروبس وإيليا بحد السيف. |
||||