![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 157051 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() فإِذا زُرِعَت، اِرتَفَعَت وصارَت أَكبَرَ البُقولِ كُلِّها، وأَرسَلَت أَغْصانًا كَبيرة، حتَّى إِنَّ طُيورَ السَّماءِ تَستَطيعُ أَن تُعَشِّشَ في ظِلِّها تشير عبارة "إِذا زُرِعَت، اِرتَفَعَت " إلى اندفاع لا يُمكن مقاومته، ويعشيه كل واحد من دون أن يكون سيدَ الأمر، بل مشاهدًا فقط، وهذا هو حال الملكوت أيضًا. أمَّا عبارة "صارَت أَكبَرَ البُقولِ كُلِّها" فتشير إلى التَّباين بين صِغر الحَبَّة، وهي مدفونة في الأرض، وكِبر النَّبات في نهاية نموّه، وذلك للدلالة على قوَّة ملكوت الله الذي تعمل قدرته في الخِفاء من خلال أعمال يسوع وتعليمه. ومن هذا المنطلق، نستطيع أن نفهم عمليَّة النُّمو الرُّوحي من خلال مقارنته بنمو حَبَّة الخَرْذل البطيء، ولكن أكيد أن المفاجأة في المَثَل ليست في النِّهايَّة بل في البداية: لا يقول المَثَل كيف تصير البداية الصَّغيرة ملكوتًا، ولا يقول إلامَ يُشبه ملكوت، ولا يقول متى يأتي الملكوت. بل المَثَل يدعو إلى ضرورة حتميَّة ووعد أكيد يقودان البداية الصَّغيرة إلى عظمة الاكتمال، وهكذا المَثَل يخفي بقدر ما يكشف. ويعلق القدّيس بطرس خريزولوغُس: " الرَّبّ يسوع قد زرع حَبَّة الخَرْدَل في حديقته. أخذت جذورها عندما وعد الآباء بالملكوت، لقد أفرخت مع الأنبياء، وكبرت مع الرُّسل، وأصبحت الشّجرة الكبيرة الّتي امتدت أغصانها الّتي لا عدّ لها في الكنيسة، وأغدقت عليها هباتها" (العظة 98). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 157052 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() القدّيس بطرس خريزولوغُس: " الرَّبّ يسوع قد زرع حَبَّة الخَرْدَل في حديقته. أخذت جذورها عندما وعد الآباء بالملكوت، لقد أفرخت مع الأنبياء، وكبرت مع الرُّسل، وأصبحت الشّجرة الكبيرة الّتي امتدت أغصانها الّتي لا عدّ لها في الكنيسة، وأغدقت عليها هباتها" |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 157053 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() فإِذا زُرِعَت، اِرتَفَعَت وصارَت أَكبَرَ البُقولِ كُلِّها، وأَرسَلَت أَغْصانًا كَبيرة، حتَّى إِنَّ طُيورَ السَّماءِ تَستَطيعُ أَن تُعَشِّشَ في ظِلِّها " طُيورَ السَّماءِ" فتشير إلى الحيوانات الطائرة التي بلغ عددها نحو 348 نوعًا في فلسطين، وهي ترمز للأمم الذين آمنوا ودخلوا تحت ظلال الكنيسة. ويستوحي المَثَل هنا من سفر دانيال "إلى أَغْصانِها تَأوي طُيورُ السَّماء " (دانيال 4: 9). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 157054 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() فإِذا زُرِعَت، اِرتَفَعَت وصارَت أَكبَرَ البُقولِ كُلِّها، وأَرسَلَت أَغْصانًا كَبيرة، حتَّى إِنَّ طُيورَ السَّماءِ تَستَطيعُ أَن تُعَشِّشَ في ظِلِّها "إنَّ طُيورَ السَّماءِ تَستَطيعُ أَن تُعَشِّشَ في ظِلِّها" فتشير إلى الأمم الذين سيأويهم الملكوت في نهاية الأزمنة، كما ورد في سفر حزقيال "في أَغْصانِها عَشَّشَت، جَميعُ طُيورِ السَّماء. وفي ظِلِّها سَكَنَت جَميعُ الأُمَمَ الكَثيرة" (حزقيال 31: 6). والواقع، تُستخدم حبوب الخَرْدَل كغذاء للحَمام في فلسطين، فالطيور تأتى إليها وتأوي فيها وتشبع من حُبوبها، ففيها غذاءٌ لها. وفي رؤية متى الإنجيلي يدعو هذا المَثَل الإنسان إلى أن يرى، من خلال حياة يسوع الوضيعة، مجده بعد القيامة (متى 13: 31-32). أمَّا في رؤية إنجيل لوقا فيعبّر المَثَل عن انتشار الملكوت الذي لا يعرف حدًا (لوقا 13: 18-19). ويعلق العلامة أوريجانوس: " ملكوت الله الحاضر فينا، بينما نستمرّ في التَّقدّم، سيبلغُ كمالَه حين يتحقّق كلام الرَّسول بولس: "بعد أن أخضعَ المسيحُ كلَّ شيءٍ تحتَ قَدَمَيه"، "سيَخضَعُ الابنُ نفسُه لذاكَ الذي أخضَعَ له كلَّ شيء، ليكونَ اللهُ كلَّ شيء في كلِّ شيء" (1قورنتس 15: 28)" (مقالة عن الصَّلاة). ليتنا نزرع في قلوبنا حَبَّة الخَرْدَل هذه لكي تُصبح شجرة معرفة الخير والشّرّ (التَّكوين 2: 9)، فتنمو إلى العُلى، رافعةً معها أفكارنا نحو السَّماء. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 157055 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() العلامة أوريجانوس: " ملكوت الله الحاضر فينا، بينما نستمرّ في التَّقدّم، سيبلغُ كمالَه حين يتحقّق كلام الرَّسول بولس: "بعد أن أخضعَ المسيحُ كلَّ شيءٍ تحتَ قَدَمَيه"، "سيَخضَعُ الابنُ نفسُه لذاكَ الذي أخضَعَ له كلَّ شيء، ليكونَ اللهُ كلَّ شيء في كلِّ شيء" (1قورنتس 15: 28)" |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 157056 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() وكانَ يُكَلِّمُهُم بِأَمْثالٍ كَثيرةٍ كهذِه، لِيُلْقِيَ إِلَيهم كلِمةَ الله، على قَدرِ ما كانوا يَستَطيعونَ أَن يَسمَعوها. تشير عبارة "يُكَلِّمُهُم بِأَمْثالٍ كَثيرةٍ" إلى أمثال كثيرة لم يذكر مرقس سوى ثلاثة منها: مَثَل الزَّارع (4: 1-20) ومَثَل السِّراج (4: 21-23) ومَثَل حَبَّة الخرذل (4: 32). أمَّا متى فذكر سبعة منها في الفصل الثَّالث عشر: مَثَل الزَّارع (13: 3-23) ومَثَل الزؤان (13: 24-30)، ومَثَل حَبَّة الخرذل (13: 31-32) ومَثَل الخَميرة (13: 33-35) ومَثَل الكنْز واللؤلؤة (13: 44-46) ومَثَل الشّبكة (13: 50) مَثَل الجديدة القديم (13: 51-52). تهدف هذه الأمثال ليس للإيضاح فحسب، إنما أيضًا لإيقاظ الضَّمير وتحريكه وللتفكير الجدّي. ومن هنا يُمكن أن نستنتج أنَّ يسوع يُكلم الجموع بالأمثال لسببين: السَّبب الأول من أجل أن يعرف التَّلاميذ أسرار الملكوت، كما صرّح لتلاميذه " لأَنَّكم أُعطيتُم أَنتُم أَن تعرِفوا أَسرارَ مَلكوتِ السَّمَوات (متى 13: 10-15). أمَّا السَّبب الثَّاني فهو لإيصال وحي أسرار الله إلى السَّامعين، كما ما ورد في تعليم متى الإنجيلي " أَتَكَلَّمُ بِالأَمثال وأُعلِنُ ما كانَ خَفِيًّا مُنذُ إِنشاءِ العَالَم" (متى 13: 34). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 157057 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() وكانَ يُكَلِّمُهُم بِأَمْثالٍ كَثيرةٍ كهذِه، لِيُلْقِيَ إِلَيهم كلِمةَ الله، على قَدرِ ما كانوا يَستَطيعونَ أَن يَسمَعوها. " لِيُلْقِيَ إِلَيهم كلِمةَ الله "فتشير إلى غرض التَّعليم بالأمثال ومبدأه، حيث أعلنت طبيعة الملكوت للنَّاس عن طريقة المُقارنة لا عن طريق التَّعريف. أمَّا عبارة "على قَدرِ ما كانوا يَستَطيعونَ أَن يَسمَعوها" فتشير إلى أساليب اختار يسوع ما يناسب قدرة سامعيه واستعدادهم للفهم لاكتشاف المعنى الحقيقي لأقواله وتعاليمه. فالمسيح بلَّغ سامعيه صفات ملكوته وتأثيرها في قلوبهم تدريجيًا بتشابيه بسيطة، وهذا ما كان يفعله بولس الرَّسول مع مسيحي قورنتس "إِنِّي، أَيُّها الإِخوَة، لم أَستَطِعْ أَن أُكَلِّمَكُم كَلامي لأُناسٍ روحِيِّين، بل لأَناسٍ بَشَرِيِّين، لأَطفالٍ في المسيح. قد غَذَوتُكُم بِاللَّبَنِ الحَليبِ لا بِالطَّعام، لأَنَّكُم ما كُنتُم تُطيقوَنه ولا أَنتُم تُطيقونَه الآن" (1 قورنتس 3: 1-2). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 157058 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() ولَم يُكَلِّمْهُم مِن دُونِ مَثَل، فَإِذا انفَرَدَ بِتَلاميذِه فَسَّرَ لَهم كُلَّ شَيء. تشير عبارة "يُكَلِّمْهُم" إلى يسوع الذي يُكلّم الجمع، ولكنَّهم لم يكونوا مستعدِّين لتقبُّل حقيقة الإنجيل. أمَّا التَّلاميذ فاستطاعوا أن يذهبوا إلى ابعد من ذلك أمَّا عبارة "فَسَّرَ لَهم كُلَّ شَيء" فتشير الأمثال في إنجيل مرقس إلى اللغز، فان سرّها لا يُكشف لجميع السَّامعين بل إلى التَّلاميذ فقط على انفراد، لأنَّهم تعلّقوا بيسوع وأرادوا أن يفهوا تعاليمه مستفسرين عنها " فَسِّرْ لَنا مَثَل زُؤانِ الحَقْل" (متى 13: 36). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 157059 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() نمو كلمة الله من أجل إتمام خطة الخلاص أرسل الله إلى العَالَم ابنه يسوع مملوءً نعمة وحقًا، وخاضعًا لسُنن الوضع البشري. يبدأ "كطفل بنمو في القوة والحكمة" (لوقا 2: 40). وأعلن تدريجيًا للبشر، بكلمته، سرَّ رسالته، وسرَّ شخصه، واصطدم بمقاومة متصاعدة حتى تبدو ساعة انتصار الظلمة، كما صرّح يسوع بذلك إلى عُظَماءِ الكَهَنَة وقادَةِ حَرَسِ الهَيكَلِ والشّيوخ يقوله: "كُنتُ كُلَّ يَومٍ مَعَكم في الهَيكَل، فلَم تَبسُطوا أَيدِيَكُم إِليَّ، ولكِن هذه ساعتُكم! وهذا سُلطانُ الظَّلام!" (لوقا 22: 53) إلا أنَّه في تلك السَّاعة بالذَات أكمل يسوع عمله، بالغًا بمحبته إلى اقصى الحدود، وأعلن للبشر عن مدى مَحَبَّة الآب لهم "إِنَّ اللهَ أَحبَّ العَالَم حتَّى إِنَّه جادَ بِابنِه الوَحيد لِكَي لا يَهلِكَ كُلُّ مَن يُؤمِنُ بِه بل تكونَ له الحياةُ الأَبدِيَّة" (يوحنا 3: 16). وكما أن حَبَّة الحنطة التي تقع في الأرض تموت لتأتي بثمار كثيرة" (يوحنا 12: 24)، هكذا يبذل الرَّاعي الصَّالح نفسه لكي يهب خرافه فيض الحياة (يوحنا 10: 11). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 157060 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() وُلد الملكوت من يسوع المسيح الذي زرع كلمة الله في قلب كلّ إنسان. إنَّ كلمة الله تعمل عملها في قلوب البشر إذا ما أتيحت لها الفرصة في ظروف مؤاتيه، وذلك بالطريقة عينها التي بها "الأَرضُ مِن نَفسِها تُخرِجُ الثَّمر (مرقس 4: 28). فان النُّمو الرُّوحي هو عمل الله الخاص ، ولا يتوقف على تعب الإنسان وجهده، كما جاء في سفر المزامير "إنْ لم يَبنِ الرَّبّ البيتَ فباطلًا يتعبُ البنَّاؤون" (مزمور127: 1)، ويوضّح ذلك أشعيا النَّبي بقوله: "كما يَنزِلُ المَطَرُ والثَّلجُ مِنَ السَّماء ولا يَرجِعُ إلى هُناك دونَ أَن يُروِيَ الأَرض ويَجعَلَها تُنتِجُ وتُنبِت لِتُؤتِيَ الزَّارعَ زَرعًا والآكِلَ طَعامَّا فكذلك تَكونُ كَلِمَتي الَّتي تَخرُجُ مِن فمي: لا تَرجِعُ إِلَيَّ فارِغة بل تُتِمُّ ما شِئتُ وتَنجَحُ فيما أَرسَلْتُها لَه" (أشعيا 55: 10 -12). وهذا العمل هو من وظيفة الرُّوح القُدُس. وهو ناجمٌ عن قدرته الإلهيَّة الخِفْيَّة. |
||||