07 - 04 - 2024, 02:54 PM | رقم المشاركة : ( 156821 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
كل المَرْضَى الذين يولُّون يسوع ثِقتهم (مَرقُس 1: 40)، لا يطلب منهم إلاَّ شرطًا واحدًا، وهو أن يؤمنوا، لأنَّ كل شيء ممكن بالإيمان، كما قالَ يسوع لِرئيسِ المَجْمَع يائِيرس لما طلب منه شفاء ابنته" لا تَخَفْ، آمِنْ فقط" (مَرقُس 5: 36)، ولأنَّ إيمانهم يقتضي الإيمان بمَلَكُوت الله. وهذا هو الإيمان الذي يُخلصهم، كما صرّح يسوع لأعمى أريحا "اِذهَبْ! إِيمانُكَ خلَّصَكَ" (مَرقُس 52:10). |
||||
07 - 04 - 2024, 03:44 PM | رقم المشاركة : ( 156822 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
موقف يسوع تجاه الشِّفاء وصف أنبياء العهد القديم عن احدى صفات المسيح المُنتظر أنَّه صانع العجائب وشافي المَرْضَى، كما جاء في نبوءة أشعيا " قولوا لِفَزِعي القُلوب: ((تَقَوَّوا ولا تَخافوا هُوَذا إلهُكم ...يَأتي فيُخَلِّصُكم)). حينَئِذ تتَفتَحُ عُيوِنُ العُمْيان وآذانُ الصُمِ تَتَفَتَّح وحينَئذٍ يَقفِزُ الأَعرَجُ كالأَيِّل ويَهتِفُ لِسانُ الأَبكَم " (أشعيا 35: 4-6). وقد أكَّد ذلك يسوع بقوله إلى تلميذي يوحَنَّا المعمدان " اِذهَبا فأَخبِرا يوحَنَّا بِما سَمِعتُما ورَأَيتُما: العُمْيانُ يُبصِرونَ، العُرْجُ يَمشُونَ مَشيْاً سَوِيًّا، البُرصُ يَبَرأُونَ والصُّمُّ يَسمَعون، المَوتى يَقومونَ، الفُقَراءُ يُبَشَّرون. طوبى لِمنَ لا أَكونُ لَه حَجَرَ عَثرَة " (لوقا 7: 22-23). وكرّس يسوع الكثير من وقته وعجائبه لشِفاء المَرْضَى. ويذكر إنجيل اليوم كيف انتشر صيت يسوع من بعد ما ذاع خبر شفاء حَماة بُطْرُس (مَرقُس 1: 31) وشَفاء كثير مِنَ المَرْضى المُصَابينَ بِمُخَتَلِفِ العِلَل في كَفَرْناحوم (مَرقُس 1: 34)، فراح " جَميعُ النَّاسِ يَطلُبونَه" (مَرقُس 1: 37). فالشِّفاء عند يسوع له رمز التَّحرير الرُّوحي ويوحي صفة من صفاته المسيحانيَّة. |
||||
07 - 04 - 2024, 03:45 PM | رقم المشاركة : ( 156823 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الشِّفاء الذي يُجريه يسوع هو شفاء حقيقي يُعيد الإنسان إلى عالم الصِّحَّة الذي نصبو إيه كلّنا. ولكن له بُعدٌ رمزي روحي أيضًا، وهو التَّحرير الرُّوحي وإعادة كرامة الإنسان الذي كان نجسًا ومُبْعدًا عن الجماعة. ومن هنا يسير الأمران -شفاء المَرْضَى وطرد الشَّياطين -جنبًا إلى جنب، كما نجده في إنجيل مَرقُس " أَخَذَ النَّاسُ يَحمِلونَ إِلَيه جَميعَ المَرْضَى والمَمَسوسين" (مَرقُس 1: 32)، وفي النِّهاية يبقى لهما المعنى نفسه: إنهما يشيران إلى انتصار يسوع على الشَّيطان وإقامة مَلَكُوت الله في الحياة الدُّنيا، تتميمًا لِمَا ورد في الكتب المقدسة "العُميانُ يُبصِرون والعُرْجُ يَمشونَ مَشْيًا سَوِيًّا، البُرصُ يَبرَأُون والصُّمُّ يَسمَعون، المَوتى يَقومون والفُقراءُ يُبَشَّرون" (متى 11: 5). وتعبِّر معجزات الشِّفاء الذي قام بها يسوع مسبقًا عن حالة الكمال التي ستعود إليها الإنسانيَّة في مَلَكُوت الله وِفقَا للنبوءات. |
||||
07 - 04 - 2024, 03:46 PM | رقم المشاركة : ( 156824 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
تحمل معجزات الشِّفاء معنى رمزيًا خاصًا بالزمن الحاضر. فالمَرَض هو رمز للحالة التي يوجد فيها الإنسان الخاطئ: فهو روحيًا أعمى وأصمّ ومشلول ومُقعد... وشفاء المريض هو رمز أيضًا للشِّفاء الرُّوحي الذي جاء يسوع ليتمِّمه في البشر، فيغفر خطايا مقعد كَفَرْناحوم، ولكي يظهر أنه يملك سلطان مغفرته بشفاء جسده، كما جاء في الإنجيل "فلَمَّا رأَى يسوعُ إِيمانَهم، قالَ لِلمُقعَد: يا بُنَيَّ، غُفِرَت لكَ خَطاياك " (مَرقُس 2: 1-11). |
||||
07 - 04 - 2024, 03:47 PM | رقم المشاركة : ( 156825 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الشِّفاء رمز إلى جوانب معينة في حياة يسوع أوحى الرُّوح القدس في موضوع معجزات الشِّفاء لكل من البشيرين الأربعة بكتابة الإنجيل في إلقاء كل منهم ضوءً على جانب مختلف من حياة المسيح، ففي شفاء حَماة بُطْرُس في إنجيل مَرقُس عاون يسوع هذه المرأة على النُّهوض، "فدنا مِنها فأَخَذَ بِيَدِها وأَنَهَضَها، ففارَقَتْها الحُمَّى" (متى 1: 31) واستعمل مفردات كانت توحي إلى المسيحيين الأوَّلين الإيمان بالقيامة: إنَّ يسوع، بإنهاضه حَماة بُطْرُس المريضة، أقامها من الموت (متى 9: 25) وأمَّا في إنجيل متى " فَلَمَسَ يَدَها فَفارَقَتْها الحُمَّى، فنَهضَت وأَخذَت تَخدُمُه " ( متى 8: 15) فبلمسة واحدة يشفي يسوع ( متى 8: 3)؛ وكان رد فعل حَماة بُطْرُس للمسة يسوع، هو أن تنهض لوحدها وتخدمه حالا. أمَّا في إنجيل لوقا فيخاطب يسوع "الحُمَّى" مخاطبة لقدرة شيطانيَّة حيث " زَجَرَ الـحُمَّى ففارَقَتْها" (لوقا 4: 39)، فبدت الحُمّى كشخص حي وقوة شيطانيَّة فأطاعته (لوقا 4: 35). وليس في هذه التَّفاصيل أي تعارض، بل كل كاتب أنجيل أراد أن يؤكد تفاصيل مختلفة في المعجزة الشِّفاء لإلقاء الضُّوء على خصائص معينة في حياة يسوع المسيح. |
||||
07 - 04 - 2024, 03:48 PM | رقم المشاركة : ( 156826 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
تُمهِّد معجزات شِّفاء المَرْضَى إلى الأسرار المسيحيَّة، وذلك لانَّ يسوع جاء إلى العَالَم طبيب للخطأة، كما جاء في قول يسوع للكَتَبَةُ مِنَ الفِرِّيسِيِّينَ: "ليسَ الأَصِحَّاءُ بِمُحْتاجينَ إلى طَبيب، بلِ المَرْضَى. ما جِئتُ لأَدعُوَ الأَبرار، بلِ الخاطِئين" (مَرقُس 2: 17)، فهو الطبيب الذي " أَخذَ أَسقامَنا وحَمَلَ أَمراضَنا " (متى 8: 17). وهذا هو بالفعل معنى آلامه: يتضامن يسوع مع البشريَّة المتألمة، لكي يتمكن في النِّهاية من الانتصار على جميع آلامها. |
||||
07 - 04 - 2024, 03:49 PM | رقم المشاركة : ( 156827 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أعطى يسوع تلاميذه السُّلطة لصنع العجائب وشفاء المَرْضَى ليكمِّلوا عَمَلَه، كما جاء في الإنجيل "دَعا تَلاميذَه الاثَني عَشَر، فأَولاهُم سُلطانًا يَطرُدُونَ بِه الأَرواحَ النَّجِسَة ويَشْفونَ النَّاسَ مِن كُلِّ مَرَضٍ وعِلَّة" (متى 10: 1)، وذلك لتأييد بشارتهم بالإنجيل "والَّذينَ يُؤمِنونَ تَصحَبُهم هذهِ الآيات: فبِاسْمي يَطرُدونَ الشَّياطين، ويَتَكَلَّمون بِلُغاتٍ لا يَعرِفونَها، ويُمسِكونَ الحَيَّاتِ بِأَيديهِم، وإِن شَرِبوا شَرابًا قاتِلًا لا يُؤذيهِم، ويضَعونَ أَيديَهُم على المَرْضَى فَيَتَعافَون"(مَرقُس 16: 17-18). ولذا يذكر سفر أعمال الرُّسل معجزات الشِّفاء خاصة شفاء بُطْرُس للمقعد (أعمال 3: 1-3) وشفاء فيلبس الشَّماس " كَثيرٌ مِنَ المُقعَدينَ والكُسْحان" في السَّامرة (أعمال الرُّسل 8: 7) التي تظهر قوَّة اسم يسوع وحقيقة قيامته. وإن الشِّفاء علامة دائمة تستمر في مساندة كنيسة يسوع المسيح، وتُظهر عمل الرُّوح القدس فيها من خلال الأسرار المقدسة. |
||||
07 - 04 - 2024, 03:50 PM | رقم المشاركة : ( 156828 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
يمسح كهنة الكنيسة المَرْضَى بالزيت باسم الرَّب، بينما هم يصلون بإيمان ويعترفون بخطاياهم، وهذه الصَّلاة تُخلِّصهم، لأنَّ خطاياهم تغفر لهم وتمكِّنهم أن يأملوا الشِّفاء بإذن الله، كما جاء في تعليم يَعقوب الرَّسول "هل فيكُم مَريض؟ فلْيَدْعُ شُيوخَ الكَنيسة، ولِيُصَلُّوا عليه بَعدَ أَن يَمسَحوه بِالزَّيتِ بِاسمِ الرَّبّ. إِنَّ صَلاةَ الإِيمانِ تُخلِّصُ المَريض، والرَّبَّ يُعافيه" (يَعقوب 5: 14-15). فنحن الذين بعد الرُّسل نلنا الكثير لا نستطيع إلاّ أن نعطي. ونحن الذين سمعنا لا نستطيع إلاَّ أنَّ نتكلم، ونحن الذين غمرنا الله بنعمه لا نستطيع إلاَّ أن نخدم في كنيسة الله وحقله في العَالَم. إن حياتنا هي هديَّة من الله، من بدايتها وإلى نهايتها، لذا يجب حمايتها من بدايتها وإلى نهايتها. |
||||
07 - 04 - 2024, 03:51 PM | رقم المشاركة : ( 156829 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
بدأ يسوع خدمته العلنيَّة في نشر المَلَكُوت في كَفَرْناحوم، وذلك في الظُّروف الحياتيَّة العادية واللقاءات في البيت والمَجْمَع والعلاقات وفي الحياة العادية. ويصف مَرقُس الإنجيلي جزء مما يُسمى "يوم كَفَرْناحوم" كيوم نموذجي في حياة يسوع يَعرض ما يقوم به ي في يوم من أيام حياته العلنيَّة. وهو اليوم يترك المَجْمَع ويتوجَّه إلى بيت بُطْرُس. وفيه شفى حَماة بُطْرُس، وسرعان ما شفى مرضى كثيرين وطرد الشَّياطين، وهذه الأعمال هي علامة من علامات الخلاص والمَلَكُوت. ألم يقلْ يسوع " تَعالَوا إِليَّ جَميعًا أَيُّها المُرهَقونَ المُثقَلون، وأَنا أُريحُكم " (متى 11: 28). وفي موضعٍ آخر قال: ليسَ الأَصِحَّاءُ بِمُحْتاجينَ إلى طَبيب، بلِ المَرْضَى" (مَرقُس 2: 17). |
||||
07 - 04 - 2024, 03:52 PM | رقم المشاركة : ( 156830 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
إذا كان المسيح لايزال يطرد الأروح الشَّريرة ويشفي المَرْضَى، لكنَّه لم يُزلْ المَرَض، لذلك لا يزال المَرْضَى بيننا؛ ولم يلغِ وجود الأروح الشَّريرة، لذلك لم يختفِ المَمْسوسون بالأرواح النَّجسة في أيّامنا. إنّهم هنا، حاضرون حولنا ومُنتشرون في كلّ مكان. إنّهم في كلّ مَن يتحجّج بالله ليُبرّر العنف والقتل. إنّهم في كلّ مَن يستعمل كلام كتابه المقدّس ليُطلق العنان لنزواته المُنحرفة. إنّهم في كلّ مَن يؤمن بأنّ القتل مشيئة إلهيَّة، وتعذيب الآخرين طريقة لهدايتهم. فالشَّياطين تَجرّنا إلى طريق الكراهيَّة والنَّبذ والاحتقار، وتحثّنا على التَّعالي والكبرياء، وتُثيرنا للثأر والانتقام ونشر الأوبئة وقتل الآخرين. لكن عندما نستقبل يسوع في حياتنا وندعه يقودها فهو يحرِّرنا منها وخاصة من عملها فينا؛ وحده قادر أن يشفينا ويُحوِّل حياتنا إلى حياة حقيقيَّة مبنيَّة على صخرة الإيمان، فلنصلِّ بحرارةٍ ونقول "نجّنا يا ربّ من الشَّرّير". |
||||