30 - 03 - 2024, 09:17 AM | رقم المشاركة : ( 156011 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
فلَمَّا رأَى يسوعُ إِيمانَهم، قالَ لِلمُقعَد: يا بُنَيَّ، غُفِرَت لكَ خَطاياك: " يا بُنَيَّ" فتشير إلى الحَنان الذي يحمله يسوع إلى المُقْعَد كونه هو أيضًا ابن المواعيد المسيحانيّة التي تنبئ بأنّ "العُرْج يَمشون" (مخيا 7: 4). إنَّها أبوَّة الله للبشريَّة حيث يشتاق الله أن يردَّ كلَّ نفسٍ إليه. والمسيح حين يغفر الخطايا فهو يشفى النَّفس، ويُعيدها لحالة البُنوَّة لله. الله الّذي رفضناه وأغلقنا باب قلوبنا أمامه، هو نفسه يُنادينا "يا بنيّ"، فالله لا ينسى محبّته ولا يتراجع في خلاصه، بل ينتظرنا دومًا. |
||||
30 - 03 - 2024, 09:27 AM | رقم المشاركة : ( 156012 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
فلَمَّا رأَى يسوعُ إِيمانَهم، قالَ لِلمُقعَد: يا بُنَيَّ، غُفِرَت لكَ خَطاياك: " غُفِرَت " فتشير إلى المجهول أي غفرها الله، فيسوع يُعلن مغْفِرة الله حيث انه يستمدَّ سلطانه من الله، وبالتَّالي فإن كلمة يسوع تصدر عن الله نفسه. وفي هذا الصَّدد يقول القدّيس أوغسطينوس أن "فَم المسيح هو الإنجيل. إنه يَملِكُ في السَّماء، لكنّه لا يكفّ عن التَّكلّم على الأرض" أمَّا عبارة "غُفِرَت لكَ خَطاياك" فلا تشير إلى دعاء تقوي، ولا إلى تصريح بل إلى عمل من أعمال سُلطة يسوع، يسوع نفسه يغفر خطايا المُقعَد. ويُعلق القدّيس كيرِلُّس، بطريرك الإسكندريّة "عندما قال الرَّب يسوع: "غُفِرَت لكَ خَطاياك"، ترك المجال مفتوحًا أمام رَيبة الجُموع؛ فغفران الخطايا لا تراه أعيننا البشريَّة، لذا عندما قام المُقعّد ومشى، بيّن بوضوح أن الرَّب يسوع المسيح يمتلك قدرة الله" (شرح لإنجيل القدّيس لوقا، 5). وفي هذا الغفران أثبت يسوع مساواته مع آبيه السَّماوي، ويعلق القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم "أمام هذا الإيمان كلِّه، أظهرَ يسوع قدرتَه، وبسلطتِه الإلهيّة، غفرَ خطايا المريض، مُثبِتًا بذلك مساواته مع أبيه. وكانَ قد أظهرَ هذه المساواة في وقت سابق حينَ شفى الأبرص قائلاً: "قد شِئتُ فَابرَأ" (مرقس 1: 41). شفى يسوع نفس المُعقد قبل أن يشفي جسده. ويعلق البابا فرنسيس "نظر إلى المُقْعَد وقال له: "غُفِرَت لَكَ خَطاياك". الشِّفاء الجسدي هو عطيَّة والصٍّحة الجسديَّة هي عطيَّة أيْضًا وينبغي علينا أن نحافظ عليها، لكنّ الرَّبّ يعلّمنا أنّه علينا أن نحافظ أيْضًا على صحّة القلب والصِّحة الرُّوحيَّة. هكذا فعل مع مريم المجدليَّة عندما بكت وقال لها: "غُفِرَت لَكِ خَطاياكِ". لقد تشكَّك الآخرون؛ لأنَّ يسوع يذهب إلى الجوهري حيث هناك النَّبوَّءة والقوَّة" (عظة 19/2/2021). وبدأ يسوع العمل مع المُقعَد انطلاقًا من حاجته الرُّوحيَّة، وهي مغْفِرة الخطايا حيث انه نزع الشَّر من جذوره (التَّكوين 3). في التَّقليد اليهودي، غالبًا ما يكون الشِّفاء والمغْفِرة مترابطين. ويعلق القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم " لقد بدأ يسوع بمُعجزة غير مرئيّة؛ شفى أوّلًا روح هذا الرَّجُل من خلال مغْفِرة خطاياه" (عظات عن القدّيس متّى). ولم يقلْ المسيح أنَّ كل مرض هو نتيجة للخطيئة (يوحنا 9: 2، ولوقا 13: 1-5)، إنَّما حالة المُقعَد كان لها سببٌ روحيٌ أساسيٌ، فهناك خَللٌ في علاقته مع الله، ويريد يسوع أن يُصحّح هذه العلاقة. وبالتَّالي غفر خطيئة هذا الخاطئ المُقعَد، وأعلن سلطانه على مغفرة الخطايا أمام أعدائه. يسوع يغفر الخطايا على الأرض، لأنه جاء من أجل الخطأة/ كما صرّح: "ما جِئتُ لأَدعُوَ الأَبرار، بلِ الخاطِئين" (مرقس 2: 17). يرى يسوع الخطيئة، لكنَّه لا ليحكم على الخاطئ إنَّما ليَغفر له. وقد ربط يسوع بين شِفَاء المريض وإيمانه، كما جاء في كلام يسوع إلى يائيرس رئيس المجمع "لا تَخَفْ، آمِنْ فقط" (مرقس 5: 36)، وكلامه إلى الرَّجُل المُصاب ابنه بالصَّرع " كُلُّ شَيءٍ مُمكِنٌ لِلَّذي يُؤمِن" (مرقس 9: 23). وكان مرض ذلك المُعَقد بركة له، لأنَّ مرضَه أصبح سببَ تقرِّبه إلى المسيح ونيله مغفرة خطاياه وشِفَاء نفسه. وكثيرون على مثال المُقْعَد وجدوا في مصائبهم بركات لهم لاقترابهم بها إلى المسيح. وهكذا افتتح مرقس من خلال مغْفِرة يسوع للخطايا إنجيله الذي يتمحور على الملكوت (مرقس 1: 15؛ 4: 11؛ 9: 1؛ 10 :14 – 15؛ 14: 25 ؛15: 43). |
||||
30 - 03 - 2024, 09:29 AM | رقم المشاركة : ( 156013 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القدّيس أوغسطينوس "فَم المسيح هو الإنجيل. إنه يَملِكُ في السَّماء، لكنّه لا يكفّ عن التَّكلّم على الأرض" |
||||
30 - 03 - 2024, 09:31 AM | رقم المشاركة : ( 156014 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القدّيس كيرِلُّس، بطريرك الإسكندريّة "عندما قال الرَّب يسوع: "غُفِرَت لكَ خَطاياك"، ترك المجال مفتوحًا أمام رَيبة الجُموع؛ فغفران الخطايا لا تراه أعيننا البشريَّة، لذا عندما قام المُقعّد ومشى، بيّن بوضوح أن الرَّب يسوع المسيح يمتلك قدرة الله" |
||||
30 - 03 - 2024, 09:32 AM | رقم المشاركة : ( 156015 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم "أمام هذا الإيمان كلِّه، أظهرَ يسوع قدرتَه، وبسلطتِه الإلهيّة، غفرَ خطايا المريض، مُثبِتًا بذلك مساواته مع أبيه. وكانَ قد أظهرَ هذه المساواة في وقت سابق حينَ شفى الأبرص قائلاً: "قد شِئتُ فَابرَأ" (مرقس 1: 41). شفى يسوع نفس المُعقد قبل أن يشفي جسده. |
||||
30 - 03 - 2024, 09:37 AM | رقم المشاركة : ( 156016 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
وكانَ بينَ الحاضِرينَ هُناكَ بَعضُ الكَتَبَة، فقالوا في قُلوِبهم تشير عبارة "الحاضِرينَ" في الأصل اليوناني خ؛خ±خ¸ل½µخ¼خµخ½خ؟خ¹ (معناها الجالسون) إلى جالسين، بمعنى أنّهم يتربّصون بيسوع من اجل التَّصدّي لأعمال يسوع وتعليمه. فيهيّئ جلوسُهم هنا، جلوسَهم في المجمع للحُكم على يسوع بالموت (مرقس 14: 53؛ 15 1). أمَّا عبارة "الكتبة" فلا تشير إلى مُعلمي الشَّريعة وبعض الفريسييِّن فحسب إنَّما أيْضًا إلى خصوم يسوع الذين كانوا من اليهوديَّة ممن امتلأت قلوبهم حسدًا وبغضًا له (لوقا 5: 17). وللمرّة الأولى في إنجيل مرقس، ظهرت هذه الفئات المُعادية الذين كانوا يتتبَّعون تحركات يسوع ويتقصُّون أخباره ليتصيَّدوه بكلمة، (مرقس 2: 6؛ 16: 11)، فيتّهمونه مُدَّعين أن أعماله ليست من عند الله (مرقس 3: 22) ويهزؤون منه في آلامه (مرقس 15: 31). وهم موضوع انتقاد يسوع، لأنّهم مراؤون يكرّمون الله بشفاههم، أمّا قلوبهم فبعيدة عنه (مرقس 7: 1 -13؛ 12: 38). وينبئ يسوع أنّه سوف يتألّم على يدهم (مرقس 8: 31؛ 10: 33). أمَّا عبارة "فقالوا في قُلوِبهم" في الأصل اليوناني خ´خ¹خ±خ»خ؟خ³خ¹خ¶ل½¹خ¼خµخ½خ؟خ¹ ل¼گخ½ د„خ±ل؟–د‚ خ؛خ±دپخ´ل½·خ±خ¹د‚ خ±ل½گد„ل؟¶خ½ (معناها مُفكرين في قلوبهم) فتشير إلى دلالة سلبيَّة، تنمّ عن عدم فهم أو عن عنادهم رافضين لما يحدث (مرقس 11: 31). إنّهم يفكّرون، لا ليحصلوا على جواب، بل لأنّهم معترضون على ما يحدث. وفي هذا الصَّدد قال يسوع "مِن باطِنِ النَّاس، مِن قُلوبِهم، تَنبَعِثُ المَقاصِدُ السَّيِّئةُ " (مرقس 7: 21). |
||||
30 - 03 - 2024, 09:46 AM | رقم المشاركة : ( 156017 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
البابا فرنسيس "نظر إلى المُقْعَد وقال له: "غُفِرَت لَكَ خَطاياك". الشِّفاء الجسدي هو عطيَّة والصٍّحة الجسديَّة هي عطيَّة أيْضًا وينبغي علينا أن نحافظ عليها، لكنّ الرَّبّ يعلّمنا أنّه علينا أن نحافظ أيْضًا على صحّة القلب والصِّحة الرُّوحيَّة. هكذا فعل مع مريم المجدليَّة عندما بكت وقال لها: "غُفِرَت لَكِ خَطاياكِ". لقد تشكَّك الآخرون؛ لأنَّ يسوع يذهب إلى الجوهري حيث هناك النَّبوَّءة والقوَّة" |
||||
30 - 03 - 2024, 09:48 AM | رقم المشاركة : ( 156018 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم " لقد بدأ يسوع بمُعجزة غير مرئيّة؛ شفى أوّلًا روح هذا الرَّجُل من خلال مغْفِرة خطاياه" (عظات عن القدّيس متّى). ولم يقلْ المسيح أنَّ كل مرض هو نتيجة للخطيئة (يوحنا 9: 2، ولوقا 13: 1-5)، إنَّما حالة المُقعَد كان لها سببٌ روحيٌ أساسيٌ، فهناك خَللٌ في علاقته مع الله، ويريد يسوع أن يُصحّح هذه العلاقة. وبالتَّالي غفر خطيئة هذا الخاطئ المُقعَد، وأعلن سلطانه على مغفرة الخطايا أمام أعدائه. يسوع يغفر الخطايا على الأرض، لأنه جاء من أجل الخطأة/ كما صرّح: "ما جِئتُ لأَدعُوَ الأَبرار، بلِ الخاطِئين" (مرقس 2: 17). |
||||
30 - 03 - 2024, 09:49 AM | رقم المشاركة : ( 156019 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ما بالُ هذا الرَّجُل يَتَكَلَّمُ بِذلك؟ إِنَّه لَيُجَدِّف. فمَن يَقدِرُ أَن يَغفِرَ الخَطايا إِلاَّ اللهُ وَحدَه؟ تشير عبارة " هذا الرَّجُل" إلى ازدراء الكتبة ليسوع في كلامهم، وهو يشابه إنكار بطرس ليسوع، كما جاء في إنجيل متى "أَخَذَ يَلعَنُ ويَحلِفُ قال: إِنَّي لا أَعرِفُ هذا الرَّجُل" (متى 26: 74). أمَّا عبارة "لَيُجَدِّف" تشير إلى كَفَرَ يسوع بِنِعمَة الله في نظر الكتبة لادعائه أن له سلطان مغْفِرة الخطايا، وهو خاص لله وحده. إنه يدَّعي بعمل ما لا يقدر عمله إلاَّ الله، وهو مغْفِرة الخطايا (مرقس 14: 64). وبهذا الادِّعاء ينسب لنفسه مقام منزلة إلهيَّة حيث اعتبر نفسه مساوي لله (متى 26: 65)؛ وحسب الشَّريعة اليهوديَّة كانت تُهمة التَّجديف تستوجب الموت (الأحبار 24: 15). والتَّجديف هو أكبر خطيئة يقترفها الإنسان في نظر الكتبة والفَرِّيسيِّين والكهنة، كما جاء في شهادة عظيم الكهنة في مجلس ضد يسوع " لَقَد سَمِعتُمُ التَّجْديف، فما رَأيُكُم؟)) فأَجمَعوا على الحُكمِ بِأَنَّه يَستَوجِبُ المَوت" (مرقس 14: 64). والواقع لم يكن يسوع يُجدّف، للأنَّ ن دعواه كانت صحيحة، فيسوع هو الله. وقد أثبت دعواه بشِفَاء المُقعَد (مرقس 2: 9-11)، وبيّن أنّهم هم أصحاب التَّجديف، لأنَّ كلّ من ينسب عمل يسوع إلى غير الله، هو مُجدّف لا يُغفر له، كما ورد في الكتاب " وأمَّا مَن جَدَّفَ على الرُّوح القُدُس، فلا مغْفِرة له أبدًا، بل هو مُذنِبٌ بِخَطيئةٍ لِلأَبَد، ذلك بأَنَّهم قالوا إِنَّ فيه رُوحًا نَجِسًا " (مرقس 3: 29-30). فالكتبة يتصدّون للحق من أجل الحفاظ على مبادئ معيّنة عندهم، ومن أجل الحفاظ على موقعهم في مجتمعهم. أَمَّا موقف المؤمن فهو التَّواضع أمام الحقيقة، ويُقِرُّ بها، ويعملُ لها، ويدافع عنها. |
||||
30 - 03 - 2024, 09:50 AM | رقم المشاركة : ( 156020 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ما بالُ هذا الرَّجُل يَتَكَلَّمُ بِذلك؟ إِنَّه لَيُجَدِّف. فمَن يَقدِرُ أَن يَغفِرَ الخَطايا إِلاَّ اللهُ وَحدَه؟ " فمَن يَقدِرُ أَن يَغفِرَ الخَطايا إِلاَّ اللهُ وَحدَه؟" فتشير موقف الكتبة الذين اعتبروا أنَّ يسوع مُجدّفًا (أي كافر)؛ وهذا موقف صحيح حيث لا يغفر الخطايا إلاّ الله. (الخروج 34: 7 ومزامير 32: 1 – 5 وأشعيا 6: 7 وزكريا 3: 4)، ولكن عليهم أن يتحققوا: هل يسوع هو على صواب (لوقا 5: 21). إنّ الله وحده يغفر الخطايا، ويسوع، كونه الله، يغفر أيْضًا الخطايا على الأرض. لذلك شِفَاء يسوع لرجل مُقعَد لهو دليل على سلطان على "مغفرة الخطايا"، وبما أنه أجرى معجزة الشِّفاء، فهذا يدلُّ حقًّا على أنه غفر خطايا المُقعَد، ومغفرة الخطايا دلالة على لاهوت المسيح. ويعلق القديس كيرلس، بطريرك الإسكندريَّة " مغْفِرة الخطايا لا تراه أعيننا البشريَّة لذا عندما قام المقعّد ومشى، بيّن بوضوح أن الرَّبّ يسوع المسيح يمتلك قدرة الله" (شرح لإنجيل القدّيس لوقا، 5). وبناء على ذلك يعتبر اتهامه بالتَّجديف لا أساس له. |
||||