21 - 03 - 2024, 03:15 PM | رقم المشاركة : ( 154901 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
حتى إنه إذا كان أولئك، مع جوعهم فاقدين كل شهوة للطعام، من بشاعة ما بُعثَ عليهم، كان هؤلاء بعد عوز يسير يتقاسمون مأكلًا عجيب الطعم. [3] فقد عبدة الأصنام في جوعهم شهوة الطعام، إذ امتلأت بيوتهم بنتانة الضفادع الميتة، وضُربت أجسامهم بلدغات البعوض، وحيواناتهم بالدمامل، وزرعهم بالجراد. صار كل شيءٍ بالنسبة لهم كريهًا. أما الذين وثقوا في الله، فتمتعوا بالطعام العجيب في البرية. |
||||
21 - 03 - 2024, 03:16 PM | رقم المشاركة : ( 154902 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
فإنه كان ينبغي لأولئك الظالمين أن تنزل بهم فاقةٌ لا بُد منها، ولهؤلاء أن يروا كيف يعذَّب أعداؤهم. [4] كان نصيب المسخرين الظالمين ليس الغنى والكرامة والسلطة، وإنما الفاقة، أي الفقر الشديد والجوع والعوز، الأمر الذي لا مناص منه، أي ليس من طريق للهروب منه. يقابل هذا إذ ينعم المؤمنون بعطايا إلهية في البرية يتذكرون الضربات التي حلت بمسخريهم فيندهشون لعمل حكمة الله معهم. إذ نظر بنو إسرائيل ما حلّ بمقاوميهم ظلمًا قدموا ذبيحة شكر لله الذي حفظهم من هذه الضربات، وأخرجهم إلى البرية حيث يمارسون التسابيح، ويختبرون الفرح والراحة الحقيقية. |
||||
21 - 03 - 2024, 03:17 PM | رقم المشاركة : ( 154903 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الجراد والحيَّة النحاسية 5 وَلَمَّا اقْتَحَمَ هؤُلاَءِ حَنَقُ الْوُحُوشِ الْهَائِلُ، وَأَهْلَكَهُمْ لَدْغُ الْحَيَّاتِ الْخَبِيثَةِ، 6 لَمْ يَسْتَمِرَّ غَضَبُكَ إِلَى الْمُنْتَهَى، بَلْ إِنَّمَا أُقْلِقُوا إِلَى حِينٍ إِنْذَارًا لَهُمْ، وَنُصِبَتْ لَهُمْ عَلاَمَةٌ لِلْخَلاَصِ، تُذَكِّرُهُمْ وَصِيَّةَ شَرِيعَتِكَ، 7 فَكَانَ الْمُلْتَفِتُ إِلَيْهَا يَخْلُصُ، لاَ بِذلِكَ الْمَنْظُورِ بَلْ بِكَ، يَا مُخَلِّصَ الْجَمِيعِ. 8 وَبِذلِكَ أَثْبَتَّ لأَعْدَائِنَا، أَنَّكَ أَنْتَ الْمُنْقِذُ مِنْ كُلِّ سُوءٍ، 9 لأَنَّ أُولئِكَ قَتَلَهُمْ لَسْعُ الْجَرَادِ وَالذُّبَابِ، وَلَمْ يُوجَدْ لِنُفُوسِهِمْ شِفَاءٌ، إِذْ هُمْ أَهْلٌ لأَنَّ يُعَاقَبُوا بِمِثْلِ ذلِكَ. 10 أَمَّا بَنُوكَ فَلَمْ تَقْوَ عَلَيْهِمْ أَنْيَابُ التَّنَانِينِ السَّامَةِ، لأَنَّ رَحْمَتَكَ أَقْبَلَتْ وَشَفَتْهُمْ. 11 وَإِنَّمَا نُخِسُوا لِيَتَذَكَّرُوا أَقْوَالِكَ، ثُمَّ خُلِّصُوا سَرِيعًا، لِئَلاَّ يَسْقُطُوا فِي نِسْيَانٍ عَمِيقٍ؛ فَيُحْرَمُوا إِحْسَانَكَ. 12 وَمَا شَفَاهُمْ نَبْتٌ وَلاَ مَرْهَمٌ، بَلْ كَلِمَتُكَ، يَا رَبُّ، الَّتِي تَشْفِي الْجَمِيعَ، 13 لأَنَّ لَكَ سُلْطَانَ الْحَيَاةِ وَالْمَوْتِ؛ فَتُحْدِرُ إِلَى أَبْوَابِ الْجَحِيمِ وَتُصْعِدُ. 14 أَمَّا الإِنْسَانُ فَيَقْتُلُ بِخُبْثِهِ، لكِنَّهُ لاَ يُعِيدُ الرُّوحَ الَّذِي قَدْ خَرَجَ، وَلاَ يَسْتَرْجِعُ النَّفْسَ الْمَقْبُوضَةَ. حتى لما نزَل بهؤلاء حنَقُ الوحوش الرهيب، وأهلكهم لدغُ الحيَّات الملتوية، لم يدم غضبُكَ إلى المنتهى. [5] في غير محاباة، إذ سقط الشعب في التذمر ورجعوا بقلوبهم إلى أرض العبودية مشتهين الطعام البائد (عد 5:11)، قدم لهم سؤل قلوبهم، فأرسل إليهم السلوى. أكلوا بشراهةٍ ونهمٍ ولم يقدموا ذبيحة شكر لله، فتأهلوا بتذمراتهم المستمرة للحيات القاتلة، لكن إذ رجعوا إليه رفع عنهم الضربة، بإقامة حيَّة نحاسية ترمز للصليب. جاء في سفر العدد: "تَكَلَّمَ الشَّعْبُ عَلَى اللهِ وَعَلَى مُوسَى قَائِلِينَ: «لِمَاذَا أَصْعَدْتُمَانَا مِنْ مِصْرَ لِنَمُوتَ فِي الْبَرِّيَّةِ؟ لأَنَّهُ لاَ خُبْزَ وَلاَ مَاءَ، وَقَدْ كَرِهَتْ أَنْفُسُنَا الطَّعَامَ السَّخِيفَ». فَأَرْسَلَ الرَّبُّ عَلَى الشَّعْبِ الْحَيَّاتِ الْمُحْرِقَةَ، فَلَدَغَتِ الشَّعْبَ، فَمَاتَ قَوْمٌ كَثِيرُونَ مِنْ إِسْرَائِيلَ. فَأَتَى الشَّعْبُ إِلَى مُوسَى وَقَالُوا: «قَدْ أَخْطَأْنَا.. فَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «اصْنَعْ لَكَ حَيَّةً مُحْرِقَةً وَضَعْهَا عَلَى رَايَةٍ.. فَكَانَ مَتَى لَدَغَتْ حَيَّةٌ إِنْسَانًا وَنَظَرَ إِلَى حَيَّةِ النُّحَاسِ يَحْيَا" (عد 5:21-9). الذين رجعوا بالتوبة إلى الله خلال موسى وجدوا الحية النحاسية، فتمتعوا بالحياة الجديدة. |
||||
21 - 03 - 2024, 03:17 PM | رقم المشاركة : ( 154904 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
بل إنما أُقلِقوا قليلًا إنذارًا لهم، وكانت لهم علامةُ خلاص تذكِّرُهم وصيَّةَ شريعتِك. [6] كان لا بُد من التأديب بالحيات المحرقة، لينذرهم الله موضحًا لهم مدى خطورة موقفهم. لكن الله أمر بإقامة الحية النحاسية "علامة الخلاص" فيتذكروا الشريعة الإلهية التي تقدم لهم نبوات ورموزًا عن الخلاص الموعود به لآدم وبنيه. هكذا حول الله حتى شرورهم للخير ما داموا يطلبون الرجوع إليه والتعرف على أسراره الإلهية. |
||||
21 - 03 - 2024, 03:20 PM | رقم المشاركة : ( 154905 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
* اخبروني ألم يأمر الله - خلال موسى - بمنع صنع الصور والتماثيل لأي شيءٍ في السماء أو على الأرض؟ ومع هذا ألم يطلب بنفسه من موسى أن يصنع الحية النحاسية في البرية؟ لقد صنعها موسى كعلامة يُشفى بها من يلدغون من الحيات. بعمل هذا ألم يكن موسى متحررًا من أية خطية؟ بهذا كما قلت قبلًا أعلن الله بموسى عن سٌر به يكسر قوة الحية التي دفعت إلى الخطية آدم. إنه يعد بأنه يخلص من لدغات الحية (أي من الأعمال الشريرة والوثنية والخطايا الأخرى) كل الذين يؤمنون به، ذاك الذي مات بهذه العلامة التي هي الصليب. القديس يوستين الشهيد |
||||
21 - 03 - 2024, 03:21 PM | رقم المشاركة : ( 154906 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
* ضربت الحية آدم في الفردوس وقتلته. وهي أيضًا ضربت إسرائيل في المحلة وأبادته. كما رفع موسى الحية في البرية هكذا يُرفع ابن الإنسان (يو 14:3). كما أن الذين تطلعوا بعيونهم الجسدية إلى العلامة التي ثبتها موسى على الصليب عاشوا جسديًا، هكذا أيضًا الذين يتطلعون بأعين روحية إلى جسد المسيا مُسمرًا ومُعلقًا على الصليب ويؤمنون به سيحيون روحيًا. هذا قد أُعلن خلال الحية النحاسية التي بالطبيعة لا تتألم، حتى يتألم بالصليب ذاك الذي بالطبيعة لا يمكن أن يموت. القديس مار أفرام السرياني |
||||
21 - 03 - 2024, 03:22 PM | رقم المشاركة : ( 154907 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
* إنه لسرٌ عظيم هو الشفاء من الحية. ماذا يعني الشفاء من الحية بواسطة النظر إلى حية؟ إنه الشفاء من الموت بالإيمان بكائنٍ ميت! مع هذا فإن موسى خاف وهرب من الحية (خر 3:4). ماذا يعني أن موسى هرب من تلك الحية؟ ما هذا يا إخوة سوى ما نعرفه أنه قد تحقق في الإنجيل؟ المسيح مات، والتلاميذ خافوا وانسحبوا من ذلك الرجاء الذي كانوا فيه. القديس أغسطينوس |
||||
21 - 03 - 2024, 03:24 PM | رقم المشاركة : ( 154908 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
فكان المُلتفتُ إليها يخلُص، لا بذلك الذي كان يراه، بل بك يا مخلص الجميع. [7] ربما يتساءل البعض: كيف يقول السيد المسيح "وكما رفع موسى الحية في البرية هكذا ينبغي أن يُرفع ابن الإنسان" (يو 14:3)؟ هل يشَّبه السيد المسيح بالحية، أو هل ترمز الحية القاتلة للسيد المسيح واهب الحياة؟ جاءت إجابة آباء الكنيسة متعددة ومتناسقة معًا: أولًا: لقد حمل السيد المسيح خطايا العالم (يو29:1)، فاحتل السيد المسيح مركزنا، وقبل أن يحمل موتنا ليقيمنا إلى حياته. ففي المصلوب نرى ما حمله السيد المسيح عنا، ثمرة خطايانا، لكي يقتلها بموته. ثانيًا: يرى القديس أغسطينوس أن الحية المرفوعة ميتة، وهي رمز للموت الذي قبله السيد المسيح بإرادته ليقتل موتنا. ثالثًا: يرى القديس غريغوريوس النزينزي أن بني إسرائيل تطلعوا إلى الحية النحاسية وهي ميتة مرفوعة على عمود، فأدركوا أنه بالصليب مات الموت، وصار بلا حركة! رابعًا: للعلامة أوريجينوس تعليق رائع بخصوص الصليب، فيرى فيه حقيقتين: الأولى ظاهرة وهي أن يسوع المسيح في حبه للبشرية وطاعته للآب رُفع على الصليب بإرادته. والثانية خفية أن الذي صلب وفقد حركته وسلطانه هو إبليس، إذ سُمر الصك الذي علينا بالصليب، وتجردت الرئاسات والسلاطين من سلطانهم وشُهر بهم في هزيمة مرة (كو 2: 14-15). فالحية التي رُفعت من جانب تمثل السيد المسيح حامل خطايانا ومن جانب آخر تمثل الحية القديمة التي سمرها السيد المسيح بصليبه وجردها من سلطانها على المؤمنين. |
||||
21 - 03 - 2024, 03:25 PM | رقم المشاركة : ( 154909 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
* لعلك تسأل: لأي غرض لم يقل المسيح بوضوحٍ إنني سوف أُصلب، لكنه حثّ سامعيه إلى رمزٍ قديمٍ (الحية)؟ نقول لك: أولًا لتعرف أن أقوال العهد القديم متفقة مع الجديد، وأن تلك ليست غريبة عن هذه. ثانيًا: لتعرف أن المسيح لم يأتِ إلى العالم كارهًا. بجانب هذين السببين لكي تعرف أنه لم تصب السيد أذية من حقيقة (الآلام) هذه، وأن هذه الآلام بالنسبة لكثيرين تصدر عن الخلاص. حتى لا يقول أحد: كيف يمكن للذين يؤمنون بالمصلوب أن يخلصوا إن كان هو نفسه قد أمسك به الموت؟ لهذا يقودنا إلى القصة القديمة. فإن كان اليهود بتطلعهم إلى صورة نحاسية للحية هربوا من الموت، كم بالأكثر الذين يؤمنون بالمصلوب يتمتعون بسبب حسن بمنافع أعظم. فالصلب لا يتم خلال ضعف المصلوب أو لأن اليهود أقوى منه، بل لأن "الله أحب العالم" [16]، لهذا فإن هيكله الحي (جسده) قد أسرع نحو الصليب. القديس يوحنا الذهبي الفم |
||||
21 - 03 - 2024, 03:27 PM | رقم المشاركة : ( 154910 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
* ما هي الحيات التي تلدغ؟ الخطايا الصادرة عن موت الجسد. ما هي الحيّة التي رُفعت؟ موت الرب على الصليب. كما جاء الموت بالحيّة، رُمز له بصورة حيّة. لدغة الحيّة مميتة، وموت الرب محيي. إذ ينظر إلى حيّة تفقد الحيّة سلطانها. ما هذا؟ إذ ينظر إلى الموت، يفقد الموت سلطانه. ولكن موت من؟ موت الحياة... بموت المسيح (الحياة) مات الموت. موت الحياة ذبح الموت، ملء الحياة ابتلعت الموت. انحل الموت في جسم المسيح. لذلك نقول في القيامة إذ يتغنى المنتصرون: "أين شوكتك يا موت؟ أين غلبتك يا هاوية؟" (1كو 15: 54)... يوجد فارق بين الصورة الرمزية والشيء الحقيقي، الرمز يبعث حياة وقتية، والحقيقة التي لها الرمز تبعث حياة أبدية. القديس أغسطينوس |
||||