19 - 03 - 2024, 04:39 PM | رقم المشاركة : ( 154721 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القديس باسيلاؤس الاسقف |
||||
19 - 03 - 2024, 04:41 PM | رقم المشاركة : ( 154722 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
مبارك الرب يخفف أحمالنا (مز 68: 19)كل يوم الله هو خلاصنا |
||||
19 - 03 - 2024, 04:43 PM | رقم المشاركة : ( 154723 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الله سيعمل كل شيء لإنقاذنا |
||||
19 - 03 - 2024, 04:47 PM | رقم المشاركة : ( 154724 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
عقيدة الإكرام قبل الخوض في معرفة من هى مريم العذراء أم يسوع ودورها ولماذا يلزم تقديم الإكرام لها، لابد من طرح السؤال التالي: ما هو معنى إكرام مريم؟ وهل هو عبادة أم تكريم؟ التكريم هو تقديم الإكرام والإحترام والخضوع لشخص آخر شهادة وإعترافـاً بسـمو مقامـه. أمـا العبـادة فهى خاصـة بالله وحده بـما أنـه الرب الخالق الغير متناهـي في الكمال والقداسـة. لابد من أن نتفهم اولاً معنى كلمة “العبادة” والتى تُترجم بكلمة “worship” في اللغة الإنجليزيـة، فهى تتضمن “العبادة” و”السجود” و”الإكرام”، و”الخضوع”، أو “قبول السيادة”, وعندما يقال ان يقوم شخص بالعبادة فهذا يعني إتباع نظم ورسوم معينة للتسبيح والإكرام والإعتراف والتكريس والسجود لـما هو فوق الطبيعة أو للآلهـة. وأفعال العبادة تتضمن الصلاة، تقديم الذبائح والمحرقات، ممارسة طقس أو فرائض معينة، طلب الشفاعة والتوسل، تحديد أيام للعطلات وإقامـة الإحتفالات والأعياد، الحج وزيارة الأماكن المقدسة، التسبيح والترنيم والإنشاد، بناء المعابد أو دور للعبادة، صنع تماثيل لهذه الآلهة المعبودة وغيرها. ولقد تطور إستخدام هذه الكلمة worship والمأخوذة من الكلمة الإنجليزية القديمة weorthscipe والتى تعنى حالة او شرط لإستحقاق التكريم والإحترام، ولقد استمر إستخدامها حتى عام 1972 للتعبير عن الإحترام أو الإكرام لأي شخص، ولكنها اقتصرت فيما بعد للتعبير عن الإكرام والإحترام والتقدير والعبادة المقدمة للـه وحده. وكلمة “worship” والتى تماثلها في اللغة اللاتينية كلمة ” adortio” وفى اليونانية كلمة “latria” او “latreia” فهى مخصصة لكل أفعال العبادة التى تقدم للـه وحده. فلقد جاءت “latreia“خمس مرات في كتب العهد الجديد وتم ترجمتها “خدمة” أو “خدمة سماويـة” أو “خدمة إلهيـة” مختصة بالرب كتقديم قربان لله (يوحنا2:16)، او تقديم ذبائح حيّة مقدسة مرضية عند الله(رومية1:12)، او فرائض العبادة او الخدمة(عبرانيين 1:9و6). أما مشتقات تلك الكلمة latreuo وهى الفعل من الإسم latreiaوالتى تشير عادة الى “خدمة الله” في الهيكل وكل ما يتضمنه ذلك من تقديم للذبائح والقرابين ولقد جاءت في 21 موضع. فالعبادة لا تقدم إلاّ للـه وحده:”قد كٌتب للرب إلهك تسجد وإياه وحده تعبد”(متى10:4)، وحتى الملائكة لا يمكن تقديم العبادة لهم:”لا يُخيبكم احد من جِعالتكم مُبدعا مذهب تواضع وعِبادة للملائكة”(كولوسي18:2)، وحتى البشر لا يمكن تقديم العبادة لهم كما قال القديس بطرس الى كرنيليوس عندما خرّ ساجداً عند قدميه:”قُمّ فإني أنا أيضاً إنسان”(اعمال الرسل25:10). |
||||
19 - 03 - 2024, 04:49 PM | رقم المشاركة : ( 154725 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
التكريم أو تقديم الإكرام “veneration” والتى تماثلها في اللغة اللاتينية كلمة”veneratio” أو douleia، وفى اليونانية كلمة “dulia” فهو كل ما يُقدّم للمخلوقات والتى تستحق نوعا ما من الإكرام نتيجة فضائلها وقداستها أو النعم التى أفاض بها الله عليها كالـملائكة والقديسين بـما أنهم الـمقربون إلى الله، فإحترامنا وإكرامنـا لهم راجع أولاً وأخيراً إلى الله. ولقد جاءت هذه الكلمة doulia في كتب العهد الجديد خمس مرات وتم ترجمتها بمعنى “عبودية” كما جاء في رسائل القديس بولس:”إذ لم تأخذوا روح العبودية..”(رومية 15:8و21) وفى جميعها لا تعني مطلقا ما يختص بالعبادة للـه فقط كما نرى في الأمثلة التاليـة للكلمة ومشتقاتها: فجاءت كلمة douleuo والتى تم ترجمتها “أن تكون عبدا” 25 مرة في العهد الجديد، وكلمة doule والتى تعنى “آمـة” في 3 مواضع منها ما جاء على لسان العذراء مريم :”ها أنا آمة الرب”(لوقا38:1 و48)، وكلمة doulon/doulne والتى تعنى “عبد” او “خادم” فلقد جاءت 127 مرة. ولقد تعرّض مجمع مسكوني تم عقده في نيقية عام 787م للبحث في موضوع الإكرام الـمقدّم للقديسين وصورهم وحدد كلمة “dulia” لتكريمهم، وكلمة “latria” للعبادة المخصصة للـه وحده. والأفعال الخارجيـة للتكريم قد تشابه في بعض الأحيان تلك المقدمـة في العبادة ولكنها تختلف من حيث الغرض والنيـّة. ولقد استخدمت كلمة جديدة وهى “hyperdulia” والتى تعنى “الأكثر إكراما”، وذلك للتعبير عن أفعال الإكرام الـمقدمة للقديسة مريم أم يسوع لكونها أم يسوع الله الكلمة المتجسدة، وأول من استخدمها هو القديس توما الأكويني (مات 1274م). كل هذه الكلمات latria ,dulia, hyperdulia في واقع الأمر تنضوى تحت الكلمة worship ومن هنا يأتى الغموض وعدم الفهم بما تقدمه الكنيسة من إكرام للقديسة مريم أم يسوع. وهناك كلمة أخرى تستخدم الآن للتفريق ما بين إكرام الله وعبادتـه وحده والإكرام الذي يُقدم لقديسيه، فإستخدمت كلمات كـ: “adore”، و “adoration” لوصف العبادة والسجود والتكريم والعشق المقدم للـه تعالى، وكلمات مثل:”venerate” و”veneration” و”honor” والتى تعنى تقديم الإكرام اللائق للخلائق. وفى بعض مدارس علم اللاهوت تستخدم كلمة”worship of adoration” للتعبير عن العبادة المقدمة لله تعالى، وكلمة “worship of veneration” للتعبير عن الإكرام المقدم للقديسين. ومن العجيب ان نرى كلمة worship كما جاءت في اللغة الإنجليزيـة والتى تماثلها في اللغة العبريـة shakhah، قد تم إستخدامها في الكتاب المقدس للتعبير عن العبادة المقدمة للـه وحده وأيضاً للإكرام الذي يُقدم لبعض خلائقه، فلقد جاء في حلم يوسف ان حزم أخوتـه قد “سجدت” sha لحزمته وان الشمس والقمر واحد عشر كوكبا “سجدت” له (تكوين7:37-9). وفى سفر التكوين أيضا جاء في بركة يعقوب لأولاده عن يهوذا “يسجد لك بنو أبيك”(تكوين2:49-27)، وفى سفر الخروج جاء ان موسى قد سجد لحميه (خروج7:18) وبالطبع لا يمكن ان تعني هذه الكلمة “سجد” انها عبادة او سجود والذي يُقدم للـه وحده. وتقديم الإكرام لشخص ما له ما يؤيده في الكتاب الـمقدس، فلقد جاء مثلا وصية إكرام الوالدين “أكرم أباك وأمك لكي يطول عُمرك في الأرض”(خروج12:20) وهى الوصية الإلهيـة الرابعة من وصايا الله والتى أكّد عليها مراراً عديدة كما جاء “ليَهَب كل إنسان أمه وأباه” (الأحبار3:19)، “أكرم أباك وأمك كما أمرك الرب إلهك”(تثنية16:5)، و”أكرم أباك وأمك وكذا من لعن أباه او أمه فليُقتل قتلاً”(متى4:15)، “أكرم أباك وأمك. تلك أولى الوصايا في الموعد”(افسس3:6). وأيضا من الـمهم إعطاء الكرامة للشيوخ أو لمن هم اكبر سناً”قُم قُدّام الأشيب وكرّم وجه الشيخ وإتق إلهك أنا الرب”(اخبار32:19). وأيضا يلزم تقديم الإكرام للقادة الدينيون كما جاء:”واصنع ثياب قُدس لهرون اخيك للكرامة والبهاء”(خروج2:28). وفى العهد الجديد جاء التأكيد على تقديم الإكرام للآخرين، فالقديس بولس أوصانا قائلاً:”أدّوا لكل حقّه الجزية لمن له الجِزية والجباية لمن له الجباية والمهابة لمن له المهابة والكرامة لمن له الكرامة”(رومية7:13). وجاء أيضا في رسالة القديس بطرس:”أكرموا الجميع.أحبوا المؤاخاة.اتقوا الله.أكرموا الملك”(1بطرس17:2). وجاء أيضا في العهد الجديد أهمية تقديم الإكرام للكهنة:”وليحُسب الكهنة الذين يحسنون التدبير أهلاً لكرامة مضاعفة ولا سيما الذين يتعبون في الكلمة والتعليم”(1تيموثاوس17:5)، والسيد المسيح نفسه وعد ببركة خاصة لمن يكرمون رسله:”من قبِل نبيّاً بإسم نبي فأجر نبي ينال. ومن قبل صِدّيقاً باسم صِدّيق فأجر صِدّيق ينال”(متى41:10). فإذا كان تقديم الإكرام لشخص ما وهو ما زال حيّا على الأرض شيئاً مطلوبا ومحبوباً فكم بالأحرى تقديم الإكرام لـمن أنهوا حياتهم على الأرض في ملء النعمة والقداسة. ولهذا فلابد من التأكد من معنى الكلمات والأفعال التى تعبر عن العبادة والسجود والمقدمة لله وحده وأنواع الإكرامات الأخرى المقدمة للمؤمنين الذي نالوا نعمة وبركة خاصة من الله فإستحقوا ان يقدم الإكرام للـه من أجلهم. |
||||
19 - 03 - 2024, 04:55 PM | رقم المشاركة : ( 154726 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
إكرام مـريـم العذراء: إن مريم قد رُفعت بنعمة الله، وإنـمـا دون ابنها، فوق جميع الـمـلائكة وجميع البشر بكونها والدة الإله الكلية القداسة الحاضرة في أسرار الـمـسيح. لذلك تكرمها الكنيسة بحق بشعائر خاصة. والواقع ان العذراء الطوباوية، منذ أبعد الأزمنة، قد أكرمت بلقب -والدة الإله- ثيئوتوكوس. والمؤمنون يلجأون لحمايتها مبتهلين إليها في كل مخاطرهم وحاجاتهم. وقد إزداد تكريم شعب الله لـمريم ازديادا عجيباً، خصوصا منذ مجمع أفسس، بأنواع الإجلال والمحبة والتوسل اليها والإقتداء بها، محققا بذلك كلماتها النبوية: “جميع الأجيال تطوبني لأن القدير صنع في عظائم” (لوقا48:1)، إنه تكريم للعظائم الكثيرة. وهذا الإكرام أو التطويب، على النحو الذي وُجد عليه دائما في الكنيسة، يتصف بطابع فريد على الإطلاق. غير انه يختلف اختلافا جوهريا عن العبادة التى يُعبد بها الكلمة المتجسد مع الآب والروح القدس. إن مـختلف صيغ التقوى نحو والدة الإله تجعل من الإبن الآزلي لأجله وُجد كل شيئ (كورنثوس15:1-16)، والذي إرتضى الآب الأزلي أن يحلّ فيه الـملء كله أن يُعرف ويُحسب ويُمجد ويطاع في وصاياه من خلال الإكرام لأمه”فالكنيسة تقدم السلام للعذراء بخشوع وإحترام كما قدمه لها الـملاك ولكن بغير عبادة فهي كأم الإله نكرّمها ونعظمّها جدا ونتشفع بها ولكن لا يمكن أن نعبدها. |
||||
19 - 03 - 2024, 04:56 PM | رقم المشاركة : ( 154727 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
لم يكن تقديم الإكرام لـمريم أم يسوع أو للقديسين هو وليد تعاليم جديدة بل انه جاء منحدراً من عدة مصادر مؤكدة: شهادة الكتاب الـمقدس، تفسير منـزه من الخطأ للكتاب الـمقدس والـمنقول لنا عبر المجامع الكنسية الـمسكونية، قانون الإيمان والـموضوع من القرن الثالث والرابع الـميلادي، ومن أقوال آباء الكنيسة الأولـى، ومن الـممارسات التقويـة من الـمسيحيين في أنحاء العالم منذ بدء المسيحية وحتى يومنا هذا لإكرام مريم وطلب شفاعتها والذي يتواءم مع ما تعلّمه الكتب المقدسة، ومع خبرة مريم الإيمانية ومسيرتها مع يسوع، وأيضاً من خلال ظهوراتها خلال التاريخ في عدة مواضع من العالم والذي نتج عنه من حث للإيمان والحفاظ على تجديد الحياة الـمسيحية في الـمسيح يسوع. |
||||
19 - 03 - 2024, 05:01 PM | رقم المشاركة : ( 154728 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
لـماذا إذن نُكرّم مريم العذراء؟ لأن مريم العذراء مـختـارة من الله منذ الأزل ان تجسد كلمة الله كان يمكن أن يحدث في أي زمان عبر القرون منذ زمن حواء وحتى يومنا هذا، وأيضاً كان يُـمكن أن يحدث في أي مكان من العالـم، وكان يُـمكن أيضاً أن يكون من نسل أي إمرأة بخلاف مريم العذراء سواء قبل الوقت أو بعد الوقت الذي كانت فيـه عذراء الناصرة (لوقا26:1-27). فلـماذا ظهر الله فقط في هذا الوقت أو كما ورد”فلما بلغ الزمان أرسل الله ابنه مولوداً من إمرأة مولوداً تحت الناموس”(غلاطية4:4)؟، ولـماذا أختيرت مريـم لتكون هذه الـمرأة التى يولد منها ابن الله؟، وما الذي تتصف بـه عذراء الناصرة من الصفات أو الفضائل التى تجعلهـا أن تُصبح”ام الله”( لوقا43:1)؟ إن اختيار الله لإنسان ليقوم بدور ما يعتمد على ما يراه الله من صلاحية هذا الإنسان للقيام بدوره وهكذا قال السيد الـمسيح عن شاول الطرسوسي:”إن هذا لى إناءُ مختار ليحمل إسمي أمام الأمم والملوك وبني إسرائيل” (أع 15:9). وأيضاً عندما إختار الله أول ملك على شعبه وكان شاول بن قيس فيذكر عنه الكتاب الـمقدس انـه “مُنـتقى حسنُ لم يكن في بني اسرائيل رجل أحسن منه”(1ملوك 2:9). والقديس توما الأكويني يقول:” عندما الله يختار بنفسه خليقة من خلائقه لـمهمّة خاصة، إنـه يهيئها مُسبقاً للقيام على أكـمل وجـه بالخدمة التى يقّدرها له”، وعلى هذا النحو كانت العذراء مريم قد مُنحت ما تقتضيه رسالة التجسد السري من نِعم ملائمة ليسند الله اليها دوراً كبيراً ومهما في التجسد والفداء والخلاص. فإذا كان الله قد إختار مريم لتحبل وتلد الله الكلمة، فهل يمكن نحن ان لا نحتاج اليها أو أن نختارها لتكون أمـاً لنا أولتصلي معنـا؟ لأن مريم العذراء جاءت تتميمـاً لرموز ونبؤات العهد القديـم إن الـمـسيح، كـلـمـة الله، هـو هـو أمـس واليوم والـى الأبد. لـقد كـلـّم الرب الأباء في القديم وكـلّم الأنبياء عن الـمسيح الـمخلّص، ويـمـتلئ العهد القديم بالرموز عن العذراء الأم الـمختارة لتكون أم الـمسيح الـفادي. لأن تكريمنا للعذراء هو تكريم لإبنها يسوع كان مجمع أفسس المسكوني المقدس والذي انعقد في عام 431م بحضور مئتين من الأباء الأساقفة من جميع العالم أول من وضع صيغة لتكريم والدة الله فوضعوا مقدمة قانون الإيمان:”نعظمك يا أم النور الحقيقي ونمجدك أيتها العذراء القديسة والدة الأله لأنك ولدت لنا مخلص العالم “، أي اننا نعظمها من أجل انها والدة الإلـه. لأن يسوع ليس كأي إبن ومريـم ليست كأي أم لابد ان نعرف أولاً من هو يسوع الـمسيح هو الله الكلمة، الإبن الوحيد للـه، والكلمة المتجسدة(يوحنا1:1و14)، وهو الإبن الإلهـي. فمريم العذراء ليست كأي أم ولدت بنين فإبنها هو يسوع الـمسيح. ويسوع ليس كأي إبن فلقد جاء ليخلّص العالـم كما أعلن ملاك الرب ليوسف:”هو الذي يُخلّص شعبه من خطاياهم”(متى21:1). 4.لأن يسوع إبنها قد اكرمها هو أولاً بخضوعه لها جاء ان يسوع كان خاضعاً لأمـه (لوقا51:2) منفذاً الوصية الإلهيـة التى شرّعها الله “أكرم أباك وأمك”(تثنية الإشتراع 16:5)، وبقبول طلبها في عرس قانا الجليل وصنع أول عجائبه الزمنيـة (يوحنا1:25)، وحرص على ان يسلمهـا لتلميذه الحبيب ليرعاها (يوحنا 27:19). فإذا كان يسوع قد أكرم أمـه فهل نقلل نحن من إكرامهـا؟ لأن القديسة مريم هى عنصر أساسي في سر التجسد الله الكلمة أخذ من لحمها ودمها جسداً “فإذ قد تشارك الأولاد في اللحم والدم اشترك هو ايضا كذلك فيهما لكي يبيد بالموت ذاك الذي له سلطان الموت أي ابليس”(عبرانيين14:2). لأن القديسة مريم قد ُدعيت في الكتاب المقدس “الـمباركـة” جاء الملاك جبرائيل برسالة من الله وجههـا لعذراء من الناصرة فدعاها “مباركة أنتِ في النساء”(لوقا28:1)، ثم تكلم الروح القدس على لسان اليصابات ودعاها قائلاً:”مباركة أنتِ في النساء”(لوقا42:1)، وصرخت إمرأة من الجمع قائلة:”طوبى للبطن الذي حملك وللثديين اللذين رضعتهما”(لوقا27:11). ومريم نفسها عندما صرخت قائلة:”فها منذ الآن تُطوبني جميع الأجيال”(لوقا 48:1) وهنا تأكيد ورجاء. لقب “الـمباركـة” يعني مقدسة ومستحقة لكل إكرام وكما جاء في سفر الأمثال:”ان بنات كثيرات قد أشأن لهن فضلاً أمّا أنتِ ففقتِ عليهن جميعا”(امثال39:31)، فالله يقول لنـا ان مريم هى قديسة وانه يجب ان تُطوب، فلماذا يرفض أي شخص طاعـة كلمة الله؟ لأن القديسة مريم هى عمل الله كما جاء على لسان مريم العذراء:”لأن القدير صنع بي عظائم”(لوقا19:1). لأن الروح القدس سجّل ذلك في بشارته الـمفرحـة على لسان مريم العذراء:”هوذا منذ الآن جميع الأجيل تطوبني”(لوقا48:1). لأنهـا الـملكة القائـمة عن يـمين الملك كما رنّم الـمرّنم”قامت الملكة عن يمينك بذهب أوفير”(مزمور9:44). لأن الله يُعظّم أولاده وقديسيه كما فعل مع يشوع بن نون كما جاء “عظّم الرب يشوع في عيون جميع اسرائيل فهابوه كما هابوا موسى كل ايام حياته”(يشوع14:4)، أفلا يكون بالأولى من حملت الله الكلمة وأرضعته؟ ان كان السيد المسيح قد عظّم المرأة الكنعانية بسبب إيمانها وقال لها:”يا إمرأة عظيم هو إيمانكِ”(متى28:15)، فكم تكون مريم التى آمنت ان يتم ما قيل لها من قِبل الرب(لوقا45:1)؟ ان الله قد عظّم ابراهيـم من أجل طاعتـه “من اجل انك سمعت لقولي”(تكوين18:22)، فكم تكون مريم التى سلّمت حياتها “فليكن لي بحسب قولِك”(لوقا38:1)؟ إن كان يوحنا المعمدان الذي إرتكض وهو جنين في بطن امه اليصابات حينما سمع سلام مريم العذراء(لوقا41:1) وقد وصفه السيد المسيح بانه “اعظم من ولدتهم النساء”(متى11:11)، فكم تكون مريم العذراء التى لم تكن ملاكا يهيئ طريق الرب بل هى حاملة الإله ووالدته”الروح القدس يحلّ عليكِ وقوة العلي تُظللكِ ولذلك فالقدوس المولود منكِ يُدعى ابن الله”(لوقا35:1)؟ لأن الله امرنا قائلاً:”أكرم أباك وأمك” ولم يضع شروطاً لهذا الإكرام حتى نكرمهم بل نكرمهم من اجل أبوتهم وأمومتهم، فكم تكون مريم العذراء “حواء الجديدة” وام كل حي وام المسيح والذي نحن “الكثيرين جسد واحد في المسيح”(رومية5:12)؟ ان كان القديس يوحنا قد أبصر وسمع في رؤياه تطويب من له حظ في عشاء الحمل”طوبى للمدعوين الى عشاء عُرس الحَمَل”(رؤيا9:19)، فكم تكون مريم العذراء والأم والمؤمنة؟ ان كان من يحفظ الشريعة ووصايا الله قد طُوّب كما جاء في سفر الأمثال:”الذي يحفظ الشريعة طوبى له”(امثال18:29)، “طوبى لمن يحفظ اقوال الكتاب”(رؤيا7:22)، فكم تكون مريم التى حافظت على تطبيق الشريعة (لوقا22:2و41) وكانت “تحفظ ذلك الكلام كله في قلبها”(لوقا51:2)؟ ان كان “المتواضع بالروح يحصُل على الكرامة” (امثال23:29) فكم تكون مريم العذراء التى قالت:”ها انا آمة الرّب”(لوقا38:1) وصرخت قائلة:”لأنه نظر الى تواضع أمتهِ”(لوقا48:1)؟ |
||||
19 - 03 - 2024, 05:06 PM | رقم المشاركة : ( 154729 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
كيف نستعد لنهاية الأيام (1) العثرات (ع1 -2): 1 وَقَالَ لِتَلاَمِيذِهِ: «لاَ يُمْكِنُ إِلاَّ أَنْ تَأْتِيَ الْعَثَرَاتُ، وَلكِنْ وَيْلٌ لِلَّذِي تَأْتِي بِوَاسِطَتِهِ! 2 خَيْرٌ لَهُ لَوْ طُوِّقَ عُنُقُهُ بِحَجَرِ رَحىً وَطُرِحَ فِي الْبَحْرِ، مِنْ أَنْ يُعْثِرَ أَحَدَ هؤُلاَءِ الصِّغَارِ. ع1: يعلن المسيح بسابق علمه وجود العثرات في العالم، أي يبعد الإنسان غيره عن طريق الله إما ببدعة أو فكرة رديئة أو قدوة سيئة أو ضغوط نفسية واضطهادات ...إلخ، ولكن ينذر المسيح بالويلات، أي العذاب الشديد، لكل من يعثر غيره لأنه لا يخطئ فقط في حق الله، بل يبعد ويسقط الآخرين. ع2: ذكرت هذه الآية أيضًا في (مت18: 1). الصغار هم أي إنسان ضعيف في الإيمان أو المعرفة أو في أي ظروف ضعف، لذا يشدد الله في هلاك هذا المعثر، معبرًا عن ذلك بأن يعلق في عنقه حجر ثقيل، وهو حجر الرحى الذي تطحن به الحبوب، ويطرح في البحر فلابد له أن يغرق ويهلك، أي يا ليته يهلك قبل أن يعثر غيره لأنه إذا أعثر غيره ينتظره عذاب شديد في الحياة الأخرى. † افحص كلامك وتصرفاتك ومظهرك بل حتى ضحكاتك لئلا تؤذى بها مشاعر البعض وتسقطهم في خطية. 3 اِحْتَرِزُوا لأَنْفُسِكُمْ. وَإِنْ أَخْطَأَ إِلَيْكَ أَخُوكَ فَوَبِّخْهُ، وَإِنْ تَابَ فَاغْفِرْ لَهُ. 4 وَإِنْ أَخْطَأَ إِلَيْكَ سَبْعَ مَرَّاتٍ فِي الْيَوْمِ، وَرَجَعَ إِلَيْكَ سَبْعَ مَرَّاتٍ فِي الْيَوْمِ قَائِلًا: أَنَا تَائِبٌ، فَاغْفِرْ لَهُ». ع3: ينبهنا المسيح لعثرة واضحة وهي عدم التسامح، ويدعونا لمعالجة أي خطأ يحدث من أحد بمعاتبته. وفي (مت18: 15) ينبه أن يكون العتاب بعيدًا عن الأعين حتى لا يخجله، وإن تاب يسامحه ولكن إن لم يتب فيسامحه في قلبه حتى ينال غفران الله كما نصلي في الصلاة الربانية "واغفر لنا ذنوبنا كما نغفر نحن أيضًا للمذنبين إلينا"؛ ولكن قد تصبح العلاقة محدودة جدًا بينهما أو قد يقطعها المخطئ، فلا يوجد أي تعامل بينهما ولكن الإنسان الروحي يحتفظ بسلامة ومحبته له وصلواته لأجله. ع4: ينبهنا المسيح أنه إن تكرر الخطأ مرات كثيرة من نفس الشخص إلى سبع مرات في اليوم، وسبعة هو عدد الكمال، أي مهما تكررت أخطاءه فلابد من التسامح والغفران. † إن كان الله قد استراح في اليوم السابع، فراحته أن تغفر لأخيك مهما أخطأ كما يغفر لك الله مهما أخطأت كل يوم. 5 فَقَالَ الرُّسُلُ لِلرَّبِّ: «زِدْ إِيمَانَنَا!». 6 فَقَالَ الرَّبُّ: «لَوْ كَانَ لَكُمْ إِيمَانٌ مِثْلُ حَبَّةِ خَرْدَل، لَكُنْتُمْ تَقُولُونَ لِهذِهِ الْجُمَّيْزَةِ: انْقَلِعِي وَانْغَرِسِي فِي الْبَحْرِ فَتُطِيعُكُمْ. ع5-6: حبة الخردل: بذرة سوداء صغيرة تستخدم كتوابل، وعندما تنمو تصير شجرة يصل إرتفاعها إلى 3 أمتار ونصف، وجذورها كبيرة وثابتة، وكتعبير يهودي شائع فهي تدل على الأشياء الصغيرة جدًا... طلب التلاميذ من المسيح أن ينمى إيمانهم، فقال لهم أن الإيمان الحقيقي الحي حتى لو كان صغيرًا مثل حبة خردل، يقدر أن يقلع شجرة ضخمة مثل الجميز، ذات جذور منتشرة في الأرض وقوية، ويغرسها في البحر، أي يصنع المعجزات وليس أمامه مستحيل. شجرة الجميزة تشير للشيطان أو الخطية المتعمقة في القلب، والإيمان قادر أن يتخلص منها ومن سلطانها ويغرقها في البحر. 7 «وَمَنْ مِنْكُمْ لَهُ عَبْدٌ يَحْرُثُ أَوْ يَرْعَى، يَقُولُ لَهُ إِذَا دَخَلَ مِنَ الْحَقْلِ: تَقَدَّمْ سَرِيعًا وَاتَّكِئْ. 8 بَلْ أَلاَ يَقُولُ لَهُ: أَعْدِدْ مَا أَتَعَشَّى بِهِ، وَتَمَنْطَقْ وَاخْدِمْنِي حَتَّى آكُلَ وَأَشْرَبَ، وَبَعْدَ ذلِكَ تَأْكُلُ وَتَشْرَبُ أَنْتَ؟ 9 فَهَلْ لِذلِكَ الْعَبْدِ فَضْلٌ لأَنَّهُ فَعَلَ مَا أُمِرَ بِهِ؟ لاَ أَظُنُّ. 10 كَذلِكَ أَنْتُمْ أَيْضًا، مَتَى فَعَلْتُمْ كُلَّ مَا أُمِرْتُمْ بِهِ فَقُولُوا: إِنَّنَا عَبِيدٌ بَطَّالُونَ، لأَنَّنَا إِنَّمَا عَمِلْنَا مَا كَانَ يَجِبُ عَلَيْنَا». ع7-8: إن الوضع الطبيعي الذي اعتاده الناس إذا عاد عبيدهم من أعمالهم في الحقل أو الرعى أن يكملوا أعمالهم المنزلية في إعداد العشاء لسيدهم، ثم يأكلون هم ولا يستريحون قبل إتمام اعمالهم، فليس فضل للعبد أن يعد طعام العشاء لسيده بل هو واجب عليه لذا لا يفتخر أحد منا بأى عمل صالح يعمله، فهذا واجب عليه نحو الله سيده الذي اشتراه بدمه. تمنطق أربط ثيابك الواسعة لتستطيع أن تقوم بالخدمة، وهذا يرمز للجهاد الروحي طوال العمر. بعد ذلك أي في الحياة الأبدية. تأكل وتشرب السعادة والشبع الروحي في الملكوت. من الناحية الروحية، يرمز العمل في الحقل أو الرعى إلى أعمال العالم المادية التي يباركنا الله فيها، ولكن إذ نرتفع بالعودة إلى بيت سيدنا وهو الكنيسة، نُعدّ له العشاء بالخدمة والتبشير للبعيدين فيأكل ويشرب توبة واعتراف البعيدين، وبعد هذا يهبنا الطعام السماوي في الحياة الأبدية. ع9-10: ليس للعبد فضل في إتمام واجباته لأنه أُشتَرى بثمن وينبغي أن يؤدى واجبه. كذلك يلزم أن نشعر نحن أننا عبيد لله إن فعلنا كل البر، فهذا واجبنا بل نعتبر أنفسنا عبيد بطالين لأننا نقصر في أعمالنا، والله يستر علينا ويكمل نقصنا بل بحبه يهبنا نعمة البنوة. وبالتالي لا يدعى أحد أن عنده فضائل زائدة يعطيها لغيره. ملاحظة: يؤمن إخوتنا الكاثوليك بتعليم غريب يسمى "بزوائد القديسين"، يعنون بهذا أن القديسين الكبار قدموا فضائل أكثر مما طلب الله منهم، ومن حقهم كقديسين إعطاء بعض الناس من رصيدهم الزائد هذا، لتعويض نقائصهم وتقصيراتهم، وهذا تعليم غريب ترفضه كنيستنا لأنه ليس لإنسان فضل أمام الله أو زوائد.. ولهذا نطلق علي هذا التعليم الغريب "بدعة زوائد القديسين". إذا عملت أي بر أو خدمة، فاشكر الله باتضاع لأنه وهبك ان تعمل هذا العمل الصالح. (5) شفاء العشرة برص (ع11 - 19): 11 وَفِي ذَهَابِهِ إِلَى أُورُشَلِيمَ اجْتَازَ فِي وَسْطِ السَّامِرَةِ وَالْجَلِيلِ. 12 وَفِيمَا هُوَ دَاخِلٌ إِلَى قَرْيَةٍ اسْتَقْبَلَهُ عَشَرَةُ رِجَال بُرْصٍ، فَوَقَفُوا مِنْ بَعِيدٍ 13 وَرَفَعوُا صَوْتًا قَائِلِينَ: «يَا يَسُوعُ، يَا مُعَلِّمُ، ارْحَمْنَا!». 14 فَنَظَرَ وَقَالَ لَهُمُ: «اذْهَبُوا وَأَرُوا أَنْفُسَكُمْ لِلْكَهَنَةِ». وَفِيمَا هُمْ مُنْطَلِقُونَ طَهَرُوا. 15 فَوَاحِدٌ مِنْهُمْ لَمَّا رَأَى أَنَّهُ شُفِيَ، رَجَعَ يُمَجِّدُ اللهَ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ، 16 وَخَرَّ عَلَى وَجْهِهِ عِنْدَ رِجْلَيْهِ شَاكِرًا لَهُ، وَكَانَ سَامِرِيًّا. 17 فَأجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ: «أَلَيْسَ الْعَشَرَةُ قَدْ طَهَرُوا؟ فَأَيْنَ التِّسْعَةُ؟ 18 أَلَمْ يُوجَدْ مَنْ يَرْجِعُ لِيُعْطِيَ مَجْدًا للهِ غَيْرُ هذَا الْغَرِيبِ الْجِنْسِ؟» 19 ثُمَّ قَالَ لَهُ: «قُمْ وَامْضِ، إِيمَانُكَ خَلَّصَكَ». ع11-12: كان المسيح متجهًا نحو أورشليم ليتمم فداءنا على الصليب، ولأنه قد أتى لخلاص العالم كله اجتاز في الجليل والسامرة الممتلئين بالأمم ليبشر الكل ويخلصهم. واتجه نحو قرية صغيرة في السامرة، فهو يبحث عن المحتاجين حتى من لا يهتم بهم الناس، فوجد عشرة برص يقيمون خارج القرية لأن هذا المرض وإن كان جسديًا في شكل بقع تظهر على الجلد، ولكنه كان يدل في العهد القديم على نجاسة صاحبه، وإذا أصيب به أحد فالشريعة تقضى بأن يعتزل خارج المدينة ويشق ثيابه ولا يغطى رأسه بعمامة ويغطى شاربه وينادى إلى كل من يقترب إليه نجس نجس. كل هذه مظاهر للخزى حتى تقوده للتوبة. ومعنى ذلك أن الخطية تبعد الإنسان عن التمتع بالعضوية الكنسية وبركات الله لأولاده في الكنيسة. ع13: لقد سمع هؤلاء العشرة عن يسوع ومعجزاته وتعاليمه، لذا عندما رأوه من بعيد آمنوا بقدرته على شفائهم، فصرخوا إليه طالبين رحمته ليشفيهم. ع14: لم يشفهم المسيح بل أمرهم أن يذهبوا إلى الكهنة ويروهم أنفسهم. وكانت شريعة موسى تقضى بأن الأبرص إذا شفى يذهب إلى الكاهن ليتأكد من ذلك، ويقدم ذبيحة ويُعطى شهادة بطهارته. وقد ظهر إيمان هؤلاء العشرة في طاعتهم للمسيح، إذ ذهبوا إلى الكهنة ولأجل طاعتهم وهم في طريقهم طهروا من برصهم. † هل تطيع وصايا الله واثقًا من قوتها قبل أن تعاين بركتها وتلمسها؟ ثابر في جهادك الروحي وتنفيذ وصايا الله حتى إن لم تجد تعزيات، وثق أنك ستنال في النهاية بركات لا يُعبر عنها. ع15-16: يمجد الله: آمن أن يسوع من الله، لذا مجد الله وأعلن إيمانه القوى به عن طريق التمجيد بصوت مرتفع. خر على وجهه سجد له إيمانا بقوته وأنه من الله. سامريا من سكان المملكة الشمالية، أصله يهودي ولكنه اختلط بالأمم وابتعد عن عبادة الله في هيكله بأورشليم، فكان محتقرًا من اليهود ولكن الذي جمعه مع التسعة اليهود هو اشتراكهم في مرض البرص الذي يُعتبر نجاسة في نظر الكل وسبب لعزلهم خارج المدن. كان هؤلاء العشرة يهودًا ولكن واحدًا منهم كان سامريًا، أي من الفئة المحتقرة من اليهود لأجل عدم تمسكهم بكل شرائع موسى. انطلق التسعة فرحين بشفائهم ليقابلوا الكهنة وأقاربهم ويعودوا إلى حياتهم الطبيعية، ولكن هذا السامرى شعر أن أول شيء ينبغي أن يعمله هو شكر المسيح الذي شفاه، فرجع إليه وهو يهلل فرحًا، وسجد أمامه باتضاع وشكره على محبته له. ع17-19:أراد المسيح أن يظهر تميز هذا السامرى، فتساءل أين التسعة الذين طهروا، ولماذا لم يعودوا ليشكروا، ثم مدح هذا السامرى معلنًا تفوق إيمانه ليس فقط في الطاعة بل في الشكر وتمجيد الله. وهكذا صار السامرى الغريب المحتقر أفضل من اليهود العارفين الشريعة. إيمانك خلصك ليس فقط من مرض البرص، ولكن من الخطايا والانهماك في الشهوات لأن قلبه أحب الله وظهر ذلك في شكره. † هل تحرص على شكر كل من يساعدك ويقدم لك خدمة حتى لو كانت صغيرة؟.. وهل تشكر الله في صلواتك على عطاياه اليومية لك؟ (6) ملكوت الله داخل النفس (ع20 - 21): 20 وَلَمَّا سَأَلَهُ الْفَرِّيسِيُّونَ: «مَتَى يَأْتِي مَلَكُوتُ اللهِ؟» أَجَابَهُمْ وَقَالَ: «لاَ يَأْتِي مَلَكُوتُ اللهِ بِمُرَاقَبَةٍ، 21 وَلاَ يَقُولُونَ: هُوَذَا ههُنَا، أَوْ: هُوَذَا هُنَاكَ! لأَنْ هَا مَلَكُوتُ اللهِ دَاخِلَكُمْ». ع20-21: بمراقبة أي يكون له ظواهر في الجو أو تحركات بشرية باستقبال عظيم للمسيا، فليست هناك أمور مادية أعلنها لكم لتراقبوها لأنه ملكوت روحي على القلوب. هوذا ههنا أي في السامرة أو الجليل يظهر المسيح. هوذ ا هناك أي في أورشليم حيث هيكل الله. ملكوت الله داخلكم أي في قلوبكم، فالله يريد أن يملك على قلوب أولاده. ويعنى أيضًا داخلكم أي في وسطكم. سأله الفريسيون عن ميعاد مجيء الملكوت وكان قصدهم الملك الأرضى للمسيا، فأعلمهم ألا يرتبكوا بمراقبة علامات خارجية للملكوت، لأنه ملكوت روحي وهو مُلك الله على القلب، لذا قال ها ملكوت الله داخلكم وذلك بإيمان النفس وطاعتها للمسيح، فيملك عليها ويمتعها بعشرته حتى تصل إلى الملكوت السماوي. † إهتم بعلاقتك الشخصية بالمسيح من خلال صلواتك وقراءاتك حتى تشعر بسكناه داخلك، ولا تنشغل ببركاته المادية فالمقصود بها أن تقودك إلى محبته وإرتباط قلبك به. (7) علامات نهاية الأيام (ع22 - 37): ذُكِر جزء من هذا الحديث في (مت 24: 37-41، 28). 22 وَقَالَ لِلتَّلاَمِيذِ: «سَتَأْتِي أَيَّامٌ فِيهَا تَشْتَهُونَ أَنْ تَرَوْا يَوْمًا وَاحِدًا مِنْ أَيَّامِ ابْنِ الإِنْسَانِ وَلاَ تَرَوْنَ. 23 وَيَقُولُونَ لَكُمْ: هُوَذَا ههُنَا! أَوْ: هُوَذَا هُنَاكَ! لاَ تَذْهَبُوا وَلاَ تَتْبَعُوا، 24 لأَنَّهُ كَمَا أَنَّ الْبَرْقَ الَّذِي يَبْرُقُ مِنْ نَاحِيَةٍ تَحْتَ السَّمَاءِ يُضِيءُ إِلَى نَاحِيَةٍ تَحْتَ السَّمَاءِ، كَذلِكَ يَكُونُ أَيْضًا ابْنُ الإِنْسَانِ فِي يَوْمِهِ. 25 وَلكِنْ يَنْبَغِي أَوَّلًا أَنْ يَتَأَلَّمَ كَثِيرًا وَيُرْفَضَ مِنْ هذَا الْجِيلِ. 26 وَكَمَا كَانَ فِي أَيَّامِ نُوحٍ كَذلِكَ يَكُونُ أَيْضًا فِي أَيَّامِ ابْنِ الإِنْسَانِ: 27 كَانُوا يَأْكُلُونَ وَيَشْرَبُونَ، وَيُزَوِّجُونَ وَيَتَزَوَّجُونَ، إِلَى الْيَوْمِ الَّذِي فِيهِ دَخَلَ نُوحٌ الْفُلْكَ، وَجَاءَ الطُّوفَانُ وَأَهْلَكَ الْجَمِيعَ. 28 كَذلِكَ أَيْضًا كَمَا كَانَ فِي أَيَّامِ لُوطٍ: كَانُوا يَأْكُلُونَ وَيَشْرَبُونَ، وَيَشْتَرُونَ وَيَبِيعُونَ، وَيَغْرِسُونَ وَيَبْنُونَ. 29 وَلكِنَّ الْيَوْمَ الَّذِي فِيهِ خَرَجَ لُوطٌ مِنْ سَدُومَ، أَمْطَرَ نَارًا وَكِبْرِيتًا مِنَ السَّمَاءِ فَأَهْلَكَ الْجَمِيعَ. 30 هكَذَا يَكُونُ فِي الْيَوْمِ الَّذِي فِيهِ يُظْهَرُ ابْنُ الإِنْسَانِ. 31 فِي ذلِكَ الْيَوْمِ مَنْ كَانَ عَلَى السَّطْحِ وَأَمْتِعَتُهُ فِي الْبَيْتِ فَلاَ يَنْزِلْ لِيَأْخُذَهَا، وَالَّذِي فِي الْحَقْلِ كَذلِكَ لاَ يَرْجعْ إِلَى الْوَرَاءِ. 32 اُذْكُرُوا امْرَأَةَ لُوطٍ! 33 مَنْ طَلَبَ أَنْ يُخَلِّصَ نَفْسَهُ يُهْلِكُهَا، وَمَنْ أَهْلَكَهَا يُحْيِيهَا. 34 أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ يَكُونُ اثْنَانِ عَلَى فِرَاشٍ وَاحِدٍ، فَيُؤْخَذُ الْوَاحِدُ وَيُتْرَكُ الآخَرُ. 35 تَكُونُ اثْنَتَانِ تَطْحَنَانِ مَعًا، فَتُؤْخَذُ الْوَاحِدَةُ وَتُتْرَكُ الأُخْرَى. 36 يَكُونُ اثْنَانِ فِي الْحَقْلِ، فَيُؤْخَذُ الْوَاحِدُ وَيُتْرَكُ الآخَرُ». 37 فَأَجَابوا وَقَالُوا لَهُ: «أَيْنَ يَا رَبُّ؟» فَقَالَ لَهُمْ: «حَيْثُ تَكُونُ الْجُثَّةُ هُنَاكَ تَجْتَمِعُ النُّسُورُ». ع22: تحدث المسيح مع تلاميذه عن علامات نهاية العالم، وأنبأ بأنها ستحمل ضيقات كثيرة، وسيشتهى الناس وجود المسيح معهم ليعينهم على مواجهتها، ولكن للأسف لن يفهموا العلامات إذ سينغمسون في الشهوات وأفكار العالم. ولكن إن تابوا وعاشوا بالإيمان، سيعمل الروح القدس فيهم كما كان يعمل المسيح ويعين تلاميذه أيام وجوده على الأرض. ع23-24: أعلن المسيح لأولاده أنه سيظهر مضلون يقولون أن المسيح قد جاء في مجيئه الثاني في مكان ما من العالم، ولكن حذرهم من تصديق هذه الأكاذيب لأنه سيظهر للبشر كلهم في وقت واحد، وأعطى مثلًا لمجيئه الثاني وهو ظهور البرق الذي ينتقل سريعًا من أقصى السماء إلى أقصاها، ويراه الكل في وقت واحد. ع25: ثم نبه تلاميذه إلى ضرورة أن يتألم المسيح ويصلب بيد اليهود (في هذا الجيل) ويموت لفداء البشرية أولًا، ويقوم من الأموات ثم يأتي بعد هذا في مجيئه الثاني. ع26-30: يصف المسيح الأيام السابقة لمجيئه الثاني أنها مثل الأيام التي سبقت طوفان نوح، وأيام سدوم قبل حرقها في زمن لوط، حيث كان الناس منشغلين بأعمالهم العالمية، مبتعدين عن الله والتوبة عن خطاياهم، وفجأة جاء الطوفان أو نزلت النار على سدوم. هكذا أيضًا سيأتي المسيح في مجيئه الثاني فجأة، والناس منشغلين عنه في شهوات العالم واهتماماته الزائلة، فيحاسبهم ولا ينجو إلا أولاد الله الأبرار. ع31-33: ينبه المسيح أولاده المؤمنين ألا يتنازلوا عن سموهم الروحي (من كان على السطح) بالبحث والإنهماك في شهوات العالم، ومن يجاهد متقدمًا في طريق الحياة الروحية وخدمة الرب (العمل في الحقل)، لا يرجع إلى شهواته القديمة وتعلقاته المادية مثل إمرأة لوط التي هلكت لأجل تعلق قلبها بالماديات ونظرها إلى الوراء. فمن يتنازل عن هذه الماديات التي يبحث عنها كل العالم يخلص نفسه، أي من يبدو أنه يتعب نفسه ويهلكها بعدم اهتمامه براحة جسده ورفاهيته، هو الذي يخلص نفسه وينال الأبدية السعيدة. ع34-36: يوضح المسيح أن أولاده الذين يحيون وسط العالم سيأخذهم إليه، ويترك الأشرار للعذاب الأبدي. والإثنان اللذان على السرير يرمزان للأغنياء، أما الذين يعملون على الرحى فيرمزون للعاملين بجهد في حياتهم العالمية أي الفقراء والمكافحين، واللذان في الحقل فيرمزان للكهنة والخدام العاملين في كرم الرب. من هذه الفئات الثلاثة سيوجد أبرار وأشرار، فيؤخذ الواحد للملكوت والآخر للعذاب الأبدي. ع37: الجثة ترمز للمسيح المصلوب. النسور أولاد الله المؤمنون الذين يأكلون جسد الرب ودمه في الكنيسة ويحيون. وهناك رأي آخر أن الجثة ترمز إلى الشيطان الذي يوجد في العذاب وحوله يجتمع الأشرار ليتعذبوا إلى الأبد. † من كل ما سبق، يلزم السهر للتوبة عن كل خطية والاحتراس من الشهوات الخبيثة والاهتمام بمحبة الله. |
||||
19 - 03 - 2024, 05:08 PM | رقم المشاركة : ( 154730 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
1 وَقَالَ لِتَلاَمِيذِهِ: «لاَ يُمْكِنُ إِلاَّ أَنْ تَأْتِيَ الْعَثَرَاتُ، وَلكِنْ وَيْلٌ لِلَّذِي تَأْتِي بِوَاسِطَتِهِ! 2 خَيْرٌ لَهُ لَوْ طُوِّقَ عُنُقُهُ بِحَجَرِ رَحىً وَطُرِحَ فِي الْبَحْرِ، مِنْ أَنْ يُعْثِرَ أَحَدَ هؤُلاَءِ الصِّغَارِ. ع1: يعلن المسيح بسابق علمه وجود العثرات في العالم، أي يبعد الإنسان غيره عن طريق الله إما ببدعة أو فكرة رديئة أو قدوة سيئة أو ضغوط نفسية واضطهادات ...إلخ، ولكن ينذر المسيح بالويلات، أي العذاب الشديد، لكل من يعثر غيره لأنه لا يخطئ فقط في حق الله، بل يبعد ويسقط الآخرين. ع2: ذكرت هذه الآية أيضًا في (مت18: 1). الصغار هم أي إنسان ضعيف في الإيمان أو المعرفة أو في أي ظروف ضعف، لذا يشدد الله في هلاك هذا المعثر، معبرًا عن ذلك بأن يعلق في عنقه حجر ثقيل، وهو حجر الرحى الذي تطحن به الحبوب، ويطرح في البحر فلابد له أن يغرق ويهلك، أي يا ليته يهلك قبل أن يعثر غيره لأنه إذا أعثر غيره ينتظره عذاب شديد في الحياة الأخرى. |
||||