![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 154601 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() مبينًا أنك قادر أن تخلِّص من كل خطرٍ، حتى إذا ركب البحر من لا دراية له. [4] لم يكن ليونان دراية أن يقود حوتًا في البحر، وهو في جوفه، لكنه أدرك أن القائد الحقيقي هو ذاك الذي أعد له الحوت. لقد خلصه من الخطر، بل ودخل به إلى أمجاد فائقة. وخلص الله شعبه قديمًا الذي عاش في مصر يرعى البهائم، لا خبرة له بالبحار، فإذا به يسير في طريقٍ جافٍ وسط المياه، لم تعبر أرجل بشرٍ من قبل ولا عبر فيه أحد من بعد بهذه الكيفية الفائقة. يا لرعاية الله وحبه لنا، حتى حين لا تكون لنا دراية بعبور الطرق الخطرة! |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 154602 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() أنت تُحب ألا تكون أعمال حكمتك عقيمة، ولذلك يودِعُ الناس أنفسهم خشبة صغيرة، فيقطعون الأمواج في طوفٍ ويَسلَمون. [5] من محبة الله لنا أنه يستخدم الأمور الصغيرة لخلاصنا كي نشعر بعنايته، ولا نتكل على قدراتنا كأننا قادرون على الخلاص بمجهوداتنا البشرية الذاتية. كثيرًا ما تتحول السفن الكبيرة إلى موضع خطر لمن هم فيها، فيلجأ المسافرون كما البحارة إلى قطعٍ خشبيةٍ بسيطةٍ لا تقارن مع عظمة السفينة، فيشعر الناجون من الخطر أنهم كانوا محمولين لا على قطعٍ خشبية، بل على الأذرع الإلهية. في وسط الأمواج الخطيرة، يقول الرسول بولس: "سلمنا فصرنا نُحمل" (أع 15:27). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 154603 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() وفي البدء كان الجبابرة المتكبرون يهلِكون، فالتجأ رجاء العالم إلى طوفٍ، وكانت يدك تقوده، فأَبقى للدهر ذرية تتوالُد. [6] غالبًا ما يشير الحكيم إلى قصة الطوفان، حيث ظن البشر الأشرار في كبرياء أنه ليس من يقدر أن يصدهم عن شرورهم، فهلكوا بالطوفان. أما نوح وعائلته، أي جماعة المؤمنين، فدخلوا الفلك الخشبي كأنه طوق نجاة، عبروا به فترة الطوفان المهلكة ليخرجوا إلى عالم تجدد لخدمتهم. لقد أبقى الله هذه الثماني أنفس لتجديد البشرية. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 154604 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() * لما استمر عمل المهندسين واقترب من النهاية، ضحك الفسقة على الوقور وسخروا منه، كان يخبرهم بما كان يسمعه من الله، وهم كانوا يكثرون إهانة تعليمه، يا اخوتي لعلهم حسبوه مجنونًا لما كثّر من تحذيرهم ورموا فُلكه بالهزء، كان يتنهد على الأثمة لأنهم جهال، وهم كانوا يضحكون من العمل الذي كان ينفذه، بدأ يبني المقصورة الجديدة من الألواح المصفوفة حسب مقاييس أخذها من الله، ارتفع البناء وانتهى بعد مائة سنة ثم نجز كل العمل بالتمام (تك 5: 32؛ 6: 8، 11)، بُحّ صوت نوح البار لما كان يكرز، وبنو الإثم أهملوا وأثموا بزيادة، قدّم لهم تعليمًا بقدر استطاعته، وكان يتضاعف إثم الأرض بزيادة، عمله العظيم كان يشهد على كلماته، ولم تكن تُسرد قصة هزلية من قبل البار، ذاك الإتقان العجيب الذي كان يصنعه يبين الحقَ الذي كان يتكلم به، كان يلزم أن يعرف الجيل الشرير أن نوحًا لم يكن يتعب عبثا في عمله، المنظر العظيم احتقرته أعينهم، والكرازة احتُقرت من قبل آذانهم، لم يفهموا بالعمل الذي جرى هناك، ولم يسترشدوا بصوت التعليم، كانت قلوبهم وأعينهم مع آذانهم مغلقة، لان أبواب أفكارهم أُغلقت بإرادتهم، لما فاض كيل الذنوب من قبل الأثمة، ونقصت وقلت فرصة التوبة، لما فسد كل الجيل بقطع الرجاء والغضب، اغلق بابَ المراحم وحبسهم، لما أمهل المنتقم وانتظر ليطلبوا منه، ولم يوجد صوت يتوسل لنيل الغفران، لما خجلت النعمة من العدالة: إلى متى تطيل الأناة لأنهم لم يجنوا أية فائدة،؟ لما شيدت طوابق ذلك الفُلك لم يبقَ إلا أن يدخل نوح ثم يأتي الغضب. القديس يعقوب السروجي |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 154605 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() فالخشبة التي بها يحصل البرُّ هي مباركة. [7] استخدم الله خشبة الفلك لإنقاذ مؤمنيه، عوض التماثيل الخشبية التي يظن البحارة أنها قادرة على إنقاذهم من مخاطر البحار، سواء الأمواج العاتية أو قراصنة البحار. يقارن هنا بين التمثال الخشبي، وخشبة الصليب. الأولى صنم يسقط تحت اللعنة هو وصانعة والمتعبد له. أما الثانية فتحمل مخلص العالم كله. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 154606 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() * أتى رب إبراهيم إلى بيت أصدقائه ليزورهم، ولما خرج أبناء إبراهيم أعطوه الصليب، كان يحمل صليبه، ويخرج من عند صالبة ربها، لأنها لم تعطهِ بدل حسناته سوى هذا (الصليب)، صار لها طبيبًا وشفى كل جروحها، ولما كان يخرج لم يتزود إلا بالصليب، أُصدر حكم ابن الله بالإثم، وخرج ليموت مع الأثمة بدون ذنب (مر 15: 28). القديس يعقوب السروجي |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 154607 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() * يقول الإنجيل "فأخذوا يسوع ومضوا به. فخرج وهو حامل صليبه إلى الموضع الذي يقال موضع الجمجمة" (يو 19: 16-17). لقد خرج يسوع إلى الموضع الذي يصلب فيه حاملًا صليبه... يا له من مشهد عظيم! يراه الناظر الشرير مشهدًا مملوءًا سخرية، وأما الناظر التقي فيراه سرًا عظيمًا! الشرير يراه تأكيدًا عظيمًا للعار والخزي، والتقي يراه حِصنًا منيعًا للإيمان! الشرير يراه فيضحك إذ يرى ملكًا حاملًا شجرة العقاب عوض صولجان الملك، وأما التقي فيرى ملكًا حاملًا الصليب لأجل صلبه هو... حيث سيثبت الصليب على الجباة... إذ يقول الرسول بولس: "وأما أنا فحاشا لي أن أفتخر إلاَّ بصليب ربنا يسوع المسيح" (غلا 6: 14). لقد كان يمدح نفس صليب المسيح، الذي كان يحمله على كتفيه، كسراج منير يحترق دون أن يوضع تحت مكيال (مت 5: 15). القديس أغسطينوس |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 154608 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() * بالشجرة التي قتلنا بها (الشيطان) أنقذنا الرب! بالخمر الذي به صرنا مخبولين، صرنا به (في التناول) طاهرين! لقد تدفق من الجنب (الإلهي) قوة سرية، حطمت الشيطان مثل داجون (1 صم 5: 1-5)، لأن في هذا التابوت يختبئ كتاب يصرخ عنا: "المنتصر" (السيد المسيح)! مبارك هو هذا الذي كحمل حقيقي خلصنا، وأهلك مهلكنا كما حدث مع داجون! الذئب القديم (الشيطان) رأى الحمل... فارتعب منه رغم إخفائه لنفسه. فكما أن الذئب حمل ثوب الحملان، هكذا صار الراعي "حمَلًا" وسط الحملان، حتى متى تجاسر الذئب النهم ليفترس الحمَل الوديع يرد هذا القدير ذاك المفترس! القديس مار أفرام السرياني |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 154609 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() أما المصنوعة صنمًا فملعونة هي وصانعها، أما هذا فلأنَّهُ عمِلها، وأما تلك فلأنها مع كونها قابلة للفساد، سُمِّيت إلهًا. [8] يقدم الحكيم سرٌ لعنة كل من مادة الصنم وصانعه. فالمادة في ذاتها ليست شرًا، ولا الإنسان كخليقة الله شر، لأن كل ما خلقه الله صالح. شر المادة في استخدامها كصنمٍ، يغتصب مجد الله، ويسكنه إبليس يخدع به البشر. وشر الإنسان لا في جسمه ولا في نفسه، وإنما في انحراف إرادته، حيث يحمل إرادة مقاومة للحق الإلهي. العالم جميل وحسن والجسم صالح والنفس صالحة، انحراف أي خليقة عن مسارها الذي من أجله خلقت يفسد كيانها ويجعلها شريرة. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 154610 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() * "أما المصنوعة صنمًا ملعونة هي وصانعها" (حك 14: 8) ليس بمعنى أن ما ليس فيها حياة ملعونة بذاتها، بل بقولة "المصنوعة" يقصد بدقة الصنم الجامد (الذي مسكنه الشيطان). العلامة أوريجينوس |
||||