16 - 03 - 2024, 01:47 PM | رقم المشاركة : ( 154421 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
* في قلوب الأمم تحول تكريم الله الواحد الأكثر نقاوة إلى عبادة دموية لآلهة متنوعة. الأب قيصريوس أسقف آرل |
||||
16 - 03 - 2024, 01:48 PM | رقم المشاركة : ( 154422 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
* جميل هو العالم دون شك، وسامٍ في فخامة حجمه كما في نظام مكوناته، سواء تلك التي في الدائرة المائلة أو التي في الشمال أو في شكله الكروي. لكن ليس هذا بل مُبدعه هو الذي يلزم أن نعبده. فإن جاءكم رعاياكم، لا يمكنهم أن يهملوا تقديم الخضوع لكم، أنتم حكامهم وسادتهم، والذين يحصلون منك على ما يريدون، ويقدمون أنفسهم لعظمه بلاطكم. وإن حانت لهم الفرصة أن يأتوا إلى البيت الملكي فإنهم يلقون نظرة إعجاب على مبناه الجميل، لكنهم يقدمون الاحترام لكم بصفتكم "الكل في الكل". أنتم أيها الملوك تبنون قصوركم وتزينونها لأنفسكم، أما العالم فلم يُخلق لأن الله محتاج إليه. فإن الله هو كل شيء لذاته. نور لا يُقرب منه، عالم كامل، القوة والعقل. إن كان العالم آلة موسيقية تتحرك في زمنٍ مُقاس بطريقة جيدة، فإنني أعبد الكائن الذي أعطاها هذا التناغم، وعزف عليها النوتة الموسيقية، وغنى مقاطعها المتناسقة، ولا أعبد الآلة ذاتها. في المسابقات الموسيقية لا يتَّوج الحكام القيثارات متجاهلين العازفين عليها... إن كان أحد يدرك لعناصر العالم المختلفة على أنها قوى الله، فإننا لا نقترب إلى القوى لنقدم لها الخضوع، إنما نقدمه لصانعها وسيدها. إنني لا أطلب من المادة ما لا تستطيع أن تعطيه، ولا أتخطى الله وأقدم الكرامة للعناصر، التي تعجز عن صنع شيء ما غير ما قُدر لها. فبالرغم من جمال منظرها بسبب مهارة خالقها إلا أنها لا تزال تحمل طبيعة المادة... بينما أُعجب من السماوات وعناصرها، من أجل إبداعها، لكنني لست أعبدها كآلهة، عالمًا أن قانون الفناء يسيطر عليها. العلامة أثيناغوراس |
||||
16 - 03 - 2024, 01:51 PM | رقم المشاركة : ( 154423 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
تأليه العمل الإنساني الميت 10 أَمَّا الَّذِينَ سَمَّوْا أَعْمَالَ أَيْدِي النَّاسِ آلِهَةً، الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَمَا اخْتَرَعَتْهُ الصِّنَاعَةُ، وَتَمَاثِيلَ الْحَيَوَانِ وَالْحَجَرَ الْحَقِيرَ مِمَّا صَنَعْتَهُ يَدٌ قَدِيمَةٌ؛ فَهُمْ أَشْقِيَاءُ وَرَجَاؤُهُمْ فِي الأَمْوَاتِ. 11 يَقْطَعُ نَجَّارٌ شَجَرَةً مِنَ الْغَابَةِ طَوْعَ الْعَمَلِ، وَيُجَرِّدُهَا بِحِذْقِهِ مِنْ قِشْرِهَا كُلِّهِ، ثُمَّ بِحُسْنِ صِنَاعَتِهِ يَصْنَعُهَا آلَةً تَصْلُحُ لِخِدْمَةِ الْعَيْشِ، 12 وَيَسْتَعْمِلُ نُفَايَتَهَا وَقُودًا لإِعْدَادِ طَعَامِهِ. 13 ثُمَّ يَأْخُذُ قِطْعَةً مِنْ نُفَايَتِهَا لا تَصْلُحُ لِشَيْءٍ، خَشَبَةً ذَاتَ اعْوِجَاجٍ وَعُقَدٍ، وَيَعْتَنِي بِنَقْشِهَا فِي أَوَانِ فَرَاغِهِ، وَيُصَوِّرُهَا بِخُبْرَةِ صِنَاعَتِهِ عَلَى شَكْلِ إِنْسَانٍ، 14 أَوْ يُمَثِّلُ بِهَا حَيَوَانًا خَسِيسًا، وَيَدْهُنُهَا بِالإِسْفِيدَاجِ، وَيُحَمِّرُ لَوْنَهَا بِالزُّنْجُفْرِ، وَيَطْلِي كُلَّ لَطْخَةٍ بِهَا. 15 وَيَجْعَلُ لَهَا مَقَامًا يَلِيقُ بِهَا، وَيَضَعُهَا فِي الْحَائِطِ وَيُوَثِّقُهَا بِالْحَدِيدِ، 16 وَيَتَحَفَّظُ عَلَيْهَا أَنْ لاَ تَسْقُطَ، لِعِلْمِهِ بِأَنَّهَا لاَ تَقُومُ بِمَعُونَةِ نَفْسِهَا، إِذْ هِيَ تِمْثَالٌ يَفْتَقِرُ إِلَى مَنْ يُعِينُهُ. 17 ثُمَّ يَتَضَرَّعُ إِلَيْهَا عَنْ أَمْوَالِهِ وَأَزْوَاجِهِ وَبَنِيهِ، وَلاَ يَخْجَلُ أَنْ يُخَاطِبَ مَنْ لاَ رُوحَ لَهُ. 18 فَيَطْلُبُ الْعَافِيَةَ مِنَ السَّقِيمِ، وَيَسْأَلُ الْمَيْتَ الْحَيَاةَ، وَيَسْتَغِيثُ بِمَنْ هُوَ أَعْجَزُ شَيْءٍ عَنِ الإِغَاثَةِ، 19 وَيَتَوَسَّلُ مِنْ أَجْلِ السَّفَرِ إِلَى مَنْ لاَ يَسْتَطِيعُ الْمَشْيَ، وَيَلْتَمِسُ النُّصْرَةَ فِي الْكَسْبِ وَالتِّجَارَةِ وَنُجْحِ الْمَسَاعِي مِمَّنْ هُوَ أَقْصَرُ مَوْجُودٍ بَاعًا. بعد أن تحدث عن تأليه الخليقة أو بعض المخلوقات أو الظواهر الطبيعية يتحدث الآن عن تأليه العمل الإنساني مثل الأصنام والتماثيل. في حديثه عن الخليقة ربما وجد عذرًا يقدمه عنهم، وإن كان هذا العذر غير مقبول، لأنه كان يلزم أن ينشغلوا بالخالق لا الخليقة مهما كان جمالها أو قدرتها، وكان يليق بهم أن يستخدموا عقولهم التي وهبهم الله إياها، فيدركوا ما وراء الخليقة. أما أن يتعبد الإنسان لتمثال خشبي أو معدني أو من الحجارة، ففيه سخافة وبؤس. لكن ما أشقى أولئك الذين جعلوا رجاءهم في أشياء ميتة، فسموا أعمال أيدي الناس آلهة، ذهبًا وفضةً مصنوعةً بمهارةٍ، وتماثيل حيوانات، أو حجرًا لا يُستعمل صنعته يدٌ قديمة. [10] بلغت الغباوة بالإنسان أن يستعبد نفسه لما يصنعه هو بيديه، الأشياء الميتة. يقوم صائغو الذهب والفضة، أو النحاتون، أو النجارون بالإبداع في تشكيل صنمٍ ميتٍ. جاء في سفر إرميا النبي: "لأن فرائض الأمم باطلة، لأنها شجرة يصنعونها من الوعر، صنعة يدي نجار بالقدوم بالفضة والذهب يزينونها، وبالمسامير والمطارق يشددونها فلا تتحرك. هي كالعين في مقثاة فلا تتكلم، تحمل حملًا لأنها لا تمشي، لا تخافوها، لأنها لا تضر، ولا تصنع خيرًا" (إر 10: 3-5). |
||||
16 - 03 - 2024, 01:52 PM | رقم المشاركة : ( 154424 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
* وضع الله معرفته في القلوب البشرية منذ البداية. لكن هذه المعرفة بثوها بجهالة في خشبٍ وحجارةٍ، وبهذا أفسدوا الحق، على الأقل قدر ما استطاعوا، بينما الحق ثابت لا يتغير، له مجده غير المتغير. القديس يوحنا الذهبي الفم |
||||
16 - 03 - 2024, 01:53 PM | رقم المشاركة : ( 154425 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
* مثل طبيب حكيم قبل أن يتحدث عن المرض أشار إلى علله ومصدره. للإعداد لانتقاد شرهم بدأ بالإشارة إلى مصادر ضعفهم: الطمع والخداع والتجمعات الفاسدة، مظهرًا شيئًا فشيئًا من الأمور التي جعلتهم يسقطون في هوة الهلاك، إذ يضيف: "عمل أيديهم" (إش 2: 8). فإنه أي شيءٍ أكثر سخافة من أن نرى إنسانًا يصنع إلهًا؟ اعتاد الكتاب المقدس أن يشير إلى الأصنام بأنها "رجاسات" (مت 15:24، دا 31:11، 11:12). القديس يوحنا الذهبي الفم |
||||
16 - 03 - 2024, 01:54 PM | رقم المشاركة : ( 154426 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
وهذا حطَّاب ماهر ينشر شجرة يسهل نقلها، فيُجرِّدها بمهارةٍ من قشرها، ثم بحسن صناعتِه يصنعها إناءً، يصلح لخدمة العيش. [11] مهارة النجارين هي هبة من الله، لكن بكمال حريتهم يمكنهم أن يسيئوا استخدام هذه الهبة... كان يليق بالنجار أن يستخدم مهارته في صنع أدوات منزلية أو زراعية أو للإبحار كالسفن إلخ لنفع البشرية، أما أن يصنع منها تمثالًا ليحتل مركز الخالق، فهذه جريمة وتعدي على الوصية الإلهية. |
||||
16 - 03 - 2024, 01:55 PM | رقم المشاركة : ( 154427 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
* بعبادتهم أشياء من خشبٍ وحجرٍ لا يرون أنهم بينما يطأون بأقدامهم ويحرقون ما لا يختلف عنها بأي حالٍ من الأحوال يدعون أجزاء من هذه المواد آلهة. وما كانوا يستعملونه في خدمتهم منذ وقتٍ وجيز ينقشونه ويعبدونه بحماقتهم، دون أن يروا أو يفكروا مطلقًا أنهم لا يعبدون آلهة بل صنعة خراط. لأنه طالما كان الحجر غير منحوت، والخشب غير مشغولٍ، فإنهم يطأون الواحد، ويستخدمون الآخر لأغراضهم المختلفة، حتى في الأغراض الوضيعة. ولكن حينما يصورها الصانع حسبما يتفق مع مهارته، ويصوغ المادة في شكل رجلٍ أو امرأةٍ، فإنهم إذ يشكرون الصانع يشرعون في عبادتها كآلهة، بعد أن كانوا قد اشتروها من الخراط بثمنٍ. وفضلًا عن هذا فإن صانع التماثيل كثيرًا ما يصلي لمصوغاته، كأنه قد نسي العمل الذي أتمه هو نفسه، ويدعو تلك التي كان يقطِّعها وينحتها ويخرطها قبل ذلك مباشرة آلهة. البابا أثناسيوس الرسولي |
||||
16 - 03 - 2024, 01:56 PM | رقم المشاركة : ( 154428 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ويستعمل نُفايتها وقودًا، لإعداد طعامه فيشبع. [12] لا ينكر دور النجار في صنع الأدوات الخشبية النافعة، حتى النفايات تُستخدم وقودًا لطي الطعام. في إشعياء 44 يصور لنا النبي كيف يستخدمون الخشب جزءً منه للتدفئة، وآخر لطهي الطعام، وبقيته يصنعون منه آلهة صنم يخرون ويسجدون لها ويصلون لها قائلين: "نجني لأنك أنت ألهي" (إش 44: 17). |
||||
16 - 03 - 2024, 01:57 PM | رقم المشاركة : ( 154429 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
* إن كانت إلهًا لَلَزَمَ أن يكون كل الشجر إلهيًا، فلماذا تستخدمون ما يتبقى من الخشب لكي تحصلوا على نار تفيدكم في إعداد الطعام...؟ ألستم تضعون الخشب في النار، من ذات نوع الخشب الذي تتعبدون له؟ فكيف تطرحون الواحد وتتعبدون للآخر. بحق يضيف: "لا يعرفون ولا يفهمون، لأنه قد طمست عيونهم عن الأبصار، وقلوبهم عن التعقل. ولا يردد في قلبه وليس له معرفة ولا فهم، حتى يقول نصفه قد أحرقت بالنار..." (إش 18:44-19). الأب ثيؤدورت أسقف قورش |
||||
16 - 03 - 2024, 01:57 PM | رقم المشاركة : ( 154430 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أما النفاية التي لا تصلح لشيء، وهي خشبة معوجَّة ومعقَّدة، فإنه يأخذها، ويعتني بنقشها في وقت فراغِه، ويُصورها بخبرة ليكسب أوقات الراحة، فيُمثل بها شكل إنسان. [13] في شيء من التفصيل يصف كيف يُصنع الوثن، ففي سخرية يُظهر أنه لا يصنع حتى من حجر كريم، وإنما من نفايات الشجر، أما قوله: "خبرة ليكسب أوقات الراحة"، فيفيد أن الإنسان وقد صار في فراغٍ داخلي لا يجد شيئًا نافعًا يمارسه، فيتفنن في تصوير تمثال. حقًا أن الفراغ الداخلي هو وراء الإلحاد! يصور الحكيم نجارًا يذهب إلى الغابة ويختار شجرة أو بعضًا من فروعها، يقوم بقطعها، ويذهب بها إلى منزله أو ورشته. يقوم بتقسيمها إلى أجزاء وشرائح ثم ينزع عنها غلاف الشجرة الخارجي، وبعد أن يستخدمها في صنع أية أداه للمنزل أو الزراعة إلخ يبحث عن نفاية، لا ليستخدمها وقودًا، بل ليصنع منها تمثالًا يتعبد له. يشير هنا إلى غرور الأباطرة والملوك، فيصنعون تماثيل لأنفسهم ليعبدهم الناس في أثناء حياتهم وبعد مماتهم، بهذا يظنون أنهم يمارسون السيادة على الشعب حتى بعد موتهم. وفي نفس الوقت يظن بعض البسطاء في ضعفهم أن حياتهم في أيدي هؤلاء الجبابرة حتى بعد موتهم. في استخفاف بعبدة الأصنام يُظهر الكاتب أنه يمكن صنع صنم من نفاية الأخشاب، وفي هذا عار! |
||||