منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 15 - 03 - 2024, 02:38 PM   رقم المشاركة : ( 154331 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,269,815

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة






لاَ تَجِدُ فِيَّ ذُمُومًا. لاَ يَتَعَدَّى فَمِي.

الذى ينشغل بشهوات العالم أثناء النهار يمتلئ ليله بالأفكار والأحلام الشريرة، أما الذي يجعل الرب أمامه في كل حين (مز16: 8) مثل داود، فإن ليله يكون مع الله، فيسمع صوته الذي يتعهده وينبهه للتوبة ويتأمل إحسانات الله، فيشكره، فيصير الليل لذة له أكثر من النهار، إذ أن قلبه متفرغ للصلاة، كما قال الآباء القديسون "الليل مفروز للصلاة".

إن تعهد الله لداود ليس فقط ليلا، بل أيضا في النهار .

إن أتى فكر شرير على ذهن داود، فهو يطرده في الحال ولا يخرجه إلى كلمات؛ لذا يقول لا يتعدى فمى.

داود في اتضاع ينسب التنقية كلها لله عندما يقول "جربت قلبى" ثم "تعهدته ليلا" وبعد ذلك "محصتنى" أي فحصتنى بكل دقة في تجارب صعبة، كما ينقى الذهب بالنار من الشوائب، فوجدتنى في النهاية نقيا "لا تجد في ذمومًا" وبالتالي يترجى الله أن يسمعه وينقذه من الأشرار الظالمين.

نلاحظ أن داود لا يتكلم عن شرور أعدائه، لكنه يصلى بقلب نقى ليس فيه ذمومًا نحو أي إنسان، وهذا أحد شروط الصلاة المقبولة، التي نلاحظ باقي شروطها في آيات المزمور كله، فهو لا يدين أحدًا، ويصلى بقلب لا يحمل ضيقًا ممن أساءوا إليه؛ لذلك يسمع الله صلاته.
 
قديم 15 - 03 - 2024, 02:39 PM   رقم المشاركة : ( 154332 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,269,815

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة






مِنْ جِهَةِ أَعْمَالِ النَّاسِ فَبِكَلاَمِ شَفَتَيْكَ أَنَا تَحَفَّظْتُ مِنْ طُرُقِ الْمُعْتَنِفِ.

المعتنف:
العنيف والقاسي.

يظهر في هذه الآية اهتمام داود بكلام شفتى الله، أى وصاياه، فيتأمل فيها ويطيعها ويجعلها تتقود حياته في سلوكه مع الآخرين.

لا يضطرب من أعمال الناس العنفاء، المسيئين إليه، أو لغيره، بل يظل في سلوكه المستقيم بحسب وصايا الله، فيحب الكل ولا يغلبه الشر، بل يغلب الشر بالخير، فالفضل في أعمال داود المستقيمة يرجع إلى كلام الله.

يتمتع داود باللسان النقى كما قال في (ع 1) "من شفتين بلا غش" وكذلك بقلب نقى (ع3)، فالله جرب قلبه ولم يجد فيه "ذمومًا" . وفى هذه الآية يحدثنا عن أعماله النقية التي بحسب وصايا الله، حتى لو عاش وسط الأشرار القساة القلوب، فلا يتأثر بطرقهم وسلوكهم.

إن كانت طرق الأشرار العنفاء تحمل كلامًا سيئًا ضد داود، فلم يندفع داود البار بكلام شرير عليهم أو ضدهم؛ لأنه مطيع لكلام الله الذي يحفظه من الشر. فكلام الله يحفظ لسان أولاده الأبرار؛ لكي لا ينزلقوا في الشر، حتى لو قال عنهم الأشرار كلامًا سيئًا.


 
قديم 15 - 03 - 2024, 02:40 PM   رقم المشاركة : ( 154333 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,269,815

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة






تَمَسَّكَتْ خُطُوَاتِي بِآثارِكَ فَمَا زَلَّتْ قَدَمَايَ.

ما هي آثار الله، إلا أعماله مع البشر وفى الطبيعة التي كلها خير وللبنيان، بهذه الآثار أعجب داود، فسار وراء الله ليعمل خيرًا مع كل إنسان حتى الأشرار منهم.

نرى في هذه الآية تعلق داود بالله وثقته كإبن في تمسكه بآثار الله، فهو لا يستطيع أن يسير في طريق بدون الله، أي يكون الله قائدًا له ونورًا لسبيله.

انقياد داود وراء الله حفظه من الانقياد وراء الشر، وبالتالي لم يتعرض للانزلاق والسقوط في خطايا المحيطين به من الأشرار.

تظهر محبة الله في اهتمامه بأولاده الأبرار، إذ يضع علامات على الطريق الروحي المؤدى إلى الملكوت، ليسير أولاده على هداها وهي آثاره. فالله لا يترك نفسه بلا شاهد (أع 14: 17)، مثل الأبرار والصديقين الذين يعيشون بيننا، وكذلك كل ما يحدث من الأحداث التي تحيط بنا، حتى إساءات الآخرين إلينا قد تكون علامة على الطريق، لنحترس من الانزلاق في الخطية.

في الترجمة السبعينية يقول "ثبت خطواتى" بدلا من "تمسكت خطواتى" ويظهر من هذا طلب داود معونة الله التي تثبته في الطريق، فحتى ولو كان الطريق كربًا، ولكنه يستطيع أن يعبره بمعونة الله، بل يكون ثابتا في الطريق الإلهي، لا ينحرف عنه بحيل إبليس.

هذه الآية نبوة عن آثار المسيح الذي تجسد وعاش في وسطنا لكي نقتدى به في كل حياته، كما تظهر من الأناجيل الأربعة.
 
قديم 15 - 03 - 2024, 02:41 PM   رقم المشاركة : ( 154334 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,269,815

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة






أَنَا دَعَوْتُكَ لأَنَّكَ تَسْتَجِيبُ لِي يَا اَللهُ. أَمِلْ أُذُنَيْكَ إِلَيَّ. اسْمَعْ كَلاَمِي.

يؤمن داود بأبوة الله وأنه يسمعه ويستجيب له، لأنه قادر أيضًا على الاستجابة؛ لذا يدعوه ويطلب منه كل احتياجاته في الصلاة، ويثق أيضا في عدله، فهو لا يرضى بالظلم.

يثق كذلك داود في محبة الله واتضاعه، ويطلب منه أن يتنازل ويميل آذنه إلى صلواته. فهو يعرف أن له مكانة في قلب الله لا يملأه سواه، ويثق أن الله يهتم به ويسمع طلباته.

إن داود قد اختبر الله في حياته فطلبه كثيرا واستجاب له، فهذا يعطيه ثقة ودالة ليدعوه اليوم.

إمالة الله آذنه تظهر واضحه في تجسد ابنه الوحيد، ليعلن قربه منا واهتمامه باحتياجاتنا، وبالتالي فهذه الآية نبوة عن المسيح، لأن المسيح شفيعنا لأننا بواسطة فدائه تصل طلباتنا إلى الآب.
 
قديم 15 - 03 - 2024, 02:42 PM   رقم المشاركة : ( 154335 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,269,815

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة






مَيِّزْ مَرَاحِمَكَ، يَا مُخَلِّصَ الْمُتَّكِلِينَ عَلَيْكَ، بِيَمِينِكَ مِنَ الْمُقَاوِمِينَ.

إن داود الذي يثق في رحمة الله يطلب مراحم متميزة وعجيبة للمتكلين على الله مثله، إذ ليس له إلا الله الذي يسنده، أما الأشرار المقاومون فيتكلون على قوى العالم، أي نفوذهم وأموالهم وكثرة عددهم، والله بحكمته وعدله يفيض مراحم لا تحصى على المتكلين عليه.

إن داود يثق في رحمة الله، فيطلب أن تكون هذه المراحم من يمينه، أي من كمال قوته، فتكون مراحم عجيبة وعظيمة، فهي بالطبع ستسند المتكلين عليه.

إن داود يطلب من الله أن يستجيب لصلواته لأنه هو الحق والعدل (ع1) وأيضا لأنه بار، فهو يهتم بالأنقياء (ع 3)، ثم من جهة ثالثة يطلب استجابة صلواته من الله الرحوم، الذي يرحم كثيرًا المتكلين عليه (ع6).

يمين الله ترمز للمسيح الذي جلس عن يمين الآب، فهي هنا ترمز لتجسد المسيح، الذي يرحم المؤمنين المتكلين على الله بفدائه.

يطلب داود من الله أن يميز مراحمه، بمعنى أن يظهرها بوضوح لئلا يظن بعض الناس أنها تتم صدفة وليست من الله. فهو يريد أن يعرف كل البشر أن الله هو مصدر المراحم، وأنه يستخدم البشر وأحداث الحياة، كأدوات لإظهار مراحمه، أما هنا فيود داود أن تكون مراحم الله متميزة لا يستطيع الإنسان أن يتغافلها، أو يتشكك فيها، مثل وقوف الشمس ليشوع أثناء حربه (يش10: 13) أو تراجع الظل لإعلان رحمة الله في امتداد حياة حزقيا الملك خمسة عشر عامًا (أش38: 8).

إن يمين الله التي تسند الإنسان وتحميه لا تمنع حروب المقاومين ولكنها تسنده، فيتغلب عليها، ففى الحياة سنقابل تجارب، لكن مسيحنا يعدنا أنه "فى العالم سيكون لكم ضيق لكن ثقوا أنا قد غلبت العالم" (يو 16: 33).
 
قديم 15 - 03 - 2024, 02:43 PM   رقم المشاركة : ( 154336 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,269,815

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة






احْفَظْنِي مِثْلَ حَدَقَةِ الْعَيْنِ. بِظِلِّ جَنَاحَيْكَ اسْتُرْنِي

حدقة: فتحة مستديرة وسط قزحية العين تبدو سوداء اللون ولكنها شفافة ومنها يدخل الضوء إلى داخل العين وهي في مركز العين.

يطمئن داود لرعاية الله وحنانه، فيطلب منه أن يعتنى به ويحفظه وهو يثق في رعاية الله الدقيقة التي تعتنى بضعفه، كما يعتنى الإنسان بعينه فيغلق أجفانه عليها، حتى لا تتعرض للأتربة، أو لأى أجسام غريبة، هكذا يحفظه الله من كل شر، ومن أية مشاكل أكبر منه ويغلق عليه في أحضانه، فيطمئن مهما أحاطت به المشاكل. فيجعله الله يغمض عينيه عن المناظر الشريرة، ويتأمل أعمال الله في كل شيء حسن حوله.

يشعر داود في اتضاع بضعفه ويطلب حماية الله التي تستر عليه بجناحيه، حتى لا تحرقه الشمس التي ترمز إلى التجارب، فهو في ظل الله يشعر بالحماية والطمأنينة، كما تحمى الدجاجة فراخها بجناحيها (مت 23: 37).

يثق داود في بنوته لله، أي محبة الله له كأب لإبنه، بل وأعلى من هذا إذ يشعر أنه حدقة عين الله (زك 2: 8) التي يحفظها برعايته وبثقة الحب هذه ينال بركات وفيرة ورعاية من الله.

إن عين الإنسان خلقها الله وسط عظام تحيط بها تسمى محجر العين، لكي تحفظ العين من أية إصابات خارجية. والعين عضو هام جدًا في الجسم من خلاله يرى الإنسان كل ما حوله، فيقود الجسم كله في الطريق السليم. فعناية الله بالعين عناية بالجسم كله، وعناية الله بداود هي عناية بكل شعبه، لأنه هو راعيه.

حفظ الله لحدقة العين هو أن يجعلها عين بسيطة ترى الله في كل ما حولها وتبتعد عن الشر، فالله هو مصدر الاستنارة الروحية، التي يهبها للعين. والعين المحاطة بعظام الوجه تشبه أورشيلم المحاطة بالجبال المستنيرة بالهيكل الذي في وسطها.

 
قديم 15 - 03 - 2024, 02:44 PM   رقم المشاركة : ( 154337 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,269,815

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة






مِنْ وَجْهِ الأَشْرَارِ الَّذِينَ يُخْرِبُونَنِي، أَعْدَائِي بِالنَّفْسِ الَّذِينَ يَكْتَنِفُونَنِي.

أعداء بالنفس: أعداء نفسى.

يكتنفوننى: يحيطون بى.

في الآية السابقة أظهر داود ثقته في رعاية الله التي تشبه العناية بحدقة العين والاحتماء بجناح الله، وهنا يعلن عدم انزعاجه من محاولة الأشرار تخريب نفسه، فهم بلا قيمة ما دام متكلا على الله ومحتميا به. هذا ما حدث مع داود عندما قام مشيرو شاول بتحريضه ضد داود لقتله، ولكن الله كان دائمًا يحميه.

تظهر بشاعة حروب الشيطان في أنه يريد تخريب نفس الإنسان وبالتالي فلا مهادنة مع الشيطان، بل يجب الابتعاد عن كل شر وشبه شر؛ لأن الشيطان المتحايل يقدم الخطية بشكل جذاب، ليسقط الإنسان في الفخ.

الأشرار في شرهم يحيطون بالبار لكيما يسقطونه، لذا فإن تحصن البار بالله، في شكل الممارسات الروحية من صلوات وأصوام، يكون قد بنى سورًا حول نفسه، لا يستطيع الأشرار أن يقتحمونه، فالالتجاء إلى الله هو الحل الوحيد. فمن أجل إحاطة الأشرار بداود يتضرع إلى الله ليسرع ويحميه، فالتضرع إلى الله هو الملجأ والحل الوحيد.
 
قديم 15 - 03 - 2024, 02:45 PM   رقم المشاركة : ( 154338 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,269,815

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة






قَلْبَهُمُ السَّمِينَ قَدْ أَغْلَقُوا. بِأَفْوَاهِهِمْ قَدْ تَكَلَّمُوا بِالْكِبْرِيَاءِ.

يصف داود الأشرار أن قلبهم سمين، لأنهم اهتموا بإشباع شهواتهم وعمل كل شر، فصاروا في أنانية شديدة، وبالتالي صاروا عاجزين عن الإحساس بمن حولهم، أو تقديم الرحمة والمحبة للمحتاجين. ولكن على العكس أغلقوا قلوبهم ومشاعرهم عمن حولهم.

من إغلاق الأشرار قلوبهم نفهم أن الإنسان له حرية أن يشعر بمن حوله، أو يرفض ذلك، فمن انشغل بتسمين قلبه، سيفقد إحساسه بالناس، فيرى احتياجاتهم بعينيه ولا يتحرك قلبه لمساعدتهم. والذي أغلق قلبه بالشهوات لن يشعر بالله، وبالتالي لن يشعر بالآخرين. فمن لا يحب الله سيعجز عن محبة الآخرين.

إذا كانت الأنانية والشهوات ستؤدى إلى الابتعاد عن عمل الرحمة، فستقود الأشرار أيضا إلى ما هو أردأ وهو التكلم بكبرياء ومضايقة الآخرين، بل واحتقار الضعفاء . وهكذا نرى أن الخطية تندرج من مشاعر القلب الشريرة إلى الكلام السئ، فمن لا يعالج الأفكار والمشاعر الداخلية سيزداد الشر داخله ويظهر على شفتيه، ثم أفعاله.

تنطبق هذه الآية على الأشرار الذين أحاطوا بداود، مثل شاول وأبشالوم ابن داود، وكل من حاول الإساءة إلى داود. وتنطبق أيضا على المسيح الذي حاول الكتبة والفريسيون والكهنة ورؤساء الكهنة إصطياده بكلمة وإيقاعه في يد السلطة الرومانية، ثم محاولات قتله، التي انتهت بصلبه، وهم بذلك قد أغلقوا قلوبهم عن الاستماع لكلامه، وتكلموا أيضا بالكبرياء عليه.
 
قديم 15 - 03 - 2024, 02:45 PM   رقم المشاركة : ( 154339 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,269,815

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة






فِي خُطُوَاتِنَا الآنَ قَدْ أَحَاطُوا بِنَا. نَصَبُوا أَعْيُنَهُمْ لِيُزْلِقُونَا إِلَى الأَرْضِ.

يزلقوننا:
يسقطوننا في الخطية.

الأشرار يراقبون تحركات البار في كل خطوة ليحيطوا به ويؤذونه، فهو محتاج لمعونة الله التي تحميه وتخلصه من أيديهم.

الأشرار يعدون الفخاخ لنا، لتنزلق فيها وننخدع بها، فنسقط في أيديهم، ثم يضحكون علينا. فهم يفرحون بالشر، إذ ليس عندهم محبة، أما البار فيسعى لعمل الخير حتى مع الأعداء، لذا يحميه الله.

ينبغى أن يحترس البار من الفخاخ التي ينصبها الأشرار وهي مختفية، أو مغطاة بأمور جذابة، ليخدعوا الأبرار بها. والعلاج هو الصلاة والتدقيق.

إن كان داود في الآيات السابقة قد تكلم عن البار بصيغة المفرد، فالآن في هذه الآية يتكلم بصيغة الجمع، لأن الشيطان يحارب الكنيسة كلها، أو جماعة الأبرار، فليس المسيح فقط، بل كل أولاده.

الأشرار يحاولون إسقاطنا في الأرضيات، أي الشهوات الأرضية، ولكن إن تعلقت قلوبنا بالسماء ستضعف حيلهم وتكاد تنتهي، إذ نستخدم الأرضيات كقوت وكسوة ولكن تنجذب قلوبنا السمائيات.
 
قديم 15 - 03 - 2024, 02:47 PM   رقم المشاركة : ( 154340 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,269,815

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة






مَثَلُهُ مَثَلُ الأَسَدِ الْقَرِمِ إِلَى الافْتِرَاسِ، وَكَالشِّبْلِ الْكَامِنِ فِي عِرِّيسِهِ.

القرم: المتلهف للافتراس.

عريسه: عرينه وهو بيت الأسد.

يستنجد داود بالله، لأن الشرير الذي يقف أمامه - ويقصد به الشيطان وكل من يتبعه- يشبه الأسد في قوته، وهذا الأسد يشتاق، ويتلهف لافتراس داود، إذ ان طبيعته الشريرة تدفعه للإساءة إلى الآخرين، فهو يحب الشر ويفرح بتدمير الآبرار.

يشبه الشرير أيضا بأنه لو بدا صغيرا مثل الشبل لكنه يجلس في بيته منتظرًا الفرصة، ليحطم البار، فإن كان يعانى من بعض العجز الآن، لكنه ينتظر أقرب فرصة ليسئ إلى البار.

الشرير في شره صار مثل الحيوان المفترس وهو الأسد، أي أنه ابتعد عن الله، فصار مثل الحيوان، فلا يفهم المحبة والقيم الروحية، بل يؤمن فقط بشهواته واتمامها على حساب الآخرين.

إن الشرير يشبه الأسد المشتاق لافتراس كل من يصادفه. ومعلوم أن الذي يفترس هو اللبؤة، أي الأم التي تترك أبناءها الأشبال في بيتهم، وتخرج لافتراس من يصادفها وتأتى بالفريسة لتكون طعامًا لزوجها وأبنائها، وتكون اللبؤة بقلقها على أبنائها الذين تركتهم في البيت عنيفة في افتراسها، ومن ناحية أخرى تبحث عن طعام لهم، حتى لا يموتوا جوعًا . هكذا الشرير دائم الميل للشر وفى قلق مستمر، فيسئ لكل من يقابله، خاصة الأبرار، الذين يرمز إليهم بالحيوانات الأليفة.

الأسد يتميز بالقوة وأيضا بالمكر، فهو ينتهز الفرصة، ليهاجم الحيوان الأخير في القطيع الكبير؛ حتى لا يفتك به القطيع، وهو بهذا يرمز للشرير الذي يتحين الفرصة ليهلك البار، إذا ابتعد قليلًا عن باقي القطيع، أي أعضاء الكنيسة وتهاون في علاقته مع الله.
 
موضوع مغلق

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:01 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024