09 - 03 - 2024, 01:06 PM | رقم المشاركة : ( 153661 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
|
||||
09 - 03 - 2024, 01:31 PM | رقم المشاركة : ( 153662 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
البابا كيرلس السادس ظاهرة روحية فى جيلنا تستحق التسجيل للتأريخ ، ولتكون حلقة للوصل ذهبية فى سلسلة طويلة من تاريخ طويل حافل بالأمجاد الروحانية للكنيسة القبطية المصرية الأرثوذكسية . وعلى الرغم من أن البابا كيرلس السادس لم يكن خطيبا أو واعظا منبريا ، بل لم يكن من أصحاب المؤهلات العلمية العالية ، ولم يكن كذلك من أصحاب القلم ، فلم يؤلف كتبا ، ولم يحرر مقالات طويلة .. مع ذلك قد ترك على قلوب الملايين فى مصر وخارج مصر .. فى كل أفريقيا وآسيا وأوربا وأمريكا .. آثارا عميقة أبعد غورا من أن يغطيها النسيان ، أو تمحوها الأيام … وسيظل اسمه فى ذاكرة الأجيال مقترنا بالعبادة والقداسة والفضيلة ، مع البساطة الصادقة ، والوداعة الحقيقية، والرؤيا الباطنية ، والكشوف الروحانية … فكان وما يزال عند الكثيرين فى صفوف الأنبياء بما توافرله من الجلاء البصرى ، والجلاء السمعى، والجلاء الحسّى ، والرؤيا لبعض الماضى ، وبعض الحاضر ، وبعض المستقبل … ونقول ( بعض ) لأنه ما كان له كإنسان إلاّ بقدر ما وهبه الله من معرفة محدودة مقيّدة بحدود بشريته وإنسانيته . ومع ذلك فمعرفته هذه المحدودة والمقيّدة ، تفوق كثيرا معرفـة الملايين من البشر ممن توافرت لهم ثقافة علمية ، ودراسة منهجية عن طريق الكتب والمعلمين ووسائل الإعلام المتداولة . إن المعرفة التى تميز بها البابـا كيرلس هى من نوع ذلك العلم الذى يعرف عند الرهبان والمتصوفين والروحانيين بأنه ( العلم اللَدنّى ) أى العلم الذى من لدن الله تعالى ، هو ذلك الطراز من العلم الذى لا يأتى عن طريق الكتب أو المعلمين أو الوالدين ، وإنما هو ذلك النور الذى يشرق فى القلب من عل ، وينبثق فى داخل النفس انبثاقا ، علما مباشرا بغير واسطة ، يأتى وكأنه ضرب من الإلهام من غير مقدمات ومن غير منطق البرهان ، ومن دون تدرج أو تسلسل عقلى أو فلسفى .. إنه علم من الله مباشرة يتولد من منحة علوية ، وقوة عالية على الطبيعة أو بالأحرى فوق الطبيعة .. هذه التى عبّر عنها الكتاب المقدس بقوله ” وأما أنتم فإن المسحة التى نلتموها منه تثبت فيكم ، وليس بكم حاجة إلى أن يعلمكم أحد ، بل كما تعلّمكم مسحة الروح هذه عن كل شىء ، وهى حق ، وليست كذبا ، فكما علمتكم اثبتوا فيه ” (1. يوحنا 2: 27). وقال عنها المسيح له المجد ” إذا جاء المعزى وهو الروح القدس الذى سيرسله الآب باسمى ، سيعلمكم كل شىء ، ويذكركم بكل ما قلته لكم … ذاك الذى هو روح الحق فهو يرشدكم إلى الحق كله … وسيخبركم بأمور آتية . (يوحنا 14: 26) ، (16: 13 ) . |
||||
09 - 03 - 2024, 01:34 PM | رقم المشاركة : ( 153663 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
كثيرا ما يسمع منه من يقابله ويسمعه رسالة فى كلمة … أو كلمة فيها رسالة لحياته كلها أو بعضها … وبعض من هؤلاء يرددون اليوم كلمة أو عبارة قالها البابا كيرلس السادس لهم منذ عشر سنوات أو عشرين سنة ، وهى على ما تبين لهم كلمة ثمينة غالية ، تحققوا صدقها، ورأوا فيها رسالة إلهية ، أو نبوءة عن المستقبل القريب أو البعيد ، أو كشفا عن واقع مستور أو محجوب … لكن الأشد غرابة .. هو أن الرجل كانت له فى حياته موهبة الانتقال بالروح عبر المسافات … فكان يظهر لبعض الناس فى بيوتهم أو أماكن وجودهم ، ويعينهم على حل مشاكلهم ، ويخلّصهم من ضيقاتهم ، ويصلى عنهم ويباركهم ، ثم تغادر روحه المكان ، ولا يبقى لوجوده فيه دليل مادى غير بخور أو رائحة زكية عطرة ، بالإضافة إلى ما يتركه من صور ذهنية فى ذاكرة الذين زارهم فرأوه رؤيا العيان.. وتزداد دهشتهم إذ يلتقون به بعد ذلك ، فيجدونه عارفا بزيارته لهم ، ويتمم فى حديثه مابدأه معهم فكان فى هذا شبيها بأليشع النبى الذى ذهب ( بالروح) وراء تلميذه جيحزى ( ورآه ) وهو يجرى وراء نعمان رئيس جيش ملك آرام ويأخذ منه فضة وثيابا (2.الملوك 5: 26) وكان شبيها بالأنبا فريج الشهير بالأنبارويس ، وبالرهبان السوّاح ، الذين ينتقلون بالروح أو بالجسد… وهو ما يعرف بالاختطاف العقلى ، والاختطاف بالجسد ، على نحو الاختطاف الذى حدث للقديس فيلبس الشماس فى غزة فانتقل بالجسد إلى أشدود (أعمال الرسل 8: 26، 39، 40) وكذلك الاختطاف الذى حدث لحبقوق فانتقل من فلسطين إلى بابل فى العراق حيث كان دانيال النبى فى جب الأسود ، ” فأخذ ملاك الرب بجمّته ، وحمله بشعر رأسه ورفعه فى بابل عند الجب باندفاع روحه ” ( دانيال 14: 32 – 35 ) . وكل هذا يتبينه الناس عمليا فى حياة البابا كيرلس السادس ، ويكتشفونه فى بساطة صادقة نادرة من غير رغبة منه فى إعلان .. وهذا يدل على إحساس عميق عنده بأن هذه القدرة موهبة من الله ، لا فضل له فيها ، وهبه الله إياها ليخدم بها الناس فى جيله ، إذ كان يعلم فى قرارة نفسه أنه إنسان بسيط فى علمه ، ولقد لازمه هذا الإحساس فى كل حياته ، ولذلك فإنه بكى كثيرا يوم أبلغوه باختياره بطريركا ، شاعرا شعورا صادقا بأنه سيحمل على كتفيه حملا ثقيلا أكبر من أن يحتمله منكباه … وقد التقطوا له صورة ، تحمل لمن يتأملها كل تلك المشاعر الدفينة فى نفسه بعدم أهليته ، وعدم إستحقاقه ، وخوفه وإرتعاده من ثقل تلك المسئولية الضخمة التى يؤمن هو أنها أعظم من أن يحملها بنجاح . |
||||
09 - 03 - 2024, 01:35 PM | رقم المشاركة : ( 153664 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
إحساسه بضعفه كان إحساسا صادقا ، فقد لازمه هذا الإحساس كل أيام حبريته ، فظل متواضعا على الحقيقة ، فلم يزعم أو ينسب لنفسه مايؤمن فى أعماقه أنه ليس له … لهذا كان يعهد إلى الآخرين من المطارنة والأساقفة والكهنة والأراخنة من أولاده ، ما يرى أنهم أقدر منه على القيام به ، وهذه كشفت عن ظهور فضيلة أخرى فى الرجل ، وهى استعانته بإخوته من المطارنة والأساقفة وأولاده الكهنة والأراخنة ، فكان موفقا فى هذا كرئيس أعلى ، إذ أتاح لغيره فرصة العمل والخدمة … وعلى سبيل المثال لا الحصر كان دائما ينيب عنه فى رسامة القسوس والشمامسة فى القاهرة أو الأسكندرية واحدا أو أكثر من كبار المطارنة والأساقفة ، وكذلك الأمر فى رسامة الرهبان والراهبات .. على الرغم من أنه كان يصلّى القداس يوميا ، وذلك لكى يعطى لغيره من المطارنة والأساقفة ورؤساء الأديرة فرصة العمل والخدمة ، ويحتفظ لنفسه بما تقتضيه واجبات الرئاسة والمسئولية الكبرى … وكذلك ترك للمجلس الملى العام فى القاهرة ، والمجلس الملى بالاسكندرية حرية الاجتماع من غير وجوده مكتفيا بأن يقف من وكيل المجلس وأمين السرّ على نتائج الاجتماع وقراراته حتى يوقع عليها ويعتمدها .. وحتى إجتماع الكهنة بالقاهرة والأسكندرية كان يعهد برئاسته إلى الوكيل العام بصفته رئيس مجلس الكهنة … وبالمثل فى مجالس كنائس القاهرة والأسكندرية ، بل وأيضا فى المجلس الاكليريكى بالقاهرة والاسكندرية فقد استمر الوضع فيه كما كان فى عهود البطاركة السابقين ، يكتفى البابا البطريرك بأن يقف من رئيس المجلس وأمين السرّ على نتائج مباحثاته وقراراته ليعتمدها ، تاركا للمجلس وأعضائه حرية العمل بما يضاعف وينمى إحساسهم بالمسئولية ، ويترك للبابا البطريرك وقتا للاضطلاع بالمسئولية العامة ، وهى عظيمة جدا ، خصوصا فى زماننا الذى تعقدت فيه مسئولية الرئيس العام ، وتضاعفت فصار مضطرا إلى الإكتفاء بالإشراف على الأجهزة العامة الكبيرة . وقديما قبل موسى ، وهو نبى الله ، نصيحة من كاهن مديان إذ قال له : ” ما هذا الذى أنت تصنعه للشعب ، وما بالك جالسا وحدك وجميع الشعب واقفون أمامك من الصباح إلى المساء … فإنك تكل أنت وهذا الشعب الذين معك جميعا أيضا ، لأن هذا الأمر فوق طاقتك ، ولا تستطيع أن تتولاه وحدك ، والآن اسمع منى ما أشير به عليك … فانظر من جميع الشعب ، أُناسا أقوياء أتقياء لله ، أمناء ، مبغضين الرشوة ، وول منهم عليهم رؤساء … فيكون أنهم يقضون للشعب فى كل وقت ، ويرفعون إليك كل أمر عظيم ، وكل أمر صغير يحكمون فيه هم ، وخفف عن نفسك ، فهم يحملون معك …فسمع موسى لصوت حميه وصنع جميع ما قاله له ” ( الخروج 18: 13- 27 ) . |
||||
09 - 03 - 2024, 01:40 PM | رقم المشاركة : ( 153665 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
نحن اليوم قد أتينا من أماكن متفرقة لنحتفل بالذكرى للمتنيح البابا كيرلس السادس ، هذا الرجل الذى أعطى نفسه أن يكون نموذجا وأمثولة لحياة الإنسان الذى يحيا لا للأرض وإنما للسماء . رجل وهب كل حياته بكل ما فى هذه الكلمة من معنى ، لم يبق لنفسه شيئا ، ولم يبق لأحد شيئا ، إنما كله قربان وكله بخور طاهر عطر، عَطَّرَ الأرض بسيرته النقية الطاهرة وصلواته النافعة المقبولة، وعطَّر أجواء السماء أيضا ودخل إلى الأخدار السمائية هناك عابدا طاهرا نقيا جميلا مُجملا بالفضائل . نحن الذين اجتمعنا فى هذه المناسبة نريد أن نراجع ذواتنا ونريد أن نتخذ من حياة هذا الرجل نموذجا لحياتنا ، لنعرف كيف تكون الحياة الطاهرة ؟ كيف تكون الحياة المحرقة ، كيف تكون الذبيحة ، ذبيحة الروح والنفس والجسد ، كيف تكون السيرة ، سيرة السائرين فى طريق السماء الذين لا يألون على شيء على الأرض ولا يبتغون شيئا من الدنيا ولا يريدون أن يكنزوا على الأرض كنوزا ، حيث يعيش السوس والصدأ، وإنما إنسان ينظر للحياة نظرة أبدية . لا يتعلق بأمر من أمور الحياة الدنيا إنما كل فكره وكل قلبه ، كل إحساسه وشعوره ، كل عواطفه متجهة نحو السماء . |
||||
09 - 03 - 2024, 01:40 PM | رقم المشاركة : ( 153666 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أيها الأخوة والأبناء هذه هى سيرة السائرين فى طريق السماء سيرة الذين يعيشون على الأرض وكأنهم ليسوا على الأرض . هذه سيرة السمائيين على الأرض أو سيرة الأرضيين السمائيين . سيرة الملائكة الأرضيين أو سيرة الأرضيين من الملائكة . هذه هى سيرة الذين تحتاج الأرض أن يعيش هذا الطراز من الناس عليها ، ومن دون هؤلاء تصير الأرض نجسة وتصير الأرض حربا وشرا وقتالا ونزاعا وتكالبا على شئون المادة وعلى شئون الجسد . أما الذين طرحوا هذه الأمور ولم تكن لهم تعلقات بها ، هؤلاء الذين اتجهوا بقلوبهم إلى السماء بهم تتبارك الأرض ، وتصير الأرض خيرا وتصير الأرض سلاما . قال المسيح له المجد طوبى للودعاء لأنهم يرثون الأرض . ما معنى أنهم يرثون الأرض ؟ معناها أنهم ملكوا بفضائلهم مشاعر الناس، وبهذه المشاعر التى كسبوها أمكنهم أن تخلّد أسماؤهم على أفواه الناس جميعا . وماذا يبتغى الإنسان من حياته على الأرض ؟! الأغنياء الذين سبقوا ملكوا ولكن إذا كانوا أشرارا انتهت حياتهم وسيرتهم وأسماؤهم بعد حياتهم ، وبدلا من أن يباركهم الناس صاروا يلعنونهم فلا يذكرون أسماءهم إلا ويلعنونهم ، وفيما عدا ذلك تموت أسماؤهم . من الذين بقيت أسماؤهم خالدة ؟ من الذين بقيت أسماؤهم على أفواه الناس باستمرار، هؤلاء هم الذين أنكروا شهوات الجسد وطرحوا المادة تحت أقدامهم واتجهوا إلى السماء ، الذين اختاروا الفقر طوعا ونذروا حياتهم للتعبد ، الذين عملوا الصالحات تركوا من ورائهم آثارا ، هذه الآثار هى التى تُخلّد ذكراهم والتى تخلّد أسماءهم وهؤلاء هم الذين ورثوا الأرض على الحقيقة . طوبى للودعاء لأنهم يرثون الأرض ، راجعوا تاريخنا ، راجعوا تاريخ البشرية كلها ، من هم الذين خلدت أسماؤهم على التاريخ ؟ هؤلاء الذين استطاعوا أن يصنعوا شيئا لمواطنيهم وللشعوب وللآخرين، إما قدوة صالحة تركوها ، أو عملا مباركا استطاعوا به أن يخففوا بلوى البشرية وأن يحققوا خيرا للإنسانية . هؤلاء هم الذين ورثوا الأرض بمعنى أن أسماءهم خُلّدت ، وأصبحوا ليسوا أمواتا وإنما أحياء على الحقيقة على أحسن ماتكون الحياة. هذه السيرة العطرة التى للبابا كيرلس السادس هى التى خلّدت اسمه. |
||||
09 - 03 - 2024, 01:42 PM | رقم المشاركة : ( 153667 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أصبح البابا كيرلس ظاهرة فى جيلنا كثيرون سبقوه ولكن البابا كيرلس بالنسبة لجيلنا ولأجيال سابقة يعيش إلى اليوم فى ذاكرة شعبنا ، ولا أقول شعبنا هنا وإنما أقول أن سيرته أيضا خرجت خارج مصر فاسم البابا كيرلس مقترن بالفضيلة، مقترن بالعبادة ، مقترن بالقداسة ، مقترن بالآثار الطيبة الروحانية ، التى استطاع بسيرته وبنموذج حياته أن يلهب بها قلوب الشباب ، قلوب الرجال وقلوب النساء ، وأصبحت الكنيسة ناهضة روحيا بفضل الأيام المباركة والسنوات التى عاشها ، عابدا مصليا . |
||||
09 - 03 - 2024, 01:43 PM | رقم المشاركة : ( 153668 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
إن البابا كيرلس لم يكن واعظا ولم يكن من أرباب الكلام ، ما أقل كلماته وما أقل ما لفظ من ألفاظ تكاد أن تكون معدودة ، ولكن الذين سمعوه يتكلم هذه الكلمات القليلة ، كان كل حرف منها له معنى وله مغزى ، وكان يحمل رسالة شخصية لصاحبه ، ونحن لانستطيع أن نحصى اليوم وبعد حياته على الأرض عدد الذين انتفعوا بسيرة البابا كيرلس . وبحياته وبصلواته ، أعداد عديدة غفيرة ، كم من أُناس غيروا حياتهم وسلكوا مسالك التقوى واتجهوا إلى السماء بقلوبهم ، لا بمواعظه فلم يكن الرجل واعظا من هذا الطراز ، وإنما كان البابا كيرلس ظاهرة لجيلنا وما قبل جيلنا وسيظل البابا كيرلس ظاهرة يمتد أثرها إلى أجيال آتية، ويكفى أنه الرجل الذى فى ذاكرة الجميع ، إنه على الرغم من مرور عشر سنوات على حياته ، لكن فى هذا اليوم من كل سنة يُحتفل بذكراه ، والشعب من قاصيه ودانيه يحضر سواء هنا أو فى كنيسته فى مصر القديمة بحشود كثيرة، على الرغم من أن الرجل غير موجود بالعين ، وحتى إخوته أيضا قد رحلوا معه إلى العالم الآخر ومع ذلك لماذا هذا الشعب كله يُقبل على هذه الذكرى ويتبارك بها ولاينساها ، بل أقول ربما أن يكون عدد الذين يحضرون الآن هذه الذكرى أكثر من الذين كانوا يحضرون فى حياته عيد تتويجه . هذا كله معناه أن الرجل فعلا أصبح له أثر عميق فى نفوسنا . ويكفى البابا كيرلس فخراً أن تلاميذه الثلاثة الذين تتلمذوا عليه وأخذوا منه واحدا بعد الآخر ، دخلوا سلك الرهبنة إقتداءً بحياته ، هذه مفخرة للرجل تٌذكر له وستظل تُذكر له ، أنه قد استطاع بروحانيته العميقة أن يحفر فى قلوب الذين عرفوه آثاراً لا تمحى مع الأيام . رحمة لهذه الروح الطاهرة التى نذكرها ونترحم عليها ، ونذكرها دائما لننتفع بسيرتها العطرة وننتفع بصلواتها وبركاتها . |
||||
09 - 03 - 2024, 01:44 PM | رقم المشاركة : ( 153669 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
لازال البابا كيرلس حيا ربما فى ذاكرة الكثيرين أنه قام من بين الأموات ، وأنا أعرف فى مصر وفى خارج مصر أن البابا كيرلس يظهر لأعداد عديدة يحل مشاكل ويخلص أناسا من مآزق ، ويشفى أمراضا ، وأيضا ببركاته وصلواته وُلد كثيرون لأمهات عواقر وأُناس كانوا محرومين من نعمة الأطفال ، نالوا ببركة الرجل فى حياته وبعد حياته نسلا مباركا ، ولذلك كثر عدد الذين يسمونهم مينا أو كيرلس ، لأن هؤلاء الذين أعطاهم الرب كرامة لصلوات الرجل القديس . |
||||
09 - 03 - 2024, 01:45 PM | رقم المشاركة : ( 153670 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
البابا كيرلس لم يمت ، إنه حى ليس فقط بالمعنى العام لكلمة الحياة ، فإن جميع الراقدين أحياء كما قال المسيح ” الجميع عنده أحياء” ولكن البابا كيرلس حى بمعنى خاص ، إن البابا كيرلس إلى الآن يتمشى بين شعبه ظاهرا أو خفيا ، يبارك ويحل المشاكل ويخلص من ضيقات، يعمل بنشاط أكثر مما كان يعمل أثناء ما كان حيا ، لأنه كان يعوقه الجسد وضعفات الجسد عن العمل . أما الآن ففى أربع وعشرين ساعة ، كل ساعات اليوم عمل ونشاط، وعبادة ، وكثيرون يرونه يصلى القداس ، يصلى القداس الآن بطريقة متواصلة ، ويقول ما هو عملى إلاّ أن أواصل العبادة وأن أنتقل بين إنسان وآخر، أعالج متاعبه وأعالج ضيقاته . حتى غير المسيحيين يَرّوُون لنا إلى الآن قصصا ومواقف متواصلة غريبة جداً ، إننا نرى أثره فى حياة غير المسيحيين . فقد كنت ألتقى بعدد من الأشخاص المسئولين فى مختلف المراتب يتحدثون عن الرجل وعن بركاته وعن أثره فى حياتهم ، هذا الأثر الذى لم يضع بموته وإنما يتجدد أكثر مما كان فى حياته . بركة صلواته وشفاعاته المقبولة أمام إلهنا تشملنا جميعا ، وتشمل هذا الدير، وتشمل الشعب القبطى فى أزماته المختلفة وفى ضيقاته وآلامه وأوجاعه وأحزانه . البابا كيرلس يظهر لكثيرين الآن ويقول : أنا أصلى وأصلى وسأصلى احتملوا فإن الصلوات لابد أن يكون لها فاعلياتها فى خلاص النفوس جميعا . |
||||