![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 153151 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() الضال وخطوات سقوطه: ضجر من العيشة مع أبيه: بدأ الضلال فكراً في عقله، فكانت أول كلمة قالها وسجَّلها لنا الوحي: «أعطِني». لم يفكر في انزعاج أبيه لو أنه هجر البيت، ولا اهتمَّ بأن يعرف إرادة أبيه، بل انحصر كل فكره في أن الحياة في بيت أبيه هي مصدر ضجره وضيقه. فكان ضلاله في أنانيته سابقاً لضلاله في الكورة البعيدة، وكان اتجاهه الفكري السلبي أساس تصرُّفه المنحرف.. لقد تنكَّر لمكانه الطبيعي وبيته وماضيه وأبيه ونفسه وإيمانه، وأراد أن يبتعد عن بيت أبيه بقدر ما يستطيع، لأنه ظنَّ أن هذا يحرِّره، ويجعله شخصاً آخر أسعد حالاً. ولكن عندما يغترب الإنسان عن أبيه وعن نفسه كما يجب أن تكون، يفقد الأمان، لأن الله خلقنا بهدف معيَّن، فإذا لم نحقِّقه ضاع منّا معنى حياتنا. ظنَّ أنه يقدر أن يستقل عن أبيه: رسم الفكر الخاطئ للابن الأصغر أوهاماً زائفة، منها أنه يقدر أن يعيش سعيداً بعيداً عن أبيه، فطلب نصيبه من الميراث بدون أن يكون له الحق في طلبه، لأن أباه ما زال على قيد الحياة. وكان خطؤه أنه اعتبر أباه مصدراً للماديات، يأخذ منه، ولم يعتبره شخصاً ينتمي إليه ويحبه. وكان يمكن أن الأب يرفض طلب ابنه ويخيِّره بين البقاء في البيت أو الخروج منه خالي اليدين، ولكن الأب في محبته أراد أن يعلّمه درساً مكلفاً لكنه أساسي، فالدروس التي نتعلمها بدون ثمن سرعان ما تُنسى، أما الدروس التي تكلفنا كثيراً فتبقى في أعماقنا. وأراد الأب لابنه أن يتعلم بالطريق الصعب. ثم أنه لو أجبره على البقاء لحرمه من إنسانيته، ولكانت نتيجة الإجبار تأجيل انفجار ثورة الابن. لهذا منح الأب الحكيم ابنه حرية الاختيار. ومن الغريب أن الخاطئ اليوم يحيا بكل ما يمنحه الله له من خيرات، وفي وقت الحاجة يدعوه: «أَبَانَا ظ±لَّذِي فِي ظ±لسَّمَاوَاتِ... خُبْزَنَا كَفَافَنَا أَعْطِنَا ظ±لْيَوْمَ» (متى 6: 9، 11)، لأنه يعلم أننا «بِهِ نَحْيَا وَنَتَحَرَّكُ وَنُوجَدُ» (أعمال 17: 28)، ويعرف قول المسيح: «بِدُونِي لاَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَفْعَلُوا شَيْئاً» (يوحنا 15: 5).. ولكنه يريد أن يستقلَّ عنه، ويردِّد قول فرعون: «مَنْ هُوَ ظ±لرَّبُّ حَتَّى أَسْمَعَ لِقَوْلِهِ ؟.. لاَ أَعْرِفُ ظ±لرَّبَّ» (خروج 5: 2). ستخدم مال أبيه استخداماً سيئاً: بحسب الشريعة الموسوية كان للوالد سلطان كامل على ممتلكاته، فكان يمكن أن يسند إدارتها لأولاده، لكنه لم يكن يملِّكها لهم. ولكن بطل قصتنا كان حكيماً، فأعطى ابنه نصيبه من المال، وترك له حرية التصرف، وسمح له بالبقاء في بيته لفترة باع أثناءها ما أعطاه له. بعدها حمل مال أبيه، الذي اعتبره ماله، وسافر إلى بلد بعيد، فتجمَّع حوله أصدقاء السوء، وأخذوا يتملقونه ويسهِّلون له طرق الغواية، فبذَّر ماله بإسراف حتى انتهى، فانفضَّ أصدقاؤه عنه. ولم يجد إلا واحداً منهم سمح له أن يرعى خنازيره. وواضحٌ أنه غير متديِّن، لأنه كان يخالف شريعة موسى التي أمرت بعدم أكل لحم الخنزير (لاويين 11: 7 وتثنية 14: 8). وصل إلى نهاية سيئة: نهاية الاغتراب عن الله خراب ودمار، وهذا ما انتهى إليه أمر الابن الضال. ففي نهاية المطاف أخذ يتأمل ما وصل إليه: إنه وحيد، رث الثياب، جائع، تفوح منه رائحة الخنازير! وبعد وقت اكتشف أن الخنازير كانت أفضل منه حالاً، لأنها كانت تأكل الخرنوب الذي لا يجده هو ليأكله! لقد انتقل من الغنى إلى الفقر، ومن الكرامة إلى الهوان، ونال الشوك من قدميه، وضاعت منه صورة أبيه، وشعر بالخجل من نفسه. لكن المؤسف أنه تمادى في الطريق الخاطئ، ولم يفكر في تصحيح مساره، ولسان حاله ما قاله رُديارد كبلنج في قصيدته «الابن الضال»: أبي ينصحني عابساً، وأخي ينظر إليَّ باحتقار. أمي تستجوبني، حتى رغبتُ أن ألعن الكل وأهرب!. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 153152 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() الضال واكتشاف مؤلم: اكتشف خطأ التحلُّل من قيود أبيه: صار الابن الضال سجين اختياره وأسير ذاته، بلا عائلة ولا أصدقاء. وقد وصف أبوه حالته بأنه «ميت وضال» فالضلال موت روحي بالانفصال عن الله، وأبدي بالنهاية المرعبة في جهنم. كان الابن الضال قد تساءل: لماذا أسير على قضيبين، هما وصاية أبي ونصائحه، يحدّان حريتي؟.. ولكنه اكتشف بعد أن خرج عنهما أنه اصطدم بالذل والجوع والضياع، فإنه «تَكْثُرُ أَوْجَاعُهُمُ ظ±لَّذِينَ أَسْرَعُوا وَرَاءَ آخَرَ» (مزمور 16: 4).. لم يدرك هذا الابن أن القضيبين نعمة، وأن الحرية المنظمة هي الاستقلال والأمان، فاستيقظ ليرى أنه يحتاج إلى قوانين أبيه وحمايته. وقادته حاجته إلى تساؤل آخر: لماذا أبقى حيث أنا وعبيد أبي أفضل حالاً منّي؟.. وكان فُقدان أمله في إصلاح حاله بداية العمل الإلهي في قلبه. اكتشف قِصر لذة الخطية: نعم في الخطية لذة، والذي ينكر هذا يخدع نفسه، لكنها لذة مؤقتة، فالخطية كالماء المالح الذي يزيد شاربه عطشاً. وبعد السكرة تجيء العبرة، وبعد أكل الحصرم تضرس الأسنان، وبعد شُرب الكأس تحمرّ العينان! |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 153153 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() الضال ونهوض الروح: نهض فكره: كأنه كان سكراناً فأفاق، أو تائهاً فعثرت قدماه على بداية الطريق الصحيح. إنه يذكِّرنا بالملك نبوخذنصر الذي ضلَّ ضلالاً بعيداً، ومدح نفسه واغترَّ، وقال عن عاصمته: «أَلَيْسَتْ هَذِهِ بَابِلَ ظ±لْعَظِيمَةَ ظ±لَّتِي بَنَيْتُهَا لِبَيْتِ ظ±لْمُلْكِ بِقُوَّةِ ظ±قْتِدَارِي وَلِجَلاَلِ مَجْدِي!» فطار عقله وأخذ يأكل العشب كالثيران، إلى أن عاد إلى نفسه، فعادت إليه نفسُه، ورفع عينيه إلى السماء، فرجع إليه عقله، وسبَّح وحمد الله الحي إلى أبد الآبدين، صاحب السلطان الأبدي، فعاد إلى جلال مملكته ومجده وبهائه، وطلبه مشيروه وعظماؤه (دانيال 4: 28-37). نهض فكر الابن الضال، فقال: «أَقُومُ وَأَذْهَبُ إِلَى أَبِي وَأَقُولُ لَهُ: يَا أَبِي أَخْطَأْتُ إِلَى ظ±لسَّمَاءِ». وهذه بداية الاعتراف الصحيح، لأن إصلاح علاقتنا بالله يسبق إصلاح علاقاتنا بالناس، فكان كمال الاعتراف قوله: «يَا أَبِي أَخْطَأْتُ إِلَى ظ±لسَّمَاءِ وَقُدَّامَكَ، وَلَسْتُ مُسْتَحِقّاً بَعْدُ أَنْ أُدْعَى لَكَ ظ±بْناً. اِجْعَلْنِي كَأَحَدِ أَجْرَاك». كانت خمس طبقات من الناس تعيش في البيت العبري، أولها الأبوان، ثم الأبناء، ثم العبيد الذين يشترونهم بالمال ويقيمون في البيت، ثم الخدَم الذين يجيئون يومياً للمساعدة، ثم الأجرى الذين يجلسون في السوق ينتظرون أن يستأجرهم من لا يهمُّه حتى أن يعرف أسماءهم. وفكَّر الابن الضال أنه لا يستحق أن يكون ابناً لأنه أضاع كل امتيازات بنويته، وهو لا يصلح أن يكون عبداً لأن صحته تدمَّرت، وهو لا يظن أنهم سيقبلونه خادماً فيرون وجهه في البيت كل يوم بعدما ارتكب في حقِّهم كل حماقة. فلم يبقَ له إلا استجداء عمل الأجير، وكأنه يقول لأبيه: إن قبلتني كأحد أجراك، سأبقى بعيداً حتى تستدعيني عندما تحتاج إلى عملي. وسأبقى بعيداً حتى لا أحرجك. نهضت عزيمته: كان جالساً في التراب عندما نهض فكره بعد أن جاءه الخاطر الصالح بالرجوع إلى أبيه، فنهضت عزيمته وأطاع، وترك الخنازير التي ترمز إلى الخطايا وأصدقاء السوء، فهي تتمرغ في الوحل وتأكل الفضلات. ولم يفكر في بُعد المسافة التي تفصله عن بيت أبيه، ولم يقف في سبيل عودته عائق!.. وما أن وصل إلى بداية الشارع الذي يقع فيه بيت أبيه حتى رآه أبوه قبل أن يرى هو أباه. وكانت دهشته شديدة، لأنه انتظر الرفض فلقي الترحيب، وكان يتوقَّع الإهانة فوجد الخاتم علامة الرضى والإكرام، وأُلبِس الحذاء علامة البنويَّة (كان العبيد حفاةً). وكان يظن أن نصيبه سيكون العمل الشاق فوجد الوليمة. ثم كانت مكافأة التوبة أنه صار ضيف الشرف.. لقد أظلمت حياته وتكدَّر بيت أبيه بسبب عصيانه، ولكن غفران الأب أنهى الظلام، فضاءت أرجاء البيت بأنوار الحفل المبهج. فما أجمل الرجوع إلى الآب لأنه الرجوع إلى الأصل. بدأ الابن الضال ثائراً، وقادته ثورته إلى الحسابات الخاطئة والضياع، فبدأ يحتاج ويجوع. وقاده الجوع والحاجة إلى تذكُّر امتيازات بيت أبيه، فتاب ورجع وفرح، وهكذا شُفيت جروح الخطية وسمومها. أما ندوب الجروح وآثار السموم فلا تُمحى كلها، فالمال الذي أُنفق لن يعود، والوقت الضائع في الكورة البعيدة لن يُسترجَع، وستبقى ذكريات خيانة الأصدقاء وصُحبة الخنازير وطعم الخرنوب عالقة في ذاكرة التائب الراجع. دعونا نرجع إلى الله تائبين إن لم نكن قد فعلنا هذا. ليس أبوك غاضباً عليك، بل هو حزينٌ لبُعدك. لا تخف من الرفض. ارجع إليه تلقَ القبول، وتسمعه يقول: «أَخْرِجُوا ظ±لْحُلَّةَ ظ±لأُولَى وَأَلْبِسُوهُ، وَظ±جْعَلُوا خَاتَماً فِي يَدِهِ، وَحِذَاءً فِي رِجْلَيْهِ، وَقَدِّمُوا ظ±لْعِجْلَ ظ±لْمُسَمَّنَ وَظ±ذْبَحُوهُ فَنَأْكُلَ وَنَفْرَحَ، لأَنَّ ظ±بْنِي هظ°ذَا كَانَ مَيِّتاً فَعَاشَ، وَكَانَ ضَالاّ ًفَوُجِدَ». |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 153154 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() الابن الأكبر قصد المسيح بالابن الأصغر العشارين والخطاة الذين هم خارج الهيكل، وقصد بالأكبر الفريسيين والكتبة الذين هم حسب الظاهر داخل الهيكل، لكن قلوبهم خارجه. والفريقان متشابهان في أنهما محرومان من العلاقة الشخصية برب الهيكل. وكلاهما خاطئ، ولو أن أحدهما كالابن الأصغر تتقدَّمه خطيته رافعةً أعلامها، والآخر تتبعه خطيته ولا تكاد تُرى. كان الابن الأكبر ضالاً داخل البيت، بينما ضلَّ أخوه الأصغر خارج البيت. وكل الذين يعبدون الرب كواجب ويؤدّون واجباتهم الدينية كفروض يشبهون الابن الأكبر، الذي كان يمتلك كل ما لأبيه، ولكنه لم يكن فرحاناً. وكم كنا نتمنى لو أن هذا المثل انتهى برجوع الابن الأصغر، والجميع يحتفلون بعودته بمن فيهم الابن الأكبر. ولكن المثل ينتهي بالابن الأكبر خارج البيت غاضباً على أبيه وأخيه. ونرى تصويراً للابنين الأكبر والأصغر في مثل «الفريسي والعشار»، فالفريسي يقول: «اَللّظ°هُمَّ أَنَا أَشْكُرُكَ أَنِّي لَسْتُ مِثْلَ بَاقِي ظ±لنَّاسِ... وَلاَ مِثْلَ هظ°ذَا ظ±لْعَشَّارِ» (لوقا 18: 11)، والعشار لا يشاء أن يرفع عينيه نحو السماء بل قرع على صدره قائلاً: «ظ±للّظ°هُمَّ ظ±رْحَمْنِي أَنَا ظ±لْخَاطِئَ» (لوقا 18: 13)، فنزل إلى بيته مُبرَّراً. عندما رجع الابن الأكبر من عمله في الحقل، وعرف أن أخاه الضال قد عاد، كان يجب أن يقول: «ما أسعدني لأن أبي فرح بعد أن انزاح عن قلبه حِمل همِّه الثقيل، ولأن أخي الذي كان ضالاً متعَباً اطمأن واستراح». لكنه كان أنانياً ومنفصلاً عن مشاعر أبيه بسبب طباعه المتكبِّرة ومحبته لنفسه دون الآخرين. كان أخوه الأصغر يأكل خرنوب العالم أما هو فكان يأكل خرنوب عقله الثائر على مشاعر أبيه، وهو يظن أنه صالح بار، في غير حاجة إلى طبيب مع أنه المريض الحقيقي، فأقام حواجز نفسية بينه وبين أبيه. وربما كان بكبريائه وتعنُّته سبب ضلال أخيه الأصغر. كراهيته لأخيه: البيت هو المكان الذي نعيش فيه على طبيعتنا، ونطمئن فيه لبعضنا، فإذا فرح أحد أفراده فرح الجميع، وإذا تألم أحدهم تألم الكل، لأنهم عائلة واحدة. ولكن الابن الأكبر لم يكن يملك هذه المشاعر العائلية الطيبة. ومع أنه عاش في البيت إلا أن قلبه كان خارج البيت. وعندما سمح الأب بسفر الابن الأصغر ومعه نصيبه من المال تضايق الأكبر من أبيه ومن أخيه، ولكنه كتم غيظه لأن أباه صاحب الكلمة الأخيرة. وعندما رجع أخوه زاد غضبه لأنه ظن أنه رجع ليقاسمه في ما بقي من ميراث. ولا بد أنه تساءل: لماذا يقبل أبي من لا يستحق القبول؟ لماذا يرحِّب بمَن بدَّد ماله بعيش مسرف ولوَّث سمعة الأسرة؟ |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 153155 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() الابن الأكبر لم يفرح الابن الأكبر بعودة الضال، بل تحدث عنه باحتقار. لم يقل «أخي» بل قال: «ابنك هذا»! لأنه لا يحبه ولا يشفق عليه، ولم يقدِّر آلام أبيه أثناء غيبة أخيه، ولا قدَّر الثمن الذي دفعه أخوه في بُعده عن بيت أبيه من شقاءٍ وحرمان وندم. ولكنه ضخَّم خطايا أخيه وقال إنه «أكل معيشتك مع الزواني» مع أن المثل لم يذكر للابن الضال هذه الخطية. وقال: ذبحت «له» العجل المسمَّن، ولم يقل: ذبحت «لنا». كان الابن الأكبر مثل قايين الذي أبغض أخاه هابيل وقتله (تكوين 4: 8)، لا بسبب ضيقٍ اقتصادي، فقد كانت الأرض متَّسعة أمامهما، لكنه قتله بسبب شرِّ قلبه.. وتصرَّف الابن الأكبر مثل عيسو الذي (لأنه البكر) كان يجب أن يكون كاهن العائلة. وكان نصيبه المضاعف من الميراث بمثابة مكافأة له لأنه قائد الأسرة الروحي، والمحافظ على كتبها المقدسة، والمسؤول عن العبادة فيها (تكوين 25: 27-34 و27: 41). ولكنه احتقر مسؤوليته الدينية، فأخذ يعقوب (أب الأسباط) منه امتيازه. فحقد عيسو على أخيه وعزم أن يقتله بعد موت إسحاق أبيهما.. وكان الابن الأكبر مثل إخوة يوسف الذين باعوه عبداً في مصر، لأن أباه كان يميِّزه عنهم (تكوين 37: 18-24). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 153156 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() مثل الابن الضال (لو 11:15- 21).. من رائع القصص القصيرة "إنسان كان له ابنان. فقال أصغرهما لأبيه يا أبي أعطني القسم الذي يصيبني من المال. فقسم لهما معيشته. وبعد أيام ليست بكثيرة جمع الابن الأصغر كل شيء وسافر إلى كورة بعيدة وهناك بذر ما له بعيش مسرف.... فرجع إلى نفسه وقال أقوم وأذهب إلى أبي وأقول له يا أبي أخطأت إلى السماء وقدامك.." • مع الأدباء والنقاد وصف تشارلس ديكنز الكاتب والناقد الكبير مثل الابن الضال بأنه"أروع قصة قصيرة عرفتها البشرية"، وهو بهذا ينضم إلي فريق كبير من الأدباء العباقرة مبتدأ من"وليم شكسبير"حتي"جاريسون كيلر" الذين استوحوا من المثل ما جسًدوه في شخصيات أدبهم: "بيب" و "ستيلا" في "Great Expectationوإميلي" في David Copperfieldللكاتب تشارلس ديكنز. وشخصية"إدموند"في الأسد والعرًافة للكاتب""ك .س. لويس"وشخصية"كريستينا"للكاتب"ماكس لوكادو" • يتضمن المثل ثلاث مراحل المرحلة الأولي: الخروج من بيت الأب 1 – سافر إلي كورة بعيدة --بعد الخاطئ عن الله 2 - بذر ماله بإسراف - أنهك قواه العقلية والأدبية والجسدية 3 - حدوث جوع شديد-- وابتدأ يحتاج 4 - سقوطه إلي الحضيض- حياته وسط الخنازير وطلب الخرنوب المرحلة الثانية: التوبة والرجوع 1 - رجع إلي نفسه وقارن بين حالته الأولي وما صل إليه الآن 2 - اعترافه بخطيئته 3 - عزم علي الرجوع الي بيت أبيه المرحلة الثالثة: اللقاء مع الآب 1. تحنن أبوه وركض إليه وقبله 2. لم يدعه يكمل كلامه وقبله حالا 3. أعاد إليه منزلته الأولي وألبسه خاتما علامة الشرف وحذاء كابن بعد أن كان كالعبيد 4. أعلن فرحه برجوعه وهكذا الله مستعد لقبول كل خاطئ بل السماء تفرح معه برجوع الخطاة يراد بالابن الأصغر الأمم- العشارين والخطاة الذين يعترفون بخطاياهم ويرجعون إلي الله، ويراد بالابن الأكبر اليهود -الفريسيين المتكبرين المتكلين علي بر أنفسهم • خطوات الرجوع للنفس 1. الاقتناع : معرفة الإنسان نفسه بحق أنه خاطئ وبحاجة لمن ينتشله من هوة الخطية العميقة . 2- التوبة عن الخطية، "يا أبي أخطأت إلى السماء وقدامك". "إذا رجع الشرير عن شره الذي فعل وعمل حقا وعدلا فهو يحيي نفسه. ... توبوا وأرجعوا عن معاصيكم ولا يكون لكم الإثم مهلكة. اطرحوا عنكم كل معاصيكم التي عصيتم بها وأعملوا لأنفسكم قلبا جديدا وروحا جديدة" (حز 27:18 و28). فالرجوع والتوبة عن الخطية هو أسمى عمل نستطيع القيام به 3- الإيمان بصلاح الله وغفرانه الإيمان هو نظرة النفس إلى الله، والاتكال على النعمة الإلهية، والسعي في حياة مقدسة تطيع أوامر الله. نتيجة الاقتناع بكل ما يتعلق بأحوال النفس الطبيعية الساقطة، واحتياجها إلى المغفرة والخلاص - نتائج الرجوع (1) الميلاد الجديد: فيصير المؤمن ابنا لله و شريكاً للمسيح في حياته (رو 6 ![]() "الحق أقول لكم إن لم ترجعوا وتصيروا مثل الأولاد فلن تدخلوا ملكوت السموات" (مت 3:18). "الحق الحق أقول لك إن كان أحد لا يولد من فوق لا يقدر أن يرى ملكوت الله" (يو 3:3). (2) الخلاص السعيد الحياة الجديدة هي الولادة الروحية، فيعطينا الله فكرا جديدا، حياة جديدة، روحا جديدة، نظرة جديدة للحياة، كل شيء جديد."إذا إن كان أحد في المسيح فهو خليقة جديدة. الأشياء العتيقة مضت. هوذا الكل قد صار جديدا" (2كو17:5). خلاص في الماضي والحاضر والمستقبل (3) التبرير الأكيد: فإننا تبررنا بإيمان المسيح (غل 2: 16) "لا شيء من الدينونة الآن على الذين هم في المسيح يسوع (رو 8: 1 ومن يؤمن به لا يُدان (يو 3: 18). قال الرسول «من سيشتكي على مختاري الله؟ الله هو الذي يبرر. من هو الذي يدين؟ المسيح هو الذي مات بل بالحري قام أيضاً، الذي هو أيضاً عن يمين الله، الذي أيضاً يشفع فينا» (رو 8: 33، (4) السلام الفريد: «فإذ قد تبررنا بالإيمان لنا سلام مع الله بربنا يسوع المسيح" (رو 5: 1 ينشأ السلام عن المصالحة المبنيّة على وعد الله بأن يصفح عن كل الذين يؤمنون، ويسامحهم ويقبلهم (5) اليقين الشديد: «لكننا نشتهي أن كل واحدٍ منكم يُظهِر هذا الاجتهاد عينه ليقين الرجاء إلى النهاية» (عب 6: 11). «اجتهدوا أيها الإخوة أن تجعلوا دعوتكم واختياركم ثابتَيْن" (2بط 1: 10 (6) الضمان الوحيد "خِرَافِي تُصْغِي لِصَوْتِي، وَأَنَا أَعْرِفُهَا وَهِيَ تَتْبَعُنِي، وَأُعْطِيهَا حَيَاةً أبديَّةً، فَلاَ تَهْلِكُ إِلَى الأبد، وَلاَ يَنْتَزِعُهَا أَحَدٌ مِنْ يَدِي." (يو 10 : 28 (7) التقديس المجيد: التقديس مرادف للقداسة، والكلمة اليونانية التي تشير لكليهما تعني"انفصال"، أولاً انفصال لحظي والتصاق بالمسيح عند الخلاص، وثانيا عملية مستمرة من التقديس في حياة المؤمن وهو ينتظر عودة المسيح وأخيراً انفصال للأبد عن الخطية عندما نصل إلى السماء "من فضلك عودي !" يخبرنا الكاتب المعاصر"ماكس لوكادو"عن فتاة تدعي"كريستينا"كانت تعيش في احدي قري البرازيل. كانت تشعر بالملل وأن والديها الصارمين يحرمانها من مباهج الحياة. إنها تشتاق إلي روعة الحياة في العاصمة الكبيرة"ريو دي جانيرو" ذات صباح وجدت أمها ماريا فراش كريستينا خاليا. أدركت ماريا في الحال أين ذهبت ابنتها. قامت بسرعة ووضعت بعض الملابس في حقيبة خاصة وأخذت قليلا من المال واتجهت إلي محطة الأتوبيس. ذهبت إلي أستوديو للتصوير وأخذت صورا لنفسها .وضعت الصور في حافظتها وركبت الحافلة إلي"ريو دي جانيرو" وضعت الصور في كل أنحاء المدينة، لم تعثر الأم علي الابنة. عادت الأم منهكة بالحافلة إلي البيت. بعد عدة شهور، قاست فيها كريستينا كثيرا، وقد حطًمتها الوحدة، شحب وجهها، وذبلت نضارة عينيها اللتين تنطقان بالألم والخوف.كم كانت تشتاق آلاف المرات إلي العودة إلي البيت. تذكرت المحبة الدافئة والشعور بالأمن والقبول اللتين طالما اختبرتهما مع أمها، لكنها ظنت أن وقت العودة قد ولًي. في احدي الأيام كانت تهبط درج أحد الفنادق، رأت عيناها وجها مألوفا. تطلعت مرة أخري. وتأكدت أن الصورة الموجودة علي لوحة الفندق هي صورة أمها. رقرقت عينا"كريستينا"بالدموع وجف حلقها وهي تنزع الصورة الصغيرة. قرأت خلف الصورة الكلمات التالية: "مهما فعلت وكيفما أصبحت، لا يهم"من فضلك عودي!"...... وعادت"كريستينا"، وقد تخطت أمها كل هذه العوائق لتجعل ابنتها تعود إلي البيت، وهذا هو ما يعمله الله لأولاده. "فَالرَّبُّ، إِذَنْ، لاَ يُبْطِيءُ فِي إِتْمَامِ وَعْدِهِ، كَمَا يَظُنُّ بَعْضُ النَّاسِ، وَلَكِنَّهُ يَتَأَنَّى عَلَيْكُمْ، فَهُوَ لاَ يُرِيدُ لأَحَدٍ مِنَ النَّاسِ أَنْ يَهْلِكَ، بَلْ يُرِيدُ لِجَمِيعِ النَّاسِ أَنْ يَرْجِعُوا إِلَيْهِ تَائِبِينَ" (2بط 3 : 9). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 153157 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() "من فضلك عودي !" يخبرنا الكاتب المعاصر"ماكس لوكادو"عن فتاة تدعي"كريستينا"كانت تعيش في احدي قري البرازيل. كانت تشعر بالملل وأن والديها الصارمين يحرمانها من مباهج الحياة. إنها تشتاق إلي روعة الحياة في العاصمة الكبيرة"ريو دي جانيرو" ذات صباح وجدت أمها ماريا فراش كريستينا خاليا. أدركت ماريا في الحال أين ذهبت ابنتها. قامت بسرعة ووضعت بعض الملابس في حقيبة خاصة وأخذت قليلا من المال واتجهت إلي محطة الأتوبيس. ذهبت إلي أستوديو للتصوير وأخذت صورا لنفسها .وضعت الصور في حافظتها وركبت الحافلة إلي"ريو دي جانيرو" وضعت الصور في كل أنحاء المدينة، لم تعثر الأم علي الابنة. عادت الأم منهكة بالحافلة إلي البيت. بعد عدة شهور، قاست فيها كريستينا كثيرا، وقد حطًمتها الوحدة، شحب وجهها، وذبلت نضارة عينيها اللتين تنطقان بالألم والخوف.كم كانت تشتاق آلاف المرات إلي العودة إلي البيت. تذكرت المحبة الدافئة والشعور بالأمن والقبول اللتين طالما اختبرتهما مع أمها، لكنها ظنت أن وقت العودة قد ولًي. في احدي الأيام كانت تهبط درج أحد الفنادق، رأت عيناها وجها مألوفا. تطلعت مرة أخري. وتأكدت أن الصورة الموجودة علي لوحة الفندق هي صورة أمها. رقرقت عينا"كريستينا"بالدموع وجف حلقها وهي تنزع الصورة الصغيرة. قرأت خلف الصورة الكلمات التالية: "مهما فعلت وكيفما أصبحت، لا يهم"من فضلك عودي!"...... وعادت"كريستينا"، وقد تخطت أمها كل هذه العوائق لتجعل ابنتها تعود إلي البيت، وهذا هو ما يعمله الله لأولاده. "فَالرَّبُّ، إِذَنْ، لاَ يُبْطِيءُ فِي إِتْمَامِ وَعْدِهِ، كَمَا يَظُنُّ بَعْضُ النَّاسِ، وَلَكِنَّهُ يَتَأَنَّى عَلَيْكُمْ، فَهُوَ لاَ يُرِيدُ لأَحَدٍ مِنَ النَّاسِ أَنْ يَهْلِكَ، بَلْ يُرِيدُ لِجَمِيعِ النَّاسِ أَنْ يَرْجِعُوا إِلَيْهِ تَائِبِينَ" (2بط 3 : 9). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 153158 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() قلب الله - بداية نهنئكم جميعا بمناسبة الصوم الكبير .. واعياد القديسين المعاصرين لشهر مارس .. " البابا كيرلس السادس – ابونا بيشوى كامل – ابونا ميخائيل ابراهيم – ابونا فلتاؤوس السرياني – البابا شنودة الثالث " بركتهم وشفاعتهم تشملنا جميعا . - نحن الان فى الاسبوع الثالث من الصوم المقدس وبحسب ترتيب الكنيسة هو أحد الابن الضال وتقرا لنا الكنيسة فيه الاصحاح 15 من انجيل لوقا .. من الاية 11 -32 . وهذا هو المثل الوحيد فى آحاد الصوم .. فكل الاحاد احداث حقيقية .. مقدمة عن امثال السيد المسيح " جزء كبير من تعاليم السيد المسيح كان عن طريق الامثال .. ولكل مثل قاله سيدنا له كل المجد هدف معين يوضحه الموقف السابق للمثل وتعقيب السيد المسيح علي المثل .. وليس بالضروره يجب تطابق كل اجزاء المثل على المقصود من المثل .. ولكن الاهم الجزء الذى قيل لاجله المثل. أهمية لوقا 15 : يعتبر لو 15 هو قلب الكتاب المقدس كله لانه يكشف لنا قلب الله ومشاعره ومحبته تجاه الانسان " نظره الله للانسان " لذا فان اى شخص غير مؤمن وتريد انه يعرف من هو الله يكفى ان تقرأ له لو 15 . السبب الذى لاجله قيل المثل : " . و كان جميع العشارين و الخطاة يدنون منه ليسمعوه. فتذمر الفريسيون و الكتبة قائلين هذا يقبل خطاة و ياكل معهم. فكلمهم بهذا المثل قائلا " الهدف الرئيسي من هذا المثل هو " اظهار محبه وفرحة الله للخاطىء " فالله يكره الخطية جدا ولكنه يحب الخاطىء جدا جدا .. " فاجاب و قال لم ارسل الا الى خراف بيت اسرائيل الضالة (مت 15 : 24) فاجاب السيد المسيح بمثل واحد له 3 صور : مثل الخروف الضال ، الدرهم المفقود ، مثل الابن الضال .. كل صورة توضح جوانب معينة : فمن فضلك اطلب من الله : ماذا تريد يا رب ان تقول لى " قول له انا خروف ضال.. انا درهم مفقود.. انا ابن ولكنى ضليت .. سنركز معا على قلب الله ومشاعره تجاهنا ... كثيرا ما تكلمنا عن الضال وكيف يعود ولكننا اليوم سنتكلم عن نظره الله الى الضال وكيفيه تعامل الله مع البعيدين عنه من خلال لو 15 . أولا : سنتكلم سويا فى عجالة عن مبادىء هامة فى علاقتنا بالله من خلال ال 3 صور : ïƒکقيمة الانسان فى نظر الله : - الخروف الضال " اي انسان منكم له مئة خروف و اضاع واحدا منها " انت ليس عدد : 1/100 .. انسان وسط ملايين ولكن انت قيمه فى شخصك لاجلك جاء المسيح الى العالم " وكانك نسيت كل الخليقة " الله له علاقة شخصية مع كل واحد منا ولا يعاملنا كمجموع ولكن كافراد " الذي ننادي به منذرين كل انسان و معلمين كل انسان بكل حكمة لكي نحضر كل انسان كاملا في المسيح يسوع (كو 1 : 28) " يترك الكل لاجلك " لاجلك يمكن ان يغير القوانين ويفعل الكثير . - الدرهم : دائما العملة تحمل صورة الملك او رئيس الدولة .. فانت عندما ينظر اليك الله انت صورته ومثاله يرى فيك صورة ابنه . قيمتنا الحقيقية ليست فى ما نملكه من شهادات وجمال و.. ولكن فى اننا نحمل صورته . - انسان كان له ابنان : انت ابن " و اما كل الذين قبلوه فاعطاهم سلطانا ان يصيروا اولاد الله اي المؤمنون باسمه " يو 1 : 12. من فضلك تعامل مع الله بهذه النظره .. ولنلاحظ ان الله عندما قال هذه المسميات قال وهو يحكى عن اشخاص خطاه اى انه وانت فى عمق الخطية نظره الله اليك لا تتغير .. ïƒکسبب الخطية : كيف ينظر الله الى دوافعنا عندما نخطىء : - الجهل وعدم المعرفة " الخروف الضال " يتميز الخروف بالجهل فهو اغبى الحيوانات اى يمشى بفكره " على فكرك لا تعتمد " فحتى لا تتوه يجب ان تتبع الراعي .. - العثرة : " او اية امراة لها عشرة دراهم ان اضاعت درهما واحدا" يمكن ان يكون سبب الخطية هم الاخرين حولى " التربية الكنيسة .. الاصدقاء . العثرة عموما " - الاردة المنفردة : الابن الضال " اعطنى الجزء الذى يصيبنى من المال " " هو كامل السن اسألوه " ïƒکما هو الطريق الذى رسمه الله للرجوع : - الله هو الذى يبدأ بالتوبة : " هوذا انا واقف على الباب واقرع ان فتح احد " و يذهب لاجل الضال حتى يجده " - الله يبحث عنك عن طريق الكنيسة " الا توقد سراجا و تكنس البيت و تفتش باجتهاد حتى تجده " توقد سراجا : اى ترسل لك كلمة الانجيل ، وتفتش : وهذا عمل الخدام . تطبيق : ما رايكم ان نفتش عن بعض ونسأل عن الغير موجودين . - ولكن كل هذا لا يكتمل الا بموافقة الانسان : اتريد .. نتخيل معا ان الاب كان مستعد للغفران ووقف كثيرا فى اتنتظار ابنه وجهز له كل شىء فى الحفل .. والابن لم يأتى .. هل كان سيستفيد من اى عطيه من عطايا ابيه " الهنا اله الحرية " ثانيا : سنركز معا فى موقف الاب فى مثل الابن الضال : ( قصه الغنى والرسام والعصا ) ماذا نتعلم منه كأباء .. * سؤال : لماذا ترك الابن بيت ابيه ؟ " و قال انسان كان له ابنان. فقال اصغرهما لابيه يا ابي اعطني القسم الذي يصيبني من المال : كان يظن ان ابيه اله الكبت والحرمان .. وان الفرح الحقيقى هو فى ملذات العالم " ايه الضيق ده صلاة وصوم واومر و.. " يجب ان نعلم انه ليست انانية من الله ان يقول لنا يا ابنى اعطنى كل قلبك .. ولكنها محبه فائقه فهو يعلم يقينا انه هو مصدر الحياه والبعد عنه موت حقيقى ابدي .. . وهو وضع لنا الوصية ليس للكبت ولكن لكى نحيا بها حياه افضل .. ولنتخيل الحياه بدون هذه الوصايا او بالخطايا .. تكون حياه ظلمة ودمار .. " و اما غاية الوصية فهي المحبة من قلب طاهر و ضمير صالح و ايمان بلا رياء (1تي 1 : 5) * دائما ما تكون مادة الخطية من عطايا الله لنا : " و هناك بذر ماله بعيش مسرف " ما هو المال الذى بذره هو مال ابيه .. كثيرا ما ننفذ الخطية بعطايا الله لنا " المال – الجمال - الاولاد .. ويحدث ذلك عندما نريد ان نمتلك العطية وننفصل بها عن الله . بعطايا الله لنا نخطىء اليه .. الاستخدام الخاطىء للاشياء يجعلنا نخطىء بها .. احرص ان تستخدم كل شىء فى الهدف الذى صنعت من اجله . * الاقتناع بان الله قادر على اشباع ما احتاجه : " كم من اجير لابى يفضل عنه الخبز : عندما نتذكر احسانات الله وكرمه يكون ذلك دافع للتوبة والرجوع وان الله قادر على اشباع ما احتاجه وليس انا فقط بل حتى الاجير ايضا .. ثق ان الله قادر ان يشبعك .. ما احتاجه اليوم من امان وفرح واطمئنان عند ابى منه كثيرا ... تذكر كل رجال الله الفريحين والمستمتعين بالله. وكم يفضل عنهم هذا الاحتياج . * و اذ كان لم يزل بعيدا راه ابوه فتحنن و ركض و وقع على عنقه و قبله : - استمرار محبة الاب للابن حتى وهو فى عمق الخطية ..راه من بعيد فتحنن " محبة غير مشروطه " لم تتاثر بالفعل " دليل على انه ترك كل شىء وجلس ينتظره .. ولنتخيل المنظر .. اب غنى يرتدى جلباب ابيض .. نظافة فائقة .. وابن يأتى اليه .. مملوء من وسخ العالم ... وحدث تبادل بين الاب وابنه .. لا تنتظر ان تتنقى ثم تذهب ال ابيك اذهب بعبلك فهو الذى سينظفك .." الكنيسة ليست متحف للقديسين ولكنها مستشفى للخطاه " * و لم يتركه يستكمل اعتذاره : " فقال له الابن يا ابي اخطات الى السماء و قدامك و لست مستحقا بعد ان ادعى لك ابنا. فقال الاب لعبيده " : - لم يعنفه او يؤنبه... العتاب القاسى .. .. هذا يعلمنا ان لا نثقل على غيرنا فى الاسف والاعتذار ( بين الاب وابنه ) وبين الزوج والزوجه . ïƒکثالثا : الابن الاكبر : وهو كارثة هذا المثل : للاسف الشديد كلنا او غالبيتنا هو الابن الاكبر وليس الاصغر . مقارنة بين خطايا الابن الاكبر والاصغر: الابن الاصغر : تجديف ، سرقة ، مخدرات ، زنا ... كلها خطايا يعاقب عليه القانون المدني . الابن الاكبر : " . فغضب و لم يرد ان يدخل ، فخرج ابوه يطلب اليه. فاجاب و قال لابيه ها انا اخدمك سنين هذا عددها و قط لم اتجاوز وصيتك و جديا لم تعطني قط لافرح مع اصدقائي "و لكن لما جاء ابنك هذا الذي اكل معيشتك مع الزواني ذبحت له العجل المسمن " الخطية الاساسية للابن الاكبر .. فى علاقته بأخيه : - عدم محبته الخير لاخيه جعلته يرفض الدخول للحفل والسبب فى ذلك غيرته على باقى الميراث . - ادانته لللشرور الذى فعلها اخيه وكل هذا نتيجة لخطية واحدة وهى كبرياء القلب او محبة الذات التى تؤدى بالانسان الى الانفصال عن الله .. وذلك لانه يشعر انه الافضل .. الانسان المتكبر فى علاقته بالله : - كان سبب نكد ابيه يوم فرحه : " فغضب و لم يرد ان يدخل فخرج ابوه يطلب اليه " الانسان المتكبر يحزن قلب الله جدا .. - يعدد على ابيه الخدمات التى قدمها .. - لم اتجاوز وصيتك .. " يظن انه متفضل على الله بخدمته او صلاته او اصوامه . - اذن هو كان يمارس كل هذه الوصايا بدون فرح بالاب : " جديا لم تعطينى لافرح مع اصدقائى :.. وهذا يؤكد انه كان نفسه يعمل كما عمل الابن الاصغر .. ولكن منعه كبريائه ومنظره بين الناس .. - كان ينفذ الوصايا ومنتظر المكافأة لا يخدم لاجل الحب .. الخلاصة : هو غير مستمتع بالحياه مع الاب فى حين ان الظاهر يؤكد خضوعه وحبه للاب .. الابن الاكبر ليس مستمتع بابيه ولا يحب اخيه اذن هى خطية عدم محبة وكبرياء قلب ( خطايا لا يعاقب عليه القانون المدني ) وللاسف الشديد اين الابن الاكبر: رفض بارداته الدخول الى الحفل رغم دعوة الخدام ودعوه ابيه - اذن يمكن ان تعرض علي السماء وانا ارفضها بارداتى .. - خطية الكبرياء او عدم المحبة هى ليست بلا غفران ولكنها صعبة التوبة جدا .. الانسان المتكبر بعيد عن طريق التوبة جدا - فى نهاية المثل كل التوقعات انهارت اصبح الابن الاصغر داخل الحفل ، والابن الاكبر خارجه مع ملاحظة ان الاب خرج من الحفل لكى يدع الاخ الاكبر وهو بارادته لم يرد ان يدخل .. العند وعدم المحبة يمكن ان يجعلونا باراداتنا الكاملة نرفض الدخول الى السماء .. الاخرون اولين و الاولون اخرين. من نحن من هذين الاخين للاسف الشديد نحن لسنا مثل الابن الاصغر.. ولكننا نشبه كثيرا الابن الاكبر ومن منهم قريب من قلب الله الان - فى النهاية الابن الاكبر هذا هم الكتبة والفريسين الذين كانو غاضبين على قرب السيد المسيح من الخطاه ونفس المشاعر نجدها فى الابن الاكبر كان حزين جدا لفرح ابيه باخيه الضال .. ليكن الرب يسوع معنا وكل عام وانتم بخير |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 153159 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() مثل الإبن الضال ضرب يسوع مثلا (لو ظ،ظ¥) عن إبنٍ ضالٍ، سعى في طريقه، متّبعًا أفكاره في الحياة، لا يُملِ عليه أحد ماذا يفعل، حرًّا طليقًا من أي قيد. طلب الإبن من أبيه أن يأخذ نصيبه من الميراث، بكّل وقاحة يقدّم هكذا طلب لأبيه، رافضًا نعيم الأب ساعيًا وراء حرية مجهولة. لكن ردّ فعل الأب كان مثيرًا للعجب، لقد أعطى إبنه مُبتغاه! لماذا يا رب تركته يذهب في طريقه؟ لماذا سمعت لكلامه؟ أنت تعلم جيدًا الى أين سيذهب وفي أي طريق سيسير، فلماذا لم تمنعه؟! تركته وإحترمت قراره، وكأنك يا رب تريده أن يجرّب البعد عنك. ذهب الإبن وتُرك لحريّته واختياره مع أن أباه يعلم كل شيء ويعتصر قلبه حزنًا عليه. سار في طريق الحرّية التي أرادها فتبع شرّ قلبه، لكن الحياة كانت صعبة، والخطيئة كانت كبيرة، فدار الزمان على من كان سيدًا فصار عبدًا “يشتهي أن يملأ بطنه من الخُرنوب الذي كانت الخنازير تأكله، فلا يعطيه أحد”. قرر العودة، ولكن أي عودة؟ إذا عاد سيضحك عليه أبوه ويعيّره بأنه لم يسمع لنصائحه، سيصبح منبوذًا، هذا إن قبله أحد أو قبل الكلام معه، فمن سيقبل الضالّ الذي “بدد ماله في عيشة إسراف” متّبعا شهواته؟ لكن شتّان ما بين تفكيره وتفكير أبيه. كان الأب ينتظره كل يوم، لأن حنانه يفوق غباء إبنه، فرآه “وكان لم يزل بعيدًا، فتحرّكت أحشاءه وأسرع فألقى بنفسه على عنقه وقبّله طويلاً”. ما أروع حنانك يا رب! كنت تنتظره كل يوم، مع أنه تركك، وكان من الممكن ألا يعود أبدًا. لكن قلبك أكبر من خطيئته، وحبّك له أكبر من معصيته لك، وإحترامك لقراره أعظم من إحتقاره لنعمتك، حتى لو علمت أنه ذاهب الى أقذر الأماكن. بعد طول انتظار تم اللقاء بين الأب وابنه الضال، العائد إلى أحضان أبيه الذي ولده من رحم الحب. لقاء كلله نور السماء بالفرح والمسامحة أمام توبة هذا الولد الكبيرة، بسكب قلبه بصدق أمام أبيه. لقد وضع ذاته بين يديه كما لم يفعل من قبل، متمنيا أن يولد من جديد، أن يولد من فوق، أن يعمد، بشوقه إلى السلام الداخلي والكفاية والفرح، بحب الذي لم يبخل به عليه ولو لمرة. لقد وصل إلى شاطىء الخلاص بعدما كاد أن يموت غرقًا في بحور الدنيا، بعيدًا عن الحضن الأبوي. لقد آمن بإمكانية الحياة من جديد، لكنه لم يكن بعد يدري عظمة غفران أبيه له وما ينتظره عند عودته. لم يستطع أن يفكر كأب رحوم، بل رضي بأقل ما هو ممكن من متطلباتت الحياة: وزر الخطيئة كان أقوى من فهمه لحب أبيه الكبير له. أما الأب فلم ييأس ولو للحظة وإلا لما كان يراقب الأفق كل يوم منتظرًا عودة ابنه. ويوم عاد، سكتت لغة العتاب والمحاسبة. فالفرحة كانت عظيمة، وتجلت بجملة أوامر تختصر مدى لهفة انتظار هذه اللحظة: “أسرعوا، هاتوا أفخر الثياب، ألبسوه، ضعوا الخاتم في إصبعه، وحذاء في رجليه، قدموا العجل المسمن، فنأكل، ونفرح.” لكن الأهم من بعد الإبن الضال هو جهل الإبن الأكبر. مشكلة الأخ الأكبر هي بصيرته المحدودة. لقد رأى في رحمة والده نحو أخيه العائد، ظلما وبهتانًا. لم يدرك أن يوم “قسم لهما أملاكه”، قد حصل هو أيضًا على نصيبه من الميراث، وكان بإمكانه أن يفرح ويتصرف بحصته كما يشاء هو أيضًا، بل ذهب بعماه إلى أبعد من ذلك ربما: لقد خاف على حصته، وارتبك لفكرة أن يغير الوالد وصيته، فيقسم من جديد حصة الأكبر مع أخيه “المبذر”… ثم ما لبثت أن تكشفت حقيقة مشاعره نحو أبيه: ” خدمتك ولم أعص لك أمرًا”، وكأنه كان عبدًا مقيدًا بالأوامر، يخدم طمعًا في الحصول على تقاعد في نهاية خدمته (الميراث) . لقد وضع الأبوة والبنوة خارج منطق العائلة الواحدة، رغم تواجده معه تحت سقف واحد. لم ينظر إلى الشركة في الحب والعطاء، ولا المشاركة في” الخبز الواحد”: لكل حصته وشؤونه وحياته. ماذا بعد؟ إن الآب محترم لحريتنا، التي خلقنا عليها، إلى أقصى الحدود. وإلا لكنا “تبعيين” ملتصقين به، لكن دون أن نختاره ونحبه كأبناء خليقين به، قادرين على العودة إليه والتمسك به بصدق إن ضللنا. ولاكتشفنا أيضًا مدى تواضعه اللامحدود تجاهنا، وفرحه الغامر في كل مرة نتوب إليه. لاكتشفنا لهفته للعودة معه إلى بيته كي نتقاسم وإياه كل ما يملكه حتى ولو آلمناه بتعنتنا وسوء تصرفنا. لاكتشفنا أن مأساة خطيئتنا تكمن في جرح قلبه الوالدي الذي سرعان ما يغفر لنا منتصرًا على ألمه باتقاد عطفه وحنانه في عمق أعماقه. صابر هو في انتظاره، لا يتعب ولا يمل هذا الإله – الأب. إنه يحيا فينا ويشعرنا بكثرة محبته دون أن نراه، إنما نعرفه بأبنه الوحيد يسوع المسيح الذي أتانا من حشاه. ماذا يبقى لنا؟ لنسأل أنفسنا الآن كيف يمكننا عيش هذا الإنجيل. يقول القدّيس بولس: “من كان في المسيح، فهو خليقة جديدة”. لقد صالحنا الآب بابنه يسوع، وألبسنا الحلة والخاتم والحذاء يوم أخذ علتنا وعاهاتنا وعلقها على الصليب ثم قام حيًّا إلى الأبد، وجعلنا “شركاءالطبيعة الإلهية”.ما علينا إذن سوى اتخاذ القرار في القيام بالخطوة الأولى نحوه، مهما كنا ضالين، وهو يتكفل بالباقي كله. فلقد أعد لنا وليمة الفرح، وذراعاه مفتوحتان ينتظرنا كي يحضننا ونتشارك معه خبز الحياة، فيكون لنا في ذاتنا “كل فرحه”. أنت تعلم يا رب أننا نتركك ونذهب وراء أفكارهنا وخططنا، بل ونأخذ منك ما نسرفه لاحقًا بوقاحة على شهوات قلوبنا الشريرة، لكن رحمتك واسعة، ومحبتك للخاطىء لا يحدّها عقل. إقبل يا رب الراجعين إليك، أبناءك الخاطئين النادمين، غير المستحقين أن تدخل قلوبهم، بل يكفيهم كلمة واحدة منك فتبرأ نفوسهم. إن وقعوا يا رب وتعثّروا في ضُعف الجسد فلم يعطى لهم أن يروك، فإسمح لهم أن يلمسوا هُدب ردائك، فلا يسمّوا بعد هذا ضالّين بل شطّارًا. آمين. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 153160 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() مثل الإبن الضال الإبن الضال هذا المثل من أكثر الأمثال توضيحاً لرسالة السيد المسيح ، فهذا المثل يحكى عن كمال الحب فى المسيحية ، وهذا هو الفرق بين المسيحية وأى ديانة أخرى فى العالم ، هذا الإبن الضال طلب ميراثه من أبيه وهو لم يمُت بعد ،أراد أن يتمتع بشهواته ونزواته ، لم يعجبه أن يستمر فى بيت أبيه ، بل أراد أن يخرج للعالم ليتصرف مثلما يريد ،لينطلق ولتنفجر لديه كل طاقات الحرية التى يعرفها العالم ،وبالفعل أخذ نصيبه من أبيه ، وسافر بعيداً . أنا يارب أفعل كثيراً مثل هذا الإبن الضال ، أطلب ما قد لا يحق لى ، وأصر عليه ، وأغضب منك إن لم تعطنى إياه ، وإن أعطيتنى إياه ، أنفجر من الذى أظنه كبتاً ، وأفعل ما يحلو لى ، أنا أريد دائماً يارب أن أجرب كل شىء ،أريد أن أفعل ما يخطر على بالى ، أريد أن أنصرف لشهواتى ، وأطلق لها العنان بلا ضابط ولا رابط ، أنت أعطيتنى الحياة ، أعطيتنى أن أكون لك ، أعطيتنى كل شىء ، وكل ما أراه حولى هو ملكٌ لك ، لكن مع ذلك ، أتركك ، وأنصرف إلى كورة بعيدة ، أى شىء بعيد عنك ، هو لى ملذة وهدف أرضى ، لا حدود له هنا على الأرض ، عندما تنتهى أموالى ، أصبح أمام الناس بلا قيمة ، حقيراً ، منبوذاً ، لا أحد يرغب حتى أن ينظر إلىَّ ، بل قد أكون مضحكة للناس فى مجامعهم ، ومثالاً صارخاً للفشل لديهم ، فالمال هو الذى يتحكم فى عقول الناس ، وأفعالهم ، وأفكارهم ، فبالطبع صرف الإبن الضال أمواله بإسراف ، حتى أصبح بلا مال ، فترك الجميع الإبن الضال ، ونبذوه ، ليس ذلك فقط ، بل إزدادت الضيقة ، وحدث جوع شديد فى كل المنطقة ، فلم يجد حتى عملاً جيداً ليعمله ، وفى النهاية ، عمل فى رعاية الخنازير ، والتى يراها اليهود نجسة ، أى أن بداية النجاسة ستنتهى بالنجاسة ، وعاش فى حقارة وفقر مدقع ، حتى إنه كان يشتهى أن يأكل من خرنوب الخنازير ، فقط أن يظل حياً ، هذا فى النهاية ما وصل إليه إشتياقه هذا يارب ما أفعله كل يوم ، أتركك ، أبتعد عنك ، أنصرف لأهوائى ، وعندما يحطمنى الشيطان ، ويسلبنى إرادتى ، ويجعلنى ضحكاً وهزءاً لمن حولى ، يتركنى ضعيفاً ، ذليلاً ، لأنه إطمأن أنه لا يمكن أن أعود لك ثانيةً ، فأنا أشعر بالخجل منك ، والخزى ، والوهن ، كما أنى لا أقوى حتى على الوقوف أمامك ، إلى هنا والقصة عادية جداً ، وهذا ما أفعله باستمرار ، لكن لا أعرف ما أفعل بعد ذلك ، فكل ما أراه فى ذلك الحين أن هذه هى النهاية ، النهاية لى معك ، والنهاية لك معى ، لكن الإبن الضال قرر شيئاً آخراً رجع إلى نفسه آه يارب ، ما أصعب أن أقرر أن أرجع إلى نفسى ، فهذا يارب أصعب من أعقد المعارك الأرضية وأخطرها ، أن أرجع إلى نفسى ، أنا يارب لا أقوى أن أراجع نفسى ، فأنا لا شىء ، وخطاياى لا نهاية لها ، وتركتك منذ زمن بعيدٍ جداً ، ولا أعرف من أين أبدأ ، ولا أعرف كيف يمكن أن أغير نفسى ، ولا أعرف كيف يمكن أن تنظر حتى إلىَّ بعد كلما فعلت لك ، أنا أسوأ من أن أحدثك ، أحقر من أن تنظر إلىَّ ، أضعف من أن أنتصر على شهواتى ، أبعد من أن أُدعى لك إبناً ، لكن برغم كل ما فعل هذا الإبن ، عاد إلى نفسه ، وبدأ فى حساب نفسه ، لم ييأس ، لم يفكر فى توابع ما سيفعل ، فقد وجد أن هذا هو الحل الوحيد ، ولا بد أن يعود ، لابد أن يعود أقوم وأذهب إلى أبى ، لا يهمنى ما سيقوله خدام أبى عنى ، لا يهمنى ما سيفعله أبى فىَّ ،لا يهمنى ما سيقوله عنى أخى الأكبر الذى لم يفعل مع أبى مثلما فعلت ، لا يهمنى ما سأفعله فى بيت أبى إذا ما قبلنى ، فقط أقوم وأذهب إلى أبى ، وليحدث ما يحدث فأنا إلى الدمار كما أنا ، وإلى الموت لا مناص لو إستمررت فى خطيتى لا يوجد أسوأ مما أنا فيه ، ولا أخطر مما أنا فيه ، ولا أحقر مما أنا فيه أنا لدى أصدقائى الذين تركونى لا شىء ، أما لدى أبى ، أبى السماوى فأنا رائع جداً ، جميل جداً لدى إمكانيات جميلة لدى روحه الجميلة الروح القدس أنا أغلى ما لديه ، حتى لو كنت أرى أنى أرخص من على الأرض فأنا إبنه ، خاصته ، حبه الأبدى عشقه الذى وصل حتى الموت ، موت الصليب أنا كل شىء له فلا بد أن أعود وعندما أعود سيحتضننى ، سيرفعنى سيلبسنى حلة نقية جديدة سيعطينى خاتم الحب ، رباط الحب بينى وبين الله وسيرفعنى بحذاءٍ عن الأرضيات لأن هذا ما أصل إليه إن عدت إليه ، السماء كل مرة أعود لك يارب ترانى كنت ميتاً فعِشتُ وكنتُ ضالاً ، فوُجِدتُ |
||||