منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02 - 03 - 2024, 06:26 PM   رقم المشاركة : ( 152771 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,304,655

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




† ثابر في صلواتك وعلاقتك بالله،
وتمسك بمبادئك مهما تخلى عنك من حولك
أو حتى قاوموك، فالمسيح يعلمك أهمية اللجاجة
في الصلاة، خاصة في وقت الضيقات.
 
قديم 02 - 03 - 2024, 06:29 PM   رقم المشاركة : ( 152772 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,304,655

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة






القبض على المسيح (ع 47-56):

47 وَفِيمَا هُوَ يَتَكَلَّمُ، إِذَا يَهُوذَا أَحَدُ الاثْنَيْ عَشَرَ قَدْ جَاءَ وَمَعَهُ جَمْعٌ كَثِيرٌ بِسُيُوفٍ وَعِصِيٍّ مِنْ عِنْدِ رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَشُيُوخِ الشَّعْبِ. 48 وَالَّذِي أَسْلَمَهُ أَعْطَاهُمْ عَلاَمَةً قَائِلًا: «الَّذِي أُقَبِّلُهُ هُوَ هُوَ. أَمْسِكُوهُ». 49 فَلِلْوَقْتِ تَقَدَّمَ إِلَى يَسُوعَ وَقَالَ: «السَّلاَمُ يَا سَيِّدِي!» وَقَبَّلَهُ. 50 فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «يَا صَاحِبُ، لِمَاذَا جِئْتَ؟» حِينَئِذٍ تَقَدَّمُوا وَأَلْقَوْا الأَيَادِيَ عَلَى يَسُوعَ وَأَمْسَكُوهُ. 51 وَإِذَا وَاحِدٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَ يَسُوعَ مَدَّ يَدَهُ وَاسْتَلَّ سَيْفَهُ وَضَرَبَ عَبْدَ رَئِيسِ الْكَهَنَةِ، فَقَطَعَ أُذْنَهُ. 52 فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «رُدَّ سَيْفَكَ إِلَى مَكَانِهِ. لأَنَّ كُلَّ الَّذِينَ يَأْخُذُونَ السَّيْفَ بِالسَّيْفِ يَهْلِكُونَ! 53 أَتَظُنُّ أَنِّي لاَ أَسْتَطِيعُ الآنَ أَنْ أَطْلُبَ إِلَى أَبِي فَيُقَدِّمَ لِي أَكْثَرَ مِنِ اثْنَيْ عَشَرَ جَيْشًا مِنَ الْمَلاَئِكَةِ؟ 54 فَكَيْفَ تُكَمَّلُ الْكُتُبُ: أَنَّهُ هكَذَا يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ؟». 55 فِي تِلْكَ السَّاعَةِ قَالَ يَسُوعُ لِلْجُمُوعِ: «كَأَنَّهُ عَلَى لِصٍّ خَرَجْتُمْ بِسُيُوفٍ وَعِصِيٍّ لِتَأْخُذُونِي! كُلَّ يَوْمٍ كُنْتُ أَجْلِسُ مَعَكُمْ أُعَلِّمُ فِي الْهَيْكَلِ وَلَمْ تُمْسِكُونِي. 56 وَأَمَّا هذَا كُلُّهُ فَقَدْ كَانَ لِكَيْ تُكَمَّلَ كُتُبُ الأَنْبِيَاءِ». حِينَئِذٍ تَرَكَهُ التَّلاَمِيذُ كُلُّهُمْ وَهَرَبُوا.

ع47-49: "أحد الاثنى عشر":إظهارا لخيانته، إذ هو من المقرّبين، فكيف يخون سيده؟!
"جمع": يشمل جند الهيكل اليهود وجند الرومان المكلفين بحراسة الهيكل من الخارج، وجند رئيس الكهنة، وبعض التابعين للكهنة الذين يقاومون المسيح.
"كثير":حضر عدد كبير لضمان القبض على المسيح، لئلا يقاوم تلاميذه ومحبوه ذلك.
"شيوخ الشعب": بعض أعضاء مجلس السنهدريم.
"قبّله": استخدم يهوذا تعبير المحبة وهو القبلة برياء، ليتمم خيانته بالقبض على المسيح.
فيما كان المسيح يوقظ تلاميذه، أقبل تلميذه يهوذا الإسخريوطي ومعه عدد كبير من الجنود مسلحين بسيوف وَعِصِىٍّ، وأعطى السلام للمسيح وقبّله، وكانت هذه هي العلامة المتفق عليها، أي القبض على من يقبّله، وذلك للتأكيد، فالمسيح معروف عند الجموع، ولكن حتى لا يخطئ رجال رؤساء الكهنة وشيوخ الشعب ويقبضوا على آخر يشبهه.
ع50: عاتب المسيح يهوذا ونبهه، فقد يتوب، سائلا إياه: "يا صاحب، لماذا جئت؟" لعله يخجل مما يصنعه (وهو خيانة المسيح وتسليمه لليهود)، ولكنه للأسف استمر في شره، وأمر الجمع الذين معه فقبضوا على المسيح.

ع51-52: "واحد":هو بطرس (يو 18: 10-11)، ولم يذكره متى خوفا عليه من اضطهاد اليهود، أما يوحنا فذكره لأنه كتب إنجيله بعد خراب أورشليم، ولم يعد هناك خوف بعد انكسار قوة اليهود.
"قطع أذنه": بطرس صياد سمك، وليس له خبرة في استخدام السيف، فلم يستطع أن يصيب إلا أذن هذا العبد فقطعها.
"مكانه": أي غِمْدِهِ (جرابه).
اضطرب بطرس عندما رأى معلمه وحبيبه يُقبض عليه، فاندفع وأخذ سيفا، لأنه كان مع التلاميذ سيفان كما ذُكر في (لو 22: 38). وفي محاولة للدفاع عن المسيح، قطع أذن عبد رئيس الكهنة المسمى مَلْخُسَ (يو 18: 10)، لكن المسيح أمره أن يعيد سيفه إلى غِمْدِهِ، وأعلن أن من يحيا بالعنف سيقاسى من العنف.
وقد أراد المسيح أن ينزع الشر من قلب بطرس وكل تلاميذه نحو من يعاديهم، فقد جاء ليثَبّت المحبة في قلوب أولاده حتى نحو الأعداء، وليؤكد أن المحبة أقوى من العنف. وقد استطاع بموته، المزمع أن يتم، أن يدوس الموت، ويخلّص أولاده من خطاياهم، ويقيّد إبليس ثم يقوم منتصرا، معلنا نصرة الحب وقوته.
ع53-54: "أتظن": بمعنى: هل تشك في قدرتى بعد أن رأيت معجزاتى الكثيرة؟
"اثنى عشر جيشا من الملائكة": أي بدلًا من الاثنى عشر تلميذا الضعفاء.
نبه المسيح بطرس وكل التلاميذ إلى قوته العظيمة، فجند السماء كلهم تحت طاعته، أي الملائكة الذين كل ملاك فيهم له قوة أكثر من جميع البشر، يستطيع أن يطلب أكثر من اثنى عشر جيشا منهم،ويقصد عددا وفيرا جدًا. ولكنه، بإرادته، يسلّم نفسه ويموت ليخلّص أولاده، كما كتبت النبوات عنه في العهد القديم، مثل (إش 53: 7).
ع55: عاتب المسيح أيضًا الجمع على خروجهم بالليل ومعهم سيوف وعصى للقبض عليه، كأنهم يقبضون على لص هارب، مع أنه كان معهم كل يوم يعظ في الهيكل وسط الجموع، وذلك ليُظهر خداعهم وضعفهم، فقد أتوا للقبض عليه بعيدا عن الجموع حتى لا يقاومهم أحد؛ ولعله بهذا العتاب أراد أن يعطيهم فرصة للتوبة أيضًا.
"كل يوم": أي أيام كثيرة، كان يعلّم فيها جهارا في الهيكل.
"أجلس": أي أعلّم في هدوء، ولا أصنع شغبا مما يفعله المجرمون.
"أعلم في الهيكل": أي جهارا بوضوح أمام الكل، فلا يحتاج الأمر أن تأتوا ليلا كأنى هارب من العدالة.
"لم تمسكونى": لأنه ليس لديكم أية تهم علىَّ، ولخوفكم من الشعب الذي يعتبرنى معلما عظيما.

ع56: أكد المسيح أن ما يفعلونه هو إتمام لنبوات الأنبياء، وعندما قبضوا عليه، خاف التلاميذ كلهم وهربوا، حتى لا يُقبَض عليهم، فقد ضاع ملجأهم وقوتهم، إذ كانوا يظنون أنه يحميهم من بطش الرومان واليهود (إش 63: 3 و5). وطبعا، ترْكهم للمسيح سبب له ألما نفسيا، لتراجعهم عن وعودهم ألا يتركوه حتى ولو إلى الموت. لكن، بمحبته، التمس لهم العذر، إذ سامحهم على ضعفهم بعد قيامته.

 
قديم 02 - 03 - 2024, 06:30 PM   رقم المشاركة : ( 152773 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,304,655

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




† لا تتهاون بفرص التوبة المتوالية
التي يسمح بها الله لك،
حتى لا يكون لك مصير يهوذا في النهاية.
 
قديم 02 - 03 - 2024, 06:31 PM   رقم المشاركة : ( 152774 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,304,655

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




† لا تنزعج إذا تركك الأحباء ساعة الضيقة،
فالله لن يتركك. ولا تغضب منهم،
بل التمس لهم العذر، وهو الضعف البشرى.
 
قديم 02 - 03 - 2024, 06:34 PM   رقم المشاركة : ( 152775 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,304,655

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة






المحاكمة الدينية (ع 57-68):

+57 وَالَّذِينَ أَمْسَكُوا يَسُوعَ مَضَوْا بِهِ إِلَى قَيَافَا رَئِيسِ الْكَهَنَةِ، حَيْثُ اجْتَمَعَ الْكَتَبَةُ وَالشُّيُوخُ. 58 وَأَمَّا بُطْرُسُ فَتَبِعَهُ مِنْ بَعِيدٍ إِلَى دَارِ رَئِيسِ الْكَهَنَةِ، فَدَخَلَ إِلَى دَاخِل وَجَلَسَ بَيْنَ الْخُدَّامِ لِيَنْظُرَ النِّهَايَةَ. 59 وَكَانَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالشُّيُوخُ وَالْمَجْمَعُ كُلُّهُ يَطْلُبُونَ شَهَادَةَ زُورٍ عَلَى يَسُوعَ لِكَيْ يَقْتُلُوهُ، 60 فَلَمْ يَجِدُوا. وَمَعَ أَنَّهُ جَاءَ شُهُودُ زُورٍ كَثِيرُونَ، لَمْ يَجِدُوا. وَلكِنْ أَخِيرًا تَقَدَّمَ شَاهِدَا زُورٍ 61 وَقَالاَ: «هذَا قَالَ: إِنِّي أَقْدِرُ أَنْ أَنْقُضَ هَيْكَلَ اللهِ، وَفِي ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ أَبْنِيهِ». 62 فَقَامَ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ وَقَالَ لَهُ: «أَمَا تُجِيبُ بِشَيْءٍ؟ مَاذَا يَشْهَدُ بِهِ هذَانِ عَلَيْكَ؟» 63 وَأَمَّا يَسُوعُ فَكَانَ سَاكِتًا. فَأَجَابَ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ وَقَالَ لَهُ: «أَسْتَحْلِفُكَ بِاللهِ الْحَيِّ أَنْ تَقُولَ لَنَا: هَلْ أَنْتَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ؟» 64 قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «أَنْتَ قُلْتَ! وَأَيْضًا أَقُولُ لَكُمْ: مِنَ الآنَ تُبْصِرُونَ ابْنَ الإِنْسَانِ جَالِسًا عَنْ يَمِينِ الْقُوَّةِ، وَآتِيًا عَلَى سَحَاب السَّمَاءِ». 65 فَمَزَّقَ رَئِيسُ اكَهَنَةِ حِينَئِذٍ ثِيَابَهُ قَائِلًا: «قَدْ جَدَّفَ! مَا حَاجَتُنَا بَعْدُ إِلَى شُهُودٍ؟ هَا قَدْ سَمِعْتُمْ تَجْدِيفَهُ! 66 مَاذَا تَرَوْنَ؟» فَأَجَابُوا وَقَالوُا: «إِنَّهُ مُسْتَوْجِبُ الْمَوْتِ». 67 حِينَئِذٍ بَصَقُوا فِي وَجْهِهِ وَلَكَمُوهُ، وَآخَرُونَ لَطَمُوهُ 68 قَائِلِينَ: «تَنَبَّأْ لَنَا أَيُّهَا الْمَسِيحُ، مَنْ ضَرَبَكَ؟».

ع57: تم اقتياد يسوع إلى دار قيافا رئيس الكهنة، حيث اجتمع الكتبة والشيوخ تمهيدا لمحاكمته (اُنظر تفسير ع66).
ع58: رغم ضعف التلاميذ وهروبهم، فإن محبة بطرس قد دفعته لأن يتبع الجمع الذي قبض على المسيح، ويدخل ويجلس في الساحة الخارجية لبيت رئيس الكهنة، ليعلم ماذا يصنعون بمعلمه.
وكذلك تبعه يوحنا تلميذه الذي استطاع أن يدخل داخل البيت، إذ كانت له علاقة برئيس الكهنة (يو 18: 15)، ولكنهما، رغم محبتهما، لم يستطيعا أن يدافعا عنه لضعفهما البشرى.

ع59-61: عجز اليهود طوال حياة المسيح أن يجدوا خطأ واحدا فيه، رغم محاولاتهم الكثيرة لاصطياده بكلمة. وفي هذه المحاكمة، كانوا مصرين أن يجدوا فيه أي خطأ، ولو بشهادة زور. فجمعوا كثيرين ليلفقوا له التهم الباطلة، ولكنهم لم يتفقوا، وظهر كذبهم أمام الحاضرين، فلم يستطيعوا الاستناد على كل الشهادات الزور.
ثم قام في النهاية رجلان، يشهدان على المسيح شهادة زور، وهي قوله أنه يستطيع هدم هيكل سليمان ثم يبنيه في ثلاثة أيام. وهذا لم يحدث، بل إنه قال لتلاميذه: "انقضوا هذا الهيكل، وفي ثلاثة أيام أقيمه" (يو 2: 19). وكان المسيح يقصد هيكل جسده، أي أنهم يصلبونه، ويقوم في اليوم الثالث. ولم يستطيعا إثبات شهادتهما، فصار المجمع كله في حيرة، وعجز عن اتهام المسيح.
وقد فهم الكهنة كلام المسيح أنه قاله عن جسده وليس عن الهيكل، بدليل كلامهم مع بيلاطس بعد موت المسيح، عندما قالوا: "تذكرنا أن ذلك المضل قال وهو حي، إنى بعد ثلاثة أيام أقوم" (مت 27: 63).
"شاهدا زور": لأن عدد اثنين هو أقل عدد لاعتماد الشهادة بحسب الشريعة.
ع62: احتار رئيس الكهنة، إذ لم يجد أية تهمة على المسيح، فسأله لماذا لا يجيب على الشهادة التي قدمها الشاهدان، لعله يجد في إجابته أي خطأ يدينه عليه.

ع63: "استحلفك":أي القسم بالله كما تنص الشريعة لتأكيد الكلام.
كان المسيح صامتا، ولم يرد على كل الاتهامات الباطلة، لأنه يعرف كراهيتهم ومقاومتهم له، وأنهم لا يريدون أن يعرفوا الحق.
وفي حيرة وضيق، سأله رئيس الكهنة هل هو المسيا المنتظر، أي المسيح ابن الله؟ وللأسف، لم يكن يقصد أن يفهم، لأن النبوات التي يعرفها في الكتب المقدسة تؤكد أنه هو، ولكنه كان يريد أن يمسك أي خطأ عليه، مثل الادعاء أنه المسيح وهو مجرد رجل عادي.

ع64: رد عليه المسيح قائلًا: "أنت قلت"،أي الموافقة. وقد أجاب بهذا ليُنهى حيرتهم، ويعطيهم فرصة ودليلا ليصلبوه ويقتلوه، فهو يسلّم نفسه بإرادته لأجل خلاصنا.
بل أعلن بوضوح لاهوته قائلًا أنه سيجلس عن يمين العظمة الإلهية، أي في كمال القوة والمجد الإلهي، ويظل في مجده حتى مجيئه الثاني على سحاب السماء ليدين العالم حسبما ذكرت النبوات (مز 110: 1)، وكما أعلن بنفسه في حديثه عن الدينونة (ص 24: 30).
"من الآن": أي بعد ساعات، سيتمم الفداء على الصليب، ويرتفع إلى مجده في السماء.
"ابن الإنسان": أي الذي ترونه فيَّ من صورة الضعف كإنسان، سيتحوّل بعد ساعات إلى مجده السماوي، وهو الذي سيدينكم. فإن كنتم تحاكموننى الآن، فأنا سأحاكمكم حكما أبديا في اليوم الأخير.

ع65: أخيرا وجد رئيس الكهنة سببا للحكم عليه بالموت، فمزق ثيابه تعبيرًا عن ضيقه لهذا التجديف. وكان هذا التمزيق معناه نهاية الكهنوت اليهودي، ليبدأ الكهنوت المسيحي بالمسيح رئيس الكهنة الذي قدّم نفسه ذبيحة على الصليب، مخلّصا لكل المؤمنين به.
وهذا يُظهر مدى شر رئيس الكهنة، الذي لم يفحص هل هو المسيح ابن الله أم لا، بل اعتبر كلامه تجديفًا، واتخذها فرصة للحكم عليه، وهيَّج المجمع لإصدار حكم الموت على المسيح.
ع66: طلب رئيس الكهنة من المجمع أن يحكموا على المسيح، فأصدروا حكمهم عليه بالموت باعتباره مجدفا، والشريعة تقضى برجم المجدف، ولكنهم لم يرجموه خوفا من الشعب، بل طلبوا تأييد السلطة المدنية لحكم الموت، ونالوا ذلك عن طريق بيلاطس الذي أمر بصلبه، لأن الرومان يحكمون بالصلب على المجرمين.
وجدير بالذكر أنه قد تمت محاكمة المسيح ست مرات:
الأولى: في بيت حَنَّانَ حما قَيَافَا ورئيس الكهنة السابق (يو 18: 19-24).
الثانية: المذكورة في (ع57)، وكانت في بيت قَيَافَا رئيس الكهنة الحالي، حيث اجتمع الكهنة والكتبة وشيوخ الشعب، ليحاكموه ويمسكوا أخطاء عليه بحسب ناموسهم، فتكون لهم حجة في قتله.
وحوكم المحاكمة الثالثة في صباح يوم الجمعة (مت 27: 1-2)، أمام مجمع السنهدريم، لأنه لا يصح بحسب الشريعة إصدار الحكم ليلا، فاعتمدوا حكم قَيَافَا في صباح الجمعة (يو 18: 28).
ثم تمت محاكمته مدنيا ثلاث مرات أخرى، اثنتين أمام بيلاطس (مت 27: 2-24؛ مر 15: 1-15)، وواحدة أمام هيرودس (لو 23: 6-12).

ع67-68: بدأ الاستهزاء بالمسيح وتعذيبه، فبصق جنود رؤساء الكهنة عليه ولكموه، وغطوا وجهه ثم لطموه، قائلين: "تنبأ لنا أيها المسيح من ضربك." أي أنه يدّعى النبوة وهو رجل ضعيف لا يستطيع الدفاع عن نفسه.

 
قديم 02 - 03 - 2024, 06:36 PM   رقم المشاركة : ( 152776 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,304,655

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




† احتمل المسيح كل العذاب الجسدي والنفسى
في صمت من أجل محبته لنا.
فتذكّر أن خطاياك هي التي سببت لفاديك كل هذه الإهانات،
حتى ترفضها في خزى وخجل، فتتوب، ويغفر لك الله.


 
قديم 02 - 03 - 2024, 06:39 PM   رقم المشاركة : ( 152777 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,304,655

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة






إنكار بطرس (ع 69-75):

69 أَمَّا بُطْرُسُ فَكَانَ جَالِسًا خَارِجًا فِي الدَّارِ، فَجَاءَتْ إِلَيْهِ جَارِيَةٌ قَائِلَةً: «وَأَنْتَ كُنْتَ مَعَ يَسُوعَ الْجَلِيلِيِّ!» 70 فَأَنْكَرَ قُدَّامَ الْجَمِيعِ قَائِلًا: «لَسْتُ أَدْرِي مَا تَقُولِينَ!» 71 ثُمَّ إِذْ خَرَجَ إِلَى الدِّهْلِيزِ رَأَتْهُ أُخْرَى، فَقَالَتْ لِلَّذِينَ هُنَاكَ: «وَهذَا كَانَ مَعَ يَسُوعَ النَّاصِرِيِّ!» 72 فَأَنْكَرَ أَيْضًا بِقَسَمٍ: «إِنِّي لَسْتُ أَعْرِفُ الرَّجُلَ!» 73 وَبَعْدَ قَلِيل جَاءَ الْقِيَامُ وَقَالُوا لِبُطْرُسَ: «حَقًّا أَنْتَ أَيْضًا مِنْهُمْ، فَإِنَّ لُغَتَكَ تُظْهِرُكَ!» 74 فَابْتَدَأَ حِينَئِذٍ يَلْعَنُ وَيَحْلِفُ: «إِنِّي لاَ أَعْرِفُ الرَّجُلَ!» وَلِلْوَقْتِ صَاحَ الدِّيكُ. 75 فَتَذَكَّرَ بُطْرُسُ كَلاَمَ يَسُوعَ الَّذِي قَالَ لَهُ: «إِنَّكَ قَبْلَ أَنْ يَصِيحَ الدِّيكُ تُنْكِرُني ثَلاَثَ مَرَّاتٍ». فَخَرَجَ إِلَى خَارِجٍ وَبَكَى بُكَاءً مُرًّا.

ع69-70: فيما كان بطرس جالِسًا في الساحة الخارجية لبيت رئيس الكهنة، رأته جارية فقالت للجالسين أنه من تلاميذ المسيح، وقد رأته معه وسط الجموع عندما كان يعلّم ويصنع معجزات. أما بطرس فأنكر ذلك، معلنا أنه لا يعلم شيئًا عن المسيح، قائلًا: "لست أدرى ما تقولين!"، وذلك ليحمى نفسه من بطشهم والقبض عليه. وقد صاح الديك هنا لأول مرة (مر 14: 68)، وكان ذلك نحو منتصف الليل، في بداية محاكمة المسيح في بيت قيافا، والتي استمرت حوالي ثلاث ساعات، وهذا هو الإنكار الأول.
ع71-72: خاف بطرس وقام من مكانه، ووقف في دهليز، أي ممر خارج البيت، فرأته جارية أخرى، لعلها سمعت كلام الجارية الأولى، وقالت للواقفين أنه من تابعى يسوع. أما بطرس فأنكر، بل أخذ يقسم أنه لا يعرفه، وهذا هو الإنكار الثاني. وقد بدأت المرارة داخل قلبه بعد سماعه صياح الديك، فهو يتمزق بين خوفه من اليهود وضيقه من نفسه لإنكاره المسيح.
ع73: ثم جاءت مجموعة من الرجال الواقفين في الساحة الخارجية، ورأوه يتكلم مع الجارية، فشهدوا أنه من تلاميذ المسيح، والدليل لغته التي ينطقها، فهي مثل أهل الجليل، فطريقة النطق تختلف من منطقة إلى أخرى.
ويُفهم من باقي الأناجيل أن كثيرين عرفوه وأعلنوا أنه من تلاميذ يسوع، أي حاصروه بالاتهامات، أما هو فرد عليهم بالإنكار.

ع74: أخذ بطرس ينكر ويحلف مؤكدا أنه لا يعرفه، بل لعن المسيح لتأكيد إنكاره، حتى ينجى نفسه من أيديهم.
وبهذا، أنكر المسيح لثالث مرة. وهنا، صاح الديك صياحه الثاني، وكان ذلك في الهزيع الثاني، أي حوالي الساعة الثالثة صباحًا.
ع75: عندما صاح الديك، تذكر بطرس تنبيه المسيح له، أنه سينكره، فأفاق لنفسه، وخرج من دار رئيس الكهنة، وقد شعر بخيانته للمسيح حبيبه ومعلمه، وقدم توبة من القلب في دموع كثيرة.
فرغم أن المسيح لم يكن قد قام من الأموات وأظهر قوته، ولكن الحب حرك بطرس، فندم لأنه جحد محبة سيده.

 
قديم 02 - 03 - 2024, 06:40 PM   رقم المشاركة : ( 152778 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,304,655

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




† إن الخوف يُفقد الإنسان اتزانه،
فيسقط بسهولة في خطايا كثيرة...
تمسّك بالله واطلب معونته،
فتهرب من الخوف وكل الخطايا التابعة له.
 
قديم 02 - 03 - 2024, 06:42 PM   رقم المشاركة : ( 152779 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,304,655

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




† إن أخطأت، فالحب هو المحرك الأول لحياة التوبة.
تذكر محبة الله لك وعنايته بك، وموته على الصليب عنك،
وجسده المقسوم ودمه المسفوك الذي تناولته من المذبح،
حتى تعود بالتوبة، ولا تتمادى في خطاياك
مهما كانت الإغراءات والدوافع المحيطة بك،
فليس شيء أغلى من الحب في العالم كله.
 
قديم 02 - 03 - 2024, 06:50 PM   رقم المشاركة : ( 152780 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,304,655

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

Rose رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

مجد الله في الإنسان

لإمام المغنين على الجتية. مزمور لداود
"أيها الرب سيدنا ما أمجد اسمك .." (ع1)

مقدمة:

كاتبه: هو داود النبي، كما يظهر من العنوان.

هو مزمور تسبيح وتمجيد لله.
يرنم هذا المزمور أمام جماعة كبيرة، إذ نجد في عنوانه أنه لإمام المغنين، أي يرنمه مجموعة من المغنين تحت قيادة إمام، أو قائد.
يصاحب ترديد هذا المزمور آلة موسيقية؛ تسمى الجتية لأنه مأخوذة من مدينة جت. وقد يقصد بالجتية لحن مأخوذ من مدينة جت، وهو لحن هذا المزمور. وقد يقصد أيضًا بالجتية معصرة؛ لأن جت كلمة عبرية معناها معصرة، وفى الترجمة السبعينية لهذا المزمور يكتب في العنوان على المعاصر، وهذا يشير للمسيح الذي اجتاز المعصرة وحده ومات لأجلنا؛ كما يظهر في (ع5)، إذ يقول "تنقصه قليلًا عن الملائكة"، أي أن المسيح في موته على الصليب كان غير مكرم لأجل حبه فينا.
هذا المزمور يظهر مكانة الإنسان في قلب الله وتكريم الله له، فهو رأس الخليقة كلها.
يعتبر هذا المزمور من المزامير المسيانية؛ لأنه يتكلم عن المسيح الممجد الذي تنازل بتجسده ليفدينا.
يهتم العهد الجديد بهذا المزمور، فاقتبس منه ثلاث مرات، فذكره المسيح نفسه في (مت21: 16) واقتبس منه بولس الرسول في (1 كو15: 27)، (عب2: 6-8).
في الأصل العبري هذا المزمور ثمانى آيات، ويذكر اسم يهوه في الآية الأولى والثامنة، وهذا يشير إلى أن يهوه هو الأول والآخر؛ لأن عدد 8 يرمز للأبدية.

(1) عظمة الله (ع1-3):


ع1: أَيُّهَا الرَّبُّ سَيِّدُنَا، مَا أَمْجَدَ اسْمَكَ فِي كُلِّ الأَرْضِ! حَيْثُ جَعَلْتَ جَلاَلَكَ فَوْقَ السَّمَاوَاتِ.


مجد الله عجيب يظهر في كل خليقته التي على الأرض.
جلال الله وعظمته فوق السموات، فهي تفوق كل الخليقة الأرضية والسماوية.
الأرض ترمز للجسد الإنسانى، وقد ظهر العجب في تجسد المسيح الذي يفوق كل عقل، فهو أعلى من السماوات التي ترمز إلى أرواح البشر.
يتألق عمل الله في الأرض، أي جسد كل إنسان، وفوق السموات التي هي أرواح البشر، فإن كان مجد الله ظاهرًا في كل خليقته، ولكن يتعاظم مجده في الإنسان بروحه وجسده.
الرب هو سيدنا، أي ربنا نحن المؤمنين وله مجد خاص في أرواح وأجساد قديسيه، إذ هم أبناؤه بشكل خاص، فأعطى نعمة لأرواحهم أن تلتصق به في الصلوات، وفى أجسادهم فصنعوا المعجزات، بل أيضًا بعد موتهم لم تتحلل أجساد الكثيرين منهم.
إذ يشعر الإنسان بمحبة الله الذي يتمجد فيه، يسبحه وترتفع تسابيحه فوق السماء المرئية والمحسوسة، ويشترك مع الملائكة في تسبيح الله الذي يرتفع جلاله فوق السموات، أي في سماء السموات.



ع2: مِنْ أَفْوَاهِ الأَطْفَالِ وَالرُّضَّعِ أَسَّسْتَ حَمْدًا بِسَبَبِ أَضْدَادِكَ، لِتَسْكِيتِ عَدُوٍّ وَمُنْتَقِمٍ.

أسست: هيأت، أو أعددت.
أضدادك: أعداؤك، أي الشايطين.
من هم الأطفال؟
أ - صغار السن الذين التفوا حول المسيح وحاول التلاميذ إبعادهم، أما هو فقال دعوا الأولاد يأتون إلىَّ (مت19: 14). بل ومدحهم، إذ طلب من تابعيه أن يتشبهوا بهم فقال "إن لم ترجعوا وتصيروا مثل الأولاد، فلن تدخلوا ملكوت السموات" (مت18: 3).
ب - هم المتضعون والمتشبهون بالأطفال في بساطتهم.
ج - هم المولودون من جرن المعمودية، أي المؤمنين المبتدئين الذين قال عنهم بولس الرسول "سقيتكم لبنا" (1 كو3: 1، 2).
من هم الرضع؟
هم الذين يرضعون من كلمة الله في الكتاب المقدس.
هذا التسبيح الذي ينطلق من البشر يسكت شر الشياطين ويقيدهم، فهم يعجزون عن محاربة المتضعين والبسطاء، ولا يستطيعون أن ينتقموا منهم؛ لأنهم يحبون الله ويسبحونه، وهو يحميهم. مثال واضح الأطفال في نظر الناس، أي التلاميذ، إذ كانوا ضعفاء في تعليمهم ومركزهم، ولكنهم مؤمنون بالله، فعمل بهم وبشروا في العالم كله وأتوا بنفوس كثيرة للمسيح (1 كو1: 27، 29).

ع3: إِذَا أَرَى سَمَاوَاتِكَ عَمَلَ أَصَابِعِكَ، الْقَمَرَ وَالنُّجُومَ الَّتِي كَوَّنْتَهَا،


يشترك داود مع الأطفال والرضعان في تسبيح الله، ويعلن أن سبب تسبيحه هو أعمال الله التي خلقها وبالأخص السموات وما فيها من قمر ونجوم كل منها له مساره الذي يسير فيه بدقة ولا يصطدم بغيره؛ لئلا تحدث كوارث صعبة.
السموات ترمز للسمو، أي الحياة الروحية العالية عن الأرضيات والشهوات، والقمر يرمز للكنيسة، والنجوم ترمز للرسل والقديسين وكل أولاد الله، وكلهم يستضيئون بضياء الشمس، التي ترمز للمسيح شمس البر؛ لذا لم يذكر هنا الشمس لأنها تشير للمسيح.
عمل الله السموات بأصابعه وكل ما فيها مثل القمر والنجوم، ويبين أنه عملها بدقة وكذلك بسهولة لأن الأصابع يناسبها الدقة، ولم يقل بيديه.
أصابع الله ترمز لعمل الروح القدس، كما عبَّر لوقا البشير (لو11: 20). فالروح القدس هو الذي خلق السموات وما فيها، وهو الذي يسمو بالحياة الروحية ويعمل في الكنيسة والقديسين، الذين يرمز إليهم بالقمر والنجوم.

تأمل الطبيعة المحيطة بك لترى الله واضحًا فيها، فيحدثك عن نفسه من خلالها، كما تحدث إلى داود النبي وعبَّر عن ذلك في (مز19).





(2) كرامة الإنسان (ع4-8):


ع4: فَمَنْ هُوَ الإِنْسَانُ حَتَّى تَذكُرَهُ؟ وَابْنُ آدَمَ حَتَّى تَفْتَقِدَهُ؟


تعجب داود من اهتمام الله بالإنسان في خلقته على صورته ومثاله، وكذلك عنايته به في تدبير كل احتياجاته. بالإضافة إلى أنه جعله رأسًا للخليقة كلها، فقد خلقها الله لأجله؛ لتخدمه وتحرسه وتساعده على الوصول إلى الخلاص.
رأى داود اهتمام الله الروحي بالإنسان في تدبير الخلاص له بعد سقوطه، فعلمه فكرة الذبيحة. وتمجد في رجال أتقياء؛ ليكونوا مثالًا للبشرية، مثل أخنوخ ونوح وأيوب وإبراهيم ... ثم أرسل له أنبياء وأعطاه وصايا وشريعة مكتوبة؛ ليدعوه للتوبة ويظهر له حاجته للخلاص.
رأى داود بروح النبوة تجسد المسيح ابن الإنسان، أى تنازله بأخذ جسد إنسان لافتقاد البشرية، ثم حياته بين البشر؛ ليكون مثالًا لهم، وفداءه وقيامته وصعوده إلى السماء؛ ليعد مكانًا للإنسان ويصعده معه. فهو اهتمام وافتقاد يفوق العقل.

ع5: وَتَنْقُصَهُ قَلِيلًا عَنِ الْمَلاَئِكَةِ، وَبِمَجْدٍ وَبَهَاءٍ تُكَلِّلُهُ.


أن الله خلق الإنسان بمجد عظيم ينقص قليلًا عن الملائكة العظماء الذين في السموات، لأن له جسد مادي قابل للتغير والموت، ولكنه إن عاش في البر والتوبة، سوف يتحول إلى جسم روحانى يتحد بروحه ويخلد إلى الأبد مثل الملائكة. فهذا النقص الذي في الإنسان مؤقت في هذه الحياة، ولكن في الأبدية يكون في مجد الملائكة.
الله يكلل الإنسان بمجد وبهاء الفضائل، والأعمال الصالحة، وكل علاقة روحية مع الله يكتسبها من خلال حياته على الأرض، خاصة أثناء الضيقات التي يحتملها بشكر.
هذه الآية نبوة واضحة عن المسيح، الذي تنازل بتجسده، فصار في الشكل أنقص من الملائكة، ولكنه أظهر مجده بقيامته وصعوده إلى السموات، ثم تكلل بالمجد والكرامة، عندما أعد مكانًا لأولاده في السماء، وهو كالخروف المذبوح قائم في وسطهم - كما يخبرنا سفر الرؤيا (رؤ5: 6) - معلنًا حبه المبذول عن أولاده.

ع6-8: تُسَلِّطُهُ عَلَى أَعْمَالِ يَدَيْكَ. جَعَلْتَ كُلَّ شَيْءٍ تَحْتَ قَدَمَيْهِ: الْغَنَمَ وَالْبَقَرَ جَمِيعًا، وَبَهَائِمَ الْبَرِّ أَيْضًا، وَطُيُورَ السَّمَاءِ، وَسَمَكَ الْبَحْرِ السَّالِكَ فِي سُبُلِ الْمِيَاهِ.


الله هو صاحب السلطان وحده ويعطيه لخلائقه مثل الإنسان.
أعطى الله الإنسان سلطانًا كاملًا على كل الحيوانات والنباتات، ولكنه فقد هذا السلطان بسقوطه في الخطية. وعندما تاب أعاده له الله في العهد الجديد، كما خضع الأسدان للأنبا أنطونيوس، وحفرا مقبرة للأنبا بولا، وكما خضع الثعبان للأنبا برسوم العريان وعاش معه في المغارة.

استطاع الإنسان أن يتغلب على الوحوش باصطيادها بالحيل والخداع، أو بتخويفها، كما في السيرك، أو قتلها باستخدام الأسلحة المختلفة، فهو سلطان ناقص، ولكنه يكمل إن زادت قداسة هذا الإنسان كما في الأمثلة السابق ذكرها.
هذا السلطان أعطى للإنسان بالكمال في الجنة ويستعيده جزئيًا قدر قداسته. ولكن من ناحية أخرى هذه الآيات تتكلم عن المسيح الإله المتأنس الذي له السلطان الكامل على هذه المخلوقات؛ لأنه هو خالقها.

المخلوقات المذكورة في هذه الآيات لها رموز روحية هى:


الغنم: ترمز لقطيع المسيح الخاضع له؛ أو اليهود الذين آمنوا بالمسيح.
البقر: ترمز لرؤساء اليهود الذي حملوا النير، أي المسئولية؛ كما قال "لاتكم ثورًا دارسًا" (1 تى5: 18).

بهائم البر: ترمز للأمم الذين آمنوا وخضعوا للمسيح، أو الخطاة البعيدين الذين تابوا ورجعوا إلى الله.
طيور السماء: ترمز للملائكة والقديسين المحلقين في سماء الروحيات.
أسماك البحر: ترمز للمتآرجحين وسط شهوات العالم، ولكن بتوبتهم يتمتعون بخلاص المسيح.


هناك تأمل آخر في هذه المخلوقات وهو أن الغنم والبقر والبهائم ترمز للجسد وشهواته، أما طيور السماء فترمز للذات والتفاخر والكبرياء، وفى النهاية أسماك البحر ترمز للظروف المحيطة المعاكسة لنا. في كل هذه أعطانا الله سلطانًا أن نخضعها بإرادتنا الروحية ونتمتع بالتالى بعمله فيها.

ليتك تخضع قدراتك لمحبة الله وخدمته ولا تنزعج من كثرة سقوطك وحروب إبليس؛ فأنت قادر بقوة الله أن تتمتع بكل كيانك بالله الساكن فيك.

(3) مجد الله (ع9):



ع9: أَيُّهَا الرَّبُّ سَيِّدُنَا، مَا أَمْجَدَ اسْمَكَ فِي كُلِّ الأَرْضِ!


إذا رأى الإنسان نعمة الله التي أعطيت له في تكريمه وتسلطه على الخلائق المختلفة تحرك قلبه بالشكر وتمجيد الله، فالمجد ليس للإنسان ولكن لله وحده. الشكر والتسبيح هو حياة الإنسان، فقد بدأ المزمور به وينهى أيضًا المزمور بنفس الكلمات، فالشكر والتسبيح حياة وليس مجرد حدث، أو له وقت محدد، بل هو في كل حين.
إن كان الله قد وضع الإنسان رأسًا للخليقة كلها، فعمله الأساسى الذي يدوم هو تمجيد الله، بل قيادة الخليقة كلها في تمجيده، كما يتضح هذا من الهوس الثالث، الذي تصليه الكنيسة كل يوم في تسبحتها.

ليتك لا تنسى تمجيد الله كل صباح وكل مساء، فالتسبيح هو الحياة الحقيقية على الأرض وهو العمل الوحيد في السماء. تذوق التسبيح هنا؛ ليكون لك مكان بين المسبحين في السماء.
 
موضوع مغلق

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:04 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025