02 - 12 - 2016, 06:37 PM | رقم المشاركة : ( 15201 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القديس ثيوفيلاكتُس أسقف نيقوميدية المعترف القديس ثيوفيلاكتُس أسقف نيقوميدية المعترف (القرن 8 م): ولد ثيوفيلاكتُس قرابة العام 765م لعائلة متواضعة من العامة. ترك موطنه شابا وذهب للمدينة المتملكة، والذي كان يومذاك مستشارا أمبراطوريا. فلما تبوأ طراسيوس (25 شباط) سدّة البطريركية عام 784، اقتبل ثيوفيلاكتُس الرهبنة في دير أنشأه طراسيوس عند جسر أوكسينوس. أحد رفقائه كان القديس ميخائيل الذي تسقّف، فيما بعد ، على سينادا. تبارى الرفيقان في ساحة الأتعاب النسكية فأجادا. كانا دائمي التأمل في الكلمة الإلهية عاملين على ردّ كل متعة عن نفسيهما وكل إشباع للجسديات. ويُنقل عنهما انهما في نهار صيفي شديد الحرارة انتابتهما رغبة شديدة في شرب الماء، فلكي لا يفسحا لنفسيهما في المجال لتلك الرغبة ان تملك عليهما سكبا الماء على الأرض ولم يسمحا لنفسيهما ان يتناولا منه نقطة واحدة. وقد نجحا، بعون الله، في تخفيف ثقل الجسد لدرجة ان نعمة الله سكنت فيهما بوفرة وامتدت إلى جسديهما جاعلة منهما صورة حيّة للفضيلة. وإذ لم يشأ القديس طراسيوس لهذن القمرين ان يبقيا مغمورين رفعهما إلى سدة الأسقفية، فاختير القديس ميخائيل متروبوليتا لسينادا في فيرجية، والقديس ثيوفيلاكتُس متروبوليتا للمدينة المشهورة نيقوميذية في بيثينيا. لم يكتف ثيوفيلاكتُس كراع ان يبثّ التعليم القويم ويسلك في الوصايا الإنجيلية بين شعبه وحسب بل انخرط في سلسلة من أعمال الإحسان وخدمة الموائد. فلقد أسس في نيقوميذية، نظير القديس باسيليوس الكبير من قبله في قيصرية الكبادوك، مدينة محبّيه، فكان من بين ما عمله بناء بيوت من طبقتين ضمّنها كل ما هو ضروري لاستقبال المرضى والعناية بهم، كما نظم مستشفى ضمّ إليه الأطبائ والممرضين. اهتمّ هذا المجمع بالمرضى من ناحية صحتهم الجسدية والروحية في آن. كما أقام بقربه كنيسة على اسم القدّيسَين قزما ودميانوس الصانعي العجائب العادمي الفضة. كان ثيوفيلاكتُس أبا للأيتام ومحاميا عن الأرامل. انعطف برأفة على حاجات خراف الله الناطقة الموكلة إليه. وعلى مثال القديس طراسيوس، أنشأ ثيوفيلاكتُس سجلات بأسماء المحتاجين في المدينة بقصد توزيع حسنات شهرية عليهم. كل أسبوع، بعد نهاية السهرانة، كان يقدم للمرضى في مستشفياته حماما ساخنا ويتّزر بمنشفة نظير معلمه يسوع فيعبر بينهم ويمسح جراحاتهم. ساس ثيوفيلاكتُس الكنيسة في سلام إلى ان جاء يوم أثار فيه الأمبراطور لاون الخامس الأرمني (813 – 820) الرب من جديد على الأيقونات المقدسة ومكرميها. في أرجاء الأمبراطورية استُعيد جو تحطيم الإيقونات ومطاردة الرهبان وإذلالهم، مما حدا بالبطريرك نيقيفوروس خلال العام 815م إلى جمع العديد من المطارنة ورؤساء الأديرة في القسطنطينية، من بينهم القديسين أفثيميوس سرديس (26 كانون الأول) و أمليانوس سيزيك (8 آب) و يوسف التسالونيكي (14 تموز) وأفدوكسيوس العموري وميخائيل السينادي وثيوفيلاكتُس النيقوميذي. هؤلاء قابلوا الأمبراطور غير خائفين من غضبه عليهم، وكرجل واحد وبصوت واحد عبّروا عن إيمانهم الواحد مبيّنين له الأسس المتينة التي يقوم عليها إكرام الإيقونات المقدسة. هذه الجهود المباركة والجسارة الإلهية اصطدمت بالإرادة السيئة للأمبراطور ولاهوتيي القصر.وبعدما أصغى لاون إلى حجج القديس نيقيفوروس وجماعته غضب عليهم غضبا شديدا وأمر بعزل البطريرك ونفي الجميع. وقد جرى نقل القديس ثيوفيلاكتُس إلى قلعة ستروبيلوس حيث بقي ثلاثين عاما وعانى أسوأ معاملة، لكنه استمر سائسا لرعيّته عن بعد. وسعيا لخلاص شعبه وحفظه من الذئاب الكاسرة وتأكيدا للأرثوذكسية، كانت لثيوفيلاكتُس مراسلات مع العديدين على نطاق واسع. بعض هؤلاء راسلهم حاضا إياهم على نبذ الامتيازات والكرامات التي يسرها لهم محاربو الإيقونات وعلى العودة إلى الإيمان القويم وحمل الصليب. والبعض الآخر شدّدهم ليثبتوا أمناء للإيمان الأرثوذكسي إلى النهاية. القديس ثيودوروس الستوديتي دعاه في إحدى رسائله: "عمرد الحق، قاعدة الأرثوذكسية، حافظ التقوى وسند الكنيسة". ولم ينس ثيوفيلاكتُس حاجات الفقراء والمضنوكين. كل الذين كانوا على صلة به لمسوا نعمة الله الفاعلة فيه فكانوا يتعزّون ويتقوّون. وإلى ى آلام النفي والغربة، شاء الرب الإله، تكميلا لعبده، ان يفتقده بمرض دام طويلا فكابده دون تذمر شاكرا الله على كل شيء. وبقي كذلك إلى ان أسلم الروح قرابة العام 840م. بعد سنوات قليلة من وفاقه وانتصار الأرثوذكسية نقل البطريرك مثوديوس القسطنطيني رفات ثيوفيلاكتُس إلى نيقوميذية وأودعها كنيسة القديسَين قزما ودميانوس. |
||||
02 - 12 - 2016, 06:41 PM | رقم المشاركة : ( 15202 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القديسون باسيلاوس وأفرام وإفجانيوس وأغاثوذوروس وإلبيذيوس وكابيتُن وإثيريوس الشهداء في الكهنة أساقفة شرصونة (القرن 4م) هؤلاء هم القدّيسون باسيلاوس وأفرام وإفجانيوس وأغاثوذوروس وإلبيذيوس وكابيتُن وإثيريوس. قيل أنهم كرزوا بالإنجيل في الكريمية (البحر الأسود) وبلادالسكيثيين. أما باسيلاوس فلما بشّر وثنيي شرصونة بالمسيح ودعاهم إلى نبذ الأوثان والآلهة الكاذبة التي لا حياة لها، انقضّوا عليه بعنف شديد بحجة أنه جاء ليغيّر لهم عاداتهم والتقاليد التي ورثوها من آبائهم وأجدادهم. وبعدما أشبعوه ضرباً طردوه من ديارهم. خرج قدّيس الله من هناك وأقام في مغارة على جبل برثانيوس مصلّياً من أجل هداية هؤلاء الضالين. وحدث، بتدبير من الله، أن ابن أعيان شرصونة البارزين مات. في تلك الليلة ظهر الولد في رؤيا لذويه المحزونين وطلب منهم أن يستدعوا باسيلاوس المرسل الذي طردوه من المكان ليصلّي من أجله. فلما أُحضر القدّيس وصلّى ورشّ جسد الولد المسجّى بالماء المقدّس عاد إلى الحياة. فكل ذويه والحاضرين لما رأوا ما حدث تعجّبوا ومجّدوا إله باسيلاوس واقتبلوا المعمودية من يده. لكن فريقاً آخر بقي معانداً في رفضه. مقاوماً لرجل الله. وقد عمد بعض من هذا الفريق إلى تقييد باسيلاوس وجرّه بالحبل في الأزقة والشوارع إلى أن لفظ أنفاسه فكان أول من تكلّلوا بإكليل الظفر في تلك الأصقاع. أما القدّيس أفرام فأُرسل إلى سكيثيا وبشّر بالمسيح. هناك أيضاً قاومه الوثنيون. وإذ قبضوا عليه وحاولوا إجباره على تقديم العبادة لأوثانهم رفض وأصرّ علىرفضه على رفضه فقطعوا رأسه. وقد ورد أن نجماً ظهر فوق رفاته في اليوم عينه الذي قضى. جسده ألقاه الوثنيون حيث اعتادوا إلقاء قمامتهم. كذلك ورد أنه قضى في نفس الوقت الذي قضى فيه القديس باسيلاوس. أما القدّيسون الثلاثة أفجانيوس وأغاثودوروس وألبيذيوس فبذلوا دمهم شهداء في شرصونة ضرباً بالعصي والحجارة، وذلك بعد استشهاد القدّيس باسيلاوس بسنةكاملة. بعد ذلك بسنوات، حوالي العام 330م، نجح أثيريوس في بناء أول كنيسة في شرصونة. وقد حظي باهتمام السلطات في القسطنطينية ورعايتها. لكن الوثنيون تصدّوا له، مرة، فيما كان عائداً إلى القسطنطينية وألقوه في نهر الدانوب. رغم كل شيء، استمرت المسيحية في تلك الأصقاع، وقد أرسل لهم الإمبراطور أسقفاً يرعاهم ويهتم بهم، كابيتن. هذا جاء إليه الوثنيون وقالوا له: إذا كان ما تبشّر به حقّاً فأثبت لنا ذلك. عليك أن تمرّ بامتحان النار. فقبل على بركة الله. فلما أشعلت النار، لبس كابتين ثيابه الليتورجية ودخل في النار مصلياً، ثم خرج منها دون أن تمسّه النار بأذى ولا احترق شيء من ثيابه. فلما رأى الوثنيون ما حدث هتفوا بصوت واحد: "ليس إله إلا إله المسيحيّين. هو العظيم المجيد!". وقد اقتبلوا المعمودية جميعاً مذ ذاك ترسّخت المسيحية هناك. ومضت سنوات وكابيتن مجدّ في عمل التعليم والرعاية إلى أن جاء يوم كان فيها عائداً من القسطنطينية بحراً فهبّت في وجهه عاصفة جنحت بالسفينة نحو مصب نهر الدنييبر. هناك، فيما بعد، وقع القدّيس بين أيدي وثنيين معاندين عنفاء فأغرقوه في المياه. كان ذلك في 22 كانون الأول من سنة لا نعرفها بالتحديد. |
||||
02 - 12 - 2016, 06:42 PM | رقم المشاركة : ( 15203 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القديس بولس البسيط لما أقام القديس أنطونيوس الكبير بالبرية الداخلية فوق مدينة تدعى أطفيح، بديار مصر، حدث أن رجلاً شيخاً كبيراً يقال به بولس كان مقيماً في تلك المدينة. وإذ اتفق أن ماتت زوجته تزوج امرأة صبية جميلة. وكانت له أموال كثيرة ورثها. ويبدو أن الثراء لم يفسده لأنه كان نقياً لا يعرف الخبث. دخل يوماً من الأيام بيته خارج الأوقات المعتادة فوجد أحد خدامه، وقيل رجلاً غريباً، على السرير مع زوجته، فقال لها: مبارك لك فيه أيتها المرأة ومبارك له فيك إذ اخترتيه دوني. ثم أخذ عباءته ومضى هائماً على وجهه في البرية الداخلية. بقي محتاراً تائهاً زماناً طويلاً إلى أن اتفق أنه وقف عند قلاية القديس أنطونيوس. قرع بابه وطلب الانضمام إليه. فلما رآه أنطونيوس عجب منه غاية العجب لأنه لم يكن بعد قد رأى إنساناً بهذه الصفة. قال له: أنك في الستين من العمر ولا تستطيع مواجهة تجارب البرية. اذهب بالحري إلى القرية واعمل وسبح الله. فأصر عليه بولس مؤكداً استعداده لإتمام كل ما يطلبه منه، فلم يشأ أن يقبله أول الأمر بل أقفل الباب في وجهه. بعد ثلاثة أيام فتح الباب فرآه واقفاً مكانه لا يتحرك. لا أكل ولا شرب. فقط قال: لا يمكنني أن أموت إلا هنا! فرضي به أنطونيوس تحت التجربة. أعطاه ورق نخيل مبلولاً وطلب منه أن يعمل حبلاً على مثاله. عند الساعة التاسعة (أي الثالثة بعد الظهر)، بعدما تعب بولس في العمل تعباً شديداً، تظاهر أنطونيوس أنه غير راض عن جدله للحبل وأمره أن يبدأ من جديد. كان أنطونيوس يثقل عليه ليرحل إلى بيته. فأطاع بولس دون تذمر ولا يأس. فلما حل المساء قال له أنطونيوس: أتريد أن نأكل قطعة خبز؟ فأجابه: كما تشاء يا أبي! لم تبدُ على بولس أدنى علامات الشراهة رغم أنه لم يذق طعاماً منذ أربعة أيام. أخرج أنطونيوس بضع خبزات بللها بالماء. ولكي يطيل امتحان تلميذه الجديد أعاد المزمور الذي تلاه ببطء اثنتي عشرة مرة وكذا الصلاة قبل المائدة. ثم أخذا في الأكل فلما أنهى أنطونيوس قرصاً اقترح على الشيخ أن يأكل آخر فأجاب الشيخ: إذا أخذت أنت قرصاً آخر أخذت أنا أيضاً وإلا لا أخذ شيئاً. فأجابه أنطونيوس: قرص واحد يكفيني لأني أنا راهب. فأردف بولس: واحد يكفيني أنا أيضاً لأني أنا أيضاً أريد أن أصير راهباً! فقام أنطونيوس وتلا اثنتي عشرة صلاة واثني عشرة مزموراً. ثم بعد قليل نوم، قلم في الليل ليصلي إلى طلوع الفجر. ولما لاحظ أن بولس يفعل ما يفعله هو بالتمام والكمال قال له: إذا كان بإمكانك أن تسلك على هذا المنوال كل يوم أمكنك أن تبقى معي. فأجابه بولس: في الحقيقة إذا لم يأت علي شيء أقسى مما رأيت فأنا قادر على متابعته بسهولة. في اليوم التالي أعلن له أنطونيوس بفرح: ها قد صرت يا بولس راهباً! مضى على بولس بضعة أشهر بمعية أنطونيوس خلص الأخير بعدها إلى أن العود الرهباني لتلميذه قد صلب بالقدر الكافي فأشار عليه ببناء قلاية على مسافة من قلايته هو قائلاً: أنت راهب الآن وعليك أن تكون لوحدك لتقاوم الشياطين! أبدى بولس شجاعة فائقة في الجهاد خلال اعتزاله طيلة سنة كاملة حظي بعدها بموهبة طرد الأرواح الخبيثة وشفاء المرضى. فلما أتي إلى أنطونيوس يوماً برجل فيه روح عنيف قال له القديس: هذه الوظيفة ليست لي لأني لم آخذ نعمة من الله لطرد الأرواح الخبيثة. اذهب إلى بولس! فأتي بالممسوس إلى بولس الذي كان واثقاً من صلاة أبيه الروحي فضرب الرجل على ظهره بعباءته قائلاً: هذا ما يقوله الأنبا أنطونيوس، اخرج من هذا الرجل. لكن الشيطان أبى الخروج وأخذ يشتم بولس وأنطونيوس. فقام بولس، وكان الوقت ظهراً والحر شديداً كأتون بابل، وخرج من قلايته ووقف مصلياً على صخرة لا يظللها شيء وأخذ حجراً آخر على رأسه وقال: باسم الرب يسوع المسيح، وباسم صلوات معلمي أنطونيوس سأظل هكذا إلى أن أموت ولا بد أن أعمل طاعة معلمي وتخرج أيها الشيطان كما أمر معلمي. وبقي هكذا واقفاً والعرق يتصبب منه كأنه المطر ونزف الدم من فمه وأنفه. فلما رأى الشيطان ذلك صرخ بأعلى صوته وقال: العفو العفو! والهروب الهروب من شيخ يقسم على الله ببساطة قلبه. حقاً لقد أحرقتني بساطتك! ثم خرج من ذلك الإنسان. وصرخ الشيطان أيضاً قائلاً: يا بولس لا تحسب أني خرجت من أجل دمك ولكن أحرقتني صلاة أنطونيوس وهو غائب! |
||||
02 - 12 - 2016, 06:42 PM | رقم المشاركة : ( 15204 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القديسون الشهداء في الكهنة أساقفة شرصونة والقدّيس بولس البسيط القديسون باسيلاوس وأفرام وإفجانيوس وأغاثوذوروس وإلبيذيوس وكابيتُن وإثيريوس الشهداء في الكهنة أساقفة شرصونة (القرن 4م): هؤلاء هم القدّيسون باسيلاوس وأفرام وإفجانيوس وأغاثوذوروس وإلبيذيوس وكابيتُن وإثيريوس. قيل أنهم كرزوا بالإنجيل في الكريمية (البحر الأسود) وبلادالسكيثيين. أما باسيلاوس فلما بشّر وثنيي شرصونة بالمسيح ودعاهم إلى نبذ الأوثان والآلهة الكاذبة التي لا حياة لها، انقضّوا عليه بعنف شديد بحجة أنه جاء ليغيّر لهم عاداتهم والتقاليد التي ورثوها من آبائهم وأجدادهم. وبعدما أشبعوه ضرباً طردوه من ديارهم. خرج قدّيس الله من هناك وأقام في مغارة على جبل برثانيوس مصلّياً من أجل هداية هؤلاء الضالين. وحدث، بتدبير من الله، أن ابن أعيان شرصونة البارزين مات. في تلك الليلة ظهر الولد في رؤيا لذويه المحزونين وطلب منهم أن يستدعوا باسيلاوس المرسل الذي طردوه من المكان ليصلّي من أجله. فلما أُحضر القدّيس وصلّى ورشّ جسد الولد المسجّى بالماء المقدّس عاد إلى الحياة. فكل ذويه والحاضرين لما رأوا ما حدث تعجّبوا ومجّدوا إله باسيلاوس واقتبلوا المعمودية من يده. لكن فريقاً آخر بقي معانداً في رفضه. مقاوماً لرجل الله. وقد عمد بعض من هذا الفريق إلى تقييد باسيلاوس وجرّه بالحبل في الأزقة والشوارع إلى أن لفظ أنفاسه فكان أول من تكلّلوا بإكليل الظفر في تلك الأصقاع. أما القدّيس أفرام فأُرسل إلى سكيثيا وبشّر بالمسيح. هناك أيضاً قاومه الوثنيون. وإذ قبضوا عليه وحاولوا إجباره على تقديم العبادة لأوثانهم رفض وأصرّ علىرفضه على رفضه فقطعوا رأسه. وقد ورد أن نجماً ظهر فوق رفاته في اليوم عينه الذي قضى. جسده ألقاه الوثنيون حيث اعتادوا إلقاء قمامتهم. كذلك ورد أنه قضى في نفس الوقت الذي قضى فيه القديس باسيلاوس. أما القدّيسون الثلاثة أفجانيوس وأغاثودوروس وألبيذيوس فبذلوا دمهم شهداء في شرصونة ضرباً بالعصي والحجارة، وذلك بعد استشهاد القدّيس باسيلاوس بسنةكاملة. بعد ذلك بسنوات، حوالي العام 330م، نجح أثيريوس في بناء أول كنيسة في شرصونة. وقد حظي باهتمام السلطات في القسطنطينية ورعايتها. لكن الوثنيون تصدّوا له، مرة، فيما كان عائداً إلى القسطنطينية وألقوه في نهر الدانوب. رغم كل شيء، استمرت المسيحية في تلك الأصقاع، وقد أرسل لهم الإمبراطور أسقفاً يرعاهم ويهتم بهم، كابيتن. هذا جاء إليه الوثنيون وقالوا له: إذا كان ما تبشّر به حقّاً فأثبت لنا ذلك. عليك أن تمرّ بامتحان النار. فقبل على بركة الله. فلما أشعلت النار، لبس كابتين ثيابه الليتورجية ودخل في النار مصلياً، ثم خرج منها دون أن تمسّه النار بأذى ولا احترق شيء من ثيابه. فلما رأى الوثنيون ما حدث هتفوا بصوت واحد: "ليس إله إلا إله المسيحيّين. هو العظيم المجيد!". وقد اقتبلوا المعمودية جميعاً مذ ذاك ترسّخت المسيحية هناك. ومضت سنوات وكابيتن مجدّ في عمل التعليم والرعاية إلى أن جاء يوم كان فيها عائداً من القسطنطينية بحراً فهبّت في وجهه عاصفة جنحت بالسفينة نحو مصب نهر الدنييبر. هناك، فيما بعد، وقع القدّيس بين أيدي وثنيين معاندين عنفاء فأغرقوه في المياه. كان ذلك في 22 كانون الأول من سنة لا نعرفها بالتحديد. القديس بولس البسيط لما أقام القديس أنطونيوس الكبير بالبرية الداخلية فوق مدينة تدعى أطفيح، بديار مصر، حدث أن رجلاً شيخاً كبيراً يقال به بولس كان مقيماً في تلك المدينة. وإذ اتفق أن ماتت زوجته تزوج امرأة صبية جميلة. وكانت له أموال كثيرة ورثها. ويبدو أن الثراء لم يفسده لأنه كان نقياً لا يعرف الخبث. دخل يوماً من الأيام بيته خارج الأوقات المعتادة فوجد أحد خدامه، وقيل رجلاً غريباً، على السرير مع زوجته، فقال لها: مبارك لك فيه أيتها المرأة ومبارك له فيك إذ اخترتيه دوني. ثم أخذ عباءته ومضى هائماً على وجهه في البرية الداخلية. بقي محتاراً تائهاً زماناً طويلاً إلى أن اتفق أنه وقف عند قلاية القديس أنطونيوس. قرع بابه وطلب الانضمام إليه. فلما رآه أنطونيوس عجب منه غاية العجب لأنه لم يكن بعد قد رأى إنساناً بهذه الصفة. قال له: أنك في الستين من العمر ولا تستطيع مواجهة تجارب البرية. اذهب بالحري إلى القرية واعمل وسبح الله. فأصر عليه بولس مؤكداً استعداده لإتمام كل ما يطلبه منه، فلم يشأ أن يقبله أول الأمر بل أقفل الباب في وجهه. بعد ثلاثة أيام فتح الباب فرآه واقفاً مكانه لا يتحرك. لا أكل ولا شرب. فقط قال: لا يمكنني أن أموت إلا هنا! فرضي به أنطونيوس تحت التجربة. أعطاه ورق نخيل مبلولاً وطلب منه أن يعمل حبلاً على مثاله. عند الساعة التاسعة (أي الثالثة بعد الظهر)، بعدما تعب بولس في العمل تعباً شديداً، تظاهر أنطونيوس أنه غير راض عن جدله للحبل وأمره أن يبدأ من جديد. كان أنطونيوس يثقل عليه ليرحل إلى بيته. فأطاع بولس دون تذمر ولا يأس. فلما حل المساء قال له أنطونيوس: أتريد أن نأكل قطعة خبز؟ فأجابه: كما تشاء يا أبي! لم تبدُ على بولس أدنى علامات الشراهة رغم أنه لم يذق طعاماً منذ أربعة أيام. أخرج أنطونيوس بضع خبزات بللها بالماء. ولكي يطيل امتحان تلميذه الجديد أعاد المزمور الذي تلاه ببطء اثنتي عشرة مرة وكذا الصلاة قبل المائدة. ثم أخذا في الأكل فلما أنهى أنطونيوس قرصاً اقترح على الشيخ أن يأكل آخر فأجاب الشيخ: إذا أخذت أنت قرصاً آخر أخذت أنا أيضاً وإلا لا أخذ شيئاً. فأجابه أنطونيوس: قرص واحد يكفيني لأني أنا راهب. فأردف بولس: واحد يكفيني أنا أيضاً لأني أنا أيضاً أريد أن أصير راهباً! فقام أنطونيوس وتلا اثنتي عشرة صلاة واثني عشرة مزموراً. ثم بعد قليل نوم، قلم في الليل ليصلي إلى طلوع الفجر. ولما لاحظ أن بولس يفعل ما يفعله هو بالتمام والكمال قال له: إذا كان بإمكانك أن تسلك على هذا المنوال كل يوم أمكنك أن تبقى معي. فأجابه بولس: في الحقيقة إذا لم يأت علي شيء أقسى مما رأيت فأنا قادر على متابعته بسهولة. في اليوم التالي أعلن له أنطونيوس بفرح: ها قد صرت يا بولس راهباً! مضى على بولس بضعة أشهر بمعية أنطونيوس خلص الأخير بعدها إلى أن العود الرهباني لتلميذه قد صلب بالقدر الكافي فأشار عليه ببناء قلاية على مسافة من قلايته هو قائلاً: أنت راهب الآن وعليك أن تكون لوحدك لتقاوم الشياطين! أبدى بولس شجاعة فائقة في الجهاد خلال اعتزاله طيلة سنة كاملة حظي بعدها بموهبة طرد الأرواح الخبيثة وشفاء المرضى. فلما أتي إلى أنطونيوس يوماً برجل فيه روح عنيف قال له القديس: هذه الوظيفة ليست لي لأني لم آخذ نعمة من الله لطرد الأرواح الخبيثة. اذهب إلى بولس! فأتي بالممسوس إلى بولس الذي كان واثقاً من صلاة أبيه الروحي فضرب الرجل على ظهره بعباءته قائلاً: هذا ما يقوله الأنبا أنطونيوس، اخرج من هذا الرجل. لكن الشيطان أبى الخروج وأخذ يشتم بولس وأنطونيوس. فقام بولس، وكان الوقت ظهراً والحر شديداً كأتون بابل، وخرج من قلايته ووقف مصلياً على صخرة لا يظللها شيء وأخذ حجراً آخر على رأسه وقال: باسم الرب يسوع المسيح، وباسم صلوات معلمي أنطونيوس سأظل هكذا إلى أن أموت ولا بد أن أعمل طاعة معلمي وتخرج أيها الشيطان كما أمر معلمي. وبقي هكذا واقفاً والعرق يتصبب منه كأنه المطر ونزف الدم من فمه وأنفه. فلما رأى الشيطان ذلك صرخ بأعلى صوته وقال: العفو العفو! والهروب الهروب من شيخ يقسم على الله ببساطة قلبه. حقاً لقد أحرقتني بساطتك! ثم خرج من ذلك الإنسان. وصرخ الشيطان أيضاً قائلاً: يا بولس لا تحسب أني خرجت من أجل دمك ولكن أحرقتني صلاة أنطونيوس وهو غائب! |
||||
02 - 12 - 2016, 06:44 PM | رقم المشاركة : ( 15205 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الشهداء ال42 الذين في عموريّة الشهداء ال42 الذين في عموريّة (+845م(: استُشهد هؤلاء القدّيسون زمن الإمبراطور البيزنطي ميخائيل الثالث (842 – 867) والخليفة العباسي الواثق بالله (842 – 847). كانوا قد وقعوا في أسر العرب المسلمين سنة 837م حين كان الإمبراطور البيزنطي ثيوفيلوس، المحارب للأيقونات، بعد في الحكم. جرى القبض عليهم إثر سقوط مدينة عمورية في فيرجية العليا نتيجة خيانة أحد المقدّمين واقتباله الإسلام. أُعمل السيف في رقاب الناس وأُخذ هؤلاء الإثنان والأربعون أسرى إلى سورية مصفّدين بالحديد حيث أودعوا، في مكان ما، سجنًا مظلمًا لسبع سنين. قصدُ الخليفة كان أن يحوِّلهم عن إيمانهم بالمسيح وجلبهم لإيمانه، لهذا السبب مارس عليهم ضغوطًا شديدة. حاول إضعاف معنوياتهم بشتّى الطرق. عرّضهم للجوع والعطش وتركهم طعمًا للحشرات، كما لم تُتح الظلمة لأحد منهما أن يرى رفيقه. رغم كلّ شيء ورغم الوهن الشديد الذي أصاب أبدانهم، كانوا بسلاء، أقوياء في النفس حتى لم تنجح محاولات مرسلي الخليفة في حملهم على الكفر بإيمانهم والظهور علنًا بمعيّة الخليفة لأداء الصلاة. بقي هؤلاء الشهداء القدّيسون ثابتين على الإيمان بالمسيح إلى النهاية وكانوا، على ما قيل، يؤدون الصلوات في حينها ويرددون مزامير داود النبي شاكرين الله لأنه أهّلهم لأن يتألّموا من أجله. وفي الخامس من آذار سنة 845م صدر بحقّهم حكم الموت. فجاء المدعو باديتزاس، وهو الخائن الذي أسلم عمّورية، ناقلاً لهم الخبر وحاثًا إياهم على نكران المسيح والانضمام إلى الخليفة في صلاته فلم يلقَ لديهم أذنًا صاغية. في صباح اليوم التالي قُطعت رؤوس القديسين الواحد تلو الآخر. وكان هؤلاء يتقدمون بهدوء وثقة بالله وكانت عليهم نعمة. إثر استكمال إعدام الشهداء، أُستدعي باديتزاس، الذي خانهم، وقيل له: لو كنت مستقيمًا لما أسلمت مدينتك، ولو كنت صالحًا لما كفرت بدينك. ولما قيل له هذا، صدر أمر بقُطع رأسه. وهكذا كان. دوّن حادث استشهاد هؤلاء القديسين أحد معاصريهم المدعو أفوذيوس. |
||||
02 - 12 - 2016, 06:47 PM | رقم المشاركة : ( 15206 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القدّيس قونن الشهيد (القرن3م) علّمه الإيمان المسيحي وعمّده باسم الثالوث القدّوس رئيس الملائكة ميخائيل بالذات. وقد كان رفيقاً له كل أيام حياته. عندما رغب والداه في تزويجه رضخ وكان أول عمل عمله ليلة زفافه أنه أخذ سراجاً ووضعه تحت المكيال ثم قال لعروسه: "إياهما خيرُ من الآخر النور أو الظلام؟ فأجابت: بل النور! فأخذ يحدّثها عن يسوع إذ هو نور العالم فنفذت النعمة إلى قلبها واهتدت. مذ ذاك عاشا كأخ وأخت. كما نجح في هداية والديه. ويبدو أن أباه، نسطر، مات ميتة الشهداء تمسّكاً بإيمانه بيسوع رباً. ولم يلبث والدا قونن وامرأته أن قضوا نحبهم فانصرف هو إلى الصوم والصلاة. وقد منّ عليه الربّ الإله بموهبة صنع العجائب وهدى أعداداَ وافرة من شعبه إلى الإيمان. يذكر أن أيصافريا منطقة جبلية في آسيا الصغرى بين بمفيلية وليكاؤنية وكيليكيا وسكانها مشهورون بوحشيتهم وميلهم إلى القتال. مما ورد أن الوثنيون جاءوا إلى قونن وقالوا له: أنت لك إلهك ونحن لنا ألهتنا. تعال نتسابق فمن يصل أولاً إلى المغارة يكون إلهه هو الأعظم، فقبل. انطلق المتسابقون على أحصنتهم يسابقون الريح. وما إن وصلت طلائعهم إلى المغارة حتى فوجئوا . كان قونن في انتظارهم وهو مرتاح منتعش فيما كانوا هم متعبين يتصببون عرقا، فتحيروا عبر أحداث من هذا النوع ظهر فيها إله قونن أنه هو الإله القوي. وظهرت فيها آلهة الناس أنها ضعيفة، تمكن قدّيس الله من هداية شعبه، ثم بشرهم بيسوع وعلّمهم. مذ ذاك اعتادوا أن يرددوا في كل سنة في ذكر شفيعهم: "واحد هو الإله الحقيقي، إله قونن! إلى ذلك تردد أن قونن حاز قدرة إلهية على الشياطين حتى كان يُلزم بعضها بحراثة الأرض كالعبيد و يحبس البعض الآخر في جرار يطمرها في الأرض. ولما وصل إلى إيصافريا حاكم جديد اسمه ماغنوس و في نّيته وضع المراسيم الملكية القاضية بملاحقة المسيحيين قيد التنفيذ, قبض على قونن و جلده وأدماه. لكن الشعب هجم على الحاكم و خلّصه فيما فرّ الحاكم خائفاً على نفسه. وقد بقى قونن قيد الحياة بعد ذلك سنتين ثم ارتحل إلى ربّه. ملاحظة: أورد البطريرك مكاريوس, ابن الزعيم, في القرن السابع عشر, في مؤلفه "قديسون من بلادنا" أن مكان القدّيس هو غربي مدينة يبرود المسماة بمفيلية. وأضاف "و إلى الآن موضعه معروف مشهور". وقال أيضاً انه زار المكان. |
||||
02 - 12 - 2016, 06:47 PM | رقم المشاركة : ( 15207 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القدّيس مرقس الناسك البار (القرن5م) قيل أنه تتلمذ للقدّيس يوحنا الذهبي الفم وملك العهدين القديم والجديد. ترهب بالقرب من أنقرة في آسيا الصغرى واختير رئيساً للدير إلى أن اشتهى العزلة فخرج إلى الصحراء. لا ندري تماماً إلى أية صحراء. قيل إلى فلسطين أو إلى مصر ولعله بقي في غلاطية. كان محباً للكد في كل شيء بلغ أسمى درجات النسك والفضيلة. مما يؤكد ذلك أقواله المكتوبة الدالة على عمقها وشموليتها وعظم منفعتها وصنعه العجائب. من العجائب المنقولة عنه أنه عندما كان يتنعم مرة بحياة الهدوء في قلايته مراقباً أفكاره، جاءته لبوة تحمل ابناً لها أعمى. وما أن اقتربت منه حتى أخذت تلمح له بتواضع مستعطفة إياه ليتحنن على ولدها ويداوي عينيه. فبعدما صلى بصق على عيني الحيوان فصارتا صحيحتين. بعد مرور أيام عادت إليه اللبوة حاملة جلد خروف مكافأة له على صنيعه فلم يقبل القديس الهدية، وأشار، بطريقته الخاصة، إلى أنه ليس راضياً عما فعلته. فأشارت هي بدورها إلى أنها من الآن فصاعداً لن تؤذي خراف الفقراء. كان مرقس ذا طهارة سامية حتى قال بعضهم أنه كان يرى ملاك الرب يمسك الملعقة المقدسة ويناول بها القديس كلما أراد الاشتراك بالقدسات. ويبدو أنه ترك العالم وما فيه وهو في سن الأربعين وأمضى في النسك من السنين ستين عاماً. كان قصير القامة، ذا لحية خفيفة، أصلع، مشرقاً بنعمة الروح القدس. كتب لمنفعة تلاميذه والعديد من المؤمنين كتابات قيمة جداً جرى القول بشأنها بين الرهبان شائعاً: بع كل شيء واشتر مرقس! بقي من مؤلفاته الكثيرة، وفق شهادة المؤرخ نيكفورس كاليستوس (1256- 1335م)، اثنان وثلاثون، ذكرها القديس فوتيوس الكبير. المؤلفات الموجودة بين أيدينا اليوم ثمانية أبرزها "الناموس الروحي". القديس سمعان اللاهوتي الجديد تتلمذ على أقواله و القديس غريغوريوس بالاماس كان يستشهد به. توصل القديس مرقس إلى معرفة طبيعة الكائنات عن طريق النسك التقليدي والصوم والسهر والصلاة والمطالعة والنعمة الإلهية. طهر الذي "بحسب الصورة" قدر استطاعته كإنسان ثم أعلن لإخوته خبرته بالروح القدس. فقبل كل ارتقاء نظري، وقبل كل لاهوت، وقبل كل رغبة في المعرفة يُفترض العمل وتطبيق الوصايا والجهاد الثابت. والقديس مرقس مشرح عميق للنفس البشرية، يعرف طبيعة الفضائل وطريقة اقتنائها بكل دقة وتفصيل. ويعرف أيضاً أفعال الروح القدس بالروح القدس. كما يعرف أهواء النفس والجسد في كافة تطوراتها وتأثيرها. يعرف أسبابها وأساليب علاجها ويدرك حيل الشيطان المعقدة ويحسن استخدام الأسلحة التي تخيفه ويكشف خبثه الجهنمي. ليس محللاً نفسانياً بالمعنى المتداول اليوم لكنه "كروحي يحكم في كل شيء (1كور15:2). دونك باقة من أقواله الواردة في "الناموس الروحي": "إن الرب مستتر في وصاياه. فالذين يبحثون عنه يجدونه فيها بقدر ما يعملون بها" (190) "عندما تتذكر الله صل قدر استطاعتك حتى يذكرك الله عندما تقع في النسيان" (25) "الله هو بدء كل صلاح ووسطه ونهايته. فالصلاح غير ممكن فعله إلا بالمسيح يسوع وبالروح القدس" (2) "عندما يقرأ المتواضع الكتب المقدسة يفهمها موجهة إليه لا إلى غيره" (6) "من اقتنى موهبة روحية وألِم للذين لم يقتنوها صان موهبته. أما الذي يتباهى بها، بدافع الغرور، فأنه يفقدها" (8) "لا تسعى إلى حل أي أمر من الأمور الصعبة بالجدل بل اتبع ما يوصي به الناموس الروحي، أي الصلاة والصبر وبساطة الرجاء" (12) "أراد إنسان مرة أن يفعل شراً فصلى قبل بداية العمل حسب عادته فتعرقلت مساعيه بطريقة تدبيرية فعاد إلى ذاته وشكر الله كثيراً" (23) "ناموس الحرية يصبح معروفاً لدينا بالقراءة ويدرك بعمل الوصايا ويكمل بنعمة الله" (32) "أن من يخفي مذمته ولومه للآخرين بمدحه إياهم ليس إنساناً طاهراً" (36) "أن من يظلمه الناس ويصبر بفرح يستره الله ويقيه من الخطيئة. وبدل الحزن يهبه التعزية" (43) "اصنع الخير الذي تتذكره والذي لا تتذكره سيعلنه لك الله. بذلك تقي فكرك من خطر النسيان" (60) "اهتم بعيوبك لا بزلات قريبك فلا تفقد التمييز في ذهنك" (63) "الإحسان والصلاة بإمكانهما أن يعيدا الكسالى إلى النشاط" (64) "الإنسان ينصح قريبه حسب معرفته الذاتية. لكن الله يفعل في أذن السامع حسب إيمانه" (78) "سبب كل شر اللذة والمجد الباطل. فمن لا يمقت هذين لا يمكنه استئصال أي هوى منه" (99) "يعمى الذهن بهذه الأهواء الثلاثة: محبة الفضة، المجد الباطل، اللذة" (101) "إذا سمعت أقوالاً بذيئة لا تغضب على قائلها بل على نفسك لأنك ما دمت تسمع أقوالاً قبيحة فهذا دليل على عدم طهارة أذنيك" (153) "عندما تمدح إنساناً على عطية مادية، كفاعل خير، دون أن نشكر الله، اعلم أنه سيبدو لك. فيما بعد، رجلاً شريرا (157) "عندما تقع في ضيق انتبه لهجوم اللذة لأن اللذة، في كافة أنواعها تلطف الضيق وتجعله مقبولاً" (175) "السلام هو التحرر من الأهواء ولا يمكن اقتناؤه بدون فعل الروح القدس" (192) |
||||
02 - 12 - 2016, 06:58 PM | رقم المشاركة : ( 15208 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القدّيس جراسيموس الأردني البار القدّيس جراسيموس الأردني البار (القرن5م(: هو من مقاطعة ليسيا في آسيا الصغرى. اقتبل الحياة الرهبانية ف وطنه وأصاب نجاحات كبيرة في مواجهته رئيس سلطان الهواء (أف2:2). ومن ليسيا انتقل إلى فلسطين فاعتزل في إحدى البراري على امتداد نهر الأردن. ويبدو أن إبليس تمكّن هناك من خداعه لفترة من الوقت بعد سنتين من انتقاله، فإن ثيودوسيوس الدجّال، مغتصب الكرسي الأورشليمي، استماله إليه وإلى القول بالطبيعة الواحدة. لكن لم يشأ الله لأحد كواكب البرية أن تشمله الظلمات لا سيّما لحسن سيرنه وسلامة نيّته وبساطة قلبه. أليس أن الرّب الإله يحفظ الأطفال؟ لذا لفت عبده جراسيموس إلى القدّيس أفثيميوس الذي كان معروفًا في تلك الأصقاع أنّه رجل ممتلئ من روح الله، فمالت نفس جراسيموس إليه. وإذا أتاه أحبّه وسمعه، وأخذ يتردد عليه. لهذه العلاقة الطيبة بين القدّيسين كان الفضل في عودة جراسيموس عن الضلالات التي ألقاه فيها ثيودوسيوس الآنف الذكر. وإلى أفثيميوس أقام قدّيسنا علاقات وبعض أبرز نساك فلسطين، أمثال أنستاسيوس، بطريرك أورشليم، وثيوكتيستوس وسابا ويوحنا الهدوئي. جراسيموس في الأردن: أمضى جراسيموس في الأردن معتزلاً بعض الوقت ثم بدأ التلاميذ يفدون عليه. لهولأء بنى رجل الله لافرا مكوّنة من سبعين قلاية للنسّاك وفي وسطها دير للشركة. وقد نقل إلينا راهب اسمه كيرلّس بعض قواعد التقوى التي مارسها جراسيموس وفرضها على الذين معه: 1. كان الدير لمن رغبوا في اقتبال الحياة الرهبانية. فيه كانوا يُعدَّون كمبتدئين. 2. أمّا الذين تكمّلوا في ممارسات المبتدئين وكابدوا الأتعاب والمشقات فإنه كان ينقلهم إلى اللافرا حيث يُعطون قلالي ليكونوا في خلوة وهدوء النفس. 3. هؤلاء كان جراسيموس يفرض علهيم ملازمة قلاليهم خمسة أيام في صمت صارم لا طعام لهم غير الخبز والبلح والماء. 4. ثم في السبت والأحد كانوا يأتون إلى الكنيسة ليتناولوا االقدسات ثم يشتركوا في المائدة في الدير حيث يُعطون بعض الخضار المسلوقة وقليلاً من الخمر. 5. لم يكن مسموحاً لهم، في قلاليهم، أن يشعلوا نارًا ولا حتّى ليضيئوا ظلمة الليل لقراءتهم. 6. وكان عليهم أن يتركوا أبوابهم مفتوحة متى خرجوا من قلاليهم حتى تكون لأي كان حرية الدخول وأخذ ما يحتاج إليه منها. كان يهمّ جراسيموس أن يتروّض الرهبان على عدم القنية وأن يتعاطوا والآخرين باعتبار أن كلّ شئ بينهم مشترك على غرار الرسل والمؤمنين الأوائل في أورشليم. 7. الفقر بينهم كان موصى به بشدة، وكذلك الإّتضاع باعتبارهما أثمن زينة للنفس. تخلّيهم عن الرفاهية وحرمانهم الحاجيات الشخصية كانا إلى أبعد الحدود. لم يكن لأحد منهم رداء يلبسه فوق الثوب على بدنه. أسرتّهم كانت عبارة عن حصر من الأسَل وهو ما يستعمل في صنع السلال، واغطيتهم خرق موصولة إحداها بالأخرى. ثم كان لكل منهم جرّة لحفظ الماء، سواء للشرب أو لنقع سعف النخيل. هذا ما كان يشكل متاع القلاية. 8. مهنتهم كانت الصلاة وشغل الأيدي. كانوا في السبت يخرجون إلى الدير بما صنعته أيديهم طوال الأسبوع. ثم يعودون في الأحد إلى قلاليهم، حوالي ساعة الغروب حاملين مؤونتهم من الخبز والبلح والماء، وكذا سعف النخل لشغل أيديهم لغاية السبت التالي. هكذا كان هؤلاء المجاهدون يسلكون في خلوتهم محرّرين من كل اهتمام عالمي، لا يمدّون أبدانهم إلا بما هو ضروري، والضروري عندهم كان يسيرًا. همهم كان أن ينموا في الفضيلة تشوّقًا إلى الخيرات الأبدية. كان جراسيموس صارماً في حفظ قانون الحياة بين رهبانه. مرّة سألوا إذنه ليشعلوا نارًا لتسخين الماء وتناول المطبوخ والقراءة على ضوء القنديل فأبى عليهم ذلك بشدّة. كان يخشى أن يؤول الأمر إلى تراخي رهبانه وطلبهم المزيد من تسهيلات الحياة فيفسُد سعيهم، وعوض أن تسمو أذهانهم إلى العلويات تهوى إلى السفليات. سكان أريحا بلغهم خبر ما يقسو به هؤلاء النسّاك على أنفسهم فشاؤوا أن يحملوا إليهم، أيّام السبت والأحد، بعض المرطبات. هذا كان من ناحية السكان عمل محبة ممدوحًا. أما النسّاك فكان مدعاة للقلق. أكثرهم كان يهرب من إقبال الناس عليهم لأنّهم رأوا في عمل الإحسان حيالهم تجربة تنال من سعيهم إلى حفظ الصوم، لا سيما وأبوهم الشيخ أوصاهم أن الإمساك أب الزهد الكامل وبه يقوّون على السهر وحفظ أنفسهم من الأفكار السمجة. في كلّ ذلك كان جراسيموس المثال الصالح ونموذج الفضيلة الحيّ وكان يكتفي، في الصوم الكبير، بتناول القدسات. رقاده: على هذا النحو سلك، سنة بعد سنة، إلى أن رقد في الرّب في السابع عشر من آذار من السنة 474 او ربما 475 للميلاد. بقى ديره قائماً إلى القرن الثاني عشر. يوحنا موسكوس الذي عاش في القرن التالي لموت قدّيسنا وترهّب في دير القدّيس ثيودوسيوس القريب من أورشليم، نقل بعض أخبار دير القدّيس جراسيموس كما نقل، في كتابه "المرج الروحي"، عن القدّيس جراسيموس، هذه الرواية: القدّيس جراسيموس والأسد: على بعد حوالي ميل واحد من نهر الأردن كانت تقع لافرا القدّيس الأنبا جراسيموس. في هذه اللافرا كان الآباء، كلّما ذهبنا إلى هناك، يخبروننا بشأن هذا القدّيس أنه فيما كان يوماً يتمشى على ضفة النهر دنا من اسد يزأر متوجعًا. كانت قدمه تؤلمه وكان يمشي بصعوبة. فإن رأس قصبة اخترقها واستقر فيها. كانت القدم منتفخة وممتلئة قيحاً. فلمّا عاين الأسد الراهب دنا منه وأراه قدمه المجروحة. وكان كأنّه يبكي ويسأل العون. فلمّا رآه جراسيموس على هذه الحال جلس وأخذ القدم في حضنه، ثم فتح الجرح وأخرج القصبة والقيح، وبعدما نظف الجرح ولف القدم بقطعة قماش تركه لينصرف. لم يشأ الأسد الانصراف بل ملازمة الراهب كتلميذ جديد له. فقبله الراهب فأخذ الأسد يرافقه في دخوله وخروجه. مذ ذاك أخذ جراسيموس يطعمه الخبز والخضار المسلوقة. وكان في اللافرا حمار يستعين به الإخوة على نقل حاجتهم من المياه، من نهر الأردن. وقد اعتادوا أن يسلموا الحمار ليُحفظ الأسد. فكان الأسد يخرج بالحمار إلى ضعة النهر ليرعى ثم يعود به إلى اللافرا. وحدث في أحد الأيام أن كان الحمار يرعى تحت حراسة الأسد ولكنّه ابتعد قليلاً ولم يلاحظه الأسد، ربما لأنه غفا قليلاً، فمرّ جمّالون آتون من العربية فوجدوا الحمار فأخذوه وذهبوا. بحث الأسد عن الحمار فلم يجده فعاد إلى الدير حزينًا مطأطئ الرأس. فظن جراسيموس أن الأسد عاد إلى وحشيته وافترس الحمار فقال له: " أين الحمار؟ " فصمت الأسد وأحنى رأسه، فقال له الراهب: هل افترسته؟ إني باسم الله المبارك أقول لك، ما اعتاد الحمار فعله عليك أنت أن تفعله من الآن فصاعداً. من تلك اللحظة أخذ الأسد يحمل البردعة والآنية الأربعة للمياه. بقي الأسد على هذه الحال ردحاً من الزمان. وذات يوم مرّ عسكري بالمكان فرأى الأسد يحمل المياه فتعجّب وسأل عن السبب. فلما أُخبر بما جرى أسف لحاله وأخرج ثلاث قطع فضية أعطاها للرهبان ليشتروا حمارًا ويطلقوا سراح الأسد. فكان كذلك وانطلق الأسد حرًا. وما إن مضى بعض الوقت حتى حدث العجب. كان الأسد يتنقّل حرًا فإذا به يجد نفسه وجهًا لوجه أمام الحمار الضائع. الأسد يجد الجمار الضائع: الجمّال الذي أخذه كان عائدًا إلى المدينة المقدّسة ليبيع قمحه، فمرّ من هناك. عرف الأسد صاحبه للحال فانقّض عليه وعضه على الغارب، ما بين العنق والصهوة، كما كانت له عادة وجره، كما جرّ معه ثلاثة جمال كانت مربوطة الواحدة إلى الأخرى فإلى الحمار يتقدّمها. فلمّا وصل الأسد إلى الدير بحث عن جراسيموس وقدّم له الحمار. إذ ذاك عرف الراهب إنّه اتّهم الأسد ظلمًا. فسمّاه، مذ ذاك، أردن. وعاش الأسد مع جراسيموس في اللافرا خمس سنوات لا ينفصل عنه. فلمّا رقد قدّيسنا بالرّب ودفنه الآباء، حدث أن الأسد، بتدبير من الله، لم يكن موجودًا. فلمّا عاد أخذ يبحث عن صديقه فلم يجده. وإذ رآه ساباتيوس، تلميذ الأنبا جراسيموس، قال له:" يا أردن، لقد غادرنا راهبنا يتامى إلى الرّب، ولكن تعال وكل ". فلم يشأ الأسد أن يأكل. كان ينظر يمينًا ويسارًا باحثًا عن صاحبه وهو يزأر كمن لا يطيق الفراق. حاول ساباتيوس والآباء التخفيف عن الأسد. قالوا له: " لقد ذهب الراهب إلى الرّب. تركنا. لم يعد هنا ". لا شئ خفف عن الأسد لوعته. كان يزداد زئيرًا وأنينًا. إذ ذاك قال له ساباتيوس: " تعال معي يا أردن. طالما لا تصدقنّا فسأريك أين وضعناه ". فجاء ساباتيوس والأسد إلى القبر على بعد نصف ميل من الكنيسة. فلما بلغاه قال ساباتيوس: " هنا يرقد راهبنا، ثم جثا على ركبتيه ". فلمّا رآه الأسد جاثيًا ضرب رأسه أرضًا وزأر زئيرًا عظيمًا وسقط عند القبر صريعًا " . هذا وقد علقّ يوحنا موسكوس على ما حدث للأسد فقال: " إن ما جرى كان لا لننسب للأسد نفسًا ناطقة بل لأن الله أراد أن يُمجِّد الذين يمجّدونه، لا فقط في مدة حياتهم ولكن بعد موتهم أيضًا. وكذا أن يبيّن كيف أن البهائم كانت خاضعة لآدم قبل أن يتعدى الوصية ويُطرد من الفردوس ". |
||||
02 - 12 - 2016, 06:59 PM | رقم المشاركة : ( 15209 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
إفطروبيوس وكلاونيكُس وباسيليسكُس الشهداء إفطروبيوس وكلاونيكُس وباسيليسكُس الشهداء (القرن4م) هم رفقاء السلاح للقديس ثيودوروس التيروني. فبعد إتمام شهادته بقوا في السجن طويلاً لأن حاكم أماسياأُخذ بجسارة ثيودوروس فلم يشأ، لبقيَّة أصالة فيه، أن يهلك رفاقه. مسيرتهم نحو الشهادة: بعد وفاة حاكم أماسيا، حكم أسكلابيودوتس. هذا، كان أقسى ممن سبقه وأكثر استعداد للفتك بالمسيحيين تنفيذاً لتوجيهات مكسيميانوس غاليريوس قيصر. أوقف الثلاثة أمامه، إفطروبيوس وكليونيكُس كانا أخوين وباسيليكوس قريباً للقديس ثيودوروس.أواصر المحبَّة بين الثلاثة كانت شديدة وكان كل منهم يدعو الآخرين أخويه. حاول الحاكم أخذهم، أول أمره بالتملق، وإذ لاحظ أن إفطروبيوس كان أول المتكلمين بينهم عرض عليه رشوةً. دعاه بادئ ذي بدء، إلى تناول العشاء معه فصدَّه. عرض عليه مبلغاً من المال فردَّه. إذ ذاك تغيَّرت لهجة الحاكم فأخضع الثلاثة للاستجواب والتعذيب. وقد أذاقهم من العذاب ألواناً شتَّى. أخيراً لفظ حكمهُ في حقِّهم. أسلم إفطروبيوس وكليونيكُس للصلب نظير المعلِّم (يسوع المسيح) وباسيليكوس لقطع الهامة. شهادة الثلاثة كانت قرابة العام 308م. |
||||
02 - 12 - 2016, 07:02 PM | رقم المشاركة : ( 15210 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القدّيس الشهيد إيسيخيوس الأنطاكي إسم إيسيخيوس ἡσῠ́χῐος يوناني ويعني " الهادىء: ويأتي من "الهدوئيّة". كان إيسيخيوس أحد رجال المشيخة في أنطاكية وقد تبوَّأ مركزًا مرموقًا في القصر الإمبراطوري هناك. كان ذلك زمن القيصر مكسميانوس غاليريوس حوالي العام 303م. صدر أمرٌ ملكي بضرورة تضحية كلّ من خدم في العسكرية للآلهة تحت طائلة التجريد من الرتبة. فما كان من إيسيخيوس إلّا أن ترك الجندية لأنّه كان مسيحيًا ولم يشأ أن يقرِّب للأوثان. فما إن عرف مكسميانوس به حتَّى أمر بإلقاء القبض عليه وتجريده من ثيابه وضمّه إلى الحريم في ثوب امرأة وإلزامه بأعمال الغزل لأهانته. ثمَّ استدعاه بعد حين وقال لهُ: ألا تخجل من نفسك، يا إيسيخيوس، أن تنتزع منك رتبتك وأن ترمى في هذه الوضعيَّة المخزية التي لا طاقة للمسيحيين على إخراجك منها؟ فأجابه قدّيس الله:" إن المجد الذي تسبغه وأنت الحاكم، عابر، أما المجد الذي يعطيه المسيح يسوع فهو أبدي لا حدَّ له ". فانفجر قيصر غيظاً وشعر بالعجز إزاء هذا المعاند وأمر بربطه إلى حجر رحى وإلقائِه في مياه العاصي، وأتمَّ إيسيخيوس شهادته لله منضمًا إلى صفوف الشهداء القدّيسين. |
||||