01 - 12 - 2016, 05:40 PM | رقم المشاركة : ( 15181 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
لماذا إذن نموت والخلاص قد تم؟ حياة الابدية . اما الموت الجسدي فلم يعد موتا بالحقيقة وهذا نقول عنه فى اوشية الراقدين ” لانه ليس موتا لعبيدك يا رب بل هو انتقال ” انه انتقال الى الفردوس والى عشرة المسيح اذن لا يعتبر هذا الموت الجسدي عقوبة انه مجرد جسر ذهبى نصل به الى الابدية ان الله المحب لا يريد ان نبقى فى هذه الطبيعة القابلة للموت والانحلال التى تجوع وتعطش وتمرض ويمكن ان تخطئ لذلك يشاء ان ينقلنا منها الى حالة افضل يقول عنها الرسول ” كما لبسنا صورة الترابى سنلبس ايضا صورة السماوى “ ( 1كو 15 : 49) ” لان هذا الفاسد لابد ان يلبس عدم فساد وهذا المائت يلبس عدم موت ” ( 1كو 15 : 53 ) اذن الموت طريق طبيعى يوصلنا الى امجاد القيامة ولا شك ان الوضع المثالى للانسان هو الجسد النورانى الروحانى الذي يقوم فى قوة ومجد وعدم فساد وهذا ما اراده الله لنا بالموت ... |
||||
01 - 12 - 2016, 06:39 PM | رقم المشاركة : ( 15182 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القدّيس أغابيوس الشهيد ورفقته السبعة الشهداء ورد خبر هؤلاء القدّيسين الشهداء في مؤلّف "شهداء فلسطين" لأفسافيوس القيصري (الفصل الثالث). إمبراطور رومية يومذاك كان ذيوكليسيانوس وحاكم فلسطين أوربانوس والمناسبة الاضطهاد الكبير للمسيحيّين قرابة العام 305م فلقد شاء الحاكم، تنفيذاً لتوجيهات قيصر، أن يقيم، في قيصرية، عيداً كبيراً يقدّم خلاله المسيحيون المعاندون طعماً للوحوش. وإذ انتشر الخبر في هذا الشأن تقدّم ستة شبّان هم ثيمولاوس، من أهل البنطس، وديونيسيوس من أبناء طرابلس الفينيقية، وروميلوس وهو شماس مساعد في كنيسة الله، وباييسيوس والإسكندر وهما مصريان، وشاب آخر من غزة اسمه الاسكندر أيضاً. هؤلاء أوثقوا أيدي بعضهم البعض وأسرعوا إلى أوربانوس الذي كان موشكاً أن يفتتح العرض في المدرج. وقد أبدوا حماسة ورغبة في الاستشهاد. كما اعترفوا بكونهم مسيحيين مرحّبين بكل الأهوال التي يمكن أن تقع عليهم جرّاء ذلك مبدين أن من يحافظون على أمانتهم لإله الكون لا يخورون أمام هجمات الوحوش! للحال، كما نقل أفسافيوس، ألقي الستة في السجن بعدما أثاروا دهش الوالي والذين معه. ولم تمضِ أيام قليلة حتى أضيف إلى الموقوفين اثنان آخران: أغابيوس الذي تحمّل في اعترافات سابقة أهوالاً مروعة، وديونيسيوس الذي كان قد أمدّهم بضرورات العيش. وإذ صمد الثمانية في اعترافهم ولم يَخُرْ منهم أحد جرى قطع رؤوسهم في يوم واحد في قيصرية. لأغابيوس، ذكرى خاصة به في اليوم التاسع عشر من شهر تشرين الثاني. |
||||
01 - 12 - 2016, 06:50 PM | رقم المشاركة : ( 15183 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القدّيس بنادكتُس البار (543م( الإسم بنادكتس يعني مبارك باللاتينيّة ويقابله مكاريوس باليونانيّة. كتب سيرته القدّيس غريغوريوس الذيالوغوس أسقف رومية (25 آذار)، مستندًا إلى روايات أربع استقاها من تلاميذ القدّيس بنادكتس ممن رأسوا ديورة كان قد أنشأها. وقد ورد الكلام عنه في كتاب "الحوارات". ولد القدّيس حوالي العام 480م في نورسيا الإيطالية لعائلة مرموقة. اسم أبيه أفتروبيوس. فلمّا بلغ سنًا تتيح له تحصيل العلم، بعث به والده إلى رومية. وإذ بدا أن الشاب الصغير كان قد نشأ على التقوى أقلقته عبثية بعض الشبان الذين تعرّف إليهم وكان مضطرًا إلى التحدّث معهم. وإن هي سوى فترة قصيرة حتى قرّر اعتزال العالم لأنّه لم يشأ أن يكون عرضة لغوايته. ترك المدينة سرًا واتجه ناحية البراري. مربيته كيرللا تبعته إلى ثلاثين ميلاً من رومية لكنّه عرف كيف يصرفها وتابع رحلته إلى أن جاء إلى بريّة جبال سوبلاكم، على بعد أربعين ميلاً من المدينة. لباسه ثوب الرهبنة: المكان عبارة عن سلسلة صخرية قاحلة قاسية تطل على نهر في الوادي وبحيرة. هناك التقى فينيدكتوس راهبًا اسمه رومانوس، من دير في الجوار. هذا ألبسه ثوب الرهبنة وزوّده بإرشادات نافعة وقاده إلى كهف ضيّقٍ في عمق الجبال. كاد أن يكون متعذّراً على الناس بلوغه. وإذ حفظ رومانوس أمر فينيدكتوس سراً، صار يأيته من وقت لآخر، ببعض الطعام يدليه بحبل علق فيه جرساً. عمر قدّيسنا، يومذاك، قرُب من ۱٥ سنة. القدّيس غريغوريوس الذيالوغوس قال أنّه كان ولدًا. سلك بنادكتس، في ما زوّده به رومانوس من توجيهات، ثلاث سنوات قيل بعدها أن الله سُرّ أن يكشف أمره لآخرين ليكون لهم نورًا وهداية. فخلال العام 497م، فيما كان أحد الكهنة في تلك الأنحاء يعد لنفسه طعامًا، أحد الفصح المجيد، سمع صوتًا يقول له: " أنت تعد لنفسك مأدبة وخادمي بنادكتس، في سوبلاكم، يضنيه الجوع ". للحال خرج الكاهن يبحث عن الناسك ولم يعثر عليه إلّا بشق النفس. بعد ذلك بقليل التقى القدّيس، قرب المغارة، بعض الرعاة. أوّل رد فعل لديهم كان الدهش. ظنوه حيوانًا غريبًا لأنّه كان يلبس جلد الحيوان. فلما عرفوه أنّه رجل الله أُخذوا به حتى مال بعضهم إلى سيرة كسيرته. مذ ذاك ذاع صيته وأخذوا يزورونه ويمدّونه ببعض ما يحتاج إليه، وكان هو، بدوره، يزودهم بنصائحه وتوجيهاته. من جهة أخرى كان صراع بنادكتس والشياطين شرسًا. وطأة التجارب عليه، أحيانًا، كانت قاسية عنيفة. من ذلك أن الشيطان أعاد إلى ذاكرة القدّيس صورة امرأة سبق أن التقاها في رومية. وقد أخذت الذكرى تقضّه وتضنيه حتى أخذ يفكر في مغادرة البريّة. لا شيء أتاح له أن يقوى على التجربة. التصقت بروحه وأبت أن تغادره. أخيرًا، بعدما عيل صبره، ألقى بنفسه، عريانًا، بين الأشواك، وأخذ يتمرغ عليها حتى تجرّح كله وسالت منه الدماء. نتيجة ذلك، وفي خضم الآلام والجراح، انطفأ فيه، بنعمة الله، روح الزنى فغاب ولّما يعد. رئاسته للدير: انتشر خبر بنادكتس وأخذ الزهّاد يشقّون طريقهم إليه. رهبان فيكوفارا، إثر وفاة رئيسهم، أرسلوا يسألونه إن كان يرضى أن يكون راعيًا لهم فرضي ولكن على مضض. كان يحدوه شعور أنّه، في وسطهم، في غير موقعه. وبالفعل اجترأ عليه قوم ودسّوا له سُمًا ممزوجًا بخمرة، فلما صلّب على الكأس تكسّر. فوعظهم وعاد، من حيث أتى، إلى سوبلاكم حيث أخذ طلاب الرهبنة يُقبلون إليه فبنى الدير تلو الدير حتى بلغ مجموع ما أنشأه من ديورة، في ذلك الزمن، إثنى عشر، استقر في كلّ منها رئيس وإثنا عشر راهبًا. بعض من أعاجيبه: بعض أخبار هذه الديورة حفظته الذاكرة وتداولته الألسن جيلاً بعد جيل. ففي دير القدّيس إيرونيموس كان أحد الرهبان يهمل الصلاة القليبة التي يبدو أنّها كانت تلي، في الكنيسة، الخدمة الليتورجية، فيخرج ويذهب إلى عمله. وعبثاً حاول رهبان الدير ثنيَ أخيهم عن هذه الشائنة فلم يرعو. فنقلوا خبره إلى القدّيس بنادكتس الذي دخل إلى الكنيسة في نهاية الخدمة مرّةً فرأى ولدًا أسود صغيرًا يسوق الراهب بكمّه خارجًا. فصلّى من أجله. ثم في اليوم الثالث رآه يهم بالخروج كعادته فضربه بعصى فهرب إبليس وعاد الراهب إلى نفسه. وفي دير آخر هو دير القدّيس يوحنا، كانت الحاجة إلى المياه ماسة ولم يجد الرهبان إلى تأمين حاجتهم سبيلاً، فصلى القدّيس فخرجت المياه من الأرض. وفي دير القدّيس اكليمنضوس، على ضفة البحيرة، فيما كان راهب غوطي يقطع الأشواك سقط حديد منجله في البحيرة فصلّى الرهبان وبشفاعة أبيهم جاؤوا بعود المنجل وجعلوه في الماء فاجتذب الحديد فسبحوا الله وشكروا. هذا وقد بلغ صيت بنادكتس أسماع العديدين من مشاهير القوم في رومية وسواها فأخذوا يتدفّقون عليه ليسألوه النصح والصلاة ويلتمسوا بركة الرّب الإله على يديه. وقد ذُكر أن بعض هؤلاء كانوا يتركون أولادهم لديه ليتسنّى لهم أن ينشأوا على السيرة الفاضلة منذ نعومة أظفارهم. من هؤلاء الشيخان أفتيخيوس وترتللوس اللذان كانا من مشاهير الفرس. هذان تركا ولديهما موروس وبلاسيدوس، سنة 522، وكلاهما صار للقديس تلميذًا مبّرزًا. وإذ عاين إبليس ما أخذ القدّيس يصيبه من نجاح سلّط عليه واحدًا من الحسّاد من ضعفاء النفوس، فلورنتينوس، الذي كان كاهنًا في الجوار. هذا أشاع عن القدّيس أخبارًا مغرضة بقصد تشويه سمعته وإلحاق الأذى به وبعمله المبارك. ويبدو أنّه كان نافذًا وكثير الشرور حتى اضطر القدّيس إلى مغادرة مقرّه في سوبلاكم إلى قمة كاسينو. ولكن، في طريقه إلى هناك، بلغه خبر فلورنتيوس أنّه قضى نحبه بعدما سقط عليه الرواق. فحزن القدّيس لما جرى، فيما عبّر تلميذه موروس عن ارتياحه للخلاص من اضطهاد الكاهن لمعلّمه ورهبأنّه. فما كان من بنادكتس سوى أن أنزل بالتلميذ قصاصًا صعبًا. كانت كاسينو، التي هي في نابولي، بلدة صغيرة مبنية على هضبة عالية. وكان يعلوها معبد قديم لأبولو تحيط به الأشجار الباسقة. إلى هناك كان لا يزال يأتي بعض الوثنيين ويقدّمون الذبائح. فلما أخذ القدّيس علمًا بذلك عمل بالكلمة والآيات على هداية العديدين إلى الإيمان بيسوع، ثم قام على الصنم فحطمه تحطيمًا وقلب المذبح ودك الهيكل وقطع الأشجار وأقام في المكان كنيستين. من ذلك الوقت أخذ ينشأ دير هضبة كاسينو ابتداء من السنة 529م. يومها كان بنادكتس قد بلغ الثامنة والأربعين. إلى ذلك ساس قديسنا ديرًا للراهبات قريبًا من المكان وآخر للرهبان في تيراسينا. كما أوفد تلميذه القدّيس بلاسيدس لتأسيس دير في جزيرة صقلية. القدّيس بنادكتس كان يجهل علوم الدنيا لكنه امتلأ من العلم الإلهي. القدّيس غريغوريوس الذيالوغوس يقول عنه أنّه كان " جاهلاً على علم وحكيمًا على أميّة ". قالوا أنّه صار شماسًا وربما كاهنًا، لكن الأمر ليس مؤكدًا. الصورة التي رسمها له القدّيس غريغوريوس الذيالوغوس تبّين أنّه كان يعظ في بعض الأمكنة في الجوار وأنّه كان على محبّة فائقة، يمد يده إلى المحتاجين بكل ما أُوتى. كذلك اجتمع لديه من الإشراقات الإلهية والخبرة في قيادة النفوس ومداواتها ما خوّله وضع قانون رهباني فضّله القدّيس غريغوريوس الذيالوغوس على كلّ القوانين التي عرف. وقد شاع هذا القانون حتى شمل الرهبان في الغرب قاطبة. أسُسه كانت الصمت والخلوة والصلاة والاتضاع والطاعة. كان بنادكتس في عيون تلاميذه نموذجًا كاملاً للرهبنة يُحتذى. وقد زوّده الرّب الإله بمواهب جمّة بينها صنع العجائب والتبصّر، فكان يشدد الرهبان ويطرد عنهم الشياطين بعلامة الصليب. مرّةً، فيما تعذّر على الذين كانوا يبنون أحد أديرته أن يرفعوا صخرة من مكأنّها لثقلها، صلّى صلاة قصيرة فأضحت الصخرة على خفّة مدهشة. ومرّة أقام أحد رهبأنّه من الموت بعدما سقط عليه حائط في هضبة كاسينو. كذلك أنبأ بدموع كثيرة أن دير كاسينو سوف يُدنّس ويُهدم. وهذا حدث فعليًا على يد اللمبارديين، بعد ذلك بأربعين سنة، حوالي العام 580م. كذلك ذكر بنادكتس أنّه بالكاد تمكّن، في الصلاة من تحصيل العفو عن الناس في تلك الأنحاء. من جهة أخرى كان محظّرًا، وفق قانون بنادكتس، أن يأكل الراهب خارج ديره إلا إذا كان على مسافة لا تسمح له بالعودة إلى ديره في نفس اليوم الذي خرج لقضاء حاجته. هذه القاعدة، كما ذكر غريغوريوس الذيالوغوس، كانت مرعية بالكامل. لا شيء، في اعتبار قدّيسنا، كان أخطر على الراهب، في تعاطي أمور العالم، من تناول الطعام والشراب في أوساط عالمية. وكان بنادكتس يعرف بالروح زلّات رهبأنّه وأفكارهم وينبّههم ليتقوّموا. مرًّة جاءه راهب بقارورتي نبيذ فخبأ واحدة وأخذ الثانية إلى القدّيس قائلاً أنّها هدية من فلان، فلفته بنادكتس إلى ضرورة أن لا يشرب من الأخرى. فلما عاد الراهب إلى قلايته وفتح القارورة وجد فيها حية. ومرّةً أخرى كان أحد الرهبان في نوبة الخدمة وكان يخدم القدّيس وهو يأكل. فخطر ببال الراهب فكر قال له: إن مقامك أرفع من مقام بنادكتس فكيف تقوم بخدمته. الرجل، فيما يبدو، كان من علّية القوم. للحال تطلّع إليه القدّيس وأمره أن يرسم على نفسه إشارة الصليب وصرفه. ولما استدعي باليساريوس، القائد العسكري، إلى القسطنطينية، غزا توتيلا، ملك الغوط، إيطاليا ونهبها. وإذ سمع بقداسة بنادكتس والآيات التي تجري على يديه وأراد أن يجربه، فأعلن أنّه مزمع أن يزور القدّيس. ولكن بدل أن يذهب إليه شخصيًا ألبس ثوبه أحد المقرّبين منه وجعله يدّعي أنّه هو الملك. فلما جاء الرجل المدّعي للحال بادره رجل الله بقوله: اخلع عنك يا بني هذه الثياب لأنّها ليست لك! أخيرًا جاء إليه توتيلا وألقى بنفسه عند قدميه ولم يقم من مكأنّه إلا بعدما أصّر عليه القدّيس. وقد ورد أن بنادكتس وبّخ الملك بكلّ جسارة على الفظائع التي يرتكبها قائلاً: إنك تفعل شرًا عظيمًا وستفعل المزيد. سوف تحتّل رومية وتعبر البحر وتحكم تسع سنوات وفي السنة العاشرة تموت وتمثل أمام الله لتؤدي حسابًا عما فعلت. كلّ هذا الذي أخبر به بنادكتس تم بحذافيره كما تنبأ. فاستبدّت الرعدة بتوتيلا وطلب صلاة القدّيس. وقد ورد أن الملك صار، مذ ذاك، أكثر إنسانية من ذي قبل. ولما أخذ نابولي عامل الأسرى باللين. أما عن رومية فتكّهن أسقف كانوسا أمام القدّيس أن توتيلا سوف يتركها كومة حجارة ولن تكون آهلة بعد، فأجابه القدّيس: كلا، بل ستضربها العواصف والزلازل وتكون كشجرة يبست من فساد جذورها. هذه النبوءة التي تفوه بها القدّيس هي إياها ما حدث. القدّيس غريغورويوس الثيالوغوس شهد بذلك. رقاده: هذا ويبدو أن بنادكتس رقد بعد أخته سكولاستيكا في السنة التي تلت لقاءه بتوتيلا. وقد أخبر تلاميذه بيوم رقاده سلفًا وجعلهم يفتحون قبره قبل وفاته بستة أيام. فلمّا فعلوا أصابته حمى. وفي اليوم السادس حملوه إلى الكنيسة حيث تناول القدسات. وبعدما زوّد رهبانه بتوجيهاته اتكأ على أحدهم ورفع يديه وأسلم الروح. كان اليوم سبتًا والتاريخ الثالث من أبريل، أغلب الظن عام 543م. كان قد بلغ من العمر الثالثة والستين. أكثر رفاته ما يزال موجودًا في دير كاسينو. وبعض عظامه نُقل إلى دير فلوري في فرنسا. المستشفّعون به يطلبون حمايته من مضار الحشرات وسمومها. لما رقد شاهد أحد الرهبان الحاضرين رؤيا وشاهدها القدّيس موروس أيضًا وكان، إذ ذاك، في فرنسا رأى طريقًا واسعة يكسو أرضها السجّاد الفاخر وعلى جوانبها شموعًا مضاءة لا عد لها. وإذا شيخ وقور يقول: هذه هي الطريق التي سلكها بنادكتس، حبيب الله، فأوصلته إلى السماء. من تعاليمه أن للتواضع إثنتي عشرة درجة هي التالية: 1- نخس القلب وخوف الله والسلوك في حضرته. 2- التخلّي عن الإرادة الذاتية. 3- الطاعة. 4- الصبر على الأتعاب والجراح. 5- كشف أفكارنا وتصوراتنا للأب الرئيس. 6- الرضى والفرح بالذل والأعمال الحقيرة والثياب الفقيرة واعتبار أنفسنا غير مستأهلين للكرامة والنظر إلى أنفسنا كعبيد بطّالين. 7- اعتبار أنفسنا دون الآخرين وأقل قيمة من الآخرين وحتى أعظم الخطأة. 8- اجتناب التفرد في الكلام والعمل. 9- أن نحب الصمت ونتعاطاه. 10- أن نتجنب المسرات المنحلّة والقهقهة. 11- أن نمتنع عن الكلام بصوت عال ونلزم الاحتشام. 12- أن نسلك في الاتضاع في كل عمل وأن تكون أعيننا إلى الأرض كالعشار ومنسّى التائب. وقد أضاف القدّيس بنادكتس أن المحبّة الإلهية هي المكافأة التي تحصل من التواضع الصادق. وقد جعل نخس القلب والتخلّي عن المشيئة الذاتية قبل الطاعة. |
||||
01 - 12 - 2016, 06:52 PM | رقم المشاركة : ( 15184 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
نقل عظام القدّيس نيكيفوروس بطريرك القسطنطينية (القرن9م( نيكيفوروس إسم يوناني Νικηφορος ويعني اللاس الظفر والحامل الظفر. وهو مؤلّف من كلمتين: " νικη (nike) "victory" و φορεω (phoreo) "to carry, to bear". عاش القدّيس نيكيوفوروس بين العامين 758 و 829م. تبوأ سدّة البطريركية في القسطنطينية فصح العام 806م. فلمّا جاهر الامبراطور البيزنطي لاون الخامس الأرمني بموقفه المعادي للإيقونات ومكرّميها، وقف نيكيفوروس في وجهه وقاومه. وقد حاول ردّه عن غيه بالحوار أولاً، فلمّا لم يلقَ لديه أذنًا صاغية طعن في موقفه علنًا غير مبالٍ بما يمكن أن يترتّب على ذلك من عواقب، على الأثر أمر الامبراطور بنفيه إلى جزيرة بروخونيس. هناك كان دير سبق أن بناه نيكيفوروس إكرامًا للقدّيس ثيودوروس. وقد امتّد نفي قدّيسنا ثلاثة عشر عامًا رقد في نهايتها سنة 827م. انقضى زمن لاون وتبعه ميخائيل الثاني وثيوفيلوس وكلاهما كان محاربًا للإيقونات. فلمّا فاز ميخائيل الثالث وأمّه ثيودورة بالحكم سنة 842م وأضحى القدّيس مثوديوس بطريركاً جرى نقل رفات القدّيس نيكيفوروس بهمّتهم من بروخونيس إلى القسطنطينية حيث أودعت كنيسة الحكمة المقدّسة Agia Sophia ، ثم نEقلت إلى كنيسة الرسل القديّسين التي كانت العادة أن يدفن الأباطرة والبطاركة فيها. وقد ورد أن جسده لم يكن، يومذاك، قد انحل بعد. كما ورد أنّه نفي في السادس والعشرين من آذار سنة 827م وأستعيد في نفس اليوم بعد ذلك بتسعة عشر عاماً. |
||||
01 - 12 - 2016, 06:53 PM | رقم المشاركة : ( 15185 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القدّيس غريغوريوس الذيالوغوس بابا رومية (٦٠٤م( يُنسب إليه القدّاس المعروف ب "السّابق تقديسه" يسمّونه غريغوريوس الكبير في الغرب وهو أحد المعلّمين الأربعة الكبار بجانب القدّيس أوغسطينوس و القدّيس إيرونيموس و القدّيس أمبروسيوس. ولد في رومية حوالي العام ٥٤٠م لعائلة مشيَخيَّة تبوّأ بعض أفرادها السدّة البابويّة. بعد دراسة وافية حصّلها، أمسى والياً لمدينة رومة. ولمّا كان متعلّقاً منذ شبابه بتأمّل الكتب المقدّسة فقد اعتبر نفسه، بإزاء مسؤوليته المدنيّة، طائرأ في غير سربه. فما إن توفيَّ والده حتى ترك وظيفته ووزّع القسم الأكبر من ثروته على الأديار والمحتاجين واعتزل راهباً بسيطاً في دير أنشأه في قصره وجعله بشفاعة القدّيس إندراوس الرسول. قيل أنّه اقتنى صحفة من الفضّة فجاءه تاجر غرقت سفينته يستعطي فأعطاه الصحفة فتحرّر بالكامل. لم ينعم غريغوريوس بالسلام الديريّ طويلاً لأنّ البابا بلاجيوس الثاني (٥٧٩ – ٥٩٠)، المختار للبابويّة حديثاً، أسماه سفيراً له وأوفده إلى القسطنطينيّة في مهمّة لدى الامبراطور والبطريرك هناك. المهمّة كانت بشأن ما تتعرّض له البلاد الإيطاليّة من ظلم اللمباردييّن وتعسّفهم. بقي غريغوريوس في المدينة المتملّكة ستّ سنوات وترك في القصر انطباعاً طيّباً لبساطته وعلمه وفضائله. فلمّا عاد إلى رومة اختير رئيساً لديره. أحبّه رهبانه وعرف هو أن يتّخذهم في محنهم وحاجاتهم سعياً إلى حفظهم بلا همّ، لكنّه كان، في آن، على صرامة في حفظ التراث الرهبانيّ بلا هوادة. من ذلك مثلاً إنّه أمر بإلقاء جسد أحد رهبانه، بعد وفاته، وسط القمامة لأنّه احتفظ لنفسه بثلاث قطع ذهبيّة. في المقابل أقام الخدم الإلهيّة على نيّته ثلاثين يوماً إلى أن نال له من الله غفران الخطايا. بفضل هذه الصرامة المُحِبَّة أضحى دير القدّيس غريغوريوس مدرسة حقّانية للقداسة واعتبره السكّان محامياً مشتركاً عنهم. وذات يوم، فيما كان عابراً بالسوق حيث كان يُباع العبيد، لاحظ شبّاناً وأولاداً شقراً معروضين للبيع فتحرّكت أحشاؤه وسأل من أين يكون هؤلاء الملائكة بالجسم. فلمّا علم أنّهم نُقلوا من انكلترا، الأرض التي لم يصلها الإنجيل بعد، أخذ ينتحب وقرّر، للحال، أن يذهب إلى هناك كارزاً بالإنجيل برفقة رهبان. لكن بعد ثلاثة أيّام من خروجه إلى الشمال لحق به رسل بعث بهم البابا إليه.متوسّلينه منه باسم الشعب المؤمن أن يعود ليُعنى بهم. خدم غريغوريوس أمينَ سرٍ للبابا بيلاجيوس بضع سنوات. فلمّا رقد، إثر وباء تفشّى سنة ٥٩٠م، رفع الإكليروس والمشيخة والشعب الصوت وألزموا غريغوريوس بقبول السدّة الأولى في كنيسة رومة رغم احتجاجه وتهرّبه. في تلك الأثناء زاد الطاعون تفشيّاً فدعا غريغوريوس الشعب إلى التّوبة والإقرار بأنّ هذا العقاب نزل بهم لخطاياهم. كما دعا إلى مسيرة في كلّ المدينة بمشاركة الرهبان والراهبات حُملت، في مقدمتها ، إيقونة لوالدة الإله. وقد ورد إنّه حيثما عبرت الإيقونة كان الهواء الفاسد يتنقّى وإنّ ملاكاً ظهر وسيف في يده فانكفأ الطاعون. كل هذا جعل الأنظار تتركّز بالأكثر على غريغوريوس الذي توارى واختبأ في إحدى المغاور. وقد بحث عنه الشعب في كلّ مكان. أخيراً دلّ عليه عمود نورانيّ فأخذوه مرغماً وجعلوه أسقفاً عليهم في السادس عشر من أيلول سنة ٥٩٠م. قيل أنّه كان يجيب من يأتونه مهنّئين بكلام كهذا: "بعدما جعلوني أسقفاً أجدني مقيّداً إلى العالم، من جديد، وعلى أكثر مّما كنت قبل رهبنتي. لقد أضعت الفرح العميق الآتي من الهدوء، خارجيّاً رُفِّعت، داخليّاً أجدني في وهدة. بعد أن أتمّم واجبي اليوميّ أحاول أن أعود إلى نفسي فلا أستطيع لأنّ التشويش والبطلان يملأني". كانت الكنيسة، يومذاك، على أشقى ما تكون الأحوال: الهرطقات في كلّ مكان، الإنقسامات، هجمات البرابرة، إساءات الأمراء المسيحيّين. وإذ تعرضت رومة للمجاعة، اهتمّ غريغوريوس بتوزيع المؤن على المحتاجين. وكان، كلّ يوم، يستقبل إلى مائدته اثني عشر فقيراً يغسل أيديهم معتبراً نفسه مسؤولاً عن كلّ من يحدث أن يقضي جوعاً. وذات يوم بان له أنّه كان إلى مائدته ثلاثة عشر ضيفاً. فلمّا سأل الضيف الثالث عشر من يكون علم أنّه ملاك أوفده الربّ الإله ليكون للأسقف معيناً. نظّم غريغوريوس الحياة في داره الأسقفيّة على صورة الحياة في الدير. اهتمّ القدّيس غريغوريوس الذيالوغوس بالخدم الليتورجيّة اهتماماً كبيراً وشجّع إكرام رفات القدّيسين كما أصلح الترتيل الكنسي. كذلك اهتمّ بملاحظة اختيار الأساقفة وتصدّى للسيمونيّة ولم يسمح لأيٍّ من الأساقفة أن يقيم خارج أبرشيّته وعقد مجامع محليّة اهتمّت بمحاربة الهرطقات وإصلاح الأخلاق وعمل على الحؤول دون تدخّل السلطات المدنيّة في الشؤون الكنسيّة والأساقفة في الشؤون الدهريّة. نطاق رعايته كان في اتّساع وكان يطوف على الكنائس واعظاً. والتي لا يتسنّى له الكرازه فيها بالحضور الشخصيّ كان يوفد إكليريكيّين ليتلوا على الشعب المؤمن رسائل منه. وإلى مهامّه الرعائيّة كانت له مراسلات عديدة في كلّ العالم المسيحيّ، وله أيضاً مقالات روحيّة قيّمة. اتّشح غريغوريوس بثوب الاتّضاع في كلّ ما كان يفعله. كان يدعو الكهنة إخوة والمؤمنين أسياداً. في كلّ رسائله كان يعتبر نفسه "خادم خدّام الله" ناظراً إلى نفسه كخاطئ كبير. الزمن الذي تولّى فيه قدّيسنا سدّة الأسقفيّة الأولى في رومة كان مضطرباً لكنّه عرف، بنعمة الله، أن يوظّف طاقاته ومواهبه في حفظ قطيع المسيح كراع ممتاز. مواهبه الإداريّة تجلّت على أفضل ما يكون. بلغ اللمبارديون أبواب رومة وهدّدوا بنهب المدينة، فنجح كرجل حكيم، لا في إيقافهم وحسب والدخول معهم في هدنة، بل لتمكّنهتمكّن أيضاً، عبر ملكتهم ثيودلندا، التي كانت أرثوذكسيّة، من اختراقهم وهدايتهم. على الصعيد المالي عرف أن يوظّف طاقات الكنيسة حسناً سواء على صعيد افتداء الأسرى أو مساعدة المحتاجين أو دعم الكنائس في الأرض المقدّسة أو الأديرة. كان يعلّق أهمّية خاصّة على صلوات الرهبان باعتبارها السند الأساسيّ لخدمته في العالم، فشجّع الرهبنة في خطّ الآباء القدّيسين ودعم الأديرة. دوره في احتضان قانون القدّيس بنوا (بنديكتوس) النورسيّ بارز. وإليه يعود الفضل في حفظ سيرة القدّيس بنوا ونشر قانون رهبنته في كل الغرب. أدرك غريغوريوس أنّ أفضل اسلوب للتّعاطي مع الشعوب البربريّة درءاً لخطرها على رومة والكنيسة فيها هو اقتحامها بكلمة الكرازة وهدايتها إلى المسيح. لذلك أولى العمل الرسوليّ إهتماماً خاصّاً. وإذ بقي يذكر أولئك الأولاد والشبّان الشقر الذين ألفاهم يُباعون في سوق النخاسة في رومة، في وقت من الأوقات، أرسل، وقد بات مقتدراً، أربعين من الرهبان برئاسة القدّيس أوغسطينوس المصلّي لهداية الشعوب الأنجلو سكسونيّة. وكان يتابع عمل هذه الإرساليّات عن كثب. كذلك كانت لغريغوريوس مراسلات على نطاق واسع، سواء بشأن القضايا الكنسيّة الكبرى أو للتواصل وأبسط الخراف الناطقة. على صعيد المقالات، لم تحُل علل القدّيس البدنيّة والهموم المتزايدة للرّعاية دون وضعه العديد القيِّم منها نظير "عِبَر أيّوب"، التيوهي تعليقات على الكتاب المقدّس بسط فيها أسلوبه المميّز في التفسير الاستعاريّ الأخلاقيّ. راجَ هذا الأسلوب على امتداد القرون الوسطى في الغرب. كذلك عرف غريغوريوس، بنفاذ البصيرة، كيف يُبرز دقائق النفس البشريّة ولولبيتها، كما عرض لكافّة جوانب الحياة المسيحيّة بدءاً من الشؤون العملانيّة وامتداداً إلى أسمى المسائل الروحيّة. ولغريغوريوس أيضاً كتاب قيّم آخر هو "عجائب الآباء في إيطاليا" أو ما يُعرف ب "الحوارات" الذي ينقل فيه، عبر حوارات وشمّاسه بطرس، الأعمال النسكيّة الباهرة والعجائب التي خبرها الآباء القدّيسون الذين عايشهم في المناطق المحيطة برومة. هذه حرّرها لمنفعة الرهبان وللتّأكيد أنّ الروح القدس الذي فعل في الرسل القدّيسين يفعل أيضاً في كلّ مكان وزمان، وأنّ الفرصة سانحة أبداً لتحقيق الاتّحاد الكامل بالله. حرص غريغوريوس على استخلاص العبر من هذه العِبَر، العِقَديَّة والأخلاقيّة، لا سيّما في كتابه الرابع حيث أثبت استمرار الحياة بعد الموت وأنّ لصلوات الكنيسة فعالية لا تقبل الشكّ في تعزية نفوس الراقدين. جدير بالذكر إنّ بطرس الشمّاس شهد أنّه كان يعاين روح الربّ على القدّيس أحياناً، بشكل حمامة بيضاء، هامساً في أذنه بتعاليمه السماويّة، وقد أقرَّ غريغوريوس، أنه حدث له أحياناً أن سمع الروح القدس، في داخله، يُملي عليه شروحات للكتاب المقدّس ما كانت لتخطر له على بال. أقام قدّيسنا في الخدمة الأسقفيّة أربعة عشر عاماً لم يتوقّف خلالها عن اشتهاء الحياة الرهبانيّة لو كانت تعود إليه. وقد عانى من واقع الفوضى والفساد الذي شمل الكنيسة يومذاك، لا سيّما بتأثير غزوات البربر. آلامه أيضاً أضنته خصوصاً في السنتين الأخيرتين من حياته حتى لم يعد له شوق ولا تعزية إلا الاستقرار في الرّاحة الأبديّة. رقد بالرب في ٢٥ آذار ٦٠٤م. مّما لا شكّ فيه أن العناية الإلهيّة فتحت، بشخص القديس غريغوريوس، آفاقاً مستقبليّة واعدة لغربٍ جرت هداية البرابرة فيه إلى المسيحيّة ببطء. واستكمالاً للفائدة نورد، بشيء من التفصيل، حادثتين وقعتا للقدّيس، إحداهما حين كان رئيساً لدير القدّيس اندراوس والثانية بعدما صار أسقفاً لرومة. ذات يوم، فيما كان جالساً في قلايته يكتب جاءه فقير فأمر تلميذه أن يعطيه ستّ قطع نقديّة ففعل. وبعد ساعة عاد الفقير نفسه وقال للقدّيس:ارحمني يا عبد الله العليّ. لقد أعطيتني أقلّ مّما خسرت. فأمر تلميذه أن يعطيه ستّ قطع أخرى ففعل. وبعد قليل عاد الفقير وقال للقدّيس: ارحمني يا عبد الله العليّ وأعطني بركة أخرى فإنّ خسارتي كبيرة. فدعا تلميذه وأمره أن يعطي الفقير ستّ قطع أيضاً. فأجابه التلميذ بأنّ المال نفذ؟ فقال للتلميذ: أعطه، إذن، أيّ وعاء أو لباس ليسدّ حاجته. وإذ لم يكن في الدير غير الطست الفضيّ الذي أرسلته والدة القدّيس مع بعض الحبوب فقد أمر القدّيس بأن يُعطى للفقير. فأخذ الفقير المال والطست ومضى. فلمّا صار غريغوريوس أسقفاً أمر، ذات يوم، بإعداد مأدبة لإثني عشر شخصاً. فلمّا حضر المدعوّون بدوا لعينيه ثلاثة عشر. فدعا معاونه وسأله لماذا خالف أوامره؟ فاستولى عليه الخوف وعدّ المدعوين فكانوا إثني عشر. وحده غريغوريوس رآهم ثلاثة عشر. وفيما هم يأكلون نظر الأسقف إلى الثالث عشر فرآه جالساً على طرف المقعد ووجهه يتبدّل من شكل رجل شيخ إلى شكل شابّ. فلمّا نهضوا عن المائدة أطلق الأسقف الجميع إلا الثالث عشر الذي دخل به غرفته الخاصّة وقال له: أقسم عليك بقوّة الله العظيم من انت وما اسمك؟ فقال له: أنا هو ذلك الفقير الذي أتى إلى دير القدّيس الرسول أندراوس وأعطيته الإثني عشر نقداً والطست الفضيّ الذي أرسلته لك أمّك. إعلم إنّك منذ ذلك اليوم عيّنك الربّ رئيساً للكنيسة وأن تكون خليفة لبطرس الهامة. فقال له غريغوريوس: وكيف علمت بذلك؟ فأجاب: لأنّي أنا ملاك الربّ الضابط الكل. وقد أرسلني الربّ لأمتحن نيّتك إن كنت محبّاً للبشر بالحقيقة ولا تتصدّق بدافع الظهور. لا تخف، فقد بعث بي الربّ إليك لأكون معك ما دمت في هذه الحياة وتطلب منه ما تحتاج إليه بواسطتي. فخرّ غريغوريوس بوجهه إلى الأرض وسجد قائلاً: إن كان الربّ الكليّ الرحمة من أجل قليل من هذا الخير قد أظهر ما لا يُقدّر من المراحم بإرسال ملاكه ليكون معي فأيّ مجد يناله الذين يثابرون على وصاياه ويعملون البر؟ |
||||
01 - 12 - 2016, 07:01 PM | رقم المشاركة : ( 15186 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القدّيس البار سمعان اللاهوتي الحديث القدّيس البار سمعان اللاهوتي الحديث: ملاحظة: تحتفل الكنيسة المقدّسة في هذا اليوم بتذكار القدّيس سمعان اللاهوتيّ الحديث الذي يصادف عيده في الثاني عشر من شهر آذار. ولكن بسبب وقوعه دائمًا في موسم الصوم الكبير، جرى نقله الى هذا اليوم. التّوبة عند القدّيس سمعان اللاهوتيّ الحديث: التّوبة هي دعوة مستمرّة ويوميّة من الله للإنسان! "توبوا" كلمة ذات بُعد زمني، هي دعوة على مدى العصور ولكلّ البشر! التّوبة كدعوة من الله نحو البشر لها أهميّة عظيمة لأنّها الطريق الوحيد الذي يؤدّي إلى الخلاص والشركة معه. التّوبة هي التعبير الوحيد عن حرّيّة الإنسان لأنّ الحريّة الحقيقيّة هي بالعيش مع الله، - التّوبة تشكّل عنصراً أساسيّاً للنقاوة والطهارة. - في التّوبة يتصرّف الإنسان عكس آدم الذي رفض التّوبة وحتّى الاعتذار! أراد آدم أن يكون إلهاً بسرعة، أن يتألّه بسرعة. - التّوبة هي العمل للوصول إلى الكمال والتألّه بالنعمة. هو عمل مستمرّ وغير منقطع. - التّوبة جهاد مستمرّ، لا يحصل بسرعة، جهاد مستمرّ في خضمّ الحياة الروحيّة. الإنسان كونه يخطأ باستمرار عليه أن يتوب دائمًا، أن ينقّي نفسه ويطهّرها، أن يحفظها دائمًا نظيفة مدى حياته على الأرض. بهذا العمل، عمل التّوبة، يتجدّد الإنسان ويُجدّد معموديّته. - التّوبة توّمن تجديد العلاقة مع الله، وحياة الشركة مع الربّ تتحقّق فقط من خلال التّوبة لأنّها تملك القوّة على إعادة وصل الطريق الذي قُطع بين الله والإنسان بسبب الخطيئة وفِعلها. - عدم التّوبة لا يبعدنا عن الله فقط، بل يجعلنا غير قادرين على معرفة أننا بشر. - التّوبة والخلاص هما عنصران متلازمان ولا ينفصل الواحد عن الآخر. - التّوبة لها صفة شخصيّة، إنّها خاصّة لكلّ فرد منّا ليس فقط من ناحية اتخاذ الإنسان لقرار التّوبة ولكن، من جهّة الهبات التي يعطها الربّ المحبّ البشر للإنسان التائب كتأكيد على "الجهاد" الذي بذله في سبيل التّوبة. - جوهر التّوبة هو أن يقرّر المؤمن أن ينزع منه وثق الخطيئة! فهي تصبح التّوبة ضروريّة عندما يرجو الإنسان أن تحلّ عليه بركة الربّ ورحمته. عندها وعلى هذا الرجاء، يُغدق الله على التائب رحمته ويطهّره وينير عقله ويجعله إناءً قابلاً للنور الإلهي وشريكاً للألوهة. - نتيجة لعمل التّوبة "ينصب الربّ خيمته فينا ويحلّ بيننا ويتكلّم معنا كأصدقاء، وأكثر من ذلك، يتحقق في الشخص التائب قول القدّيس يوحنا الإنجيلي: "وأمّا كل الذين قبلوه فأعطاهم سلطانًا أن يصيروا أولاد الله" (يو1: 12)، فمن الآن يتذوّق التائب الخلاص الذي يجاهد أن يكتسبه. - ولادته ونشأته: ولد قدّيسنا في غلاطية بفلاغونية، في آسيا الصغرى، سنة ٩٤٩م، لعائلة مقتدرة من النبلاء. فلما بلغ الثانية عشرة أرسلوه إلى المدينة المتملّكة لمتابعة دروسه استعداداً للدخول في خدمة القيصر. سلك في الطيش بعضاً من الوقت لكن رأف الرّب الإله به فلم ينزلق في مزالق الفساد، بل انتشله من الجب من خلال قراءات روحيّة كانت له، فشرع يبحث،على الأثر، عن رجل قدّيس قادر أن يرشده إلى الخلاص رغم الكلام المحبط الذي سمعه من المحيطين به. قالوا عن زمانه إن رجلاً قدّيساً كالذي يلتمس لا وجود له. رغم ذلك استمر في البحث إلى أن وجد أباً روحياًّ، راهباً حبيساً في دير ستوديون. هذا كان سمعان التقي. لكن سمعان هذا لم يشأ أن يقتبله راهباً واكتفى بإعطائه كتاب القدّيس مرقص الناسك ليقرأ. حالما فتح قدّيسنا الكتاب طالعه القول التالي: "إذا كنت تبحث عن الشفاء فاعتن بضميرك واصنع ما يمليه عليك، فتجد المنفعة" (القول ٦٩). للحال اعتبر وشرع في اتباع ما يشير به. قال له ضميره، محبّة بيسوع، أن يستزيد من الصوم والسهر، فأخذ يفعل كذلك. - معيانته للنور غير المخلوق: ولم يطل الوقت به حتى تلقّى عربون الحظوة عند الله في معاينة عجيبة للنورغير المخلوق نقلته خارج العالم وخارج جسده. ملأته الفرحة الكبرى وسبح في الدمع حاراً وأخذ يردد بلا توقف ولا كلل: كيرياليصون (يا رب ارحم). وفي قلب ذلك النور عاين أباه الروحي سمعان قائماً إلى يمين غيمة مضيئة يعلّمه فن الصلاة دونما تشتت. وإذ لم تكن خبرته الأولى في معاينة المجد الإلهي مؤسسة على ركائز اللاهوى، فإنّه ما لبث أن سقط في الفتور والتراخي. لكنّه عاد فتاب كما عن خطيئةٍ عظيمة. ولست أو سبع سنوات، بعد ذلك، استمر في علاقته بأبيه الروحي دون أن يسعى إلى الخروج من العالم وبطلانه. استقر في قلاية صغيرة تحت درج قلاية سمعان أبيه. هناك كان دائم النظر في خطاياه يقوم من الأعمال بأحقرها لاغياً إرادته الخاصة تماماً معتبراً أباه كالمسيح نفسه، لاثماً، بإكرام كبير، كلّ مكان وقف فيه أبوه للصلاة كما لو كان قدس الأقداس. على هذا، وقد احتمى قدّيسنا بصلاة سمعان، صار بإمكانه أن يرد عن نفسه بلا خوف، هجمات الأبالسة التي حاولت، بكلّ قواها، أن تبث فيه الخوف والكسل والنجاسة والحسد، بكلّ عنف، لتبعث في نفسه اليأس. - إنتقاله إلى هو دير القدّيس ماما ومعاينته للمسيح: من دير ستوديون انتقل قدّيسنا إلى دير صغير هو دير القدّيس ماما. انضم إليه كطالب رهبنة، لكنّه حافظ على صلته بأبيه الروحي سمعان التقيّ. وقد بقي كذلك إلى أن اقتبل الإسكيم من يده واتخذ اسم سمعان أيضاً. تلك المناسبة كانت إيذاناً ببدء مرحلة جديدة من الترقّي الروحي في حياته، فلاذ بالصمت كاملاً وكذا بالصلاة وتأمّل الكتاب المقدّس مكتفياً لجسده من الطعام ببعض البقول. قلايته، التي لم يعد يخرج منها إلاّ للاشتراك في الخدم الإلهية، أضحت له أتوناً متّقداً غاص فيه بكلّيته ليتحوّل إلى لهب حبٍ نقيٍ كثيراً ما أدخله ربّه، من خلاله، حالة الذهول والدهش. سمعان، في إحدى مقالاته، شبّه نفسه برجل شقي بعدما سقط في جب الحمأة سحبه ربّه منها رأفة به، ومن ثم استاقته يد أبيه الروحي عبر فخاخ العدو وصعوبات عاناها جمة إلى ينابيع المياه ليغتسل وينتقي مما علق فيه ويتحول من العمى إلى معاينة الروحيات. وعلى قدر ما تنقّت بصيرته نعم برؤى نورانية تنامت وضوحاً. وفي نور كالشمس لا هيئة له سقط حجاب عدم الحس لديه، فعاين، شيئاً فشيئاً، وجه المسيح وميّزه بنقاوة متزايدة. أخذ كما خارج الجسد فصار في ذهول. كلّمه المسيح وأسماه أخاً وربيباً. لم يفهم إلا بعد سلسلة من الرؤى وبعدما استغرق في ذرف الدموع أمام إيقونة والدة الإله أنه اقتنى، داخل قلبه، ذاك الحب مشخصناً الذي هو السيّد نفسه. - إنتخاب سمعان رئيسًل للدير: ورقد رئيس الدير واختير سمعان خلفاً له. الحياة الرهبانية هناك كانت متراخية واستحال المكان مدافن للعامة. فشرع قدّيسنا، مذ ذاك، في إعادة بناء ما تهدّم إلاّ الكنيسة، كما أخذ يستنهض همم الرهبان سعياً لاجتذابهم إلى التماس وجه العلي كما عرفه هو. كان، لهذه الغاية، يقف واعظاً كالنار ثلاث مرّات في الأسبوع. لم يكتف بتذكيرهم بمبادئ الحياة المشتركة بل نظير "امرء فقير امتلأ محبّة أخوية"، متى حظي ببركة خاصة، ركض إلى رفقة الشقاء فرحاً ليعرض عليهم ما حصل عليه، ويحثّهم على التحرّك بسرعة ليستفيدوا، هم أيضاً، من سخاء الذي أحسن إليه. هكذا شرع سمعان يكشف لرهبانه العجائب التي تمّمها فيه ربّه مؤكّداً بقوّة أن لنا جميعاً، منذ الآن، في هذه الحياة، أن نبلغ رؤية ملكوت السموات. هذه الرغبة العميقة في إشراك إخوته بالنعمة التي تلقّى هي التي كمنت وراء الحميمية الشخصية لكتاباته، مما لا نجد له مثيلاً عند الآباء إلا ما ندر. - استقالته واعتزاله: سنة ١٠٠٥م استقال سمعان من رئاسة الدير واعتزل، حبّاً بالله، في إحدى القلالي ليعطي نفسه بالكامل لسيرة الهدوء المقدّس ويدعم، بالصلاة، جهادات رهبانه كمثل موسى الصاعد إلى رأس التل. كان قد ألف المشاهد الإلهية وخبر معرفة المستقبلات وما ستؤول إليه الخليقة. في إحدى الليالي، صار في النور الذي اخترق كلّ أعضائه وجعله، بكلّيته، ناراً ونوراً. وإذا بصوت من فوق يذيع عليه أن هذا المجد الذي جعله يتجلّى، هو إيّاه المدخر للمختارين في القيامة العامة. مذ ذاك، وقد ملكه الروح القدّوس وصار إلهاً بالنعمة. أخذ يخط مقالاته اللاهوتية والميستيكية. ومع أن قدّيسنا كان قد بلغ الكمال، على قدر ما هو ممكن للإنسان على الأرض أن يبلغه، فإنّه عانى مشقّات وأتعاباً مستجدّة. - حسد الشيطان ونفي القدّيس: استفانوس، متروبوليت نيقوميذية، الذي أضحى مساعداً للبطريرك، وكان رجل علم كثير وذا وزن في الأوساط الرسمية كبير، لما رأى ما تمتّع به سمعان من مكانة في نفوس الكثيرين، حسده وأخذ يتحيّن الفرص للطعن فيه وإخزائه. أثار معه إحدى المسائل اللاهوتية الحسّاسة، فأعطاه القدّيس جواباً باهراً في شكل أبيات شعرية. مما قاله له أن الكلام في اللاهوت لا يكون إلا لمن خبر الروح القدس. هذا الجواب أثار حقد الأسقف، فعمل كلّما وسعه للإطاحة بسمعان إلى أن تمكّن سنة ١٠٠٩م من استصدار أمر بنفيه. فلقد اتُهم بأنه يكرّم، كقدّيس، رجلاً خاطئاً هو سمعان التقي، أبوه الروحي. فإن قدّيسنا كان قد استصنع إيقونة لأبيه بعد رقاده، وهيأ لإكرامه خدمة ليتورجية، وبقي ستة عشرة عاماً يقيم له تذكاراً سنوياً في حضور جحافل من المؤمنين. أقام قدّيسنا في منفاه، في عز الشتاء، فوق هضبة قاحلة من ناحية خريسوبوليس. وبقي هناك إلى أن تدخّل تلاميذه والمعجبون لدى البطريرك. - إطلاق سراحه: إثر ذلك مثل أمام السينودس. ولما فاتحوه بموضوع أبيه الروحي رفض أن يتنازل عن إكرامه له. وكانت النتيجة أن رضخ البطريرك وأطلق سمعان قائلاً: "إنك لراهب ستوديتي لا غش فيه، لك حبّك العميق لأبيك الروحي، ولكن لك أيضاً عناد الستوديين. ولعل في موقفك ما يستحق المديح!" إثر عودة سمعان تلقّى المزيد من النعم الإلهية رغم ما أثارته عليه الأبالسة. وبإلهام الروح القدس تابع تأليف نشائده ووضع مقالاته التي علّم فيها أنه لا غفران الخطايا ولا التقديس يعطى لأحد من غير الاستقرار الواعي لنعمة الروح القدس فينا. هذه النعمة لم تجعل سمعان في ذهول وحسب، بل أجرت به عدداً من العجائب تخفيفاً عن تلاميذه وتعزية لزائريه. - رقاده ولما بلغ سمعان شيخوخة متقدمة أصابه مرض في الأحشاء مؤلم طال أمده وسمره في فراشه بلا حراك. رغم هذه العلّة عاينه أحد تلاميذه، أثناء صلاته، يرتفع عن الأرض محاطاً بنور لا يوصف. أخيراً عرف بدقّة يوم مماته، وكذلك يوم نقل رفاته بعد ثلاثين سنة من ذلك، فرقد في الرّب في ١٢ آذار ١٠٢٢م مكمّلاً بالفضائل. |
||||
01 - 12 - 2016, 07:03 PM | رقم المشاركة : ( 15187 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القدّيس ثيوفانيس المعترف (القرن٩م) ولد القدّيس ثيوفانيس في القسطنطينيّة سنة ٧٥٩م زمن الإمبراطور قسطنطين الخامس المكّنى بـ "الزبليّ" (٧٤١ – ٧٧٥م)، في كنف عائلة من النبلاء نعِمَت بالثراء. الفضل في تنشئته يعود أوّلاً إلى أمّه. تمّت خطبته، وهو في سن الثانية عشرة إلى إحدى فتيات الأغنياء، المدعوّة ميغالو. طالت خطبته ثماني سنوات زُفّ في نهايتها. في ليلة زفافه كشف ثيوفانيس لعروسه رغبته، التي طالما احتضنها، في اقتبال الحياة الرهبانيّة. وقد تمكّن من إقناع زوجته بالعيش سويّة، ولكن في الإمساك، كأخ وأخت. استمر العروسان في هذا المسرى سنتين رغم الضغوط التي مارسها والد ميغالو عليها. ثم حصّل هذا الأخير لصهره من الإمبراطور لاون الرابع (٧٧٥ – ٧٨٠) لقب حاكم كزيكوس. كان يأمل أن تحوّله هموم المسؤوليّة الجديدة عن نزعاته النسكيّة. ولكن جاءت النتيجة معاكسة لِما توقّع لأنّ الحاكم الورع عرف أن يستفيد من كلّ أوقات الفراغ التي أُتيحت له ليزور النسّاك في تلك الناحية. أحد هؤلاء النسّاك، غريغوريوس، شدّده وشجّعه على متابعة المسعى الذي انتهجه. ولم يمضِ على ذلك وقت طويل حتى حظي ثيوفانيس برتبة مدنية جديدة إثر زيارة قام بها إلى القسطنطينيّة. لكن لا شيء أخرجه عن الخطّ الذي خطّه مشى فيه. نفسه كانت تتلظّى بمحبة الله وأمانته ثابتة. فلمّا توفي الإمبراطور وعمه، والد ميغالو، استأذن ثيوفانيس الملكة بالوصاية، إيريني، كما وأطلق خدّامه ووزّع ثروته وأودع زوجته ديراً في أرخبيل الأمراء. مذ ذاك عاد لا يراها. فقط كان يكاتبها ليشجّعها على الثبات في ما خرجت، من العالم، لأجله. أمّا هو فترهّب في دير بوليخرونيون في قمّة سيغرياني القريبة من كالونيموس. من هناك انتقل، لبعض الوقت، إلى أحد منازل العائلة في جزيرة كالونيموس. طلاب الرهبنة أخذوا يتدفّقون عليه لكنّه لم يشأ أن يلتزم العناية بهم. سلّم ذلك إلى راهب مختبر قدم من دير آخر، فيما خرج هو متنسّكاً في الجوار ستّ سنوات، عاملاً في نقل المخطوطات. فلما توفيّ رئيس الدير رغب إليه الإخوة في أن يحلّ محلّه. وإذ خشي أن يضيّع الهيزيخيا (الهدوء) عاد إلى قمّة سيغرياني فاقتنى ملكيّة تُعرف بـ "الحقل الكبير" أسّس عليها ديراً أضحى، فيما بعد، أحد أهمّ المراكز الروحيّة في ذلك العصر. سلك ثيوفانيس في الصوم والسهر والدموع وكان للجميع مثالاً يُحتذى. ومن جديد تحلّق التلاميذ من حوله فأخذ يهتمّ بهم. كان يعرف أن يتعاطى والجميع كإخوة له، البسطاء والمثقّفين في آن. كان يوجّههم بسلطان ولكن بلا عنف. علّمهم العقيدة وفنّ ضبط الأهواء معاً. ولكي يستزيد من المعرفة خرج جائلاً على بعض الأديرة في بيثينا والبنطس. بالإضافة إلى الأتعاب التي كابدها في السهر على نفسه وعلى قطيعه اهتمّ بكتابة الحوليّات التي تعتبر إحدى أهمّ الوثائق المعنيّة بتاريخ بيزنطية. كان إناء لله مختاراً يشمل جميع المقبلين إليه برحمة ربّه. فلمّا حدثت مجاعة قاسية وزّع كل ما كان في مخزن الدير فإذا بنعمة ربّه تملأه له من جديد. هذا وقد دُعي قدّيسنا إلى مجمع نيقية الثاني، سنة ٧٨٧م، الذي التأم دفاعاً عن الإيقونات المقدّسة. كان لباسه بسيطاً فقيراً لكنّه أدهش الحاضرين بعمق معرفته بتراث الآباء القدّيسين. فلمّا عاد إلى ديره مرض وعانى آلاماً شديدة استمرّت سنوات. في العام ٨١٥م عندما باشر الإمبراطور لاون الخامس الأرمنيّ حملته، من جديد، على الإيقونات أخطره بعض أعوانه بشأن ثيوفانيس الراهب وما له من وزن لاهوتيّ يمكن أن يفسد عليه مسعاه. حاول كسب قدّيسنا إلى حزبه فعرض عليه إحساناته، من ناحية، إن أذعن وتعاون، وحذّره، من ناحية أخرى، إن عصى وتصلّب لأنّ ذلك سيعود عليه وعلى أصحابه بضرر جسيم. فكان جواب فأجابه ثيوفانيس: "بعدما تقدّم بي السنّ وبتّ مثقلاً بالآلام والأدواء، لا ميل عندي ولا رغبة فيما عرضت. هذه نبذتُها لأجل المسيح من شبابي لمّا كنت بعد في وضع يسمح لي بالتّمتّع بالعالم. أمّا بالنسبة لديري وأصحابي فإنّي استودعهم الله. إذاأن كنت تظنّ أن تخيفني فأذعن لتهديداتك نظير طفل،بِعَصاً، فعبثاً تتعب. فرغم أنّي عاجز عن المشي وتكدّني أدواء الجسد فأنا أثق بالمسيح إنّهالقادر أن يؤهّلني لتحمّل أقسى العذابات التي يمكنك أن تنزلها بي، دفاعاً عن قضيّته". عندها أرسل لاون جنده إليه وأحرق ديره ونقله عنوة إلى القسطنطينيّة غير عابئ بمرضه وأوجاعه. فلما بلغ المدينة المتملّكة رفض مقابلة الإمبراطور فاستشاط لاون غيظاً وحبسه في دير القدّيسَين سرجيوس وباخوس حيث حاول البطريرك الهرطوقيّ العتيد، المدعو لاون أيضاً، أن يربحه للإمبراطور ولكن عبثاً. كلّ حجج لاون هذا دحضها ثيوفانيس دحضاً مبرماً. بعد ذلك حبسوه سنتين في مكان مظلم من قصر الفتاريوس. حرموه من الطعام مرّات كثيرة وعاملوه بقسوة وعرّضوه للضرب بالسّياط مراراً. وإذ لم ينتفع الإمبراطور مما أوقعه به شيئاً نفاه إلى جزيرة ساموثراقي. لم يتمكّن قدّيسنا من الصمود هناك أكثر من عشرين يوماً،توفيّ بعدها يومفي الثاني عشر من شهر آذار من السنة ٨١٧م أو ٨١٨م. للحال أضحى ضريحه نبعاً للأشفية. وفي العام ٨٢٢م جاء تلاميذه ونقلوا رفاته إلى ديره في "الحقل الكبير". القدّيس ثيوذوروس الستوديتيّ، الذي كان ثيوفانيس عرّاباً لرهبنته، هو الذي قال العظة في تلك المناسبة. |
||||
01 - 12 - 2016, 07:19 PM | رقم المشاركة : ( 15188 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
صفرونيوس بطريرك أورشليم أبونا الجليل في القدّيسين صفرونيوس بطريرك أورشليم (القرن٧م( ولد صفرونيوس الذي يعني اسمه "العفّة" في دمشق من أبوين تقيّين عفيفين، بلنثوس وميرا. كان ذلك حوالي العام ٥٥٠م، تمتّع صفرونيوس بطاقات عقليّة كبيرة وبموهبة شعريّة فذّة. جمع بين الحكمة والعفّة وأتقن الفلسفة فلُقّب ب "الحكيم". وإذ رغب في اقتناء الحكمة الروحيّة، زار الأديرة والمناسك وخرج إلى أورشليم. فلمّا زار الأديرة المنتشرة في جوارها، حدث أن دخل إلى الدير الشركويّ للقدّيس ثيودوسيوس. هناك التقى راهباً اسمه يوحنّا الملّقب "موسكس" وكان كاهناً فاضلاً قديراً جدّاً في العلم وعلى حكمة روحيّة أخّاذة. فالتصق به صفرونيوس من دون تحفّظ، ومن كلّ قلبه، نظير ابن بأبيه أو تلميذ بمعلّمه. يوحنّا أيضاً كان دمشقيّاً. وقد أخذ صفرونيوس، مذ ذاك، يتبعه في دخوله وخروجه، في مجيئه وذهابه، إلى الأديّرة والمناسك، لزيارة الآباء القدّيسين والانتفاع منهم وجمع أخبارهم. كلاهما عمل على جمع مادّة الكتاب المعروف ب "المرج" أو باليونانية "Leimon" الذي حظي ببركة المجمع المسكونيّ السابع. يوحنّا أسمى صفرونيوس في الكتاب "الحكيم". تقديره له ذهب إلى حد اعتباره أباً له. لم ينظر إليه كتلميذ بل كصديق ورفيق وصنو، وكصاحب سيرة يُقتدى بها. عاش صفرونيوس مع يوحنّا زمناً قبل أن يصير هو نفسه راهباً. التصق به في فلسطين، في دير القدّيس ثيودوسيوس وفي بريّة الأردن وفي ما يُعرف ب "الدير الجديد" الذي أنشأه القدّيس سابا. لكنّ الصديقين تركا فلسطين إلى إنطاكية العظمى بعد حين، قبيل الغزو الفارسيّ لها. هناك أخذا يتنقلان كالنحل من زهرة إلى زهرة بين الآباء الذين هم "فلاسفة الروح القدس"، يجمعان طيب الروح. لمّا أخذت الجيوش الفارسيّة تقترب من مقاطعة أنطاكية، تركها الصديقان وانتقلا بحراً إلى الإسكندريّة لمتابعة السعى الذي باشراه. بوصوله إلى الإسكندريّة لم يكن قد اقتبل الإسكيم الرهبانيّ بعد. وقد ورد في كتاب "المرج" أنّ صفرونيوس ويوحنّا خرجا إلى شيخ فاضل مصريّ المولد وأعربا له عن رغبتهما في العيش رهباناً أحدهما مع الآخر وسألاه كلمة منفعة فأجابهما قائلاً: "حسناً تفعلان إن هجرتما العالم لأجل خلاص نفسَيكما يا ولديّ. أقيما في هدوء القلاية ولاحظا فكركما وصليّا بلا انقطاع. ثقا بالله وهو يعطيكما أن تعرفاه ولسوف ينير ذهنيكما". يُذكر أن صفرونيوس صيّره يوحنّا راهباً إثر داء ألمّ به ولم يكن يتوقّع أن يُشفى منه. لكن، بنعمة الله، تعافى قدّيسنا وأخذ، مذ ذاك، يجاهد بالأكثر من أجل خلاص نفسه والآخرين. في ذلك الوقت استعرت هرطقة الطبيعة الواحدة واخذت تتفشّى في كلّ البلاد المصريّة. ويبدو إنّه كان لصفرونيوس ويوحنّا دور بارز في التصدّي لهذه الهرطقة. وقد أحبّهما البطريرك القدّيس يوحنّا الرحيم حبّاً جمّاً وكان لهما في قلبه تقدير كبيرّ. من الأخبار المرويّة عن صفرونيوس والبطريرك أنّ هذا الأخير اعتاد كلّ أربعاء وجمعة أن يجلس عند مدخل الكنيسة فاسحاً في المجال لأيٍ كان أن يأتي إليه ويعرض قضيّته. وكان هو يسعى إلى زرع السلام بين المتخاصمين وإنصاف المظلومين بما أوتي من سلطان وإمكانات. ولكن حدث أنّه جلس، كعادته، في إحدى المرّات، ولم يأتِ إليه أحد فحزن وعاد إلى بيته باكياً وهو يقول: لم يجد يوحنّا الوضيع، اليوم، شيئاً ولا قرّب لله شيئاً في مقابل خطاياه. فما كان من صفرونيوس سوى أن قال له: لك بالأحرى، يا أبانا، اليوم، أن تفرح وتُسر لأنّ خرافك تحيا بسلام دونما صراعات وخلافات، كملائكة الله. كان صفرونيوس ويوحنّا موسكوس، في مصر، بمثابة تلميذَين يسعيان كلّ يوم إلى تعلّم المزيد في معارج الحياة الروحيّة والحكمة الإلهيّة. من أخبارهما على هذا الصعيد أنّهما خرجا يوماً إلى موضع يعرف باسم تيترافيلوس. هناك التقيا ثلاثة رجال عميان فجلسا بقربهم وكان معهما كتب شاءا أن يقرأا فيها. ولكن تحوّل انتباههما، فجأة، إلى الحديث الذي كان يجري بين العميان. أحد هؤلاء سأل رفيقه قائلاً: قل لي، أيّها الصديق، كيف عميت؟ فأجاب: في شبابي كنت قبطاناً بحريّاً. فلما كنّا نقلع من أفريقيا كنت دائم التطلّع إلى المياه ما سبّب لي في العينين "المياه الزرقاء". هذه تطوّرت إلى أن فقدت بصري. واسترسل الثاني في الكلام فسأل رفيقه: وأنت كيف فقدت البصر؟ فأجاب: كنت أعمل في مصنع للزجاج. وذات يوم، فيما كنت أصنع الزجاج سهوت فأحرقت نفسي. وبسبب لهيب الزجاج الذائب فقدت بصري. ثم سأل هذان الأعميان الثالث كيف عمي فأجاب: عندما كنت شابّاً كنت أكره العمل وإجهاد النفس. وجدت البطالة تناسبني أكثر من العمل. فلما تضايقت واحتجت بدأت أتعاطى السرقة وكلّ رذيلة. وذات يوم رأيت جنازة كانت لرجل غنيّ وكان المشيّعون في طريقهم إلى مواراته الثرى. كان متّشحاً حلّة أنيقة. فتبعتُ الموكب إلى أن وصل إلى كنيسة القدّيس يوحنّا. هناك جرى الدفن. فلمّا حلّ الليل فتحت المقبرة وجرّدت الجثّة من ملبسها إلا القميص الداخليّ. وفيما كنت أهمّ بالخروج سمعت، في داخلي، كلمات أثيمة تقول لي: عد وخذ القميص أيضاً فإنها من الصنف الممتاز! فعدت لآخذ القميص أيضاً وأترك الجسد عرياناً. فجأة ارتفعت الجثّة وجلس صاحبها مقابلي وأنا في ذهول ثم مدّ يديه وخدش وجهي بأظافره فانطفأت عيناي كلتاهما. ففررت، أنا اللعين، من القبر مذعوراً فاقد البصر. فلما سمع صفرونيوس هذا الكلام قال ليوحنّا: الحقّ، يا أبانا يوحنّا، أنّه ليس لنا أن نتعلّم، اليوم، المزيد. ما تعلّمناه لذو فائدة عظيمة. أنّ فمن يصنع الشر لا مهرب له من وجه الله!. "المحافظة على إبماننا كما تسلّمناه من الرسل الذين اقتبلوه من الرّب يسوع نفسه، أمانة في أعناقنا، ووديعة لكلّ الأجيال التي ستأتي من بعدنا " هذا وإلى صفرونيوس يعود الفضل في تدوين أخبار القدّيسَين الصانعَي العجائب، العادمَي الفضّة، كيروس ويوحنّا اللذين شفياه من داء ألمّ بعينيه. أقام يوحنّا وصفرونيوس في الإسكندريّة بضع سنوات. فلمّا تهددها الفرس تركاها إلى القسطنطينيّة وخرج معهما يوحنّا الرحيم الذي استدعاه ربّه إليه في الطريق ودفن في مدينته أماتوس القبرصيّة. أمّا يوحنّا وصفرونيوس فارتحلا إلى رومية. هناك رقد يوحنّا وقد تقدّم في أيّامه. وكان أن نقل صديقه وتلميذه، صفرونيوس، رفاته، بناء لوصيّته، إلى دير القدّيس ثيودوسيوس، في فلسطين، حيث ترّهب أصلاً بعدما تعذّر نقله إلى سيناء كما طلب. صفرونيوس بطريركًا أمّا صفرونيوس وكوكبة من تلاميذه، إثنا عشر عدداً، فأقاموا في أورشليم. كانت المدينة لا تزال في يد الفرس. وبطريركها زكريّا ، بعد، في الأسر وكذا العود المحيي، وكان موذِستوس يسوس الكنيسة بالوكالة. ولم يطل الوقت حتّى أُعيد عود الصليب والبطريرك زكريّا معاً إلى أورشليم بعدما حقّق هيراكليوس قيصر انتصارات على الفرس وفرض عليهم شروطه للصلح. بقي الصليب في يد الفرس، يومذاك، أربعة عشر عاماً. لم يبق زكريّا في كرسيّه طويلاً لأنّه رقد واختير موذِستوس عوضاً عنه. موذِستوس أيضاً رقد بعد ذلك بسنتين، فحل محلّه صفرونيوس. المجمع المسكوني السادس في ذلك الوقت برزت هرطقة المشيئة الواحدة التي قالت بطبيعتين في المسيح يسوع ولكن بمشيئة واحدة وفعل واحد. من أبرز الذين احتضنوا الهرطقة الجديدة كيروس، بطريرك الإسكندريّة، وسرجيوس وكذا خلفَه بيروس القسطنطينيّان. صفرونيوس، من ناحيته، قاوم التعليم الجديد ودعا إلى مجمع محلّي أدان الهرطقة المستجدّة. أعمال هذا المجمع وقراراته تلاها آباء المجمع المسكونيّ السادس وباركوها فيما بعد. كتاباته إلى ذلك، للقدّيس صفرونيوس مقالات عدّة وكتابات تعليميّة وأناشيد تدلّ على مواهبه الشعريّة والموسيقيّة. الإيذيوميّلة، مثلاً، تعود إليه. من أعماله أنشودة "صوت الربّ على المياه...." التي تتلى خلال الساعات الكبرى في عيد الظهور الإلهيّ، وأنشودة "رؤساء الشعوب اجتمعوا على الرب....." التي تُرنّم يوم الخميس العظيم. كذلك وضع صفرونيوس العديد من أخبار القدّيسين. كحياة القدّيسة مريم المصريّة. وقد رعى شعبه بمخافة الله وسدّ أفواه الهراطقة بعزم وحزم. ثمّ كان الفتح العربيّ الإسلاميّ وحوصرت أورشليم سنتان. فاوض صفرونيوس، على أثرها، الخليفة عمر بن الخطّاب، فأمّنه على المسيحيّين وأماكن العبادة التابعة لهم وفُتحت أبواب المدينة. كان ذلك سنة ٦٣٨م. لم يعش قدّيس الله بعد ذلك طويلاً لأنّ الرّب الإله اختاره إليه. كان ذلك، فيما يُظنّ، في حدود العام ٦٣٩م. |
||||
01 - 12 - 2016, 07:22 PM | رقم المشاركة : ( 15189 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القدّيس كُدراتس الشهيد ورفتقه كثيراً ما كان يحدث في أزمنة الاضطهاد الذي كان يتعرّض له المسيحيون أن يهرب عدد من هؤلاء إلى الجبال والمغاور. فلما كان أحد هذه الاضطهادات هربت والدة كدراتس وهي حبلى به ووضعته في إحدى الغابات ثم أسلمت الروح لتوّها. لم يكن أحد معها في ذلك الوقت. فقط نعمة الله وعنايته وملاكه الحارس حفظ الطفل. لا نعرف تماماً كيف تربّى. نعرف أنه نشأ في عزلة في حضن الطبيعة. وقيل أن الذي أرسل المنّ إلى آل إسرائيل من السماء أرسل إلى فمه ندى حلواً غذّاه. لما بلغ الثانية عشرة نزل إلى البلدة. هناك تحرّك قلب قوم فاتّخذوه وعلّموه. ويبدو أنه درس الطب وشرع يبرئ المرضى مستعملاً الأدوية العشبية وكذلك القوة الروحية والصلاة التي ترعرع عليها منذ الطفولية. فلما اندلعت موجة اضطهاد جديدة في زمن داكيوس، منتصف القرن الثالث للميلاد، أُلقي القبض على كدراتس وسجن. وإذ أوقف للمحاكمة كان معه خمسة آخرون اعترفوا وإياه بالمسيح. هؤلاء كانوا كبريانوس وديونيسيوس وأنيكتوس وبولس وخريسنثيوس. جرّرهم الجند في الشوارع وتعرّضوا للضرب بالعصي والحجارة لاسيما من الأولاد إلى أن وصلوا إلى مكان الإعدام. هناك صلّوا وجرى قطع رؤوسهم. وإن نبع ماء انفجر في المكان عُرف، فيما بعد، باسم القدّيس كدراتوس. كان استشهاد الستة في كورنثوس، عام 250م، زمن الإمبراطور داكيوس قيصر والحاكم ياسون. |
||||
01 - 12 - 2016, 07:28 PM | رقم المشاركة : ( 15190 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
إشعياء
هو أحد أنبياء الكتاب المقدس، وسفره من أطول أسفار الكتاب، ويحوي أكثر عدد من النبوات المختصَّة بالمسيح. واسم «إشعياء» يعني "يهوه يخلِّص" أو «ياه (الرب) خلاصي»؛ وهذا الاسم يدل على رسالته التي أعلنها. وهو ابن «آموص» (آموص: قوة الله). وقد تنبأ في أثناء حكم ملوك يهوذا: عزيا ويوثام وآحاز وحزقيا؛ وفترة خدمته امتدت من 740 حتى 701 ق.م. كان متزوجاً وله ابنان الأول: «شآر يشوب» ومعناه "بقية ستعود"، ولعل القصد من ذلك رجوع البقية من السبي. والثاني «مهير شلال حاش بز» ومعناه "سريع إلى النهب والسلب مُتعجِّل إلى الغنيمة"، إشارة إلى آشور وغزوه المدمر للشعب. ويقال إن إشعياء عاش حتى بلغ التسعين من عمره، ويقول تقليد أنه مات منشوراً، ويُحتمل جداً أن يكون هناك تلميح لاستشهاده في عبرانيين 11: 37 «رُجِموا، نُشِروا». إشعياء ورؤياه هذا الرجل العظيم، صاحب النبوة الطويلة العريضة، يسجِّل لنا، في الأصحاح السادس، الرؤيا التي يمكن أن نعتبرها نقطة التحول في تاريخه. وفي هذا الاختبار نرى كيف أعدّه الله للعمل العظيم الذي قام به، وما هي الدروس الأساسية التي لا بد لكل خادم حقيقي أن يتعلمها: رأى الرب «في سنة وفاة عزيا الملك رأيت السيد جالساً على كرسيٍ عالٍ ومرتفع وأذياله تملأ الهيكل» أول ما شاهده هو الرب نفسه في مجده العظيم وقداسته الكلية «رأيت السيد (أدوناي: من له السيادة على الجميع)». رآه في سنة وفاة عزيا الملك: الملك العظيم الذي ملك لمدة 52 سنة، لكنه بسبب نجاحه ارتفع قلبه ورغب أن يأخذ وظيفة الكهنوت بالإضافة للمُلك، وكانت هذه خيانة للرب، فضربه الرب بالبرص (2أخبار26: 16-21). وأراد الرب أن يحوِّل نظر إشعياء من الأرض إلى السماء، من ملك عظيم ضُرب بالبرص (النجاسة) لكبريائه، إلى الملك الحقيقي: ربّ الجنود الكلي القداسة. وربما كان إشعياء يفكر في مَن سيملأ فراغ عُزيا بعد 52 سنة من الحكم، فإذ به يرى الملك الدائم، الذي هو الرب يسوع المسيح الأزلي الأبدي (يوحنا12: 41). ورأى إشعياء أيضاً الملائكة السرافيم، وكلمة السرافيم تعني: الملتهبين أو المشتعلين «الصانع ملائكته رياحاً وخدامه ناراً ملتهبة» (مزمور104: 4). وهم يعبِّرون عن قداسة الله التي تكشف كل دنس، لذا فكل ملاك نادى الآخر قائلاً «قدوس قدوس قدوس رب الجنود». وأجنحة السرافيم تكشف عن حقيقة هامة؛ وهي أن الاقتراب من حضرة الرب والخشوع قدامه «باثنين يغطي وجه وباثنين يغطي رجليه» لا بد أن يسبقا الانطلاق لخدمته «باثنين يطير». إذاً فالمشهد كله ينبض بالقداسة؛ وهذا هو الدرس الأول لمن يريد أن يخدم الرب «نخدم الله خدمة مرضية بخشوع وتقوى لأن إلهنا نار آكلة» (عبرانيين12: 28، 29). رأى نفسه «فقلت ويل لي إني هلكت لأني إنسان نجس الشفتين وأنا ساكن بين شعب نجس الشفتين لأن عينيَّ قد رأتا الملك رب الجنود». بمجرد أن رأى إشعياء الرب في مجده وقداسته انكشفت أمامه حالته فأدرك نجاسته. ومع أنه من أفضل الشخصيات في عصره، وقد استخدمه الرب لتوصيل كلمته لشعبه، لكنه، إزاء عظمة الرب، رأى نفسه على حقيقتها، وأعلن بكل صدق إنه في ذاته لا يختلف عن باقي الشعب، ولا فرق، فالشعب نجس الشفتين وهو كذلك نجس الشفتين. والإقرار بحقيقة النفس يضع في النفس صدقاً وأمانة واتضاعاً. لكننا لا يمكننا أن نتضع وننكسر حقيقةً ما لم ندرك عظمته ومجده أولاً. وبمجرد أن اعترف إشعياء بحالته، أتاه العلاج الإلهي، إذ طار إليه واحد من السرافيم وبيده جمرة قد أخذها بملقط من على المذبح، ومسّ بها فمه؛ فعلى أساس ذبيحة الجلجثة يمكن لكل من يؤمن أن ينال غفراناً لخطاياه وتطهيراً من نجاسته. ولعلنا نلاحظ هنا أن السيد لم يوبِّخ إشعياء على خطاياه أو ينظر إليه بغضب أو يذله بها، بل سارع في الحال إلى تطهيره عندما اعترف بها. رأى الرسالة «ثم سمعت صوت السيد قائلاً: مَن أُرسل ومن يذهب من أجلنا فقلت هأنذا أرسلني». هنا فقط، وبعد كل ما سبق، سمع إشعياء صوت النداء للخدمة. كثيرون يريدون أن يقوموا بخدمة لله وبأعمال صالحة تحوز رضاه دون أن يدركوا أن إله القداسة يشترط أولاً التطهير من النجاسة بالاغتسال في دم المسيح. ثم أنه لا يمكن أن نذهب للآخرين برسالة مؤثرة دون أن نكون قد تعلمنا عن قداسة الله ونعمته الغافرة. ودعوة السيد ليست إجبارية لكنها اختيارية «مَنْ أُرسل؟ ومَن يذهب من أجلنا؟». فهو ينتظر القلب المُشتاق والنفس الراغبة «إن أراد أحد أن يأتي ورائي». وقد أجاب إشعياء بالإيجاب «هأنذا أرسلني». إنه يضع نفسه تماماً بين يدي الرب ليرسله كما يشاء، وإلى من يشاء؛ فهو لم يَقُل «هأنذا أذهب»، بل «هأنذا أرسلني». والخدمة الصحيحة تنبع من إرسالية إلهية، لا تكليفات بشرية. لقد قال الرب أيام إرميا «لم أرسل الأنبياء بل هم جروا» (إرميا32: 12)، أما يوحنا المعمدان فقد قيل عنه إنه «مُرسَل مِنْ الله» (يوحنا1: 6). ومع أن رسالة إشعياء كانت من أصعب الرسائل وأقساها، إذ كان مُرسَلاً لإنذار وتحريض شعب لن يتجاوب ولن يتوب، إلا أنه قَبِلَها، وقام بها على أكمل وجه. إن الله يتمجد عندما يُكرز بكلمته ويُعلَن حقه، سواء قَبِل السامعون أو رفضوا؛ علماً بأن كلمته لا ترجع إليه فارغة. إذاً فلنستمر في الكرازة بالإنجيل كيفما تكون النتائج. وليكن شعارنا «لأننا رائحة المسيح الذكية لله في الذين يخلصون وفي الذين يهلكون، لهؤلاء رائحة موت لموت ولأولئك رائحة حياة لحياة» (2كورنثوس2: 15، 16). |
||||