![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 151391 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() أخنوخ يمجد الله 16 أَخْنُوخُ أَرْضَى الرَّبَّ فَنُقِلَ، وَسَيُنَادِي الأَجْيَالَ إِلَى التَّوْبَةِ. أرضى أخنوخ الربّ، فنُقِل، كمثال للتوبة لكل الأجيال [16]. أول مثال للمشاهير أو للأبطال في الرب هو أخنوخ، وقد جاء في قائمة الرسول بولس الثاني من المشاهير (عب 11: 5-6). وصفه يهوذا "السابع من آدم" (يه 14). كل ما ورد عنه في سفر التكوين 5: 24، أنه سار مع الله، والربّ نقله إليه. يُنظَر إليه أنه موضوع سرور الله، لأنه صار درسًا لكل الأجيال، يحثّ الكثيرين على حياة التوبة بالمعنى الإيجابي وهو الالتقاء مع الله، والسير معه. تأهَّل أن يتعرَّف على السماء، بل وينطلق إليها. تعبير "أرضى أخنوخ الرب" هنا يعني أنه كان موضوع سروره. لقد صار نموذجًا لتوبة الأجيال، لهذا بدأ به سيراخ قائمة الأبطال. هذه التوبة هي بدء عملية البحث عن الله. أرضى الرب إلى الدرجة التي فيها نقله من الأرض، فاِلتصق به تمامًا. لم يكن أخنوخ يهوديًّا، إذ عاش قبل نوح، فلم ينل العهد مع الله خلال إبراهيم. إنما أرضى الرب خلال حفظه التقليد الذي تسلَّمته البشرية من آدم وهابيل. كل ما عرفه أخنوخ عن الرب هو أنه موجود، واجتهد أن يطلبه (عب 11: 6) لقد آمن بالله خلال معرفته القليلة عنه، وجعل هذه المعرفة أساس حياته. إن كان سفر سيراخ هو سفر الصداقة الأمينة، فإن الله سُرّ بأخنوخ كصديقٍ له، نقله إليه ليكون معه! |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 151392 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() v بصعوبة كان أخنوخ يشعر بالموت في أي وقتٍ في داخله، وإذ انتقل إلى الربّ أطلق (الموت) من نفسه himself. طرده خارجًا بالتوبة... بحقٍ قيل إن الله نقله حتى لا يرى الموت، حيث لم يعد قابلًا بعد للموت، بل طرده خارجًا وهرب. العلامة أوريجينوس |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 151393 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() v ثبت أخنوخ في جمالٍ سامٍ وإلهيٍ، ونقَّى نفسه بالقداسة والطهارة. وتفاضل بالسيرة البهية النقية، وأرضى الله بأفكارٍ مملوءةٍ بالحبِّ. تربَّى بأفكارٍ عفيفةٍ وطاهرةٍ، وعاش بطهرٍ بدون همّ ولا غضبٍ. وسكن في البرية بدون حركات عالمية، وأرضي الله ثلاثمائة سنة وهو ينظر إليه. لم يجد قط فيه عيبًا في نومه ولا في يقظته، ولا فكرًا متراخيًا وميالًا إلى العالم. ظل ينظر إلى الرب كل يومٍ لمدة ثلاثمائة سنة، ومكث في جماله، ولم يتلطخ بالنواقص. القديس مار يعقوب السروجي |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 151394 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() 17 نُوحٌ وُجِدَ بَرًّا كَامِلًا، وَبِهِ كَانَتِ الْمُصَالَحَةُ فِي زَمَانِ الْغَضَبِ. 18 فَلِذلِكَ أُبْقِيَتْ بَقِيَّةٌ عَلَى الأَرْضِ، حِينَ كَانَ الطُّوفَانُ، 19 وَأُقِيمَتْ مَعَهُ عُهُودٌ، لِكَيْ لاَ يُهْلَكَ بِالطُّوفَانِ كُلُّ ذِي جَسَدٍ. المثال الثاني هو نوح، دعاه كاملًا teleios وبارًا dekaios [17]. قال عنه القديس بطرس إنه كارز بالبرّ dikaiosyne (2 بط 2: 5). لم يذكر ابن سيراخ سقوطه في السُكْرِ، إنما أبرز أنه وُجِد كاملًا وبارًا وبسببه نال هو وزوجته وبنيه ونساء بنيه الخلاص من الطوفان، وصار الثمانية في الفلك رمزًا للمؤمنين في كنيسة العهد الجديد (1 بط 3: 20-21). أقام الله عهدًا مع آدم حيث وعده بالخلاص الذي يُقَدِّمه كلمة الله المتجسد، آدم الثاني، ثم نال نوح عهدًا مع الله بعد الطوفان لحساب البشرية. وتَجدَّد العهد مع الأربعة بطاركة: نوح وإبراهيم وإسحق ويعقوب (تك 9: 9؛ 17: 9؛ 26: 3-5؛ 28: 13-15). وُجِد نوح كاملًا وكان بارًّا في زمان الغضب، حيث صار وسيلة للمصالحة[5] |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 151395 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() وبسببه أُبقيت بقية على الأرض حين جاء الطوفان [17]. صار نوح بحياته البارة موضوع استرضاء على كل الجنس البشري أعلن الله رحمته على البشرية في شكل ميثاق بين الله والبشر، وأعلن أنه لن يُحَطِّم الجنس البشري بطوفانٍ. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 151396 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() أُقيمت معه عهود أبدية، لكيلا يُمحى كل ذي جسد مرة أخرى بطوفان [18]. أبرز ابن سيراخ أن من سمات رجال الإيمان الأبطال أنهم يدخلون في عهدٍ مع الربّ، أما بالنسبة لنوح فدخل في "عهود أبدية" [18]. ذكر كلمة "عهد" بالجمع، ربما لتكرار عهد الله في سفر التكوين (16: 18؛ 9: 9-13، 16-17). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 151397 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() v قام أيضًا نوح ورأى إثم الجيل الشرير، ونسج البرّ ولبسه جسميًا. تسلَّح بالاستقامة والوداعة، لئلا تلطخ الخطية جسمه فيما لو التقت به. رأى كيف تكاثر الزنا في بني جيله، فصفّ إزاءه البتولية ليغلبه بها. وجد بأن كل واحدٍ أفسد طريقه بالزنا الدنس، فخاف المتميز من الاقتراب من الزواج. وجد بأن الطبيعة زلّت وسقطت من الواجب، فقام ليثبت في البتولية متساميًا على الطبيعة. ابتعد عن الزواج خمسمائة سنة، لأنه وجد بأن الزنا كان بين المتزوجين[6]. مكث في درجة البتولية خمسمائة سنة، ثم تزوّج لينجب لأجل هدف. وحده كان صالحًا، وببرِّه عزَّى الأرض، وبعد أن خرب العالم كله اعتمر به. ميَّز الذبائح، وأنشأ مذبحًا بمحرقات كاملة، وصار في جيله "البقية" (المقدسة) للعالم الذي هلك. القديس مار يعقوب السروجي |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 151398 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() إبراهيم وإسحق ويعقوب يُمَجِّدون الله 20 إِبْرَاهِيمُ كَانَ أَبًا عَظِيمًا لأُمَمٍ كَثِيرَةٍ، وَلَمْ يُوجَدْ نَظِيرُهُ فِي الْمَجْدِ. وَقَدْ حَفِظَ شَرِيعَةَ الْعَلِيِّ فَعَاهَدَهُ عَهْدًا، 21 وَجَعَلَ الْعَهْدَ فِي جَسَدِهِ وَعِنْدَ الاِمْتِحَانِ وُجِدَ أَمِينًا. 22 فَلِذلِكَ حَلَفَ لَهُ أَنَّ الأُمَمَ سَيُبَارَكُونَ فِي نَسْلِهِ، وَأَنَّهُ يُكَثِّرُ نَسْلَهُ كَتُرَابِ الأَرْضِ، 23 وَيُعْلِي ذُرِّيَّتَهُ كَنُجُومٍ، وَيُوَرِّثُهُمْ مِنَ الْبَحْرِ إِلَى الْبَحْرِ، وَمِنَ النَّهْرِ إِلَى أَقْصَى الأَرْضِ. 24 وَكَذلِكَ جَعَلَ فِي إِسْحَاقَ لأَجْلِ إِبْرَاهِيمَ أَبِيهِ، 25 بَرَكَةَ جَمِيعِ النَّاسِ وَالْعَهْدَ، ثُمَّ أَقَرَّهُمَا عَلَى رَأْسِ يَعْقُوبَ. 26 آثَرَهُ بِبَرَكَاتِهِ وَوَرَّثَهُ الْمِيرَاثَ. مَيَّزَ حُظُوظَهُ، وَقَسَمَهَا عَلَى الأَسْبَاطِ الاِثْنَيْ عَشَرَ. 27 وَأَقَامَ مِنْهُ رَجُلَ رَحْمَةٍ، قَدْ نَالَ حُظْوَةً أَمَامَ كُلِّ بَشَرٍ. إبراهيم: بخصوص ارتباط إبراهيم بالناموس اهتم سفر التكوين بالعهد أو الميثاق مع الله الخاص بالختان. أما هنا فأبرز سيراخ الآتي: 1. صار إبراهيم أيقونة الآب حيث تمتَّع بالأبوة الروحية، لا لأسرته فحسب ولا لشعبٍ واحدٍ، بل لأممٍ كثيرةٍ [19]. 2. ليس من يُشابِهه بين البشر في المجد [19] حتى حُسِب الاتِّكاء في حضنه اتكاء في ملكوت الله (لو 16: 22). هذه هي مسرَّة الله أن يتَّسِع قلب المؤمن بالحب لشعوبٍ كثيرةٍ. 3. عاش إبراهيم قبل موسى مُستلِم الشريعة بحوالي 400 سنة، مع ذلك قيل عنه إنه حفظ ناموس العليّ [20]. وكأن الناموس أقدم من الناموس المكتوب الذي استلمه موسى. 4. دخل إبراهيم في عهدٍ مع العليّ [20]. 5. وعد الله بمباركة نسل إبراهيم وأن يكثره كتراب الأرض، ويُعَلِّيه كنجوم السماء، ويهبهم ميراثًا من البحر إلى البحر [21]. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 151399 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() كان إبراهيم أبًا عظيمًا لأممٍ كثيرةٍ، ولم يوجد نظيره في المجد [19]. بينما كان لنوح أثره على البقيّة التي على الأرض [17]، إذا بإبراهيم يأخذ وعدًا بأبوته العظيمة لأممٍ كثيرة [19]. تحقَّق الوعدان لنوح وإبراهيم. فالكنيسة في الحقيقة هي بقية باقية مقدسة للرب، وفي نفس الوقت تحتضن كل الأمم والشعوب والألسنة. ذكر ابن سيراخ الأبطال الثلاثة: أخنوخ ثم نوح فإبراهيم. الأول يُمَثِّل قيام الله بعهدٍ شخصيٍ مع المؤمن، والثاني قيام عهدٍ على مستوى أُسَرِي (نوح وعائلته)، والثالث على المستوى المسكوني. هكذا بدأت الكنيسة على مستوى الفرد مثل أخنوخ، ونمت لتشمل الأسرة، وإذ جاء مُخَلِّص العالم انفتحت أبواب الكنيسة لكل الأمم والشعوب والألسنة. حَفظَ شريعة العليّ، الذي قطع معه عهدًا. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 151400 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() قطع عهدًا في جسده، وعند التجربة وُجِد أمينًا [20]. تَمتَّع إبراهيم بكرامة لم يتمتَّع بها أحد مثله (44: 19)، لأنه: 1. حفظ شريعة العليّ. 2. دخل في عهدٍ مع الله، وثبته في جسده (الختان). 3. نجح في تجربة الإيمان (ذبح إسحق ابنه) تحدث ابن سيراخ عن امتحان إبراهيم [20]، وذلك ليس في العهد الوارد في (تك 15: 18)؛ وإنما الذي ورد في (تك 17). فلذلك أَثبت له (الربّ) بقسم أن في نسله ستُبارَك الأمم، ويُكثِرَه كتراب |
||||