|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
314 - سار الرب وسط شعبه وهم وسط الصحراء المظلمة القاحلة الجرداء القاتلة ، لم يتركهم ، في النهار وسط حرارة الشمس غطى الله رؤوسهم بسحاب يظللهم وفي الليل الموحش المظلم بدد الله الظلمة بنار جعلها امامهم تنير وترشد . حين هاجمهم الجوع اسقط عليهم من السماء منا ً وسلوى أكلوا منها وشبعوا ، ووقت أن جف جوفهم من العطش فجّر الارض ينابيع وقدم الصخر ماء ً ليشربوا . حين هاجمهم الاعداء واعتدوا عليهم كان الرب السائر معهم يحارب عنهم فينتصرون . في البرية حملهم الرب الههم كما يحمل الاب ابنه في كل الطرق التي سلكوها حتى النهاية ، لكنهم تذمروا واشتكوا وقالوا ان الله اخرجهم من ارض مصر لكي يهلكهم في البرية . ولما دخل بعضهم ليروا الارض التي وعدهم الرب بها ، ارض الموعد ، عادوا خائفين ، عادوا يثيرون الخوف والشك بقولهم : ان الارض جيدة لكن اهلها جبابرة . انتشر الخوف واستشرى بين الجميع حتى تدخل يشوع وكالب ليعيدا القوة لقلوبهم . غضب الله على الجبناء الفاشلين ومن اتبعهم من الشعب وسُر بكَالِبَ بْنَ يَفُنَّةَ. وقال الله : " وَلَهُ أُعْطِي الأَرْضَ الَّتِي وَطِئَهَا ، وَلِبَنِيهِ ، لأَنَّهُ قَدِ اتَّبَعَ الرَّبَّ تَمَامًا. "( تثنية 1 : 36 ) . الله يسر بمن يقوم بعمله ويؤدي واجبه بقلب جسور وايمان ثابت لا يتزعزع مهما كان العمل شاقا ً ، مهما كان الواجب المطلوب ثقيلا ً ، مهما كان المسعى عسرا ً ، فعلينا ان نقوم بالعمل باذرع قوية ونؤدي الواجب بقلب راض ٍ ونفس مبتهجة . علينا ان نسير الطريق العسير باقدام ٍ ثابتة ٍ وننفذ الواجب بشكر ٍ وفرح ٍ وسعادة ٍ ورضى . المسيح سار الحياة بكل اتعابها قبلك . عبّد الطرق وسواها ومهدها امامك . مهما كانت وعورة الطريق ، مهما كانت مشقة المسير ، سر طريقك على مواطئ قدميه ، ضع قدمك مكان قدمه ، اعلم انه سار قبلك واتبّاعه سهل ميسور ، والمسيح قام بالعمل الذي اوكل اليه ، نفذ مشيئة الآب واطاع وتمم العمل فإن قمت بعملك كما هو مطلوب منك فسوف يعطيك الله الارض التي وطأتها قدميك ، الاشواك التي امامك سينزعها والاحجار المبعثرة سوف يرفعها ، المعارك التي ستدخلها سيحارب فيها عنك ويقودك من نصرة الى نصرة . كل حمل ثقيل ترفعه على ظهرك سيضع يده بجوار يدك ويحمله معك . كل مشقة تمر فيها ستجده يرافقك ويسير بجوارك ويشجعك ويعينك عليها . قم بالعمل فانت لا تعمل للناس بل لله . احمل اثقالك فهو يعرف ويقدّر ويعين ، واعرف ان مكافأة العمل تنتظرك وحصاد التعب جاهز في آخر الطريق .
|
14 - 05 - 2012, 06:47 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
|
315 - احيانا ً نجد انفسنا وحدنا ، لا احد حولنا وتهاجمنا الوحدة وتعتصرنا الوحشة ، نرسل النظر فيضيع في الظلام ، نحدق وندقق فلا نصل الا الى سواد مظلم . نصيغ اسماعنا فيملأ السكون آذاننا ، نكتم انفاسنا ونتسمع فلا نسمع الا الصمت . الظلام يزحف من خارج الى داخل نفوسنا فنظلم من الداخل كما يظلم الخارج . الصمت يلفنا والظلمة تغطينا ، يضعف صوت تنفسنا ويعلو نبض قلوبنا ، ونخاف ، نشعر بالخوف ، نخاف شرا ً يُحل بنا ، نخشى عدوا ً يعتدي علينا وحدنا ، ولا نجد منقذا ً أو مجيبا ً أو نصيرا ً ، الوحدة وحدها تُخيف ، الوحدة مفزعة ، الوحدة تعني ان الكل قد هجرنا ، الكل قد تركنا ، الكل ابتعد عنا . المسيحي لا يخاف الوحدة ، لا يخاف شرا ً يحل به ، ولا يكون وحده أبدا ً ، لا يدنو منه شرٌ فالله معه ، لا يتركه ولا يهمله ، الله دائما ً معه . قال المسيح لتلاميذه في أيامه الأخيرة على الأرض " . هُوَذَا تَأْتِي سَاعَةٌ ، وَقَدْ أَتَتِ الآنَ ، تَتَفَرَّقُونَ فِيهَا كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى خَاصَّتِهِ ، وَتَتْرُكُونَنِي وَحْدِي . وَأَنَا لَسْتُ وَحْدِي لأَنَّ الآبَ مَعِي." ( يوحنا 16 : 32 ) . قد تكون وحيدا ً لأنك في سبيل الايمان المسيحي قد تضحي بأهل أو اصدقاء لكن ذلك قد يقودك الى الرفعة والنصرة والتسامي عما هو ارضي الى ما هو سماوي . النسر ملك الطيور يطير منفردا ً ، يبتعد عن الارض ويصعد الى الاعالي لا يصحبه طائر ٌ آخر ولا نسر ٌ آخر ، يعلو ويسمو ويقترب من السحاب بعيدا ً عن التراب . المسيحي الذي يتركه الأصدقاء والزملاء يعلو ويرتفع ويتمتع بالرفقة الالهية . لا يستطيع الانسان ان يختبر بهاء الله وعظمته الا وهو على انفراد معه . ابراهيم كان وحده مع الله في حوريب . موسى اختلى بالله اربعين سنة في البرية . داود كان يختلي مع الله في الوديان . بولس انفرد بالله وحده في الصحراء العربية . عندما تخلو مع الله عندما تكون معه وحدك تنفرد به وتتعلم منه . عندما تختلي به ، عندما تجلس عند قدميه تسمع صوته جيدا ً ، تتدرب على يديه . حين تبتعد عن كل مساعدة بشرية تجد الكفاءة والكفاية في الله . حين تتقدم الى عرش الله وحدك دون وساطة او شفاعة تجده ينتظرك . تقدم بشجاعة وجرأة ، أخطو نحوه تقدم اليه تجده فاتحا ً ذراعيه لك . لا تخشى الوحدة ، الوحدة مع الله تعطي الكثير . في وحدة يعقوب مع الله رآه ونال بركته . في وحدة دانيال مع الله انفتحت بصيرته وتنبأ . في وحدة يوحنا مع الله كتب رؤياه في المنفى . أنت لست وحدك الله معك ، الله معك كل الايام والى انقضاء الدهر .
|
||||
14 - 05 - 2012, 06:47 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
316 - المؤمن هدف هجمات ابليس يسعى دائما ً لأن يدمره ويحطمه ويهلكه ، لا يكل أو يتعب بل يداوم هجماته ويتابعها دون توقف او تعفف . هو يتفنن في هجماته ويستحدث الطرق وينوع انواع الهجوم ، قد يلقي في طريقك عوامل الفشل والخسارة والاحباط والسقوط وقد يصوب على جسدك سهام المرض والالم والجروح والعجز . وقد يملأ حياتك بخيانة الاصدقاء وغدر الزملاء وظلم الناس وقد يوجه اليك ضربات الاكتئاب والتشائم والحزن والانطواء . انظر الى الرب ، توجه اليه ، ادخل ابوابه استمد القوة والقدرة منه . الرب قادرا ً ان يجعلك تصد هجماته وتطفئ سهامه وتتغلب عليه وتهزمه . الله يجعل تلك التجارب طريقك الى النصرة وتلك الشدائد وسيلتك للرفعة . تأمل النسر وهو جاثم ٌ على صخرة وسط العاصفة يسمع صوت الريح وينتظر الرعد ويرى وميض البرق وما ان تشتد العاصفة حتى يفرد جناحيه ويطير معتليا ً العاصفة ويجعلها مطية ترفعه الى اعلى ، ترفعه الى فوق الى قمم الجبال يحمله الريح ويعود به الى عشه في رأس الجبل .
هكذا عندما تتكاثر عليك الشدائد وتتراكم عليك المصائب ، حين يزيد ابليس في هجومه ويكثف طلقاته وضرباته وطعناته افرد جناحيك وسط الضربات وطر معتليا ً اياها منتصرا ً عليها . قل مع بولس الرسول " فِي هذِهِ جَمِيعِهَا يَعْظُمُ انْتِصَارُنَا بِالَّذِي أَحَبَّنَا . فَإِنِّي مُتَيَقِّنٌ أَنَّهُ لاَ مَوْتَ وَلاَ حَيَاةَ ، وَلاَ مَلاَئِكَةَ وَلاَ رُؤَسَاءَ وَلاَ قُوَّاتِ ، وَلاَ أُمُورَ حَاضِرَةً وَلاَ مُسْتَقْبَلَةً ، وَلاَ عُلْوَ وَلاَ عُمْقَ ، وَلاَ خَلِيقَةَ أُخْرَى ، تَقْدِرُ أَنْ تَفْصِلَنَا عَنْ مَحَبَّةِ اللهِ الَّتِي فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّنَا." ( 8 : 37 – 39 ) . لا بد ان تحصل على غنيمة من الحرب التي يضعك ابليس فيها . كلما زادت الحرب كلما زاد الانتصار وكلما زادت الغنائم بعد الانتصار . سوف تخرج من وادي المرض والمحنة والالم اكثر اتكالا ً على الرب وعلى قدرة قوته . سوف تخرج من ساحة المعركة مهما كانت اكثر ثقة واقوى ايمانا ً واعظم اعتمادا ً . نازل العدو ، حاربه ، حوّل عواصف هجماته الى مطية ترتفع بها الى الاعالي . سوف يعينك الله حتى تغلب وحتى تنتصر وتتمتع بنعمته الغنية الكافية . بسبب الشوكة في جسد بولس نال نعمة . بسبب الحروب حولك ستنال نعمة متفاضلة . |
||||
14 - 05 - 2012, 06:48 PM | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
† Admin Woman †
|
317 - خلق الله آدم على صورته وشبهه مملوءا ً بالبر والطهارة والقداسة ، ودخلت الخطية الانسان وشوهته وافسدته وملئته بالنجاسة ، وكان الله في خليقته الانسان قد وضع عنصرا ً جسديا ً وعنصرا ً روحيا ً : الجسد ترابٌ نجس ٌ أرضي ، والروح نفخة من الله طاهر ٌ مقدس الهي سماوي . وليعيد الله للانسان قداسته جاء متجسدا ً ومات عن خطايا العالم وقام ، قام هازما ً الموت محطما ً سلطان الخطية ، وقبل صعود المسيح نفخ في التلاميذ الروح القدس ( يوحنا 20 : 22 ) . أتاح لكل مؤمن أن يمتلئ بالروح القدس ، روح القداسة الكاملة . وقال بولس الرسول " وَإِلهُ السَّلاَمِ نَفْسُهُ يُقَدِّسُكُمْ بِالتَّمَامِ . وَلْتُحْفَظْ رُوحُكُمْ وَنَفْسُكُمْ وَجَسَدُكُمْ كَامِلَةً بِلاَ لَوْمٍ عِنْدَ مَجِيءِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ . أَمِينٌ هُوَ الَّذِي يَدْعُوكُمُ الَّذِي سَيَفْعَلُ أَيْضًا. " ( 1 تسالونيكي 5 : 23 ، 24) . أصبحت القداسة في متناول يد الانسان بالروح القدس الذي اتاحه الله لكل من يطلبه بالايمان . الانسان بدون القداسة لا يرى الله وبالايمان بالمسيح يحصل على القداسة ويعاين الله . أنت مُخلّص ٌ من الخطية وانت مقدّس بالايمان . آمن تخلص من الخطية وتتقدس . حين تسلّم قلبك للرب يحل فيه وهو القدوس فيجعلك ايضا ً مقدسا ً به . الروح القدس يقدّس بالتمام . الروح القدس يطهّر من كل نجاسة وخطية . الروح القدس يملأ فراغ الحياة ويرشد ويوجه ويقوي وينمّي . تلمسك يد الله وتملئك بالقوة ، قوة تملأ الكيان كله وتستحوذ على المشاعر جميعها . قوة مقدسة تبتلع كل ما فيك من إثم وتنتشر في جوانب نفسك وحياتك وقلبك ، وحين تصل تلك القوة الى القلب حتى تطهّر الفكر والمشاعر والارادة والحياة ، وطوال وجود هذه القوة المقدسة في القلب فهي تعمل باستمرار ودون توقف لتقدسك . كلما اهتزت حياتك ودخلت الخطية قلبك فان الروح القدس فيك يكشفها لك ، وما ان تعترف بخطيتك حتى يغفرها الله الأمين لك ويطهّرك من كل إثم . القداسة طبيعةٌ الهية لطيفة ٌ هادئة تحل بالانسان فتحل فيه الطبيعة المقدسة ويمتلئ القلب بالنور والروح بالطهارة وتتحول النفس الى جنة جميلة رائعة بها كل ما لذ وطاب من ثمار ، كل ما يبهج العين من ورود وازهار . القداسة في متناول يدك ، الله يتيحها لك بالروح القدس ، ويوصي الله جميع البشر بالقداسة . يقول : " امْتَلِئُوا بِالرُّوحِ " ( افسس 5 : 18 ) . هذه مشيئته . ويعد الله جميع البشر فيقول " إِنْ طَلَبْنَا شَيْئًا حَسَبَ مَشِيئَتِهِ يَسْمَعُ لَنَا." (1 يوحنا 5 : 14 ) . فإن طلبت القداسة والامتلاء بالروح القدس فهو يسمع لك ويستجيب .
|
||||
14 - 05 - 2012, 06:49 PM | رقم المشاركة : ( 5 ) | ||||
† Admin Woman †
|
318 - الصلاة اتصال بالله ، حديث مع الله ، علاقة وشركة بالله . الصلاة ليست فرضا ً ، الصلاة ليست طقسا ً ، الصلاة ليست عملا ً صالحا ً . الفرض والطقس والعمل الصالح هدفه الحصول على رضا الله . لكننا نحتاج للصلاة ، نحن الذين نحتاج اليها لا الله ، نحتاج الى الصلاة لاننا نحتاج الى الله ، وكلما زادت اوقات الصلاة كلما زادت أوقات حضرتنا وشركتنا مع الله . يحدد البعض اوقاتا ً للصلاة ، يحددون عدد المرات وطول الصلوات . في انجيل لوقا 18 : 1 يوصينا السيد المسيح : " يَنْبَغِي أَنْ يُصَلَّى كُلَّ حِينٍ وَلاَ يُمَلَّ " . ويقول داود النبي : " أَمَّا أَنَا فَصَلاَةٌ " ( مزمور 109 : 4 ) . كلما صلينا كلما تدربنا على إتقان الصلاة ، وكلما تدربنا على الصلاة وعلى اتقان الصلاة كلما عرفنا كيف نقترب بها الى الله . الصلاة تغير الانسان وتغير العالم وتغير الحياة ، الصلاة تحرك يد الله . صلى النبي ايليا لله وحبس الله المطر ، أغلق كوى السماوات فلم ينزل مطر لثلاث سنوات وصلى ايليا ثانية لله وفتح الله كوى السماوات وانهمرت الامطار وملأت الارض بالمياه . صلى ابراهيم لله يطلب ابنا ً واستجاب الله ودبت الحياة في جسد سارة فحملت وولدت اسحق بعد ان شاخت وجفت . الصلاة تقتدر كثيرا ً في فعلها (طَلِبَةُ الْبَارِّ تَقْتَدِرُ كَثِيرًا فِي فِعْلِهَا.) ، طلب التلاميذ من المسيح ان يعلمهم الصلاة ووضع امامهم نموذجا ً للصلاة ، كانوا قد رأوا يوحنا المعمدان يعلم تلامبذه الصلاة وارادوا ان يعلمهم المسيح الصلاة . قال لهم متى صليتم فقولوا :" أَبَانَا الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ " لا صلاة عبد لمعبود بل طلبة ابن من أب ، صلاة خاصة شخصية عائلية ، ليست طلبات ذاتية محصورة في احتياجات الفرد واهتماماته ، بل صلاة عامة شاملة تطلب اشياء عظيمة جليلة سامية تشمل العالم كله ، قال : صلوا قائلين : " لِيَتَقَدَّسِ اسْمُكَ لِيَأْتِ مَلَكُوتُكَ لِتَكُنْ مَشِيئَتُكَ ... خُبْزَنَا كَفَافَنَا أَعْطِنَا الْيَوْمَ.... وَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا .... وَلاَ تُدْخِلْنَا فِي تَجْرِبَةٍ ، لكِنْ نَجِّنَا مِنَ الشِّرِّيرِ " . بدأ المسيح بتقديس اسم الله ، القداسة لله ثم بطلب ملكوت الله ، سيادة ملكوت الله على العالم وتنفيذ مشيئة الله وارادته في كل مكان ، ثم تحول الى الحاجات الشخصية : الطعام الكافي ، غفران الخطايا ، النجاة من الشر . على هذا النموذج يريدنا الله ان نصلي ونصلي دائما ً كل حين كل الوقت . اقترب الى الله ، التقي به ، عاينه واجلس في حضرته ، افتح قلبك له وتحدث اليه ، ارفع صوتك نحوه وكلمه يسمعك ، يسمع صوتك ويسمعك صوته ايضا ً .
|
||||
14 - 05 - 2012, 06:49 PM | رقم المشاركة : ( 6 ) | ||||
† Admin Woman †
|
319 - إذا ما تلفتنا الى العالم حولنا وجدنا الشر يملأ الارض والاشرار يسودون ، نرى الصدّيق مهضوم الحق ، مظلوما ً والشرير يتمادى في غيه ويفتري ويجور ، ويهتز البعض ويفقدون توازنهم ويغزو الشك قلوبهم ويتعثرون ، لكن النبي داود يسرع ويقول " لاَ تَغَرْ مِنَ الأَشْرَارِ، وَلاَ تَحْسِدْ عُمَّالَ الإِثْمِ ، فَإِنَّهُمْ مِثْلَ الْحَشِيشِ سَرِيعًا يُقْطَعُونَ ، وَمِثْلَ الْعُشْبِ الأَخْضَرِ يَذْبُلُونَ . اتَّكِلْ عَلَى الرَّبِّ وَافْعَلِ الْخَيْرَ. اسْكُنِ الأَرْضَ وَارْعَ الأَمَانَةَ ...... سَلِّمْ لِلرَّبِّ طَرِيقَكَ وَاتَّكِلْ عَلَيْهِ " ( مزمور 37 : 1 -5 ) الاتكال على الله اول مرحلة في حياة الايمان ، الاتكال على الله قلب المسيحية ، الاتكال على الله هو لغة القلب وهي تصدر عن قلب مؤمن ، حين نتكل على الله فنحن نعترف بوجوده ، الاتكال يكون على شخص موجود ونعترف بقوته وبقدرته فالاتكال يكون على القوي القادر العظيم الجبار . ونحن نسير في طريق مظلم حين لا يكون هناك بصيص نور يرشدنا للطريق ، نتكل على الله ننظر في الظلام فنراه ، نسمع صوت خطواته أمامنا فنتبعه . ونحن نرقد في فراش المرض حين يضعف الجسد وتصعب الحركة ويهزل الجسم ، نتكل على الله نمد أيدينا فنمسك بيده يرفعنا ويحملنا يقوينا ويشفينا . ونحن اسرى الحزن والهم حين تمتلأ العيون بالدموع ، حين ينكسر القلب ، نتكل على الله ، نرفع عيوننا الدامعة اليه يمسح الدموع ويجبر كسر القلوب . الاتكال على الله إرتماء عليه حتى ونحن لا نراه نعرف انه هنا فنلقي بانفسنا عليه ، نرتمي بين ذراعيه القويتين الحانيتين ، نسمع نبض قلبه ونلمس دفء حضنه . مهما كانت قوتك الآن سيأتي يوم ٌ تضعف فيه ، قوتك الذاتية لا تدوم ، مهما كان من تعتمد عليهم وتتكل على اصحاب سلطة ونفوذ وقوة يتخلون عنك وينتهون ، الله وحده متكلك ، الله وحده حامل اثقالك ، الله وحده يرفعك . وسط كل ما يحيط بك من هموم إتكل عليه يطرد همومك ويملأ قلبك بالإطمئنان . وسط الحروب التي تحاصرك إتكل عليه تصبح المعركة معركتك والنصرة فيها لك . حين يتركك الناس ويهملونك ، حين يتخلى عنك الاهل والاصدقاء ، حين تقف وحدك ، حين تمد يدك فتجد الفراغ ، حين تستند على الهواء إتكل عليه ، يملأ فراغ حياتك ويسندك ، الله كفايتك ، الله يحفظك ، الله يعتني بك ، الله لا يتركك ولا يهملك . كل ما حولك يزول ، ينتهي ويضيع . كل من حولك ينفض ، يختفي ويرحل . إن الله هو الذي تستطيع ان تتكل عليه . إتكل عليه وسلم له طريقك .
|
||||
14 - 05 - 2012, 06:51 PM | رقم المشاركة : ( 7 ) | ||||
† Admin Woman †
|
320 - يرنم داود النبي في مزموره 134: 1، 2 ويقول " هُوَذَا بَارِكُوا الرَّبَّ يَا جَمِيعَ عَبِيدِ الرَّبِّ ، الْوَاقِفِينَ فِي بَيْتِ الرَّبِّ بِاللَّيَالِي . ارْفَعُوا أَيْدِيَكُمْ نَحْوَ الْقُدْسِ ، وَبَارِكُوا الرَّبَّ." . ارفعوا ايديكم وباركوا الرب يباركك الرب الصانع السماوات والارض . ينادي داود بأن نبارك الرب في الليالي . نعبد الرب ونباركه في سكون الليل وظلمته . في بيته نقف ليلا ً ونباركه . عادة ً العبادة في بيت الرب بالنهار ، في النور ، خلال اليوم . اما في الليل حين يظلم بيت الرب ، حين تسكن الاصوات ، الناس تترك بيت الرب ليلا ً . الذهاب الى بيت الرب في الليل دليل ايمان قوي . دخول بيت الرب ليلا ً ايمان . الانسان يعبد الرب وقت اليسر لا العسر . الانسان يعبد الله في وقت الخير . الانسان بطبعه يحب الفرح ويهرب من الحزن ، يحب النجاح ويهرب من الفشل ، يهرب من موضع الاحزان من مكان التعب والشقاء ، يبتعد عن الضعف والمرض . يجتمع الاصدقاء ويتلاقون وقت الغناء والطرب ويتفرقون وقت الحزن والكرب . الضيقات تمتحن صدق الصداقة . الصديق الباقي عند الضيق هو حقا ً صديق . عندما نتعبد في بيت الرب نهارا ً فقط فنحن نسعى الى اله نستفيد منه ونربح ، أما عندما نتعبد في بيت الرب ليلا ً فنحن نلتصق به ونبقى في حضرته لمحبتنا الدائمة له . حين كان المسيح يصنع المعجزات ويُطعم ويشفي ويعطي ويغفر ويهب ويبارك كان التلاميذ اقرب اليه من حبل الوريد ، كانو ملتفين حوله ، تابعين له ، فلما دخل جثسيماني ، لما دخل وسط الظلام ، لما بدأ الصراع والجهاد والعرق لم يصارعوا معه ، لم يشاركوه جهاده ، لم يسهروا ، ابتعدوا وانعزلوا وناموا . لما كان يقف وسط الجموع يعلّم ويتكلم بسلطان وقفوا معه بقربه وبجواره فلما وقف امام الكهنة يحاكمونه ويسخرون به ولما وقف امام بيلاطس مقيدا ً ، هربوا ، خانوه وانكروه وتركوا ملابسهم وفروا هاربين ، تركوه يذهب الى صليب الجلجثة وحده . حين كان يتنقل بين المدن يطرد الشياطين وينهر المرض ويقيم الموتى كانوا معه ، اما حين تسجّى على الصليب مجروحا ً مطعونا ً ، تفرقوا وتركوه .
هل تعبد الله وقت الفرج فقط ، في النهار وسط الانوار والافراح والنجاح فقط أم تعبده أيضا ً في الليل ، في الظلام ، في جثسيماني على الصليب وفي القبر . العبادة الصادقة تكون نهارا ً وليلا ً . العبادة الصادقة محبة لله المعطي لا للعطاء فقط . العبادة الحقة عبادة الله لشخصه ، لذاته لا لعطاياه وبركاته . هو هدف عبادتنا . |
||||
14 - 05 - 2012, 06:51 PM | رقم المشاركة : ( 8 ) | ||||
† Admin Woman †
|
321 - هل ابتسمت في وجه انسان مكروب حزين مؤخرا ً ؟ هل ابتسمت له مشجعا ً ؟ هل قابلت شخصا ً شاكيا ً متذمرا ً باكيا ً متضررا ً فتحدثت اليه بكلمة ؟ الابتسامة المشجعة قد تصب بردا ً وسلاما ً على قلب يحترق ونفس تئن وتتوجع . الكلمة اللطيفة قد تنقذ شخصا ً من الاحباط والفشل وترفعه من بالوعة اليأس . حولنا كثيرون حياتهم مرة صدأة يتمزقون ويتألمون ويتوجعون ويأنون . ابتسامتك أو كلمتك تنشلهم وتنقذهم وتجدد حيويتهم وآمالهم وحياتهم . يقول بولس الرسول " فَالْبَسُوا كَمُخْتَارِي اللهِ الْقِدِّيسِينَ الْمَحْبُوبِينَ أَحْشَاءَ رَأْفَاتٍ ، وَلُطْفًا، وَتَوَاضُعًا ، وَوَدَاعَةً، وَطُولَ أَنَاةٍ ، مُحْتَمِلِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا، وَمُسَامِحِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا " ( كولوسي 3 : 12 ، 13 ) . اللطف والوداعة وطول الاناة ثمار ٌ رائعة ٌ عظيمة ٌ من ثمار الروح القدس " وَأَمَّا ثَمَرُ الرُّوحِ فَهُوَ: مَحَبَّةٌ فَرَحٌ سَلاَمٌ ، طُولُ أَنَاةٍ لُطْفٌ صَلاَحٌ ، إِيمَانٌ وَدَاعَةٌ تَعَفُّفٌ " ( غلاطية 5 : 22 ، 23 ) . كلمة لطيفة يمكن ان توقف صراعا ً و حربا ً وكراهية ً وحقدا ً ومرارة سوداء مقيتة . لمسة يد وديعة يمكن ان تبعث في القلب الممتلئ بالحقد نسمة رقيقة من التفاهم والتسامح . ابتسامتك التي تنير وجهك تنير الجو كله حولك وتفتح القلوب والابواب امامك . يوصي الرسول بولس ان نلبس كمختاري الله المحبوبين أحشاء رأفة ٍ ولطف ، فالرأفة واللطف من سمات اولاد الله المختارين لحمل اسمه علامة ً تميزهم ، ولكي نظهر محبة الله للعالم نحب العالم ، ولكي نبشر برأفة الله ولطفه نُظهر الرأفة واللطف . حين تسقط نظرتك الحنونة على شخص حزين تعيس يزول حزنه وتنتهي تعاسته . حين تصل كلماتك الرقيقة الى مسامع انسان قانط يائس ، يملأ الرجاء قلبه . لا تبخل بنظرات اللطف ولا بكلمات الرأفة ولا ابتسامات الوداعة فانت بها توزع التعزية وكثيرون حولك يحتاجون الى التعزية وينتظرون العون والتشجيع من مختاري الله امثالك . قد تلتقي بشخص ما مرة ً واحدة ، قد لا تكون تعرفه ولا تعرف ما يحصل في داخله من قلق . قد يكون في داخله حزن أو احباط أو فشل أو خوف ٌ وأنت لا تعرف ، قدم له وجها ًَ صبوحا ً ، قدم له ابتسامة ً مشجعة ، قدم له كلمة ً منعشة ، قدم له لمسة ً مشجعة . قد تغير بذلك حياته بعد الظلام قد تنعش قلبه بعد طول انتظار وتغمره سعادة وفرحة وراحة وسلام . لا نعلم الاحزان الكامنة في قلوب الناس التي تعيش حولنا لكننا نعلم ان كلمة حنان ورأفة لا بد ان تجلو الهموم وتطرد الاحزان .
|
||||
14 - 05 - 2012, 06:51 PM | رقم المشاركة : ( 9 ) | ||||
† Admin Woman †
|
322 - نتمسك أحيانا ً بوعد الله لنا بأن يحافظ علينا ويحمينا ويطرد الشرور من حولنا " اَلسَّاكِنُ فِي سِتْرِ الْعَلِيِّ ، فِي ظِلِّ الْقَدِيرِ يَبِيتُ." ( مزمور 91 : 1 ) هناك نشعر بالامان والاسترخاء " لأَنَّهُ يُنَجِّيكَ مِنْ فَخِّ الصَّيَّادِ وَمِنَ الْوَبَإِ الْخَطِرِ . بِخَوَافِيهِ يُظَلِّلُكَ ، وَتَحْتَ أَجْنِحَتِهِ تَحْتَمِي " ( مزمور 91 : 3 ، 4 ) ، ونتصور ان من حقنا أن نحيا في سلام وراحة وأمان لن يمسنا شر ٌ أبدا وأن الله يدافع عنا ، دائما ً " يَسْقُطُ عَنْ جَانِبِكَ أَلْفٌ ، وَرِبْوَاتٌ عَنْ يَمِينِكَ. إِلَيْكَ لاَ يَقْرُبُ. ً " ( مزمور 91 : 7 ) . إتباع الله ليس طريقاً سهلا ً دائما ً ، ليس مفروشا ً بالزهور والورود . يقول المسيح : " مَنْ أَرَادَ أَنْ يَأْتِيَ وَرَائِي فَلْيُنْكِرْ نَفْسَهُ وَيَحْمِلْ صَلِيبَهُ وَيَتْبَعْنِي. " ( مرقس 8 : 34 ) . يضع المسيح أمامنا صليبا ً نحمله ، لا بد أن نحمله ، لا نتكأ عليه بل نحمله . المسيحية ليست عكازا ً يحملنا بل صليبا ً نحمله ، هكذا يكون اتبّاع المسيح . قد يكون صليبك فقرا ً تعاني منه ، حاجة ً لطعام أو شراب أو كساء . قد يكون صليبك مرضا ً تقاسيه ، الما ً ومعاناة وتعبا ً وضعفا ً ووهنا ً . قد يكون صليبك عملا ً وضيعا ً تقوم به ، مقاما ً حقيرا ً وحياتا ً مزرية . قد يكون صليبك مواجهة إضطهاد ٍ ، مقاومة ظلم ٍ ، خيانة ً وغدرا ً وطعنات في الظهر . الصلبان كثيرة ٌ متعددة متنوعة جميعها ثقيلة ٌ خشنة قاسية ٌ مرهقة ، قد تجد نفسك غير قادر على حملها ، تئن تحتها وتتوجع وتسقط تحتها وتخور . حين يثقل عليك صليبك يتقدم الرب بنفسه اليك ويمد يده ويحمله معك ، يضع كتفه بجوار كتفك ويرفعه معك ، يخف ثقله وتقل خشونته ، الرب قريب منك ، سوف تحس به قريب جدا ً منك ، حين تعرف ذلك ستقنع بصليبك وترفعه راضيا ً صابرا ً صامدا ً سعيدا ً . الصليب الذي تحمله وسيلتك لاتباع المسيح والسير خلفه والمشي ورائه ، وحين تتبع المسيح يخف حملك ويسهل سيرك ، وحين تتبع المسيح تعرف قيمة الصليب وفرحة حمله وامتياز قبوله وتستطيع ان تعزي من يجد صليبه ثقيلا ً وتعين من يئن ويتوجع من حمله . صليب المسيح الذي حمله عنك كان ثقيلا ً جدا ً لا يستطيع حمله غيره ، سار طريق الآلام كله ، استلقى عليه وسُمرت يداه ورجلاه به . لم يحمله فقط ويحتمله بل رُفع عليه ومات مصلوبا ً عليه . حين تشعر بثقل صليبك انظر الى صليب المسيح . قبل ان تشكو وتتذمر تأمل وفكر في صليب المسيح ، تحمّل صليبك متعزيا ً فرحا ً مبتهجا ً منتصرا ً .
|
||||
14 - 05 - 2012, 06:51 PM | رقم المشاركة : ( 10 ) | ||||
† Admin Woman †
|
323 - ما اجمل استقبال اليوم بفرحة ٍ ورجاء ٍ وامل ٍ وبهجة ، اليوم كله يصبح مشرقا ً . فرحة القلب تشكّل وتلون كل ما حولك . القلب الفرحان يجد الشمس أكثر اشراقا ً . القلب الفرحان يجعل الطريق سهلا ً ممهدا ً يُظهر الأشجار أكثر اخضرارا ً . القلب الفرحان يطرد التعب والارهاق واثقال الواجبات والمسؤوليات والمهام . لا تدع الحزن يغزو قلبك ، إن دخل الحزن القلب سرى الى جميع جسمك . الحزن يثقل القلب ويجعله كتلة من الصخر داخل صدرك . الحزن يضغط على العقل ، يشوشه ، يفسده ، يعجّزه عن العمل بكفاءة ،. حين يدخل الحزن الى حياتك يجعل امام ناظريك حاجز اسود يلون كل شيء بالسواد . حين يدخل الحزن حياتك يهاجم حواسك ويضعفها ويعطل عملها . يقول داود النبي " لِمَاذَا أَنْتِ مُنْحَنِيَةٌ يَا نَفْسِي ؟ وَلِمَاذَا تَئِنِّينَ فِيَّ ؟ ( مزمور 42 : 5 ) . الله لم يخلقنا للحزن بالعكس خلقنا للفرح والبهجة والسعادة ، للسرور والضحك والتهليل ، خلقنا على صورته وشبهه ، هو نبع الفرح ونحن على شاكلته يجب ان نحيا فرحين . ودخلت الخطية ونشبت اظافرها فينا ونزف في داخلنا الحزن والالم والشقاء واللوعة وكل ما حولنا يبعث على الفرح ، نسمة الهواء الرقيقة التي تلثم وجهك وتربض على جبينك ، اشعة الشمس المضيئة التي تلوّن الطبيعة والاشياء حولك ترسم بريشتها جمالا ً وابداعا ً . قطرة الندى وهي تتأرجح على صفحة ورقة الشجر تعكس اشعة الشمس وضوء النهار ، المطر والثلج ، الرعد والبرق ، الحر والبرد ، الاعصار والعواصف تُظهر قوة الخالق . كل ذلك تعبيرات عن انك جزء ٌمن خليقة عظيمة رائعة جعلك الله سيدا ً عليها الا يملأ ذلك قلبك بالفخر والفرح ؟ لماذا تحيا حزينا ً ومخازن الله عامرة بالفرح . لا تنظر الى الجانب الاسود في الحياة فقط ، لا تستسلم للهم واليأس والتعاسة . الحياة جميلة جدا ً بسلبياتها وايجابياتها لأن يد الله صنعتها وترعاها وتحفظها وفوق ذلك كله هناك الله ، الله الذي يحبك الذي في محبته فداك " فَرَحًا أَفْرَحُ بِالرَّبِّ " ( اشعياء 61 : 10 ) أفرحُ وابتهج به ، أفرح ُ دائما ً " افْرَحُوا كُلَّ حِينٍ ." 1 تسالونيكي 5 : 16 ) . الله الهك حي ٌ دائما ً ، الله الهك قادر ، الله الهك معك لا يتركك ولا يهملك الى الأبد . كيف لا تفرح به ؟ كيف ؟ لا تبتأس ، لا ترتعب ، لا ترهب ولا تيأس ولا تحزن ، في المسيح لك رجاء ، في المسيح لك عزاء ، في المسيح لك فداء ، المسيح يسوع لك .
|
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|