09 - 01 - 2024, 02:48 PM | رقم المشاركة : ( 147601 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
اعترف الرُّسل بعد ذلك أن يسوع أستطاع أن يكشف لهم سرًا يصعب عليهم قبوله ألا وهو سرُّ الصَّليب. وتُصبح تربيته أكثر تشدُّدًا في مطالبها، فيؤدّب بطرس الذي يجرؤ فيعاتبه "التَفتَ يسوع وقالَ لِبُطرس: ((إِنسَحِبْ! وَرائي! يا شَيطان، فأَنتَ لي حَجَرُ عَثْرَة، لأَنَّ أَفكارَكَ لَيسَت أَفكارَ الله، بل أَفكارُ البَشَر " (متى 16: 23)، ويرثي لعدم إيمان التَّلاميذ "أَيُّها الجِيلُ الكافِرُ الفاسِد، حَتَّامَ أَبقى مَعَكم؟ وَإِلامَ أَحتَمِلُكم؟ "! (متى 17: 17). |
||||
09 - 01 - 2024, 02:49 PM | رقم المشاركة : ( 147602 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
لم يكتفِ يسوع أن يقول ما يجب عمله، إنما أعطى المثال في عمله. وهكذا أعطانا مثالًا عن الفقر، فلم يكن له حجر يسند إليه رأسه، كما صرّح لتلاميذه "إِنَّ لِلثَّعالِبِ، أَوجِرة، ولِطُيورِ السَّماءِ أَوكارًا، وأَمَّا ابنُ الإِنسان فَلَيسَ لَه ما يَضَعُ علَيهِ رَأسَه" (متى 8: 20). وأعطانا يسوع مثالا عن الأمانة نحو الرِّسالة، فأدّى به إلى الوقوف في مواجهة اليهود ورؤسائهم، ويطرد مثلاً الباعة من الـهَيكَل، وجلبت هذه الغيرة عليه الموت "الغَيْرَةُ على بَيتِكَ ستَأكُلُني " (يوحنا 2: 17)، كما أعطى يسوع المثال عن المَحَبَّة الأخوية، فغسل هو نفسه أرجل تلاميذه "فإِذا كُنتُ أَنا الرَّبَّ والمُعَلِّمَ قد غَسَلتُ أَقدامَكم، فيَجِبُ علَيكُم أَنتُم أَيضًا أَن يَغسِلَ بَعضُكم أَقدامَ بَعْض. فقَد جَعَلتُ لَكُم مِن نَفْسي قُدوَةً لِتَصنَعوا أَنتُم أَيضًا ما صَنَعتُ إِلَيكم" (يوحنا 13: 14-15). |
||||
09 - 01 - 2024, 02:50 PM | رقم المشاركة : ( 147603 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
جعل يسوع نفسه واحدًا مع من ينبغي أن يُربيهم، عندما تحمَّل بنفسه "التَّأديب" والعقاب الواقع عليهم كما وصفه أشعيا النَّبي "طُعِنَ بِسَبَبِ مَعاصينا وسُحِقَ بِسَبَبِ آثامِنا نَزَلَ بِه العِقابُ مِن أَجلِ سَلامِنا وبجُرحِه شُفينا" (أشعيا 53: 5)، وحمل أسقامهم "هوَ الَّذي أَخذَ أَسقامَنا وحَمَلَ أَمراضَنا " (متى 8: 17) ورفع خطيئة العالم ، كما شهد له يوحنا المعمدان "رأَى يسوعَ آتِيًا نَحوَه فقال: هُوَذا حَمَلُ اللهِ الَّذي يَرفَعُ خَطيئَةَ العالَم"(يوحنا 1: 29). |
||||
09 - 01 - 2024, 02:51 PM | رقم المشاركة : ( 147604 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أن أساس التَّربية هي المَحَبَّة، لان المَحَبَّة هي حوار بين شخصين، فالمُربي "يعلِّم ويوحي ويكشف ويعظ، ويَعد ويُعاقب ويُكافئ، ويُعطي المثل. ومن أجل ذلك يجب أن يكون أمينًا على مخطَّطه، وصبورًا من أجل النَّتائج المنشودة. وانطلاقًا من هذا المبدأ فقد شاء يسوع أن يختبر ضُعفنا، هو الذي "امتُحِنَ في كُلِّ شَيءٍ مِثْلَنا ما عَدا الخَطِيئَة"(عبرانيين 4: 15)، وهو الذي "تعلّم الطَّاعة، وهو الابن بما لقي من الألم... وجُعل كاملاً" (العبرانيِّين 5: 8-9). وبذبيحته، أكمل يسوع تربية شعبه، ولقد فشل في الظاهر، وهو الذي كان قد سبق وأعلن كل ما سيحدث له "قُلتُ لَكم هذه الأَشياءَ لِئَلاَّ تَعثُروا "(يوحنا 16: 1). ولكنّه لم يستطعْ بنفسه أن يجعل تلاميذه يفهمونه تمامًا، كما صرّح "لا يَزالُ عِنْدي أَشْياءُ كثيرةٌ أَقولُها لَكم ولكِنَّكُم لا تُطيقونَ الآنَ حَملَها" (يوحنا 16: 12)، إنه لخير لهم أن ينطلق وأن يترك المَكان للرُّوح القُدُس (يوحنا 17: 7-8). |
||||
09 - 01 - 2024, 02:54 PM | رقم المشاركة : ( 147605 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
التَّأديب لا تقوم التَّربية على التَّعليم فحسب، إنَّما على التَّأديب أيضًا. ويعترف صاحب المزامير بقيمة التَّأديب الإلهي: "في الليالي وعظتني كليتاي" (المزمور 16: 7)، ويعلن الحكيم: "طوبى للرجل الذي يؤاخذه الله فلا تنبذنّ تأديب القدير" (أيوب 5: 17). يذهب التَّأديب من التَّهديد إلى العِقاب، مارًا بالتَّوبيخ. ويُبين هوشع النبي الطَّابع التَّربوي في العقاب المُرسل من قبل الرَّبِّ: " إِنِّي مُصَمِّمٌ على تَأديبِهم. وسيَجتَمعُ الشَّعوبُ علَيهم لِتَمَسُّكِهم بِذَنْبَهم" (هوشع 10: 10). من هذا المنطلق، للوالدين والمُعَلِّمين تجاه الأطفال سلطان تقره الشَّريعة "َأكرِمْ أَباكَ وأُمَّكَ، لِكَي تَطولَ أَيَّامُكَ في الأَرضِ التَّي يُعطيكَ الرَّبُّ إِلهُك إيَاها"(خروج 20: 12)، ولذلك ينبغي السِّماع للأب والأم، كما ينصح الحكيم "إِسمع لأًبيكَ الَّذي وَلَدَكَ ولا تستَهِنْ بِأُمِّكَ إِذا شاخَت" (أمثال 23: 22)، تفاديًا للتعرُّض للعقاب الصَّارم لان "العَينُ المُستَهزِئَةُ بِالأَب والمستَخِفَّةُ بِطاعَةِ الأمِّ إِذا شاخَت تَفقأها غِربانُ الوادي وتَأكُلُها فِراخٌ" (الأمثال 30: 17). |
||||
09 - 01 - 2024, 02:55 PM | رقم المشاركة : ( 147606 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الأبناء المتمرِّدون لا يقبلون الدَّرس، ويرفضون الخُضوع للتَّعليم، كما جاء في نبوءة ارميا النَّبي "هذه هي الأُمَّةُ الَّتي لم تَسمَعْ لِصَوتِ الرَّبِّ إِلهِها ولَم تقبَلِ التَّأديب. قد ذَهَبَت عَنهُمُ الأَمانَةُ وآنقَطعَت عن أَفْواهِهم" (ارميا 7: 28). "صَلَّبوا وُجوهَهم أَكثَرَ مِن الصَّخر" (إرميا 5: 3). عندئذ يتحول التَّأديب إلى عقاب، كما جاء في الشَّريعة إِن "لم تَسمَعوا لي بَعدَ هذا زِدتُكم تأديبًا على خَطاياكم سَبعَةَ أَضْعاف" (الأحبار 26: 18)، ولكن بقدر معتدل، وليس تحت طائلة الغَضب الذي يقتل، كما جاء في نبوءة إرميا "أدِّبْني يا رَبُّ ولكِن بِالحَقّ لا بِغَضَبِكَ لِئَلاَّ تُقَلِّلَ عَدَدي" (إرميا 10: 24)، فيمكن أن يتبع ذلك اهتداء، وتنتهي ندامته بالتَّضرع: "أعدني فأعود، فإنك أنت الرَّبُّ إلهي" (إرميا 31: 18). |
||||
09 - 01 - 2024, 02:56 PM | رقم المشاركة : ( 147607 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
يذكِّر صاحب الرِّسالة إلى العبرانيين المسيحيِّين أهمية التَّأديب "فمِن أَجْلِ التَّأديبِ تتَألَّمون، وإِنَّ اللهَ يُعامِلُكم مُعامَلَةَ البَنين، وأَيُّ ابنٍ لا يُؤَدِّبُه أَبوه؟"(عبرانِيين 12: 7-8)، وعلى ذلك ينبغي أن نتوقع التَّأديب، إذا كنَّا فاترين (رؤيا 3: 9). والتَّأديب يُعفينا من الإدانة بالهلاك، كما جاء في تعليم بولس الرَّسول "إِنَّ الرَّبَّ يَدينُنا لِيُؤدِّبَنا فلا يُحكَمَ علَينا مع العالَم"(1 قورنتس 11: 32)، وبعد أن نتألم، ننال في النِّهاية الفرح "إنَّ كُلَّ تَأديبٍ لا يَبْدو في وَقتِه باعِثًا على الفَرَح، بل على الغَمّ. غَيرَ أَنَّه يَعودُ بَعدَ ذلِكَ على الَّذينَ رَوَّضَهم بِثَمَرِ البِرِّ وما فيه مِن سَلام"(عبرانيين 12: 11). يتوجب، أخيراً، على المؤمنين أن يمارسوا عمل التَّأديب الأخوي، طِبقًا لوصية الرَّبِّ يسوع "إذا خَطِئَ أَخوكَ، فَاذهَبْ إِليهِ وَانفَرِدْ بِه ووَبِّخْهُ. فإِذا سَمِعَ لَكَ، فقَد رَبِحتَ أَخاك"(متى 18: 15)، ذلك ما كان يفعله بولس الرَّسول بقوَّة، موبخًا ومُحذراً أولاده بلا انقطاع "أُريدُ أَن أَنصَحَكم نَصيحَتي لأَبنائِيَ الأَحِبَّاء" (1 قورنتس 4: 14). وما الوالدون بصدد تربية أبنائهم، إلاّ وكلاء عن الله المُربِّي الواحد، ولا ينبغي أن يغيظوا أولادهم، بل يؤنبوهم ويؤدِّبوهم على غرار أسلوب الله نفسه "وأَنتُم أَيُّها الآباء، لا تُغيظوا أَبناءَكم، بل رَبُّوهم بِتَأديبِ الرَّبِّ ونُصْحِه" (أفسس 6: 4). وهكذا إن التَّربية لن تكمل: إلاّ يوم تحفظ الشَّريعة في أعماق القلب: ولا يُعَلِّمُ بَعدُ كُلُّ واحِدٍ قَريبَه وكُلُّ واحِدٍ أَخاه قائِلاً: ((اِعرِفِ الرَّبّ))، لِأَنَّ جَميعَهم سيَعرِفوَنني مِن صَغيرِهم إلى كبيرِهم" (إرميا 31: 34). |
||||
09 - 01 - 2024, 02:57 PM | رقم المشاركة : ( 147608 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
لم تروِ لنا الأناجيل المقدَّسة شيئًا عن شخص السَّيِّد المسيح منذ عودته من مصر وهو طفل، ربَّما في الثَّالثة من عمره وحتى بدء الخدمة في سن الثَّلاثين سوى قصَّة دخوله الـهَيكَل في سن الثَّانية عشر من عمره. وهذه الرِّواية الفريدة تكشف لنا عن صبُوَّة السَّيِّد المسيح وتقدِّم لنا الكلمات الأولى التي نطق بها السَّيِّد المسيح في الأناجيل: "ألَم تعلِّما أنه ينبغي أن أكون فيما لأبي"، وهي تكشف لنا من ناحية عن يسوع نفسه ابن الله، وتصف رسالته: وهي تتميم مشيئة أبيه السَّماوي، ومن ناحية أخرى تكشف عن يسوع نفسه ابن الإنسان بطاعته وخضوعه لأُمّه مريم. |
||||
09 - 01 - 2024, 02:58 PM | رقم المشاركة : ( 147609 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أيها الآب السَّماوي، يا من تجسّد ابنك يسوع المسيح حاملاً تعليم الأزلي، ويا من تحرّر من الرَّوابط العائلية حتى يُصبح بكليته خادمًا لرسالتك السَّماوي، فأدهشت بتعليمه العلماء والسَّامعين، نسألك باسمه أن يضرم نار إيماننا لكي نبحث عنه كما بحثت مريم أُمُّه عنه. وأعطنا أن نحيا بالأمانة لرسالتك فنعمل على ترسيخ نشر كلمتك. فنشكرك لأنَّك أشركتنا في رسالتك السَّماوية لكي نكون شهودًا على قيم الحقِّ والخير والعدالة في مجتمعنا، فنجعل من عالمنا مكانًا نشهد لحضورك بيننا. أمين. |
||||
09 - 01 - 2024, 04:21 PM | رقم المشاركة : ( 147610 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أبنى الغالى .. بنتي الغالية ساعدوا كل محتاج والتألم مع المتألمين والاستماع لكل من هو مهموم والاعتناء بالايتام وكل من يحتاج إلى محبة ونعمة مني فهكذا تعيشوا إيمانكم ويكون ايمان عامل بالمحبة المسيحية |
||||