منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 11 - 10 - 2016, 07:27 PM   رقم المشاركة : ( 14541 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وعندما تحدث مشكلة سيتولى صاحب المنزل معونتك
والوقوف بجوارك ليعاونك..
يشجعك ويسندك أثناء مرورك بها..
فلماذا تستسلم وتفقد سلامك بعد كل هذا؟
ليتك تردد مع عروس النشيد
"أدخلنى الملك إلى حجاله"-نش4:1.
والتى تؤكد امتلاءها بالسلام لأنها داخل حجرة الملك
ثق أن الرب قريب منك جداً...


سلام لأننى محمى من مكايد العدو وأعماله الشريرة..
 
قديم 12 - 10 - 2016, 03:44 PM   رقم المشاركة : ( 14542 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

أين دُفن القديس يوحنا المعمدان بعد استشهاده ؟؟
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


"ولما بَلَغَ الخَبَرُ تَلاميذه، جاؤوا فَحمَلوا جُثمانَه ووضَعوه في قَبْر" (مرقس 6: 29). لم يذكر لنا الانجيل المقدس مكان دفن القديس يوحنا المعمدان، ولكن تقليد كنسي قديم يفيد بأنّ مكان دفنه هو سبسطية في السامرة (قضاء نابلس)، حيث أقيمت على قبرة كنيسة ضخمة في العهد البيزنطي في غضون القرن الخامس الميلادي، ولا تزال بعض بقاياها قائمة الى اليوم كما تظهر في الصور المرفقة.
 
قديم 12 - 10 - 2016, 04:29 PM   رقم المشاركة : ( 14543 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الضربة الكبري لكنيسة المسيح في عصرنا
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


ربما كانت الضربة الكبري لكنيسة المسيح في عصرنا هي المحبة الغاشة المحبة المبتذلة محبة قبلات العدو واذا كانت القبلة تعبر عن الحب لكن قبلة يهوذا كانت تعبر عن الخيانة وبيع المسيح بثلاثين من فضة ..من تلميذ له عاش معه ورأي مجده ولكنه باعه المحبة تحولت في عصرنا لسبب للتنازل اصبحت كلمة يتشدق بها كل فم دونما محبة جوانية حقيقية المحبة تفرح بالحق هكذا يقول الكتاب ولكننا اصبحنا نضع المحبة في مواجهة الحق ..رغم انهما متكاملان لا محبة تنمو دونما حق ولا حق يعيش دونما محبة ولكن يحلو للبعض ان يفسر كل سقطاته بالحب ويضحك علي عقول البسطاء بقبلات العدو ويجعلهم ينسون ان جراح المحب هي امينة كان المسيح محبا بل هو المحبة لان الله المحبة ولكنه امسك بالسوط وطرد به الباعة من الهيكل والصيارفة من بيت الرب في ايامنا اصبحنا نخلط المفاهيم ولا نعرف فرقا بين محبة وحق المحبة ضدها كراهية والحق ضده باطل كيف باسم المحبة الكاذبة نقبل الهراطقة .لا الانجيل يقول ذلك ولا الاباء ..كيف نبتذل معني المحبة لكي نتنازل عن عقيدتنا وتاريخنا وطقسنا كيف نقدم محبة في غير موضعهاهل محبة الناس المخالفة ومحاولة ارضاءهم هي محبة صحيحة وما موقفنا من محبة الله هل نطيع اهواء الناس ولا نطيع الله الرسول بولس يقول حتي لو بشركم ملاك من السماء بغير ما بشرناكم به ليكن اناثيما اي مقطوعا ان المحبة ان نقود الناس للايمان الصحيح لا ان ننقاد خلفهم لهرطقاتهم ومخالفتهم اخشي ان نكون قد حولنا المحبة لوثن نتبعه وننكر مسيحنا اخشي ان تكون المحبة الغاشة هرطقة تبعدنا عن الحق ..
يا ليتنا نحب كنيستنا وايماننا وتاريخنا وثراثنا واخوتنا بالحق ..
 
قديم 12 - 10 - 2016, 04:33 PM   رقم المشاركة : ( 14544 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الإتكال على الله


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

" يارب الجنود ، طوبى للإنسان المُتكل عليك "
( مز 84 : 12 )


+ الأتكال على يد الرب القوية ، هو من الإيمان بقدرة الله الهائلة على المعونة ، ولاسيما فى وقت المرض والضعف والشيخوخة ، وعندما يتخلى الأهل أو الأصحاب عن الإنسان المسكين ، أو الوحيد ، أو الأرملة.
+ وهناك فارق كبير بين " الأتكال " وبين " التواكل " :
+ فالمؤمن يجاهد ويستند على عمل النعمة – فى نفس الوقت – وإذا ما نجح أو أفلح فى عمل شئ ، لا ينسبه لنفسه بل إلى معونة الله ، وأنه لولا يده معه مانال هدفه وتحقق مُراده.
+ أم " التواكل " فهو الركون إلى الكسل ، والنوم ، وينتظر الكسول مساعدة الله ، دون أى مجهود بشرى ، فلا يتحقق له شئ ، فالله لا يرزق الطيور فى أعشاشها.
+ ويقول أحد الأباء : " إن الله لا يساعد من لا يساعد نفسه ".
+ وقد ينتظر الكسالى معجزات ، ولكن الله لا يدبر الكون بالمعجزات ، وإنما تسير الحياة بقوانين الطبيعة " بأن ما يزرعه الإنسان اياه يحصد " ومن لا يزرع لا يحصد.
+ وقد كان داود خير مثال للشخص المتكل على الله ، فاتكل عليه فى جهاده مع شاول الملك الشرير ، لمدة 39 سنة ، بدون ضجر ولا ملل ، بل بصبروشكر.
+ وكرر عبارة " على الرب توكلت " مرات عديدة طوال تجربته.
+ وفى العديد من مزاميره ذكر بركات الاتكال الكامل على نعمة الله ، فى كافة المجالات وقال :
+ " لم أرَ صديقاً يُخلِى عنه ، ولا ذرية له تلتمس خبزاً " ( مز 37 : 25 ) . وهى حقيقة إيمانية إختبارية.
+ ودعا للإتكال على الله ، فنجد طمأنينة ( مز 21 : 7 ) ورحمة ( مز 13 : 5 ) ، ويحقق الرب الأمل ، مع العمل ( من جانبنا ).
+ وقال " طوبى لجميع المتكلين عليه " ( مز 2 : 12 ) ، " يفرح جميع المتكلين عليه "(مز 5 : 11 ) ، فهو يعطى سلاماً كاملاً ، لكل من يتكل عليه بإيمان كامل ، وثقة تامة فى وعوده الصادقة.
+ وقد أتكل الخدام على معونة الله ، فساعدهم وسندهم ، فى خدمتهم ، وفى ضيقاتهم ، حتى نالوا أكاليلهم .
+ ويحذر الكتاب المقدس من الاتكال على المال ( مز 49 : 6 ) ، أو على السلاح ( مز 44 : 6 ) ، وأعلن أن التوكل على الرب خير من الاتكال على الرؤساء ( مز 118 : 8 ) ، ( مز 146 : 3 ) فهل نفعل ؟!.
+ وعدم الاتكال على الكذب فى حل المشاكل ( إر 28 : 15 ) أو على قوة الجسد ( 2 كو 1 : 9 ) ، ( فيلبى 3 : 4 ).
+ وبصفة عامة ملعون كل من يتكل على ذراع بشر.
+ وها هى نصيحة سليمان الحكيم لنا جميعاً : " توكل على الرب بكل قلبك " ( أم 3 : 5 ) ، أى يجب أن يكون إتكالك على الهك ، بكل إيمان فى قدرته العظيمة على مساعدتك فى محنتك ، كما فعل معك من قبل ، وكما فعل لغيرك من قبل ، وسيعمل لمستقبلك ، طالما أنك وضعت حياتك فى يديه.
 
قديم 12 - 10 - 2016, 07:28 PM   رقم المشاركة : ( 14545 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

حقيبة ورقية بنية اللون

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
حقيبة ورقية بنية اللون
لن أنسى هذا اليوم، وأنا أستمع إلى أحد خدام الرب الأفاضل، خدم سنين طويلة وسط قبيلة غريبة اللغة لم يسبق لها أن سمعت عن المسيح. لن أنسى دمعة تسللت إلى مقلتيه، وهو يحكي قصة حدثت معه وهو في بلده الأصلي، أمريكا. يومها أخبروه أن عليه أن يذهب إلى المستشفى سريعًا، لأن ابنه قد تعرض لحادث سيارة، فتم نقله إلى هناك. وحين وصل إلى المستشفى، أخبروه أن ابنه قد فارق الحياة منذ قليل. ودعني أنقل عن لسانه ما حدث هناك:
*
أعطوني حقيبة ورقية بنية اللون، كان فيها متعلقاته ذات القيمة في أعين المسؤولين، والتي كانت ثمينة جدًا بالنسبة لابني.
كان بها ساعة يد حديثة ثمينة، ألحَّ عليَّ كثيرًا لكي أشتريها له.
وكان بها أيضًا رخصة القيادة الخاصة به، والتي لم يَمُرّ على صدورها أشهر قليلة، بعد انتظار طال جدًا، وقد استقبلها يوم صدورها بلهفة وشوق، واتصل بأصحابه يخبرهم بهذا الخبر المرتقب، ولم يترك واحدًا من معارفه الذين قابلهم إلا وأراه إياها.
أخيرًا، كان في الحقيبة ورقة نقدية قيمتها 10 دولارات، كان قد طلبها مني ليصرفها في نزهته ذلك اليوم. هذا كل ما تركه ابني
!!
*
تسألت مع الخادم، ودمعة تنزلق من عيني أنا الآخر:
هل هذا فقط ما بقي من حياة شاب
؟!
ويا للعجب، أن هذه الأشياء الغالية لم تبقَ معه طويلاً
!!
كم نتعلق بأمور لا تساوي، ونعتبرها وكأنها أغلى الأشياء، وبل وكأنها هي الحياة نفسها، ونَـجِدّ في أثرها طويلاً، وهي لن تبقى معنا إلا القليل
!
*
قال السيد مرة لمن يتعلقون بالماديات والممتلكات:
« اَلْحَيَاةُ أَفْضَلُ مِنَ الطَّعَامِ، وَالْجَسَدُ أَفْضَلُ مِنَ اللِّبَاسِ ».
قالها وهو يعلّق على مثل قاله عن واحد بنى لنفسه ووسع ملكه، معتقدًا أن له :
« خَيْرَاتٌ كَثِيرَةٌ، مَوْضُوعَةٌ لِسِنِينَ كَثِيرَةٍ.»،
فهنّأ نفسه بالقول :
« اِسْتَرِيحِي وَكُلِي وَاشْرَبِي وَافْرَحِي!».
ولكن اسمع ما قاله الله له:
« يَا غَبِيُّ! هذِهِ اللَّيْلَةَ تُطْلَبُ نَفْسُكَ مِنْكَ، فَهذِهِ الَّتِي أَعْدَدْتَهَا لِمَنْ تَكُونُ؟».
ولا يتركنا الرب بدون تعليق بل يقول لكل واحد :
« هكَذَا الَّذِي يَكْنِزُ لِنَفْسِهِ وَلَيْسَ هُوَ غَنِيًّا للهِ »
(اقرأ لوقا12: 15-34).
وكم ننسى أن الحياة قصيرة
!!
أقصر مما نعتقد
!!!
فهل نعتبر .. فنستعد!! ...

(لكل حدث)
«لأَنَّ يَوْمَ الرَّبِّ قَرِيبٌ»

«فَاسْتَعِدَّ لِلِقَاءِ إِلهِكَ »
* * *
أشكرك أحبك كثيراً...
الرب يسوع يحبك ...
بركة الرب لكل قارئ .. آمين .
وكل يوم وأنت في ملء بركة إنجيل المسيح... آمين

يسوع يحبك ...
 
قديم 12 - 10 - 2016, 07:29 PM   رقم المشاركة : ( 14546 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

عمري اللي باقي

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

عمري اللي باقي

جلس ساهمًا يفكر في ما سمع لتوِّه من أحد كبار الأطباء المتخصصين في أمراض الكبد؛ أن نسبة انتشار مرض الالتهاب الكبدي الوبائي ”فيروس C“ في مصر هي الأعلى بين كل دول العالم حيث تربو على 20% بينما يؤكد آخرون أن الرقم يصل إلى 30% أو حتى أكثر.
*
أفزعته الأرقام كثيرًا، خاصة بعد أن علم أن أحد أشهر أسباب طرق العدوى هو الحقن أو أدوات الحلاقة الملوثة. تذكّر شنودة ما كان يحدث وهو صغير حين كان استخدام المحقن الزجاجي هو وسيلة الحقن الوحيدة لكل أفراد الأسرة، بل وكم امتد الأمر لاستعمال الأقارب والجيران لذات المحقن.
هاجمته الشكوك بضراوة:
أليس من الجائز أن يكون قد انتقل إليه الفيروس وهو لا يدري من المحقن أو من أدوات عم ”سكسوك“ الحلاق التي يُشَك كثيرًا في نظافتها؟
وما زاد من شكوكه علمه أن الأعراض يمكن أن تبدأ بمجرد الإحساس ببعض الإرهاق والتعب وهو يشعر بهما كثيرًا...
أو في كثير من الأحيان لا يوجد أي أعراض؛ ولا يُكتشف المرض إلا مصادفة أو عند إجراء تحليل روتيني عند السفر للخارج أو خلافه. قرر أن يقطع الشك باليقين ويجري تحليلاً حتى يستريح. أجرى شنودة تحليله، ولبث ينتظر النتيجة وهو في حالة من القلق والترقب، حتى أتى ميعاد استلام النتيجة، فذهب مسرعًا ليستلمها. أخذ نتيجة التحليل وعاد إلى بيته يحاول قراءتها بنفسه حيث لم يكن قد استشار أحدًا من الأطباء.
*
لم يكن يتوقع أن يجد في نتيجة التحليل إلا واحدة من كلمتين أتقنهما من تحاليل عدة أجراها من قبل:
positive أو negative.
الأولى
تعني أن نتيجة التحليل موجبة وأنه مصاب بالمرض،
والثانية
تعني أن التحليل سلبي وهو سليم ولله الحمد.
أما ما فوجئ به صديقنا أنه لم يجد أيًّا من الكلمتين؛ ولكنه وجد بدلاً منهما عدة أسطر بخط عريض لم يفقه منها شيئًا على الإطلاق، ولكنه استنتج بتحريض وتأييد من شكوكه المُستَعِرة، أنه مُصاب بالمرض في مراحله المتأخرة!
كيف لا وهو لم يجد كلمة واحدة كما هو المعتاد، ولكنه وجد كلمات كثيرة بخط عريض
؟!
وأقنعته شكوكه وأوهامه أنه مائت لا محالة إن لم يكن في خلال ساعات ففي غضون أيام
!
لم يكن شنودة يخاف الموت، فقد كان مؤمنًا تقيًّا، يخدم الرب بكل طاقته، ولكنه يتمنى أن يخدمه أكثر وبشكل أفضل. قال لي أخي شنودة ما يلي:
”ركعت على ركبتيَّ، وقد رسخ تمامًا في داخلي أني سأرقد قريبًا، ولكني وعدتُ الرب وأنا راكع أمامه أنني سأهبه كل ما تبقى من عمري، حتى لو كانت أيامًا معدودة. وأعطاني الرب نظرة مختلفة لقيمة الحياة المتبقية؛ فصمَّمت أن أعيش حياتي بتكريس أكثر، بإخلاص أعمق، واستغلال أفضل لما تبقى من أيام أو شهور“.
*
أخبر شنودة زوجته بأخباره وبما عزم عليه، فطلبت منه أن يستشير طبيبًا، فرفض قائلاً لها إن الأوان قد فات، وإن المهم هو أن يخدم الرب بأمانة فيما تبقى له من العمر. لكنها ألـحـَّت عليه فرضخ إكرامًا لها. اتصل بطبيب صديق له يثق في مشورته ليحكي له ما مَرَّ به وما عزم عليه، فطلب منه صديقه الطبيب أن يقرأ له المكتوب ليترجمه له، فقال له:
لا تُتعب نفسك، لقد أنتهى الأمر والمهم الآن هو أن أنتفع بالباقي من عمري وأستثمره جيدًا.
أجابه الطبيب:
أما وقد حدّثك الرب بما تفعله في حياتك المقبلة فهذا هو أهم ما في الأمر، وهو ما أراد أن يذكِّرك به بِغَضّ النظر عن نتيجة التحليل، أما الآن فأخبرني بما في التقرير. صمت شنودة هنيهة ثم أردف يقول:
هذا أمر معقول وكلام مقبول. قرأ شنودة التقرير لصديقه الطبيب بشيء من الصعوبة، وساد صمت مُطبق قبل أن يضحك الطبيب قائلاً:
احتفظ جيدًا بما قد سمح لك الرب أن تشعر به أن ما تبقى من العمر هو جَدُّ قصير، ونفِّذ ما عزمت عليه أن تكرم الرب بكل كيانك، ولكن تحليلك سليم تمامًا!
أجاب شنودة غير مُصَدِّق:
أنت تحاول أن تطمئنني!
قال الطبيب: كلا! هذه هي الحقيقة.
سأل شنودة:
إذًا ما هذا الكلام الكثير في خاتمة التقرير. قال الطبيب:
إنه إعلان عن مزيد من التحاليل المتقدّمة للكشف المبكر عن هذا المرض. صمت شنودة وعاد يصلي مجدَّدًا وهو يشكر الرب، ويصمِّم على ما قد عزم عليه أن ينتفع تمامًا بما تبقى له من العمر.
*
صديقي، تأثرتُ بإخلاص أخي من أخبرني بهذا الموقف، وما تركه من أثر بالغ على حياته، وتأثرت أكثر لعلمي بمدى حبّه للرب وتضحيته من أجله وهو يريد أن يحيا أكثر حبًّا وعمقًا وإخلاصًا. فماذا عساي أنا أن أفعل
؟!
*
كم من المرات حدَّثنا الرب بحديث مماثل في مواقف مشابهة، فيها أنقذ حياتنا من موت مُحَقَّق في حادث أو ما أشبه، وكرر الحديث علينا ونحن نودع شابًّا قد فارق الحياة. نعم، كم من المرات حدّثنا عن قيمة الوقت والعمر، فتأثرنا لبرهة، ثم عُدنا ثانية إلى جهلنا مُتَـنَاسين قول الكتاب:
« فَانْظُرُوا كَيْفَ تَسْلُكُونَ بِالتَّدْقِيقِ، لاَ كَجُهَلاَءَ بَلْ كَحُكَمَاءَ، مُفْتَدِينَ الْوَقْتَ لأَنَّ الأَيَّامَ شِرِّيرَةٌ. مِنْ أَجْلِ ذلِكَ لاَ تَكُونُوا أَغْبِيَاءَ بَلْ فَاهِمِينَ مَا هِيَ مَشِيئَةُ الرَّبِّ.»
(أفسس5: 15-17)
وكلمة ”التدقيق“
تحمل في أصلها اليوناني معنى أن تنظر حولك جيدًا. إنها تصوِّر لنا شخصًا يسير ناظرًا حوله باحتراس، وكأنما يسير وسط الألغام والأسلاك الشائكة. نعم، علينا أن نكون شديدي الحذر؛ لئلا نَزِلَّ أو نسقط في خطية ما.
أما كلمة ”مفتدين“
فكلمة مُستعارة من قاموس التجارة وتعني ”الشراء بدفع ثمن“؛ فمن أراد أن يكسب شيئًا ما، عليه أن يدفع في سبيله أو يضحي بشيء ما. فهل نفعل ذلك لننقذ وقتنا من الضياع؟
هل ندفع من راحتنا، من وقت مكسبنا، من وقت التسالي والترفيه عن النفس؟!
هل نضحي بهذا كله في سبيل أن ننقذ وقتنا من الضياع فيما لا يفيد
؟!
*
من بين النصائح المشهورة للقدماء
:
”إنه لمن أخطر الأمور أن تهمل أمرًا ثم تحاول بعد ذلك أن تساوم الأيام كي تسترده“.
ليتنا نعيش الزمان الباقي في الجسد لإرادة الله لا لشهواتنا؛ لأن زمان الحياة الذي مضى يكفينا لنكون قد عملنا إرادة الأمم
(1بطرس 4: 2، 3).
إن رسالتي لك اليوم أن تتذكر ما قد عزمت عليه يومًا وقررته، أو لعلك تأخذ الآن قرارك أن تعيش ما تبقى لك من العمر للرب بقلب موحد:
فهذا هو أحكم قرار، نعم لأن الحياة قصيرة ولأن الأيام شريرة.
يارب:
خليني اعيش عمري اللي باقي .. ع الأرض ليك
يكفى اللي ضاع من بين ايديا .. وانا اسمي ليك

* * *
أشكرك أحبك كثيراً...
الرب يسوع يحبك ...
بركة الرب لكل قارئ .. آمين .
وكل يوم وأنت في ملء بركة إنجيل المسيح... آمين


يسوع يحبك ...
 
قديم 12 - 10 - 2016, 07:31 PM   رقم المشاركة : ( 14547 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

هل تصل بك تذكرتك إلى السماء؟


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
هل تصل بك تذكرتك إلى السماء؟

ذات يوم كنت مستقلاً الحافلة رقم 28 من محطة قطار “تاونتون” إلى “ماينهيد” على ساحل “سومرسِت” بشمال إنجلترا. ومن المحطة التي ركبت منها، وفي التوقيت نفسه، صعدت إلى الحافلة سيدة وابنها، تصادًف أنها تقصد محطة الوصول التي أقصدها أيضًا. بمجرد صعودها إلى الحافلة أظهرت تذكرتها إلى السائق. لكنه، بعد أن ألقى عليها نظرة بعين المختصّ، قال لها:
إن التذاكر التي اشترتها لن تصل بها إلى حيث أرادت، بل تصلح فقط إلى ثلثي المسافة.
*
أعقب ذلك مجادلة لم تطل طويلاُ، لكنها كانت حادة بشكل ملحوظ، حاولت فيها السيدة أن تحتج بأنها اشترت هذه التذاكر تحديدًا عن طريق الكمبيوتر، وأنه تأكَّد لديها هي شخصيًا من الإنترنت أنها دفعت ما يكفي لأن يصل بها إلى ماينهيد. بينما أصر السائق أن تذاكرها لا تكفي، وأنه لا بد لها أن تدفع 4 جنيهات إسترلينيه لطفلها، بالإضافة إلى 5,5 جنيهات لها إذا أرادت أن تصل إلى ماينهيد.
*
رفضت السيدة الأمر بغضب واضح. وعندما طلب منها السائق أن تغادر الحافلة هي وطفلها، طلبت منه أن تسافر إلى أبعد محطة يمكن أن تصلها بواسطة التذاكر التي لديها. اتفق الطرفان على ذلك، وانطلقت الحافلة أخيرًا.
*
عندما وصلنا إلى المحطة المقصودة، التي هي أقصي مسافة تسمح بها تذكرة المرأة، توقَّف السائق مناديًا:
“وصلنا إلى المحطة”.
فلم يتحرك أحد. فأوقف محرك الحافلة بانفعال وقال موجِّهًا حديثة إلى المرأة:
“لن نتحرك من هنا سيدتي حتى تدفعي الثمن الإضافي، أو تُغادري الحافلة!”
*
بعد مجادلات أخرى، غادرت السيدة وابنها الحافلة وهي تدّعي أنها لم تخطئ. وقبل مغادرتها، تحققت من اسم السائق ورقم الحافلة لكي تتمكن على حد قولها - من عمل شكوى رسمية لدى شركة الأتوبيس.
*
معاصرتي هذه الحادثة أجال بخاطري أفكار عن أهمية تأكَّدنا من أن رحلتنا إلى السماء قد دُفع ثمنها كاملاً قبل أن نبدأها. للأسف، لن يصل الكثيرون لأنهم يثقون في حقائق مضللة واعتقادات خادعة. ومهما كانت درجة إخلاصك، فإن اعتمادك على أنصاف الحقائق أو على أكاذيب صريحة لن يؤدي بك لنهاية جيدة. فأن تدفع نصف، أو ثلثي، أو حتى 90% من ثمن التذكرة لن يكون كافيًا في النهاية، لا بد أن يُدفع الثمن بالكامل.
*
قال الرب يسوع المسيح:
«فِي بَيْتِ أَبِي مَنَازِلُ كَثِيرَةٌ... أَنَا أَمْضِي لأُعِدَّ لَكُمْ مَكَانًا، وَإِنْ مَضَيْتُ وَأَعْدَدْتُ لَكُمْ مَكَانًا آتِي أَيْضًا وَآخُذُكُمْ إِلَيَّ، حَتَّى حَيْثُ أَكُونُ أَنَا تَكُونُونَ أَنْتُمْ أَيْضًا».
وهو قال أيضًا:
«أَنَا هُوَ الطَّرِيقُ وَالْحَقُّ وَالْحَيَاةُ. لَيْسَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَى الآبِ إِلاَّ بِي»
(يوحنا14: 2-3 ، 6).
لقد دفع الرب يسوع المسيح الثمن كاملاً لكي تستطيع أن تصل إلى السماء؛ دفعه عندما سُفك دمه على صليب الجلجثة، دفعه لأنه ما كان بإمكانك أن تدفعه، وكل ما ينتظره الآن منك هو أن تقبل خلاصه الكامل، بالإيمان بعمله من أجلك على الصليب، فتنال هذا الخلاص العظيم بالمجان.
*
لا أستطيع أن أعرف إن كانت هذه السيدة قد قامت بعمل شكوى رسمية أم لا. ولن أستطيع أن أعرف بماذا أجابتها شركة الأتوبيس إذا كانت قد شكت. لكني أعرف أنه من المهم جدًا لكل إنسان أن يتأكد يقينًا أن تذكرته إلى السماء لا تخضع لأدنى شك أو جدال. اقبل كل ما عمله يسوع المسيح لأجلك، افعل ذلك الآن، قبل أن يفوت الأوان.
*
وانت مسافر ع الأبدية
لا بد تكون ويَّاك
تذكرة السفر مختومة
بدم يسوع مولاك
خدها منه الآن
لَيفوت الأوان
ترجع تندم، وتضيع منك
فرصة الغفران
* * *
أشكرك أحبك كثيراً...
الرب يسوع يحبك ...
بركة الرب لكل قارئ .. آمين .
وكل يوم وأنت في ملء بركة إنجيل المسيح... آمين


يسوع يحبك ...
 
قديم 12 - 10 - 2016, 07:37 PM   رقم المشاركة : ( 14548 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

هل يجوز للمسيحيين أن يقتلوا؟

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
إنّ بروز الطلبات السلاميّة في القدّاس الإلهي يسلّط الضوءَ على موقف الأرثوذكسيّة من الحرب. بما أنّ الكنيسة تؤمن بأنّ القدّاس الإلهي هو اشتراك في التسبيح السماوي، وبما أنها تجعل أساسَ معرفة الله في العبادة والخبرة الأسراريّة، فمن الملائم أن تضع مسألة الحرب والسلم ضمن الحياة الليتورجية في المسيحية الشرقية، لأنّ الكنيسة تكون في أكمل شركةٍ مع الروح القدس أثناء العبادة.
في قداس الذهبيّ الفم، تبدأ الطلبة السلاميّة الكبرى بالتماس “السلام الذي من العُلى، وخلاص نفوسنا“، و“سلام العالم، وحسن ثبات كنائس الله المقدّسة، واتّحاد الجميع“. وفي كلّ قداسٍ إلهي، نصلّي من أجل رعيّتنا والكهنة والشعب، والحكّام والذين في الخدمة العامّة، ومكان عيشنا وجميع المدن والقرى، وأوقات سلاميّة، والمسافرين والمرضى والمتألّمين والأسرى وخلاصهم، ونجاتنا من كلّ ضيقٍ وخطرٍ وغضبٍ وشدّة. “اعضد وخلّص وارحم واحفظنا يا الله بنعمتك“، هكذا نضرع في النهاية مودعين “أنفسنا وبعضنا بعضًا وكلّ حياتنا للمسيح الإله“.
هذه ليست تعابير منمّقة، أو صلوات تسعى فقط إلى بثّ الطمأنينة لدى المصلّين أو إلى اقتناء الملكوت الآتي.فهذه التعابير تجسّد رؤية الأرثوذكسية للخلاص، وتطلب من الله أن يعطينا إمكانية اختبار سلامه العلوي الآن في كلّ بُعدٍ من أبعاد الحياة: أي على المستوى الشخصي والعام والديني والوقتي والسياسي. بتلاوة هذه الصلوات، يَطلبُ الإنسان أن يشترك في ملكوت الله منذ الآن على الأرض، وأن يجدَ الشفاء ونعمة الخلاص في كلّ بعدٍ من حياته، وفي كلّ مظهر من خليقة الله.
إنّ القدّاسَ الإلهي بكامله ظهورٌ لملكوت الله على الأرض. يبدأ الكاهن الخدمة بإعلان “مباركةٌ مملكة الآب والابن والروح القدس، الآن وكلّ أوان وإلى دهر الداهرين“، ما يُعلِنُ أنّ الجماعة تشتركُ الآن في تسبيح الملكوت. تُرفعُ الكنيسة إلى حياة الملكوت حين يجتمع أعضاؤها لتمجيد الثالوث القدوس والاشتراك فيه.
وإذ نؤمن بالتجسُّد وبعظمة خليقة الله المادّية، نصلّي من أجل سلام وخلاص الذين في أوضاعٍ “واقعيةٍ” صعبةٍ من خطرٍ وألمٍ، ومن أجل نجاتهم من جميع أنواع الكوارث والمصاعب التي تُحدِق بأجسادنا الفانية في هذه الحياة.
إنّ السلام الذي نصلّي من أجله يشمل كلَّ بعدٍ من وجودنا في حضرة الرب. لقد خلقنا الله لنكون في شركةٍ معه بكافة جوانب شخصنا: أي الجسد والروح والنفس. والخلاص المسيحيّ يستتبع قيامةَ الذات المتجسّدة بكاملها، في شركةٍ مباركةٍ مع الملكوت، وتحوّلَ الخليقة بأسرها في طاعةٍ للثالوث القدوس.
والسلام الذي نصلّي من أجله هو اشتراكنا في الخلاص الشامل الكلّ. لا يوجد سلامٌ حقيقيّ إلاّ في الشفاء والتحوّل اللذين مُنحا للبشر من قبل الإله–الإنسان، مَن فيه تتّحدُ بشريّتنا بالألوهة. وبما أنّ الله يهدف إلى خلاصنا على كافة أصعدة وجودنا، فشفاؤه يشمل البشريّة بأسرها. وكما يصبح الخبز والخمر أداة شركتنا مع الله، يجب أن نقدّم كلّ جزءٍ من ذواتنا ومن هذا العالم إلى الآب، باتحادٍ مع ذبيحة الابن وبقوّة الروح القدس.حينها، سنجدُ الشركةَ المعطية الحياة مع الثالوث القدوس في كلّ ما نفعله ونقوله، وستصبح حياتُنا تقدمةً شكريّةً، بينما ننمو في القداسة والاتّحاد بالله.
ولمّا كان القدّاس الإلهي اشتراكًا في السلام الاسخاتولوجي (الأخروي) الذي لملكوت الله، يجوز لنا أن نتساءل ما إذا كان أعضاءُ الكنيسة يدركون هذه الرؤية المتعلّقة بالسلام السماوي ويعيشونها. وتتبادر إلى ذهننا فورًا ملاحظةٌ واقعيّةٌ، وهي أنّ أعضاءَ الكنيسة خطأةٌ، ولم تظهر بَعدُ بالكامل حياتَهم الجديدة في المسيح. إلاّ أنّ حضور الروح القدس يساعد الكنيسة على تجسيدِ تذوّقٍ مُسبَقٍ للسلام الاسخاتولوجي الذي لملكوت الله، والتاريخ وحياة الكنيسة يشهدان على أنّ سلامَ الله المخلّص هو هنا والآن.
رغم وجود بعض الالتباس في تعليم الكنيسة حول المشاركة المسيحيّة في الحرب، إنّ النظرة الأرثوذكسية إلى السلام تجلُّ المسامحة والمحبّةَ المجرَّدة من الأنانيّة، مقارَنةً بالعنف، وتعتبر الحربَ أهوَن الشرَّين في بعض الحالات، مع آثار مدمّرة روحيًّا على المشتركين بها.
مقارنةً بالأرثوذكسية، من الأسهل أن نبيّن تبريرات الحرب عند المسيحيّة الغربيّة التقليدية. وقد تضمّنت مَنحَ صكّ الغفران لمن شارك في الحملات الصليبيّة، وتبنّي نظرية الحرب العادلة. الأمر الأوّل أظهر قتلَ الخائنين بمثابة تصرّفٍ صائبٍ، فتحرّرَ الصليبيّون من العقاب الوقتيّ على خطاياهم، وأُعفوا أيضًا من المطهَر. أمّا الأمر الثاني، والذي كان له تأثيرٌ كبيرٌ على الحضارة الغربية، فيؤيِّد أخلاقيًّا الحروب التي تتوافق مع معايير فلسفية معيّنة.
لم يسبق للأرثوذكسية أن تبنّت الأخلاق الصليبيّة، بل لطالما اعتبرت الحربَ شرًّا، لو أنّ “الكنيسة قبلت المشاركة في الحرب بأسفٍ، بصفتها شرًّا لا بدّ منه، من دون أن تُنكرَ أنّها شرٌّ يجب تجنّبه أو حدِّه بقدر الإمكان“، على حدّ تعبير اللاهوتي أوليفييه كليمان. ويقول في مكان آخر إنّ “المعيار المثالي الوحيد هو السلام، لذلك لم يسبقْ للكنيسة الأرثوذكسية أن وضعت قوانين مرتبطة بالقانون الإنساني الدولي (ius in bello) وقانون الحرب (ius belli).
يقول القديس باسيليوس الكبير في القانون الثالث عشر من رسائله القانونية الـ92: “لم يعتبر آباؤنا حوادثَ القتل التي تتمّ في الحروب بمثابة جرائم، وبالنتيجة يبدو لي أنّه يجب العفو عن الرجال الذين يقاتلون دفاعًا عن الوقار والتقوى. إلاّ أنه من المستحسَن أن يُمنعوا من المناولة لمدّة ثلاث سنوات، لأنّ أيديهم ليست نظيفة“.
يقول الأب جون مكغوكين إنّ القديس باسيليوس يستشهدُ بالقديس أثناسيوس، باعتباره الأبَ الذي كتب في رسالته إلى أمون أنّ “قتل العدوِّ مشروعٌ في حالة الحرب“. ثمّ يوضح مكغوكين أنّ القدّيس أثناسيوس كان ينصح أمون فيما يخصّ مسألة الإفرازات الليلية: “في الواقع، لم تكن الرسالة الأصليّة على أيّة صلة بمسألة الحرب… والصورة العسكرية عرضيّة كليًّا، يستعملها أثناسيوس في سياق النصّ ليفسّر نقطته الرئيسة في الرسالة“. وهذا يُظهر أنّه لا يمكن تمييز الدلالة الأخلاقيّة للأعمال من دون العودة إلى سياق النص الذي وردت فيه.
إنّ القدّيس باسيليوس يضع المسألة ضمن سياقها، لذلك لا يجب أن تُقرأ الرسالة بشكل مبسّط، أو أن تُعتبر تبريرًا للقتل في الحروب. فكما يكتب مكغوكين في كتابه “الحرب والتوبة” عن القدّيس باسيليوس: “ما يتكلّم عنه هو القانون الكنسيّ المتعلّق بالحرب التي يستطيع المسيحي المشاركة فيها، والحصول على غفران الكنيسة له عن تصرّفه الممنوع كنسيًّا…”.
منعت القوانينُ الكنسيّةُ الأولى القتلَ في الحرب منعًا كليًّا، مثل القانون الرابع عشر لهيبّوليتوس في القرن الرابع، والذي يقول: “لا يجدر بالمسيحيّ أن يكون جنديًّا. لا يجب على المسيحي أن يكون جنديًّا إلاّ إذا أرغمه على ذلك قائدٌ حاملُ سيف. لا يجب أن يُثقِل على نفسه بخطيئة الدم. وفي حال إراقته دماءً، يجب أن يمتنع عن المشاركة في الأسرار، إلى أن يتطهّر بالعقاب والدموع والنحيب. ولا يجب أن يتقدّم إليها بخداعٍ بل بمخافة الله“.
ويميّز القدّيس باسيليوس بين القتل المطلَق والقتل “من أجل الدفاع عن الحدود المسيحيّة ضدّ غزو اللصوص الوثنيّين“. وهو يسعى، بِجعله القتالَ محدودًا ضمن هذه الظروف، إلى “حصر إراقة الدماء بالحدّ الأدنى“.وبخلاف ما يُفرض على القتلة من إبعادٍ عن المناولة لمدى العمر، يوصي القدّيس باسيليوس بالإبعاد عن الكأس لمدة ثلاث سنوات، ما يشكّل دليلاً علنيًّا على أنّ الحربَ انتهاكٌ للمبدأ الإنجيليّ.
على الجندي المسيحي الذي قَتلَ في الحرب “أن يعود إلى حياة التوبة وأن يخضع لخبرتها المطهِّرة… وتحديد باسيليوس لمدّة العقاب بثلاث سنوات، والذي يبدو قاسيًا بالنسبة لنا في هذا العصر الحديث، كان يُعدُّ إشارة تساهلٍ ورأفة في كتاب القوانين القديم في الكنيسة الأولى“. (غالبًا ما نصادف محاربين تعذّبوا في حياتهم كلّها جرّاء ذكريات الحرب المرعبة. أتذكّر أنّ أبَ صديقٍ لي عذّبته الكوابيس لثلاثين سنة، بعد انتهاء خدمته العسكرية في الحرب العالمية الثانية. هؤلاء الذين يُدرَّبون على القتل يجدون صعوبة أحيانًا في العودة إلى الحياة المدنية، ناهيك عن حياة التألّه).
يستنتج مكغوكين أنّ قانون القدّيس باسيليوس يستبعد قيام نظريّة الحرب العادلة في الأرثوذكسية. ومع أنّ بعض الحروب قد تبدو ضرورية أو قد يَصعبُ تجنّبها، إلاّ أنّها ليست مبرَّرة إطلاقًا، لأنّ إراقة دماء أشخاص آخرين تتعارض مع طريق ملكوت الله.
في كتابه “ثمن النبوءة (The Price of Prophecy)“، يؤيّد الأب ألكسندر وِبستر أنّ نظرية الحرب المبرَّرة“لم يسبق لها أن ظهرت بشكل منظَّم في لاهوت الأخلاق الأرثوذكسي“. ويصف المشاركة في هذه الحرب“خيارًا أخلاقيًّا أدنى من السلام التامّ، اختاره من لا يريد أن يدفع الثمنَ الكامل للنبوءة أو لا يستطيع ذلك“.يقترح أنّ المعيار الأرثوذكسي للمشاركة في الحرب العادلة يجب أن يتضمّن “أخلاقيات سياسيّة مناسبة“، أي يجب على المشاركين في الحرب أن يحترموا “أخلاقيات الناموس الطبيعي وأن تكون علاقاتهم إيجابيّة مع الجماعة الأرثوذكسية“. يجب أن تهدف الحرب أيضًا إلى “الدفاع عن شعب الله” ضدّ الظلم والغزو والاضطهاد“من قبل أعداء الممارسة الحرّة للإيمان الأرثوذكسي“. ويجب أيضًا أن يقود “الهدف الروحي” الصحيح إلى“الغفران وإعادة التأهيل” للأعداء، بصفتهم أشخاصًا يحملون صورة الله، لا إلى “الانتقام البحت أو استقامة الذات أو الغلبة“. يقول وِبستر إنّه بينما يسعى المُسالم إلى الاقتداء بيسوع المسيح الراعي الصالح الذي قَبِل أن يُذبح ظلمًا على يَد الخطأة ومن أجلهم، يدركُ المحارب الحقّ واجبًا أسمى: أن يدافع عن الأبرياء ضدّ العنف الجائر. وبينما لا يقدر الأرثوذكسي المُسالم أن يصنع شرًّا، ولو من أجل غاية عادلة، لا يستطيع المحاربُ الأرثوذكسي أن يحافظ على قداسته الشخصيّة إذا سمح للشرّ أن ينتصر بواسطة تراخيه.
ومن الغريب اقتراح وِبستر القائل إنّ المحاربَ الحقّ يُنجز “واجبًا أسمى” مقارنةً بما يفعله المُسالم، خاصةً وأنّ المعيار الواضح في الكنيسة هو مثال المسيح، أي التجرَّد من الأنانية، والمسامحة، وعدم المقاومة. كذلك فإنّ عَرض وِبستر للحجج الأخلاقيّة التي تجعل الحرب مبرّرة، وذِكره للحكومات التي تتبنّى أخلاقيّات الناموسالطبيعي، يجعلانا نتساءل ما إذا كان يضع مسألة الحرب والسلم ضمن إطار التحليل الإنساني الأخلاقي، أكثر ممّا يضعه ضمن مسيرة التألّه. ويحقّ لنا أن نسأل ما إذا كانت صيغة وِبستر تعطي أهمّية كافية للنظرة الروحية الأرثوذكسية، والتي تتعارض مع أخلاقيات المنطق البشري التي تستند إليها المسيحيّة الغربيّة.
ورغم أنّ “تحويل الخدّ الآخر” أمام الإهانات، تشبّهًا بالمسيح، هو الردّ الأمثل، فإنّ الكنيسة الأرثوذكسية لا تجعل من المُسالمة أو عدم العنف مَطلبًا مطلقًا في الحياة المسيحيّة. إنّ الإرشاد المسيحي الأخلاقي يهدف إلى التألّه، عبر توجيه أعضاء كنيسة المسيح إلى النموّ في القداسة والاتّحاد بالثالوث القدوس. ويتمّ تطبيق قوانين الكنيسة بشكلٍ رعائيّ لمساعدة الأشخاص على نيل الخلاص، بينما يسعون بدورهم إلى أن يكونوا مخلِصين أثناء التحدّيات والضعفات التي يواجهونها. بناءً على خبرة الكنيسة، السلطة الوقتية واستعمال القوة أساسيّان للحدّ من الشرّ ونشر الخير في عالمنا الساقط.
ولو أنّ شهادة كنيستنا الأولى كانت سلميّة (عامّةً لا حصرًا)، كانت الرؤية البيزنطية قائمةً على الانسجام والتناغم بين ملكوت الله والواقع الأرضي. بالتالي، شارك الأباطرة والجيوش المسيحيون في الحروب، وصانوا نظامًا اجتماعيًّا يهدف إلى تجسيد الأمانة لله في كلّ ميادين الحياة. كانت الكنيسة والمملكة متّحدتين “كما اتّحدت طبيعتا المسيح الإلهيّة والإنسانيّة في شخص ابن الله المتجسّد“، بحسب وِبستر. لكن عمليًّا، لم تتحقّق هذه الرؤية بشكلٍ كاملٍ في بيزنطية، إذ أفسدت الخطيئة حكّامها السياسيّين والكنسيّين بأساليب عدّة.
إلاّ أنّ علاماتٍ عدّة بقيَتْ في الأرثوذكسية، مشيرةً إلى أنّ السلام هو الحلّ الأمثل. فعلى سبيل المثال، لا يُسمح للرهبان بحمل السلاح أو استخدام العنف القاتل، حتّى في حالات الدفاع عن النفس. ويقول القانون الخامس لغريغوريوس النيصصي إنّ “الكاهن الذي يقترف القتل، ولو كان ذلك لاإراديًّا (مثلاً في حالة الدفاع عن النفس)، يُحرَم من نعمة الكهنوت التي انتهكها بجريمته المدنِّسة“.
مَن أهرقتْ يداهم دماءً لم يعودوا بَعد أيقونات المسيح التي يُدعى الكهنة لأن يكونوها، وليسوا مستحقّين لخدمة المذبح. يكتب وِبستر في “الخيار السلمي“: “يجدر بالكاهن الأرثوذكسيّ أن يكون قدوةً للجماعة المسيحيّة، ورجلاً تاريخه خالٍ من المخالفات الخطيرة والفادحة، بما في ذلك سَلب حياة إنسانٍ آخر لأيّ سببٍ من الأسباب“.
وكما أنّ سرَّ الكهنوت مهمّةٌ خاصّة لا يدعى إليها الكلّ، كذلك فإنّ ما يُطلب من الكهنة من تجسيدٍ لمحبّة المسيح اللاعنفية ليس مطلوبًا في القانون من جميع المؤمنين. تدبيريًّا، قد لا يُفرَض معيار المحبّة التي لا تقاوِم، بطريقة مباشرة، على مَن يقتضي منهم عملهم أن يدافعوا عن الأبرياء في عالمنا المحطّم. يقدر هؤلاء أن ينموا في القداسة عبر القتال بأكثر عدلٍ ممكن، بينما يحزنون للأذى الذي ألحقوه بأنفسهم وبسواهم جرّاء استعمالهم العنف.
لكن مهما اخترنا أن نفعل من أجل الدفاع عن الأبرياء في وجه الهجمات والإساءة، لا يوجد خيارٌ مثاليّ. في عالم ساقطٍ يعيش فيه قومٌ خاطئون، كلّ مسيرة مسيحيٍّ نحو الملكوت تصيبها درجةٌ من العطب الروحيّ، والتوبة هي السبيل الوحيد للشفاء.
لقد ارتبطت بعض الدول والشعوب بالإيمان الأرثوذكسي، فوُصفتْ حروبُهم الدفاعيّة ضدّ الغزاة المسلمين بأنها“دفاع صعب ومؤلم عن الصليب“، رغم أنّها لا تشبه الحروب الصليبيّة. وفي بعض الأحيان، يتمّ تحريف ما يلتمسه المؤمنون من “انتصارٍ على الأعداء” في عيد رفع الصليب، أو ما يبدو صورةً عسكريةً في الليتورجيا، فيُعدّ هذان جزءًا من “مسيحانية قوميّة” يُعتبر فيها شهيدًا كلُّ من يموتُ في المعركة، وأمّا شرّ الحرب، فيتمّ التغاضي عنه.
إلاّ أنه من الخطأ أن نعتقد أنّ الأرثوذكسية أيّدت الحرب بحماسة. وحتى في حالات الدفاع عن الشعب المسيحيّ في وجه الغزو الإسلامي، لم يتم التغاضي عن خطورة الحرب على المستوى الروحي. فمثلاً في القرن الرابع عشر، أعطى القدّيس سرجيوس رادونيج بركته للأمير الكبير ديمتري لشنّ حربٍ دفاعية ضدّ خان التتر، فقط بعد أن تأكّد أنّ الأمير قد استنفد كافّة وسائل المصالحة.
وكانت استراتيجية كوتوزوف مماثلةً ردًّا على غزو نابليون، فتركَ موسكو للفرنسيّين وأغار على قوات نابليون خلال انسحابهم، ولم يكن يهدف سوى إلى طرد الغزاة نحو الحدود.
هذه الأحداث لا تعبّر عن نزعة عسكرية جامحة، إنما تعكس قبولاً قسريًّا للحرب بمثابتها شرًّا لا بدّ منه.
ولا يجب أن يخفي هذا الواقع إصرارَ الكنيسة على “عدم العقاب، وتجنّب العنف، وردّ الشرّ بالخير، وتناغم كافة الشعوب” بصفتها “معيار الخير الذي يجب أن يسعى إليه المسيحيّون بمؤازرة الله“، على حدّ قول أوليفيير كليمان.
يقول الأب ستانلي هاراكاس إنّ “التقليد الآبائي الشرقي نادرًا ما أثنى على الحرب، وعلى حدّ علمي، لم يسبق له أن أسماها “عادلة” أو صلاحًا أخلاقيًّا… لقد بقيَ السلام المثالي معيارًا، ولم تُبذل جهود نظريّة لجعل المشاركة في الحرب معيارًا إيجابيًّا.
وأبرزُ دليلٍ على انتشار السلام في الكنيسة يظهر في العصر السابق للقدّيس قسطنطين، حين كانت الامبراطورية وثنيّة، وحيث كان المسيحيّون، ومن ضمنهم مَن اهتدى من الجيش، يتعرّضون للاضطهاد لرفضهم تقديم العبادة للآلهة الزائفة. وحتى بعد تنصير الامبراطورية، ووجوب أن يكون جيشها من المسيحييّن فقط، بقيَ في الكنيسة معلّمون للسلام، مثل البابا القدّيس داماسوس وبرودنتيوس والقدّيس بولينوس الذي من نولا. يقول وِبستر إنّ القدّيس بولينوس (في القرن الخامس) كان آخر أبٍ تناول بوضوحٍ مسألة الحرب من وجهة نظر سلميّة. وظهرت لاحقًا آراءٌ سلميّة في أطرٍ أخرى، مثلاً في لزوم أن يكون الاكليركيّون والرهبان غير مقاوِمين.
ولا بدّ من التعليق على ما يظهر من تناقضٍ بين وجوب أن يكون الإكليركيون مسالمين من جهة، وقبول انخراط العلمانيين في الخدمة العسكريّة من جهة أخرى. يقول وِبستر إنّ ما يُطلب من الإكليركيين من التزامٍ بالمعيار اللاعنفي، والسماح للعلمانيين بالمشاركة في الحرب، إنما يدلّ على أخلاقيات مزدوجة تضع المسيحيّين ضمن فئتين: واحدة دُنيا وأخرى عُليا، ما يظهر أنّ الإكليركيين أقدس من العلمانيين.
استنادًا إلى لاهوت الكنيسة الأرثوذكسي، يمكننا التأكيد على أنّ المعيار الذي يجسّده الإكليركيون الآن سيصبح معيارًا للأرثوذكسيين كلّهم. نتعامل هنا مع توتر اسخاتولوجي سيتم حلّه في ملكوت السموات، حيث سيمسي الجميع مسالمين، لأنّ العنف والشرور الأخرى ستدمَّر. أما الآن، وكما يقول وِبستر في “الخيار السلمي“: “يُتوقَّع من الإكليركيين أن يصلوا إلى حالة روحية وأخلاقية متقدّمة، وهي حالة مدعوّ لبلوغها كلّ مسيحيّ أرثوذكسيّ“.
السلام هو المعيار المطلَق وهدف كلّ المسيحيّين، وهذا ليس بالأمر المفاجئ. ففي عظته على الجبل، يدعو يسوع المسيح أتباعه إلى التألّه، وإلى النموّ في القداسة والكمال بالاتّحاد مع الله. “فكونوا أنتم كاملين كما أن أباكم الذي في السماوات هو كامل” (مت 5: 48). هذا التعليم هو خلاصة إصحاحٍ يركّز على محبّة الأعداء، ويسبقه رفض الربِّ لمقاومة الأعداء “لا تقاوموا الشرّ، بل من لطمك على خدك الأيمن فحوِّل له الآخر أيضًا” (5: 39).
تدلّ هذه الآيات على أنّ رفضَ استعمال العنف أثناء الدفاع عن النفس هو دليلُ نموٍّ في القداسة. بذلُ ربِّنا لذاته على الصليب من أجل خلاصنا هو التجلّي النموذجي للمحبّة المجرّدة من الأنانية، والتي سيشترك فيها البشر كلّهم في مساهمتهم بالنعمة في حياة الثالوث.
الأب فيليب لوماسترز
 
قديم 12 - 10 - 2016, 07:39 PM   رقم المشاركة : ( 14549 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

ليست الكنيسة ما نفتكر

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الكنيسة ليس ما نفكّر به. لقد أخذوا أطفالنا الرضع عن ثدي والدتهم الكنيسة الأرثوذكسية. عّلمونا أشياء أخرى. أعطونا حليباً اصطناعياً للشرب. قطعونا من جذورنا. فصلونا عن التقليد. أبعدونا عن وطننا. جعلونا غرباء في بلادنا. صمموا على أن ننسى لغتنا الأم، لغةاﻷرثوذكسية واللغة الأم للبشرية.
مَن؟ أولئك الذين أرادوا أن يخلّصونا بالقوة: التنويريون، الدعائيون، البافاريون، الماسون. جنباً إلى جنب معهم كلّ مَن يرى أن أضواءهم نورٌ وثقافتهم تقدّمٌ. وهكذا على نحو أعمى، من دون تمييز روحي، أخذنا كل شيء منهم، على أنه متفوّق وأفضل وأكثر تحضراً، في الفن والقانون وتنظيم الحياة والهندسة المعمارية والموسيقى، وما إلى ذلك. لقد عذّبوا كائننا.رفضوا تنظيمنا وزرعوا ضمنه أعضاء غريبة. من ثم ازدرعوا قسراً أعضاء جديدة، ومع السلوك الشخصي يتجلى الطابع الأساسي للعملية الموجَّهة إلى شعبنا.
ليست الكنيسة ما نعتقد أنها عليه. ليست ما نهاجم ولا ما ننوي هدمه. ليس للأرثوذكسية أي علاقة بالقرون وسطية(medievalism) ولا بالباطنية (mysticism) ولا بالكهنوتية (clericalism) ولا بالسكولاستيكية كما نسمع. إن الذين تربوا في الغرب يعتقدون أن للعبارات المعاني نفسها في الشرق كما في الغرب. إنهم يحاولون تحريرنا من مرض لم نكن مصابين به يوماً. باﻷحرى إنهم يسقموننا بعلاجاتهم. وهم يعقّدون اﻷمور بحلولهم.
نحن لا ننكر وجود ضعفات بشرية. لقد كان في الماضي ولم يزل هناك أشخاص ضعفاء ساقطون ومرتدّون. هذا ما يجعل اﻷرثوذكسية أكثر جدارة بالمحبة ويظهر رحابة صدرها المحِبّة وحقيقة رسالتها.
اﻷمر الأهم هو معرفة الكنيسة اﻷرثوذكسية التي نجهلها. أن نعرف قلبها الواحد غير الملوّث غير الفاسد والطاهر. وأنه كياننا اﻷكثر عمقاً واﻷكثر حقيقية، وأن علاقتنا بها أكبر مما نظن، وأن علينا أن نعرفها بعمق حتى من دون أن نفهمها، وأننا نجد أنفسنا ننكرها عن غير وعي ﻷننا لا نعرف حقيقتها وبشريتها اﻹلهية ومجد تواضعها.
كل ما هو ذو قيمة ويسعى إليه الساعون الحقيقيون موجود في اﻷرثوذكسية، لا كفتات جزئي أو وهمي، بل كامل بالعمل والحق. إنها تناسب الأطفال، كما السيدات العجائز، كما الباحثين اﻷكثر تطلباً الذين يريدون أن يروا الله على قدر قدرتهم، ولكن كما هو الله.
اﻷرثوذكسية لاهوت يصل إلى حد اﻹنكار، إنكار لا يتخطّى حيث يستطيع اﻹنسان العبور. إن نعمتها غير مخلوقة وغير مرئية وغير قابلة للفهم، تأتي إلى اﻹنسان في الخلق مجددة ومؤلّهة. اللاهوت ليس السكولاستيكية، والحياة الروحية ليست التزمّت.بمعرفتنااﻷرثوذكسية وما هي عليه حقاً، نصير في حالة اتّزان، يمكننا أن نرى الجميع بمودّة، نقبل المساعدة من أي كان وبنعمة الرب نساعد أياً كان. أن تصير أرثوذكسياً لا يعني أن تصير منغلقاً بأي شكل، بل فاتحاً نفسك بطريقة ما، بالغاً إلى علو صليب المحبة.
لو كان اللاهوت ما يظن الكثيرون أنه هو أو ما يتمّ تدريسه في الجامعات الرسمية، أو لو كان تقوى خارجية أو كما يتمّ تعريفه على أنه تقوى عقيمة، فأعترف بأنه لم يكن عندي ما أقوله، ولَمَا كان عندنا رجاء وربما لا مسؤولية. ما أقوله لكم اﻵن معزٍّ وصعب في آن:
إن موقعنا متميّز وخطير. لقد حدّده الذين ولدونا ولا يمكننا أن نتصرف بحسب النزوات. نحن كأرثوذكسيين لا يمكننا أننتصرّف كمفلتين من العقاب كاﻷطفال، متّكلين على بعض اﻷعذار، أو ما هو أسوأ لا يمكننا أن نكون متغطرسين. ما دام الذين سبقونا قد عاشوا ودُفنوا في هذه اﻷرض مرتجلين بحماس، فعلينا أن نتابع في ارتجالهم. إذا كانوا قد عاشوا بشكل مختلف وقرروا الموت وإذا كانت طريقة حياتهم قائمة على قرار الموت، إذا كان خلقهم وأخلاقهم ومنطقهم وأعمالهم وشكلهم وحركاتهم، المرئية وغير المرئية، كلها مولودة من الموت، للتضحية بأي شيء لكي يُولَد ما هو أفضل، طبيعة أخرى وتركيبة أخرى، للآخرين ولنا جميعاً، إذا لا نستطيع اﻹرتجال وكأن لا محاسبة ولا أن نكرر اللعب بالنار.
لو لم تُبنَ اﻷيّا صوفيا بالشكل الذي هي عليه لتَسَع كل الناس. لو لم يوجَد الجبل المقدس بالشكل الي كان عليه ليخلص كل البشر ويسلكون بأخوّة. لو لم يعلّم القديس غريغوريوس بالاماس بالشكل الذي علّم به، ملخِّصاً خبرة اﻷرثوذكسية وحياتها ومبيداً عطش معاصريه الكعذّبين، لو لم يجاهد الكثيرون ممن لا نعرفهم ويبكوا ويصبروا ويضحّوا على الجبال والجزر وافي المدن، لو لم تكن البشرية التي تذبحكم في موسيقاهم، لم لم يعملوا على إعادة بناء الرومية كالقديسين قوزماوماكريانيس، لو لم يكن كل هذا في دمنا، لكنا قبلنا وعملنا كل ما يصل إلينا.
لكن اﻵناﻷمر مختلف. اليوم نحن في مكان وزمان مقدسَين، لا نستطيع أن نكون تافهين. نحن لا ننتمي لذواتنا، بل للذين ولدونا وللعالم كله. نحن مدينون إلى إرث روحي. ما من عذر ينقذنا. حتّى ولو تعلّمنا كل شيء في مدارسنا، القديم والجديد والمقدس والموقّر، لا يمكننا أن نعذر أيّاً كان لتخلّيه عن دَيننا أو نسيانه له. لا يمكننا أن قدّم أي عذر.
سوف يكون علينا أن نواجه الذين سبقونا والذين سوف يتبعونا. سوف يلقون سلوكنا الزائف في أوجهنا، ﻷن الشباب سوف يستيقظون يوماً وسوف يصرخون لا للكذب لا للاصطناع والتزييف والتزوير والخيانة المفروضة والمصبوبة بشكل إجرامي في البرامج التربوية ووسائل القراءة المساعِدة والبث المتعدد الوسائط.
إن الذين سوف يصرخون لاسوف يمتلكون طاقات غير محددة تتخطاهم. أرواح الماضي واﻷطفال الجائعون في كل العالم سوف يكونون معهم. الموجود هنا يخصّ الجميع. ما نكتسبه يحدد سلوكنا.
إن الحق الذي تجسّد من الكلية الطهارة الدائمة البتولية مريم ومات وقام من بين اﻷموات ويقيم العالم والكنيسة كجسد للمسيح. إن النعمة تقدّس كيان البشرية بأكمله. الكنيسة تعمّد كل الشعوب في أعماق سر اﻵب والابن والروح القدس الذي لا يسبَر غوره، تقدّس كل الحواس.
هذه النعمة دخلت في نخاع شعبنا المؤمن، التي تحيك حياتنا وتجعلها محاكة فوق بكل مكونات المادة. إن جسد حياتنا الروحي بأكمله عنده رسائل تخصّ كل واحد، وهي كلها تنتظر إلى نهاية اﻷرض. ونحن مديونون للجميع إذ قد وُضِعنا بالضرورة من قبَل الذين ولدونا بحسب الجسد والروح على مستوى محدد. لا يمكننا أن ننكس العلم أو نرتاح في مكان آخر أو بطريقة أخرى، ما عدا التضحية على الصليب.
اﻷرشمندريت باسيليوس رئيس دير إيفيرون
 
قديم 12 - 10 - 2016, 07:40 PM   رقم المشاركة : ( 14550 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

القديسة نعيمة والقديس سابا الذي من دير الفاتوبيذي

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
في سيرة القديسة نعيمة (خاريتيني) أنها تيتمت طفلة وأن رجلاً فاضلاً اسمه كلوديوس تبناها، أو ربما اشتراها فصارت له أمة. لا نعرف تماماً ما إذا كان سيدها مسيحياً أم لا، جل ما نعرفه أنه عاملها كابنة وكان متعلقاً بها، وإنه كان لها كملاك حارس.
ويبدو أن نعيمة (خاريتيني) عرفت المسيح فنذرت له عذريتها وقامت تحدث الضالين عنه. وقد بلغ الخبر الوالي دوميتيوس في أيام الإمبراطور ذيوكليسيانوس، فأرسل جنوده فألقوا القبض عليها وساقوها إلى الاستجواب. وقفت نعيمة (خاريتيني) أمام الوالي هادئة ثابتة واعترفت بالمسيح، فأسلمها للمعذبين فسلخوا ‏جلد رأسها واحرقوا جنبيها بالمشاعل. ولما أراد إلقاءها في بيت من بيوت الدعارة، إذلالاً، صلت إلى الله فأخذها إليه.
أما القديس سابا فقد كتب سيرته القديس فيلوثاوس فاتوبيذي، من تسالونيكي . هرب الى جبل آثوس وهو في 17. انضوى تحت لواء شيخ صارم ليتعلم الطاعة والتواضع. امتلأ وداعة ومحبة أخوية. كان يهرب من الكرامات. سلك في التباله والصمت ردحاً من الزمان. ملأته النعمة وعاين السيد في المجد. نور المسيح صار له كل شيء: غذاء وثوباً وعافية وراحة.
أقام فترة في دير جبل سيناء وفترة أخرى في دير جبل سابا ثم في دير شركة على ضفاف الأردن. كان يتوارى دائماً ويأخذ المكان الأخير. انتقل الى القسطنطينية لمنفعة النفوس بناء لإيعاز ملاك الرب. عاد الى آثوس واستقر كراهب بسيط في دير فاتوبيذي. أمضى السنوات الستة الأخيرة في عزلة في دير الكورا مصلياً، باكياً من اجل سلام العالم. رقد بسلام في الرب سنة 1350 م.
يعيد للقديسين ب الخامس من تشرين اول. فلتكن صلواتهم معنا
 
موضوع مغلق

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:19 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024