منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12 - 12 - 2023, 01:45 PM   رقم المشاركة : ( 145301 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة







نزل معهما·· وكان خاضعًا لهما:
مع أن مريم أمه ويوسف لم يفهما الكلام الذي قاله لهما، لكنه نزل معهما وكان خاضعًا لهما· إنه يضع هنا أساسًا واضحًا لمفهوم الخضوع والطاعة للسلطات المُرتّبة من عند الله بدايةً من الأبوين· ربما يكون هذا صعبًا على الطبيعة البشرية التي تحب الاستقلالية وفعل الإرادة الذاتية ولا سيما في مرحلة الشباب· ومع أن رأي الآخرين قد لا يكون صحيحًا تمامًا، ولكن هنا نتعلم أن هذا ليس مبرِّرًا للتصميم على ما نريده أو التمرد والعصيان، بل من المهم أن نتعلم الطاعة من بداية حياتنا في الأمور الصغيرة، الأمر الذي سيسهِّل علينا الطريق للطاعة الصحيحة في المستقبل، والتي ستقودنا للنمو والنضوج الحقيقي· ولا ننسَ قول الكتاب في أفسس6: 1-3 «أيها الأولاد أطيعوا والديكم في الرب لأن هذا حق»·


 
قديم 12 - 12 - 2023, 01:57 PM   رقم المشاركة : ( 145302 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة







الحكمة:
وهي أساس الحياة الصحيحة الناجحة «إذا دخلت الحكمة قلبك ولذّت المعرفة لنفسك فالعقل يحفظك والفهم ينصرك» (أمثال 2: 10 ،11)· إنها بحق أعظم من كل كنوز الأرض (أمثال8: 11)· ولكن بالطبع علينا أن نُفرِّق بين الحكمة الأرضية النفسانية الغاشة، والحكمة الإلهية الصحيحة النازلة من فوق؛ والتي نستطيع الحصول عليها فقط في مخافة الله (أمثال9: 10)·



 
قديم 12 - 12 - 2023, 01:58 PM   رقم المشاركة : ( 145303 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة







القامة:
لقد كان يتقدم في المكانة في جميع مجالات الحياة، فلم يكن هناك مجال لتضييع الوقت في أمور الحياة الوقتية الزائلة، والتي اختبرها سليمان قديمًا وقال عنها: «الكل باطل وقبض الريح ولا منفعة تحت الشمس» (جامعة2: 11)· لقد عاش حياة جدّية، ليس كما يعيش معظم الشباب، فهذه هي المرحلة التي يتعلم فيها الإنسان ويتدرب لكي يتأهل لحياته المستقبلية· وبحق كُتب عنه «هوذا عبدي يعقل·· ويتسامى جدًا» (إشعياء52: 13)·



 
قديم 12 - 12 - 2023, 02:01 PM   رقم المشاركة : ( 145304 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة







النعمة عند الله والناس:

لقد عاش سيدنا بحق «مملوءًا نعمة» لقد اهتم بحياته الزمنية أمام الناس، وكذلك علاقته ووضعه أمام الله· لقد تحقق فيه القول «هوذا فتاي الذي اخترته· حبيبي الذي سُرّت به نفسي··· لا يخاصم ولا يصيح ولا يسمع أحد في الشوارع صوته· قصبة مرضوضة لا يقصف وفتيلة مدخنة لا يطفئ» (متى12: 18-20)·

هذه كانت حياة سيدنا العظيم في مرحلة الشباب فماذا عنك أنت يا أخي الشاب وأختي الشابة؟

أ لم يأتِ الوقت لنتحول عن الأفكار البشرية والنماذج الخاطئة المحيطة بنا، ونثبِّت النظر فيه، ونتعلم منه عمليًا؟ وهكذا تكون النتيجة «تجدوا راحة لنفوسكم»··



 
قديم 12 - 12 - 2023, 02:06 PM   رقم المشاركة : ( 145305 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



امتلأت الساحة في الأوساط الكنسية بمن يبحثون عن مكان لأنفسهم، وعن مديح من الآخرين· وقد يكون الدافع هو المكسب المادي، وهو ما يسميه الكتاب: «الربح القبيح»، عندما تتحول الأمور الروحية إلى تجارة· أو قد يكون الدافع هو تحقيق بعض الرغبات الجسدية من خلال النشاط المشترك بين الشبان والشابات· وهؤلاء جميعًا، بهذه الدوافع الجسدية، لا يعنيهم كثيرًا أن يُكرَم المسيح ويتمجد من خلال خدمتهم، وأن تتبارك النفوس وتخلص· وبالطبع هم لا يرفضون ذلك، لكن ليس هذا هو الهدف الأول لنشاطهم· إنهم ليسوا كيوحنا المعمدان الذي قال: «ينبغي أن ذلك يزيد وأني أنا أنقص» (يوحنا3: 30)، لكنهم كمرثا التي كانت مرتبكة في خدمة كثيرة، وقالت للرب: «أما تبالي بأن أختي قد تركتني أخدم وحدي» (لوقا 10: 40)· والرب لم يمتدح هذه الخدمة لأن الدافع كان هو تحقيق الذات· وكم من أنشطة وخدمات تؤدَّى بدوافع جسدية وطاقة جسدية أو نفسية، وليست بقوة الروح القدس، ولا لمجد المسيح· وهذه كلها ستحترق أمام نيران الفحص الإلهي لأنها خشب وعشب وقش (1كورنثوس3: 15)·
لكن الكتاب يحدِّثنا عن الدوافع المقدسة التي تميّز الخدمة الحقيقية، والتي تحظى بسرور الرب وإعجابه· ونجد هذه الدوافع مذكورة في 2كورنثوس5·

 
قديم 12 - 12 - 2023, 02:09 PM   رقم المشاركة : ( 145306 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



«فإذ نحن عالمون مخافة الرب، نُقنع الناس»
(2كورنثوس 5: 11)·
عندما ندرك رُعب الدينونة العتيدة، وكم مخيفٌ هو الوقوع في يدي الله الحي، وكم رهيب هو العرش العظيم الأبيض الذي سيقف أمامه كل الأشرار للدينونة· هذا ما قاله بولس لتيموثاوس: «أنا أناشدك إذًا أمام الله والرب يسوع المسيح العتيد أن يدين الأحياء والأموات عند ظهوره وملكوته· اكرز بالكلمة· اعكف على ذلك في وقت مناسب وغير مناسب» (2تيموثاوس4: 1 ،2)· فالشخص الذي يُقدّر حقيقة الدينونة، وقيمة النفوس الخالدة، وعذاب الأشرار بطول الأبدية، لا يحتمل أن يسكت، ولا يهدأ له بال حتى يصل إلى هذه النفوس الهالكة· هذا ما فعله بولس إذ قال: «اسهروا متذكرين أني ثلاث سنين، ليلاً ونهارًا، لم أفتُر عن أن أُنذر بدموع كل واحد» (أعمال20: 31)·
فدعونا بنشاط وثبات
ننذر الشرير من يومٍ عصيب
فالقلائل سيخلصوا ويأتوا
وهلاك لألوف عن قريب

 
قديم 12 - 12 - 2023, 02:10 PM   رقم المشاركة : ( 145307 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



الخادم وكرسي المسيح
«لأنه لا بد أننا جميعًا نُظهر أمام كرسي المسيح، لينال كل واحد ما كان بالجسد بحسب ما صنع» (2كورنثوس 5: 10)· هناك ستُقيَّم الأعمال بميزان الحق· وكل تعب لأجل الرب، وكل تضحية، وكل عطاء بالجُهد والوقت والمال؛ سوف يحظى بتقدير الرب واستحسانه في ذلك اليوم· وكأس ماء بارد باسمه لن يضيع أجره· وهو لن ينسى أقل شيء عملناه إكرامًا له· وسنحصل على مكافأة من إله المجازاة تبقى معنا بطول الأبدية· ولن نندم على ما قدَّمناه للرب ولن نشعر أنه كان إتلافًا· وعلى العكس، سنندم على ما لم نفعله لأجله، وعلى الفُرص التي اضعناها بجهلنا، ولم نستثمرها· لقد سجّل بولس اختباره الشخصي في نهاية حياته إذ قال: «قد جاهدت الجهاد الحسن، أكملتُ السَّعيَ، حفظتُ الإيمان، وأخيرًا قد وُضِعَ لي إكليل البر، الذي يهبه لي في ذلك اليوم الرب الديان العادل» (2تيموثاوس4: 7 ،8)· فدعونا نبذل كل اجتهاد ونُكثر في عمل الرب كل حين، عالمين أن تعبنا في الرب ليس باطلاً·
 
قديم 12 - 12 - 2023, 02:11 PM   رقم المشاركة : ( 145308 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



الخادم ومحبة المسيح التي تحصرنا (2كورنثوس5: 14)·


ليست المكافآت هي الدافع الأسمى للخدمة، بل إن محبة المسيح التي أسرتنا وتُحاصرنا هي التي تُحركنا لكي نتعب ونُضحّي لأجله ونخدمه· لقد «مات لأجل الجميع، كي يعيش الأحياء فيما بعد لا لأنفسهم بل للذي مات لأجلهم وقام» (2كورنثوس5: 15)· إننا أمام هذه المحبة الفائقة المعرفة التي ظهرت في الصليب، لا نستطيع أن نفعل أقل من ذلك· إننا في دين كبير لهذه المحبة، لكي نعيش ملكًا لمن أحبنا، ونكون رهن إشارته، ونردّ صدى حبه بأن نخدمه من خلال النفوس التي أحبها· ويظل المبدأ قائمًا: «بما أنكم فعلت بأحد هؤلاء ··· فبي فعلتم»· وقد قال الرب يسوع لبطرس: «أ تحبني؟·· اِرعَ غنمي»· و«إن أعطى الإنسان كل ثروة بيته بدل المحبة تُحتقر إحتقارًا» (نشيد8: 7)· وقد عاتب الرب ملاك كنيسة أفسس قائلاً: «أنا عارف أعمالك··· لكن عندي عليك أنك تركت محبتك الأولى· فاذكر من أين سقطت وتب» (رؤيا2: 2 ،4 ،5)·
 
قديم 12 - 12 - 2023, 02:12 PM   رقم المشاركة : ( 145309 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



الخادم والتكليف الإلهي



«أعطانا خدمة المصالحة· أي أن الله كان في المسيح مُصالحًا العالم لنفسه، غير حاسب لهم خطاياهم، وواضعًا فينا كلمة المصالحة· إذًا نسعى كسفراء عن المسيح، كأن الله يعظ بنا· نطلب عن المسيح: تصالحوا مع الله» (2كورنثوس5: 18-20)· إننا نمثِّل المسيح في هذا العالم المتمرِّد، ونحن سفراء عنه· وعلينا أن نحمل هذه الرسالة: "أن الله يقدِّم المصالحة للعالم على أساس موت ابنه، ولكن في يوم قادم سيعلن الحرب على هذا العالم الذي رفض المسيح وصليبه"·
 
قديم 12 - 12 - 2023, 02:18 PM   رقم المشاركة : ( 145310 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




يد عوضاً عن يد


حكى لي الأخ ناصر الديري هذه القصة الحقيقية، فقال:

كنت أعرف كثيرًا عن الكتاب المقدس عن طريق مدارس الأحد، ولكنها كانت معرفة ذهنية فقط· ثم سافرت إلى إحدى دول الخليج العربي، وعملت بمؤسسة لإصلاح السيارات، مُلحق بها قسم لبيع قطع الغيار، وبمؤخِّرتها كان هناك سكن للعاملين وكانوا من جنسيات مختلفة·

وفي صباح يوم من أيام الصيف، استيقظت على صوت أحد العاملين يقول: "ميرزا ميرزا إيدر أوّ جَلدِي جَلدِي" (وهي تعني ميرزا ميرزا تعال هنا بسرعة بسرعة باللغة الهندية الأوردو)·

سمعت صوت ميرزا يُجيب على المنادي، ولكن سمعت أيضًا أصوات أقدام في الخارج، أصوات أحذية ثقيلة كأنها تدكّ الأرض دكًّا وتزلزل السكن· قُمت فزعًا، فإذ بي أرى مجموعة من جنود الشرطة يُمسكون ميرزا بعنف، البعض يجذبونه والآخرون يدفعونه حتى كاد يسقط على الأرض· أخذوه إلى سيارة الشرطة وانطلقوا، ونحن نراقب الموقف دون أية كلمة، حتى اختفت السيارة· فالتقطنا أنفاسنا وسألنا الذي نادى على ميرزا: ماذا حدث؟ فقال: ربما يكون هناك شك في أن ميرزا هو الذي سرق خزينة المؤسسة منذ يومين·

معقول؟! معقول؟! هل هذا معقول؟! "استُر يا رب"· هذا ما قُلناه ونحن في دهشة: أحدنا يقول: "يا رب استُر"، وآخر يقول: "الآن تأتي الشرطة وتبهدلنا"، وثالث يقول: "ربما يأخذونا إلى المغفر ويستجوبوننا· يا رب استُر"·

بعد قليل، نزلنا إلى العمل، وهناك سمعنا أن ميرزا سقى الحارس كوبَ عصيرٍ به منوِّم، ثم أطفأ النور وربط الحارس بالحبال، بعد أن وضع لاصق على فمه، وأخذ من جيبه المفاتيح، وفتح الغرفة التي بها الخزينة، ثم قام بكسر الخزينة الحديدية، وأخذ منها النقود· ولكن أثناء كسر الخزينة تمزَّق القفاز الذي كان يرتديه لإخفاء بصماته، فتركت أصابعه بصمات على الخزينة، وهكذا استدل رجال الشرطة عليه· هذا ما قاله لنا المحاسب "صدر الزمان نذرور"·

آه آه·· إن الأمر حقيقة وليس شكًا·· يا لها من حقيقة مُرَّة·· إنها سرقة·· إنها سرقة بالإكراه، عقوبتها·· عقوبتها قطع اليد· يا لها من أيام تعسة·· بل تعسة جدًا·· ألا يكفي نار الحر؟! ألا يكفي العمل الشاق؟! ألا تكفي المُعاملة الجافة من أصحاب العمل؟!·· يا رب قصِّر هذه الأيام · قلت ذلك وأنا أشعر بمرارة وحزن ثقيل· لكني عُدت لأشجِّع نفسي وأقول: "يجب على المُخطئ احتمال العقوبة·· يجب على المُخطئ احتمال العقوبة"، وأخذت أُردد هذا الكلام·

مرَّت الأيام ثقيلة·· ثم صدر الحكم·· ثم تصدَّق عليه·· ثم عرفنا أن يوم الجمعة المُقبل بعد الظهر في الموضع المحدَّد·· سيُنفَّذ الحكم في ميرزا لأنه يعيث في الأرض فسادًا·

اقترح أحد الزملاء الذهاب إلى ميرزا لتشجيعه حتى بالنظرات من بعيد، وقد كان كذلك؛ في اليوم المُحدَّد ذهبنا ووقفنا من بعيد·

ظهر ميرزا مُمسِكًا بيد الحرَّاس، على وجهه اصفرار الموت، مُنكَّس الرأس، خائر القوى· نودي عليه لتنفيذ الحكم، و··· اسمح لي عزيزي أن لا أسترسل في وصف مشاهد تنفيذ الحكم لأنها مؤلمة جدًا جدًا·

قُطعت يد ميرزا، لُفّت في قماش· أُعطِىَ حاملها إذن كتابي بدفن اليد المقطوعة· وأُسدل الستار الأسود على المشهد، لكنه لم يُسدَل على ذهني وخيالي·

بعد لحظات قلت لنفسي: "ماذا لو كُشفت خطاياي أمام الله؟ كل خطاياي التي فعلتها بيدي ولساني وفكري وعيناي و···؟ كم جُزء من جسدي سوف يُقطع؟ من الرأس إلى باطن القدم سوف يُلقى في نار جهنم إلى أبد الآبدين"· وظلت صورة ذراع ميرزا الممدودة، ويده المقطوعة تكاد تتجسَّم أمامي، ولم أستطع إخفاءها· ولكن سرعان ما شعرت كأن ذراعي أنا قد مُدَّت، ويدي أنا قد قُطعت، مثل ما حدث في ميرزا·

أغمضت عيني وأنا في إعياء شديد، وسرعان ما شعرت كأن يدًا تجذب يدي وتطوي ذراعي وينفرد ذراع آخر ويد أخرى لتأخذ العقوبة عوضًا عني·

قُلت لنفسي: ليته يحدث هذا، لكنه لا يوجد بين الناس إنسان يستطيع أن يفعل هذا· ثم لماذا يفعل هذا ·· لا لا لا ·· لا يوجد·

أخفيت رأسي بين يديَّ واستسلمت لحزن ويأس شديد، لكن صوتًا خفيًا داخلي قال لي: لكن ما لا يمكن أن يفعله الناس، فعله الله في شخص ربنا يسوع المسيح على الصليب، حين مدَّ يده لتُسمَّر بدلاً عني، بل ذاق بنعمة الله الموت لأجلي·· لأجلي أنا·· واحتمل عقوبة خطاياي؛ أنا الذي كنت دائمًا أقول: يجب على المخطئ احتمال عقوبة خطاياه· وتذكَّرت كثيرًا ما سمعته عن الرب يسوع في مدارس الأحد، وقادني الروح القدس لكي أُدرك أنني مُخطئ في حق الله· أدركت أنه كان يجب أن آخذ عقوبة خطاياي وهي الموت الأبدي، لكن الرب يسوع حملها عني في جسده على الخشبة· ثم جَرَت دموع غزيرة من عيني وأنا أصرخ من عُمق نفسي: أشكرك يا ربي يسوع لأنك حملت عقوبة خطاياي، أشكرك لأنك أنقذتني ·· أنا راجع إليك بكل قلبي، نادمًا على خطاياي، واثقًا أنك تغفرها لي وتُعطيني حياة أبدية ·· لك كل المجد·
 
موضوع مغلق

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:44 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024