30 - 11 - 2023, 06:42 PM | رقم المشاركة : ( 143971 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
زيارة المَسْجونينَ: "كُنتُ سَجينًا فجِئتُم إِلَيَّ" لا تنحصر زيارة المَسْجونينَ بتوجيه كلمات التَّعزية والمُواساة لهم، بل افتقادهم في حاجاتهم واتخاذ الوسائل المشروعة إذا كانوا أبرياء لتخلية سبيلهم من السُّجون كما وصّى بولس الرَّسول" أُذكُروا المَسْجونينَ كأَنَّكم مَسْجونونَ مَعَهم" (عبرانيين 13: 2). ومن أمثلة زيارة المَسْجونينَ هي زيارة المَلِك صِدقِيَّا إلى إرميا الذي كان في جُب أَمَرَ المَلِك عَبدَ مَلِكَ الكوشيَّ قائِلاً: " خُذْ مِن هُنا ثَلاثينَ رَجُلاً تَحتَ يَدِكَ وأَخرِجْ إِرمِيا النَّبِيَّ مِنَ الجُبِّ قَبلَ أَن يَموت"(ارميا 38: 7-13)؛ وزيارة بولس الرَّسول إلى أُونِسِفورُس الذي كان في السِّجن في روما فعبَّر بولس عن زيارته " فإِنَّه شَرَحَ صَدْري مِرارًا ولَم يَستَحْيِ بِقُيودي" ( 2طيموتاوس 1 : 16-17)، فعلمنا المسيح أن نمارس أعمال الرَّحمة لجميع المُتضايقين والمُتألمين الذِين نلتقي بهم على دروب هذه الحياة. والعَالَم بحاجة إلى قلوب تنبض محبةً وعطفًا على من يحتاجون إلى خدمة القريب التي علّمنا إياها المسيح، هي الحلُّ الوحيد للمشاكل العَالَميَّة. إنّها الخِدْمَة التي تشفي العَالَم من الأنانيَّة، والبغضاء والظلم. الخِدْمَة التي تجمع ما تفرّق، وتبني ما تهدّم، وترفع من عثر وسقط. الخِدْمَة التي تعيد الأمل والرَّجاء إلى اليائسين، وإلى الذِين طعنتهم الأيام بحرابها ومزَّقتهم بنصالها. |
||||
30 - 11 - 2023, 06:43 PM | رقم المشاركة : ( 143972 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
تبرهن أعمال الرَّحمة على صدق محبتنا، كما يقول يوحنا الرَّسول " لا تَكُنْ مَحبَّتُنا بِالكلام ولا بِاللِّسان بل بالعَمَلِ والحَقّ " (1 يوحنا 3: 18)، وهذا ما أوصى به طوبيا البَار لابنه: "تَصَدَّقْ مِن مالِكَ ولا تُحَوِّلْ وَجهَكَ عن فَقير، فوَجْهُ اللهِ لا يُحوَّلُ عنكَ. تَصَدَّقْ بِما عِندَكَ وبِحَسَبِ ما يَتَوفَّرُ لَكَ. إِن كانَ لَكَ كَثير فآبذُلْ كَثيرًا، وإِن كانَ لكَ قَليل فآبذُلْ قليلاً، ولكِن لا تَخَفْ أَن تَتَصَدَّق. فإِنَّكَ تَذَّخِرُ لَكَ كَنْزًا حَسَنًا إلى يَومِ العَوَز. لِأَنَّ الصَّدَقَةَ تُنقِذُ مِنَ المَوت ولا تَدَعُ النَّفْسَ تَصيرُ إلى الظُّلمَة" (طوبيا 13: 6-10). فالرَّبّ يسوع يطلب منَّا الاهتمام الشَّخصي والعِناية باحتياجات الآخرين "أَلَيسَ هو أَن تَكسِرَ للجائِعِ خُبزَكَ وأَن تُدخِلَ البائسينَ المَطْرودينَ بَيتَكَ وإذا رَأَيتَ العُرْيانَ أن تَكسُوَه وأَن لا تَتَوارى عن لَحمِكَ؟" (أشعيا 58: 7). |
||||
30 - 11 - 2023, 06:46 PM | رقم المشاركة : ( 143973 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ذكر المسيح ستة أعمال فعلها الأبرار وأظهروا بها رحمتهم واستعدادهم ببذل أموالهم وأوقاتهم وقواهم وراحتهم في سبيل إخوة المسيح لأجل المسيح، ولم يذكر دفن الموتى. فهذا هو واجب طبيعي وبديهي على كل إنسان وفي جميع الشُّعوب والدَّيَّانات والحَضارات. ونظرًا إلى أهميَّة هذا الواجب الإيمانيّ أصبح عملاً من أعمال الرَّحمة، إذ يكمن في الإيمان في كرامة الشَّخص حتى لو كان ميتًا. ولا عجب إذا أدخلت الكنيسة في قانون الإيمان نفسه ذكر دفن السيد المسيح وجعلته جزءًا لا تجزأ من نواة الكرازة الرسولية الأساسية: "سَلَّمتُ إِلَيكم قبلَ كُلِّ شيَءٍ ما تَسَلَّمتُه أَنا أَيضًا، وهو أَنَّ المسيحَ ماتَ مِن أَجْلِ خَطايانا كما وَرَدَ في الكُتُب، وأَنَّه قُبِرَ وقامَ في اليَومِ الثَّالِثِ كما وَرَدَ في الكُتُب" (2 قورنتس 15: 3-4). |
||||
30 - 11 - 2023, 06:48 PM | رقم المشاركة : ( 143974 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
يُقدّم لنا الكتاب المقدس بعض النَّماذج في كيفيَّة دفن الموتى، وذلك في دفن إبراهيم خليل الله بكل محبَّة واحترام (التَّكوين 25). ومثال آخر في طوبيا الذي أصبح مثالاً في هذا العمل الذي يتطلب أحيانًا شجاعة وبطولة، كما جاء في سفره: "ولَمَّا غَرَبَتِ الشَّمسُ، ذَهَبتُ فحَفَرتُ حُفرَةً ودَفَنت الجُثَّة. وكانَ جيراني يقولونَ ساخِرين: لم يَعُدْ يَخاف، فقَد سَبَقَ أَن سَعَوا إلى قَتلِه بِسَبَبِ مِثلِ هذا الأَمرِ، فهَرَب خُفيَةً، وها هوذا يَعودُ إلى دَفْنِ المَوت... فحينَ كُنتَ تُصَلِّي أَنتَ وسارة، كُنتُ أَنا أَرفعُ ذِكْرَ صَلاتِكُما إلى حَضرَةِ مَجْدِ الرَّبّ، وكذلك حينَ كُنتَ تَدفِنُ المَوتى" (طوبيا 2: 3-4). وفي الإنجيل المقدس أروع قدوة في هذا العمل، هو قدوة النِّساء التَّقيات، حاملات الطَّيب، ويوسف الرَّامي ونيقوديموس الذِين قاموا بدفن جسد السَّيد المسيح "في قبر جديد وبالطَّيب...اللفائف والكتّان"، (يوحنا 19: 41) أي بكل إيمان ومحبّة ورجاء فصحي. |
||||
30 - 11 - 2023, 06:49 PM | رقم المشاركة : ( 143975 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
يُعلق التَّعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكيَّة "يجب معاملة أجساد الموتى باحترام ومحبة، في الإيمان ورجاء القيامة. ودفن الموتى من أعمال الرَّحمة الجَسديَّة، لإكرام أولاد ألله، هياكل الرُّوح القُدُس" (بند 2300). ولا عجب إذا أدخلت الكنيسة في قانون الإيمان نفسه ذكر دفن السَّيد المسيح وجعلته جزءًا لا تجزأ من نواة الكرازة الرَّسوليَّة الأساسيَّة: “سَلَّمتُ إِلَيكم قبلَ كُلِّ شيَءٍ ما تَسَلَّمتُه أَنا أيضًا، وهو أَنَّ المسيحَ ماتَ مِن أَجْلِ خَطايانا كما وَرَدَ في الكُتُب، وأَنَّه قُبِرَ وقامَ في اليَومِ الثَّالِثِ كما وَرَدَ في الكُتُب" (2 قورنتس 15: 3-4). |
||||
30 - 11 - 2023, 06:53 PM | رقم المشاركة : ( 143976 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
يعبّر عمل الرَّحمة في دفن الموتى خاصة عن الحقيقة الحاسمة: ليست للموت الكلمة الأخيرة: " فأَينَ يا مَوتُ نَصْرُكَ؟ وأَينَ يا مَوتُ شَوكَتُكَ؟ ... فالشُّكرُ للهِ الَّذي آتانا النَّصْرَ عَن يَدِ رَبِّنا يسوعَ المسيح" (1 قورنتس 15: 55-57). وبينما نرافق إخوتنا وأخواتنا المتوفّين إلى مقرّ الرَّاحة نملأ قلوبنا برجاء القيامة: " غَيرَ أَنَّنا نَنتَظِرُ، كما وَعَدَ الله، سَمَواتٍ جَديدةً وأَرضًا جديدةً يُقيمُ فيها البِرّ" (2 بطرس 3: 13). |
||||
30 - 11 - 2023, 06:56 PM | رقم المشاركة : ( 143977 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
دعوة ملحَّة إلى مدِّ يد المساعدة إلى جميع إخوتنا الفقراء المعوزين وان نقابل القسوة والعنف بالرحمة "وأنْ أَن نُعَزِّيَ الَّذينَ هُم في أَيَّةِ شِدَّةٍ كانَت" (2 قورنتس 1: 4). وفي هذا الصدد يقول صاحب سفر الأمثال " البارّ يَعرِفُ قَضِيَّةَ الفُقَراء والشَريرُ لا يَفطَنُ لِمَعرِفَتِها" (أمثال 29: 7). إن ملكوت الله موجود، ولكن يجب البحث عنه في الأخرين الذِين لا يذكرهم التَّاريخ، وتحديدًا في أولئك الذِين طوّبهم يسوع في بداية كرازته: الفقراء والودعاء والجِياع والعطاش والغرباء والذِين بلا مأوى، والعريان والمرضى والمساجين، والمضطهدين والمشردين والغرباء هم أعضاء مملكته (متى 5: 1-12). ويعلق بيّوس الحادي عشر " المسيح المَلِك "لم يأتِ لِيُخدَم، بَل لِيَخدُمَ" (متى 20: 28)، وقد أعطى نفسه مثالاً عن التَّواضع وجعل من التَّواضع، في صلته بمبدأ المَحَبَّة، قانونه الرَّئيسيّ " (الرّسالة العامّة: في البَدءِ (Quas Primas)، سنة 1925). |
||||
30 - 11 - 2023, 06:57 PM | رقم المشاركة : ( 143978 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
بيّوس الحادي عشر " المسيح المَلِك "لم يأتِ لِيُخدَم، بَل لِيَخدُمَ" (متى 20: 28)، وقد أعطى نفسه مثالاً عن التَّواضع وجعل من التَّواضع، في صلته بمبدأ المَحَبَّة، قانونه الرَّئيسيّ " |
||||
30 - 11 - 2023, 06:59 PM | رقم المشاركة : ( 143979 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
علم يسوع تلاميذه بمثل العذارى العشر وجوب السَّهر، وبمثل الوزنات وجوب الاجتهاد، ويعلمهم الآن في الدينونة العامة أمام يسوع الملك الدَّيان إظهار أعمال الرَّحمة للمساكين والمصابين استعداد لمجيئه الثاني. فيسوع ملك الكون والتَّاريخ (عبرانيين 2: 8) سيعودُ ثانية ديانًا في آخر الأزمنة لكي يُحاسب النَّاس أجمعين ويعطي كلَّ واحدٍ ما يستحقهُ جزاء أعمالهِ، خيرًا كان أم شرًا في الدَيْنونَة العامة. إنَّ تلك الدَيْنونَة ستفاجئ الجَميع: " كنتُ جائعًا فأطعمتموني " " كُلَّما صَنعتُم شَيئًا مِن ذلك لِواحِدٍ مِن إِخوتي هؤُلاءِ الصِّغار، فلي قد صَنَعتُموه" (متى 25: 40). |
||||
30 - 11 - 2023, 07:02 PM | رقم المشاركة : ( 143980 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القديس يوحنا بولس الثاني: "لا وجود لمصدر رجاء للجنس البشري خارج رحمة الله!" |
||||