24 - 09 - 2016, 07:21 PM | رقم المشاركة : ( 14381 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القديس البار ايروثيوس الجديد
ولد ايروثيوس في كالاماتا، وهي مرفأ في جنوب اليونان، في العام 1686، لعائلة غنية ورعة. شغف، منذ حداثته بالعلوم، لاسيما الفلسفة والكتب المقدسة، فانكّب على الكتب يلتهمها حتى أضحت الحياة كلها في عينيه استشراقاً للمعرفة بالكلمة. ولما رغب والداه في ازويجه امتنع فأصرّا فرضخ مدمى القلب مبلبلاً. لكن الله الضابط الكل، العارف بمكنونات القلوب وحده، لم يشأ أن يترك لوالدي منذر حق تقرير مصيره، فرقدا فجأة إثر حادث مفجع قبل موعد إكليله بأربعة أيام. فقام ايروثيوس، بين مهابة ورجاء، وفرّ من المنزل الأبوي على عجل، غير عابئ بما خلّفه وراءه ولا حاسب لأمر حساباً. وهكذا هام على وجهه في الأرض حزيناً. وما أن هدأ روع الفتى، بعد حين، حتى تلّظى شوقه إلى العلم من جديد. فعزم على السفر إلى أوروبا – كما حلم دائماً – ليتسنى له أن يشبع نهمه إلى المعرفة. إلا أنه، بتدبير إلهي، مرّ بالجبل المقدس (آثوس)، فأقام فيه ردحاً من الزمان تلميذاً لأحد النساك. النسك يومها خلبه. لكنه اكتشف من قراءته لتراث الآباء أن في النسك صعوبة وخطورة لا يستهان بهما إن لم يتمرس الراهب على الحياة المشتركة أولاً ويتعلم الطاعة. وهذا ما حدا بإيروثيوس إلى الانتقال إلى أحد الديورة، المسمى ايفيرون، طالب رهبنة. كان يهمه أن يتلقن المعرفة الإلهية وفقاً للأصول الرهبانية المتداولة. إلا أن وطأة الحياة الرهبانية عليه كانت ثقيلة وكأنها سابقة، إذ ذاك، لأوانها. والحق أيضاً أن نفسه كانت منقسمة لأن رغبته في الاستزادة من العلم والتعليم كانت ما تزال بعد قوية فيه. فقام وارتحل، ولو إلى حين. ثم أخذ ينتقل بين القسطنطينية وفلاخيا والبندقية، يتعاطى البحث والتنقيب في دنيا الكتب، معلماً ومتعلماً. وبدا له، أول أمره، كأنه أصاب مرامه، وقد سحرته بطون المعاجم والمخطوطات. لكن وهج العلم في نفسه ما لبث أن خبا بعد أن أخذت تنجلي لناظريه حقيقة، طالما قمعها، أن العلم وإن كان يشير إلى ما يروي ظمأ العطاش إلى الحق فلا شبع منه يرتجى. يعطيك كلمات في الهواء ولا يعطيك الكلمة الذي هو وحده الطريق والحق والحياة. إذن، لم يبق أمامه غير النسك والتأمل طريقاً سبق له أن ذاق طيباتها في الجبل المقدس (آثوس) وعبر مزهواً بوعود العلم. والآن، وقد استفاق، حان أوان النسك من جديد، ولكن، هذه المرة، حتى الثمالة. وعاد ايروثيوس إلى دير ايفيرون. عاد موّحد الفكر، مجموع القلب، حار النفس. عاد لينكب على العلم الحي، على الصلاة والنسك والطاعة والصبر والاتضاع وقطع المشيئة والمحبة. وقد ثبت وصمد فبلّغه الكلمة الابن المعرفة اليقين: محبة تطرد الخوف ونوراً غير مخلوق يملأ الكيان وصلاة نقية. سيم ايروثيوس كاهناً وترك الجبل المقدس لبعض الوقت، أباً “روحياً” لكثيرين ومعلماً يشهد لما رأى وسمع. ثم أنه اعتزل وثلاثة من رفاقه، ناسكاً في إحدى الجزر القاحلة ليتسنى له الاستغراق في حياة التأمل، في العلم الكامل الذي لا حدّ له، الذي طالما تحرّق إليه. رقد بسلام في الرب عام 1745، ولم يكن قد بلغ الستين. وقد فاحت من رفاته رائحة الطيب وجرت بواسطته عجائب عدة، وشفى بعض المرضى من أمراضهم |
||||
24 - 09 - 2016, 07:21 PM | رقم المشاركة : ( 14382 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
العائلـــة
العائلة المسيحيّة كنيسة صغيرة. يقول النبي إشعياء “هاءنذا والأولاد الذين أعطانيهم الله” (إشعيا 8: 17). نعم، العائلة مهدَّدَة اليوم بالتفكُّك وبخاصَّة العائلة المسيحيّة. الطَّلاق، إحصائيًّا، يزداد سنة بعد سنة. والسَّبب الرئيسي يعود إلى البُعد عن الكنيسة. القضيَّة ليست شكليَّة، إنَّها قضيّة مبدئيّة. ماذا يمنع الرجل أن يطلِّق امرأتَه أو العكس بالعكس إذا ظهر خلاف بينهما؟ ما الَّذي أو من الَّذي يجمعهما أصلاً؟ يقول الكتاب المقدّس: “يترك الرجل أباه وأمّه ويلتصق بامرأته فيصيران جسدًا واحدًا، وما جمعه الله فلا يفرِّقه إنسان” (أفسس 5: 31). إذا كانت العائلة المسيحيَّة كنيسة صغيرة، فهي إذًا بيت الله أو هيكل الله. هذا يفترض أن يكون الله، المسيح الإله، ساكنًا فيها وبين أعضائها. إذًا، لا يكفي الحبّ العاطفيّ، الجنسيّ، لكي يجمع بين الجنسين. يصبح الرجل والمرأة جسدًا واحدًا إذا اشتركا بالمسيح، بجسده ودمه الكريمين. بعبارة أخرى، المسيح هو الَّذي يجمع بين العروسين، هو الَّذي يجعل الرجل أو المرأة يتنازل حين وقوع الإشكال بينهما. * * * وماذا نقول عن مصير الأولاد إذا حلَّ الطلاق بين الوالِدَيْن؟ هناك تقع الكارثة فيصبح الأولاد كبش المحرقة.من يضمن توازن شخصيّة الولد إذا كان أبوه غائباَ أو كانت أمّه غائبة، أو قُلْ بخلافٍ مع الآخَر؟ كيف يتكوَّنُ بعد ذلك مجتمعٌ صحيحٌ صالِح؟ وحدها قوّة الله قادِرَة حينئذٍ أن تُثَبِّتَ نفسيَّة الولد المتروك يتعذَّب وحده، يلتجِئ إلى الطبيب النفساني الأَخِصَّائي ولا يرتوي غليله. حنان الأمّ، أُبُوَّة الأب، هذا كلّه ناقِص، تُرَى من يستبدله أو من يعوِّض عنه؟ عبثًا تحاولون تطوير الأَبحاث العلميَّة في هذا الشأن، كلّها لا تكفي إذا لم تتوفَّر عائلة متراصَّة بين أعضائها يجمعها الحُبّ وليس أيّ حُبّ، إذ هناك الحُبّ الإلهيّ الضامِنُ كلّ شيء كونه مَنْبَع الحياة الحَقَّة الكامِلَة. * * * نشكرُ الله أنّنا في بلادِنا المشرِقِيَّة نحن بعدُ متمسِّكُون بنظامِ العائِلَة المبنيِّ على الإيمان بالله. وقد بدأ الكيان يتزعزع وعشق الدُّنيا وما فيها يهدِّدُ الكَيان العائليّ.إحذَرُوا من هذا الشَّيطان الَّذي يُقَوِّضُ أساسات البيوت، وتمسَّكُوا بمبادِئ آبائِكم القدِّيسين وتعاليمهم قبل فوات الأوان. السَّعادَة كلُّ السَّعادَة تبقى في بناء عائلة مسيحيَّة تُسَبِّحُ الله في كلِّ جوانب حياتها، وتُثْمِرُ ثَمَرًا طَيِّبًا للمجتمع والوطن. أفرام، مطران طرابلس والكورة وتوابعهما |
||||
24 - 09 - 2016, 07:25 PM | رقم المشاركة : ( 14383 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أهمية التناول وفائدته ولماذا يصف الكتاب المقدس هذا المتناول بدون إستحقاق بأنه مجرم 1- أول أهمية له هي الثبات في الرب: “مَنْ يأكل جسدي ويشرب دمي، يثبت فيَّ وأنه فيه” (يو56:6). 2- كذلك التناول هو الخبز الروحي: “مَنْ يأكل جسدي ويشرب دمي، فله حياة أبدية، وأنا أقيمه في اليوم الأخير” (يو54:6). “من يأكل هذا الخبز، فإنه يحيا إلى الأبد” (يو58:6). 3- هذا التناول هو عملية تطعيم كما في الأشجار (رو17:11؛ يو5:15). 4- كما نقول في القداس: “يُعطى عنّا خلاصًا، وغفرانًا للخطايا، وحياة أبدية لمن يتناول منه”، مثل قول الكتاب في (عب22:9؛ 1يو7:1). 6- التناول أيضًا هو عهد مع الله: فنقول في القداس الإلهي قول الكتاب “لأنه في كل مرة تأكلون من هذا الخبز، وتشربون من هذه الكأس، تبشرون بموتي، وتعترفون بقيامتي، وتذكرونني إلى أن أجيء” (1كو26:11). من يأكل هذا الخبز أو يشرب كأس الرب بدون إستحقاق يكون مجرماً فى جسد الرب ودمه (1كو 27:11) لماذا يصف الكتاب المقدس هذا المتناول بأنه مجرم الجريمة هى أشد درجات الخطأ فإذا تناول الانسان بدون إستحقاق فحين ذاك لايصبح مخطئاً بل مجرماً فى حق جسد الرب ودمه لأنه يستهتر بالمقدسات وقد وضح الإنجيل سبب وصفه بهذا الوصف الشديد بأنه غير مُمَيِز جسد الرب 1كو 29:11 أى انه لاينتبه إلى حقيقة أنه جسد الرب المستحق للإكرام والتمجيد بل يتعامل معه بإستخفاف كما أنه لو كان خبز بسيط ولا يعطيه الإنتباه والاحترام اللائق بجد الرب المقدس – ثم يحذرنا الأنجيل من عقوبات هذه الخطية قائلاًمن اجل ذلك فيكم كثيرون ضعفاء ومرضى وكثيرون يرقدون 1كو30:11 أى أن الله ضربهم بهذه الضربات عقاباً على استهتارهم بالتناول. *مادام الأمر بهذه الخطورة فالأسهل لى ألا أتناول نهائياً ؟ كأنك تريد أن تحرم نفسك من الله هرباً من طاعة وصاياه!! -إن التناول هو ضرورى جداً لحياتنا الروحية وهذا هو كلام رب المجد نفسه إن لم تأكلوا جسد ابن الانسان وتشربوا دمه فليست لكم حياة فيكم يو53:6 أى أن حرماننا لأنفسنا منه يعتبر انتحاراً روحياً -إن الله يدعونى للثبات فيه بالتناول فيقول من يأكل جسدى ويشرب دمى يثبت فى وانا فيه يو56:6 فهل أرفض الثبات فىالله ؟؟؟ فأصبح فريسة سهلة للشيطان !!! -إن الله يدعونى إلى وليمته الروحية المقدسة فهل ارفض دعوته !! هل أرفض الغذاء الروحىالذىيعطينى الحيوية والقوة الروحية مثلما يقول القديس كيرلس الكبير فلنمسك به بواسطة سر الافخارستيالكى يحررنا من امراض النفس وهجمات الشيطان كما يقول القديس كبريانوس من الواجب ان نعطى المناولة للمضطهدين حتى لانتركهم عزلاً بلا سلاح بل فلنسلحهم بحماية دم المسيح وجسده -انه شفاء وتطهير لامراض نفوسنا واجسادنا وارواحنا وحصناً وحفظاً لنا من فخاخ عدو البر وقوة ومعونة لحياتنا وجهادنا الروحى لطريق الابدية -لذلك فإن الكنيسة تدعونا لعدم الانقطاع عن التناول لأسابيع متوالية لئلا تقوى علينا الارواح الشريرة -لا يمكن لأى انسان ان يتحصن ضد الشيطان بدون التناول المتواصل لا الكبار ولا الاطفال الرضع بل ولا حتى القديسين السواح فىالبرارى فإنهم لا ينقطعون ابداً عن التناول بل ينتقلون بقوة الروح الى اديرة وكنائس معينة فى منتصف الليل حيث يقيمون القداس الإلهى ويتناولون -إن سر التناول مملوء بالبركات الكثيرة جداً : 1- حياة وشفاء لأرواحنا ونفوسنا واجسادنا بالمداومة عليه 2- الطعام الباقىيو 27:6 الخبز الجوهرى للحياة الروحية وللدهر الآتى 3- غذاء روحى يحصننا ضد هجمات الارواح الشريرة 4- غفران للخطايا مت28:26 فكل الخطايا التى لم نعترف بها ليس تعمداً بل بسبب الجهل بها تغفر لنا فى سر التناول حيث يصلى الاب الكاهن وغفراناً لجهالات شعبك 5- يثبتنا فى المسيح يو56:6 ويوحد المؤمنين معاً 1كو17:10 كما يوحد الكنيسة المجاهدة على الارض مع الكنيسة المنتصرة فى السماء لذلك نذكر اسماء القديسين المنتقلين والشهداء فى القداس الالهى كتعبير عن وحدتهم معنا فى المسيح ليكون الجميع واحداً يو21:17 6- هو كرازة بالفداء الالهىوالمجئالثانى لذلك مكتوب : فإنكم كلما أكلتم هذا الخبز وشربتم هذه الكأس تخًبِرون بموت الرب الى ان يجئ 1كو26:11 7- هذا الحضور الفعلى للرب بجسده ودمه الحقيقيين الاقدسين يعيد الى ذاكرتنا كل ذكرى آلامه عنا لذلك يقول إصنعوا هذا لذكرى لو19:22 لأن هذا الحضور الفعلى للرب سيجدد فى عقولنا شريط الذكريات فتتجدد وتنتعش محبتنا له -فإن القداس الإلهى لا يقتصر فقط على صلاة التقديس ثم التناول بل بل يشتمل ايضاً على زكرياتالرب : تجسده وميلاده وعماده (اثناء تقديم الحمل) ثم تعاليمه (من خلال قراءات الانجيل) ثم ذكرى آلامه عنا وصلبه وقيامته وصعوده وانتظارنا لمجيئه الثانى وللدينونة العادلة التى سنحصد فيها ثمار طاعتنا له وثباتنا فيه بمداومة التناول من جسده ودمه الاقدسين -والشيطان يعطل اعترافنا وتناولنا بتثقيلنا بالشكوك والزوابع الشيطانية والكآبه والكسل والنعاس الثقيل . فقاوموه 1بط9:5 فيزيلها الرب. *فماذا افعل لكى اتناول باستحقاق ؟ كيف استطيع ان اتناول بدون ان اصبح مجرماً فى حق جسد الرب ودمه؟ ويوجد شروط للحصول على هذا : 1- الايمان المسيحىالارثوذكسى والمعمودية الارثوذكسية اذ لايصح الا الارثوذكسية:شرعية وعقيدة وطقساً ويستثنى الاطفال من شرط الايمان للحصول على المعمودية لان للاطفال معاملة خاصة اذ قال الرب دعوا الاطفال يأتون الى ولا تمنعوهم لان لمثل هؤلاء ملكوت السموات مت 14:19 لذلك يتم عمادهم بضمان الاشبين ولا يصح التناول للاطفال الغير معمدين بل يجب تعميدهم اولاً – ذلك لان المعمودية تمنح نعمة الولادة الثانية الضرورية لدخول الملكوت مثلما قال الرب ان كان احد لايولد من الماء والروح لايقدر ان يدخل ملكوت الله يو5:3 اذ ان المعمودية تمنح المتعمد ثوب البر الابيض الروحانى الذى يؤهله للدخول الى مملكة المسيح التى على الارض ثم التىفى السماء وبالتالى تؤهله للتقدم الى مائدة الرب المقدسة 2- الشرط الثانى للاستحقاق هو الحفاظ على نقاوة هذا الثوب اذ ان الخطايا التى نفعلها تفسد نقاوته وبهائه فيصير ملطخاً لذلك يقول رب المجد عن القديسين انهم هم الذين لم ينجسوا ثيابهم فسيمشون معىفى ثياب بيض لانهم مستحقون رؤ4:3 وهذا الاستحقاق الناتج عن النقاوة هو الذى يؤهلنا ايضاً للتناول باستحقاق 3- كما يجب على المتقدم للتناول الا يشك فى حقيقة التناول لان الذى يشك يتساوى مع اليهود الذين شكوا فى كلام الرب عن حقيقة جسده ودمه عندما قال انا هو الخبز الحى الذى نزل من السماء ان اكل احد من هذا الخبز يحيا الى الابد والخبز الذى انا اعطى هو جسدى الذى ابذله من اجل حياة العالم يو 51:6 فإن اليهود حينئذ شكوا فى قدرته على فعل ذلك وتذمروا قائلين كيف يقدر هذا ان يعطينا جسده لنأكل يو52:6 -وماحدث عندئذ هو امر هام يجب ان ننتبه له جيداً اذ لو كان كلام الرب عن اكل جسده هو من قبيل التشبيهات المجازية لكان الرب قد اوضح ذلك لكى يريح نفوس المتشككين والمتذمرين ولكن ماحدث هو عكس ذلك تماماً اذ اصر الرب على حقيقة اكل جسده وشرب دمه وكرر التاكيد عليه بثلاث تاكيدات قوية الحق اقول لكم إن لم تأكلوا جسد ابن الانسان وتشربوا دمه فليس لكم حياة فيكم من يأكل جسدى ويشرب دمى فله حياة ابدية وانا اقيمه فى اليوم الاخير لان جسدى مأكل حق ودمى مشرب حق يو55,54,53:6 وهكذا ازال الرب كل الشكوك واثبت بكل الوضوح ان كلامه ليس من قبيل التشبيهات المجازية الرمزية بل انه هو الحقيقة الاكيدة. وهذه بعض الارشادات للمتقدمين للتناول: 1-صيام انقطاعى 9 ساعات قبل التناول بدون تجاوز منتصف الليل مع عدم المضمضة بالماء لانها تكسر الصوم الانقطاعىلانها ترطب الفم وتبل الريق ذلك للكبار اما الصغار فيكون 6 ساعات فقط 2-الذهاب للكنيسة بملابس مقدسة محتشمة تليق بالله مقدسة جسداً وروحاً1كو34:7 3-حضور القداس مبكراً قبل قراءة الانجيل والمبكرون يفرحون اكثر 4-بعد تناول الجسد المقدس نغطى الفم بلفافة بكل حرص لمنع خروج شئ من الفم 5-صرف المناولة بشرب قليل من الماء مع تقليبه فى الفم وذلك قبل اكل اىشئ آخر وقبل ارتداء الحذاء وقبل الخروج من الكنيسة احتراماً لقدسية المناولة علماً بان المناولة وصرفها بقليل الماء لايكسران الصوم الانقطاعىكإستثناء لضرورتهما القصوى معاً بل ان الصوم الانقطاعى مع التناول يصبح اقوى جداً 6-عدم مغادرة الكنيسة قبل تسريح الآب الكاهن للشعب قائلاً امضوا بسلام 7-عدم الكلام الباطل لئلا تفارقنا نعمة المناولة بل الشكر والصلاة وقراءة المزامير 8-عدم البصق او اخراج شئ من الفم لمدة تسعة ساعات بعد التناول اما للمرضى معملة خاصة بالاتفاق مع الاب الكاهن وبحسب حالتهم. |
||||
24 - 09 - 2016, 07:28 PM | رقم المشاركة : ( 14384 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القديس سلوان الآثوسي ولد القديس سلوان الآثوسي في إحدى قرى مقاطعة طامبوف، في روسيا الوسطى، عام 1866م. اسمه المدني كان سمعان ايفانوفيتش انطونوف، وعائلته عامية فلاحة، كان إنساناً بسيطاً، قوي البنية، عادياً بين العاديين. ومن العاديات التي ذكرها، فيما بعد، أنه كان على علاقة جسدية بإحدى الفتيات، وكاد أن يقتل شاباً من أهل القرية تحدّاه. وقد ولّد كلا الأمرين في نفسه إحساساً عميقاً بالخطيئة. هاجس الإلهيات لم يغادره منذ الطفولية. من أكثر الذين أثروا في حياته والده الذي وصفه سلوان بأنه كان رجلاً حكيماً، حليماً، لطيفاً، هادئاً، صبوراً. “نصور أنه صبر علي ستة أشهر منتظراً اللحظة المناسبة ليصلحني (في أمر ارتكبته) دون أن يحرجني”. في التاسعة عشرة من عمره احتدت روح الرب فيه فكان كثير الصلاة، يبكي خطاياه. واستمر هكذا ثلاثة أشهر. مذ ذاك، اتجه ذهنه ناحية الرهبنة، لكنه انتظر نهاية خدمته العسكرية. ووصل إلى دير القديس بندلايمون في جبل آثوس في خريف 1892, هناك سلك في الطريقة التي يسلك فيها جميع الرهبان: صلوات في القلاية، صلوات في الكنيسة، أصوام، أسهار، اعترافات، مناولة، قراءة، عمل وطاعة. شهادات الرهبان عنه كانت طيبة. خدم في مطحنة الدير. قلة عرفته معرفة جيدة. ومن هذه القلة تلميذه الأرشمندريت صفروني (سخاروف) الذي كتب سيرته وجمع أقواله واهتم بإبراز قداسة سيرته إلى أن أعلن المجمع المقدس القسطنطيني قداسته في تشرين الثاني عام 1987. لم تخرج حياة القديس سلوان عن المألوف، لا في العالم ولا في الدير. حياته كانت مستترة كما هو حال الرهبان عموماً. هناك، في غربة عن عيون الناس، في “إنسان القلب الخفي” (1بط4:3)، دارت فصول حياة القديس سلوان. جاء في بروتوكول إعلان قداسته الذي صدر عن البطريرك المسكوني ديمتريوس والمجمع القسطنطيني المقدس: “… تفوق… في الفضيلة، جاعلاً نفسه بالورع وقداسة السيرة أنموذج حياة في المسيح يحتذى وإيقونة حية للفضيلة… أظهر نفسه معلماً رسولياً ونبوياً للكنيسة وللمؤمنين… بلغ قامة روحية عالية وأضحى إناء للروح القدس يمارس محبة نادرة… شرفه الله بمواهب شفاء المرضى والمتألمين وبحدس عجيب…” في حياة القديس سلوان ثلاث مراحل روحية أساسية. في المرحلة الأولى: كان أول عمل قام به سمعان بعد التحاقه بالدير تأدية اعتراف كامل بكل ما اقترفه من ذنوب في حياته. وقد استعد لذلك بضعة أيام، ثم قام بما كان مطلوباً منه. قال له الكاهن المعرف، بعدما حلّه من خطاياه: “اذهب الآن بسلام وكن فرحاً”. كلام لم يصدقه سمعان من الفرح، وهو الذي عانى، أبداً، من إحساس مرهف بالخطيئة. وغمرته الفرحة إلى درجة أنه أهمل الانتباه إلى نفسه، عن قلة دراية، وسقط في التهاون. وفجأة ألفى نفسه في اضطراب وقلق وحزن ويأس، تتجاذبه الأفكار وتشدّه في كل اتجاه كما لتقلعه من جذوره. ظن أنه سيكون في مأمن في الدير، فإذا به يكتشف أنه، هنا أيضاً، يمكن أن يهلك. وتبدد الفرح وثارت ألسنة الجحيم وعاوده إحساس بالخطيئة قتال فظن أنه سيموت في الدير بسبب خطاياه. لكنه قرر أن يمضي في صلاة لا هوداة فيها مهما تكن التجربة قاسية. ولثلاثة أسابيع أخذ في صلاة حارة، رغم أن قلبه كان طريح أسى عميق. وإذا بالصلاة تدخل قلبه وتبدأ بالتدفق من ذاتها دونما توقف. لكن الأفكار استمرت تنفخ في صدره وتعبث به، ونما فيه اليأس إلى حد أنه اختبر النور الشيطاني يلفه وتراءت له الشياطين تتحدث إليه، تارة تؤكد له أنه قديس وتارة أن لا خلاص له. استمر الأخ سمعان على هذه الحال ستة أشهر بلغ بعدها أقسى درجات اليأس، فهبطت عزيمته وقال في نفسه: “الله قاس لا يلين”. في اليوم عينه، في صلاة الغروب، عاين الرب يسوع المسيح حياً أمامه قرب إيقونته فامتلأ كيانه من نار نعمة الروح القدس. نور إلهي عظيم انسكب عليه ورفعه من هذا العالم إلى حيث سمع كلمات لا يسوغ النطق بها. تلك كانت ولادة له من العلى على نحو ما ذكر يوحنا في إنجيله (يو13:1،3:3). هذه كانت أول خبرة جحيمية عبر بها سلوان، والرب الإله كشف له ذاته بعدما استنفذ نفسه، فغفر له ذنوبه وكفت صلاة التوبة عنده وذاق حلاوة المصالحة مع الله وسلاماً عميقاً. المرحلة الثانية: ومر بعض الوقت والأخ سمعان في ما يشبه شهر العسل، ثم عاد إليه الجحيم في حلة أخرى. بدأت النعمة تتناقص فيه فخاف وارتبك. ذهب إلى أب روحي يسأله تفسيراً ونصحاً. فلما عرف الأب الروحي بحاله استغرب أن شاباً، في مثل حداثته، قد بلغ في النعمة قامة كهذه. ومن حيث لا يدري، تسبب الأب في دفع سمعان إلى أكثر التجارب قسوة في المسيرة الروحية: الكبرياء. لم تعد النعمة تأتي إليه إلا قليلاً ثم تغيب، رغم نسكه وجهاداته الفائقة. حربه مع أفكاره كانت شرسة، لكن نفسه كانت في جحيم، وجحيم الراهب أن تغادره النعمة بعد أن تسكن فيه. صار همه أن يعرف كيف تقتنى النعمة وكيف يحافظ عليها وما هي الأسباب التي من أجلها تغادرنا. استمر سمعان على هذه الحال خمسة عشر عاماً. وقد خبر برودة القلب وتشتت النفس وثورة الأهواء وبعثرة الأفكار. لم تعرف نفسه يومذاك الثبات. كل ذلك جعله يضاعف سعيه، حتى إنه لم يعرف النوم إلا ساعة ونصفاً أو ساعتين في اليوم. أخيراً، استنفذ نفسه من جديد ولم يعد يدري ماذا يفعل. قام مرة ليسجد فألفى الشيطان منتصباً أمامه، فعاد إلى كرسيه الصغير وقال: “قل لي يا رب ماذا افعل؟”. فجاءه صوت يقول له: “احفظ نفسك في الجحيم ولا تيأس”. إن الكبرياء هي جذر كل الخطايا وبذرة الموت، وإن الله تواضع ولا يبلغ إليه إلا في التواضع. المرحلة الثالثة: بعد هذا الإعلان الإلهي الجديد، باتت أنشودة سلوان المفضلة هي التالية: “سأموت وستنزل نفسي المسكينة إلى ظلمات الجحيم. هناك، وحيداً في اللهب المظلم، سوف أبكي وأصرخ إلى سيدي أين أنت، يا نور نفسي؟ لماذا تركتني؟ أنا لا طاقة لي على العيش من دونك…”. لم تعد النعمة، في هذه المرحلة، تتركه كما من قبل. صار حاملاً لها في قلبه. أدرك حضور الله الحي وبات الذهول يملأه إزاء رأفات العلي. سلام المسيح العميق أفعم قلبه وأعطاه الروح القدس الطاقة على الحب. ومع أنه أضحى مجاهداً روحياً عظيماً، لكنه استمر يعاني من تقلبات الطبيعة البشرية. وكان كلما شعر بالنعمة تضعف فيه يذرف نفسه دمعاً وألماً. واستمر سلوان الراهب على هذا المنوال خمسة عشر عاماً إضافياً، أعطاه الله بعدها القدرة على طرد كل فكر بحركة بسيطة في النفس، فأضحى على شكر دائم لله. كان، في صلاته، لا يكف عن ترداد هذه الكلمات: “كيف أشكرك، ربي، على نعمك الجزيلة؟! فلجاهل ولخاطئ أنت تكشف أسرارك. العالم يلفه اليأس وإلى الهلاك يمضي، وأنت تفتح لي أبواب الحياة الأبدية، أنا، آخر الكل وأسوأ الجميع!. أيها السيد، ليس في وسعي أن أخلص وحيداً فهب العالم كله أن يعرفك!”. وشيئاً فشيئاً غمرت الراهب سلوان رأفة ما بعدها رأفة حيال من لا يعرفون الله. صار له قلب كقلب الله. كان يقول: “أن نصلي من أجل الناس معناه أن نسكب دمنا من أجلهم”. “إن أخانا هو حياتنا”. تميز القديس سلوان بالصلاة لأجل المسكونة وباليقين أن لا نُطق بالله ولا حياة فيه إلا بالروح القدس. هكذا بلغ القديس سلوان الألم الكبير الذي حدا بكلمة الله لأن يتجسد. هكذا بلغ سلوان الحب الكبير، وبات يسير بخطى ثابتة صوب اللاهوى. كان رقاده هانئاً في الرب في 24 أيلول 1938. طروبارية للقديس سلوان الآثوسي باللحن الخامس لقد أدهشت أيُّها الأبُ جبل آثوس. إذ عِشتَ بما يفوقُ الطَّبيعة، مُعطيَّاً إيّانا قُوَّةً إلهيّة. فنحن نُكَرِّمُ بتوقيرٍ تذكارك يا سلوانُس، ممجِّدين مَن أعطاكَ للكنيسة كارزاً عظيماً بالمسيح. |
||||
24 - 09 - 2016, 07:29 PM | رقم المشاركة : ( 14385 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
عظمة سر الشكر المقدس أن جسد المسيح هو الدواء ضد الخطيئة، ودمه الكريم هو السبيل الوحيد الذي به يتخّلص الإنسان من جريرته وثقل خطيئته. فجسد المسيح صار كنزاً للكمال الإلهي وكان دائماً نقياً من كل خطيئة فأتمَّ كل عدالة وبشر بالآب بين البشر وكان مجهولاً عندهم وقتئذ. بشرَّ به قولاً وفعلاً. هذا الجسد الذي نتناوله ذبح فوق الصليب وقاسى العذاب عندما اقتربت الساعة للتضحية فاستحم وسط عرق من دم. خانه يهوذا وقبض عليه وسيق مقيداً إلى أمام فاعلي الإثم، وشهد أمام بيلاطس الشهادة الصالحة كما يقول الرسول بولس. وبسبب شهادته العظمى تحمل الموت، موت الصليب. تحمل هذا الجسد الذي نتناوله الجلْد أيضاً، وسُمرَّت اليدان والرجلان وطعنت الجنب بحربة وتألم وقت الجلد ألماً عظيماً وعانى أشد العذاب عندما سُمرَّ على الصليب. وهذا الدم الكريم، دم المسيح الذي نتناوله عندما انسكب من الجراح، أظلمت الشمس وتزلزلت الأرض، وتقدَسّ الفضاء وتنقى العالم كله من رجس الخطيئة. لم تكن للناموس الحرفي – ناموس العهد القديم – قوة تجعل الذين يحافظون عليه كاملين لأنه ناموس ناقص. كان من الضروري أن يُكشَف عن ناموس الروح، ناموس العهد الجديد الكامل والقادر أن يقود الإنسان إلى الكمال. إن الألم الذي يعانيه المسيحيون والدموع التي يكسبونها ليحوزوا من جديد على النعمة التي خسروها بسبب الخطايا بعد المعمودية لا يفيدهم في شيء إذا هم لم يركضوا ويسارعوا إلى دم العهد الجديد والى جسد المسيح الذي ضحي على الصليب. أن سر الشكر هو السر الذي يعتق أمام عدالة الله أولئك الذين اعترفوا بانسحاق قلب أمام الله بخطاياهم. نعتمد مرة واحدة ولكننا نتناول مراراً لأننا كبشر نخطئ ولكي نتخّلص من خطايانا من الضروري أن نهرع إلى التوبة والى الجهاد والصراع ضد الخطيئة، ولكي نحظى بالغلبة علينا أن نتناول جسد المسيح ودمه الذي يشكل الدواء لشفاء الشرور الإنسانية. القديس نيقولا كاباسيلاس |
||||
24 - 09 - 2016, 07:32 PM | رقم المشاركة : ( 14386 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
خربشات أسقف
عنوانٌ قد يستغربه الكثيرون. إذ اعتاد معظم المؤمنين على التعاطي مع الراعي باتجاه وحيد؛ هو يعطي وهم يستقبلون. يريدون ليَده أن تبقى ممدودةً باتجاههم، وحاملةً ما يعتقدونه، هم، اللازمَ لهم، أو ما يرغبون، هم، به. عندهم، هو موجود لتأمين مطالبهم. يتعاملون معه ك “سوبر إنسان”: لا يجوز أن يخطىء، ويتعب، ويرتاح!! ولماذا عليه، حتّى، أن يفكّر بالطعام والشراب!! ينسون أنّه إنسان، ومن حقّه، أن يشعر بتواصل روحي وجداني مع أبناء رعيّته، ومع غيرهم. لا بل إنّ هذا التواصل حاجة أساسيّة ولازمة له، من أجل تأمين استمرار خدمته ونجاحها. يحتاج الراعي إلى أن يكون ملاكاً بجسدٍ لا جسداني، حتّى يتحمّل نسيان رعيّته له. أمّا إن كان ممّن يتمتّعون بضمير مرهف، وقلب حنون، ويعيش رسالته الكهنوتية، بكلّ صدق، فليس له إلا أن يرتضي حملَ صليبه بشكل دائم، متطلّعاً، أبداً، إلى ربّه، ملتمساً منه، ومنه وحده، التعزيةَ الحقيقيّة. حاجات شعب الله كثيرة ومتنوّعة؛ فيها الروحيّ والاجتماعيّ والمعيشيّ والنفسيّ … ما يجعل دورَ المؤمنين، الواعين لمسؤوليتهم الإيمانيّة، لا غنى عنه. فكيف للراعي أن يحقّق في شخصه كلّ هذه الأمور، وهو لا يرى إلا من يطالبه باحتضانه، فيما ما من أحد يحضنه هو. أتساءل بين حين وآخر: ما هي صورة الراعي حقّاً في أذهان المؤمنين؟ في الواقع، ثمّة من يُدهَش منهم، عندما يكتشفون أنّه إنسان، وبحاجة إلى تواصل إنسانيّ على الأقل، إن لم نقل روحيّاً!! فصورته في أذهانهم تصنّفه في مرتبة سامية جدّاً. ولكنّهم يقيمونه وحده فيها، ويعفون أنفسهم منها، متناسين أنّه وإيّاهم مدعوّون إلى القداسة ذاتها. وفي الوقت ذاته، لا يرحمونه إزاء أيّ تصرّف أو سلوك أو موقف أو حتّى كلمة لم تعجبهم. ليس المقياس، عندهم، مدى توافق رعايته مع الإنجيل! المهم، عندهم، أنّه لم يؤمّن لهم مطلبهم، حتّى لو حاول وبذل ما يفوق طاقته ولكنّه عجز. وصف القدّيس تيخون الزادونسكي هذه الحالة، منطلِقاً من معاناته الشخصيّة، فقال: “إذا حفظ نفسه من الخطيئة قالوا إنّه “متزمّت!”؛ وإذا حزن على خطيئته قالوا إنّه :”سوداويّ!”. إذا وزّع الحسنات قالوا إنّه: “مراءٍ!”؛ وإذا استزاد من الصلاة، قالوا “من الغيورين!”، إذا أُهين وسامح، قالوا: “لا يقوى على الدفاع عن نفسه!”. وإذا سخى على الفقراء، قالوا: إنّه “أحمق مبدِّد!”. أسرّ لي مطران روماني، تعدّ أبرشيّته ما يزيد قليلاً عن مليون نسمة، بأنّ معاناته العظمى تكمن في كيفيّة رعاية المؤتَمَن عليهم، بحسب متطلّبات الإنجيل، في حين لا يريد ذلك كثر منهم ، بل يطلبون منه أحياناً ما يخالف الإنجيل. ذكّرني كلامه بالقدّيس الكبير اسحق السوري، الذي أُقيم أسقفاً على مدينة نينوى (العراق)، في القرن السابع. هذا أتى إليه رجلان متخاصمان حول حقل. قال لهما يقول الإنجيل كذا. فأجابه أحدهما مالي وللإنجيل، أنا أريد حقّي. فقال الأسقف ماذا أفعل هنا إذن؟ وليس لي عمل سوى الإنجيل! فهجر المطرانيّة إلى البريّة حيث تنسّك، وصار من أكبر القدّيسين الروحانيّين. أمّا عدم اهتمام الرعيّة بإصلاح حالها، وتطهير نفوسها، وبرودتها الروحية، واكتفائها بما هي عليه، فميدان آلام روحيّة أخرى للراعي. ما هو عمل الأسقف إن لم يكن تقديسُ حياة أبنائه، ومساعدتُهم على السير في هذا الطريق؟! تقوم الأولويّة في خدمته على رعاية كلّ ما من شأنه أن يؤدّي بهم إلى تقدّم في عيش إيمانهم المسيحيّ. خدم القدّيس تيخون الزادونسكي أبرشيّته الفقيرة، روحيّاً وماديّاً، بتفانٍ، وحاول إنهاض شعبها، روحيّاً، بكلّ ما منحه الله من حكمة وقوّة. لكنّه كتب في مذكّراته عن الواعظ، الذي استقدمه لكي يعلّم الرعيّة: “عبثاً يُتعِب الواعظ الفقير صوته”. ولا شكّ في أنّ مرضه، الذي احتجّ به، ليطلب من المجمع المقدّس الروسي إعفاءه من خدمة الأسقفيّة، إنّما كان نتاجَ معاناته الأليمة، مع شعب لم يتحضّر بآداب الإنجيل، ولا يريد ذلك. فأكمل بقيّة حياته في أحد الأديرة، منصرفاً إلى حياة التأمّل والصلاة وعمل الصدقات. يتعاطى الناس، عموماً، مع الأسقف، بصفته صاحب مركز اجتماعيّ أو سياسيّ، له مكانة عليا، أكثرَ ممّا يعاملونه أباً روحيّاً، مُقاماً للسهر على خلاصهم. يريدونه أن يؤمّن احتياجاتهم المادّيّة لا الروحيّة. وفي بلداننا الشرقيّة، حيث لا ينفصل الدينيّ عن الاجتماعيّ، يريدونه موافِقاً لهم على ما يرغبون به، ولو كان مضادّاً للإنجيل. وإلا كان بنظرهم متشدّداً، أو متزمّتاً. هذا يجعله في مخاض ضميريّ دائم. فإلى أيّ حدّ يمكن لضميره أن يسايرهم، ويغضّ الطرف عن بعض تصرّفاتهم، خاصّة، عندما يفرضون مشيئتهم على قضايا إيمانيّة أساسيّة، فيحرفونها ويطعنونها في الصميم؟ أيكون قد بلّغ الأمانة إن وجهّهم بحسب مرضاة الربّ، ولم يستجيبوا؟ بينما يريده بعضهم رجل أعمال، بنّاء، مُطلِقاً لإنجازات، مستثمراً في الوقف، يراه آخرون رجل سياسة. والسياسة، في عرفهم، تثبيت لوجودهم، وتحقيق لمنافعهم. بعضهم يطالبونه بتلبية ما يعتبرونه واجبات اجتماعيّة، ويرغبون بترؤسه ولائمهم الفاخرة، ولو كان الحديث يطرق كلّ الميادين، إلا ما يختصّ برسالته الدينيّة أو الروحيّة. آنذاك يكون، في عرفهم، محدِثا لبقاً “يبيّض الوجه”!! أمّا أن يكون رجلَ الله، طاهراً، نقيّاً، رجل صلاة، وافتقاد، مُلزِماً نفسه بوصايا الإنجيل، فلا يعتبرونه وافياً بالمطلوب. يقولون: مكانه الدير لا الأبرشيّة، ولو وزّع جسده على الفقراء. لم يخرج شعبنا المسيحيّ في الشرق من مفهوم المطران القبضاي، المدعوم أربعمائة سنة من النظام العثماني، الذي قام على أساس الملّة، وجعل المطران بمثابة محافظ لطائفته، ومدبّرٍ لشؤونها الزمنيّة أمام السلطات. أمّا أكثر ما يُشعر الراعي بالغربة الداخليّة، فهو أن لا يجد تجاوباً معه، في نطاق أبرشيّته. كأن لا يلاقي اهتماماً من رعيّته، سواء وعظ أم لا؛ أو أن يتحلّلوا من مسؤولياتهم تجاه كنيستهم، ويطالبوه في الوقت ذاته، باجتراح الإنجازات والعجائب. أن يعتبر المؤمنون أنّ الأبرشيّة ومواردها مزرعة الأسقف الشخصيّة، لهو منتهى الانسحاب من التزامهم الإيماني، ولكن أن يجعلوا تأمين كلّ خدمة، على أكتاف الأسقف أو الكاهن، فهو منتهى الجهل، إن لم نقل توصيفاً واقعيّاً أقسى. يكتفي الكثيرون بانتقاد رعاتهم “ع الطالع والنازل”، بما يصحّ ولا يصحّ، بما لا يعجبهم ولا يرونه نافعاً لهم، وفي الوقت ذاته يعفون أنفسهم من كلّ مسؤوليّة. وكأنّ مسؤوليّتهم تُختَصر في الانتقاد والتهجّم! والأنكى من هذا، أنّهم يتناولون حياته الشخصيّة في كلّ تفصيل، بدءاً ببيته وليس انتهاء بمصروفه. يراقبونه ويحاسبونه على أمور معيشته، وقلّة منهم فقط، هي التي تهتّم به حقّاً، لترعاه وتتواصل، في العمق، معه. أمّا الذين يريدونه رجل الله بامتياز فهم أقلّ من القلّة! ومع ذلك يستغربون أن يختبر الغربة وهو في وسطهم؟! من صفحة المطران سابا (إسبر) |
||||
24 - 09 - 2016, 07:40 PM | رقم المشاركة : ( 14387 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القديس زكريا النبي أبي يوحنا المعمدان السابق الكريم
ن الخبر اليقين عن القّديس النبي زكريا نجده في الكتاب المقدس، وبالتحديد في إنجيل لوقا من العهد الجديد، الإصحاح الأول (5-22، 57- 79). وهذا ما نعتمد عليه في عرضنا لسيرته. كان زكريا كاهنا من كهنة الهيكل، من فرقة ابيّا، وهي الفرقة الثامنة من فرق بني هارون الأربع والعشرين المذكورة في سفر أخيار الأيام الأولى، الإصحاح الرابع والعشرين. وكانت لكل فرقة دورها في خدمة الهيكل تؤديه لمدّة أسبوع، من السبت إلى السبت. وكان كهنة كل فرقة يقومون بالخدمة على أساس القرعة، فمن وقعت عليه القرعة، كان يدخل مرتين إلى القسم المسمى (القدس)، في اليوم، ليقدّم البخور، فيما كان الشعب، خارجا، واقفا يصلّي. ذات مرة، وقفت القرعة على زكريا ليبخّر فدخل، وإذا بملاك الرب يظهر له واقفا عن يمين مذبح البخور. فلما رأى زكريا الملاك ارتعد. فقال له الملاك لا تخف يا زكريا لأن طلبتك قد سمعت، وامرأتك أليصابات ستلد لك ابنا وتسميه يوحنا. هذا يكون سبب فرح وابتهاج لكثيرين. يتقدّم أمام الرب بروح إيليا وقوتّه ليهيئ للرب شعبا مستعدا. زكريا، في ذلك الوقت، كان متقدّما في السن وكذلك امرأته. وسأل زكريا الملاك باستغراب وشك، كيف يمكن أن يكون هذا وأنا شيخ وامرأتي قد جاوزت سن الإنجاب. فأجابه الملاك: أنا جبرائيل الواقف قدّام الله أكلمك، وها أنت تكون صامتا إلى اليوم الذي يتحقّق فيه الكلام الذي كلّمتك به لأنك لم تصدّقي. وبالفعل، أمسك لسان زكريا عن الكلام، وبقي كذلك إلى ما بعد ولادة الصبي بثمانية أيام. يومذاك، جاؤوا بالصبي ليختن ويعطى اسما. فأصرّ ذووه على تسميته باسم أبيه زكري، فيما قالت أمه أليصابات أن يسمّى يوحنا. وإذ ذاك انفكت عقدة لسانه وتكلّم وبارك الله. وامتلأ زكريا من الروح القدس وتنبّأ قائلاً: مبارك الرب اله إسرائيل لأنه افتقد وصنع فداء لشعبه، وأقام لنا قرن خلاص في بيت داود فتاه، كما تكلّم بفم أنبيائه القديسين الذين هم منذ الدهر، خلاص من أعدائنا ومن أيدي جميع مبغضينا، ليصنع رحمة مع آبائنا ويذكر عهده المقدّس، القسم الذي حلف لإبراهيم أبينا أن يعطينا أننا بلا خوف منقذين من أيدي أعدائنا نعبده، بقداسة وبّر قدامه جميع أيام حياتنا. وأنت أيها الصّبي نبّي العلّي تدعى لأنك تتقدّم أمام وجه الرب لتعد طرقه، لتعطي شعبه معرفة الخلاص بمغفرة خطاياهم، بأحشاء رحمة إلهنا التي بها افتقدنا المشرق من العلاء، ليضيء طروباريةالقديسزخرياالنبيباللحنالرابع لما تسرب لتَحلَّة الكهنوت أيها الحكيم، قرَّبتَ لله يا زخريا محرق اتكاملة مَرضيَّة حسب شريعة الله كما يليقب الكهنة، وصرت كوكباً ومعيناً للأسرار، وحاملاً عليك علائِم النعمة واضحةً يا كامل الحكمة، وقُتلت بالسي ففي هيكل الله، فيا نبي المسيح ابتهلْإ ليهِ مع السابق أن يخلص نفوسنا. اليوم النبي وكاهن العلي زخريا وال دالسابق، تقدَّم فوضع تذكار همائدةً لغذاء المؤمنين، ومزجلل جميع شرا بالعدل، فلذلك نمدحه بما أنه مسارٌّ إله يٌل نعمة الله على الجالسين في الظلمة وظلال الموت لكي يهدي أقدامنا في طريق السلام. |
||||
24 - 09 - 2016, 07:41 PM | رقم المشاركة : ( 14388 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أيُّ إلهٍ نَعْبُد؟
نُطِلُّ اليوم على شهر أيلول الَّذي يُعْتَبَرُ بدء السَّنة الكنسيَّة. وفي مطلعه نعيِّد لقدِّيسٍ من أهمِّ قدِّيسي بلادنا هو القدِّيس سمعان العاموديّ، الَّذي عاش في القرن الرَّابِع الميلاديّ بقرب مدينة حلب الشَّهباء في سوريا. ماذا يعني هذا؟ في خدمة رأس السَّنة الكنسيَّة نطلب إلى الرَّبِّ أن يقدِّس كلَّ عملٍ نقومُ به ليكون ذبيحةً شُكْرِيَّة لله. إذ إنَّ كلّ شيء منه وله. ونطلب منه أيضًا أن تكون خليقته مجالًا لنعمته، كي نرفع بها المجد لاسمه القدُّوس. أمَّا القدِّيس سمعان العاموديّ الَّذي ذاع صيته، فأتاه النَّاس من كلِّ صوبٍ ليتبرَّكُوا به ويسترشِدُوا منه. يا لها من مفارَقَة غريبَة! القدِّيس سمعان هجر العالم وكلّ بهرجته وضجَّته ليسمع صوت الله فيه. هجر المدنيَّة ليُذَلِّلَ الحواجز الَّتي تفصله عن الله. هجر المدنيَّة وما فيها من استقرار ورفاهِيَة. هجر الكلام النَّاعِم والمُجَامَلات. هجر كلّ شيء ليسكن صحراء مُقْفِرَة ليس فيها نظام وقوانين بشريَّة، ليس فيها أمان المدنيَّة والتَّطوُّر المعهود. اِنْطَلَقَ إلى مكانٍ بِكْرٍ افتكرَ أنَّ نظامَه هو الله، ولكنَّه إله ليس من صنع البشر، إله لا يُحَلِّلُ القتل والذَّبح، إله ليس من صنع أيادٍ بشريَّة دهريَّة أَلَّهَهَا الإنسان بأنانيَّته ونظرته من خلالها إلى السَّعادة والفرح والآخَر. قدِّيسنا ذهب إلى القَفْرِ حيث لم تدنِّسْهُ يدٌ وأفكارٌ تَسَلَّطَ عليها السُّقوط، فحقَّقَ المعجِزَة إذ تَحَوَّلَ القَفْرُ إلى مدينة، لا بل إلى حياة تضُجُّ بالهدوء والرَّاحة والفرح، مدينة يقصدها كلّ من أَتْعَبَتْهُ الحياة بهمومها، مدينة سيِّدها الله، أي المحبَّة المُحَرَّكَة من الرُّوح القدس الَّذي هو روح الحقّ، روح السَّلام، روح الوداعَة، روح الفهم. قدِّيسنا إنسان بسيط امتَهَنَ رعاية الماشِيَة. لفتَهُ قول الرَّبِّ في التَّطويبات، وتأمَّل فيها، فكان تحقيقها هدفه. لم ينطلق من الخارج الى الدَّاخِل، إنَّما من الدَّاخِل إلى الخارج. أي عالج، أوَّلًا، ذاته صومًا وصلاةً ونسكًا، فاستحَقَّ التَّطويب. هجر ضجَّة النَّاس، ولكنَّه حملهم في قلبه وصلاته فعاد إليهم مُرشِدًا ومعلِّمًا، فَصَحَّ فيه قول الرَّبِّ: “…أمَّا من يعمل ويعلِّم فهو الأعظم في ملكوت الله”. هذا كلّه يطرح علينا السُّؤال، في هذه الأيَّام الصَّعبَة: إلى أيِّ حَدٍّ استولى علينا الدَّهر فأصبحنا له دهريِّين وأصبح إلهنا من هذا الدَّهر، أي أصبحت لغة القتل لغتنا: أقتلُكَ لأَعيش. وأصبح الإنسان رقمًا لا اِسْمَ له ولا قيمة؟ القدّيس سمعان العاموديّ يضعنا أيضًا أمام تَحَدٍّ: ما هو قانوننا؟ أهو مستمَدٌّ من الله أم من النَّاس؟ هل الله هو السَّيِّد أم نحن؟ هل الله هو الآمِر أم نحن؟ وهو الَّذي قال لإبراهيم: “دع اسحق ابنك”. “الذَّبيحة لله روح منسحق”، “القلب المتخشِّع المتواضِع لا يرذله الله”، و”الله يُسجَدُ له بالرُّوح والحقّ”. أَلَا جَعَلَنَا الله في مطلع هذه السَّنة أبناء حقيقيِّين له. الأسقف غطَّاس (هزيم) |
||||
24 - 09 - 2016, 07:43 PM | رقم المشاركة : ( 14389 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
عجيبة القديس نكتاريوس
الله يعطي بسخاء، لنشكر الله من أجل بركاته الكثيرة إليكم القصة التي حدثت مع إبننا الصغير كما هي : لقد كنا وبفارغ الصبر ننتظر مجيء مولودنا الثاني بلهفة وفعلاً بتاريخ 6/9/2009 كان موعد ولادة زوجتي وكنا قد اتفقنا على تسميته ” فضل”. وقد تمت الولادة في مستشفى الخالدي الكائن في منطقة جبل عمان، وقد ولد طفلنا في تمام الساعة الواحدة ظهراً بعملية جراحية ( قيصرية) وكانت صحة الطفل جيدة جداً وقد أتى طبيب الأطفال المعتمد د. سابا غاوي وقام بفحص الطفل وكانت أموره ممتازة. وغادر الطبيب بعد أن اطمئن على حالته. وفي تمام الساعة الرابعة فوجئت بأن نَفَسْ الطفل قد أصبح سريعاً من خلال حركة بطنه وتنفسه السريع هو يلهث فقامت الممرضة بوضع جهاز التنفس وقامت على الفور بالإتصال بالطبيب، وعندما حضر الطبيب طلب صورة أشعة وقد تبين من خلال الصورة وجود هواء حول الرئتين والتهاب في الرئتين حيث قام الطبيب بوضع برابيش لإعطاء الطفل المضاد الحيوي وهنا بدأت المعاناة. حاولت أن أطمئن زوجتي بأن الطفل جيد ولكنها كانت تطلب إحضار الطفل إلى الغرفة كونها لا تستطيع الحراك. فبدأت تتسأل لماذا لا يريدون إحضار إبني لكي أراه ووقتها نهضت من الفراش متناسية أوجاعها وجاءت لترى الطفل في الوقت الذي كنت فيه أنا والطبيب والممرضات موجودون في غرفة الخداجNurseryوقد بدأ التعب على زوجتي والقلق لرؤيتها وضع الطفل حيث أرتفعت درجة حرارتها إلى أكثر من 40 درجة وقد نزفت كثير من الدم وقامت الممرضات بإعطائها المهدئات.في اليوم التالي بقي وضع الطفل كما هو ونحن بانتظار أي خبر ولكن دون جدوى حيث وضع الطفل كما هو على الأجهزة والتنفس الإصطناعي، وفي اليوم الثالث أمر طبيب النسائية د. سليمان ضبيط بإخراج زوجتي من المستشفى ولكن إبني بقي كما هو. وفي المساء كانت زوجتي على إتصال دائم مع الممرضات المناوبات وقد أخبرتها إحدى الممرضات بإن هناك تحسن فأطمانتزوجتى وذهبت لتنام. وفي الصباح التالي وفي تمام الساعة السادسة صباحاً من تاريخ 8/9/2009 نهضت زوجتي من الفراش مفزوعة وأخذت تقرأ الكتاب المقدس وقامت على الفور بالاتصال بالمستشفى لأنها أحست بشيء ما سيحدث حيث أخبرتها الممرضة بأن الطفل وضعه قد ساء جداً وتم وضعه في قسم العناية الحثيثة وذهبنا فازعين إلى المشفى ودخلت وحدة العناية الحثيثة لأرى إبني ممداً على سرير صغير وكل أنواع الأجهزة موضوعة عليه من نبض القلب، ضغط الدم، أجهزة التنفس الأصطناعي وهناك ممرضة جالسة أمامه تتابع حالته وتكتب التقارير وحضر د. سابا غاوي طبيب الأطفال وطالب بإحضار د. خالد السلايمة اختصاصي أمراض القلب وتم فحص قلب الطفل ودماغه ولم يتيبن أي شئ الحمد الله وأن قلبه ممتاز واستمر الحال كما هو حتى تاريخ 11/9/2009 دون جدوى. وفي مساء ذلك اليوم جئت أنا وزوجتي لرؤية إبننا وكانت حالته على ما هي فتقدم إلينا ممرض وبيده كيس فيه صورة القديس نكتاريوس، ماء مقدس، بخور وزيت مقدس وأخبرنا بأن شخص جاء ووضع الزيت عند الطفل مع العلم بأننا كنا منعنا أي أحد من زيارة الطفل بالإتفاق مع رجال الأمن باستثناء والديه، فتعجبنا من دخول هذا الشخص ووضعه للزيت فسالنا الأهل والأقارب فلم يعرفوا عن ذلك. وفي صبيحة اليوم التالي مع تاريخ 12/9/2009 ذهبنا باكراً إلى المشفى لرؤية طفلنا وكان وضعه قد تحسن بصورة رهيبة والمؤشر على جهاز التنفس بدا بالنزول إلى 90% مع إنه كان 100% ونسبة الإصفرار بدأت تتلاشى.بدأنا نشعر بالراحة وأخذنا نفكر أنا وزوجتي كيف حدث هذا عند لحظة وضع الكيس الذي يحمل صورة القديس نكتاريوس. في مساء نفس اليوم أصبح مؤشر جهاز التنفس 80% أي بدأ تخفيف نسبة التنفس الإصطناعي ( أوكسجين + هواء) ومن ثم طلب مني د. سابا بإحضار وحدة دم لإعطائها للطفل كونه فقد الكثير من الدم من كثرة الفحوصات وعند وصولي المشفى رأيت الكثير من الأطباء والممرضات عند الطفل فأسرعت لأرى ماذا يجري فأخبروني بإنهم سيرفعون الأجهزة كليا عن الطفل لأنه أصبح جيدا فأخبرت زوجتي التي لم تصدق وعندها أصبحت صحة الطفل تتحسن بصورة سريعة ومفاجئة عكس كل التوقعات وكأن شيئا لم يحدث ومن ثم تم رفع الأجهزة وأخرجوه من غرفة العناية الحثيثة إلى غرفة الأطفال فقط للمراقبة والحمد الله خرج متعافيا من المشفى بشفاعة القديسة والدة الإله العذراء مريم وبشفاعة القديس نكتاريوس. وكوني أعمل دليلا سياحيا ذات يوم ذهبت برفقة مجموعة سياحية إلى موقع المغطس وقد التقيت الأخ الشماس سلمان في كنيسة القديس يوحنا المعمدان للروم الأرثوذكس وأخبرته ماذا حصل معنا وأخبرني أنه يوجد خوري إسمهنكتاريوس في دير المطرانية وحصلت على رقم الهاتف وعند عودتي إلى البيت أخبرت زوجتى ماذا حدث وتم الإتصال مع أبونا نكتاريوس وتم تحديد موعد للقائه في مكتبه في مبنى المطرانية، وتم سرد تفاصيل ماذا حدث مع إبننا الذي تم تسميته (عيسى) بدل ( فضل)، وقال لنا نحن نذهب إلى المستشفيات ونضع كيس فيه ماء + زيت مقدس بالإضافة إلى البخور وصورة القديس نكتاريوس شفيع المرضى. فهذا زادنا إصرارا على الإطلاع ومعرفة قصة القديس نكتاريوس، وبالفعل قام أبونا نكتاريوسمشكرواً بإعطائنا كتاب قصة حياة القديس وصورة، وقد بورك بيتي عند وضع صورته في بيتي. فقد نذرنا تسمية إبننانكتاريوس في المعمودية وأن يقوم الأرشمندريت نكتاريوس بتعميده في كنيسة القديس نكتاريوس. هذه التجربة كانت مريرة علينا ولكن أصبحت ذكريات بالنسبة إلينا فيجب علينا أن نشكر الرب دائماً على نعمه الكثيرة علينا. والدا الطفل: ربيع كربوراني وربى حجازين من صفحة الاب باسيليوس محفوض |
||||
24 - 09 - 2016, 07:48 PM | رقم المشاركة : ( 14390 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
بروتو بسالتي الكرسي الأنطاكي ديمتري المر 1880- 1969
تمهيد تدين الموسيقى البيزنطية او الرومية لأعلام عديدين مروا عليها وجميعهم تركوا بصمات بينة بعد ان نظمها ووضع الحانها القديس يوحنا الدمشقي في القرن الثامن المسيحي… وكان لدمشق بصفتها عاصمة الكرسي الأنطاكي وابرشية البطريرك الأنطاكي دوراً رئيساً في تنمية هذا الفن بالرغم من واقعها الأليم لوقوعها دوماً تحت الشدة والضغط من مجتمع في معظمه متخلف، إضافة الى حكام غلاة ومتعصبين والحاكم المملوكي ثم العثماني حاقد، اضافة الى محاولات الاستلاب المنتظمة من الرهبنات التبشيرية، التي فتحت لها الرئاسات الروحية ابواب كنائسها وبيوت رعاياها لتساهم في تخفيف الضنك فكان المقابل استلاب منظم نشأ عليه ما نحن فيه من شرذمات، وطوائف وهياكل فرعية مقابل هياكل أصيلة ، ومذابح كنسية فرعية مقابل مذابح كنسية أصيلة… ومع كل هذا الألم المسبب له من الشقيق والغريب، حافظ الكرسي الأنطاكي على ثوابت ايمانه وليتوراجياه، والترتيل الذي هو سمة مميزة من مميزات الطقس الرومي، وظهر وعلى التتابع اعلام سبق لنا ان تناولناهم بالتنسيق مع الأب الدكتور يوحنا اللاطي الملحن والمدون والباحث الموسيقي في مقال لنا في موقعنا هنا كنا قد نشرناه قبلاً في النشرة البطريركية. ولعل اهم الموسيقيين الأنطاكيين في اواخر القرن 19 والى منتصف القرن 20 كان البروتوبسالتي (المرتل الأول) ديمتري المر. ومع الاعتراف بأنه كان ثمة ائمة في هذا الفن كالمرتل يوسف الدوماني شقيق البطريرك ملاتيوس وديمتري الازميري… ولا مندوحة من الاشادة بعدد كبير ممن صاروا ائمة العلم الموسيقي الرومي في القرن العشرين الى وقتنا الحاضر وكل منهم يعد مدرسة متميزة ساهمت في تكوينها الدراسة المثلى لمعهد القديس يوحنا الدمشقي اللاهوتي في البلمند وانتشروا في كل ابرشيات الكرسي، اضافة الى دور حركة الشبيبة الأرثوذكسية في هذا البعث الروحي، والاهتمامات الشخصية عند هؤلاء…ونكرر القول ان السيد ديمتري المر كان الزارع والمنظم و وقد دوَّن وطبع كتبه، وتابع ولده فؤاد وتلاميذه في التطوير والتحديث مع الحفاظ على خصوصية ماقدمه هذا الفكر الجبار والذي اعترف به الياذوروس المرتل المسكوني الأول في العالم بوصفه له: “أن البروتو بسالتي المر هو لمعة مضيئة في جلد الموسيقى الأرثوذكسية” وتابع تلاميذ التلاميذ العمل والابداع… اسرة المر إن جد متري المر هو يوسف المر من قرية بتغرين من اعمال المتن بجبل لبنان، نزح سنة 1830 الى دير البلمند لوجود اخ وابن عم له بين رهبانه وتوطن قرية قلحات المجاورة، ثم اقترن بفتاة تدعى مريم يني من قرية مجاورة ورزق منها اولاداً كان احدهم الياس والد علمنا. بعد ذلك نزل يوسف مع عائلته الى طرابلس المينا فأقام فيها وكان فيها تجمعاً ارثوذكسياً كبيراً حوالي 90% من السكان والبقية مسلمون. تزوج الياس بن يوسف المروالد علمنا متري من ظريفة ابنة عبد الله الأروادي من سكان طرابلس المينا، ورسم كاهناً فيها وكان الخوري الياس يوسف المر(1844-1923) متمكناً من قواعد اللغة العربية وآدابها وله رسائل ومقالات ومواعظ في مواضيع مختلفة، وعلم عدة اعوام في مدارس المينا وخدم الكنيسة مايقارب 50 سنة. ولد علمنا متري في طرابلس المينا في 7تشرين الثاني 1880، ولما ترعرع لقنه والده مبادىء القراءة والكتابة، ثم قرأ الكتاب المقدس على معلمة ضريرة اسمها رفقة الكزلك، وكانت آية في حسن الصوت، فلقنته اياه تلقينا بارعاً على نغمته المعروفة، ومن ذلك الحين بدأ يظهر جمال صوت علمنا، وميله الفطري للموسيقى، وكان يقف في جوقة الكنيسة تحت قيادة البروتوبسالتي الأول في الكرسي الأنطاكي المقدس الشهير الموسيقار يوسف الدوماني الدمشقي، وكان شيخاً جليلاً، وموسيقياً كبيراً، نزح من دمشق بعد مذبحة 1860، واستقر في ميناء طرابلس، وكان اول مرتل في ابرشية طرابلس مدينة وميناء وبقية ارجاء الأبرشية الكورة وتوابعها. وقد لفت انتباه البروتسالتي يوسف فاهتم به واولاه رعاية خاصة. نبوغه الفطري في عام 1893 ادخله والده الخوري الياس الى مدرسة كفتين الداخلية التي كانت بادارة مباشرة من مطران الأبرشية المتروبوليت غريغوريوس حداد، وكان وقتئذ بعمر13 سنة فقط وفي السنة التالية كان تلميذاً للبروتو بسالتي يوسف الدوماني، وحفظ على يديه الفن الموسيقي والسلالم الموسيقية البيزنطية وهي كثيرة، إنما بفترة وجيزة. لم يبلغ علمنا الثامنة من عمره حتى تمكن بنبوغه من معرفة الألحان البيزنطية الثمانية، ومن الترتيل فيها ترتيلاً مستحسناً. شهرته الفنية وفي عام 1895 وكان عمره فقط 15 سنة عينه المتروبوليت غريغوريوس مرتلاً اولاً لكنيسة طرابلس، وفي اواخر 1896 عاد الى مدرسة كفتين، فانكب على تعلم اللغة العربية فيها على المعلم العلامة عيسى اسكندر المعلوف1869-1956، ووضع خلالها لحن المجدلة الكبرى، في لحنه هذا ظهر نبوغه الموسيقي الفطري، ثم أقفلت مدرسة كفتين، وتوفي استاذه الشهير يوسف، فتعاطى التجارة في مدينته طرابلس، وظل يرتل في كنيستها، وفي عام 1903 عينه البطريرك ملاتيوسالدوماني استاذاً للموسيقى الرومية في مدرسة البلمندالاكليريكية التي كان قد افتتحها عام 1901، فتخرج عليه كثير من ائمة الموسيقى البيزنطية أحبار الكرسي الأنطاكي (لاحقاً) الكسندروسجحى (حمص)، وتريفن غريب (اللاذقية)، ونيفن سابا (زحلة)، وأغناطيوس حريكة (حماة)، وابيفانيوس زائد (عكار)، وبولس الخوري (صوروصيدا) صموئيل داوود رئيس اساقفة توليدو اوهايو. وفي سنة 1907 تزوج بحفيدة معلمه البروتوبسالتي يوسف الآنسة نزهة ابنة الدكتور موسى الدوماني. رحلاته ثم رافق البطريرك غريغوريوس الرابع بجولاته الرعوية على الأبرشيات في العام 1912. ومنحه رتبة بروتو بسالتي البطريركية الأنطاكية اي مرتلها الأول. ثم في سنة 1913 رافق البطريرك غريغوريوس الرابع الى روسيا مع الحاشية البطريركية حيث ان غبطته ترأس احتفالات اسرة رومانوف بمناسبة مرور 300 سنة على تملكهم العرش الأمبراطوري الروسي، فمنحه القيصر الروسي نقولا ميدالية اليوبيل ثم قلده وسام القديسة حنة من الدرجة الثالثة، وفي طريق الذهاب الى موسكو مر والحاشية البطريركية بمعية البطريرك غريغوريوس الرابع زار قصر السلطان ثم اجتمع مع كبار رجال الفن الموسيقي في اسطنبول فكان نوضع اعجابهم وتكريمهم ، ولحن للبطريرك المسكوني جرمانوسعاء قدمه له فنشرته المجلة الموسيقية التي كانت تصدر في اسطنبول، ونشرت له قطعاً كثيرة وقرظته تلك المجلة ونقلت تقريظ البروتوبسالتي المسكوني عنه، كما نشرت تلك المجلة المتخصصة سيرة حياته، فطارت شهرته الى كل الأقطار اليونانية وسواها. في اسطنبول علقت هذه المجلة في عدد لها بالقول التالي: ”لاعجب ان كانت بلاد سورية قد أخرجت الآن الموسيقار النابغة متري المر، فإنها قد انجبت في السابق، القديس يوحنا الدمشقي.” هذا القول في هذه المجلة المتخصصة بالموسيقى الرومية يعني اعترافاً بتساوي متري المر بقديسنا يوحنا الدمشقي لجهة الموسيقى البيزنطية. فكلاهما احدث ثورة في الموسيقى الرومية، فالدمشقي دونها ووضع الحانها الثمانية وهذبها، ووضع لها الاشارات الموسيقية، ومتري المر عربها بأصول ولا اروع وواءم الألحان والنغمات الشرقية مع الأصل فكان ان احدث ثورة، فليس اجمل من “الذكصولوجيا” او”المجد لك يامظهر النور” باليونانية والعربية بلحن حجاز كار، او النهوند… بعد عودته من هذه الرحلة الشهيرة الى اسطنبول، التي نقلته الى عموم الأرثوذكسية والعالمية، استأنف تعليم الموسيقى في مدرسة دير البلمندالاكليريكية حتى عام 1914 وفي عام 1916 ذهب الى دمشق واقام فيها حتى نهاية الحرب العالمية الأولى عام 1918 وكان يرتل في الكاتدرائية المريمية، واينما ذهب البطريرك غريغوريوس في الخدم الروحية والزيارات الأبرشية كان يرافقه. بعد دخول القوات العربية التي كان بقيادة الأمير فيصل بن الحسين شريف مكة وتأليف الحكومة العربية الأولى لحن النشيد الوطني السوري (نادت الأوطان هيا) واعتبر نشيداً رسمياً بناء على قرار المؤتمر الوطني الذي اعتبر سورية مملكة وبايع المؤتمرون الأمير فيصل ملكاً عليها في تموز 1920.( وعند توقيع المعاهدة السورية الفرنسية 1936 اصبح من جديد نشيد سورية الرسمي وبقي على هذه الحال حتى نقضت فرنسا المعاهدة في آذار 1939 وفي السنة 1943 ، وعندما أقيم الحكم الوطني، استبدل النشيد المذكور بالنشيد الوطني للجمهورية العربية السورية ” حماة الديار” نظم خليل مردم بك والحان الأخوين فليفل، والى عهد فيصل ييعود ايضاً نشيد الجيش السوري وهو نشيد “يابلادييابلادي”، ويقال ان جنود البطل الشهيد يوسف العظمة كانت تردده في ميسلون 24 تموز 1920.) اما نشيد “نادي بنو فينيقيا” الذي هو من نظمه فقد أعده ليكون النشيد اللبناني الرسمي غير ان ملابسات استبدلته بالنشيد الحالي الذي وضع لحنه وديع صبرا، ومن نظمه ايضاً نشيد” لبنان السامي” وعاد الى مدينته طرابلس حيث تابع فيها حياته والترتيل في كنيسة المينا والتدريس في البلمندمجدداً.وبدأت مواهبه الفنية تتقد فلحن مقطوعات موسيقية كثيرة. وفي عام 1924 رحل وعائلته من طرابلس الى بيروت واستوطنها وتعاطى التجارة، ففتح في شارع ويغان محلاً لبيع الاسطوانات الفوتوغرافية وبعض ادوات الصيد، وعينه مطران بيروت جراسيموس مسرة المرتل الأول في كنيسة القديس نيقولاوس في الأشرفية، وفي سنة 1930 سافر الى الولايات المتحدة، ثم عاد بعد عام الى بيروت، وكان بالرغم من أعماله التجارية المتزايدة يثابر على اهتمامه بالموسيقى والتلحين واستأنف مهمته كمرتل اول في كنيسة مارنقولا كما كان قبل سفره الى اميركا، وصار يدرس الموسيقى في مدرسة الثلاثة أقمار الأرثوذكسية، والأناشيد في مدرسة اللاييك، كما أقام بعض الحفلات الغنائية برفقة عازفين قادرين. وفاته توفي في بيروت بتاريخ 31 آب 1969 وهو في التاسعة والثمانين من عمره، تمت جنازته في كنيسة مار نقولا، وقُبر في مدفن العائلة في كنيسة مار متر، ونشرت الصحف اللبنانية بهذه المناسبة، المقالات العديدة التي تشيد بمواهبه الفنية ووطنيته الصادقة واخلاقه الفاضلة. الأوسمة اما الأوسمة التي منحت له خلال حياته، فعلاوة على تلك التي نالها في موسكوبمعية البطريرك غريغوريوسن نذكر وسام القديسين بطرس وبولس الذي قلده اياه البطريرك الكسندروس الثالث سنة 1956، ووسام القديس جاورجيوس الذي وهبه اياه ملك اليونان سنة 1960، بالاضافة الو وسام الاستحقاق اللببناني، ووسام القديس مرقص من قبل بطريركية الاسكندرية. انتاجه الفني الموسيقى الرومية بذل علمنا جهداً كبيراً في تأليف الكتب الموسيقية، كان جهداً فردياً حيث لم يشأ ان يستسلم للراحة، حتى اواخر حياته، وقد رضي كما اشار في كتابه الموسيقي” زاد المسافر” ان يعمل منفرداً، ولو متأخراً بما وهبه الله من وزنات، يجب ان يؤدي عنها حساباً في اليوم الأخير. قبله كان المرتلون يصطنعون اللحن اليوناني حيث غيب النص اليوناني اللغة العربية في طقسنا الأرثوذكسي فكانوا يحشرون الكلمات العربية الطقسية تحته، كيفما جاء لفظها واداؤها، لايراعى فيها التشكيل والتنوين ولا تشكيل الكلمات ولا التصوير الفني لمعاني الترانيم وقد بدأ ومنذ حداثته في الاصلاح تدريجيا، بوضع الألحان على اساس صيغة الترجمة العربية، ثم عاد في سن النضوج، وتنبه الى الخلل الحادث، واقترح تأليف لجنة من المختصين في اللغتين العربية واليونانية، والموهوبين شعراً وتلحيناً وترتيلاً، يُعهد اليها أمر تدقيق الكتب الكنسية، الا ان امنيته كانت بعيدة التحقيق، لعد وجود ظروف مناسبة. ممادفعه أخيراً وكان قد بلغ 75 سنة من عمره الى تأليف كتابه:”زاد المسافر” بجزئيه الأول والثاني، وكذلك كتاب “القيثارة الروحية” وبعدهما كتاب “مديح السيدة”، وعندما تجاوز الثمانين من عمره الف كتاب “الكنوز الموسيقية” وفي اواخر حياته اصدر كتاب” الأسبوع العظيم المقدس” وقد أشار خاصة في كتابه القيثارة الروحية الى المشقات التي تكبدها للحصول على الحركات الموسيقية الموزونة من مصادرها اليونانية، بمساعدة من البطاركة الكسندروس، وثيوذوسيوس، ومطران حماة اغناطيوس حريكة فكان ان ابدع. ساعده في انجاز المؤلفات الموسيقية، تضلعه في اللغة العربية، وقرظه للشعر، فضلاً عن حصيلته الموسيقية الفنية. لقد بقي علمنا حتى اواخر حياته يتعاطى الترتيل والتعليم الموسيقي ويشهد الكثيرون ممن كانوا يزورونه في محله التجاري إن كان في بيروت أوفي دمشق، بأن وقتاً كبيراً كان يخصصه للعطاء، لقد كان شغله الشاغل ان تكون لكنيستنا مؤلفات موسيقية يجد فيها المرتلون كل مايلزمهم من التراتيل بلغة عربية سليمة منسجمة مع اللفظ والمعنى. وهذا مافعله تباعاً وقد جاءت محاولاته فردية، ولكنه باتأكيد سينال عنها جائزة الأبكار السماويين الجالسين عن اليمين… ماذا كان سيحل بكنيستنا الأنطاكية لجهة الترتيل لو لم يكن متري المر؟ لاشك ان ربنا وهو في وسط كنيسته هوالمدبر… وتابع ولده الموسيقار فؤاد من بعد وفاة والده، إصدار المؤلفات الموسيقية، وبذلك حقق وصية والده واصدر كتب :” المزمار الروحي”بأجزائه الثلاثة، و”القياميات” و” الكنوز الموسيقية البيزنطية” والجدير بالذكر ان قسماً من الألحان المنشورة في هذه الكتب من وضع فؤاد متري المر. وفؤاد هذا علم الترتيل في القاهرة واسس جوقة في كنسة ”الشوام” اي “كنيسة رؤساء الملائكة” في الظاهر، وقد لاحظت انهم يرتلون مديح السيدة كما هو وضعها وعلم اسلافهم اياها ” فمي إذ افتحه…”. وكان وجودي في هذه الكنيسة في الصوم الكبيرعام 1994 حيث كنت موفداً في عملي الى مصر، وكنت مساء انتقل من مصر الجديدة الى الظاهر الى هذه الكنيسة لحضور صلوات الصوم والمساهمة في الترتيل، اضافة الى الآحاد. واشير الى اننا جميعنا واساتذتنا ومن علمنا وعلمناهم نرتل وفق الكتب الموسيقية التي وضعها هذا العلامة متري المر، ونعيش نحن ونرى بالمقابل اجواء الخشوع والتقى عند المصلين. الموسيقى والأناشيد الوطنية لقد لحن علمنا بعض الموشحات من بينها:” ليه قلبك قاسي ياغصنالبان”و ” القمر في الجنينة شعشع نوره علينا” لقد اشتهرت اناشيده في البلاد العربية لبلاغة تعبيرها وقوة الحانها، وأثرت في عواطف الجمهورفألهبت الحواس وتلقاها بشغف وافتتان منها نشيد “الشهداء” ابت العين ان تذوق المناما للشاعر الدمشقي خير الدين الزركلي. ومنها نشيد الملك فيصل ومطلعه:” سورية يامهد السلام” ونشيد “يافلسطين ابنة الأسود امنعي الأعداء ان تسود.” في عام 1909 طُلب منه تلحين نشيد الشاعر العراقي معروف الرصافي: “نحن خواضو غمار الموت” كان علمنا أول من أقام الحفلات الغنائية الراقية في بيروت، واشترك فيها كبار العازفين على الآلات الشرقية والبيانو، وكانت تُنشِد في هذه الحفلات الحانه، فانتشرت بسرعة البرق في المدارس والبيوت والأندية الراقية، وقد طبعها مع العلامات الموسيقية الأوربية التي وقف على اسرارها، وتهافت العازفون والمغنون على أخذها، والتغني بها في السهرات، لأنها من الشعر الراقي الأدبي، وفيها الكثير من الموشحات، ممانظمه الأخطل الصغير نظير “صداح” و “كيف انسى” ولحن وديع عقل، ونشيد الاصطياف “حفت مها غسان” وللشيخ اسكندر العازار” ياجبرتي” ولشبلي الملاط “ياقومنا هيا بنا” وللشيخ خليل تقي الدين ” تعال الي” التي طبقت شهرتها الخافقين، كما طبقت قبلها شهرة انشودة “ظبية الأنس” الشهيرة التي كتبها مطران حمص الشاعر والعلامة ابيفانيوس زائد، ثم أخذ بعد ذلك ينظم ويلحن ويجد في ذلك لذة كبرى، ومما نظمه ولحنه “يابلادي” و”لبنان السامي” و”شهدت سقمي الليالي” و”ياأنيس ماذا جنينا” أما اناشيده الوطنية وسواها فقد انتشرت في سورية ولبنان والعراق والاردن وسائر البلاد العربية. رحلته الى الولايات المتحدة الأميركية في عام 1930 قام برحلة الى الولايات المتحدة بناء على دعوة اصدقائه فيها، فجرى له استقبال حافل في نيويورك، ورحبت بمقدمه جرائد الوطن في المهجر، وأقيمت له الحفلات التكريمية في بعض الولايات الأميركية، ونشرت الجرائد السورية واللبنانية المهاجرة صورته مع نبذ وافية عن سيرته وانجازاته الموسيقية في حقلي الموسيقى البيزنطية والعامة، وبعد عام عاد من رحلته الى بيروت مقر تجارته، وهو بالرغم من اشغاله التجارية المتزايدة في محلاته ببيروت ودمشق مازال ينظم الشعر والنثر ويلحن وينشد كلما اقتضت الظروف، وقد استحضرآلات كبيرة للتسجيل وبدأ يسجل أغانيه وأغاني كبار المطربين في المشرق ومنها “يا هاجري” و “بلادي عدتك العوادي” و “نشيد الجامعة العربية” و “نجمة الصبح هبيني” و “هل تخبريني يامنى” وغيرها من الأناشيد الحديثة المطربة والحماسية. الخاتمة يعدعلمنا من اعلام الفن الحقيقيين، والرائد في الفن الكنسي البيزنطي وقد طوع الألحان الشرقية والنغمات لصالح الترتيل، وادخلها في التراتيل والطروباريات الأرثوذكسية في كرسينا الأنطاكي ومنها انتقلت الى اليونان وتحديداً كرسي القسطنطينية … وهو غير اليوناني الوحيد الذي اقتحمت موسيقاه كنائس اليونان متخطية الأسوار… حباه الله بصوت ساحر بديع مطوع لخدمة كلمة الرب، يضاف الى مواهبه الفذة والفريدة ومناقبه الحميدة.عندما رحل متري المر، السنة 1969 وكانت جنازته عرس انطاكي موصوف بكل المقاييس… طالعنا الشاعر سعيد عقل، تحت عنوان كلمات في جريدة “لسان الحال”: “ألحان متري المر، ستبقى مئات السنين لاتُنسى، واحد منها لايزال في ضمير كل لبناني، يعتبره الموسيقار محمد عبد الوهاب، أجمل لحن سمعه. وهو الذي” لظبية الأنس إلي”، وُضع بالأصل نشيداً لمدرسة بكفتين في الكورة، فنقله الى قصيدة حب وشوق وغناء، الكلام عن متري المر، يطول وحده الاصغاء الى صوته يفيه حقه، جنبات مريمية الشام تردد صداه حتى الآن وكذلك في موسكو مع البطريرك غريغوريوس الرابع، عندما كان عصفوراً صغيراً يشدو بزقزقة امام معلمه البروتو بسالتي يوسف الدوماني بعمره الصغير، انه معجزة من معجزات موسيقى الروح الرومية، انه شدو العصافير والأوفياء والصلاة في حداد وفي فرح، وتحت اقدام المصلوب وفي خدمة تنزيله…وهل ابدع من: “أعطني هذا الغريب…” و”اواه…” يبكي المؤمن وغير المؤمن مدراراً من عذوبة اللحن المترافق تصويرياً مع الكلمة… كلنا نقول مع مثلث الرحمات البطريرك الياس الرابع في القداس الاحتفالي الذي اقيم لراحة نفس علمنا في دير النبي الياس شويا البطريركي، في ضهور الشوير:” سوف نتذكر الموسيقار متري المر، كلما قرعت اجراس الكنائس، وكلما دخلنا الى الكنيسة لنصلي، وليكن ذكره مؤبداً”. |
||||