منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 31 - 08 - 2016, 04:30 PM   رقم المشاركة : ( 14221 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,463

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

هل قام يسوع من بين الأموات فعلا؟ ما هي الحقائق؟

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الأدلة على قيامة يسوع
هل قام يسوع من بين الأموات فعلا؟ ما هي الحقائق؟



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
قيامة يسوع هي دليل البشارة الأساسي على أنه المسيح، ابن الله، ومخلص العالم. مع ذلك يزعم البعض بأنه لم يمت حقا، أو أن التلاميذ سرقوا الجثة، أو بعض النظريات الأخرى. ما هي الحقائق؟ هل هناك شهود على هذه الأحداث؟ إذا كان الأمر كذلك، ما هي شهادتهم؟ هل مات يسوع على الصليب حقا؟ كيف دفن جسده؟ هل أقيم من الموت حقا؟ أرجو أن تفحص الأدلة بنفسك.


مقدمة:
يدعي الإنجيل أن يسوع عاد إلى الحياة مرة أخرى بعد موته بثلاثة أيام. هذا هو الإدعاء الذي بشر به الرسل ومسيحيو العهد الجديد مرارا وتكرارا.
على وجه التحديد، تدعي البشارة أن قيامة يسوع تعطي الدليل على أنه هو من تزعم له أن يكون.


تثبت القيامة أنه هو:
* المسيح، ابن الله ـ إنجيل يوحنا ٢٠: ٢٤ـ ٣١؛ رسالة بولس إلى أهل رومية ١: ٤
* الرب والمسيح ـ كتاب أعمال الرسل ٢: ٣٢ـ ٣٦؛ ١٧: ٣؛ رسالة بولس إلى أهل رومية ١٤: ٩؛ رسالة بولس إلى أهل أفسس ١: ٢٠ـ ٢٣
* ذلك الذي يغفر الخطايا ـ كتاب أعمال الرسل ١٣: ٣٠ـ ٣٩؛ رسالة بولس إلى أهل رومية ٤: ٢٥؛ إنجيل لوقا ٢٤: ٤٦، ٤٧؛ رسالة بولس إلى أهل تسالونيكي ١: ١٠
* ديان الجنس البشري ـ كتاب أعمال الرسل ١٧: ٣٠، ٣١
تنفرد القيامة من بين جميع معجزات الإنجيل، بوفرة الأدلة التي تبرهن على حدوثها. كان الغرض الرئيسي من المعجزات هو التأكيد على أن الرسالة أو الرسول هما من عند الله (إنجيل مرقس ١٦: ٢٠؛ إنجيل يوحنا ٥: ٣٦؛ ٢٠: ٣٠، ٣١؛ كتاب أعمال الرسل ٢: ٢٢؛ ١٤: ٣؛ رسالة بولس الثانية إلى أهل كورينثوس ١٢: ١١، ١٢؛ الرسالة إلى العبرانيين ٢: ٣، ٤؛ سفر الملوك الأول ١٨: ٣٦ـ ٣٩؛ سفر الخروج ٤: ١ـ ٩؛ ٧: ٣ـ ٥؛ ١٤: ٣٠، ٣١).
ادعى يسوع وأتباعه أنه هو كل ما سبق ذكره أعلاه، وأن قيامته تثبت صحة هذه المزاعم. إذا كانت هذه الادعاءات غير صحيحة، فلماذا أقامه الله من الموت؟
القيامة هي من الأهمية بالنسبة إلى ادعاءات يسوع، بحيث أن الرسل ومسيحيو القرن الأول بشروا بها جميع الذين يفتقرون إلى الإيمان أو تساورهم الشكوك، سواء كانوا يهودا أو عابدي أوثان. ينبغي علينا نحن أيضا أن نبشر بها لهداية الناس إلى الإيمان ولتثبيت المؤمنين.
مع ذلك، توجد الكثير من مختلف النظريات بشأن الأحداث التالية لموت يسوع.


بهدف تجنب قبولهم للقيامة، يعرض المشككون عدة تفسيرات بديلة.
١. نظرية سرقة التلاميذ للجثة. أعطى قادة اليهود الجنود المكلفين بحراسة القبر مالا كثيرا ليقولوا هذا (إنجيل متي ٢٨: ١١ـ ١٥).
٢. نظرية أن يسوع لم يمت بالفعل لكنه “أصيب بالإغماء” فقط عندما كان على الصليب، ثم استرد وعيه لاحقا في القبر.
٣. نظرية أن التلاميذ قد “أصيبوا بالهلوسة” وأنهم قد تخيلوا فقط أنهم رأوا يسوع حيا بعد صلبه.
الغرض من هذه الدراسة هو فحص الأحداث المحيطة بموت يسوع للتوصل إلى الاستنتاج المطابق للأدلة.


سوف نتأمل شهادة أولئك الذين شهدوا الأحداث، على نفس المنوال الذي تفحص فيه شهادة الشهود في قاعة المحكمة.
يعترف الكتاب المقدس بشهادة الشهود كدليل شرعي لإثبات وقائع الأحداث التاريخية: إنجيل يوحنا ٨: ١٧؛ إنجيل متي ١٨: ١٦؛ رسالة بولس الثانية إلى أهل كورينثوس ١٣: ١؛ سفر تثنية الاشتراع ١٩: ١٥.
من الضروري أن تدرس الشهادة في ضوء عدد الشهود، أمانتهم، العقلانية، الاتساق، وفرصتهم في مراقبة الأحداث شخصيا وعن كثب. تأمل الأدلة المتعلقة بقيامة يسوع.
أولا. الأحداث التي سبقت موت يسوع

ا. تنبؤات العهد القديم عن القيامة


إنجيل لوقا ٢٤: ٤٦ـ ـ ادعى يسوع ورسله مرة تلو الأخرى بأن أنبياء العهد القديم قد تنبئوا بقيامته (طالع أيضا إنجيل لوقا ١٨: ٣١ـ ٣٤؛ كتاب أعمال الرسل ١٧: ٣؛ ٢٦: ٢٢، ٢٣؛ رسالة بولس الأولى إلى أهل كورينثوس ١٥: ٤). ما هي النبوءات المشار إليها هنا؟
نبوءة أشعيا ٥٣: ٧ـ ١٠ـ ـ من المسلم به أن هذا المقطع هو نبوءة عن المسيح (قارن كتاب أعمال الرسل ٨: ٢٩ـ ٣٥). سوف يساق كحمل إلى الذبح (آية ٧)، سوف يقطع من أرض الأحياء (آية ٨)، سوف يقرب ذبيحة عن الإثم (آية ١٠)، سوف يموت ويدفن (آية ٩). لكن أيامه تطول ويرى ذريته (آية ١٠). كيف يمكن لهذا أن يحدث ما لم يعد إلى الحياة؟
فسر بولس في كتاب أعمال الرسل ١٣: ٢٩ـ ٣٩ (قارن ٢: ٢٣ـ ٣٢) ما ورد في سفر المزامير ١٦: ٩، ١٠. إنها نبوءة عن ذلك الذي لن ينال منه الفساد ولن تترك نفسه في مثوى الأموات (عالم أرواح الموتى). لا ينطبق المقطع على المتكلم وهو داود، لأنه رأى الفساد. لكنه على الأصح، يتكلم كنبي مشيرا إلى قيامة المسيح (٢: ٣٠، ٣١). حيث لم ينل منه الفساد لأنه عاد إلى الحياة.
ب. تنبؤات يسوع عن قيامته


تنبأ يسوع نفسه مرارا، ليس بموته فقط، لكن بقيامته أيضا. فقد بدأ في وقت مبكر من خدمته في التصريح بمثل هذه التنبؤات وتابع ذلك حتى النهاية. طالع أيضا إنجيل يوحنا ٢: ١٨ـ ٢٢؛ إنجيل متي ١٦: ٢١، ٢٢؛ ١٧: ٢٢، ٢٣؛ ٢٦: ٣١، ٣٢؛ إنجيل مرقس ٩: ٩، ١٠(طالع الأناجيل الموازية).
إنجيل متي ٢٠: ١٨، ١٩ـ ـ لاحظ التفاصيل: سوف يسلم ابن الإنسان إلى عظماء الكهنة، لكنه سيقتل على يد الوثنيين (الرومان). سوف يجلد ويصلب (حكم بالموت انفرد به الرومان)، لكنه سيقوم في اليوم الثالث. من شأن أي تنبؤ عام للمرء بقيامته أن يكون أمرا مدهشا، لكن هذه التفاصيل هي مذهلة.
لاحظ أيضا أن التلاميذ لم يفهموا نبوءاته أو يؤمنوا بها مرة تلو الأخرى (إنجيل متي ١٦: ٢٢؛ إنجيل مرقس ٩: ١٠؛ إنجيل لوقا ١٨: ٣٤؛ إنجيل يوحنا ٢٠: ٩). فما هو سبب إصابتهم بالهلوسة لاحقا أو اختلاقهم لمزاعم كاذبة عن القيامة، إذا كانوا هم أنفسهم قد عارضوا مرارا التنبؤات عنها؟
ليس من شأن أي مدع أن يصرح بمثل هذه التنبؤات عن نفسه، لعلمه أنه بعد موته بثلاثة أيام، سيعرف الجميع أنه كان محتالا. لكن إذا كان قد صرح بها ثم احتفظ بأتباعه بعد موته، فهذا دليل مادي على أن ادعاءاته قد تكون صحيحة.
إنها لدهشة مضاعفة أن تتوافر لدينا أدلة مقنعة عن قيامة يسوع. إذ ليس من الطبيعي فقط استحالة قيامة الإنسان من الموت، لكن الأكثر استحالة هو أن يتمكن هو وغيره من التنبؤ بها قبل سنوات من وقوعها. يضاعف هذا من قوة الأدلة، ويثبت أن حدثا كهذا لا يمكن أن يحدث إلا بقدرة الله.
ثانيا. الأحداث المحيطة بموت يسوع


لاحظ أن هذه الأحداث قد دونت من قبل رجال كانوا شهود عيان شخصيا (الرسولين متي ويوحنا ـ طالع إنجيل يوحنا ١٩: ٣٥؛ ٢١: ٢٤) أو من قبل رجال دونوا كمؤرخين ما أبلغهم به شخصيا شهود العيان (لوقا ومرقس ـ طالع إنجيل لوقا ١: ١ـ ٤).
ا. الأدلة خلال محاكمات يسوع


لاحظ الأدلة على براءة يسوع خلال محاكماته.
اليهود


إنجيل مرقس ١٤: ٥٥ ـ ٦٤ـ ـ لم يتمكن الشهود الذين استجوبهم قادة اليهود من إدانة يسوع (لم تتفق شهاداتهم)، مع ذلك أدانه اليهود لادعائه أنه ابن الله. لكن ذلك يفترض بأنه ليس ابن الله ـ إنه يفترض النقطة التي يتعين إثباتها! ماذا لو أنه هو ابن الله؟ (قارن إنجيل متي ٢٦: ٥٩ ـ ٦٦؛ إنجيل لوقا ٢٢: ٦٦ـ ٧١؛ إنجيل يوحنا ١٨: ١٩ـ ٢٤).
يهوذا


إنجيل متي ٢٧: ٣ـ ٥ ـ ـ اعترف الشخص الذي خان يسوع أنه برئ.
بيلاطس


واجه يسوع عدة محاكمات أمام الحاكم الروماني بيلاطس. أعلن بيلاطس مرارا أن يسوع كان بريئا لكنه حكم عليه بالموت أمام إصرار اليهود ـ إنجيل لوقا ٢٣: ٤، ١٤، ٢٢. (قارن إنجيل متي ٢٧: ١٨ـ ٢٦؛ إنجيل مرقس ١٥: ١ـ ١٥؛ إنجيل لوقا ٢٣: ١ـ ٥، ١٣ـ ٢٥؛ إنجيل يوحنا ١٨: ٢٨ـ ٤٠؛ ١٩: ٤ـ ١٦).
هيرودس


أرسل بيلاطس يسوع إلى هيرودس ملك اليهود، والذي لم يجد في يسوع ما يتهمونه به ـ إنجيل لوقا ٢٣: ١٥ (قارن الآيات ٦ـ ١٢).
قائد المائة


خلص القائد الروماني المكلف بصلب يسوع إلى أنه كان رجلا بارا ـ إنجيل لوقا ٢٣: ٤٧ (إنجيل متي ٢٧: ٥٤).
لم يستحق يسوع العقاب، ناهيك عن الموت. أعلن الحكام، الشخص الذي خانه، وقائد المائة براءته، ولم يبرز أولئك الذين ادعوا أنه كان مذنبا أي إثبات.
النقطة الأساسية هنا هي أنه كان رجلا بارا. أي تفسير للأحداث التي أعقبت موته يجب أن ينسجم مع خلقه المستقيم. لا يمكن لأية نظرية تصفه بالخداع أو الغش المتعمد أن تكون نظرية صحيحة.
ب. الصلب


عانى يسوع من الإيذاء الجسدي التالي:
ضرب بالسياط


كان هذا ضربا بسوط يتألف من عدة سيور جلدية تحمل في نهاياتها قطعا معدنية أو زجاجية. كثيرا ما أدى مثل هذا الجلد في حد ذاته إلى الموت (إنجيل متي ٢٧: ٢٦؛ إنجيل مرقس ١٥: ١٥؛ إنجيل يوحنا ١٩: ١).
سمر على الصليب


دقت المسامير خلال يديه وقدميه، مسمرة إياه على الصليب. ثم رفع الصليب، وبقى يسوع معلقا عليه لمدة لا تقل عن ثلاث ساعات (إنجيل متي ٢٧: ٣٥ـ ٥٤؛ إنجيل مرقس ١٥: ٢٤ـ ٣٩؛ إنجيل لوقا ٢٣: ٣٣ـ ٤٧؛ إنجيل يوحنا ١٩: ١٦ـ ٣٠؛ قارن إنجيل يوحنا ٢٠: ٢٠، ٢٤ـ ٢٩؛ إنجيل لوقا ٢٤: ٤٠؛ سفر المزامير ٢٢: ١٦).
مات


تذكر جميع الأناجيل على وجه التحديد أنه مات (أي فارقت روحه جسده، إلى آخره ـ إنجيل متي ٢٧: ٥٠؛ إنجيل مرقس ١٥: ٣٧، ٣٩؛ إنجيل لوقا ٢٣: ٤٦؛ إنجيل يوحنا ١٩: ٣٠، ٣٣). إنجيل مرقس ١٥: ٤٤، ٤٥ ـ سأل بيلاطس قائد المائة المكلف بصلب يسوع إذا كان قد مات، فأكد له الخبر.
طعن جنبه بحربة


إنجيل يوحنا ١٩: ٣١ـ ٣٤ـ ـ جاء الجنود لكسر ساقيه والتعجيل بموته، لكنهم لم يضطروا إلى القيام بذلك نظرا لأنه كان قد مات. فطعنوا جنبه بالحربة. مما يؤكد أيضا أنه مات على الصليب.
شهد حشد كبير من الناس شخصيا على هذا كله، الأصدقاء والأعداء على السواء ـ إنجيل لوقا ٢٣: ٤٨، ٤٩؛ إنجيل يوحنا ١٩: ٣٥.
يتناقض الإدعاء بأن يسوع لم يمت، لكن أغمى عليه فقط، مع شهادة شهود العيان الواضحة بأنه مات. كان قائد المائة والجنود خبراء في مثل هذا النوع من الإعدام، وجميعهم شهدوا على أنه مات.
لكن تأمل حالته حتى وإن لم يكن قد مات. فقد جلد، سمر على الصليب لمدة لا تقل عن ثلاث ساعات، ثم طعن جنبه بحربة. فإذا أمضى بعد ذلك مدة ثلاث أيام داخل القبر دون طعام أو شراب، كيف أمكنه أن يسترد وعيه وأن يظهر معافى بما فيه الكفاية لإقناع التلاميذ المتشككين بأنه قد قام من الموت؟ وهل من شأن هذا أن ينسجم مع خلقه المستقيم؟
ثالثا. الأحداث المحيطة بدفن يسوع

هيأ جسده للدفن


إنجيل يوحنا ١٩: ٣٨ـ ٤٢ـ ـ هيأ يوسف الرامي ونيقوديمس جسده للدفن بلفه بلفائف من الكتان مع خليط من الطيب مقداره نحو مائة درهم، شهد على هذا مختلف النسوة اللواتي جئن من الجليل، بما فيهم مريم المجدلية ومريم الأخرى (إنجيل لوقا ٢٣: ٥٠ ـ ٥٦؛ قارن إنجيل متي ٢٧: ٥٧ـ ٦١؛ إنجيل مرقس ١٥: ٤٢ـ ٤٧).
إذا كان يسوع لم يمت لكنه أصيب بالإغماء فقط، لكان من شأن الناس أن يلاحظوا خلال تهيئة جسده للدفن، أنه ليس ميتا. حقيقة أنهم دفنوه تثبت أنهم كانوا على اقتناع تام بأنه كان ميتا، وليس مصابا بالإغماء فقط.
وضعت الجثة في القبر


إنجيل يوحنا ١٩: ٤١ـ ـ كان هذا قبرا جديدا لم يدفن فيه أحد من قبل.
إنجيل متي ٢٧: ٦٠، ٦١ـ ـ كان قد حفر في الصخر ووضع على بابه حجر كبير. ومرة أخرى كان هناك شهود (إنجيل مرقس ١٥: ٤٦؛ إنجيل لوقا ٢٣: ٥٣).
لاحظ أنه لم يكن من الممكن أن يخلطوا بين جثمان يسوع وجثمان شخص آخر ـ إذ لم تكن هناك جثث أخرى. وحين وجد القبر فارغا، لم يكن هناك أي مجال للشك في أن جثته قد اختفت، بما أنها الجثة الوحيدة التي كانت هناك.
ختم القبر وأقيم عليه حراس


إنجيل متي ٢٧: ٦٢ـ ٦٦ـ ـ خشي اليهود أن تختفي الجثة من القبر فيزعم التلاميذ أن يسوع قام من الموت، فختموا الحجر الموضوع على الباب وأقاموا حراسا خارج القبر لغرض واضح وهو التأكد من عدم مغادرة الجثة للقبر.
كيف تمكن التلاميذ من سرقة الجثة كما زعم اليهود في وقت لاحق، إذا كان الحراس قد أقيموا هناك لغرض منعهم؟ من شأن دحرجة الحجر الضخم وسرقة الجثة أن توقظ الجنود. كانت عقوبة النوم أثناء الواجب هي الموت (كتاب أعمال الرسل ١٢: ١٩؛ ١٦: ٢٧)؛ إذا كان هذا قد حدث فعلا، هل كان من شأن الحراس أن يعترفوا به؟
أو لنفترض أن يسوع قد أصيب بالإغماء، وأنه لم يمت، ثم أفاق بعد أن عانى مدة ثلاثة أيام من جميع جروحه ومن نقص الطعام والشراب. كيف أمكنه إزالة اللفائف ومغادرة القبر؟ لا يمكنه أن يحفر طريقا إلى الخارج طالما أن القبر كان محفورا في الصخر. كيف أمكنه دحرجة الحجر الضخم (كان من الضخامة بحيث لم تتمكن النسوة من تحريكه ـ إنجيل مرقس ١٦: ٣)، الإفلات من الحرس أو التغلب عليهم، وأن يبدو قويا ومعافى بما فيه الكفاية لإقناع التلاميذ المتشككين أنه قد قام؟
رابعا. أحداث اليوم الثالث وما يليه

ا. شهادة الملائكة


إنجيل متي ٢٨: ١ـ ٨ـ ـ عندما أتت النسوة إلى القبر، أخبرهم الملاك أن يسوع قد قام من الموت (إنجيل مرقس ١٦: ٥ ـ ٧؛ إنجيل لوقا ٢٤: ٤ـ ٧).
بالإضافة إلى شهادة البشر، لدينا شهادة من الملائكة بأن يسوع أقيم من بين الأموات. كانت هذه معجزة في حد ذاتها.
ب. القبر الفارغ


من أهم الحقائق التي يتعين تفسيرها هي مسألة القبر الفارغ. ماذا حدث للجثة؟
إنجيل مرقس ١٦: ٥ ـ ٧ـ ـ دخلت النسوة إلى القبر ورأين المكان الذي وضع فيه الجثمان (إنجيل لوقا ٢٤: ٣؛ إنجيل يوحنا ٢٠: ١١ـ ١٣).
إنجيل يوحنا ٢٠: ١ـ ٩ـ ـ دخل بطرس ويوحنا إلى القبر وشاهدا أن القبر كان فارغا (إنجيل لوقا ٢٤: ١٢)، وأبصرا اللفائف ممدودة والمنديل الذي كان حول رأسه على شكل طوق. إذا كان يسوع قد أصيب بالإغماء ثم أفاق وهو يعاني من الجوع والعطش والجراحات البالغة، وبحاجة إلى التهرب من الحراس، فلماذا صرف وقته في طي اللفائف قبل مغادرته؟
إنجيل متي ٢٨: ١١ـ ١٥ـ ـ فسر الأعداء اختفاء الجثة بقولهم أن التلاميذ سرقوها بينما كان الحرس نيام (طالع المناقشة السابقة).
إذا كان الحراس نيام حقا، كيف أمكنهم معرفة ما حدث للجثة؟ كيف أمكنهم أن يعلموا أن يسوع لم يقم ويمشي إلى الخارج مارا بهم؟ لماذا ينبغي على أي شخص أن يقبل شهادة الحراس بشأن ما حدث بينما كانوا نيام؟
لكن جميع هؤلاء الشهود، بما فيهم أعداء يسوع، يؤكدون على أن القبر كان فارغا!
إذا كان ظهور يسوع مجرد هلوسة، لكانت الجثة لا تزال في القبر. إذا كانت الجثة في حوزة اليهود إلى الآن، فلماذا لا يقدمونها لتفنيد إدعاءات التلاميذ في أنه قد قام؟
أية تفسيرات للأحداث المحيطة بموت يسوع يجب أن تأخذ بالحسبان حقيقة القبر الفارغ والجثة المفقودة!
ج. ظهورات يسوع


كتاب أعمال الرسل ١: ٣ـ ـ أظهر يسوع نفسه حيا بعدد من الأدلة المعصومة مدة أربعين يوما. ظهوراته هي من أهم الأدلة التي يجب تأملها. تأمل الأدلة.
قائمة بالظهورات


* مريم المجدلية ـ ـ إنجيل يوحنا ٢٠: ١١ـ ١٨؛ إنجيل مرقس ١٦: ٩ـ ١١(لاحظ أن التلاميذ الآخرين لم يصدقوها).
* نسوة أخريات ـ ـ إنجيل متي ٢٨: ٩ـ ١٠ـ ـ رأين، لمسن، وسمعن يسوع.
* التلميذان على الطريق إلى عماوس ـ ـ إنجيل لوقا ٢٤: ١٣ـ ٣٥؛ إنجيل مرقس ١٦: ١٢، ١٣ـ ـ رأوه واستمعوا إليه لفترة طويلة. مرة أخرى، لم يصدقهم الآخرون.
* بطرس ـ ـ إنجيل لوقا ٢٤: ٣٤ (رسالة بولس الثانية إلى أهل كورينثوس ١٥: ٥).
* جميع الرسل ـ ـ ظهر لهم في عدة مناسبات: إنجيل لوقا ٢٤: ٣٦ـ ٤٣ـ لاحظ أنه تناول الطعام في حضورهم، وأنهم رأوه، سمعوه، ولمسوه لفترات طويلة. مرة أخرى، كانوا متشككين وطالبوا بإثباتات. إنجيل مرقس ١٦: ١٤ـ ١٨؛ إنجيل متي ٢٨: ١٦، ١٧؛ إنجيل يوحنا ٢٠: ١٩ـ ٢٣؛ ٢١: ١ـ ٢٥؛ كتاب أعمال الرسل ١: ٣ـ ٨؛ ١٠: ٣٩، ٤١؛ رسالة بولس الأولى إلى أهل كورينثوس ١٥: ٥، ٧.
* توما مع الرسل ـ ـ إنجيل يوحنا ٢٠: ٢٤ـ ٢٩ـ ـ كان مشككا حتى رأى، سمع، ولمس يسوع بما في ذلك جروحه.
* شاول الطرسوسي ـ ـ كتاب أعمال الرسل ٩: ١ـ ٩؛ ٢٢: ٤ـ ١٥؛ ٢٦: ٩ـ ١٨؛ رسالة بولس الأولى إلى أهل كورينثوس ١٥: ٨، ٩ـ والذي كان عدوا ومضطهدا. عند الظهيرة على الطريق إلى دمشق، سطع حوله نور أكثر إشراقا من شمس الظهيرة. تكلم يسوع وعرف نفسه. رأى شاول يسوع وسمعه مما يؤهله ليكون شاهدا لما رأى وسمع (أي أن يكون رسولا ـ ٢٢: ١٤، ١٥؛ ٢٦: ١٦). أصيب شاول بالعمى حتى أتى حننيا وأعاد إليه بصره (٩: ٨، ٩، ١٨؛ ٢٢: ١١ـ ١٣).
* رسالة بولس الأولى إلى أهل كورينثوس ١٥: ٣ـ ٨ ـ ـ قائمة موجزة تضيف يعقوب وظهور يسوع إلى أكثر من خمسمائة شخص في وقت واحد، كان أكثرهم لا يزال حيا في الوقت الذي كتب فيه بولس.
* ثم صعد يسوع إلى السماء في حضور الرسل ـ ـ كتاب أعمال الرسل ١: ٩ـ ١١؛ إنجيل لوقا ٢٤: ٥٠ ـ ٥٣؛ إنجيل مرقس ١٦: ١٩، ٢٠.
بشر الرسل بعد ذلك مرارا وتكرارا بأنهم شهود عيان على هذه الأحداث ـ كتاب أعمال الرسل ١: ٢٢؛ ٢: ٣٢؛ ٣: ١٥؛ ٤: ٣٣؛ ١٠: ٣٩ـ ٤١؛ ١٣: ٣٠ـ ٣٢؛ ٢٢: ١٤، ١٥؛ ٢٦: ١٦؛ رسالة بولس الأولى إلى أهل كورينثوس ١٥: ٣ـ ٨؛ ١٥. اضطهد جميعهم وضحى معظمهم بحياته من أجل هذه الشهادة، لكن أحدا منهم لم يسحبها أو ينكرها أو يتراجع عنها.
ملخص عن طبيعة الأدلة


لتقييم صلاحية هذه الأدلة، تأمل ما يلي:
* عدد الظهورات
* عدد الشهود
* الفرصة التي أتيحت للشهود لمراقبة يسوع: لقد تناولوا معه الطعام، رأوه، سمعوه، لمسوه وقضوا معه فترات طويلة. رآه بعضهم عدة مرات.
* الاتساق بين الأناجيل ـ بينما يعطي بعضهم تفاصيل لا يعطيها البعض الآخر (كما ينبغي أن نتوقع من شهود صادقين)، تنسجم الأناجيل ويدعم بعضها الآخر، بدلا من أن تتعارض مع بعضها البعض.
* نغمة الشهادة ـ اتسم الشهود بالرصانة والعقلانية. لم يكونوا مهتاجين أو لاعقلانيين.
* تشكك الشهود ـ لم يكونوا سذجا بل طالبوا بأدلة. لم يكونوا قد توقعوا ليسوع أن يموت، ناهيك عن أن يقوم من بين الأموات. عندما مات، أصابهم اليأس وفقدوا الأمل في قيامته. يتناقض هذا كله مع الأفكار التي كانوا قد كونوها سلفا.
* طبيعة الشهود ـ عرفه بعضهم بشكل شخصي بحيث أنهم تعرفوا عليه دون أي مجال للخطأ. كان أحدهم عدوا ومن المستحيل أن يزعم مثل هذا الظهور دون دليل ساحق.
* صدق الشهود ـ عانى جميعهم من الاضطهاد ومات معظمهم في سبيل بشارتهم دون أن يتراجعوا عنها أو ينكروها. هل كان من شأنهم أن يفعلوا هذا لو كانوا يعرفون أن الأمر ليس سوى كذبة؟
* كتبت السجلات التي وصلت إلينا من قبل أشخاص شهدوا هذه الظهورات شخصيا (متي، يوحنا، بولس)، أو الذين أجروا مقابلات شخصية مع شهود العيان (لوقا، مرقس). كتبت هذه السجلات بينما كان الشهود ما يزالون على قيد الحياة ويمكن سؤالهم (رسالة بولس الأولى إلى أهل كورينثوس ١٥: ٦).
كيف يمكن للنظريات البديلة أن تطابق هذه الأدلة؟
إذا كان التلاميذ قد سرقوا الجثة، كيف أمكنهم أن يجعلوها تبدو على قيد الحياة لإقناع جميع الناس الذين رأوا يسوع مرة أخرى؟ لماذا ماتوا في سبيل كذبتهم؟ لماذا اخترعوا قصة تتناقض تماما مع توقعاتهم إذا كانوا هم أنفسهم لم يصدقوا هذه الأخبار عندما سمعوها؟
هل تطابق طبيعة الظهورات مظاهر الهلوسة؟ لماذا أصيب هذا العدد الكبير من الناس بنفس الهلوسة، وفي نفس الوقت؟ هل تطابق نغمة الشهادة مظاهر الهلوسة؟ هل يبدو أن التلاميذ كانوا سذجا؟ لماذا أصيب شاول المتشكك بمثل هذه الهلوسة؟
لو كان يسوع قد أصيب بالإغماء ثم أفاق منه، كيف بدا معافى بما فيه الكفاية لإقناع كل هؤلاء الناس أنه قد قام بأعجوبة؟
د. المعجزات التأكيدية الأخرى


ليست القيامة بحد ذاتها المعجزة الوحيدة التي يتعين النظر فيها في هذه الدراسة. تأمل المعجزات الأخرى التي رافقت القيامة نفسها أو التبشير بالقيامة.
* أقيم أناس آخرون وظهروا للناس عندما قام يسوع ـ ـ إنجيل متي ٢٧: ٥٢، ٥٣.
* ظهور الملائكة الذين أعلنوا القيامة ـ ـ إنجيل متي ٢٨: ١ـ ٨؛ إنجيل مرقس ١٦: ٥ ـ ٧؛ إنجيل لوقا ٢٤: ٤ـ ٧. كانت ظهورات الملائكة في حد ذاته أحداثا خارقة، والتي رافقت قيامة يسوع وأعلنت عنها.
* يوم الخمسون ـ كتاب أعمال الرسل ٢: ١ـ ٤، ٢٤، ٣٠ـ ٣٣ـ ـ عندما بشر الرسل بالقيامة للمرة الأولى، أكد الروح القدس رسالتهم بأعجوبة التكلم بعدة لغات (الألسنة) لم يكونوا قد تعلموها من قبل. وقالوا أن قدرتهم على القيام بتلك المعجزة تؤكد أن يسوع قد قام (آية ٣٢، ٣٣).
* شفاء الكسيح ـ ـ كتاب أعمال الرسل ٣: ١ـ ١٠، ١٥؛ ٤: ١٠، ١٤، ١٦ـ ـ شفا بطرس ويوحنا رجلا لم يسبق له المشي من بطن أمه (٤: ٢٢)، مما اضطر أعدائهم إلى الاعتراف بصحة هذه المعجزة. لكن الرسل استخدموا هذه المعجزة لتأكيد شهادتهم كشهود على القيامة.
* الظهور لشاول ـ ـ عندما ظهر يسوع، رأى شاول نورا أكثر إشراقا من شمس الظهيرة (كتاب أعمال الرسل ٢٦: ١٣). رأى أشخاص آخرون النور وسمعوا الصوت لكنهم لم يفهموه (٩: ٧؛ ٢٢: ٩). أصيب شاول بالعمى حتى أتى حننيا وأعاد إليه بصره (٩: ٨، ٩، ١٨؛ ٢٢: ١١ـ ١٣). أكدت هذه المعجزات الإضافية لشاول وغيره حقيقة ظهورات يسوع.
كان الغرض من المعجزات هو التأكيد على كون الرسالة/ الرسول من الله (طالع المقدمة). أتى يسوع ورسله بالعديد من المعجزات الأخرى للتأكيد على أن رسالتهم كانت من عند الله. أكدت المعجزات المذكورة أعلاه بالتحديد على أن القيامة هي معجزة من الله. ومن ثم، أكدت المعجزات معجزات أخرى!
خاتمة


لقد قمنا بفحص الأدلة التي يتعين النظر فيها. لقد أظهرنا كيف تتناقض النظريات البديلة مع شهادة الشهود. الاستنتاج الوحيد الذي يطابق الأدلة هو أن يسوع قام من الموت حقا.
لكن يجب على كل شخص أن يتوصل بنفسه إلى قراره الخاص. للاستفادة من القيامة، يجب على كل شخص:
* أن يسمع الرسالة عن يسوع وقيامته ـ ـ كتاب أعمال الرسل ١٣: ٣٧ـ ٣٩( ٢: ٣٢، ٣٦ـ ٤١).
* أن يؤمن بيسوع وقيامته (ويعترف) ـ ـ رسالة بولس إلى أهل رومية ١٠: ٩، ١٠؛ (كتاب أعمال الرسل ٢: ٣٢ـ ٣٩؛ ١٣: ٣٠ـ ٣٩؛ رسالة بطرس الأولى ١: ٢١؛ رسالة بولس إلى أهل كولوسي ٢: ١٢).
* أن يتوب عن الخطيئة ـ ـ كتاب أعمال الرسل ٢: ٣٢ـ ٣٩.
* أن يعتمد بموت يسوع وقيامته ـ ـ رسالة بولس إلى أهل رومية ٦: ٣ـ ٥؛ رسالة بولس إلى أهل كولوسي ٢: ١٢؛ رسالة بطرس الأولى ٣: ٢١ (كتاب أعمال الرسل ٢: ٣٢ـ ٣٩).
* أن يعيش حياة الطاعة بإخلاص ـ ـ رسالة بولس الثانية إلى أهل كورينثوس ٥: ١٥؛ رسالة بولس إلى أهل كولوسي ٣: ١.
سوف تفضي هذا الاستجابة إلى الميراث الموعود بالحياة الأبدية على أساس قيامة يسوع ـ ـ رسالة بطرس الأولى ١: ٣ (رسالة بولس الأولى إلى أهل كورينثوس ١٥: ١٢ـ ٢٣).
 
قديم 31 - 08 - 2016, 04:46 PM   رقم المشاركة : ( 14222 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,463

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

واجبنا نحو الكنيسة
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ليست الحياة المسيحية مراعاة مصالحنا الشخصية. فإن كنا قد ولدنا من فوق، ودخلنا ضمن أسرة الله، فلن يكون الله أباً لنا فحسب، ولكن يصير كل مؤمن مسيحي في العالم مهما كان لونه أو جنسه أو مذهبه، أخاً أو أختاً لنا في المسيح. ومن أهم أسماء المسيحيين وأعمقها في العهد الجديد، اسم {الأخوة}. يا له من حق مجيد! ولا فائدة في أن يظن أحد أن العضوية في كنيسة المسيح العامة كافية، بل يجب أن ننضم فعلاً إلى كنيسة معينة في البلد الذي فيه نقيم، وأن المكان الطبيعي والسليم لكل مسيحي هو أن يكون عضواً في كنيسته المحلية، يساهم في عبادتها وشركتها وشهادتها. والمعمودية هي طريق الدخول إلى المجتمع المسيحي المنظور، ولها معانٍ أخرى أيضاً. فإن كنت لم تتعمد بعد، أرجو أن تطلب من راعيك أن يعمدك، ثم اندمج في الشركة المسيحية حيث ترى الكثير هناك، مما يبدو غريباً عليك في أول الأمر، ولكن لا تقف متفرجاً بل واظب على حضور اجتماعات الكنيسة لأن هذا واجب مقدس. ثم أن كل مذهب مسيحي وكل كنيسة مسيحية تتفق على أن للعشاء الرباني (أو الشركة المقدسة أو كسر الخبز أو مائدة الرب) خدمة رئيسية في الكنيسة، لأننا بها نحيي ذكرى موت مخلصنا في الشركة مع بعضنا البعض. وأرجو ألا يفهم من قولي أن الشركة هي مجرد حفلة في يوم الأحد. وقد أضيفت كلمة {فيلادلفيا} التي تعني {محبة الأخوة} من جديد في قاموس الأخوة المسيحية. وسيكتشف المسيحي أعماقاً جديدة في ميدان الأخوة المسيحية، حيث يكون الصق أصدقائه من المسيحيين، وفوق الكل يكون شريك الحياة (الزوج والزوجة) مسيحياً أيضاً (2 كورنثوس 14:6).
 
قديم 31 - 08 - 2016, 04:47 PM   رقم المشاركة : ( 14223 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,463

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

واجبنا نحو العالم
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
إن الحياة المسيحية هي أشبه بالعيشة في أسرة، حيث يتمتع الأولاد بشركة حلوة مع أبيهم ومع بعضهم البعض. ولكن لا يخطر على البال أن هذا يخليهم من مسؤولياتهم، فما كان المسيحيون، ولكن يكونوا، جماعة ممن يغترون في أنفسهم ويهتمون بمصالحهم النفسانية الذاتية وممن يهتمون بأمورهم الشخصية فقط. ولكن بالعكس، لأن كل مسيحي حقيقي يهتم في قرارة نفسه بأقرانه الذين هم خارج الكنيسة ويسميهم الكتاب بـ {العالم} لأنهم لم يدخلوا بعد ضمن أسرة الله. وقد يدعوك الله إلى خدمة الإنجيل في بلادك أو يرسلك إلى حقل تبشيري. ولا امتياز على الأرض أعظم من امتياز الخدمة. فإن العالم متعطش إلى البشارة والكرازة. وكم من ملايين من الناس لم يسمعوا بعد عن يسوع المسيح وعن خلاصه، والكنيسة قد غطت في نوم عميق قروناً طويلة، فهل جاء الوقت لكي يستيقظ المسيحي ويربح العالم للمسيح؟ وربما يكون الله قد أعد لك عملاً خاصاً تعمله، فإن كنت طالباً تسير في غمرة الحياة نحو هدفك ومستقبلك؛ فمن الخطأ أن تتسرع في شيء. ولكن اطلب أولاً أن يكشف لك الله إرادته في حياتك ثم اخضع لها.
ومع أنه ليس كل مسيحي مدعواً ليصير خادماً مكرساً أو مرسلاً، إلا أن الله يقصد أن يكون كل مسيحي شاهداً ليسوع المسيح وأن عليه مسؤولية خطيرة في السعي لربح النفوس، سواء أكان في بيته أم في كليته أم مع رفاقه أم في عمله! أنه دمث الأخلاق كريم النفس أديب، وأيضاً مستقر ثابت لا يتزعزع! وخير وسيلة تبدأ بها ربح النفوس هي الصلاة، فاطلب من الله أن يعطيك اهتماماً خاصاً بواحد أو أثنين من أصحابك، ومن الحكمة أن تحصر اهتمامك في شخص أو اثنين من جنسك، ذكراً أم أنثى، وفي مثل عمرك، وصل بانتظام وتحديد لتغييرهما وتجديدهما مستفيداً من صداقتك لهما، ولا تبخل بوقتك عليهما وأحببهما من كل قلبك محبة خالصة. وسيأتي الوقت الذي يمكنك فيه أن تصحبهما معك إلى خدمة أو اجتماع حيث يسمعان رسالة الإنجيل أو أن تعطيهما نبذات مسيحية للقراءة، أو أن تحدثهما ببساطة عما فعله يسوع من أجلك وعما تشعر به نحوه وكيف وجدته. ولا حاجة لي إلى القول، أن أبلغ شهادة نؤديها، تصبح عديمة التأثير أو الفائدة، إذا ناقضتها حياتنا وقدوتنا، ولا شهادة أعمق أثراً وأبعد مدى من شهادة حياة جددها المسيح وغيرها.
هذه هي امتيازات ومسؤوليات أولاد الله الذين إذ يولدون ضمن الأسرة المقدسة أسرة الله، ويتمتعون بالآب السماوي في علاقة حميمة ومضمونة ومأمونة بكل تأكيد وضمان واطمئنان، يتدربون في ساعات تأملاتهم اليومية الهادئة، مخلصين في عضوية كنائسهم، ونشيطين في سعيهم وجهادهم، جادين في صلاتهم وشهادتهم الشخصية لربح نفوس أصدقائهم للمسيح، ولكنهم يعرفون دائماً بأنهم ليسوا من هذا العالم. ومع أن عليهم كمواطنين مسيحيين، واجبات مقدسة نحو بلادهم وأوطانهم، فإنهم في الوقت نفسه غرباء ونزلاء على الأرض، سائحين وسائرين إلى البيت الأبدي في السماء. ولذلك لا تغمرهم المصالح الشخصية والمطامع العالمية والملذات الجسدية، كما لا تثقل كاهلهم التجارب والأحزان في الحياة الحاضرة، متذكرين قول الكتاب المقدس {إن كنا نتألم مع المسيح فلكي نتمجد أيضاً معه} (رومية 17:8). وأن عيني المسيحي تتجهان دائماً نحو الأفق، منتظرة مجيء الرب الذي قال: {أنا آتي سريعاً} قائلة: {نعم تعال أيها الرب يسوع}.
 
قديم 31 - 08 - 2016, 04:48 PM   رقم المشاركة : ( 14224 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,463

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

امتيازات أولاد الله
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


إن الامتياز العظيم والفريد من نوعه لأولاد الله الذين ولدوا من الله، هو أنهم ينتسبون إلى الله. ودعونا نتأمل هذه العلاقة:
إنها علاقة حميمة رأينا في ما سلف كيف انفصلنا عن الله، فقد أبعدتنا خطايانا عنه وصارت فاصلة بيننا وبينه. ولكن هذا الفاصل قد تلاشى. لقد كانت الخطايا أشبه بالغيوم التي تحجب نور وجهه، أما الآن فقد انقشعت الغيوم وأشرقت الشمس. ويمكننا أن نستخدم تشبيهاً آخر ورد كثيراً في رسائل بولس الرسول بأننا كنا تحت الدينونة العادلة لديان كل الأرض، ولكن الآن قد تبررنا في المسيح يسوع الذي حمل إدانتنا والذي فيه اتحدنا بالإيمان، أي أننا صرنا مقبولين لدى الله وأصبحنا أبراراً، وأصبح الديان أباً لنا.
{انظروا أية محبة أعطانا الآب حتى ندعى أولاد الله}(1 يوحنا 1:3). {الآب} و {الابن} وهما اللقبان المميزان اللذان أعطاهما المسيح لله ولنفسه؛ وهما اللقبان اللذان يسمح لنا باستخدامهما. وبالاتحاد معه، يخول لنا أن نشاركه علاقته الحميمة بالآب. لقد أوضح أسقف قرطاجنة في منتصف القرن الثالث الميلادي في نبذته المسماة: {الصلاة الربانية} أوضح امتيازنا بقوله: {ما أعظم تسامح الرب! ما أعظم تنازله، وما أعظم جوده نحونا، كما يبدو من رغبته لنا في أن نصلي أمام الله بطريقة بها ندعوه {الله الآب} وأن ندعو أنفسنا {أولاد الله} كما أن المسيح هو ابن الله، الاسم الذي لم يكن أحد منا يتجاسر أن ينطق به في صلاة لو لم يسمح لنا هو باستخدامه في صلواتنا}.
والآن، أخيراً، نستطيع أن نتلو الصلاة الربانية بدون رياء. فقد كانت قبلاً كلمات خرقاء جوفاء، أما الآن فإنها فياضة بالمعاني السامية الجديدة، وحقاً أن الله هو أبونا في السماوات الذي يعرف ما نحتاج إليه قبل أن نسأله، وهو الذي يعطي أولاده عطايا جيدة (متى 32:6؛ 11:7). وقد تدعوه الضرورة إلى تأديبنا وإصلاحنا. {لأن الذي يحبه الرب يؤدبه ويجلد كل ابن يسر به} (عبرانيين 6:12، قابل أمثال 12:3). ولكن ما يطمئننا هو أن عصا التأديب هي في يد الأب المحب، ولا شك أننا مع مثل هذا الأب الرحيم والحكيم والقوي نتخلص من كل مخاوفنا.
أنها علاقة مضمونة إن علاقة المسيحي بالله مثل علاقة الابن بأبيه أي أنها ليست علاقة حميمة فحسب، بل أيضاً علاقة مضمونة، فكيف نعرف أنها توطدت؟ إن عدداً كبيراً من الناس يعيشون في الآمال، وهم يرجون الأفضل ولكن هل يمكن التأكد من ذلك؟ نعم لأنها إرادة الله المعلنة لنا. فينبغي أن نتأكد من علاقتنا بالله، ليس فقط حباً في راحة الفكر وروح مساعدة الآخرين، ولكن لأن الله يريدنا أن نكون متأكدين. ويصرح يوحنا الرسول بأن هذه كانت غايته في كتابة رسالته الأولى، كما يقول: {كتبت هذا إليكم أنتم المؤمنين باسم ابن الله لكي تعلموا أن لكم حياة أبدية} (1 يوحنا 13:5).
إلا أن الطريقة للتأكد، ليست أن نشعر بالتأكيد، فإن معظم المسيحيين الحديثي الإيمان، يقعون في هذه الغلطة في بدء حياتهم المسيحية، إذ يعولون كثيراً على احساساتهم السطحية الخارجية. ففي يوم يشعرون بقربهم من الله وفي يوم آخر يشعرون أنهم غرباء عنه وبعيدون ثانية، ويظنون أن مشاعرهم وأحاسيسهم تعبر تعبيراً صادقاً عن حالتهم الروحية، ولذلك يقعون في حالة مرعبة من الشك، وتصبح حياتهم المسيحية كأنها أرجوحة ترتفع بهم تارة إلى أعلى عليين من السمو، وتهبط بهم طوراً إلى أعماق الانقباض والكآبة. ليس هذا بالأمر المستحب، ويجب أن يتعلم الإنسان عدم الاستسلام لأحاسيسه ومشاعره لأنها تتغير وتتبدل مع تغير الأحوال وتبدل الصحة، ونحن خلائق متقلبون في طبائعنا وميولنا، وليس هناك من علاقة بين احساساتنا المتقلبة وتقدمنا الروحي.

 
قديم 31 - 08 - 2016, 04:52 PM   رقم المشاركة : ( 14225 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,463

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

كلمة الله مكتوبة في كتبنا المقدسة
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
إن الله يعد في كلمته المكتوبة، أن يعطي حياة أبدية لجميع الذين قبلوا المسيح {وهذه هي الشهادة أن الله أعطانا حياة أبدية وهذه الحياة هي في ابنه. من له الابن له الحياة. ومن ليس له ابن الله فليست له الحياة} (1 يوحنا 11:5، 12). ولا يعتبر حدساً وغطرسة، أن نؤمن متواضعين بأن لنا حياة أبدية، بل بالعكس فإن الإيمان بكلمة الله هو التواضع لا الكبرياء، والحكمة وليست الغطرسة، وأن الشك هو الغباء عينه والخطية ذاتها لأنه يقول: {من لا يصدق الله فقد جعله كاذباً لأنه لم يؤمن بالشهادة التي شهدها الله عن ابنه} (1 يوحنا 10:5). والكتاب المقدس مليء بمواعيد الله التي لا يألو المسيحي الواعي جهداً في حفظها واستيعابها في الذاكرة. فإذا ما أصابه سوء وسقط في هوة الانقباض والشك يتمسك بحبال مواعيد الله. وهاكم بعض الوعود التي تستحق الحفظ (يوحنا 37:6؛ 28:10؛ 1 كورنثوس 13:10؛ عبرانيين 5:13، 6 أشعياء 10:41؛ يعقوب 5:1؛ 1 يوحنا 9:1).
 
قديم 31 - 08 - 2016, 04:53 PM   رقم المشاركة : ( 14226 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,463

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

كلمة الله مسموعة في قلوبنا
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
اسمع هذه الأقوال: {لأن محبة الله قد انسكبت في قلوبنا بالروح القدس المعطى لنا}، وأيضاً {عندما نصرخ يا أبا الآب، فإن الروح نفسه أيضاً يشهد لأرواحنا أننا أولاد الله} (رومية 5:5؛ 15:8، 16). ويعرف كل مسيحي معنى هذه، فإن شهادة الروح القدس في الخارج، كما تعلمنا الكتب المقدسة، تثبتها وتؤيدها شهادة الروح القدس في الداخل في اختبارنا. ولا أقصد بذلك أن نولي أية ثقة لإحساسنا السطحي ولكن أن ننتظر اقتناعاً عميقاً في قلوبنا حينما يؤكد لنا الروح القدس محبة الله ويدفعنا لأن نصرخ قائلين: {أبانا} ونحن نطلب وجه الله في الصلاة.
 
قديم 31 - 08 - 2016, 04:54 PM   رقم المشاركة : ( 14227 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,463

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

كلمة الله تظهر في حياتنا
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
إن الروح الذي يشهد في الكتاب المقدس وفي الاختبار بأننا أولاد الله، يتمم شهادته في حياتنا وسلوكنا. فإن كنا قد ولدنا من فوق في عائلة الله فإن روح الله يسكن فينا، وللحال يبدأ عمله في تغيير حياتنا ومنهاجها. يستعمل يوحنا الرسول هذا المحك. فالإنسان الذي لا يطيع وصايا الله ويهمل واجباته نحو إخوانه ورفاقه لا يعتبر مسيحياً مهما كانت وظيفته، وأن العلامات المميزة لأولاد الله هي قداسة الحياة، والمحبة العملية للقريب، ولا سيما لأخوته في الإيمان.
 
قديم 31 - 08 - 2016, 05:02 PM   رقم المشاركة : ( 14228 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,463

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

علاقتي الحميمة مع الله

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
لقد كتبت هذا الفصل خصيصاً للذين فتحوا باب قلوبهم ونفوسهم ليسوع المسيح، الذين سلموا أنفسهم له، الذين بدأوا الحياة المسيحية. ولكن أن تصير مسيحياً شيء، وأن تكون مسيحياً شيء آخر. وها نحن نقتصر في حديثنا هنا عن: {ماذا يعني أن تكون مسيحياً}؟ لقد أخذت خطوة بسيطة ودعوت المسيح لكي يدخل حياتك مخلصاً ورباً. آنئذٍ صنع الله معجزة عظيمة إذ أعطاك حياة جديدة وولدت من فوق ودخلت ضمن عائلة الله وأصبحت ابناً له. ربما لم تشعر بتغيير عند ولادتك الروحية كما لم تشعر بشيء طبعاً عند ولادتك الجسدية. ومع ذلك فإنك عندما ولدت جسدياً صرت شخصية جديدة مستقلة، وهكذا لما ولدت ثانية (من فوق) أصبحت روحياً خليقة جديدة في المسيح.
ولكن (ربما يخطر لك على بال): أليس الله أباً لجميع الناس؟ أليس جميع الناس أولاد الله؟ كلا! فإن الكتاب المقدس يميز بوضوح وصراحة بين أبوة الله العامة التي تمتد إلى جميع الذين خلقهم وصنعهم، وبين أبوته الخاصة المحدودة وهي تختص بالذين ولدهم ثانية في المسيح. إن الله خالق الجميع، ولكنه آب فقط لأولئك الذين قبلوا يسوع المسيح مخلصاً لهم. ويوضح الرسول يوحنا ذلك في بداءة إنجيله بقوله: {جاء (أي يسوع) إلى خاصته، وخاصته لم تقبله. وأما كل الذين قبلوه فأعطاهم سلطاناً أن يصيروا أولاد الله أي المؤمنون باسمه. الذين ولدوا… من الله} (يوحنا 11:1 – 13). هذه العبارات الثلاث وأعني بها: {الذين قبلوه} و {المؤمنون باسمه} و {الذين ولدوا… من الله}، كلها تتحدث عن الأشخاص ذاتهم، فأولاد الله هم أولئك {الذين ولدوا من الله}، والذين ولدوا من الله هم أولئك الذين قبلوا المسيح في حياتهم والذين آمنوا باسمه.
فإذا أردنا إذاً أن نفهم ماذا يعني أن تكون مسيحياً، وذلك كما يعلمنا الكتاب المقدس، علينا أن نعرف امتيازات أولاد الله ومسؤولياتهم.
امتيازات أولاد الله



إن الامتياز العظيم والفريد من نوعه لأولاد الله الذين ولدوا من الله، هو أنهم ينتسبون إلى الله. ودعونا نتأمل هذه العلاقة:
  • إنها علاقة حميمة رأينا في ما سلف كيف انفصلنا عن الله، فقد أبعدتنا خطايانا عنه وصارت فاصلة بيننا وبينه. ولكن هذا الفاصل قد تلاشى. لقد كانت الخطايا أشبه بالغيوم التي تحجب نور وجهه، أما الآن فقد انقشعت الغيوم وأشرقت الشمس. ويمكننا أن نستخدم تشبيهاً آخر ورد كثيراً في رسائل بولس الرسول بأننا كنا تحت الدينونة العادلة لديان كل الأرض، ولكن الآن قد تبررنا في المسيح يسوع الذي حمل إدانتنا والذي فيه اتحدنا بالإيمان، أي أننا صرنا مقبولين لدى الله وأصبحنا أبراراً، وأصبح الديان أباً لنا.
    {انظروا أية محبة أعطانا الآب حتى ندعى أولاد الله}(1 يوحنا 1:3). {الآب} و {الابن} وهما اللقبان المميزان اللذان أعطاهما المسيح لله ولنفسه؛ وهما اللقبان اللذان يسمح لنا باستخدامهما. وبالاتحاد معه، يخول لنا أن نشاركه علاقته الحميمة بالآب. لقد أوضح أسقف قرطاجنة في منتصف القرن الثالث الميلادي في نبذته المسماة: {الصلاة الربانية} أوضح امتيازنا بقوله: {ما أعظم تسامح الرب! ما أعظم تنازله، وما أعظم جوده نحونا، كما يبدو من رغبته لنا في أن نصلي أمام الله بطريقة بها ندعوه {الله الآب} وأن ندعو أنفسنا {أولاد الله} كما أن المسيح هو ابن الله، الاسم الذي لم يكن أحد منا يتجاسر أن ينطق به في صلاة لو لم يسمح لنا هو باستخدامه في صلواتنا}.
    والآن، أخيراً، نستطيع أن نتلو الصلاة الربانية بدون رياء. فقد كانت قبلاً كلمات خرقاء جوفاء، أما الآن فإنها فياضة بالمعاني السامية الجديدة، وحقاً أن الله هو أبونا في السماوات الذي يعرف ما نحتاج إليه قبل أن نسأله، وهو الذي يعطي أولاده عطايا جيدة (متى 32:6؛ 11:7). وقد تدعوه الضرورة إلى تأديبنا وإصلاحنا. {لأن الذي يحبه الرب يؤدبه ويجلد كل ابن يسر به} (عبرانيين 6:12، قابل أمثال 12:3). ولكن ما يطمئننا هو أن عصا التأديب هي في يد الأب المحب، ولا شك أننا مع مثل هذا الأب الرحيم والحكيم والقوي نتخلص من كل مخاوفنا.
أنها علاقة مضمونة إن علاقة المسيحي بالله مثل علاقة الابن بأبيه أي أنها ليست علاقة حميمة فحسب، بل أيضاً علاقة مضمونة، فكيف نعرف أنها توطدت؟ إن عدداً كبيراً من الناس يعيشون في الآمال، وهم يرجون الأفضل ولكن هل يمكن التأكد من ذلك؟ نعم لأنها إرادة الله المعلنة لنا. فينبغي أن نتأكد من علاقتنا بالله، ليس فقط حباً في راحة الفكر وروح مساعدة الآخرين، ولكن لأن الله يريدنا أن نكون متأكدين. ويصرح يوحنا الرسول بأن هذه كانت غايته في كتابة رسالته الأولى، كما يقول: {كتبت هذا إليكم أنتم المؤمنين باسم ابن الله لكي تعلموا أن لكم حياة أبدية} (1 يوحنا 13:5).
إلا أن الطريقة للتأكد، ليست أن نشعر بالتأكيد، فإن معظم المسيحيين الحديثي الإيمان، يقعون في هذه الغلطة في بدء حياتهم المسيحية، إذ يعولون كثيراً على احساساتهم السطحية الخارجية. ففي يوم يشعرون بقربهم من الله وفي يوم آخر يشعرون أنهم غرباء عنه وبعيدون ثانية، ويظنون أن مشاعرهم وأحاسيسهم تعبر تعبيراً صادقاً عن حالتهم الروحية، ولذلك يقعون في حالة مرعبة من الشك، وتصبح حياتهم المسيحية كأنها أرجوحة ترتفع بهم تارة إلى أعلى عليين من السمو، وتهبط بهم طوراً إلى أعماق الانقباض والكآبة. ليس هذا بالأمر المستحب، ويجب أن يتعلم الإنسان عدم الاستسلام لأحاسيسه ومشاعره لأنها تتغير وتتبدل مع تغير الأحوال وتبدل الصحة، ونحن خلائق متقلبون في طبائعنا وميولنا، وليس هناك من علاقة بين احساساتنا المتقلبة وتقدمنا الروحي.
فإن مشاعرنا لم تكن أساساً لمعرفتنا بأننا في علاقة مع الله، ولكن الأساس الصحيح هو ما قاله لنا بهذا الصدد، فالمحك الذي نطبعه على أنفسنا يأتي من الخارج وليس من الداخل، ولسنا في حاجة أن نبحث في داخلنا عن دليل الحياة الروحية، بل لنمد أبصارنا إلى فوق وإلى الفضاء إلى الله وإلى كلمته، ولكن أين نجد كلمة الله التي تؤكد لنا بأننا أولاده؟

1) كلمة الله مكتوبة في كتبنا المقدسة: إن الله يعد في كلمته المكتوبة، أن يعطي حياة أبدية لجميع الذين قبلوا المسيح {وهذه هي الشهادة أن الله أعطانا حياة أبدية وهذه الحياة هي في ابنه. من له الابن له الحياة. ومن ليس له ابن الله فليست له الحياة} (1 يوحنا 11:5، 12). ولا يعتبر حدساً وغطرسة، أن نؤمن متواضعين بأن لنا حياة أبدية، بل بالعكس فإن الإيمان بكلمة الله هو التواضع لا الكبرياء، والحكمة وليست الغطرسة، وأن الشك هو الغباء عينه والخطية ذاتها لأنه يقول: {من لا يصدق الله فقد جعله كاذباً لأنه لم يؤمن بالشهادة التي شهدها الله عن ابنه} (1 يوحنا 10:5). والكتاب المقدس مليء بمواعيد الله التي لا يألو المسيحي الواعي جهداً في حفظها واستيعابها في الذاكرة. فإذا ما أصابه سوء وسقط في هوة الانقباض والشك يتمسك بحبال مواعيد الله. وهاكم بعض الوعود التي تستحق الحفظ (يوحنا 37:6؛ 28:10؛ 1 كورنثوس 13:10؛ عبرانيين 5:13، 6 أشعياء 10:41؛ يعقوب 5:1؛ 1 يوحنا 9:1).
2) كلمة الله مسموعة في قلوبنا: اسمع هذه الأقوال: {لأن محبة الله قد انسكبت في قلوبنا بالروح القدس المعطى لنا}، وأيضاً {عندما نصرخ يا أبا الآب، فإن الروح نفسه أيضاً يشهد لأرواحنا أننا أولاد الله} (رومية 5:5؛ 15:8، 16). ويعرف كل مسيحي معنى هذه، فإن شهادة الروح القدس في الخارج، كما تعلمنا الكتب المقدسة، تثبتها وتؤيدها شهادة الروح القدس في الداخل في اختبارنا. ولا أقصد بذلك أن نولي أية ثقة لإحساسنا السطحي ولكن أن ننتظر اقتناعاً عميقاً في قلوبنا حينما يؤكد لنا الروح القدس محبة الله ويدفعنا لأن نصرخ قائلين: {أبانا} ونحن نطلب وجه الله في الصلاة.
3) كلمة الله تظهر في حياتنا: إن الروح الذي يشهد في الكتاب المقدس وفي الاختبار بأننا أولاد الله، يتمم شهادته في حياتنا وسلوكنا. فإن كنا قد ولدنا من فوق في عائلة الله فإن روح الله يسكن فينا، وللحال يبدأ عمله في تغيير حياتنا ومنهاجها. يستعمل يوحنا الرسول هذا المحك. فالإنسان الذي لا يطيع وصايا الله ويهمل واجباته نحو إخوانه ورفاقه لا يعتبر مسيحياً مهما كانت وظيفته، وأن العلامات المميزة لأولاد الله هي قداسة الحياة، والمحبة العملية للقريب، ولا سيما لأخوته في الإيمان.
-علاقة مأمونة لنفرض أننا دخلنا في العلاقة الحميمة مع الله والمضمونة بواسطة كلمته، فهل هي علاقة مأمونة، أم يمكن أن نولد في أسرة الله بعض الوقت، ونرفض منها في وقت آخر؟ إن الكتاب يؤكد لنا أنها علاقة دائمة، فيقول بولس الرسول: {فإن كنا أبناء فنحن ورثة أيضاً ووارثون مع المسيح} (رومية 17:8). ورب سائل يقول: {ولكن ماذا يحدث حين أخطئ؟ ألا أزيف بنوتي وأتوقف عن أن أكون ابناً لله}؟. كلا. ويمكنك أن تفكر في ما يماثل ذلك في الأسرة البشرية؛ لنفرض أن شاباً تنكر لوالديه وأخذ يقسو عليهما حتى خيمت على البيت سحابة من التوتر، فيمتنع الأب والابن عن الكلام مع بعضهما البعض. وماذا يحدث؟ هل يكف الولد عن أن يكون ابناً؟ كلا. فإن علاقتهما لم تتغير ولكن شركتهما هي التي فسدت. العلاقة تتوقف على الولادة، بينما تتوقف الشركة على التصرف والسلوك. وسرعان ما يعتذر الشاب حتى يصفح عنه الأب فيستعيد الصفح الشركة، وفي الوقت نفسه تبقى علاقته كما هي. فإن بدا الولد متمرداً أو عقوقاً، يبقى ابناً لا يتغير.
وهكذا هو الحال مع أولاد الله، فعندما نخطئ لا نقطع علاقتنا معه كأولاد أو نخسرها، مع أن شركتنا معه تفسد. وذلك إلى أن نعترف بخطايانا ونتوب عنها. وحالما نعترف بخطايانا {فإنه أمين وعادل حتى يغفر لنا خطايانا ويطهرنا من كل إثم} (1 يوحنا 9:1)، {وإن أخطأ أحد فلنا شفيع عند الآب يسوع المسيح البار وهو كفارة لخطايانا…} (1 يوحنا 1:2، 2). فعندما تسقط في الخطية اركع على ركبتيك واطلب باتضاعٍ غفران أبيك في الحال، واجتهد أن تحفظ ضميرك بلا عثرة أمام الله والناس.
وبعبارة أخرى يمكننا أن نتبرر مرة، ولكن نحتاج إلى غفران كل يوم. وعندما غسل المسيح أرجل التلاميذ أوضح لهم ذلك تماماً؛ سأله بطرس أن يغسل يديه ورأسه كما يغسل قدميه، ولكن يسوع أجاب {الذي قد اغتسل ليس له حاجة إلا إلى غسل رجليه بل هو طاهر كله} (يوحنا 9:13، 10). وإذا دعي إنسان إلى وليمة عشاء في أورشليم، كان يغتسل قبل الذهاب إلى الوليمة، كما كانت العادة آنذاك، وعندما يصل إلى بيت صاحبه لا يحتاج إلى اغتسال آخر ولكن خادماً يلاقيه عند الباب ويغسل رجليه. هكذا عندما نأتي إلى المسيح في توبة وإيمان، نحن نقبل {الاغتسال} (الذي هو التبرير والذي يرمز إليه ظاهرياً بالمعمودية} ولا حاجة أبداً إلى تكرارها. ولكن نحن سائرون في الشوارع المليئة بالأقذار في هذا العالم نحتاج دوماً إلى غسل أرجلنا (أي الغفران اليومي).


مسؤوليات أولاد الله





يا له من امتياز عظيم عجيب أن تكون ابناً لله، إلا أن هذه البنوة تتضمن التزامات أيضاً. ويقول الرسول بطرس {وكأطفال مولودين الآن اشتهوا اللبن العقلي العديم الغش لكي تنموا به} (1 بطرس 2:2). إن امتياز الابن لله هو صلة انتسابه كما أن مسئوليته العظيمة هي النمو. ولئن أحب كل إنسان الأطفال، لكن ما من عاقل يتمنى أن يظل في دور المهد والطفولة. والمأساة هي أن كثيرين من المسيحيين ممن ولدوا في المسيح لا ينمون، بينما البعض يعاني من تضعضع الروح وتقهقره. من ناحية أخرى نرى أن قصد أبينا السماوي هو أن {الأطفال في المسيح} يحضرون إلى {إنسان كامل في المسيح} ( 1 كورنثوس 1:3؛ كولوسي 28:1)، إذ يجب أن يتبع ولادتنا نمو، وأن يقودنا التبرير الذي هو قبولنا قدام الله، إلى عملية التقديس أي نمونا في القداسة.
هناك دائرتان رئيسيتان لنمو المسيحي، أولاهما هي دائرة الفهم، والثانية هي دائرة القداسة.
فعندما يبدأ المسيحي حياته المسيحية، عادة تكون معرفته قليلة ومحدودة، ولا يعرف إلا القليل عن الله. ويرى لزاماً عليه أن ينمو في معرفة الله {ومعرفة ربنا ومخلصنا يسوع المسيح} (كولوسي 10:1؛ 2 بطرس 18:3). وهي معرفة عقلية جزئياً كما أنها شخصية. وللازدياد في المعرفة العقلية يقتضي لا أن يقرأ الكتاب المقدس فقط بل الكتب المسيحية السليمة، وأن إهمال النمو في الفهم هو بمثابة التعرض للرزايا واللعب بالنار، وكم في الطريق المسيحي من قتلى الجهل وعدم الفهم.
وأيضاً يلزم أن ننمو في حياة القداسة. يتحدث كتبة العهد الجديد عن نمو إيماننا بالله ومحبتنا للناس، وتشابهنا للمسيح. فكل واحد من أولاد الله يشتاق أن يكون مشابهاً أكثر فأكثر في أخلاقه وسلوكه وتصرفاته لابن الله الوحيد نفسه. فالحياة المسيحية حياة البر، ويجب أن نسعى لإطاعة وصية الله وعمل إرادته. وقد أعطي لنا الروح القدس لهذه الغاية إذ جعل أجسادنا هياكل لسكناه. وبقدر ما نسمح له أن يملأنا بقوته، يخضع رغائبنا الشريرة ويزيلها ويجعل أثماره تظهر فينا وهي: {محبة، فرح، سلام، طول أناة، لطف، صلاح، إيمان، وداعة، تعفف} (غلاطية 16:5، 22، 23).
ولكن كيف ننمو؟ ما هي أسرار النجاح؟
هناك ثلاث مسؤوليات عظمى تقع على كاهل أولاد الله وهي:
-واجبنا نحو الله مع أن صلتنا وعلاقتنا بالآب السماوي وانتسابنا إليه حميمة ومضمونة ومأمونة، لكنها ليست جامدة متحجرة، فإنه يطلب من أولاده أن ينمو في معرفته أكثر فأكثر. اكتشفت أجيال المسيحيين بأن الطريق الوحيد إلى ذلك هو تعيين وقت خاص نصرفه أمام الله كل يوم، وعساه ما يسميه البعض {تأملات هادئة}، وهو أول ما نقوم به في الصباح، وآخر ما نعمله في المساء. إنها ضرورة لازمة لكل مسيحي يرغب في التقدم والنمو. ومع أن أشغالنا كثيرة في هذا العصر إلا انه يجب إعادة ترتيبها بحسب الأفضلية والأهمية بدرجة معها نعطي وقتاً لتأملاتنا الروحية، وهذا يعني التدقيق في تدريب النفس وترويضها. في اختباري أن نسختي الخاصة من الكتاب المقدس وساعة تنبهني لأنهض باكراً في الصباح لهما الوسيلة المهمة إلى النصرة.
تشمل فترة الهدوء المنظمة قراءة الكتاب المقدس والصلاة. وأقول قراءة الكتاب لأن الله يتكلم لنا فيه، وأقول الصلاة لأننا بها نتكلم نحن مع الله. ومن الأهمية بمكان أن نقرأ الكتاب قراءة منتظمة. وهناك طرق كثيرة لقراءته، منها أن نصلي قبل أن نقرأه طالبين من الروح القدس أن يفتح أبصارنا وبصائرنا. ثم أن نقرأ بعد ذلك ببطء وتأمل وتفكير. اقرأ النص ثم أعد قراءته وتعلم كيف تصول وتجول في مراعي كلمة الله! كافح وصارع معها حتى تستوعب معناها! وقد يحتاج الأمر إلى ضرورة الاستعانة ببعض الترجمات أو التفاسير للكتاب المقدس. ومن ثم طبق على نفسك وظروفك، الرسالة التي جاءت في الأعداد التي قرأتها. ابحث عن الوعود التي تتمسك بها وعن الوصايا التي يجب أن تطيعها وعن المثل التي تتبعها وعن الخطايا التي ينبغي تجنبها. ومما يساعدك على هذا، أن تمسك بدفتر وقلم لتكتب ما تتعلمه في وقته، وفوق الكل فتش عن الرب يسوع المسيح فهو الموضوع الرئيسي في الكتاب، فلا يكفي أن تجده معلناً هناك بل يجب أن تقابله شخصياً. وأنت تقلب صفحات الكتاب.
وبديهي أن تأتي الصلاة بعد قراءة الكتاب أيضاً. ابدأها بالكلام مع الله عن الموضوع ذاته الذي كلمك الله عنه! لا تغير الحديث، فإن كان قد كلمك عن شخصه ومجده، اعبده وتمسك به، وإن كان قد حدثك عن شخصك وخطاياك، اعترف بها وارجع عنها. أشكره من أجل كل بركة أعلنها لك في الجزء الذي قرأته، ثم صل أن يعلمك وأصحابك الدروس التي فيه! وعندما تصلي طالباً بركة الرب على الفصول الكتابية التي قرأتها، تجد نفسك مشتاقاً أن تتبعها بصلوات أخرى. وإذا كان كتابك المقدس هو معينك الأول في الصلاة، فإن مذكراتك وملاحظاتك اليومية هي معينك الثاني. وعليك أن تسلمه في الصباح كل أعمالك اليومية، وتراجع في المساء معه كل ما تم أثناء النهار معترفاً بخطاياك التي ارتكبتها، شاكراً من أجل البركات التي أخذتها، مصلياً من أجل الناس الذين قابلتهم. واعلم أن الله هو أبوك فكن طبيعياً معه، واثقاً منه، جريئاً أمامه. يسر الله أن تدخل في كل شيء في حياتك، كبيراً كان أم صغيراً، ولن يمضي وقت طويل حتى ترى نفسك ملزماً أن تعمل لائحة بأسماء الأقارب والأصحاب الذين تحسب نفسك مسؤولاً عن الصلاة من أجلهم! ومن الحكمة أن تجعل هذه اللائحة مرنة تمكنك بسهولة أن تزيد عليها أو تنقص منها!
-واجبنا نحو الكنيسة ليست الحياة المسيحية مراعاة مصالحنا الشخصية. فإن كنا قد ولدنا من فوق، ودخلنا ضمن أسرة الله، فلن يكون الله أباً لنا فحسب، ولكن يصير كل مؤمن مسيحي في العالم مهما كان لونه أو جنسه أو مذهبه، أخاً أو أختاً لنا في المسيح. ومن أهم أسماء المسيحيين وأعمقها في العهد الجديد، اسم {الأخوة}. يا له من حق مجيد! ولا فائدة في أن يظن أحد أن العضوية في كنيسة المسيح العامة كافية، بل يجب أن ننضم فعلاً إلى كنيسة معينة في البلد الذي فيه نقيم، وأن المكان الطبيعي والسليم لكل مسيحي هو أن يكون عضواً في كنيسته المحلية، يساهم في عبادتها وشركتها وشهادتها. والمعمودية هي طريق الدخول إلى المجتمع المسيحي المنظور، ولها معانٍ أخرى أيضاً. فإن كنت لم تتعمد بعد، أرجو أن تطلب من راعيك أن يعمدك، ثم اندمج في الشركة المسيحية حيث ترى الكثير هناك، مما يبدو غريباً عليك في أول الأمر، ولكن لا تقف متفرجاً بل واظب على حضور اجتماعات الكنيسة لأن هذا واجب مقدس. ثم أن كل مذهب مسيحي وكل كنيسة مسيحية تتفق على أن للعشاء الرباني (أو الشركة المقدسة أو كسر الخبز أو مائدة الرب) خدمة رئيسية في الكنيسة، لأننا بها نحيي ذكرى موت مخلصنا في الشركة مع بعضنا البعض. وأرجو ألا يفهم من قولي أن الشركة هي مجرد حفلة في يوم الأحد. وقد أضيفت كلمة {فيلادلفيا} التي تعني {محبة الأخوة} من جديد في قاموس الأخوة المسيحية. وسيكتشف المسيحي أعماقاً جديدة في ميدان الأخوة المسيحية، حيث يكون الصق أصدقائه من المسيحيين، وفوق الكل يكون شريك الحياة (الزوج والزوجة) مسيحياً أيضاً (2 كورنثوس 14:6).
-واجبنا نحو العالم إن الحياة المسيحية هي أشبه بالعيشة في أسرة، حيث يتمتع الأولاد بشركة حلوة مع أبيهم ومع بعضهم البعض. ولكن لا يخطر على البال أن هذا يخليهم من مسؤولياتهم، فما كان المسيحيون، ولكن يكونوا، جماعة ممن يغترون في أنفسهم ويهتمون بمصالحهم النفسانية الذاتية وممن يهتمون بأمورهم الشخصية فقط. ولكن بالعكس، لأن كل مسيحي حقيقي يهتم في قرارة نفسه بأقرانه الذين هم خارج الكنيسة ويسميهم الكتاب بـ {العالم} لأنهم لم يدخلوا بعد ضمن أسرة الله. وقد يدعوك الله إلى خدمة الإنجيل في بلادك أو يرسلك إلى حقل تبشيري. ولا امتياز على الأرض أعظم من امتياز الخدمة. فإن العالم متعطش إلى البشارة والكرازة. وكم من ملايين من الناس لم يسمعوا بعد عن يسوع المسيح وعن خلاصه، والكنيسة قد غطت في نوم عميق قروناً طويلة، فهل جاء الوقت لكي يستيقظ المسيحي ويربح العالم للمسيح؟ وربما يكون الله قد أعد لك عملاً خاصاً تعمله، فإن كنت طالباً تسير في غمرة الحياة نحو هدفك ومستقبلك؛ فمن الخطأ أن تتسرع في شيء. ولكن اطلب أولاً أن يكشف لك الله إرادته في حياتك ثم اخضع لها.
ومع أنه ليس كل مسيحي مدعواً ليصير خادماً مكرساً أو مرسلاً، إلا أن الله يقصد أن يكون كل مسيحي شاهداً ليسوع المسيح وأن عليه مسؤولية خطيرة في السعي لربح النفوس، سواء أكان في بيته أم في كليته أم مع رفاقه أم في عمله! أنه دمث الأخلاق كريم النفس أديب، وأيضاً مستقر ثابت لا يتزعزع! وخير وسيلة تبدأ بها ربح النفوس هي الصلاة، فاطلب من الله أن يعطيك اهتماماً خاصاً بواحد أو أثنين من أصحابك، ومن الحكمة أن تحصر اهتمامك في شخص أو اثنين من جنسك، ذكراً أم أنثى، وفي مثل عمرك، وصل بانتظام وتحديد لتغييرهما وتجديدهما مستفيداً من صداقتك لهما، ولا تبخل بوقتك عليهما وأحببهما من كل قلبك محبة خالصة. وسيأتي الوقت الذي يمكنك فيه أن تصحبهما معك إلى خدمة أو اجتماع حيث يسمعان رسالة الإنجيل أو أن تعطيهما نبذات مسيحية للقراءة، أو أن تحدثهما ببساطة عما فعله يسوع من أجلك وعما تشعر به نحوه وكيف وجدته. ولا حاجة لي إلى القول، أن أبلغ شهادة نؤديها، تصبح عديمة التأثير أو الفائدة، إذا ناقضتها حياتنا وقدوتنا، ولا شهادة أعمق أثراً وأبعد مدى من شهادة حياة جددها المسيح وغيرها.
هذه هي امتيازات ومسؤوليات أولاد الله الذين إذ يولدون ضمن الأسرة المقدسة أسرة الله، ويتمتعون بالآب السماوي في علاقة حميمة ومضمونة ومأمونة بكل تأكيد وضمان واطمئنان، يتدربون في ساعات تأملاتهم اليومية الهادئة، مخلصين في عضوية كنائسهم، ونشيطين في سعيهم وجهادهم، جادين في صلاتهم وشهادتهم الشخصية لربح نفوس أصدقائهم للمسيح، ولكنهم يعرفون دائماً بأنهم ليسوا من هذا العالم. ومع أن عليهم كمواطنين مسيحيين، واجبات مقدسة نحو بلادهم وأوطانهم، فإنهم في الوقت نفسه غرباء ونزلاء على الأرض، سائحين وسائرين إلى البيت الأبدي في السماء. ولذلك لا تغمرهم المصالح الشخصية والمطامع العالمية والملذات الجسدية، كما لا تثقل كاهلهم التجارب والأحزان في الحياة الحاضرة، متذكرين قول الكتاب المقدس {إن كنا نتألم مع المسيح فلكي نتمجد أيضاً معه} (رومية 17:8). وأن عيني المسيحي تتجهان دائماً نحو الأفق، منتظرة مجيء الرب الذي قال: {أنا آتي سريعاً} قائلة: {نعم تعال أيها الرب يسوع}.
 
قديم 31 - 08 - 2016, 05:08 PM   رقم المشاركة : ( 14229 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,463

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

«بِالإِيمَانِ نَفْهَمُ …»

(عبرانيين 3:11)

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
«بالإيمان نفهم…» تتضمن هذه الكلمات أحد أهم المبادىء الأساسية للحياة الروحية. أوّلاً نؤمن بكلمة الله وثم نفهمها. يقول العالم، «أؤمن حين أرى» بينما يقول الله، «آمن ترى.» قال الرب يسوع لمرثا، «أَلَمْ أَقُلْ لَكِ: إِنْ آمَنْتِ تَرَيْنَ…» (يوحنا 40:11).
وقال كذلك لتوما، «…طُوبَى لِلَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَرَوْا» (يوحنا 29:20). وكتب الرسول يوحنا يقول، «كَتَبْتُ هَذَا إِلَيْكُمْ أَنْتُمُ الْمُؤْمِنِينَ بِاسْمِ ابْنِ اللهِ لِكَيْ تَعْلَمُوا…» (يوحنا الأولى 13:5). آمِن أوّلاً ولاحقاً تعرف.
يحدّثنا بيلي جراهام كيف أصبح هذا المبدأ حيوياً في حياته: «في عام 1949 كان عندي شكوك كثيرة في أمور عديدة في الكتاب المقدس. اعتقدت أنني رأيت تناقضات كثيرة في الكتاب المقدس. أموراً عن الله لم أستطع ان أقبلها بمفهومي المحدود. عندما وقفت لألقي موعظتي، كان ينقصني الميزة السلطوية التي يملكها جميع الوعّاظ العظام. مثل المئات من خرّيجي كليّات اللاهوت، كنت أشن معركة حياتي الفكرية، التي كانت ستُقرّر نتيجة خدمتي المستقبلية.
وفي شهر آب من تلك السنة دُعيت إلى فورست هوم، مركز المؤتمرات للكنيسة المشيخية الواقع على الجبال خارج مدينة لوس أنجلوس. أتذكر أنني كنت ماشياً في أحد المسارات في غابة قريبة وكدت أن أتصارع مع الرب. كنت في مبارزة مع شكوكي، وبدا لي أن روحي عالقة في ما يشبه إطلاق النار. وأخيراً ومن خلال يأسي، سلّمت إرادتي لِلّه الحي المُعلن في الكتاب المقدس. جثوت على ركبتي وكتابي مفتوح أمامي وقلت، يوجد الكثير من الأمور في هذا الكتاب لا أفهمها ولكنك تقول، «البار بالإيمان يحيا.» فكل ما أخذت منك، قبلت بالإيمان.
فالآن وهنا بالإيمان أقبل الكتاب المقدس ككلمتك. أقبل كل الكتاب. أقبله بلا تحفظات. وحيث يوجد أشياء لا أفهمها، سأمتنع عن الحكم فيها حتى أحصل على النور. إن كان هذا يرضيك، أعطني السُّلطة لأعلن كلمتك، ومن خلال تلك السُّلطة أبكّت الخطاة وأُرجعهم إلى المخلص. وبعد أسابيع بدأنا حملة تبشيرية في لوس أنجلوس وصارت تلك الحملة تاريخاً. وقد اكتشفت خلال الحملة ذاك السر الذي غيَّر خدمتي. توقفت عن محاولاتي لإثبات صحة الكتاب المقدس. لقد صممت في فكري أن الكتاب كذلك، وهذا الإيمان نقلته إلى الجمهور.»
 
قديم 31 - 08 - 2016, 05:25 PM   رقم المشاركة : ( 14230 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,463

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

هل تعرف المباديئ الروحية الأربعة؟

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
المبادئ الروحية الأربعة
القوة المغيرّة في الواقع تعني شيئاً واحداً: معرفة سيدنا المسيح عيسى .
والمبادئ الأربعة التالية ستساعدك على اكتشاف كيف يستطيع الإنسان أن يبدأ علاقة مع سيدنا المسيح واختبار القوة على التغيير بشكل حقيقي.
المبدأ الأول:
الله يحبك ولديه خطة مدهشة لحياتك
الله خالقك. وليس ذلك فحسب، فهو يحبك كثيراً وهو يريدك أن تنال حياة الخلود. سيدنا المسيح قال” أَحَبَّ اللهُ كُلَّ النَّاسِ لِدَرَجَةِ أَنَّهُ بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ لِكَيْ لا يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ يَنَالُ حَيَاةَ الْخُلُودِ ” (يوحنا3: 16).
لقد جاء سيدنا عيسى ليعرف ويفهم كل منا الله معرفة شخصية. وسيدنا المسيح وحده القادر على إعطاء هدف ومعنى للحياة
ما الذي يبعدنا عن معرفة الله ؟
المبدأ الثاني:
لأن الإنسان خاطئ ومنفصل عن الله فلا يقدر أن يعرف ويختبر محبة الله ولا الخطة التي رسمها لحياته
في الحقيقة إننا نحتاج سيدنا المسيح عيسى. والكتاب المقدس يقول” لأَنَّ الْجَمِيعَ أَخْطَأُوا وَلَمْ يَبْلُغُوا إِلَى مَا يُمَجِّدُ اللهَ “(روما3: 23).
مع أن قصد الله لنا هو أن نكون على علاقة ود طيبة معه، لكن بسبب طبيعتنا الخاطئة نريد أن نعمل أشياء حسب طريقتنا الخاصة. نحن أنانيين، عنيدين، وعاجزين بشكل متكرر على الالتزام بوعودنا. أننا نحاول جاهدين لكننا في كل مرة نكبوا ونعثر ونستمر في آثامنا.
من المحتمل أن يكون موقفنا إما تمرد فعلي أو سلبية وعدم اكتراث، لكن كلها أدلة لما أطلق عليها الكتاب المقدس أسم ” خطيئة ” … وهو تعبير قديم للرماية التي تعني حرفياً ” أخطأ الهدف “.
ومكتوب في الكتاب” لأَنَّ أُجْرَةَ الْخَطِيئَةِ هِيَ الْمَوْتُ ” (روما6: 23) وبالتالي الانفصال روحياً عن الله. ومع أننا لربما نحاول أن نصل ونتقرب إلى الله من خلال مساعينا الخاصة، لكننا سنفشل حتماً. نحن لا نستطيع أن نكون أبرار بما فيه الكفاية.
هذا الشكل يرينا الفجوة العظيمة التي توجد بيننا وبين الله. والسهام توضح لنا بأننا نحاول دائماً أن نتقرب إلى الله ونجد حياة ذات مغزى من خلال مساعينا الخاصة. ولربما نحاول أن نعمل أعمال صالحة أو نتبنى توجه فلسفي جديد … لكننا سنفشل حتماً
والمبدأ الثالث يوضح الطريق الوحيد لسد هذه الفجوة.
:المبدأ الثالث
يمكنك أن تعرف محبة الله وخطته لحياتك إن المسيح هو علاج الله الوحيد لخطية الإنسان،
وبواسطته وحده
سيدنا المسيح عيسى هو حل الله سبحانه وتعالى لمشكلة القصور في الكمال الإنساني والشر الذي في داخله. وبسبب موت المسيح على الصليب، نحن لم نعد بعد منفصلين عن الله. السيد المسيح دفع الثمن لخطايانا وصار الوسيط والشفيع بيننا وبين الله، وأقام جسرا لسد الفجوة التي تفصلنا عن الله.
بدلاً من محاولاتنا الصعبة للتقرب إلى الله، ببساطة علينا أن نقبل المسيح وتضحيته في سبيلنا كطريق واحد للتقرب إلى الله وهو يقول ” أَنَا هُوَ الطَّرِيقُ، أَنَا هُوَ الْحَقُّ، أَنَا هُوَ الْحَيَاةُ. لا يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَأْتِيَ إِلَى الله إِلا بِوَاسِطَتِي ” (يوحنا14: 6).
ويقول أيضاً ” أَنَا هُوَ الْقِيَامَةُ وَالْحَيَاةُ. مَنْ آمَنَ بِي وَلَوْ مَاتَ فَسَيَحْيَا. وَمَنْ كَانَ حَيًّا وَآمَنَ بِي فَلَنْ يَمُوتَ أَبَدًا.”(يوحنا11: 25-26)
إن المسيح مات من أجل ذنوبنا، ودفن وبعث حياً في اليوم الثالث (1كورنثوس15: 3-6). وعندما تم هذا أثبت بما لا شك فيه أنه هو المسيح الملك الفادي الذي بواسطته وحده نستطيع التقرب إلى الله، ونتمتع بشركة قوية مع الخالق الكريم، وبذلك نحصل على حياة الجنة في النعيم.
المعرفة عن خطط الله وأهدافه ليس كافياً. نحن نحتاج أن نقبل المسيح كمنقذ لنا ودافع ثمن خطايانا وأن نرحب به في حياتنا. نحن نحتاج أن نشهد علناً بأن عيسى المسيح هو الشفيع لذنوبنا والوسيط ليقربنا إلى الله والمخلص ليرجعنا على علاقة الود والانتماء مع الله.
ليس كافياً أن نعرف هذه الحقائق الثلاث …
:المبدأ الرابع
ونختبر محبة الله وخطته لحياتنا يجب على كل منا أن يقبل المسيح مخلصا وسيدا له. عندئذ نعرف
الكتاب المقدس يقول ” أَمَّا الَّذِينَ قَبِلُوهُ، أَيِ الَّذِينَ آمَنُوا بِاسْمِهِ، فَأَعْطَاهُمْ الْحَقَّ فِي أَنْ يَصِيرُوا مِنْ أوْلِياءِ اللهِ “(يوحنا12:1)
ونحن نقبل سيدنا المسيح بالإيمان. ومكتوب في الإنجيل
” فَأَنْتُمْ نَجَوْتُمْ بِنِعْمَة اللهِ لأَنَّكُمْ آمَنْتُمْ بِهِ. لَيْسَ هَذَا نَتِيجَةَ مَجْهُودِكُمْ، إِنَّمَا هَدِيَّةٌ مِنَ اللهِ. وَلا هُوَ نَتِيجَةَ عَمَلٍ قُمْتُمْ بِهِ، لِكَيْ لا يَفْتَخِرَ أَحَدٌ “(افسس2: 8-9).
قبول سيدنا المسيح يعنى، أولاً الأيمان به كمخلص ومولى، وثانياً أن ندعوه للسيطرة على حياتنا ليجعلنا أناس جدد.( يوحنا3: 1-8)
والمسيح نفسه قال” أَنَا هُنَا وَاقِفٌ عَلَى الْبَابِ وَأَطْرُقُ، إِنْ سَمِعَ أَحَدٌ صَوْتِي وَفَتَحَ الْبَابَ، أَدْخُلُ، وَأَتَعَشَّى مَعَهُ وَهُوَ مَعِي “(رؤيا3: 20).
كيف تجيب على دعوة الله؟ ماذا ستفعل مع ما طالب به سيدنا المسيح عيسى؟
فكر ملياً بالأمر في دائرتين.
حياة تسيطر عليها الذات:
الذات تسيطر على الحياة
وسيدنا المسيح خارج الحياة
الاهتمامات توجه من خلال الذات
وغالباً ما تكون النتيجة الإحباط.
حياة يسيطر عليها المسيح:
سيدنا المسيح في الحياة
لذلك فهي حياة مثمرة
الاهتمامات توجه من خلال المسيح عيسى
والنتيجة انسجام وود مع الله.
أية دائرة منهما تمثل حياتك الآن؟
أي دائرة تود أن تمثل حياتك من الآن فصاعداً؟
والشرح التالي يوضح كيف يمكنك أن تبدأ حياة مع سيدنا المسيح …
:معرفة سيدنا المسيح شخصياً
أن تدع الله أن يغيرك لتكون على الصورة المثلى التي خلقك عليها لهو أعظم وأهم قرار يمكن أن تتخذه في حياتك، وليس كافياً أن نتفق فكرياً بأن عيسى هو المسيح الملك المنتظر وهو مات على الصليب من أجل خطايانا، نحن نحتاج إلى التزام شخصي وتصميم على عدم العودة إلى المعصية.
ويجب أن نجعل ذلك الالتزام موجهاً إلى الله, بقولنا نحن نأسف على خطايانا الماضية وندعوه بأمانة إلى حياتنا ونسأله أن يجعلنا أشخاص صالحين مثلما يريدنا أن نكون، أنه الإيمان، وأنه فعلاً لخيرك.
إذا كنت مستعداً أن تتخذ هذه الخطوة، ادعوا الله بقلب سليم ونية صافية.
تذكر أن الله يعلم ما في القلوب، لذلك تلك الكلمات التي تقولها ليست مهمة بقدر ما في نية قلبك.
إذا كنت غير متأكد ماذا تقول له ، هذا حسن،
يمكنك أن تدعوا الله تعالى بهذا الدعاء:
(اللهم إني اشهد أني أؤمن بك، أنت الذي أرسلت مولانا المسيح عيسى عليه السلام، وهو مات لكي يفديني من ذنبي ومعصيتي، وقام منتصراً على الموت ليكون الوسيط ليقربني إليك، وهو الآن حي في السماء المولى على قلوبنا، واشهد اليوم أنني قبلت رحمتك بواسطته. اللهم إني أتوب إليك، فأغفر ذنبي، واقبل توبتي وانعم علي بهذه العلاقة الجميلة معك. اللهم إني أشكرك يا مجيب الدعاء . آمين يا رب العالمين.)
عندما نؤمن بسيدنا المسيح ونقبل ما فعله من أجلنا، نصبح من أولياء الله الصالحين وبذلك تغفر كل خطايانا. وننال جناة النعيم خالدين فيها بحسب وعد المسيح الذي وعدنا به.
إذا دعوت الله بنية صافية وقبلت المسيح عيسى في حياتك، سوف تصبح من اتباع المسيح وذلك يعني ببساطة أنك ستتمتع بعلاقة وثيقة معه.
رجاءً املأ الاستمارة التالية لإعلامنا في حالة اتخاذك القرار بدعوة سيدنا المسيح إلى حياتك، وبذلك يمكننا أن نرسل لك نسخة مجانية من الإنجيل أو الإجابة على أية أسئلة لديك
في الجزء القادم” طريق النمو ” ستجد بعض الدروس القصيرة التي تساعدك على فهم اكثر عن ماذا يعني أن تكون من اتباع المسيح.
 
موضوع مغلق

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:26 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024