13 - 11 - 2023, 03:22 PM | رقم المشاركة : ( 142171 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
يقول لينا فى زكريا2: 8 8لأَنَّهُ هَكَذَا قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ: بَعْدَ الْمَجْدِ أَرْسَلَنِي إِلَى الأُمَمِ الَّذِينَ سَلَبُوكُمْ لأَنَّهُ مَنْ يَمَسُّكُمْ يَمَسُّ حَدَقَةَ عَيْنِهِ. من يمسكم يمس حدقة عينى , يعنى أحنا مكاننا فى حدقة عين ربنا , وطيب الحدقة دى أنت بتعمل بيها أيه ؟ طبعا بتشوف بيها , وكأن المعنى الجميل جدا ربنا بيقول لك أطمئن أن أنا لما بأشوف أى حاجة بأشوفك فيها وعامل حسابك فيها , وبأنظر لأى شىء من خلالك وعامل حسابك فيه لأنى شايفك فى أى شىء , وما تقولش يارب أنت نسيتنى فى الموضوع الفلانى أو ليه يارب أنت بتنسانى , ويقول ليك ربنا أنساك أزاى إذا كنت فى حدقة عينى وما بأعملش أى عمل إلا وأنا شايفك فى هذا العمل وعامل حسابك فى هذا العمل أو فى هذه الظروف , الله يعلم أنكم تحتاجون إليها ويكفى أنه يعلم فعنايته ومحبته الأبوية كفيلة جدا بأنه تسد كل إحتياجات الناس , وإذ كان هو يعمل فهو قادر ومستعد وهذا عمله أنه يعتنى بى وهو بيقول ذلك فى حزقيال 34: 15 |
||||
13 - 11 - 2023, 03:23 PM | رقم المشاركة : ( 142172 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
15أَنَا أَرْعَى غَنَمِي وَأُرْبِضُهَا يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ. أنا أرعى غنمى وأربضها وما بينكرش ربنا هنا أن أحنا محتاجين وهو بيقول ويعلم أنكم تحتاجون إلى هذه كلها وربنا لا يلغى إحتياجنا وما بيقولش طنش على هذا الإحتياج أو مالوش لازمة هذا الإحتياج لأن ربنا لا ينكر وجود إحتياجاتنا وهو يعلم بوجود إحتياجتنا وهو قادر أن يسد هذه الإحتياجات , ولو قدرت هذه النفس فعلا أنها تدخل تحت رعاية وعناية ربنا وعرفت مكانها من ربنا مكان صح . |
||||
13 - 11 - 2023, 03:23 PM | رقم المشاركة : ( 142173 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
لَكِنِ اطْلُبُوا أَوَّلاً مَلَكُوتَ اللَّهِ وَبِرَّهُ، وَهَذِهِ كُلُّهَا تُزَادُ لَكُمْ. ملكوت الله أولا , وتلخيص ملكوت الله هو فى مشيئة الله , يعنى أطلبوا مشيئة ربنا أولا , أطلبوا مشيئة ربنا لأنكم واثقين فى صلاحها وفى حلاوتها وفائدتها وفى حكمتها وفى قدرتها , أطلب مشيئة الله , ما ملكوت الله هو مشيئة الله , والملكوت هو أن الله يتمم مشيئته فينا وهو بره , وأن بر الله يكون لنا , وكما قلت مرارا أن الممارسات الروحية ليست بر فى حد ذاتها لكن الممارسات الروحية تقودنا إلى بر السيد المسيح , أطلب مشيئة ربنا فى حياتك وأطلب بر ربنا فى حياتك وكل الحاجات دى تزاد , وهو يعطى أكثر مما نطلب أو نفتكر , ووعد الله أنه ليس فقط أنك ستأخذها ولكن أنها تزاد لك . |
||||
13 - 11 - 2023, 03:25 PM | رقم المشاركة : ( 142174 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
فَلاَ تَهْتَمُّوا لِلْغَدِ، لأَنَّ الْغَدَ يَهْتَمُّ بِمَا لِنَفْسِهِ. يَكْفِي الْيَوْمَ شَرُّهُ.ما تضيفش أحمال بكرة على أحمال النهاردة لأن هذا يعتبر جهل لأنك لا حاتقدر تشيل بتاع النهاردة ولا حاتقدر تشيل بتاع بكرة , وأفضل إستعداد لواجبات الغد ولحمل الغد هو أنك تكمل واجبات اليوم , وماتجيبش حمل بكرة وتحطه على حمل النهاردة لأنك مش حاتقدر تشيل الإثنين , لكن أحمل حمل النهاردة وأترك بكرة تدبر القوة التى تعطى ليك من أجل أنك تشيل حمله بكرة , وأجد اسئلة تتردد ومنها , هو يعنى الواحد ما يخططش وما يرسمش وما يعملش ؟ وما هو ده ضد الطموح وبيؤدى إلى التواكل؟ الحقيقة لأ طبعا لأن كلمة الإهتمام هنا تعنى الإهتمام الزائد عن الحد لدرجة أنك تشيل الهم ولدرجة أنه يفقدك سلامك ولدرجة أنه يصيبك بأرق وبتعب , لكن بأقول لك أرسم وخطط وضع طموحات الغد لكن ضعها فى أيدين ربنا ولا تضعها على كتفك , ونأخذ كل يوم بيومه , وعلشان كده لما علمنا خبزنا كفافنا أعطنا اليوم , يعنى نأخذ يوم بيومه , ويعطينا الله نعمة اليوم لإحتمال الغد , ولكن أيام الغد ربنا بيعطيه بركته وربنا يرسل لها نعمة فى حينها وفى وقتها وتأكد أن الذى أعاننا اليوم لا يتركنا غدا , ولو كل يوم وأنت بتنام بتضع هذا فى ذهنك أن اللى أعانك هذا اليوم لايتركك غدا , وما تقلقش من الماضى وما تقلقش من المستقبل , وقرأت لأح الكتاب اللى بيقول عبارة لطيفة جدا , وهى "أن ما تكتبه أصابع التاريخ لا يمكن أن تمحوه الدموع" يعنى لو فى أحداث تاريخية حصلت فى حياتك فإن بكيت من هنا لحد ماتموت , فدموعك دى لا تمحو ما حدث , ولكن ليس معنى هذا أن ننفصل عن الماضى وما نتعلمش من الماضى , لكن ناخد درس من الماضى أننا نتعلم من اللى فات لكن من غير ما يبقى لينا قلق الماضى ولا تجعل الماضى دايما بيرعبك |
||||
13 - 11 - 2023, 03:28 PM | رقم المشاركة : ( 142175 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ايُّهَا الإِخْوَةُ، أَنَا لَسْتُ أَحْسِبُ نَفْسِي أَنِّي قَدْ أَدْرَكْتُ. وَلَكِنِّي أَفْعَلُ شَيْئاً وَاحِداً: إِذْ أَنَا أَنْسَى مَا هُوَ وَرَاءُ وَأَمْتَدُّ إِلَى مَا هُوَ قُدَّامُ. وإنسى ما هو وراء وأمتد لما هو قدام , يعنى الخبرات السلبية والفشل والعجز والضعف والتجارب المحزنة والخطايا اللى فى الماضى ضعها كلها على السيد المسيح ولاتجعل عندك عقدة ذنب أو شعور بالذنب , يعنى ضع الماضى على السيد المسيح وخذ من الماضى درس أنك تفضل ماسك فى أيد السيد المسيح علشان تبقى معاه النهارة فى الحاضر وتبقى معاه بكرة فى المستقبل , وهو ده اللى بيقوله ربنا وهو يعلم أنكم تحتاجون إلى هذه كلها , وماتبكيش على الماضى كتير وتقعد عايش على الماضى كتير لأنك لو بكيته وشيلت القلق والخوف اللى فيه فقط من غير ما تتعلم منه درس فأنت حاتثقل الحاضر وستفشل الحاضر , لكن أنسى ما هو وراء وأمتد إلى ما هو قدام ولكن كل ده مشروط فى غفران السيد المسيح وفى عمل السيد المسيح , وربنا بيقول بعد كده يكفى اليوم شره , وفى أحد الفلاسفة الألمان أسمه فوللر بيحكى قصة لطيفة جدا أن فى مرة قابل واحد شحات فقال له يعطيك الرب يوما طيبا , فرد عليه الشحات وقال له أشكر الله أن كل أيامى طيبة , يعنى ما شفتش ولا يوم مش طيب , فراح قال للشحات طيب يسعد الله حياتك كلها , فقال له الشحات أشكر الله لم أكن يوم غير سعيدا , فراح فوللر قال له يعنى أنت بتقصد أيه بالكلام ده فقال له الشحات يعنى مفيش يوم مش طيب ومفيش يوم أنا مش سعيد مهما أن كان هذا اليوم , فلو السماء معكرة فأشكر ربنا أن فى مطر قادم , ولو السماء صافية أشكر ربنا أن الجو حلو النهاردة , ولو معايا حاجات كثيرة أشكر ربنا أنه أعطانى حاجات كثيرة , ولومش معايا حاجة وجوعان , فأشكر ربنا لأنه بيقول لى أنا أعلم ما تحتاج أليه وهو سمح أنى أجوع وهو عارف أنى جوعان يبقى أنا مطمئن أنه سيعطينى , والجو برد أشكر ربنا والجو حر أشكر ربنا , يعنى فى يوم حر بيقول أشكر ربنا يعنى ربنا من غير تكييف بيكيف العالم كله , وربنا بيدفى العالم كله , فقدرة ربنا الغير محدودة بيكلمه هذا الشحات عنها فقال له الفيلسوف أنت مين وأنت أيه اللى بتقول الكلام ده وأنت شحات يعنى , فقال له الشحات أنا ملك , فتعجب الفيلسوف وأبتسم وقال له طيب فين مملكتك ياللى بتقول على نفسك أنك ملك ؟ فقال له الشحات , هنا يا سيدى وهو يشير إلى قلبه , أن مملكتى فى قلبى وأنا بأملك جواه ومفيش إحساس بالنقص ومفيش إحساس بالفشل ومفيش إحساس بالإحتياج لأن ليا الإله الذى يعلم بكل هذه الإحتياجات , ويكفى اليوم شره ومتاعبه وما تحملش يوم بكرة على يوم النهاردة , والحقيقة إذا كان فى خطايا أعظم من القلق أو يعنى تبدو فى حياة الناس , أن مثلا خطية الزنا خطية كبيرة جدا جدا وأعظم من خطية القلق , يعنى واحد قلقان يعنى دى حاجة بسيطة , لكن صدقونى ما من خطية تعجز الإنسان وتفشل حياة الإنسان قد الخطية الصغيرة التى نستهين بيها وهى خطية القلق , فلو القلق دخل فى حياة الإنسان يجعل الإنسان يفشل روحيا ونفسيا وجسديا , وإن كان العالم زى ما بنسمع فيه أن حالات الإكتئاب فى تزايد وحالات الخوف وحالات الصرع وحالات الضيق وأمراض الإكتئاب والخوف وكل ما بيزيد العالم فى تقدمه كل ما تزيد هذه الأمراض , فهودليل على حاجة واحدة فقط أن أحنا بدون الله لا يمكن أن يرتاح الإنسان , ومهما الإنسان حقق فى حياته وهو يعتقد أنه حقق من غير ربنا , فلا يمكن إن الإنسان حايقدر يتمتع بحياته ولذلك ربنا بيقول ليك لا تهتم بما للغد , وأتوقف هنا عند كلمة الغد , لأنه هناك غد زمنى وغد غير زمنى, طيب يعنى أيه؟ يعنى الغد اللى فى نظرك اللى هو بكرة أو الغد الزمنى المحدود ربنا بيقول لك ما تهتمش بيه وأتركه لى وأنا كفيل بيه وحأقدر أرتب لك كل حاجة لأن كل الأمم تطلب هذه حتى الأمم الوثنية اللى مالهاش إله بتطلب الحاجات دى وبتأخذها ,فالغد الزمنى المحدود بتاع بكرة ما تهتمش بيه , لكن أنت أهتم بغد آخر وهو غد الحياة الأبدية أو الغد الغير زمنى والغير محدود وهو ده اللى بيطالبك أنك تهتم بيه لأن هذا الغد لن يعطيه لك كده إلا إذا كنت بتطلبه وتطلبه بإشتياق وتطلبه بإجتهاد وتطلبه بحرص , لأن الغد الأبدى ده مش لأى حد , فالغد الزمنى أو الأرضى ده لكل الناس , فالله خلق الإنسان وكفيل ومسئوليته وواجبه أن يعتنى بالإنسان , ودى مسئولية وأمانة تجاه الله تجاه ذاته , لكن هذا الغد الأبدى المشكلة هنا أن ربنا لن يعطيه غصبا عنه لأى أحد , فهو يعطيه فقط للإنسان الذى يشتاق إلى هذا الغد ويحرص عليه وبيجتهد أن يكون ليه نصيب فيه , ولذلك يكفى اليوم شره . |
||||
13 - 11 - 2023, 03:36 PM | رقم المشاركة : ( 142176 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
+ «رجال نينوى سيقومون في الدين مع هذا الجيل ويدينونه لأنهم تابوا بمناداة يونان، وهوذا أعظم من يونان ههنا» (مت 12: 41). ما لا يقتنع به العقل يُقبَل بالإيمان: يقول القديس يوحنا ذهبي الفم: أخبرني يا أخي، كيف احتوى الحوت يونان في بطنه دون أن يهلك؟ أليس الحوت عديم العقل، وكذا حركاته لا يمكن التحكُّم فيها؟ فكيف، إذن، حُفِظَ الرجل البار؟ كيف لم تخنق حرارة جسم الحوت يونان؟ كيف لم يفسد جسده؟ إن مجرد الوجود في العمق يجعل الإنسان لا حيلة له، فكم يكون الوجود في أحشاء هذا الحيوان، وفي هذه الحرارة الشديدة؟ ما أبعد هذا الأمر عن التفسير! ثم كيف كان يتنفس وهو في داخل الحوت، وكيف كان الهواء كافياً لهما: هو والحوت؟ وكيف تكلَّم النبي في بطن الحوت؟ وكيف كان واعياً لنفسه وصلَّى؟ وكيف تقيَّأ الحوت يونان دون أن يؤذيه؟ أليست هذه الأمور لا يصدِّقها العقل؟ نعم، إذا فحصناها بالمنطق فلا يمكن تصديقها، أما بالإيمان فإننا نصدِّقها تصديقاً كاملاً! |
||||
13 - 11 - 2023, 03:37 PM | رقم المشاركة : ( 142177 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
يونان رمز القيامة، قيامة التوبة: إن البذرة في باطن الأرض تموت ثم تحيا ثانيةً، انظر عجائب ذلك الأمر التي كلٌّ منها يفوق الآخر: إذ كيف لا تفسد البذرة، وكيف تحيا مرةً أخرى؟ من ذا الذي يفحص مثل هذه الأمور ولا يؤمن بالقيامة قائلاً: ما هذه الروايات المُخالفة للعقل؟ أخبرني، إذن، كيف صعد إيليا في مركبة نارية؟ إن طبيعة النار أن تحرق وليس أن ترفع إلى أعلى. ثم كيف أن إيليا لا يزال حيّاً هذه السنين كلها؟ وفي أي مكان هو الآن؟ وكيف نُقِل أخنوخ؟ هل هو الآن يعيش على طعام مثلنا؟ وإلى أين نُقِل؟ انظر كيف يُعلِّمنا الله بالتدريج: لقد نَقَل أخنوخ، وليس هذا بالشيء العظيم، ولكنه مهَّد أمامنا بذلك لكي نؤمن بمَن هو أعظم، أي رفع إيليا إليه. لقد أغلق على نوح في الفلك، وهذا ليس بالشيء العظيم، ولكنه مهَّد بذلك لكي نؤمن أنه أغلق على يونان في بطن الحوت. وهكذا كأنه سُلَّمٌ، فإن الدرجة الأولى تقودنا إلى الثانية، ولا يمكن الصعود من الدرجة الأولى إلى الرابعة، ولكن كل درجة تقودنا إلى الأخرى(1). ويصف مار أفرام السرياني ما حدث مع يونان في البحر مُشبِّهاً إيَّاه بدخول كل منا في ماء المعمودية قائلاً: لم تكن هي مياه البحر التي هاجت ضد يونان، وابتلعت في أعماقها بن أمتَّاي. فرغم أنه هرب، فقد حُبِسَ في بيت السجن. لقد ألقاه الله في بطن الحوت في زنزانة داخل زنزانة!! حيث قيَّده في البحر. لقد وقفت النعمة ضامنةً له، ثم فتحت السجن وأخرجت ذلك الكارز بالقرب من مكان كرازته ليكرز بالتوبة بعد توبته هو |
||||
13 - 11 - 2023, 03:37 PM | رقم المشاركة : ( 142178 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
آية يونان النبي للجيل الشرير: + «حينئذ أجاب قوم من الكتبة والفرِّيسيين قائلين: يا معلم نريد أن نرى منك آية. فأجاب وقال لهم: جيل شرير فاسق يطلب آية، ولا تُعطَى له آية إلاَّ آية يونان النبي» (مت 12: 39،38). يقول ذهبي الفم: ”إن الرب هنا يُلفِت النظر في أول إشارة إلى عقيدة القيامة، ويُثبِّتها بمثال يونان“، ولذلك فإنَّ مردَّ كنيستنا في أيام صوم يونان هو: يونان في بطن الحوت كمثال المسيح في القبر ثلاثة أيـام + «لأنه كما كان يونان في بطن الحوت ثلاثة أيام وثلاث ليالٍ، هكذا يكون ابن الإنسان في قلب الأرض ثلاثة أيام وثلاث ليالٍ» (مت 12: 40). إنه لم يذكر هنا قيامته من الموت علانيةً لئلا يسخروا منه، بل إنه أشار إلى قيامته بهذه الطريقة المبهمة لعلهم يؤمنون به بعد قيامته من الموت، إذ يرون سابق معرفته بما سيحدث له. كما نلاحظ أنه لم يقل: ”في الأرض“ بل «في قلب الأرض» لكي يلفت الأنظار إلى قبره، ولكي لا يرتاب أحد في المظهر الخارجي لمعنى كلمة ”الأرض“. إنه يُسمي ما حدث ليونان ”آية“، لأنه هل كان يونان في بطن الحوت مجرد مظهر؟ كلاَّ! وهكذا أيضاً لم يكن الرب في قلب الأرض مجرد مظهر، وهكذا نحن نبشر بموت الرب وقيامته في المعمودية والإفخارستيا. لذلك قال الرب أيضاً: «انقضوا هذا الهيكل (جسدي)، وفي ثلاثة أيام أُقيمه» (يو 2: 19)، فإذا جمعنا هذه الآية مع قوله: «ستأتي أيام حين يُرفع العريس عنهم» (مت 9: 15)، ومع قوله هنا: «لا تُعطَى لهذا الجيل آية إلاَّ آية يونان النبي»، يتضح قصده بأنه مزمع أن يموت لأجلهم، ولكنهم لن ينتفعوا شيئاً من موته. لذلك فهو يبيِّن عذابهم الأبدي، لأنه يُصوِّر هنا بؤسهم وخراب حياتهم في الدهر الآتي بقوله: «رجال نينوى سيقومون في الدين مع هذا الجيل ويدينونه، لأنهم تابوا بمناداة يونان، وهوذا أعظم من يونان ههنا» (مت 12: 41). |
||||
13 - 11 - 2023, 03:38 PM | رقم المشاركة : ( 142179 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
بين يونان والمسيح: يتأمل ذهبي الفم هنا قائلاً: لماذا قال الرب: «هوذا أعظم من يونان ههنا»؟ لأن يونان كان عبداً للرب، أما أنا فإني السيِّد. ذاك خرج من الحوت، أما أنا فأقوم من الموت. ذاك أعلن الخراب لنينوى، أما أنا فأتيت مُبشِّراً بأخبار الملكوت السارة. أهل نينوى آمنوا بدون أية آية، ولكنني أجريت آيات كثيرة. إنهم لم يسمعوا أكثر من هذه الكلمات: «بعد ثلاثة أيام تنقلب نينوى» (حسب الترجمتين السبعينية والقبطية)، أما أنا فقد أعطيتكم ينبوعاً لكل نوع من التعاليم وإنكار الذات. يونان مُرسَل كسفير لِمَن أرسله، ولكنني أنا السيِّد نفسه ورب الكل، وقد جئت لا لكي أُهدِّد، ولا لكي أنتزع كرامة لنفسي من الناس؛ بل ها أنا آتٍ لكم بغفران خطاياكم. أهل نينوى كانوا برابرة (أي شعب وثني) وآمنوا بكلمة يونان وتابوا، أما أنتم فقد جاءكم عدد لا يُحصَى من الأنبياء بتعاليم وإنذارات إلهية كُلِّلت بمجيء ابن الله وكرازته لكم بالتوبة لدخول الملكوت، ولا تريدون أن تتوبوا. يونان لم يسبق أحد أن أخبر عنه، أما عني فقد تنبأ جميع السابقين، وها قد اتفَقَتْ كل الحقائق مع نبواتهم. يونان، عندما كان عليه أن يذهب لخدمته، هرب حتى لا يسخروا منه؛ أما أنا فرغم أنني أعرف جيداً أنني سأُصلب ويُسخَر مني، إلاَّ أنني قد جئتُ. وبينما لم يحتمل يونان أن يُعيَّر لأجل أولئك الذين خلصوا، فقد خضعتُ أنا حتى الموت، لأكثر أنواع الموت عاراً، ثم بعد ذلك أيضاً أرسلتُ آخرين ليُكمِّلوا رسالتي ويصيبهم مثل ما أصابني. يونان كان غريباً وأجنبياً وغير معروف لأهل نينوى، ولكنني أحد أقربائكم حسب الجسد، وجئتُ من نسل آبائكم وأجدادكم(3). |
||||
13 - 11 - 2023, 03:39 PM | رقم المشاركة : ( 142180 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
قساوة القلب تعوق الفهم والإيمان: منذ أن قال الرب: «جيل شرير فاسق يطلب آية...»، كان على السامعين أن يفهموا أنه بعد صلبه هو مزمع أن يقوم في اليوم الثالث، كما وضَّح بكلامه هذا أن اليهود كانوا حينئذ أكثر شراً وفسقاً من أهل نينوى الذين نادوا بصوم ونوح لابسين المسوح مع توبة حقيقية من قلوبهم بمجرد أن بشَّرهم يونان - بعد أن خرج حياً في اليوم الثالث من بطن الحوت - أنهم بعد ثلاثة أيام سيهلكون جميعاً إن لم يتوبوا. وإذ رجعوا عن آثامهم مؤمنين بأن الله رحيم وشفوق على كل الذين يرجعون عن شرهم، نالوا طلبهم بأن لا تنقلب المدينة عليهم. لقد سمح الله أن يقبل أهل نينوى الأُمميون تحذير يونان من غضب الله عليهم، فتابوا، وذلك توبيخاً لليهود الذين لم يقبلوا كلام الأنبياء وتحذيراتهم لكي يرجعوا إلى الله(4). |
||||