25 - 10 - 2023, 05:27 PM | رقم المشاركة : ( 140291 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
لم يكن عبد الملك محتاجًا إلى ثلاثين رجلًا لرفع إرميا من الجب حتى ظن البعض أن الرقم الأصلي هو ثلاثة رجال، لكن بعض الدارسين يرون أنهم كانوا ثلاثين لا لرفعه وإنما لإنجاح مهمة عبد ملك، لئلا يحاول البعض من قبل بعض الرؤساء إفساد مهمته. إذ تصرف عبد ملك بلطفٍ لإنقاذ النبي من الموت، وعده النبي بالخلاص من الخراب المقبل على أورشليم (إر 39: 15-18). الله لا ينسى تعب المحبة من أجله ومن أجل خدامه، لذلك أنقذ عبد ملك الكوشي في يوم المدينة ولم يُسلم ليد أعدائه (إر 39: 15- 18). كان أجنبيًا عن رعوية إسرائيل حسب الجسد، لكنه ابن إبراهيم حسب الإيمان الحيّ العامل بالمحبة. وجد إرميا عطفًا من رجل غريب في وقت كاد أن يرفضه الكل! |
||||
25 - 10 - 2023, 05:28 PM | رقم المشاركة : ( 140292 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
فَحَلَفَ الْمَلِكُ صِدْقِيَّا لإِرْمِيَا سِرًّا قَائِلًا: «حَيٌّ هُوَ الرَّبُّ الَّذِي صَنَعَ لَنَا هذِهِ النَّفْسَ، إِنِّي لاَ أَقْتُلُكَ وَلاَ أَدْفَعُكَ لِيَدِ هؤُلاَءِ الرِّجَالِ الَّذِينَ يَطْلُبُونَ نَفْسَكَ»." [14-16]. بقوله: "أفما تقتلني قتلًا؟" لا يعني أن الملك نفسه يقتله، إنما يتخلى عنه حتى يقتله أعداءه كما سبق إن ألقوه في الجب، وربما قصد ألاّ يتركه يُلقى في الجب مرة أخرى. "المدخل الثالث" لم يذكر إلا هنا، ربما هو مدخل الملك (2 مل 16: 18)، وهو مدخل سرى يسمح لدخول الملك اليائس في سرية ليستشير النبي المرذول من الملك وشعبه طويلًا. عاد الملك صدقيا فأرسل إلى النبي قائلًا له: "أنا أسألك عن أمرٍ. لا تخفِ عني شيئًا..." [14]. ربما لأنه لم يكن مستريحًا في أعماقه لمشورة رجاله، فكان يود أن يسمع من رجل الله. ولعله ظن أنه صنع خيرًا بإرميا وأخرجه من الجب فيغير إرميا كلماته. كان يود أن يسمع النبي يتنبأ ليس حسب كلمات الرب بل حسب هواه الشخصي ليهدأ ضميره. |
||||
25 - 10 - 2023, 05:29 PM | رقم المشاركة : ( 140293 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
فَحَلَفَ الْمَلِكُ صِدْقِيَّا لإِرْمِيَا سِرًّا قَائِلًا: «حَيٌّ هُوَ الرَّبُّ الَّذِي صَنَعَ لَنَا هذِهِ النَّفْسَ، إِنِّي لاَ أَقْتُلُكَ وَلاَ أَدْفَعُكَ لِيَدِ هؤُلاَءِ الرِّجَالِ الَّذِينَ يَطْلُبُونَ نَفْسَكَ»." [14-16]. واضح من تصرفات صدقيا في أكثر من موقف ضعف شخصيته واهتزازها أمام رجال الدولة، إذ كان يدرك دور إرميا كنبي حقيقي، لكنه كان يصدر أوامره أحيانًا بالتخفيف كما سمح أن يُعطى رغيف خبز كل يوم من سوق الخبازين طالما في المدينة خبز... كما كان يستشيره سرًا، لكنه لم يطلقه ولا أعلن براءته. كانت تنقصه الشجاعة لذلك سلم إرميا بين يدي رجاله، إذ قيل: "ها هو بيدكم لأن الملك لا يقدر عليكم في شيء" [5]. لا نعرف أيضًا ما الباعث هنا لأن يرسل الملك في طلب إرميا. لعلَّه أدرك أن النهاية وشيكة فأراد أن يسمع نصيحة النبي لينجو من الخطر. ولا يخفي أن الملك خشي التسليم وخاف من أعدائه من اليهود الذين كانوا قد غادروا المدينة من قبل، وحرَّضوا ملك بابل عليه. يؤكد إرميا النبي للملك أنه يليق به ألاّ يخاف الناس، أي رجال الدولة، بل يخاف الله، فلا يعصي كلمته، بهذا ينقذ حياته، وينقذ أورشليم من حرقها بالنار. |
||||
25 - 10 - 2023, 05:29 PM | رقم المشاركة : ( 140294 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
فَحَلَفَ الْمَلِكُ صِدْقِيَّا لإِرْمِيَا سِرًّا قَائِلًا: «حَيٌّ هُوَ الرَّبُّ الَّذِي صَنَعَ لَنَا هذِهِ النَّفْسَ، إِنِّي لاَ أَقْتُلُكَ وَلاَ أَدْفَعُكَ لِيَدِ هؤُلاَءِ الرِّجَالِ الَّذِينَ يَطْلُبُونَ نَفْسَكَ»." [14-16]. لقد رسم إرميا النبي صورة مثيرة عن نتائج عصيان الكلمة الإلهية، وذلك خلال رؤيا أظهرها الله له، فقد شاهد بروح النبوة نساء القصر والأبناء يُقادون وهم ينشدون مرثاة مُرَّة تُعلن عن شعورهم بالخداع الذي مارسه الأصدقاء، متطلعين إلى الملك أنه قد غاص في الوحْل. تتناسب هذه المرثاة مع وضع إرميا الذي أُلقي في جب ليغوص في الوحْل حتى يموت [7]. لم يمت إرميا في الوحْل، إنما دفع الأنبياء الكذبة الملك في وحْل كذبهم فغاص في خداعهم. لقد أرسل الله عبد ملك الغريب الجنس لينقذ إرميا، أما الملك فلم يجد من ينقذه من وحْله! |
||||
25 - 10 - 2023, 05:30 PM | رقم المشاركة : ( 140295 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
وَيُخْرِجُونَ كُلَّ نِسَائِكَ وَبَنِيكَ إِلَى الْكَلْدَانِيِّينَ، وَأَنْتَ لاَ تُفْلِتُ مِنْ يَدِهِمْ، لأَنَّكَ أَنْتَ تُمْسَكُ بِيَدِ مَلِكِ بَابِلَ، وَهذِهِ الْمَدِينَةُ تُحْرَقُ بِالنَّارِ». [17-23]. كان إرميا صريحًا كل الصراحة، فتحدث مع الملك بكلمات الرب، كما كان عجيبًا في حبه للغير، حتى للملك الذي دخل به إلى السجن فإنه يطلب له أن يخلص من الموت. بما أن إرميا قد عرف أن الملك لا يقبل نصيحته، فإنه كلمة "اسمع" يكون معناها هنا "إذا سمعت". |
||||
25 - 10 - 2023, 05:31 PM | رقم المشاركة : ( 140296 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
وَيُخْرِجُونَ كُلَّ نِسَائِكَ وَبَنِيكَ إِلَى الْكَلْدَانِيِّينَ، وَأَنْتَ لاَ تُفْلِتُ مِنْ يَدِهِمْ، لأَنَّكَ أَنْتَ تُمْسَكُ بِيَدِ مَلِكِ بَابِلَ، وَهذِهِ الْمَدِينَةُ تُحْرَقُ بِالنَّارِ». [17-23]. قدم له سبع نبوات خطيرة إذا لم يسمع لصوت الرب ويخرج إلى رؤساء ملك بابل، وقد تحققت هذه النبوات حرفيًا: أ . تسليم المدينة في أيدي رؤساء ملك بابل [17-18]. ب. يحرقون المدينة بالنار [18، 23]. ج. لن يفلت الملك من أيديهم. د . يخرج كل نساء الملك إلى الرؤساء [22]. ه. يقدم النساء مرثاة على الملك، قائلًات: لقد خدعك أصدقاؤك [23]. وردت هذه المرثاة في عوبيديا 7: "طردكَ إلى التُخم كل معاهديك، خدعك وغلب عليك مسالموك؟ أهل خبزك وضعوا شركًا تحتك؛ لا فهم فيه". في الشرق يشعر الإنسان بخجلٍ شديدٍ عندما يصدر التوبيخ من امرأة، كم بالأكثر إن صدر هذا نحو ملك، خاصة وإن كانت النساء هن نساء قصره. و. يُرسل نساء الملك وبنوه إلى الكلدانيين. ز. يهرب الملك لكن يلقي ملك بابل القبض عليه. |
||||
25 - 10 - 2023, 05:32 PM | رقم المشاركة : ( 140297 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
وَيُخْرِجُونَ كُلَّ نِسَائِكَ وَبَنِيكَ إِلَى الْكَلْدَانِيِّينَ، وَأَنْتَ لاَ تُفْلِتُ مِنْ يَدِهِمْ، لأَنَّكَ أَنْتَ تُمْسَكُ بِيَدِ مَلِكِ بَابِلَ، وَهذِهِ الْمَدِينَةُ تُحْرَقُ بِالنَّارِ». [17-23]. تتم هذه النبوات الخطيرة في حياة كل إنسانٍ يرفض كلمة الرب ويعمل حسب مشيئته البشرية: * تُسلم مدينة قلبه إلى أيدي رؤساء ملك بلبل، أي تسقط تحت خطايا كثيرة تفقده حريته الداخلية، وتسلبه سلامه الحقيقي، فيعيش مستعبدًا في مذلةٍ وعارٍ. * تحرق المدينة أورشليم الداخلية بنار الشهوات عوض أن تلتهب بنار الروح القدس وتشتعل بالحب الإلهي. * لن يفلت الملك من أيديهم بل يسقط أسيرًا فيُنزع عنه سلطانه الملوكي. هكذا تفقد الخطية سلطان الإنسان، وتحرمه من الملوكية ليعيش في ضعف. * أما نساؤهأي طاقات جسده وغرائزه وأحاسيسه ومشاعره فتخرج إلى الرؤساء؛ أي تُمتص في الشر، وتتحد مع الفساد عوض تقديسها لحساب الرب. * المرثاة التي تقدمها النساء تشير إلى شهادة أعماق الإنسان نفسه ضده، فبعد سقوطه في الفساد، يشعر بالخيبة والضياع، لكنه يفقد حرية الإرادة والقدرة على التصحيح. * إرسال النساء والبنون إلى الكلدانيين، تعني حرمان الإنسان من أرض الموعد والتمتع ببيت الرب الروحي ليحيا كما في السبي. * هروب الملك صدقيا وقبض ملك بابل عليه يشير إلى فشل المحاولات البشرية للخلاص دون الالتجاء إلى الطاعة لكلمة الله والتمسك بالنعمة الإلهية. |
||||
25 - 10 - 2023, 05:32 PM | رقم المشاركة : ( 140298 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
* تُرك إرميا وحده يسبح الله؛ ألقوه في جب مملوء وحلًا، أما نفس هذا الرجل فكانت أثمن من كل الشعب. أتريد أن تعرف ماذا يمكن لإنسان واحدٍ أن يفعل؟ كان يشوع بن نون وحده، بينما كان العالم كله مسكونًا. هناك كانت توجد جماهير بلا عدد أما هو فكان وحده بمفرده وأمر الشمس والقمر فتوقفا. أعطى إنسان أمرًا فاهتمت السماء! انصتت السماء إليه لأنه كان ينصت للرب... ماذا يقول (ميا)؟ "جلست وحدي لأنك قد ملأتني غضبًا" (إر 15: 17). كيف كنت وحدك في المدينة؟ أقول كنت وحدي لأنه لم يكن أحد معي يشاركني هدفي . القديس جيروم |
||||
25 - 10 - 2023, 05:33 PM | رقم المشاركة : ( 140299 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
يقيم العلامة أوريجينوس مقارنة بين إرميا النبي الذي أُلقى في جب ملكي في دار السجن، حيث غاص في الوحل [6]، والقديس بطرس الذي صعد إلى السطح وهناك نظر رؤيا إلهية، فيقول بأن واجبنا كمؤمنين روحيين أن نصعد مع كلمة الله بالروح القدس لننال معرفة حقة ورؤى إلهية، ولا ندع كلمة الله أن تُلقى في الجب خلال أفكارنا الجسدانية وشهواتنا الشريرة. لقد أخذ عبد ملك ثلاثين رجلًا معه ورفعوا إرميا من الجب، بالقاء ثياب بالية إليه ليضعها تحت ابطيه مع الحبال [12]. من هو عبد ملك هذا إلا ربنا يسوع المسيح الذي صار عبدًا ليرفع أفكارنا وطبيعتنا من عمق الهاوية خلال الكنيسة (30 رجلًا) باتضاعه (الثياب البالية)؟! يليق بنا أن نقبل فقر ربنا يسوع المسيح لكي نُرفع إلى فوق ونرتدي الثياب السماوية الملوكية أبديًا. هكذا نجلس عن يمين الملك السماوي الذي نزل إلى الحفرة كي لا ننزل نحن إليها. |
||||
25 - 10 - 2023, 05:34 PM | رقم المشاركة : ( 140300 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
يرى العلامة أوريجينوس أن هذه العبارات تطابق ما جاء في نشيد الأناشيد: "أنا سوداء وجميلة يا بنات أورشليم، كخيام قيدار كشقق سليمان" (نش 1: 5). * لست أظن أنه غير لائق أن نقول أن هذا الأجنبي الذي من جنس قاتم ignoble، الذي سحبه من جب الموت، هذا الذي ألقاه فيه رؤساء إسرائيل، يمثل شعب الأمم، الذين آمنوا بقيامة ذاك الذي مات، هذا الذي أسلمه هؤلاء الرؤساء للموت. بهذا الإيمان سحبوه مرة أخرى من الهاوية. بل أظن أن هذا الأثيوبي ُيقال عنه أنه الخِصْيْ، لأنه خَصَى نفسه لأجل ملكوت السموات، بل لأن فيه ذاك الذي بلا بذار للشر (مت 19: 12). هو أيضًا عبد الملك، لأن العبد الحكيم يحكم على سادة جهلاء، فإن كلمة "عبد ملك" تعني "عبدًا للملوك" (أم 17: 2). هذا هو سبب أن الرب الذي ترك شعب إسرائيل بسبب خطاياهم، يتحدث إلى الأثيوبي مخبرًا إيَّاه: "هأنذا جالب كلامي على هذه المدينة للشر لا للخير... ولكنني أنقذك في ذلك اليوم... فلا ُتسلَّم ليد الناس... بل إنما أنديك نجاة" (إر 39: 17-18). أما السبب الذي لأجله خلص، فهو أنه سحب النبي من الجب، أي أنه بإيمانه في قيامة المسيح من الأموات بطريقة عُبر عنها أنه سحبه من الجب. العلامة أوريجينوس |
||||