02 - 08 - 2016, 04:56 PM | رقم المشاركة : ( 13821 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أدلة على لاهوت المسيح
تناولنا في العدد السابق في معرض حديثنا عن شهادة الكتاب المقدس للاهوت المسيح أن الكتاب يعطي للمسيح نفس أسماء الله، ويصفه بنفس صفات الله، وينسب إليه نفس أعمال الله، ويقدم للمسيح نفس أمجاد الله. وذكرنا الأسماء الإلهية وكيف أنها انطبقت على ربنا يسوع. وسوف نتناول الآن البند الثاني في حديثنا عن الأدلة على لاهوت المسيح 2- المسيح له الصفات الإلهية وأول هذه الصفات هي أنه: كلى القدرة لقد أظهر المسيح في حياته على الأرض أنه القادر على كل شيء بلا استثناء، وغنى عن البيان أن شخصاً قد امتلك السلطان والقدرة على كل شيء في الوجود لا يمكن أن يكون غير الله ذاته. فلقد أظهر المسيح سلطانه على: المرض: فقد شفى أصعب الأمراض بلمسة (متى8: 14 ،15؛ 20: 34)، وبمجرد كلمة (يوحنا5: 8)، ومن على بعد (متى8: 5 -12). على قوى الطبيعة: مثلما هدأ العاصفة إذ «قام وانتهر الريح وقال للبحر اسكت. ابكم. فسكنت الريح وصار هدوء عظيم»، حينئذ تساءل التلاميذ فيما بينهم قائلين «من هو هذا؟ فإن الريح أيضاً والبحر يطيعانه» (مرقس4: 39 ،41). على المخلوقات: فلقد اظهر سلطانه حتى على سمك البحر، فأمره أن يدخل شباك تلاميذه بعد أن جافاها بأمره، أيضاً، طوال الليل (يوحنا21). على الموت: فهو الذى أقام الموتى بقوته الذاتية، بغضّ النظر عن الفترة التي قضوها في الموت، فلقد أمر لعازر الذى أنتن «هلم خارجاً فخرج الميت» (يوحنا11: 43 -44). على الأرواح الشريرة: فهو الذى أمر الأرواح الشريرة أن تخرج من الناس، فكانت تخرج معترفة بأنها تعرفه أنه قدوس الله، ولو أنه لم يقبل شهادة من الشياطين، بل أمرها أن تخرس. (مرقس1: 23 -27، لوقا 8: 26-36؛11: 14-22). على غفران الخطايا: فقبل أن يشفى المفلوج غفر خطاياه، وكبرهان أن له سلطان على غفران الخطايا قال للمفلوج «قم احمل فراشك واذهب إلى بيتك. فقام ومضى إلى بيته» (متى9: 2 -7). والصفة الثانية أنه: كلى العلم قال بطرس للمسيح «يا رب أنت تعلم كل شيء» (يوحنا 12: 16)، حينما بُهر من خلال صحبته للمسيح بمعرفته الفاحصة لكل شيء فلم يكن شيء مخفياً عنه، فلقد عرف: أسماء الناس: فقد عرف بطرس بدون أن يخبره أحد (يوحنا 1: 42)، ونادى زكا باسمه في أول مقابلة له (لوقا 19: 5). مكان الأشخاص: مثلما قال لنثنائيل «قبل أن دعاك فيلبس وأنت تحت التينة رأيتك» (يوحنا 1: 48 ). التاريخ الماضي للأشخاص: مثلما فعل مع المرأة السامرية التي شهدت عنه «قال لي كل ما فعلت» (يو 4: 29). تاريخ المرض للأشخاص: حتى أولئك الذين كان مرضهم سابقاً لتجسده مثل مريض بركة بيت حسدا الذى علم يسوع أن له زماناً كثيراً وكان مريضاً منذ 38 سنة (يوحنا5: 6). عرف ما بداخل قلوب الناس وأفكارهم: فهو الذى كشف أفكار التلاميذ وقوّمها (لوقا 9: 46-47). وواجه الفريسيين بما كانوا يفكرون به في قلوبهم (لوقا5: 22). عرف ما لا بد أن يحدث في المستقبل وأعلنه: فقد حذر بطرس مسبقاً من إنكاره له (لوقا22: 34). وأخبر التلاميذ بما سوف يصادفهم (متى21: 2 ، يوحنا16: 32). ولقد تنبأ بخراب هيكل أورشليم (متى23: 38 ؛24: 2). ونحن نقول أن شخصاً عالماً بكل شيء لا يمكن أن يكون غير الله. والصفة الثالثة هي: موجود في كل مكان وهو الذى قال «لأنه حيثما (أي في أي مكان) اجتمع اثنان أو ثلاثة باسمى فهناك أكون فى وسطهم» (متى18: 20). والصفة الرابعة أنه: أزلي - لا بدء له فمكتوب عن المسيح باعتباره الكلمة «فى البدء كان الكلمة» (يوحنا1: 1)، وهذا يشير إلى وجوده الأزلي، كما في نبوة ميخا «ومخارجه منذ القديم منذ أيام الأزل» (ميخا5: 2). وكما قال هو لليهود «قبل أن يكون إبراهيم أنا كائنٌ» (يوحنا8: 58 ). والصفة الخامسة أنه: أبدي- لا نهاية له فقد قال لتلاميذه «وها أنا معكم كل الأيام وإلى إنقضاء الدهر» (متى28: 20). وهو القائل في سفر الرؤيا «أنا هو الألف والياء البداية والنهاية يقول الرب الكائن والذى كان والذى يأتى القادر على كل شىء» (رؤيا1: 8). والصفة السادسة أنه: عديم التغير فهو الذى يُكتب عنه في الرسالة إلى العبرانيين «وأما عن الابن كرسيك يا الله إلى دهر الدهور... وأنت يا رب في البدء أسست الأرض والسماوات هي عمل يديك، هي تبيد ولكن أنت تبقى، وكلها كثوب تبلى وكرداء تطويها فتتغير، ولكن أنت أنت وسنوك لن تفنى» (عبرانيين1: 8 ،12). وأيضاً «يسوع المسيح هو هو أمساً واليوم وإلى الأبد» (عبرانيين31: 8). وأخيراً نقول أن شخصاً بهذه الصفات الإلهية من يكون سوى الله متجسداً، أو كما يقول الكتاب «الله (الذى) ظهر في الجسد» (1تيموثاوس 3: 16) |
||||
02 - 08 - 2016, 04:58 PM | رقم المشاركة : ( 13822 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الأدلة على لاهوت المسيح
مرة أخرى نلتقى أيها الأحباء، لنكمل ما بدأنا من حديث عن لاهوت الابن؛ ربنا يسوع المسيح. سردنا في العدد السابق بعض المواضع التي يتكلم فيها الكتاب المقدس عن أقنوم الابن باعتباره الله، وناقشنا معنى بنوة المسيح لله. والسؤال الذى يواجهنا الآن هو: ما هي الأدلة على لاهوت المسيح أو بعبارة أخرى: كيف نعرف أن يسوع، الإنسان الوديع المتواضع، الذى وُلد في أرضنا فقيرًا، وتربى في أحقر مدينة، ولم يكن له موضع يسند فيه رأسه، وانتهت حياته القصيرة على الأرض بالصليب؛ كيف نعرف أنه بذاته هو الله الذى ظهر في الجسد؟ والحقيقة أن كل ما كانه وعمله وتكلم به هذا الإنسان الفريد، يثبت بكل يقين أنه هو الله الذى أخلى نفسه. أولاً: شهادة الكتاب المقدس يشهد الكتاب المقدس، بعهديه القديم والجديد، للمسيح بأنه الله الظاهر في الجسد إذ: يعطى للمسيح نفس أسماء الله وسوف نتناول بشيء من التفصيل، على قدر ما يتسع المكان هنا، كل بند من هذه البنود الأربعة:يصف المسيح بنفس صفات الله ينسب للمسيح نفس أعمال الله ويقدم للمسيح نفس أمجاد الله 1 - المسيح له الأسماء الإلهية: « الله» لقد دُعي المسيح، كما سبق وذكرنا، بصريح العبارة في الكتاب المقدس بأنه « الله»، وهاك بعض الأمثلة: - فباعتباره الكلمة كُتب عنه « في البدء كان الكلمة، والكلمة كان عند الله، وكان الكلمة الله... والكلمة صار جسدًا وحلّ بيننا» (يوحنا1: 1، 14). - وباعتباره الابن « وأما عن الابن، كرسيك يا الله إلى دهر الدهور» (عبرانيين 1: 8). - وباعتباره فادى الكنيسة « كنيسة الله التي اقتناها بدمه» (أعمال20: 28 ). ويرتبط بهذا الاسم العظيم أسماء أخرى مثل: « الله القدير» (إشعياء 9: 6) « الله العظيم» (تيطس2: 13 ) « إلهًا مباركًا إلى الأبد» (رومية 9: 5) « عمانوئيل الذى تفسيره الله معنا» (متى1: 32 ) « إلهى» (يوحنا20: 28 ) « يهوه» وهو اسم الجلالة في العهد القديم، وكان اليهود يحرصون كل الحرص عند النطق به، بل كانوا يقرأونه « أدوناى» بمعنى السيد. والاسم يهوه يعنى « الكائن» (خروج3: 14). ولقد أطلق المسيح على نفسه اسم يهوه حينما قال « أنا هو». وفى يوحنا8: 24 يقول المسيح « إن لم تؤمنوا أنى أنا هو، تموتون في خطاياكم». وفى يوحنا 8: 28 يقول « متى رفعتم ابن الإنسان فحينئذ تفهمون أنى أنا هو». وأيضًا قال عن نفسه « قبل أن يكون ابراهيم أنا كائن» (يوحنا 8: 58). و « الكائن» هو معنى اسم يهوه. ولقد فهم اليهود أنه ينسب لنفسه لقبًا إلهيًا، لذا رفعوا حجارة ليرجموه باعتباره قد جدف. « ابن الله» لقد أعلن المسيح عن نفسه أنه ابن الله، وليس ابنًا من أبناء الله، لكنه « الابن الوحيد»؛ بمعنى أنه الوحيد المساوي لله، الأزلي كالله. ولقد فهم سامعوا المسيح آنذاك، أنه يقصد أنه هو الله. ولقد مدح المسيح بطرس حينما شهد عنه أنه ابن الله (متى 16: 16، 17). ويخاطب المسيح الآب بقوله « أبى». ويقول وأما عن التلاميذ فيشير إليه بالقول « أبوكم»، لكنه لا يجمع نفسه أبدًا مع تلاميذه في القول « أبونا السماوي»، وهذا للتمييز بين بنوته للآب، وهى علاقة روحية خاصة بأقانيم الله، وبين بنوة التلاميذ وسائر المؤمنين لله بالتبني. وهناك نوعان من البنوة للمسيح، وذلك نظرًا للطبيعتين اللتين للمسيح، الطبيعة الإلهية والطبيعة الإنسانية، لكونه - له المجد - الله وإنسان في آن واحد معًا. فالمسيح هو ابن الله منذ الأزل. كما أنه أيضًا ابن الله بولادته من المطوبة مريم، إذ لم يكن له أب بشرى. « الرب» وهو أكثر الأسماء شيوعًا بالنسبة للمسيح، فذُكر عنه نحو 650 مرة في العهد الجديد، منها 170 مرة في الأناجيل الأربعة. ويرتبط بهذا الاسم الكريم أسماء أخرى مثل: « رب المجد» (1كورنثوس 2: 8، يعقوب 2: 1). « رب الأرباب» (رؤيا 17: 14، 19: 16) « رب الكل» (أعمال 10: 36) « ربى» (لوقا1: 43، يوحنا20: 28، فيلبى 3: 8). وللحديث بقية بنعمة الله، فإلى اللقاء. |
||||
02 - 08 - 2016, 05:00 PM | رقم المشاركة : ( 13823 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
إعلان الله عن ذاته
مازلنا أيها الأحباء نتكلم عن الحقيقة العُظمى، بل أعظم حقيقة على الإطلاق، حقيقة إعلان الله عن ذاته تكلمنا في العدد السابق أن الله يُعلن كالواحد والوحيد، وناقشنا نوع وحدانية الله الذى يعلنه الكتاب المقدس بأنه الوحدانية الجامعة للأقانيم. واستعرضنا بعض مواضع ذِكر الأقانيم في العهدين القديم والجديد، وبقى أن نقول إن الأقانيم الثلاثة متساوون ومتحدون اتحادًا كاملاً. فهم واحد في الذات والجوهر، ولكنهم متميزون وهذا معنى الأقنوم. وليس معنى الاتحاد هنا أن الآب هو الابن، أو أن الابن هو الروح القدس، فأين التميز والأقنومية إن كان الحال كذلك؟ ولكن الصحيح أن نقول إن كل من الأقانيم الثلاثة يوصف بأنه الله، لكن هل يقول الكتاب المقدس عن كل أقنوم إنه الله؟ نعم، والآن سوف نستعرض بعض الأدلة على لاهوت كل أقنوم من الأقانيم الثلاثة: لاهوت الآب يقول يعقوب «اللسان الذى به نبارك الله الآب» (يعقوب 3: 9). ويقول الرسول بولس«مبارك الله أبو ربنا يسوع المسيح أبو الرأفة وإله كل تعزية» (2كورنثوس1: 3). ويقول الرسول بطرس عن الآب «وإله كل نعمة الذى دعانا إلى مجده الأبدي في المسيح يسوع» (1بطرس 5: 10). ويدعونا الرب يسوع في موعظته على الجبل أن نقدم العبادة من صلاة وصوم وصدقات إلى الله أبينا الذى في السماء، الذى يرى في الخفاء ويجازى علانية (متى6). وفى حديثه مع المرأة السامرية يقول عن الآب «الساجدون الحقيقيون يسجدون للآب بالروح والحق... الله روح والذين يسجدون له «فبالروح والحق ينبغي أن يسجدوا» (يوحنا4: 23، 24). لاهوت الروح القدس يتكلم الكتاب المقدس عن الروح القدس باعتباره الله. ففي سفر الأعمال يوبخ الرسول بطرس حنانيا قائلاً «لماذا ملأ الشيطان قلبك لتكذب على الروح القدس... أنت لم تكذب على الناس بل على الله» (أعمال5: 3، 4). والروح القدس هو «روح الحق»، وهـو أيضـًا روح الحـياة، وروح الـمجد، وروح القـوة والمحـبة والنُصـح، وكلهــا صفات إلهية. وهو «الرب الروح» (2كورنثوس 3: 18). وهو أيضًا «روح الله القدوس» (أفسس 4: 30). وكالله: فهو الخالق «روح الله صنعني ونسمة القدير أحيتني» (أيوب 33: 4). وهـو العــالِم بكـل شـيء «لأن الـروح يفحـص كل شيء حتى أعماق الله» (1كورنثوس2: 10). وهو «يُخبركم بأمور آتية» (يوحنا 16: 13). وهو الموجود في كل مكان: تساءل داود «أين أذهب من روحك؟» (مزمور 139: 7). وهو غير المحدود: «مَنْ قاس روح الرب؟» (إشعياء40: 13). لاهوت الابن يتكلم الكتاب المقدس عن أقنوم الابن باعتباره الله. «وأما عن الابن: كرسيك يا الله إلى دهر الدهور» (عبرانيين1: 8). وعن الابن باعتباره الكلمة «في البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله، وكان الكلمة الله» (يوحنا 1: 1). «ولكن لما جاء ملء الزمان أرسل الله ابنه مولودًا من امرأة، مولودًا تحت الناموس» (غلاطية4: 4). «والكلمة (الأزلي) صار جسدًا وحلّ بيننا، ورأينا مجده مجدًا كما لوحيد من الآب مملوءًا نعمة وحقًا» (يوحنا1: 14). وعن هذا السر العجيب - سر التجسد، يكتب «عظيم هو سر التقوى، الله ظهر في الجسد» (1تيموثاوس 3: 16). وهكذا ولد المسيح بكيفية عجيبة، قال عنها الملاك للعذراء مريم «الروح القدس يحل عليك وقوة العلى تظللك. فلذلك أيضًا القدوس المولود منك يُدعى ابن الله» (لوقا1: 35 ). والمسألة إذًا ليس أن المسيح إنسانًا ألهه البشر، ولكنه هو الله الابن مُخليًا نفسه ومتنازلاً في صورة إنسان. لكن ما معنى بنوة المسيح لله؟ إن بنوة المسيح لله لا تعنى مطلقًا ما قد يُفهم أنها بنوة جسدية تناسلية؛ حاشا، لأن «الله روح» (يوحنا4: 24 ). كما أنها لا تعنى مطلقًا الأسبقية، كأن يُقال إن الآب بالضرورة أسبق من الابن كما يُفهم من البنوة الجسدية، فليس في الأقانيم سابق ولاحق، وإلا انعدمت المساواة التي تفتضيها وحدانية الجوهر، فالآب أزلي والابن كذلك أزلي. ماذا تعنى البنوة إذًا؟ إنها تعنى مدلولات وعلاقات روحية بين الآب والابن مثل: - المحبة المتبادلة: فـ «الآب يحب الابن» (يوحنا 3: 35). مثلما قال ربنا يسوع مُخاطبًا أبيه قائلاً «لأنك أحببتني قبل إنشاء العالم» (يوحنا 17: 24). والابن يحب الآب، وقد قال لتلاميذه وهو ذاهب إلى الصليب «ليفهم العالم أنى أحب الآب» (يوحنا14: 31). - المعادلة والمساواة: قال الرب يسوع «أنا والآب واحد» (يوحنا10: 30 ). وكتب عنه «الذى إذ كان في صورة الله لم يحسب خلسة أن يكون معادلاً لله» (فيلبى 2: 6). - المشابهة الكاملة: فهو الذى أعلن لنا ذات الله، كما قال لفيلبس «الذى رآني فقد رأى الآب» (يوحنا 14: 9). . |
||||
02 - 08 - 2016, 05:11 PM | رقم المشاركة : ( 13824 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
وحدانية الله
كلمة أقنوم لم تُذكر في الكتاب المقدس، لكننا نستخدمها وهي تعني «شخص مميز لكن غير منفصل» تناولنا في العدد السابق كيف أن حقيقة وجود الله لهى أجلى من أن تحتاج إلى دليل عند كل ذي فهم، وإلا كما قال الشاعر: لا يصح على الإفهام من شيء إذا احتاج النهار إلى دليل وناقشنا أن كل الموجودات وإن كانت تدل على وجود الخالق العظيم الحكيم، إلا أنها لا تستطيع أن تُعلن لنا عن شخصه ولا عن مَنْ هو في ذاته.وخلصنا أن الأمر كان يتطلب، بالضرورة، لكى نعرف مَنْ هو الله، أن يتنازل هو تعالى ليعلن لنا عن ذاته.ولقد فعل الله ذلك حين كلم الآباء بالأنبياء بأنواع وطرق كثيرة، وأيضًا حين كلمنا في ابنه «الكلمة» الأزلي، الذى صار جسدًا وحلّ بيننا (يوحنا 1: 1، 14).وحين يتنازل الله في كريم نعمته ليعلن لنا ذاته، فليس لنا إلا أن نحنى هاماتنا سجودًا له، متقبلين إعلانه المبارك لنا. وأول حقيقة يعلنها الله لنا عن ذاته هي: وحدانية الله يؤكد الكتاب المقدس على وحدانية الله، وهاك بعض الشواهد، من العهد القديم والجديد على السواء، تعلن لنا بكل جلاء ذات الحق، أنه الواحد والوحيد. (تثنية 6: 4) «الرب إلهنا ربٌ واحد»؛ ولقد اقتبس الرب يسوع في حياته على الأرض نفس النص في مرقس 12: 29. (إشعياء44: 6) «أنا الأول وأنا الآخر ولا إله غيرى» (إشعياء45: 5) «أنا الرب وليس آخر لا إله سواي» (غلاطية 3: 20) «ولكن الله واحد» (1تيموثاوس 2: 5) «لأنه يوجد إله واحد» (يعقوب 2: 19) «أنت تؤمن أن الله واحد• حسنًا تفعل» واضح من كل هذه الآيات أن الكتاب المقدس يقدم لنا إلهًا واحدًا ووحيدًا لا نظير له ولا شريك• ولكن الكتاب يعلن لنا أيضًا أن وحدانية الله من نوع خاص به؛ وهى الوحدانية الجامعة• معنى الوحدانية الجامعة قد يستغرب البعض هذه الحقيقة، فهل يوجد بحق ما يسمى بالوحدانية الجامعة؟! نعم، فإننا كبشر نحمل بصمات الله لأنه هو خلقنا، لذا فنحن نحمل في كياننا الإنساني ظل لهذه الوحدانية الجامعة، إذ عملنا الله على صورته كشبهه• فكل إنسان هو كيان واحد مع أن تكوينه ليس بسيطًا، فهو يضم عناصر ثلاثة متميزة عن بعضها وهى الجسد والنفس والروح، والتميز يعنى أن الجسد ليس هو النفس، والنفس ليست هي الروح، والجسد شيء والروح شيء آخر. ولكن مع هذا التميز فإن العناصر الثلاث معًا تكوّن كيانًا إنسانيًا واحدًا فإذا كان الحال كذلك في الإنسان، وهو المخلوق البسيط، فهل نستطيع أن ننكر على الله وحدانيته الجامعة حين يعلن لنا ذلك؟! ولكن، هل يعلن لنا الكتاب المقدس أن الله واحد فى جمع؟ نعم.ففي أول أصحاحات السفر الأول في الكتاب؛ في تكوين 1: 26 يتكلم الكتاب عن الله بصيغة المفرد مرة وبصيغة الجمع مرة أخرى إذ يقول «وقال الله نعمل الإنسان على صورتنا كشبهنا» وفى تكوين3: 22 «وقال الرب الإله هوذا الإنسان قد صار كواحد منا عارفًا الخير والشر» وفى تكوين11: 6، 7 «وقال الرب . هلم ننزل ونبلبل هناك لسانهم» فالله هو الواحد الجمع. ورُب قائل بأن الجمع هنا هو جمع التعظيم، وجدير بالله أن يتكلم بهذا الأسلوب لأنه العظيم• ولكن المعروف أن اللغة العبرية - وهى اللغة الأصلية لأسفار العهد القديم - تخلو من استخدام أسلوب الجمع للتعظيم، وأيضًا لو كان المقصود بالجمع هنا هو التعظيم، لكان الكتاب قد تكلم عن الله بأسلوب الجمع دائمًا لأنه هو العظيم أبدًا، ولما تردد الحديث عن الله بين المفرد والجمع. ومن هنا نخلص بأن المقصود بالجمع هنا هو جمع حقيقي وليس الجمع للتعظيم. ونفهم من الكتاب المقدس أن وحدانية الله جامعة لأقانيمه؛ الآب والابن والروح القدس. ومع أن كلمة أقنوم لم تُذكر بحصر اللفظ في الكتاب المقدس، إلا أنها تُستخدم للتعبير عن المعنى المقصود وهو «شخص مميز لكن غير منفصل» ولكن هل ورد ذكر أقانيم الله في العهد القديم، أم أنها فقط عقيدة خاصة بالمسيحية في العهد الجديد؟ لقد أعلن الكتاب بعهديه القديم والجديد حقيقة أقانيم الله في ذات الجوهر الواحد• الأقانيم فى العهد القديم ففي العهد القديم نقرأ في أماكن عديدة ذكر الأقانيم: ففي مزمور 2: 7 يتكلم الابن قائلاً «إني أخبر من جهة قضاء الرب• قال لي أنت ابنى أنا اليوم ولدتك» وفى عدد21 يقول الوحى بالروح القدس «قبّلوا الابن لئلا يغضب فتبيدوا من الطريق» وفى أمثال 30: 4 يتساءل أجور بن متقيه عن الله قائلاً «ما اسمه وما اسم ابنه إن عرفت» وفى أيوب33: 4 عن الروح القدس «روح الله صنعني» وفى إشعياء 48: 12 -16 عن الأقانيم الثلاثة معًا حيث يتكلم الابن قائلاً «أنا الأول وأنا الآخر ويدى أسست الأرض ويميني نشرت السموات.لم أتكلم من البدء في الخفاء منذ وجوده أنا هناك• والآن السيد الرب أرسلني وروحه» أي أن الابن كائن منذ وجود الآب أزلاً، وقد أُرسل في الزمان من الآب والروح القدس، وهذا عين ما نقرأ في افتتاحية إنجيل يوحنا. الأقانيم فى العهد الجديد ومع البشارة بميلاد المسيح الذي يبدأ به العهد الجديد، يأتي الإعلان الواضح عن أقانيم الله الثلاثة إذ يقول الملاك للعذراء في لوقا 1: 35 «الروح القدس يحل عليك وقوة العلى تظللك، فلذلك أيضًا القدوس المولود منك يُدعى ابن الله» وفى مشهد معمودية المسيح أيضًا، هناك استعلان واضح للثلاثة أقانيم معًا (لوقا 3: 21، 22) فالابن كان يعتمد في الماء، والآب يتكلم من السماء يعلن محبته وسروره بابنه، والروح القدس ينزل ويستقر على الابن في هيئة جسمية مثل حمامة. وقبل أن ينطلق المسيح راجعًا إلى السماء بعد القيامة في متى 28: 19 أوصى تلاميذه قائلاً «فاذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس» باسم وليس بأسماء إذ أن الثلاثة أقانيم هم الله الواحد. وتتكرر الإشارة للأقانيم الثلاثة في أسفار العهد الجديد مثل رومية 1: 2-4، 2كورنثوس 13: 14، 1بطرس 1: 2. حتمية الوحدانية الجامعة وغنى عن الذكر أن الفرضية المنطقية تقتضى أن وحدانية الله لابد وأن تكون جامعة، فالله مكتفٍ بذاته عن سواه، ولأن وحدانية الله جامعة لأقانيمه لذا: لم يحدث لله تغيير حينما خلق العالم، ولم ينتقل من حالة القدرة الكامنة إلى حالة القدرة الخالقة، لأن الخلق صار من محبته التي هي فيه منذ الأزل، والمحبة هي طبيعة الله، وكانت عاملة فيه أزلاً لأن الآب يحب الابن من قبل الخلق، والابن يحب الآب، والمحبة متبادلة بين الأقانيم الثلاثة• وأيضًا لم يكن الخلق هو بداية علاقات الله إذ أن علاقات الله موجودة منذ الأزل بكلمته وبروحه القدوس. فالمحبة التي كانت عاملة في الأزل بين الأقانيم الثلاثة استمرت بعد ذلك بين الله والبشر. ولحديثنا بقية بمشيئة الرب |
||||
02 - 08 - 2016, 05:13 PM | رقم المشاركة : ( 13825 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الله مَنْ هو ؟
إنه من العبث إن نبحث في وجود الله، فكل شيء في الوجود يعلن أن هناك إلهًا عظيمًا، قادرًا، حكيمًا، خالقًا لكل الموجودات. فالأفلاك العظيمة بما فيها من كواكب ونجوم تعلن مجده، كما تعلنه أبسط خلية في نبات أو حيوان لا تُرى بالعين المجردة. إننا نرى عظمته في ميلاد الفجر، وفى تفتح زهرة، وفى طائر يبسط جناحيه. ونرى قدرته في وليد يولد، أو بذرة تنبت. ونرى حكمته حينما نتطلع إلى أنفسنا، فنرى العجب في أجسامنا، إذ يؤدى كل عضو وظيفته فى إتقان شديد، وتعمل الأعضاء معًا في توافق وتناغم. وندهش إذ نلحظ ما يعتمل في نفوسنا من فكر وعاطفة، ونرى قبس من محبته في حنو أب أو في رفق أم بصغارها. إن الكتاب المقدس يدعونا أن ننظر إلى السماء إذ نرفع إلى العلاء عيوننا لنتفكر فيمن صنع هذه. والمزمور يقرر أن «السماوات تحدِّث بمجد الله والفلك يُخبر بعمل يديه» (مزمور 19: 1). وسواء نظرنا فوقنا أو تحتنا، حولنا أو فينا، فلن يسعنا إلا أن نهتف «ما أعظم أعمالك يا رب، كلها بحكمتك صنعت» (مزمور104: 24). وحينما يقول قائل إن الشمس غير موجودة، فالعيب ليس في الشمس، ولكنه في عينيه هو التي لا تستطيع أن تُبصر، وهكذا وصف المزمور الثاني مَنْ ينكر وجود الله بأنه جاهل إذ يقول «قال الجاهل في قلبه ليس إله (أي لا يوجد إله) ». إن حقيقة وجود الله لهى أثبت حقيقة في الوجود، لكن يبقى السؤال: الله مَنْ هو ؟ مع أن الخليقة تعلن عن وجود خالق عظيم، لكنها تعجز عن أن تبين لنا مَنْ هو هذا الإله. إنها تكلمنا عن عظمته وقدرته، لكن لا تستطيع أن توضح لنا شيئًا عن طبيعة شخصه أو عمن هو في ذاته. قال أليهو الحكيم القديم «هوذا الله عظيم ولا نعرفه.... القدير لا ندركه» (أيوب36: 24، 37: 32). وهذا ليس بمستغرب، فإن كانت أعمال الله غير مُدركة تمامًا، فكيف نتطلع أن ندركه تعالى بعقولنا المحدودة؟ وإن كان هناك الكثير من الأسرار لا نعلمها عن خليقته، فكيف ندرك الخالق؟ «أَ إلى عُمق الله تتصل؟ أم إلى نهاية القدير تنتهى؟ هو أعلى من السماوات فماذا عساك أن تفعل؟ أعمق من الهاوية فماذا تدرى؟ أطول من الأرض طوله وأعرض من البحر» (أيوب 11: 7-9). ولكى نعرف نحن الله، فإن الطريق الوحيد هو أن يتنازل هو - تعالى اسمه - ليُعلن لنا ذاته. ولأن الله صالح وجوّاد ويُسَّر بأن يكون في علاقة مع الإنسان؛ فقد أعلن ذاته لنا في كلمته المكتوبة؛ الكتاب المقدس، أولاً، ثم فاض بجوده، فأعلن ذاته لنا في الكلمة المتجسد، ربنا يسوع المسيح (يوحنا1). ولكن كيف نستطيع أن نصف الله؟ إن الله كائن بذاته، حي بروحه، ناطق بكلمته؛ وهو فوق إدراكنا ووصفنا. ومهما أدركنا عنه يظل هو أعظم بما لا يُقاس مما أدركناه عنه، وأسمى وأجلّ مما وصفناه به. والله هو الواحد والوحيد: «هكذا يقول الرب.. أنا الأول وأنا الآخر ولا إله غيرى» (إشعياء44: 6). «أنت تؤمن أن الله واحد. حسنًا تفعل» (يعقوب 2: 19). وهو غير المتغير الذى «ليس عنده تغيير ولا ظل دوران» (يعقوب 1: 17). والله كائن روحي «الله روح» (يوحنا4: 24). وهو الكامل «أباكم الذى في السماوات هو كامل» (متى 5: 48). وهو الصادق في كل أقواله وأفعاله: «ليكن الله صادقًا وكل إنسان كاذبًا» (رو 3: 4) «ومَنْ قبل شهادته فقد ختم أن الله صادق» (يوحنا3: 33). وهو القدوس: «الله نور وليس فيه ظلمة البتة» (1يو1: 5)، «لأنه مكتوب كونوا قديسين لأنى أنا قدوس» (1بطرس 1: 16). وهو الـمُحب «لأن الله محبة» (1يوحنا8: 16). |
||||
02 - 08 - 2016, 05:19 PM | رقم المشاركة : ( 13826 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
مكافأة اتّباع الرب
انتهينا في المقالات السابقة في هذه السلسلة إلى كلفة اتّباع الرب، ورأينا أنها إنكار النفس وحمل الصليب. فمن يتبع الرب يتبعه بقلبٍ مكرَّس، ويعيش لا لنفسه بل ينكرها، ولا يلبي رغباتها. وأيضًا - وبكل فخر - يحمل الصليب، مُعلِنًا أنه مات عن العالم والجسد والخطية، ويعيش الآن لا لنفسه بل لمن مات لأجله وقام. نقول إن شخص كهذا لا بد وأن يكافئه الرب. وهذا ما سنشير إليه في هذا المقال. مكافأة اتّباع الرب لن أشير هنا إلى المدح والنعمة والأكاليل التي سينالها المؤمن أمام كرسي المسيح كمكافأة لخدمته وأمانته، وما أعظمها، بل سأكتفي بذكر المكافآت المرتبطة باتباع الرب. أولاً: مكافآت هنا وهناك «فأجاب بطرس حينئذ: ها نحن قد تركنا كل شيء وتبعناك. فماذا يكون لنا؟ فقال لهم يسوع: الحق أقول لكم: ... كل من ترك بيوتًا أو إخوة أو اخوات أو أبًا أو أمًا أو امرأة أو أولادًا أو حقولاً من أجل اسمي يأخذ مئة ضعف ويرث الحياة الأبدية» (متى19: 27-29). سؤال ما كان يجب على بطرس أن يسأله؛ فمن يتبع الرب ويخدمه لا يجب أن يضخِّم من النفقات التي تحمَّلها بسبب الخدمة ولأجل المسيح، ولا يساوم، ولا ينتظر مقابلاً لشيء قدمه أو شيء تركه. وكأننا جعلنا الرب مَدينًا لنا. إننا سنأخذ ما لا يستطيع أي شيء أو شخص تركناه أن يعطيه لنا، ما لا تستطيع الأم أو المرأة أو الأولاد أن يعطوه، وما لا يستطيع العالم بحقوله أن يعطيه؛ سنأخذ أضعاف من كل هذا، وأحيانًا من نفس نوع الأشياء التي تركناها، هذا لمن أحب وتبع وخدم المسيح أكثر من محبة البيت الذي يسكنه والحقل الذي يكسب منه والأم والأولاد والزوجة المحبوبين، سيجد مئة بيت مسيحي يستقبله، ومئة أم واخوة يحبونه ويستقبلونه. وهذه المكافأة هي حسب كرم الملك. ثانيًا: نور للحياة والخلود «ثم كلَّمهم يسوع أيضًا قائلاً: أنا هو نور العالم. من يتبعني فلا يمشي في الظلمة بل يكون له نور الحياة» (يوحنا8: 12). الرب هو النور الحقيقي الذي يسطع على كل شيء في العالم فيظهره على حقيقته. ومن يتبع الرب يرى ويعرف كل شيء على حقيقته، وله من الرب هذا الوعد: سلبيًا: لا يمشي في الظلمة: حيث لا شيء ظاهر من الحاضر والمستقبل، ومن يمشي فيها لا يري حتي نفسه، بل هناك الشك والحزن واليأس، والعثرة في كل خطوة، والتخبط في ظلمات الجهل والخطية، فلا يعرف المعنى الحقيقي لوجوده على الأرض ولا مكان وجوده في الأبدية. لكن تابع المسيح خارج هذا الجو. وإيجابيًا: يكون له نور الحياة: نور يُنشئ حياة، نور ينبع من الحياة، والمسيح الذي نتبعه هو النور والحياة، ومن خلال الكتاب المقدس أنار لنا الحياة والخلود. فتابع المسيح الدنيا منيرة قدامه، ويعرف ما الذي يدور في حياته، وما الذي ينتظره في أبديته. وهذه المكافأة هي حسب ضياء المسيح نور العالم. ثالثًا: سماع ومعرفة وتمييز صوت الرب «ومتى أخرج خرافه الخاصة يذهب أمامها، والخراف تتبعه لأنها تعرف صوته... خرافي تسمع صوتي وأنا أعرفها فتتبعني. وأنا أعطيها حياة أبدية» (يوحنا10: 4، 27، 28). إنه الراعي الصالح الفريد في كل شيء، له صوت مميَّز يختلف عن كل الأصوات. ولكن من يميزه، في جو مشوَّش بأصوات كثيرة؟ كثيرًا ما نسمع هذا التساؤل: كيف أعرف صوت الرب؟ وكيف أميّزه من الأصوات الأخرى؟ إن من يتبع المسيح بطاعة وولاء هو الشخص الذي يسمع ويعرف صوته. يسمع لأنه قريب منه «تتبعوا خطواته». وأيضًا يسمع ويعرف، فالراعي يعرف خرافه، والخراف تعرف راعيها. وعندئذ تستطيع تمييز صوته من صوت الغريب. أما من يتبعه من بعيد فيصله الصوت غير واضح بسبب أجهزة تشويش العدو، ومن لا يتبعه فهو كمن له آذان ولا يسمع. نأتي للمكافأة الأبدية: أعطيها حياة أبدية إنها من نوعية حياة الرب يسوع، عطية وميراث لكل المؤمنين وعطية مجانية غير مشروطة ولا تتوقف على شيء في الإنسان، لكن العطية هنا لتابع الرب هي قدرة مضاعفة للتمتع بها وبالرب هنا على الأرض وفي البيت الأبدي السماوي. وهذه المكافئة هي بحسب عطايا الراعي. رابعًا: الوجود مع الابن الممجَّد! «إن كان أحد يخدمني فليتبعني وحيث أكون أنا هناك أيضًا يكون خادمي. وإن كان أحد يخدمني يكرمه الآب» (يوحنا12: 26). هنا نري: واجب ووعد، أو شرط الخدمة وشرف الخدمة. فالواجب والشرط لكل من يريد أن يخدم خدمة حقيقية، أن يتبع الرب، ويتأمله أين كان وكيف كان، وماذا فعل وقال حيثما كان! ويكون الخادم في ذات المكان. أما عن وعد وشرف الخدمة ومكافأتها لمن يتبع الرب، سيكون حيث المسيح الآن. فبعد أن كان فيما لأبيه، وأطاع وخدم كما تكون الخدمة، رفَّعه الله وأعطاه اسمًا فوق كل اسم، وجلس في يمين العظمة. وفي ذات المكان سيكون تابعي المسيح، وهذا أعظم إكرام من الآب لمن تبع المسيح في زمن رفضه الآن. وهذه المكافأة هي بحسب عطايا الابن الممجد. صديقي: وصلنا لنهاية هذه السلسلة؛ فهل لبيت نداء الرب لك «اتبعني أنت»؟! إنه شخص عظيم يستحق أن نتبعه، ليس من بعيد بل نتبعه تمامًا، وبكل سرور نتقبَّل كُلفة اتّباعنا له، مختبرين هنا على الأرض غبطة وسعادة سيرنا خلفه، ومتمتعين معه وبه قريبًا في المجد. هو وحده يستحق أن نقول له “أتبعك يا سيد”. |
||||
02 - 08 - 2016, 05:36 PM | رقم المشاركة : ( 13827 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أتبعني أنت
بدأنا في العدد السابق الكلام عن كُلفة اتِّباع الرب، ورأينا أن إنكار النفس واحدة من أهم العقبات التي تقابل تابع المسيح، وفي هذا العدد سنتأمل في كُلفة أخرى، ألاوهي: 2– حَمل الصليب المسيح والصليب: في طريق تتميم مشيئة الله، حمل المسيح الصليب «خرج (يسوع) وهو حامل صليبه» (يوحنا19: 17)، وفي الجلجثة رُفع على الصليب. وعلينا كتابعي المسيح أن نتبع خطواته في ذات الدرب؛ فلكي نتمم مشيئته الصالحة في حياتنا، علينا أن نحمل الصليب، وأيضًا نحمل عليه شعار «صُلب العالم لي وأنا للعالم» (غلاطية6: 14). معنى حمل الصليب: الصليب هنا ليس عاهة جسدية أعيش بها، ولا مشكلة عائلية أحتملها، ولا حرمان من شيء ما أرضى به، وكل واحد يبكي ليلاه ويقول “أنا صليبي ثقيل”. لكن الصليب هو طريق سار فيه قبلنا السيد العظيم، ولم يجد فيه إلا كل عار وضيق ورفض واضطهاد من الناس، ومع هذا تميَّزت حياته بالطاعة والخضوع لإرادة أبيه، وبالمحبة والعطاء للآخرين، وبالصبر والوداعة في مواجهة الألم. وما زال الطريق قائمًا، والناس الأشرار يتقدمون للأردأ، وعلى تابع المسيح أن يسير في الطريق ذاته، قابلاً العار والإهانة، بل والموت، لأجل المسيح. المسيحي والصليب: أشار الرب في كلامه مع تلاميذه إلى حَمل الصليب خمس مرات، في ثلاث مناسبات، كالتالي: 1- «من أحب أبًا أو أمًا أكثر مني فلا يستحقني، ومن أحب ابنًا أو ابنةً أكثر مني فلا يستحقني، ومن لا يأخذ صليبه ويتبعني فلا يستحقني» (متى10: 37-38؛ لوقا14: 27). 2- حينئذ قال يسوع لتلاميذه: «إن أراد أحد أن يأتي ورائي فلينكر نفسه ويحمل صليبه ويتبعني؛ فإن من أراد أن يخلِّص نفسه يهلكها، ومن يهلك نفسه من أجلي يجدها» (متى16: 24؛ مرقس8: 34). 3– وقال للجميع: «إن أراد أحد أن يأتي ورائي فلينكر نفسه ويحمل صليبه كل يوم ويتبعني» (لوقا9: 23). وفي المناسبات الثلاث نرى: 1– الصليب والمحبة الطبيعية المحبة علاقة عاطفية مشروعة، والرب أوصانا أن نحبّ بعضنا بعضًا، ونحب القريب، ونحب الأعداء. ومن أوصى بهذا لا يوصي هنا بإهمال الوالدين أو كراهية الآخرين، بل المؤمن المكرس للرب يقوم بدوره تجاه الآخرين بكل أمانة ويحب من قلب طاهر. ولكن عندما يكون الخيار بين محبتنا للرب وللآخرين، فيجب صلب المحبة الطبيعية على الصليب. وفي هذا شيء من الألم، ولكن يجب أن تكون المحبة الأولى في القلب للرب وحده، وأي محبة أخرى أمام محبتنا للمسيح تُرى وكأنها بُغضة. مثال: في إبراهيم مثال لذلك، فقد أطاع وخرج من أرضه ومن بيت أبيه عندما دعاه الرب. ثم أحب الرب أكثر عندما قدّم الذي يحبه إسحاق، وهنا حمل الصليب بكل آلامه وأعلن محبته وإخلاصه للرب (تكوين22). وعلى النقيض منه كان يوناثان؛ فلقد أحب داود في البداية محبة عجيبة (1صموئيل18)، ولكن عندما جاء وقت حمل الصليب واتّباع داود على الجبال والمغاير، اختار أن يكون مع شاول وفي القصر. إبراهيم صلب عواطفه البشرية وأحب الرب فتمتع بمواعيد الرب على جبل المريا، ويوناثان فضَّل رفاهية القصر عن تراب المغارة فمات مع شاول على جبال جلبوع. 2– الصليب والنفس البشرية عندما ابتدأ الرب يُظهر لتلاميذه أنه ينبغي أن يذهب لأورشليم ويتألم ويُقتل وفي اليوم الثالث يقوم، قال له بطرس «حاشاك لا يكون لك هذا». حينئذ تكلم الرب معهم عن حمل الصليب وخلاص النفس من صعوبات العالم أو إهلاكها من أجل المسيح والإنجيل. ثم قال قولته الشهيرة «لأنه ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه؟ أو ماذا يعطي الإنسان فداء عن نفسه؟» (متى16: 21-26). والمعنى أنه في اتّباعنا المسيح لا نفكِّر في إنقاذ النفس من أي خسارة ناتجة لاتّباعنا الرب وتفضيل الطريق السهل. فعندما تُقابلنا الصعوبة التي تتطلب حمل الصليب، سيأتي صوت الشيطان - على لسان بطرس - “لا يكون لك هذا، خلص نفسك من هذا”. وهنا الامتحان: هل نخلّصها أم نميتها بحمل الصليب؟ إن بُغضة النفس تعني التخلي عن الرغبات الطبيعية في هذا العالم، ونقول مع الرسول بولس «ولكنني لست أحتسب لشيء ولا نفسي ثمينة عندي حتى أتمم بفرح سعيي والخدمة التي أخذتها من الرب يسوع لأشهد ببشارة نعمة الله» (أعمال20: 24). 3- الصليب والأمجاد الأرضية تكلّم الرب هنا عن حمل الصليب واتّباعه بعد حديث له مع التلاميذ سألهم فيه «من تقول الجموع أني أنا؟» وسألهم «وَأَنْتُمْ، مَنْ تَقُولُونَ أَنِّي أَنَا؟ فأجاب بطرس: مسيح الله (الذي سيأتي ويملك بحسب انتظار اليهود)». فأوصى أن لا يقولوا ذلك لأحد ثم تكلم معهم عن موته وقيامته. وكأن الرب أراد أن يقول إنه لم يكن قد أتى ليملك أو يأخذ شيئًا من العالم، بل ليحمل صليبه ويموت. وهذا يعني أننا، ونحن نستخدم هذا العالم، كأننا لا نستخدمه؛ فهو مجرد طريق نعبره وأرض نمُرّ فيها، نمشي لا نميل يمينًا ولا يسارًا حتى نتجاوز حدوده (اقرأ سفر العدد20: 17، 18). ولا ننسى امرأة لوط التي خرجت من سدوم ولم تحمل صليبها لتموت عن سدوم، بل أخذتها في قلبها؛ فاشتهتها فنظرت خلفها فماتت بسببها. فتخلّينا عن العالم يجب أن لا يكون ظاهريًا بل نقول عمليا «وأما من جهتي، فحاشا لي أن أفتخر إلا بصليب ربنا يسوع المسيح، الذي به قد صُلب العالم لي وأنا للعالم» (غلاطية6: 14). صديقي القارئ: اتّباع الرب يسوع شرف يجب أن نفتخر به، وكُلفة يجب أن نحسبها أولاً، ثم ندفعها بسرور؛ فالمسيح «من أجل السرور الموضوع أمامه احتمل الصليب مستهينا بالخزي» (عبرانيين12: 2). فهل حسبت النفقة؟ هل تبعت المسيح؟ هل حملت صليبك؟ |
||||
02 - 08 - 2016, 05:52 PM | رقم المشاركة : ( 13828 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
اتبعني أنت
رأينا في الأعداد السابقة دعوة الرب لتلاميذه أن يتبعوه، وكيف لبّاها الكثيرون وضحّوا بالكثير؛ إذ رأو أن الرب أغلي من أي غالٍ، واجتازوا امتحان المعطلات بنجاح، وتخلّوا عن كل شيء. ورأينا بينهم المُخلِصين الذين كرَّسوا الحياة له، فتبعوه تمامًا، وبالتالي تعلموا من الرب ما يتبعوه وما لا يتبعوه. ولأن الرب يريد من تابعيه الاستعداد للتضحية وحساب النفقة جيدًا؛ لذا أعلن من البداية ما سنتأمل فيه في هذا العدد: كلفة اتباع الرب «وَقَالَ لِلْجَمِيعِ: إِنْ أَرَادَ أَحَدٌ أَنْ يَأْتِيَ وَرَائِي، فَلْيُنْكِرْ نَفْسَهُ وَيَحْمِلْ صَلِيبَهُ كُلَّ يَوْمٍ، وَيَتْبَعْنِي. فَإِنَّ مَنْ أَرَادَ أَنْ يُخَلِّصَ نَفْسَهُ يُهْلِكُهَا، وَمَنْ يُهْلِكُ نَفْسَهُ مِنْ أَجْلِي فَهذَا يُخَلِّصُهَا» (لوقا9: 23، 24). في هذه الاقوال أعلن الرب للتلاميذ، ولنا، أن هناك كلفة وثمنًا، وعلي كل من يريد اتّباع الرب أن يعرفها ويحسبها وهي: إنكار النفس، حمل الصليب. 1– إنكار النفس إنكار النفس يعني بالبلدي “معرفهاش”؛ ففي الحقيقة هي أكبر المعطلات في طريق اتّباع الرب. وإنكار النفس ليس المقصود منه حرمان نفوسنا من أشياء مباحة للإنسان الطبيعي، أو ما يسمي بالحقوق المشروعة، من أجل تبعية الرب؛ بل أكثر من هذا. وسنحصر كلامنا الآن في هذا الموضوع في نقطتين: أولا: تعريفات 1- من ينكر نفسه يقول مع بولس «مع المسيح صلبت؛ فأحيا لا أنا بل المسيح يحيا في» (غلاطية2: 20). فلا يدور حول نفسه واحتياجاتها واهتماماتها، بل يكون المسيح محور حياته. وهنا فقط يستطيع التخلي عن ما يسمى بالحقوق. ولا ننسى أن العالم بمبادئه يقود الإنسان أن يقول لنفسه: «وَأَقُولُ لِنَفْسِي: يَا نَفْسُ لَكِ خَيْرَاتٌ كَثِيرَةٌ، مَوْضُوعَةٌ لِسِنِينَ كَثِيرَةٍ. اِسْتَرِيحِي وَكُلِي وَاشْرَبِي وَافْرَحِي!» (لوقا12: 19). أما إنكار النفس فيقود المؤمن ليقول «ينبغي أن ذلك – أي المسيح – يزيد، وأني أنا أنقص» (يوحنا 3: 30). 2- إنكار النفس ما هو إلا تعبير عملي خارجي عن حالة أدبية داخلية وُجدت في مؤمن اتّبع الرب الذي قال: «تعلموا مني... فتجدوا راحة لنفوسكم» (متي 11: 29). فمن يتبع الرب يتعلم منه، وبالتالي يجد الراحه والهدوء الداخلي ولا يخاف علي شيء يخسره. هو أكثر سعادة من الذي يطلب ما لنفسه؛ لأن عنده كَمّ كبير من القناعة والاكتفاء. 3- من ينكر نفسه لا يتعرض لآلام نفسية لكونه مظلوم وطموحه لم يتحقق ولم يأخذ فرصته ليحقق شيئًا ويجد نفسه. بل هو يرتوي من ينبوع له تأثير داخلي عميق لا يستطيع العالم أن يعطيه «ليس كما يعطي العالم أعطيكم أنا» (يوحنا14: 27). وحتى وهو يتعامل مع الآخرين يكون مبدأه العطاء لا الأخذ. 4- إنكار النفس هو رفض تابع المسيح لأن يعيش لنفسه ولرغباته الداخلية، حتي المشروعة منها. فلا ينشغل إلا بالتشبّه بسيده. كما قال بولس «ولا نفسي ثمينة عندي». وأكثر من ذلك، فالكتاب علَّمنا أنَّ تابع الرب لا ينكر نفسه فقط بل «يبغض نفسه» (يوحنا12: 25). لأن مبدأ الناس وما تعلمه كتبهم أن الإنسان يحب نفسه، وهذه من صفات الانسان السيئة في الأيام الأخيرة «محبين لأنفسهم» (2تيموثاوس3: 2). ولهذا لا يقبلون ولا يفهمون ما لروح الله؛ فمحبة النفس تقود الإنسان ليخدم نفسه. أما من يحب الرب أكثر من نفسه فيخدم الرب الذي رفض أن يربح نفسه بل وضعها وأطاع حتي الموت موت الصليب. ولا يستطيع الوصول لمستوى إنكار النفس إلا مؤمن امتلك ما هو حقيقي “المسيح”، بكل ما فيه وما له من غنى وكرامة ومجد. ثانيًا: تطبيقات إنكار النفس أمام إساءات الآخرين: وأنت تابع للمسيح، أكيد ستتعرض لإساءة واحتقار وتعيير البعض، والنفس البشرية تريد الرد بنفس المكيال وأكثر، أو حتي الاحتمال علي مضض. أما من ينكر نفسه، فكأنه لم يسمع شيئًا. وهنا سيخرج بتدريب جديد في حياته الروحية من هذه الاساءات. خذ مثلاً داود، عندما سبَّه شمعي بن جيرا، فماذا كان رد الفعل عند داود، وهو قادر علي قتله بإشارة واحدة لأحد جنوده؟! لكنه قال «دعوه يسب لأن الرب قال له سب داود» (2صموئيل 16). إنكار النفس أمام مدح الآخرين: في طريق اتباع الرب تجد الحاقدين الكارهين يسبونك وأيضا تجد الماكرين المنافقين يمدحونك. وفي هذا خطر علي من لا ينكر نفسه لأنه سيشعر أنه شيء بعد أن يفعل أي شيء. خذ مثلا بولس عندما شفي مقعد من بطن أمه في لسترة ماذا حدث؟ «فَالْجُمُوعُ لَمَّا رَأَوْا مَا فَعَلَ بُولُسُ، رَفَعُوا صَوْتَهُمْ بِلُغَةِ لِيكَأُونِيَّةَ قَائِلِينَ: إِنَّ الآلِهَةَ تَشَبَّهُوا بِالنَّاسِ وَنَزَلُوا إِلَيْنَا... فَلَمَّا سَمِعَ الرَّسُولاَنِ، بَرْنَابَا وَبُولُسُ، مَزَّقَا ثِيَابَهُمَا، وَانْدَفَعَا إِلَى الْجَمْعِ صَارِخَيْنِ وَقَائِلِينَ: أَيُّهَا الرِّجَالُ، لِمَاذَا تَفْعَلُونَ هذَا؟ نَحْنُ أَيْضًا بَشَرٌ تَحْتَ آلاَمٍ مِثْلُكُمْ، نُبَشِّرُكُمْ أَنْ تَرْجِعُوا مِنْ هذِهِ الأَبَاطِيلِ إِلَى الإِلهِ الْحَيِّ» (أعمال 14: 11-15). إنكار النفس عند الانتصار والنجاح في الحياة الروحية: خطر شديد يضعه إبليس في طريق تابع الرب – وبصفة خاصة من يخدمون - وهو العُجب بالذات والرضا عن النفس. وكثيرون سقطوا، ليس بسبب المعركة، بل بسبب انتصارهم فيها. ليس بسبب عدم قيامهم بالخدمة، بل بسبب نجاحهم فيها. خذ مثلاً إيليا النبي: في 1ملوك 18 حقق انتصارًا عظيمًا انتهي بذبح 450 نبيًا للبعل، وأعاد الشعب لمعرفة الله، ولكن في الأصحاح التالي يقول الكتاب «قام ومضي لأجل نفسه». والسبب ليس فقط تهديد إيزابل له بالقتل، بل قد يكون أيضًا شعوره بالانتصار. كذلك داود، بعد انتصارات متتالية واستعباده الملوك الأعداء له (2صموئيل10)، سقط سقطته الشهيرة - زنا وقتل – إذ خلع منطقة الحرب وصعد علي السطح ليتمشى. صديقي: هل حسبت النفقة؟ هل تحيا لنفسك؟ أم تنكر نفسك، وتتبع من أحبك ووضع نفسه وأسلم نفسه للموت لأجلك؟ ليتك تفعل ذلك. |
||||
02 - 08 - 2016, 06:31 PM | رقم المشاركة : ( 13829 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أتبعني أنت
بشيرمن يتبع الرب مميَّزٌ عن مَن حوله بصفات غير موجودة في الناس، بل وأحيانا في كثير من المؤمنين. صفات لا يكتسبها أو يتعلمها من الناس بل يراها ويتعلمها من الرب الذي يتبعه وبالتالي يتبع هذه الصفات مثل: المحبة، الخير، السلام، القداسة، البر، الإيمان، التقوى، الوداعة - تكلمنا عن هذه الأمور في العدد السابق - صفات من يتبعها ويتحلى بها سيساعده هذا على ما سنتكلم عنه في هذا العدد وهو: لا تتبع يذكر الكتاب أشياء كثيرة يحاول الشيطان من خلالها أن يجذب أو يعطل تابع المسيح عن إكمال سيره وراء الرب، أو على الأقل يجعله يعرج بين الفرقتين. وإليك بعض ما لا يجب أن تتبعه: 1- «وَيَقُولُونَ لَكُمْ:هُوَذَا ههُنَا! أَوْ: هُوَذَا هُنَاكَ! لاَ تَذْهَبُوا وَلاَ تَتْبَعُوا» (لوقا17: 23). علّمنا الرب في الكتاب المقدس: أين يكون حاضرًا، أين نراه، أين نسمع صوته. وأحيانا قد نُحرم من رؤياه وسماع صوته بسبب ظروف خارجية أو حالة المؤمنين الروحية، فيقوم وسط هذا الجو من يستغل عدم (أو ضعف) إيمان الآخرين وينادون بتعاليم غريبة خاصة بالمسيح ومجيئه وحضوره، فيقولون لمن هم هنا: المسيح هناك، ولمن هناك: المسيح هنا. والتحذير هنا لا تتبعوا هؤلاء وتعاليمهم، بل ننتظره، وننظره كما قال هو ونجده حيث سبق وأعلن؛ فمكانه «حيثما اجتمع اثنان أو ثلاثة باسمي، فهناك أكون في وسطهم» (متى18: 20)، وتعاليمه حيث أعلنها في كتابه النافع للتعليم والتوبيخ والتقويم والتأديب الذي في البر والذي من خلاله يمكن لإنسان الله أن يكون كاملاً (2تيموثاوس3: 16). وعن القيادة والإرشاد، حيث الروح القدس يأخذ مكانه ومجاله في الاجتماع، فيقود ويرشد ويعلم ويّذكر ويخبر بأمور آتية (إقرأ يوحنا14: 26؛ 16: 13-14). 2- «لاَ تَتْبَعِ الْكَثِيرِينَ إِلَى فَعْلِ الشَّرِّ» (خروج23: 2): من الإمور الواضحة في الكتاب أن تابعي الرب قليلين، أما تابعي الشر فما أكثرهم، أناس لا يجدوا سرورهم إلا في البحث عن الشر وإتِّباعه، وإن لم يجدوه يخترعوه. أما تابع المسيح فلا يتبع هؤلاء بل ينفصل عنهم، وعندما يبصر شرهم يتوارى (أمثال22: 3)؛ لأن إتِّباعه يؤدي إلى الموت «كَمَا أَنَّ الْبِرَّ يَؤُولُ إِلَى الْحَيَاةِ كَذلِكَ مَنْ يَتْبَعُ الشَّرَّ فَإِلَى مَوْتِهِ» (أمثال11: 19). أيضًا هناك كثيرين وسط الكنائس وشرهم يظهر ليس في صورة أفعال شريرة يرتكبونها بل في عدم اتباعهم الحق، فالحق ليس دائمًا مع الكثرة، ففي أيام إيليا كان هناك 850 نبي للبعل والسواري، وإيليا وحده نبيًا للرب، وفي العهد الجديد يكتب بولس عن الكثيرين الذين يسيرون بين المؤمنين ويذكرهم باكيًا لأنهم أعداء صليب المسيح (فيلبي3: 18). وفي آخر أسفار الكتاب يكتب إلى الْكَنِيسَةِ الَّتِي فِي سَارْدِسَ عن الكثيرين: «لَكَ اسْمًا أَنَّكَ حَيٌّ وَأَنْتَ مَيْتٌ. (وعن تابعي الرب) عِنْدَكَ أَسْمَاءٌ قَلِيلَةٌ فِي سَارْدِسَ لَمْ يُنَجِّسُوا ثِيَابَهُمْ، فَسَيَمْشُونَ مَعِي فِي ثِيَابٍ بِيضٍ لأَنَّهُمْ مُسْتَحِقُّونَ» (رؤيا3: 1 4). فلا تتبع فاعلي الشر ولا تخف من الشهادة لهم. 3– «ويل للمبكرين صباحًا يتبعون المسكر للمتأخرين في العتمة تلهبهم الخمر. وصار العود والرباب والدف والناي والخمر ولائمهم وإلى فعل الرب لا ينظرون وعمل يديه لا يرون» (إشعياء5: 11، 12). لننظر لهذا الأمر - الخمر والمسكر - حرفيًا ورمزيًٍا. فكثيرون - وبكل أسف - ممن يدّعون أنهم تابعين المسيح يشربون الخمور والمخدرات، ولهؤلاء نقول: إن لم تتوبوا فأنتم مهلكون أجسادكم وهالكون في أبديتكم. وأما رمزيًا، فالمسكر والخمر صورة لملذات وأفراح العالم، وتابع المسيح لا يسعى لإبهاج وإسعاد نفسه بالموسيقى والاغاني ومشاهدة الأفلام وكافة الملذّات العالمية. والكتاب المقدس يحذِّر النذير والملك والكاهن والنبي من المسكر والخمر (عدد6: 3؛ أمثال31: 4؛ إشعياء28: 7). وأظن أن تابع المسيح ليس أقل منهم، بل هو فعلاً ملك وكاهن، ولأنه افترز وتخصص للمسيح فهو نذير. ولا يظن أحد من تابعي المسيح أنه محروم من شيء يتمتع به غيره، لأنه يمتلك ويتمتع بمحبة المسيح التي هي أطيب من الخمر (نشيد1: 2). 4- «فتتبع محبيها ولا تدركهم وتفتش عليهم ولا تجدهم» (هوشع2: 7). هذا هو الزنى الروحي: كل من مال قلبه وأحب آخر غير المسيح. والدافع واضح ومعروف، وهو البحث عن، والجري وراء، عطايا وهمية كالمأكل والملبس والسكن والمتعة والزواج، أشياء هي في حقيقتها سراب لن تصل إليها، ولن تجد ممن أوهموك الحب. اسأل الابن الضال الذي لم يجد أحد يعطيه شيئَا ولا حتى طعام الخنازير (لوقا15). لكن ماذا عن الرب ونعمته لمن تبع هؤلاء؟ إنه يغلق الطريق عليهم بسياج من الشوك وبناء سور أمامهم «عندما ضيق عليك وأصابتك كل هذه الأمور في آخر الأيام ترجع إلى الرب إلهك وتسمع لقوله» (تثنية4: 30). 5- «وعمل سليمان الشر في عيني الرب، ولم يتبع الرب تمامًا كداود أبيه. وأوصاه في هذا الأمر أن لا يتبع آلهة أخرى. فلم يحفظ ما أوصى به الرب» (1ملوك11: 6-11). السبب المباشر في الخطإ واتباع شيء مما ذكرناه أو أشياء أخرى، ليس محبة هذه الأشياء وجاذبيتها فقط بل هو “عدم اتّباع الرب تمامًا، وعدم حفظ وصاياه”، وهذا ما سقط فيه سليمان الملك بكل أسف. فوصية الرب له - كبقية الملوك - هي أن لا يكثر النساء والذهب والخيل، ولكنه هنا أحب نساء كثيرة، فأملن قلبه وراء آلهة أخرى، وعمل الشر في عيني الرب، وتبع آلهة أخرى! وتم فيه ما كتبه داود ابيه في مزمور16 «تكثر أوجاعهم الذين أسرعوا وراء (إله) آخر». وقد تسأل عن الآلهة الأخرى وما هي؟ هي أي شىء يميل له القلب ويتعلق به غير المسيح ويقودك لعدم اتّباع الرب. صديقي: لا تتبع كل من يقول، بل من يتكلم كأقوال الله. لا تتبع الأكثرية، بل من يتمسك بالحق الكتابي، حتى وإن كانوا أقلية. لا تتبع العالم وخموره فهي تقود للخلاعة، بل امتلئ بالروح. لا تتبع محبين آخرين، بل المُحب الوحيد فتحصرك محبته. لا تتبع أشياء يميل قلبك بسببها، بل قل للرب “أتبعك يا سيد أينما تمضي”. |
||||
02 - 08 - 2016, 06:56 PM | رقم المشاركة : ( 13830 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
فص مدح وداب
فص مدح وداب كلمات المدح والإعجاب لها تأثيرها الكبير وصداها المذهل على مسامع الناس. الإنسان بطبيعته يحب أن يشعر بقيمته وبتقدير الآخرين له. ثبت أن كلمات الإطراء والتقدير، محفِّزة ومؤثّرة إيحابيًا في علاقات العمل أو في العلاقات العائلية سواء بين الزوجين أو في التعامل مع الأولاد خاصة بعد أداء عمل متميز أو تصرف يستحق التقدير. جميل أن يكون المديح في محله بدافع بناء الشخصية أو علاجها، أو من باب الاهتمام الصادق والتشجيع على أداء أفضل. أما عندما يصل الأمر بالبعض إلى حد “إدمان المدح” وأن الحياة تصعب على الواحد دون أن يأخذ جرعة جديدة منه، سواء من صديق له أو حتى الغريب؛ فعند هذا الحدّ يمثِّل الأمر مشكلة كبيرة. الشخص الذي يستجدي المديح - في أغلب الأحيان - لا ينتبه لعلّته حتى وإن كانت ملحوظة بوضوح من الآخرين. وإن صارحه أحد بمشكلته ربما يتهمه بأنه حاقد ومتطرف ومشاعره جامدة... الخ. * كائنات فيسبوكية عايشة على اللايكات ملاحظًا ما يجري على شبكات التواصل الإجتماعى في السنوات الأخيرة (خاصة الفيسبوك)، رصد أحد الأطباء النفسيين ظاهرة متزايدة يمكن أن تصنَّف على أنها نوع من أنواع الإدمان الخطيرة. تتلخص في أن هذا الموقع حوَّل البعض إلى كائنات فيسبوكية تعيش على اللايكات والكومنتات. كما قال أحدهم: “كما أن إدمان المخدرات يبدأ بشمَّة كذلك إدمان الفيس يبدأ بلايك Like”. بالطبع الكلام لا يخص كل مستخدمي الفيسبوك، فالتعميم لا يصحّ، لوجود أشخاص يستخدمون هذا البرنامج استخدامًا صحيحًا ومتزنًا ولهم رؤية واضحة وهادفة. أما حالة “التعطش الدائم للمدح وانتزاع التقدير من الآخرين” تجعل المهووس بالمديح في حاجة إلى جرعة يومية تشبع ذاته التي تعاني من الشُحّ العاطفي. هذا النوع من الإدمان يجعل حالته المزاجية متقلِّبة لأنها مرهونة بردود أفعال جمهوره الفيسبوكي وعندما لا يحظى بمراده، قد يتحول إلى شخص عصبي وعنيف. * إدمان المديح بلا شك أن “هوس” الحصول على كلمات المدح والإعجاب والتقدير هو في الحقيقة محاولة ملءٍ مؤقت لفراغ داخلي. إعجاب الاصدقاء وتعليقاتهم الرقيقة لشخص ما، تجعله يشعر بالنشوة والثقة في النفس؛ فيطلب المزيد، مما يضطره أن يبالغ في إطراء أصدقائه (حتى لو بدون حق) ليبادلونه بدورهم كلمات المديح التي تشبع عواطفه. كلما زاد عدد المتجاوبين مع آرائه؛ توهَّم بزعامته لحركة فكرية تؤثِّر على مجريات الأمور فتتعمَّق رغبته في قبول أصدقاء جدد وإصدار بوستات جديدة. من الفخاخ التي يمكن أن يقع فيها المهووسين بلفت انتباه الاخرين له هو “الرياء الفيسبوكي” من خلال نسخ كلمات غيره دون أن يشير أنها منقولة؛ حتى يتألق أكثر ويحظى بقدر أكبر من الإعجاب والتقدير، أو أن يتملق شخصًا يستحق التوبيخ لكي يكون لطيفًا معه فيبادله المجاملة. هذا ذكرني بمقولة لأفلاطون : “إن مدحك أحدهم بما ليس فيك لكونه راضٍ عنك، سوف يذمك بما ليس فيك وهو مستاء منك”. * باقة من النصائح الفيسبوكية للشباب المؤمنين عزيزي الشاب، قيمتك الحقيقية غير متوقفة على كونك مشهورًا أم مغمورًا، ولا بقدر تعبير الآخرين عن إعجابهم بك أو بإنجازاتك، بل هي مستمَدة مما صار لك في المسيح من مقام مجيد وعلاقة فريدة وبركات فائقة. * ضع في اعتبارك أن السعادة الحقيقية لا تأتي بشعورك أنك متميز عن الآخرين، بل من المشغولية بخدمة الآخرين وإكرامهم بصورة عملية، وليس بالمجاملات الكلامية المعسولة. * كن لطيفًا مع الآخرين، واعطهم التقدير الذي يستحقونه، دون مبالغة. وإن تلقيت مدحًا صادقًا، أشكر الرب باتضاع على النعمة التي يعطيها لك في عيون الآخرين، ولا تتفاعل مع مديح زائد لا يوجد ما يبرّره. تذكَّر أعظم مثال، وهو المسيح، الذي لم يكن هدف تصرفاته أن يرضي نفسه ولا أن يكتسب مجدًا لذاته. * لا تستقِ النشوة من مجاملات الأصدقاء، بل لتكن بهجتك مبنية على علاقتك اليومية بأعز وأحلى وأصدق صديق؛ وهو الرب يسوع. لن يشبع مشاعرك تمامًا إلا الرب وحده. * محاولاتك لكسب إعجاب كل الناس في كل الأوقات قد تجعلك تجازف بتنازلك عن بعض مبادئك وحقيقة هويتك من أجل تحقيق ما هو غير ممكن. ما أصعب، على المؤمن، أن تتأثر شهادته للرب بسبب مكسب مؤقت في الزمان. * الكتاب المقدس يعلِّمنا أن نضبط أنفسنا في كل شيء، وهذا يشمل ما نكتبه أو نشارك الآخرين به. افحص كل كلمة في ضوء المبادئ الإلهية النقية وامتحن دوافعك: هل الأمر سيمجِّد الرب ويبني الآخرين، أم هو مجرد إشباع لمشاعرك؟ * كل تصرف حسنٌ قمت به، وكل خدمة خدمتها بإخلاص حتى لو في الخفاء، ولم تَنَل التقدير الذي تستحقه من أحد - أطمئنك في الختام - أنك يقينًا ستنال عليه المديح من الرب علنًا أمام كرسي المسيح. مديح الناس في الزمان مبني على انطباعات مؤقَّتة قد تدوم بضعة أشهر أو سنوات، لكنه بموزاين الأبدية ليس سوى : “فص مدح وداب”. أما المديح من فم الرب فهو الأصدق والأبق،ى وسيذاع من فوق منصة المجد، وعلى مسمع من كل القديسين والملائكة في كل العصور! ما أكرمه وما أعظمه تقديرًا. فليكن طموحك الأول ورغبتك الدائمة أن تمجِّد الرب.. اجتهد أن تفعل كل يوم الأُمور التي تُسِرّ قلبه، حينها ستختبر إشباعًا من الرب لقلبك. * * * لأَنَّهُ لَيْسَ مَنْ مَدَحَ نَفْسَهُ هُوَ الْمُزَكَّى، بَلْ مَنْ يَمْدَحُهُ الرَّبُّ. (2كورنثوس 10: 18) يارب أشكرك أحبك كثيراً... بركة الرب لكل قارئ .. آمين . وكل يوم وأنت في ملء بركة إنجيل المسيح... آمين يسوع يحبك ... |
||||