![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 136611 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() مايقع إلا السائق جاء بأحد المواقع الإخبارية الشهيرة على شبكة الإنترنت خبر عن واقعة نادرة وغريبة من نوعها وجاءت الصور المصاحبة لهذا الخبر لتؤكد غرابته. أما عن تفاصيل الخبر فقد جاء كالتالي: اخترق سائق سيارة لوري جدار الطابق الثاني لأحد مراكز الإصلاح الواقعة في مدينة نيويورك، وكاد أن يسقط اللوري بالكامل من الجدار قبل أن يتعلق الجزء الخلفي له في الحائط، ليستطيع رجال الإطفاء إنقاذ السائق عن طريق السلالم. ونقلت الصحيفة عن شاهد عيان: “لقد سمعت دوي انفجار هائل، وعندما التفتُّ وجدتُ هذه الشاحنة مخترقة الجدار... كان السائق مُعَلَّقًا ويصرخ مثل المجنون يطلب المساعدة”. وتم نقل السائق إلى المستشفى مُصابًا بإصابات في الظهر والرقبة. والآن دعنا نتأمل في بعض الأفكار حول هذه الواقعة التي قد يصفها البعض بالغريبة، بينما يصفها البعض الآخر بالطريفة المُضحِكة، وقد يتعامل معها البعض بلا مبالاة ويضيفها إلى سلسلة الأحداث والحوادث التي يسمع عنها كل يوم هنا وهناك؛ بينما تحمل في طياتها دروسًا رائعة ومفيدة ليتنا نتعلمها. كاد أن يسقط...! إذا اقتربنا من ذلك السائق الذي أُصيب في هذا الحادث وهو يقرأ هذا الخبر، وسألناه عن أجمل وأروع كلمة كُتِبَت في هذا الخبر، ربما ينظر حوله لحظات ليتأكد للمرة الألف أنه لا يزال على قيد الحياة، ثم يجيبنا أنها كلمة “كاد أن يسقط”. فمما لا شك فيه أن ذلك الرجل كان بينه وبين الموت لحظات، وربما في اللحظات الأولى التي اخترق فيها الجدار قد شعر أنه ميت لا محالة، لكنه لم يسقط! وهو الآن لا زال على قيد الحياة. ألا تذكِّرك هذه الواقعة بأوقاتٍ كثيرة شعرتَ أن الموت قريب منك جدًّا وأن نهايتك قد اقتربت ثم فوجئت بأحداث تُغَيِّر كل توقعاتك؟ ألا يذكِّرك هذا الخبر بأنك كثيرًا ما كنتَ على حافة الهاوية وأنقذك الرب، حتى إنك قررتَ أن تتغير، ثم مع الوقت نسيتَ الأمر ونسيتَ القرار وعُدتَ لِمَا كنتَ فيه وأكثر؟ إن الصور التي صاحبت هذا الخبر تُعتَبَر من أروع الصور التي تصف حياة الكثيرين من الشباب في هذه الأيام؛ حياتهم على حافة السقوط، يصفهم الكتاب المقدس بأنهم يركضون إلى فيض الخلاعة (1بطرس4: 4). يركضون بكل قُوَّتهم نحو الجحيم الأبدي، ولا يُعطون لأنفسهم فرصة للتفكير في ذلك المصير المخيف وتلك الأبدية التي لا تنتهي. وربما لا يدركون خطورة الأمر ولا يعنيهم قول الرب: «إِنْ لَمْ تَتُوبُوا فَجَمِيعُكُمْ كَذَلِكَ تَهْلِكُون» (لوقا13: 3). لكن هذه هي الحقيقة التي يجب أن نلتفت إليها بكل ما أوتينا من قوة، فالله قد أعطانا حياة حتى هذه اللحظة لا لنأكل ونشرب ونلبس (متى6: 31)، بل لنعطيها له؛ فليس أروع من الحياة معه، ولا لذة أجمل من لذة الاقتراب إليه، ولا متعة أعظم من متعة الحديث معه، ولا رفقة أحلى من رفقته؛ فهو بحق «حَلْقُهُ حَلاَوَةٌ وَكُلُّهُ مُشْتَهَيَاتٌ» (نشيد5: 16). مُعَلَّق ويصرخ طالبًا المساعدة كانت هذه هي الكلمات التي وصف بها أحد شهود العيان حال السائق لحظة وقوع الحادث. ولا يشعر بقوة هذه الكلمات أو يدرك معناها إلا مَن مَرَّ بظرف عصيب أو دخل في ضيقة شديدة ولم يكن يرى مخرجًا، فخرجت منه صرخة مُدَوِّية رهيبة من القلب مُعلِنة كَمِّ المعاناة والخوف الرهبة التي يعاني منها. فلو تأملتَ قليلاً في صور الواقعة التي نتحدث عنها وتخيلتَ كيف كان وضع ذلك السائق حينما وقع الحادث، لعَلِمتَ مقدار ما كان يشعر به من رعب وخوف لا يوصف. وهذا الشعور يجب أن يمتلك على كل قلب لم يعرف المسيح بعد. وأتذكَّر معك، عزيزي الشاب، صرختين فقط من الصرخات الكثيرة التي وردت في كلمة الله، كانتا طلبًا للمساعدة والإنقاذ، لكنهما كانتا على طرفي نقيض من بعضهما البعض من حيث التوقيت؛ فإحدى هاتين الصرختين جاءت في وقتها تمامًا بينما الأخرى جاءت بعد فوات الأوان. الصرخة الأولى كانت صرخة لشخص ينطبق عليه ما وُصِف به حال ذلك السائق المسكين، فقد كان مثل ذلك السائق تمامًا: “مُعَلَّقًا ويصرخ طالبًا النجاة.” إنه اللص الذي كان على الصليب بجوار الرب يسوع، وفي اللحظات الأخيرة لحياته على الأرض طلب النجاة من رب النجاة، والإنقاذ والخلاص من المُخَلِّص الوحيد؛ رب المجد يسوع، فقال عبارته الشهيرة: «اذْكُرْنِي يَا رَبُّ مَتَى جِئْتَ فِي مَلَكُوتِكَ». وجاءت إجابة الرب، الذي لم يتوانَ عن استجابة هذه الطلبة والاحتياج الأكيد رغم ما كان يعانيه، فقال له على الفور: «الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: إِنَّكَ الْيَوْمَ تَكُونُ مَعِي فِي الْفِرْدَوْسِ» (لوقا23: 42، 43). ليتها تكون صلاتك الآن للرب الذي ينتظرك ويناديك بكل قلبه! أما عن الصرخة الثانية، والتي جاءت أيضًا طلبًا للنجدة والإنقاذ، لكنها جاءت بعد فوات الأوان؛ فقد كانت صرخة الغني، الذي تحدث عنه الرب في قصة الغني ولعازر، والذي تَعَلَّم الدرس جيدًا لكن بعد ضياع الفرصة. فقد صرخ صرخته بعد الموت وبعد أن ضاعت مِن يده أيّة فرصة للنجاة والخلاص إذ يقول الكتاب: «وَمَاتَ الْغَنِيُّ أَيْضًا وَدُفِنَ فَرَفَعَ عَيْنَيْهِ فِي الْهَاوِيَةِ وَهُوَ فِي الْعَذَابِ... فَنَادَى: يَا أَبِي إِبْرَاهِيمُ ارْحَمْنِي وَأَرْسِلْ لِعَازَرَ لِيَبُلَّ طَرَفَ إِصْبَعِهِ بِمَاءٍ وَيُبَرِّدَ لِسَانِي لأَنِّي مُعَذَّبٌ فِي هَذَا اللهِيبِ فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ: يَا ابْنِي اذْكُرْ أَنَّكَ اسْتَوْفَيْتَ خَيْرَاتِكَ فِي حَيَاتِكَ... وَالآنَ ... تَتَعَذَّبُ» (لوقا16: 22‑25). صرخة جميلة وكلمات رائعة، لكنها للأسف بعد فوات الأوان. طلبة ما أحلاها لكنها في لحظة ما أتعسها! ليته صرخ هذه الصرخة قبيل موته بلحظات! لكن، ويا للأسف، لم يُسعفه الوقت ليفعل ذلك؛ فقد جاءه الموت في لحظة لا يتوقعها وفي وقت لا يتخيله! القارئ العزيز، إن الهدف من كل قرأته هنا ألا تصل إلى نهاية ذلك الغني يومًا ما، بل تصرخ صرختك هنا على الأرض، وقبل ضياع الفرصة، حتى تأتيك الاستجابة من السماء: «الْيَوْمَ تَكُونُ مَعِي»، لتتمتع براحة القلب والنفس وتتذوق نعمة الله الغنية المُعَدَّة لك، ولا تأتي إلى دينونة بل تنتقل من الموت إلى الحياة (يوحنا5: 24). فهيَّا اصرخها الآن قبل فوات الأوان! |
||||
|
|||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 136612 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() أن الموت قريب منك جدًّا وأن نهايتك قد اقتربت ثم فوجئت بأحداث تُغَيِّر كل توقعاتك؟ كثيرًا ما كنتَ على حافة الهاوية وأنقذك الرب، حتى إنك قررتَ أن تتغير، ثم مع الوقت نسيتَ الأمر ونسيتَ القرار وعُدتَ لِمَا كنتَ فيه وأكثر؟ إن الصور التي صاحبت هذا الخبر تُعتَبَر من أروع الصور التي تصف حياة الكثيرين من الشباب في هذه الأيام؛ حياتهم على حافة السقوط، يصفهم الكتاب المقدس بأنهم يركضون إلى فيض الخلاعة (1بطرس4: 4). يركضون بكل قُوَّتهم نحو الجحيم الأبدي، ولا يُعطون لأنفسهم فرصة للتفكير في ذلك المصير المخيف وتلك الأبدية التي لا تنتهي. وربما لا يدركون خطورة الأمر ولا يعنيهم قول الرب: «إِنْ لَمْ تَتُوبُوا فَجَمِيعُكُمْ كَذَلِكَ تَهْلِكُون» (لوقا13: 3). لكن هذه هي الحقيقة التي يجب أن نلتفت إليها بكل ما أوتينا من قوة، فالله قد أعطانا حياة حتى هذه اللحظة لا لنأكل ونشرب ونلبس (متى6: 31)، بل لنعطيها له؛ فليس أروع من الحياة معه، ولا لذة أجمل من لذة الاقتراب إليه، ولا متعة أعظم من متعة الحديث معه، ولا رفقة أحلى من رفقته؛ فهو بحق «حَلْقُهُ حَلاَوَةٌ وَكُلُّهُ مُشْتَهَيَاتٌ» (نشيد5: 16). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 136613 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() أتذكَّر معك، عزيزي الشاب، صرختين فقط من الصرخات الكثيرة التي وردت في كلمة الله، كانتا طلبًا للمساعدة والإنقاذ، لكنهما كانتا على طرفي نقيض من بعضهما البعض من حيث التوقيت؛ فإحدى هاتين الصرختين جاءت في وقتها تمامًا بينما الأخرى جاءت بعد فوات الأوان. الصرخة الأولى” إنه اللص الذي كان على الصليب بجوار الرب يسوع، وفي اللحظات الأخيرة لحياته على الأرض طلب النجاة من رب النجاة، والإنقاذ والخلاص من المُخَلِّص الوحيد؛ رب المجد يسوع، فقال عبارته الشهيرة: «اذْكُرْنِي يَا رَبُّ مَتَى جِئْتَ فِي مَلَكُوتِكَ». وجاءت إجابة الرب، الذي لم يتوانَ عن استجابة هذه الطلبة والاحتياج الأكيد رغم ما كان يعانيه، فقال له على الفور: «الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: إِنَّكَ الْيَوْمَ تَكُونُ مَعِي فِي الْفِرْدَوْسِ» (لوقا23: 42، 43). ليتها تكون صلاتك الآن للرب الذي ينتظرك ويناديك بكل قلبه! أما عن الصرخة الثانية، والتي جاءت أيضًا طلبًا للنجدة والإنقاذ، لكنها جاءت بعد فوات الأوان؛ فقد كانت صرخة الغني، الذي تحدث عنه الرب في قصة الغني ولعازر، والذي تَعَلَّم الدرس جيدًا لكن بعد ضياع الفرصة. فقد صرخ صرخته بعد الموت وبعد أن ضاعت مِن يده أيّة فرصة للنجاة والخلاص إذ يقول الكتاب: «وَمَاتَ الْغَنِيُّ أَيْضًا وَدُفِنَ فَرَفَعَ عَيْنَيْهِ فِي الْهَاوِيَةِ وَهُوَ فِي الْعَذَابِ... فَنَادَى: يَا أَبِي إِبْرَاهِيمُ ارْحَمْنِي وَأَرْسِلْ لِعَازَرَ لِيَبُلَّ طَرَفَ إِصْبَعِهِ بِمَاءٍ وَيُبَرِّدَ لِسَانِي لأَنِّي مُعَذَّبٌ فِي هَذَا اللهِيبِ فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ: يَا ابْنِي اذْكُرْ أَنَّكَ اسْتَوْفَيْتَ خَيْرَاتِكَ فِي حَيَاتِكَ... وَالآنَ ... تَتَعَذَّبُ» (لوقا16: 22‑25). صرخة جميلة وكلمات رائعة، لكنها للأسف بعد فوات الأوان. طلبة ما أحلاها لكنها في لحظة ما أتعسها! ليته صرخ هذه الصرخة قبيل موته بلحظات! لكن، ويا للأسف، لم يُسعفه الوقت ليفعل ذلك؛ فقد جاءه الموت في لحظة لا يتوقعها وفي وقت لا يتخيله! |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 136614 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() أتذكَّر معك، عزيزي الشاب، أن تصرخ صرختك هنا على الأرض، وقبل ضياع الفرصة، حتى تأتيك الاستجابة من السماء: «الْيَوْمَ تَكُونُ مَعِي»، لتتمتع براحة القلب والنفس وتتذوق نعمة الله الغنية المُعَدَّة لك، ولا تأتي إلى دينونة بل تنتقل من الموت إلى الحياة (يوحنا5: 24). فهيَّا اصرخها الآن قبل فوات الأوان! |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 136615 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() “الله أعلم” والإجابة! تعوَّد العقل البشري عامة، والمصري خاصة، أن “يُفتي” ويجيب على أي سؤال يخصّ غيره، وفي نفس الوقت يتباطأ عن إجابة الأسئلة المصيرية التي تخصه!! فقد تسأل عَالِمًا مَهوبًا: لماذا أنت موجود على الأرض؟ فيجيبك بضحك: “الله أعلم”. أو تسأل شابًّا محبوبًا: أين يوجد الله في حياتك؟ فيجيبك باستهتار: “الله أعلم”. أو حتى شيخًا كهولاً: أين ستقضي أبديتك التي قد تبدأ بعد ساعات؟ فيجيبك بعدم اكتراث: “الله أعلم”!! ورغم أنها إجابة صحيحة تفيد معرفة الله غير المحدودة، وإيقانًا بأنه وحده العليم (راجع “يا فَتَّاح يا عليم” من نفس السلسلة)، لكن قد يتخذ الكثيرون من هذه الإجابة فرصة لإراحة عقولهم وإلغائها، و“حِجة” للهروب من مجال البحث عن الحق والحياة. تمامًا مثلما فعل رؤساء الكهنة والشيوخ، عندما سألوا المسيح: «بِأَيِّ سُلْطَانٍ تَفْعَلُ هَذَا؟ وَمَنْ أَعْطَاكَ هَذَا السُّلْطَانَ؟»، ورَدَّ عليهم المسيح بسؤال له نفس إجابة سؤالهم: «مَعْمُودِيَّةُ يُوحَنَّا مِنْ أَيْنَ كَانَتْ؟ مِنَ السَّمَاءِ أَمْ مِنَ النَّاسِ؟ ففَكَّرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ قَائِلِينَ: إِنْ قُلْنَا: مِنَ السَّمَاءِ، يَقُولُ لَنَا: فَلِمَاذَا لَمْ تُؤْمِنُوا بِهِ؟ وَإِنْ قُلْنَا: مِنَ النَّاسِ نَخَافُ مِنَ الشَّعْبِ لأَنَّ يُوحَنَّا عِنْدَ الْجَمِيعِ مِثْلُ نَبِيٍّ. فَأَجَابُوا يَسُوعَ: “لاَ نَعْلَمُ!”» (متى21: 23‑27). عزيزي القارئ، أخشى أن تكون مثل هؤلاء، الذين يسألون ويفكرون ويتناقشون، بل ويعرفون الإجابة الصحيحة (السماء أو النار)، وفي النهاية يتركون مكان الإجابة فارغًا غير محسوم!! فأنت أدرى بالأسئلة المصيرية التي لا يزال يسألك بها الرب، والتي اختصك بها بطول المجلة وعرضها. فلا وقت للمراوغة! هَيَّا، احسم إجاباتك معه ولا تهرب منه بقولك أن “الله أعلم!” |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 136616 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() “الله أعلم” والاحتياج! الآن، إن كنتَ قد حسمتَ إجاباتك وتقابلت مع المسيح شخصيًّا، فإليك هذا الأمر المُعَزِّي: إن المسيح اهتم بأمر آخر قد يؤرقك ويُتعبك اسمه: الاحتياج؛ فهو يعلم أن هَمَّ البشر الأول هو كيفية تسديد احتياجاتهم اليومية، وضمان احتياجاتهم “الغَدِّيَّة” (من الغد)! لذلك فليس عجيبًا أن له رسالة مُطَمئنة بشأن الاحتياج، لكن العجيب والمدهش أن الرسالة عنوانها أيضًا: “الله أعلم!” فالمسيح لم يَعِد المؤمنين بحياة بلا احتياج ولا أعواز، ولم يُمَنِّيهم بالمسيحية المُرَفَّهة ذات الخمس نجوم، لكنه استخدم منطق الإقناع في توضيح حقيقية واحدة كافية أن «أباكم السماوي يعلم أنكم تحتاجون إلى هذه كلها» (متى6: 32). فإن كان مَن يخترع آلة أو جهازًا هو الأقدر على صيانته وتوفير “لوازمه” و“أكسسواراته”، فكيف لله المُحِب، الذي صمَّم وخلق الإنسان، أن يجهل أبعاد احتياج إنسانه؟! حاشا! فهو أول مَن نَبَّه آدم لاحتياجه للزواج: «وقال الرب الإله: ليس جيدًا أن يكون آدم وحده فأصنع له مُعِينًا نظيره» (تكوين2: 18)، وأول مَن نَبَّه موسى لاحتياجه للصديق والرفيق الذي يسانده: «ألَيْسَ هَارُونُ اللاوِيُّ أخَاكَ؟ أنا أعْلَمُ... هَا هُوَ خَارِجٌ لاسْتِقْبَالِكَ. فَحِينَمَا يَرَاكَ يَفْرَحُ بِقَلْبِهِ» (خروج4: 14)، وهو الذي نَبَّه إيليا لاحتياجه للطعام: «وَقَالَ: قُمْ وَكُلْ لأَنَّ الْمَسَافَةَ كَثِيرَةٌ عَلَيْكَ» (1ملوك19: 7)، وغيرها الكثير من الأمثلة التي تصب في اتجاه واحد أن “الله أعلم” بالاحتياج! |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 136617 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() “الله أعلم” وكلمة السر! لكن قد يتساءل قارئ ذكي مثلك: ماذا استفدت أنا من عِلم الله باحتياجي دون تسديده؟ وهل سيتدخل الله، أم سيكتفي بمجرد علمه باحتياجي؟! وللإجابة البسيطة والأخيرة، علينا أن نراجع مشهدين، الأول “كتابي” في الماضي، والثاني “مكتبي” في الحاضر! بالنسبة للمشهد الكتابي هو ما حدث في مصر، عندما قرر الله أن يُخَلِّص شعبه من ذُل وعبودية المصريين فنقرأ: «وتَنَهَّدَ بَنُو إسْرَائِيلَ مِنَ الْعُبُودِيَّةِ وَصَرَخُوا فَصَعِدَ صُرَاخُهُمْ إلى اللهِ مِنْ أجْلِ الْعُبُودِيَّةِ، فَسَمِعَ اللهُ أنِينَهُمْ فَتَذَكَّرَ اللهُ مِيثَاقَهُ... وَنَظَرَ اللهُ بَنِي إسْرَائِيلَ وَعَلِمَ اللهُ» (خروج2: 23‑24). فهنا لم يكتفِ الله بمجرد “عِلمه” باحتياج شعبه للخلاص من الذل والاضطهاد، فهذا الأمر لم يكن خافيًا عليه أصلاً، ولكن “علمه” كان بمثابة كلمة السر (أو الـ password)، التي أدخلها الرب ليُعلن فيها عن بداية تدخله الرهيب لتسديد احتياج شعبه. فعِلم الله له قدرة، وقدرته مُنسجمة مع علمه، فالله أقدر و“الله أعلم!” أما المشهد المكتبي فهو يحدث يوميًّا، عندما يتلقى الموظف أمرًا إداريًّا من مديره، فيكتب تحت الأمر عبارة: “عُلم ويُنَفَّذ” ويُوَقِّع بنفسه تحتها، فإن كان بالنسبة للمدير مجرد “عِلم” الموظف بالأمر يعني تنفيذه وبسرعة، فماذا عن “مدير الكون”؟! هل يكتفي بعِلمه لاحتياجات أحبائه دون تدخله لتسديدها؟! حاشا، فعِلم الله ينسجم تمامًا مع محبته ورحمته، فالله أرحم و“الله أعلم!” |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 136618 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() عزيزي القارئ المحتاج، مثلي، يقينًا أن لديك احتياجًا شخصيًا لم يتم تسديده (مال، زواج، نجاح، حل لمشكلة)، ويقينًا أن هذا الاحتياج يشغل مساحة كبيرة من تفكيرك (لماذا...؟ متى...؟ كيف...؟ هل...؟)، ويقينًا مُضَاعَفًا أن إبليس يستخدم احتياجك للتشكيك في صلاح الله وأمانته معك. لكن ثِق في قدرة إلهك الذي يسدد ويملأ كل احتياجك في حينه (فيلبي4: 19)! وثِق في حكمته التي تختار التوقيت والطريقة المناسبة لتسديده! وثِق في عِلمه باحتياجك أكثر جدًّا منك أنت، وكل ما عليك أن تُذَكِّر كيانك وتُنعِش إيمانك في صباح كل يوم يُلِح عليه احتياجك بكلمة السر التي أعلنها لك إلهك؛ والتي كنا نتأمل فيها أن: “الله أعلم!” |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 136619 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() مشغول فكري بِبُكرة، يا ترى إيه شكله؟ وإيه مَجَايبه؟ ومنين أسدد احتياج يومي، أو أهَدِّي إلحاحه ومطالبه؟ مش إنت وَصِّتني إني عمري مانشغل وأهتم؟ وأقنعتني إن بُكرة بتاعي في إيديك مِتلَم؟ فادِّيني تكون كلمة سِرِّي: “الله أعلم!” فأسَلِّمك يومي وبُكرة من كل حدوده وجوانبه! وأستَنَّى تدخل إيدك لصالح واحد محتاج مِن حبايبه! |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 136620 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() هذا يقبل الخطاة «وكان جميع العَشَّارين والخُطاة يدنون منه ليسمعوه فتذمَّر الفريسيون والكتبة قائلين: هذا يَقبَل خطاة ويأكل معهم» (لوقا15: 1‑2) كان «هذا» الذي «يَقبَل خُطاة» هو الرب يسوع المسيح الذي، مع كونه الكلمة الأزلي، قد «صار جسدًا وحَلَّ بيننا... مملوءًا نعمة وحقًّا» (يوحنا1: 14). وكانت هذه النعمة غير المحدودة تجذب إليه العَشَّارين والخُطاة؛ المرفوضين والمُحتَقَرين من الناس. فكم كان سهلاً أن يَجدوا طريقهم إلى الرب، لأنه لم يرفضهم كما كان يفعل الآخرون! بل عندما اقتربوا إليه، كانوا يجدون فيه النعمة والرحمة والحب. لكن القادة الدينيين في تلك الأيام، الذين كانوا يظنون في أنفسهم أنهم أبرار أكثر من سائر الناس، انتقدوا ربنا يسوع قائلين: «هذا يَقبَل خُطاة!» كما لو كان هذا اتهامًا ضده. وقد سجَّل هو بنفسه - تَبَارَك اسمه - رفضهم له: «جاء ابن الإنسان يأكل ويشرب، فتقولون: هوذا إنسان أكول وشرِّيب خمر، مُحِب للعَشَّارين والخُطاة» (متى11: 19؛ لوقا7: 34). أما هم فلم يعلموا أن هذا الفعل الذي كانوا يدينونه بسببه، كان يُعَبِّر عن كماله المُطلَق؛ فقد كان مملوءًا نعمة، لكنه كان أيضًا مملوءًا حقًّا. إنه «قدوس بلا شر ولا دَنَس، قد انفصل عن الخطاة» (عبرانيين7: 26). لكن مع أنه مُطلَق القداسة، لم يعزل نفسه عن الخُطاة بل كان يَقبَلهم. ومع كونه مُنفَصِلاً عنهم تمامًا في طبيعته القُدُّوسة، فقد قَبِلَهم مُظهِرًا لهم رحمة لا تنتهي ونعمة لا تنضب. إن موقف الرب من هؤلاء المرفوضين أظهر جوهر الإنجيل؛ الأخبار المسيحية المُفرِحة: أن الله يَقبَل الخُطاة ويُدخِلهم في شركة معه. هذا هو ما أعلنه الرب يسوع، عندما خَلَّص عَشَّارًا آخر؛ وهو زكَّا: «ابن الانسان قد جاء لكي يَطلُب (يبحث عن) ويُخَلّص ما قد هَلَك» (لوقا19: 10). بل إن الرب يسوع دعا عشَّارًا ليصير له تلميذًا ورسولاً؛ وهو لاوي بن حَلْفَى (متَّى)، والذي صار أيضًا واحدًا من أواني الوحي. وصنع له لاوي ضيافة كبيرة في بيته، وجاء «جمع كثير من عَشَّارين» و«خطاة كثيرون» إلى هذه الوليمة. ومرَّة أخرى تذمَّر الكَتَبة والفريسيون قائلين لتلاميذه: «لماذا يأكل مُعَلِّمكم مع العشَّارين والخطاة؟!». أما الرب يسوع فقال لهم: «لا يحتاج الأصحاء إلى طبيب، بل المَرضَى. لم آتِ لأدعو أبرارًا، بل خُطاة، إلى التوبة» (متى9: 9-13؛ مرقس2: 13-17؛ لوقا5: 27-32). وقد أجاب الرب على اتهام الفريسيين بهذا المَثَل المَشهور المذكور في إنجيل لوقا 15، وهو يتكون من ثلاثة أجزاء: الخروف الضائع، والدِرْهَم المفقود، والابن الضال. إن الراعي الصالح، مِن نبع محبته العجيبة، يبحث عن الخروف الضائع حتى يجده. بل إنه يضحّي بنفسه من أجل الخراف «أنا هو الراعي الصالح والراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف» (يوحنا10: 11). وهذا هو ما فعله ربنا يسوع على الصليب حين بَذَل نفسه عني وعنك. والروح القدس، مُستخدِمًا نور كلمة الله، يظل يُفَتِّش بصبر وأناة عن الدرهم المفقود حتى يجده. إننا نرى في هذا غيرة الله وبحثه الدؤوب عن ما فُقِد حتى يجده. لكن الابن الضال كان عليه أن يتخذ قرارًا واعيًا بالعودة إلى بيت أبيه، ولم يكن ذلك ممكنًا قبل أن يرجع إلى نفسه. نعم، إن الله يتوق مُتلهِّفًا أن ترجع إليه، ولكن هناك مسؤولية تقع على عاتقك يا صديقي. فعليك أن تدرك أنك ضائع، ثم تُغَيِّر فِكرَك، ثم تقرِّر أن تعود مرة أخرى إلى حضن الآب. وهذا هو ما يُسمَّى “التوبة”. وعندما تعود إلى الله الآن، لن تجد إلهًا غاضبًا سيعاقبك، بل ستجد أَبًا مُحِبًّا ينتظرك بالأحضان والقُبلات: «فقام وجاء إلى أبيه. وإذ كان لم يَزَل بَعيدًا، رآه أبوه فتحنَّن ورَكَض ووقع على عنقه وقَبَّله. فقال له الابن: يا أبي أخطأتُ إلى السماء وقدامك، ولستُ مُستَحِقًّا بعد أن أُدعَى لك ابنًا. فقال الأب لعبيده: أَخرِجوا الحُلَّة الأولى وأَلبِسوه، واجعلوا خاتمًا في يده، وحذاءً في رجليه، وقَدِّموا العجل المُسَمَّن واذبحوه، فنأكل ونفرح؛ لأن ابني هذا كان مَيِّتًا فعاش، وكان ضالاً فَوُجِد. فابتدأوا يفرحون» (لوقا15: 20‑24). وأنت، يا عزيزي، عندما ترجع إلى الله ستتمتَّع بشركة حيَّة حقيقية معه كأبيك السماوي. وعندئذٍ فقط ستبدأ الأفراح الحقيقية في حياتك! صديقي العزيز، هناك رجاء لك اليوم في هذه البُشرى السارة: الرب يسوع يَقبَل خُطاة! أرجوك لا تَكُن كالفريسيين الذين لم يَحسِبوا أنفسهم ضِمن الخُطاة، بل كانوا «واثقين بأنفسهم أنهم أبرار ويحتقرون الآخرين» (لوقا18: 9)، ولذلك لم يشاءوا أن يروا أنفسهم على حقيقتها وأنهم في ضلال. من السهل جدًّا أن تكون مُتَدَيِّنًا، ترى نفسك أفضل من الآخرين، وترى في أعمالك الدينية فضائل تكسب بها رضا الله؛ فالفريسي «وقف يُصَلِّي في نفسه هكذا: اللَّهُمَّ أنا أشكرك أني لست مثل باقي الناس الخاطفين الظالمين الزناة، ولا مثل هذا العَشَّار؛ أصوم مرتين في الأسبوع وأُعَشِّر كل ما أقتنيه». أما الأصعب على الطبيعة الإنسانية هو أن تدرك، بعمل الروح القدس، حقيقة نفسك كما يراك الله، وأن تتضع لكي يرفعك هو. وهذا ما فعله العَشَّار إذ «وقف من بعيد، لا يشاء أن يرفع عينيه نحو السماء، بل قَرَع على صدره قائلاً: اللَّهُمَّ ارحمني أنا الخاطئ!»، ولذا فقد «نزل إلى بيته مُبَرَّرًا دون ذاك (أي الفريسي)، لأن كل مَنْ يرفع نفسه يتضع ومَنْ يَضَع نفسه يرتفع» (لوقا18: 10-14). إنني أتوسل إليك أن تأتي إلى الرب يسوع الآن، وقبل فوات الأوان، فإنه يَقبَل خُطاة!! إنه قال: «مَنْ يُقبِل إليَّ لا أُخرِجه خارِجًا» (يوحنا6: 37). |
||||