22 - 09 - 2023, 12:08 PM | رقم المشاركة : ( 136311 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
«يَا مُرَائِي، أَخْرِجْ أَوَّلاً الْخَشَبَةَ مِنْ عَيْنِكَ، وَحِينَئِذٍ تُبْصِرُ جَيِّدًا أَنْ تُخْرِجَ الْقَذَى مِنْ عَيْنِ أَخِيكَ!» (متى7: 5) في الغالب الإنسان عنده منظاران: منظار مكبِّر يرى به أخطاء الآخرين، ويرى به حسنات نفسه. ومنظار مصغِّر يرى به أخطاءه هو، كما يرى به حسنات الآخرين. لذا فعلينا أن نحكم على أنفسنا أولاً قبل أن نحكم على الآخرين، وأن نصلح أخطاءنا قبل أن نفكر في انتقاد أخطاء الآخرين. والرب هنا يحذرنا من أن نكيل بمكيالين أو أن نزن بميزانين. |
||||
22 - 09 - 2023, 12:10 PM | رقم المشاركة : ( 136312 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
«إِنْ قَدَّمْتَ قُرْبَانَكَ إِلَى الْمَذْبَحِ وَهُنَاكَ تَذَكَّرْتَ أَنَّ لأَخِيكَ شَيْئًا عَلَيْكَ؛ فَاتْرُكْ هُنَاكَ قُرْبَانَكَ قُدَّامَ الْمَذْبَحِ وَاذْهَبْ أَوَّلاً اصْطَلِحْ مَعَ أَخِيكَ وَحِينَئِذٍ تَعَالَ وَقَدِّمْ قُرْبَانَكَ» (متى 5: 23-24) ماذا لو فعل كل المصلّين بوصية المسيح هذه؟ لاشك أن الخصام سيتلاشى، وسيعُمّ الحب والسلام. لذلك علينا، قبل الذهاب للصلاة في الاجتماعات الروحية، أو في خلواتنا الشخصية، أن نفحص أنفسنا ونعترف بأخطائنا أولاً، وإن كنت قد أسأت إلى أخي، فمن الأكرم والأشرف أن أذهب إليه أولاً، وأصالحه، واعترف له بزلتي، وحينئذ أتمتع بالغفران الأخوي، قبل أن أذهب لله في الصلاة. |
||||
22 - 09 - 2023, 12:13 PM | رقم المشاركة : ( 136313 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
«أَعْطَوْا أَنْفُسَهُمْ أَوَّلاً لِلرَّبِّ، وَلَنَا، بِمَشِيئَةِ اللهِ» (2كورنثوس8: 5) المؤمنون في كنائس مكدونية كانوا من أفقر المؤمنين ماديًا، وبالرغم من ذلك يشهد لهم الرسول بولس أنهم أعطوا أكثر من الجميع، ليس فقط حسب طاقتهم بل فوق طاقتهم أيضًا. والسبب هو أنهم قد أعطوا أنفسهم أولاً للرب. القارئ العزيز: قبل أن تعطي من مالك للرب، أعطِ أولاً نفسك للرب. |
||||
22 - 09 - 2023, 12:13 PM | رقم المشاركة : ( 136314 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
«فَأَطْلُبُ أَوَّلَ كُلِّ شَيْءٍ أَنْ تُقَامَ طِلْبَاتٌ وَصَلَوَاتٌ وَابْتِهَالاَتٌ وَتَشَكُّرَاتٌ لأَجْلِ جَمِيعِ النَّاسِ» (1تيموثاوس2: 1) إننا نعيش في زمن صعب، وكم نحتاج إلى المزيد من الصلوات. ولكن ينبهنا هنا الرسول بولس أنه قبل أن نصلي لأنفسنا وبيو تنا وأولادنا علينا أن نصلي من أجل الآخرين وخاصة الحكام والمسؤولين. |
||||
22 - 09 - 2023, 12:15 PM | رقم المشاركة : ( 136315 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
«وَلَكِنْ إِنْ كَانَتْ أَرْمَلَةٌ لَهَا أَوْلاَدٌ أَوْ حَفَدَةٌ، فَلْيَتَعَلَّمُوا أَوَّلاً أَنْ يُوَقِّرُوا أَهْلَ بَيْتِهِمْ وَيُوفُوا وَالِدِيهِمِ الْمُكَافَأَةَ» (1تيموثاوس5: 4) من مظاهر التقوى الحقيقية والعملية أن نردّ فضل الأب أو الأم أو الجد، وأن نفيهم حقوقهم الواجبة. ومَن يُخفق في هذه فقد أنكر الأيمان. عندما يصل الآباء إلى سنٍ متقدِّم، يشعرون بحاجتهم للأبناء. وكل ما يعمله الأبناء لوالديهم ما هو إلا مكافأة بسيطة لأتعابهم الكثيرة؛ لذلك علينا أن نهتم بهم أولاً وقبل أي شيء آخر. |
||||
22 - 09 - 2023, 12:18 PM | رقم المشاركة : ( 136316 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
«وَمَنْ مِنْكُمْ وَهُوَ يُرِيدُ أَنْ يَبْنِيَ بُرْجًا لاَ يَجْلِسُ أَوَّلاً وَيَحْسِبُ النَّفَقَةَ هَلْ عِنْدَهُ مَا يَلْزَمُ لِكَمَالِهِ؟ لِئَلاَّ يَضَعَ الأَسَاسَ وَلاَ يَقْدِرَ أَنْ يُكَمِّلَ فَيَبْتَدِئَ جَمِيعُ النَّاظِرِينَ يَهْزَأُونَ بِه» (لوقا14: 28-29) وهذا عين الكمال، فقبل أن أشرع في البناء يجب أن أجلس أولاً لكي أحسب النفقة. فعلى المرء أن يحدِّد لِرِجلِه قبل الخطو موضعها. فإلهنا هو إله الترتيب وإله النظام، ويريدنا أن نكون مٌرتَّبين ومنظمين، وأن نهتم أولاً بأنفسنا وأرواحنا بأن نأتي إليه فيرحمنا.. أمين.. |
||||
22 - 09 - 2023, 12:24 PM | رقم المشاركة : ( 136317 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
معلوم لدينا أن الشجاع هو ذلك الشخص الجريء المقدام الذي يواجه الأزمات ببسالة وثبات، ولا يخشى الضرر ولا يهاب الخطر. أما الهروب فهو سمة الجبناء. إنما موضوع شخصيتنا الذي سنتأمل فيه معًا فهو عن شاب في مقتبل العمر، أضاف لونًا جديدًا من الشجاعة الفريدة التي تمثلت في الهروب من موقف رهيب. هذه الشجاعة صنعت من هذا الشاب الأمين بطلاً تُمتَدح فضائله، ومثلاً يُحتَذى به عبر الأجيال. موقف فاصل لشاب فاضل دعونا نقرأ من سفر التكوين أصحاح 39 قصة هذا الشاب: يوسف. ستجدونه جميلاً بالحق، لا لكونه فقط شابًا وسيمًا حلو الصورة وحسن المنظر، لكن خصاله الراقية قد أضافت لحُسن طلعته هيبة وجاذبية من نوع خاص. ذلك الشاب الذي كلّلته الأمانة وزيّنته الاستقامة، يستحق أن يخلع الشباب له قبعاتهم تحية وتقديرًا له، مهيبين بشجاعته المتفردة التي تألقت في موقفه الصائب وهروبه الواجب. وقف يوسف الشاب موقفًا اتّسم بالرجولة في قراره واصطبغ بالتقوى في إصراره، فجاء رفضه القاطع للإغراء الشديد لكمة قوية في وجه الشهوة، بل طعنة في مقتل. وبمعونة الرب انتصر، فالرب وعد أن يتشدد مع جميع الذين قلوبهم كاملة نحوه. وقف يوسف في صفِّ الرب، وهتف هتاف الحرب، فصاح صيحة الولاء لسيده العظيم، تلك الصرخة التي تردَّد صداها في سرداب التجربة المظلم، فأفزَعت حشرات الليل الرديئة حوله. وانطلق إلى النور ليعتلي تل العفاف منتصرًا رافعًا راية الظفر، راية مكتوب عليها “الهروب من الشهوات هو شيمة الأتقياء”. |
||||
22 - 09 - 2023, 12:24 PM | رقم المشاركة : ( 136318 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
نجاح بإمتياز مع مرتبة الشرف الامتحان الذي اجتاز فيه يوسف كان صعبًا، وفي ظروف صعبة. كان شابًا، كأي شاب، عنده غريزة تميل للجنس الآخر، وله احتياجات عاطفية كأي إنسان، بالإضافة لأنه حُرم من حنان الأم مبكرًا، ومن محبة أبيه الخاصة التي كان مغمورًا بها، وجُرح قلبه الصغير بخيانة وغدر إخوته، ولم يلقَ من الغرباء سوى القسوة والجفاء. ها قد جاءت لحظة الامتحان الفاصلة، فوجد نفسه أمام اختيارين لا ثالث لهما: إما السقوط، أو الفرار. أرجو أن نتذكر أنه لم يكن يشاهد مشهدًا مثيرًا على الشاشة، أو يتعرض لملاطفة من بعيد تداعب مشاعره؛ بل وجد امرأة تمسكه بيديها بلا حياء، تلح عليه أن يضطجع معها ولم يكن أحد غيرهما في البيت. يا له من امتحان صعب! |
||||
22 - 09 - 2023, 12:25 PM | رقم المشاركة : ( 136319 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الامتحان الذي اجتاز فيه يوسف كان صعبًا، ماذا فعل هذا الشاب المسكين في هذا الصراع الداخلي الحامي الوطيس، بين رغبة جسدية تبتغي المتعة وإن كانت وقتية، وخسارة السقوط الرهيب وإهانة إلهه العظيم. لم يأخذ الاختيار من يوسف وقتًا طويلاً، فنراه قد انتفض انتفاضة العفة وضبط النفس، حسم الأمر ورفع الرأس، وصرخ صرخة جبار بأس: «كيف أصنع هذا الشر العظيم وأخطئ إلى الله؟». كأنه يناجي نفسه، قبل غيره: “يا نفسي تذكري أن ما يسمونه لذة ومتعة هو بالنسبة لي شر عظيم؛ لأنه في حق الإله العظيم”. |
||||
22 - 09 - 2023, 12:26 PM | رقم المشاركة : ( 136320 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الامتحان الذي اجتاز فيه يوسف كان صعبًا، ماذا فعل يا ترى عندما أمسكت ثوبه؟ ترك ثوبه في يدها وهرب! كأنّه يقول لتلك المرأة الوقحة، وأفكار عميقة تراوده تتسابق مع دقات قلبه الرقيق: “لا مجال للمداعبة أو حتى المعاتبة. فالهروب عاريًا بلا ثوب أكرم عندي من حمل عار الذنب، عار الخطية الثقيل والمشين. خذي الثوب إن أردتِ واصرخي واظلمي كما شئتِ، فنار الظلم والبهتان أهون من حرقة الشعور بالذنب، وألم القيود الحديدية في رجليَّ خير لي عن ملاطفات كلامك في أذنيَّ، وتراب السجن أرحم من فراش خيانة إلهي العظيم”. نجح يوسف بإمتياز مع مرتبة الشرف، وسِر نجاحه في هروبه غير المتواني. نعم. من سمات الشجاعة المقدسة، الهروب من مزالق الشهوات وفخاخ النجاسة. |
||||