منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 17 - 06 - 2016, 06:13 PM   رقم المشاركة : ( 13091 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

المِثْلِيَّة الجِنْسِيَّة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
هذا الموضوع دقيقٌ وهامٌّ، دقيقٌ لأنَّه ما زال يُعْتَبَرُ في المجتمع -بشكل عامٍّ- شَوَاذًا، وكثيرًا ما يُمَارَسُ في الخَفَاءِ، وهو هامٌّ لأنَّه ينتشِرُ أكثر فأكثر في مجتمعِنا.
ما هي النَّظرة المسيحيَّة لمثل هذا الموضوع، وبالأخصّ لمثل هؤلاء الأشخاص الَّذين يمارسونه أو على الأقلّ يَمِيلُون إليه؟
ليس لنا المجال هنا أن نستعرِضَ الموضوعَ بإسهاب، لذا نكتفي بالتَّوجيهات العامَّة الأساسيَّة.
لا شكَّ أنَّ البيئة السُّلوكِيَّة تلعَبَ دورًا هامًّا في خَلْقِ وتَزْكِيَةِ مثل هذا الميل الجِنْسِيّ.
في العهد القديم لدينا إقصاءٌ لمثل هذه الممارسة، راجِع قصَّة لوط (تكوين 19: 4-8) وكذلك (سفر اللاويين 18: 22 و20: 13). أمّا المرجع المهمّ في العهد الجديد فهو لدى الرَّسول بولس حيث يُشَدِّدُ على أنَّ مثل هؤلاء (المثليين) لا يَرِثُونَ ملكوت السَّماوات، راجع (رومية 1: 24 16-27) و(1كورنثوس 6: 9).
نتعلَّم من هذين المرجَعَيْنِ أنَّ أسباب هذه الممارسة (الـشاذَّة بحسب إيماننا) تعود أساسًا إلى أهواء الإنسان وشهواته الجسديَّة.
* * *
الخُطُوات العِلاجِيَّة ترتَكِزُ على الإرشاد وعلم النَّفس إلى جانب النَّاحية الرُّوحيَّة السُّلوكيَّة. لا بدَّ لنا أن نذكِّر المراهق أنَّ اللهَ خلقَنَا على صورته ومثاله، خلقنا ذكرًا وأُنْثَى (متَّى 19: 4-6). وأنَّ الممارسة المِثليَّة تُخَالِفُ الـمَسَارَ الطَّبيعيَّ للحياة الزَّوجيَّة الَّتي أرادها الله للإنسان.
أمَّا النَّاحية السُّلوكيَّة كعلاجٍ فهي تستندُ إلى عدم التَّكرار في الممارسة، وإلى تَذَكُّرِ كلِّ ما يثيرُ القلقَ والنُّفورَ من هذه الممارسة وصولاً إلى إيقافها كُلِّيًّا، وذلك بالتَّعاون مع الطَّبيب النَّفسيّ وإعطاء بعض الأدوية (إن احتاج الأمر لذلك). كما لا بُدَّ من جلساتٍ إرشادِيَّة لتدريبِ هؤلاء الأشخاص كي يَسْلُكُوا طُرُقاً مناسِبَة تُحَوِّلُ الممارسة الشَّاذَّة إلى ممارسة سَوِيَّة، وهذا يَتَطَلَّبُ تعاونًا وثيقًا ومستمِرًّا بين المرشِدِ الرُّوحيِّ والطَّبيب النَّفسيّ.
* * *
هذه التَّوْعِيَة يَصْعُبُ الوصول إليها عند الإنسان البالِغ والَّذي تَأَصَّلَتْ فيه هذه الممارسة المِثليَّة للجنس، لكنَّها ممكِنَة وغير مستحيلة، هنا الموضوع يتطلَّبُ صبرًا طويلًا ومحبَّةً كبيرةً دون الإستسلام لتبرير السُّلوك على أساس مفاهيم وِرَاثِيَّة أو بيولوجِيَّة. قناعتنا أنَّ الإنسان الـمُتَسَلِّحَ بإيمانه المسيحيِّ وبصلاتِه ومطالعتِه لكلمة الله، يستطيعُ أن يضبطَ نفسَه وأهواءَه على الأقلّ، وأكثر من ذلك يستطيعُ بإرادته وبمعونة الله ، أن يستفيقَ من كَبْوَتِهِ ويعودَ إلى الممارسة الصَّحيحة، ولو عانى في البداية من الألم وغصب النَّفس.
إِنْ وَعَى الشَّخصُ أنَّه استسلَمَ وقتًا ما لشهوات الجسد، وحَزِنَ حُزْنًا عميقًا لوضعِه، ليس بسبب نَبْذِ المجتمعِ له وحسب، إِنَّمَا لأسبابٍ داخِلِيَّة إيمانِيَّة وأَخلاقِيَّة ومحبَّةً بالرَّبِّ، عندها يحمِلُ صليبَهُ ويَعْبُرُ بنعمةِ الله إلى ميناءِ الخلاص.
+ أفرام
مطران طرابلس والكورة وتوابعهما
 
قديم 17 - 06 - 2016, 06:14 PM   رقم المشاركة : ( 13092 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

روح الشّهادة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
روح الشّهادة نسغ الحياة المسيحيّة. ما معنى روح الشّهادة؟ معناها أن يموت الإنسان عن نفسه ليحيا المسيح فيه. هذا كلام حبّ. الحبّ أن ترى الآخر فيك. أن تموت، هنا، معناه ألاّ تطلب نفسك ولا ما لنفسك، في المسيح. فإنّك إن فعلت تجعله خادمًا لك. في الحبّ أنت تستخدم نفسك للمسيح، وفي المسيح للآخر، لكلّ إنسان. هذا مفهوم الطّاعة، في عمقه، عندنا. نحن لا نطيع أحدًا من باب الرّضوخ له. في هذا قهر. نطيعه بإرادتنا. من هنا الخدمة والبذل والتّضحية الّتي من دونها، بيننا، لا معرفة للمسيح ولا مسيحيّة. الموت، إذًا، هو الطّاعة، بهذا المعنى، والطّاعة هي روح الشّهادة، وروح الشّهادة هي الحبّ!.
المسيحيّة قوامها الشّهادة. لذا الكنيسة كنيسة شهداء. وليس في الكنيسة غير شهداء. والشّهادة تقيم ما بين شهادة قطع المشيئة، على نحو متواتر، التماسَ وجه المسيح، وشهادة الدّم. الأولى تتعاطاها في كلّ حال، والأخيرة تتعاطاك بنعمة من ربّك. هاتان، في تاريخ الكنيسة، متضامنتان متكافلتان. شهادة الدّم لا تأتي إلاّ من شهادة قطع المشيئة، إلى نعمة الله، كما قلت، وشهادة قطع المشيئة تهن إذا لم يعد الاستعدادُ لشهادة الدّم ربيبَ وجدان الإنسان المؤمن. حين لا تعود شهادة الدّم واردةً لديك، نظير الكثيرين من الّذين سبقوك، ممّن يذخر بهم تقويمنا الكنسيّ، كلّ يوم، إذ ذاك لا يمكن إلاّ أن يُصاب وجدانك بالخلل. يمسي معرَّضًا لاستقرار روح هذا الدّهر فيه، وهذه تتآكله شيئًا فشيئًا، إلى أن يستأسره حبّ العالم الّذي حذّرنا ربّنا منه، لمّا قال: لا تحبّوا العالم ولا الأشياء الّتي في العالم لأنّ محبّة العالم عداوة لله.
فكرُ شهادة الدّم، كحسّ داخليّ فينا، أساسيّ لحفظ سلامة مسيرة الإيمان في حياتنا. قبول الاضطهاد، من أجل المسيح، لا بدّ منه. إن كانوا قد اضطهدوني فسيضطهدونكم أنتم أيضًا. في الكنيسة الأولى، التّروّض على شهادة الدّم، لا سيّما بالصّوم والصّلاة، كان الخبز اليوميّ لأبناء الإيمان. الرّعاة كانوا يعدّون المؤمنين لشهادة الدّم بصورة تلقائيّة: أوّلاً بالكلمة، بالعظة، بتبادل سِيَر الشّهداء فيما بينهم، وثانيًا بالمثال، ببذل الدّم شهادة للرّبّ يسوع. سِيَر الشّهداء لم يكن القصد منها، متى تناقلها المؤمنون فيما بينهم، سوى شحذ الهمم وتحريك النّفوس لاقتبال شهادة الدّم، في الرّوح أوّلاً، كفكرة في القلب، ثمّ في الجسد، إن ارتضى الرّبّ الإله لك أن تكون في عداد شهدائه. في هذا السّياق، كان واضحًا أنّ أحدًا لا يقدِّم نفسه شهيدًا للمسيح، من تلقاء نفسه، بل مَن دعاه المسيح. بالنّعمة أنتم مخلَّصون وذلك ليس منكم. ما قاله، ذات مرّة، المعلّم ترتوليانوس، شكّل حجر الزّاوية في حياة الكنيسة الحيّة. دماء الشّهداء؛ قال؛ هي بذار الكنيسة!.
على هذا، شكّلت شهادة الدّم أساس البنيان في الكنيسة. في مطلع تاريخ الكنيسة، كانت شهادة الدّم، ثمّ بعد ذلك، بدءًا من أوائل القرن الرّابع الميلاديّ، شهادة الدّم البيضاء، بانطلاق الحياة الرّهبانيّة، نسكًا وتنظيمًا. الحياة الرّهبانيّة هي امتداد سيرة الشّهادة في الكنيسة الأولى. لم يَخْبُ الوعي في الوجدان أنّ الشّهادة عماد الكنيسة وضامنة استمرارها. لذا بمرسوم ميلانو (312)، الّذي شرّع فيه القدّيس قسطنطين الملك، بخاصّة، وجود الكنيسة، بدأت حقبة جديدة في تاريخها. تدفّق عليها المهتدون ناقلين معهم عاداتهم وأفكارهم، ما هدّد بتمييع روح الشّهادة فيها. هذا أدّى إلى بروز الرّهبانيّة ونمائها، صونًا لروح الشّهادة واستمرارها. ثمّ الرّهبانيّة قادت الكنيسة، وبها انحفظ وجدان الرّسل والشّهداء الأوائل. النّسك، من ناحية، أمّن الاستمرار في الانقطاع عن روح العالم، والفقر والعفّة والطّاعة حفظت الارتباط الأخيري، الإسخاتولوجيّ، للشّهداء البيض الجدد بالملكوت. قول كهذا القول: ليست لنا ههنا مدينة باقية بل نطلب الآتية، استمرّ يتحقّق في سيرة الرّهبان الشّركويّة والنّسكيّة. كلّ هذا عنى أنّ استقامة الرّهبانيّة، روحًا وممارسة، باتت ضرورة، وبات ضروريًّا أن يكون الرّهبان معلِّمي الكنيسة، الرّوحيّين، وأن تكون عامّة المؤمنين متتلمذة على الرّهبان. ذبول الرّهبانيّة من ناحية، وغرق العامّة في روح العالم، من ناحية أخرى، أدّى إلى الاختلال في ميزان الوجدان الكنسيّ، وشكّل على الكنيسة خطرًا مداهمًا حتّم، إمّا انبعاث نهضة رهبانيّة، وإمّا مكابدة الكنيسة حملات اضطهاد، وسريان شهادة الدّم فيها من جديد، لتستمرّ. فلا غرو إن كان تعرّض الكنيسة لشهادة الدّم قد أدّى، أبدًا، إلى ازدهارها، كما كان كلّ اضطهاد للرّهبانيّة مسعًى، أبدًا، لضرب الكنيسة!. الشّهيد والرّاهب، في الكنيسة، عدوّا الشّرّير وزبانيته. بلاهما يبتلع روح العالم أبناء الإيمان. ولمّا كانت الكنيسة جسد المسيح وأبواب الجحيم لا تقوى عليها، فإنّ ربّك، في تاريخها، كان، أبدًا، في صدد إصلاح الخلل فيها، إمّا بإزكاء الرّهبانيّة مرّة بعد مرّة، إذ ذاك كان سلام، في الأرض، لو نسبيّ، وإمّا بالسّماح للاضطهادات أن تشتدّ على أبناء الإيمان، ليشدّ دمُ الشّهداء أزرَ النّفوس من جديد، ويروي الكنيسة بمياه النّعمة ويشحذ الهمم. بلى، في أزمنة الاضطهاد القصد هو الغربلة والتّجديد!. مَن ليسوا للمسيح يصيرون هباءً تذرّيه الرّيح، فيما يحرِّك الاضطهاد وجدان الأمم فيهتدوا، وتتجدّد الكنيسة بهم، وبالخارجين من تردّدهم فيها، وبالقطيع الصّغير الخمير الّذي يحفظ الأمانة ولا يتزحزح!.
اليوم، الرّهبانيّة موجودة، لكنّها ليست على قامة تتيح لها أن تحفظ المؤمنين. روح العالم يجتاح أبناء الإيمان. الارتداد يترسّخ ويزداد. لذا الاضطهاد على المسيحيّين يشتدّ. عدوّنا الشّيطان يزأر ويعنف. والرّبّ الإله يفسح له في المجال، ولكنْ للغربلة والتّجديد، كما قلنا. ما يحدث لا خطر فيه على الكنيسة!. الرّسالة هي أنّ أبناء الإيمان باتوا في خطر ابتلاع العالم لهم. لذا الرّبّ الإله يسمح بالاضطهاد عليهم ابتغاء التّنقية والتّقديس!. ولعلّ البعض يظنّ أنّ ربّك يتخلّى عن شعبه. هذا كلام لا قيمة له!. كثيرون يسقطون؟ هذا صحيح!. ولكن لو كان المرتدّون منّا لبقوا معنا، كما قيل!. الحقّ أنّ ربّك لم يعد في وارد قبول المتردّدين أو المتظاهرين بأنّهم له!. مَن ليس معي فهو عليّ!. ثمّ هناك تجديد حقيقيّ يحدث!. نفوس عديدة تتوب بعد خَدَر، وأمم آخذة في الاهتداء لمسيح الرّبّ!. في مجلة الـEconomist، منذ بعض الوقت، ظهرت دراسة عن نمو المسيحيّة في الصّين. ثمّة عمليّة تخمير جديدة واسعة النّطاق تجري!. هناك اضطهاد؟ طبعًا!. ولكن هناك، نتيجة ذلك، إقبال متجدّد على الكنيسة، على غرار إقبال غير المؤمنين في الأمبراطوريّة الرّومانيّة، عليها!. في الدّراسات أنّ المسيحيّين هناك، في الصّين، يزدادون عددًا وقوّة، في خضم حملات الاضطهاد الّتي يتعرّضون لها. وفي الدّراسات، أيضًا، أنّ المسيحيّين يشتدّ تحدّيهم السّلميّ لمقاوميهم، فيما الحزب الحاكم في بلبال كيف يتعاطى معهم!. أحيانًا يقسو وأحيانًا يلين!. وبين كرّ وفرّ يتواتران تنمو الكنيسة!. مصادر مطّلعة تقول إنّ المسيحيّين في الصّين عددهم الحالي بالملايين، وإنّهم، في حدود العام 2030 سيقفز عددهم إلى حوالي الـ250 مليونًا!. هذا حتّى لا نتحدّث عن التّجدّد الرّوحيّ، خلال الحقبة الشّيوعيّة، في روسيا مثلاً، والجاري، هنا وثمّة، في العالم، كمصر الأقباط، من جرّاء الاضطهاد، والعنيف جدًّا، أحيانًا!. يُهجَّرون، يُلاحَقون، يُقتَلون، يُسبَون، يُعَذَّبون؟ هذا كلّه حدث في الماضي، وقوبل بالثّبات في الإيمان والوداعة والصّلاة!. أين صارت الأمبراطوريّة الرّومانيّة في كلّ جبروتها؟ وأين أضحت شيوعيّة الاتّحاد السّوفياتيّ؟ باتت أثرًا بعد عين!. الله حيّ والمسيح حيّ، وكلّ اضطهاد هو له في المؤمنين به!. لذا بشِّر المضطهِدين بالزّوال لأنّهم أفلسوا، وقل للمضطهَدين: أيّها الأحبّاء، لا تستغربوا البلوى المحرقة الّتي بينكم حادثة لأجل امتحانكم… فإنّكم إن عُيِّرتم باسم المسيح فطوبى لكم لأنّ روح المجد والله يحلّ عليكم (1 بطرس 4)!.
ما يجري حاليًا يؤكّد أنّ المسيحيّة، بخلاف ما يظنّ المغرضون، ليست في طور الاحتضار والذّوبان، بل في طور التّنقية والتّجديد!. ثمّة شعوب عديدة في حال الفراغ والخيبة من السّياسة والدّين –والمسيحيّة ليست دينًا بل حياة جديدة- ما يجعل هذه الشّعوب في وضع المتقبّل، على نحو أفضل، لروح الله ونعمة الله ومسيح الرّبّ!. المسيحيّة الأوروبيّة أصابها الارتداد؟ صحيح!. بعض المسيحيّين أساؤوا، أمّا الإيمان المسيحيّ فعومل زورًا وتزويرًا!. والمسيحيّة تجتاز اليوم عتبة أزمتها الكونيّة، الّتي طغت فيها الإنسانويّة المجوّفة والمادّيّة اللاإنسانيّة، إلى حقبة جديدة!. ما البديل؟ ما الجواب؟ الجواب في الابن الشّاطر!. الابن الشّاطر يتهيّأ ليعود من البلاد البعيدة، إلى أبيه، على صعيد كلّ أمّة وكلّ دين!. المسيح، بعد طياشة العالم، لا جواب إلاّه!. ولو سَحَرت الإنسان، طويلاً، أيديولوجيّات عدّة وتكنولوجيا لا روح فيها، فإنّ قلب الإنسان قلق فارغ، والإنسان انحدر إلى مستوى رعاية الخنازير الفكريّة وبات دون الخنازير وضعًا!. ما العمل؟ أقوم وأعود إلى أبي وأقول لأبي، يا أبي، لست مستحقًّا، بعد، أن أُدعى لك ابنًا، اجعلني كأحد أجرائك!. فقط الأب يبقى حاضنًا!.
الأيام الرّاهنة تطلّ على مستجدّات لم تكن لتخطر ببال!. الاضطهاد يشتدّ، لكن النّعمة الإلهيّة، أيضًا، تفيض!. أكثر المضطهَدين في الأرض لإيمانهم هم المسيحيّون، لكن روح الله يفعل، اليوم، على نحو عجيب، فيهم وفي غيرهم!. أنّى يكن الأمر، فلا يستطيع أحدٌ شيئًا ضدّ المسيح، مهما فعل، بل من أجل المسيح!.
الأرشمندريت توما (بيطار)، رئيس دير القدّيس سلوان الآثوسي ، دوما – لبنان
 
قديم 17 - 06 - 2016, 06:15 PM   رقم المشاركة : ( 13093 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

كلمات الرب

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
يدعو الرب يسوع تلاميذه ليُظهروا أعمالهم الصالحة في سبيل الشهادة والبنيان الروحي لبعضنا البعض. السيد ليس مع إخفاء الصالحات، ولكنه طبعا ليس مع التظاهر. الصالح يبدو للعيان، ولكن لا نفتعل ظهوره. هو يظهر من نفسه.
فإذا رأى الآخرون أعمالنا الصالحة ينتقلون من هذه الرؤية الى أن النعمة أتت لنا بهذه الأفعال فلا يمجّدنا الناس ولكن يمجّدون الآب. وإذا افتخروا بعملنا الصالح وحسبوا انه من الله، لا نفتخر به ولكنا نشكر الله.
العمل الصالح يبدو من نفسه. لا يحتاج الى دعاية. المهم إذا شكرنا لأحد المؤمنين عملا خيرا ألاّ نستسلم لمديحه بل أن نرتفع توا الى أبي الصالحات الذي في السماوات ونشكره.
اما المقطع الذي يقول فيه السيد إني ما جئتُ لأَحُلّ الناموس والأنبياء فليس هو تأكيدا لدوام شريعة موسى المحتوية فرائض كحفظ السبت والإمساك عن بعض الأطعمة وما الى ذلك، إنما هي تأكيد على أن ناموس الفرائض هذا اذا زال إنما تبقى الشريعة الأخـلاقـية التي لا تـزول بـزوال مـرحـلة مـن الزمـان ولـكن طبعا تزول الفرائض (السبت، الختان مثلا) فلا يحفظ المسيحيّ وصية الامتناع عن العمل يوم السبت لأننا دخلنا في يوم القيامة، ولا يختن صبيانه لأنهم اتخذوا سر المعمودية.
ليس على المسيحيّ فريضة موروثة من العهد القديم كفريضة الذبائح او السبت او الختان. ليس عليه إلا وصية المحبة التي لا تفرض شكلا.
الايحاء الذي تعطيك المحبة يكشف لك كيف تسلك مع الله وكيف تسلك مع الإخوة. ليس هناك شكل. انت تقوم بالعمل الذي تفرضه عليك كلمة الله والضمير، وأشكال سلوكك تأتيك من هذا الإلهام الداخليّ الموافق لكلمة الله. تبقى في عقلك وقلبك الكلمة وتدلّك على تصرفاتك العملية في هذا الظرف او ذاك وفي يومياتك.
لا تأخذ امرا محددا في العهد القديم. لكن تستمد من المحبة ما يوحي لك ضميرك أن تقوم به. وهذا يتضمّن ألا تُهمل وصية تبدو لك صغيرة من أقوال الله. انت لا تفرّق بين كلمة الله وكلمة اخرى. انت تأخذ كل الكلام الإلهي وتتقبله على ضوء المحبة الإلهية التي نزلت عليك. انت لا تختار بين كلمة تُعجبك كثيرا وكلمة تُعجبك أقلّ. انت لا تحكُم بين كلمات الله. كلّها تُلزمك بكل ما تقول، وتعرف أن لك بكلمات إلهك خلاصا كاملا.
إذا آمنت بربك والتصقت به تؤمن بكل ما قال وتعرف أن لك بذلك بذلك خلاصا، وتعرف أنك تُغني حياتك بكلمات ربك.
تأخذ كل كلمة خرجت من فم الرب لأنه لم يتفوّه بها إلا لخلاصك. انت لا تُضيف كلمات من عندك. في موضوع خلاصك هو يتكلّم. والمشترك بينك وبين المؤمنين هو كلمة الله. كلمات البشر كلها إذا تراكمت لا تصير كلمة الله. فإذا سمعت الناس يتكلمون او يكتبون، عندك أصلا موهبة التمييز التي تجعلك تعرف في ما تسمع من كلمات او تقرأ ما هي كلمات الرب وما ليست كلمات الرب.
جاورجيوس مطران جبيل والبترون وما يليهما (جبل لبنان)
 
قديم 17 - 06 - 2016, 06:17 PM   رقم المشاركة : ( 13094 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الأسقف

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
هذه القولة للرب يسوع التي نادى بها العالم تنطبق أشدّ انطباق على الأُسقف. فالأُسقف تحديدا مصلوب لأن الرئاسة لا تليق إلا بمن قبِل أن يُميت نفسه حُبّا. ومشكلة الرئيس الروحية أنه يسعى الى خلاص نفسه وإلى خلاص الآخرين، وهذان متلازمان، وإلا هلك كما يهلك الخاطئون جميعا.
الأنا هي المشكلة الوحيدة في العالم. هذه الأنا المنغلقة المتغطرسة المتعجرفة الدائسة الناس، هذه أنت مدعوّ أن تُميتها كليا فيك لتستقرّ فيك «أنا» المسيح، أي لتصير مسيحًا، كما دعا الوحي الإلهي الى ذلك. ويُعوزنا جميعا الوعيُ، وفي هذه المسؤوليةُ، الوعيُ أن نهرب من التسلّط لأن كل سلطان مُفسد. والسلطان المطلَق مُفسد كليا. إذًا تمحو أنت في نفسك السلطان المطلق، ليسود الله عليك، وبك على الآخرين. هذه نعمةٌ تنزل عليك متى شاءت، ولكنك تطلبها بالصلاة الدائمة، ولا سيما بدعائك يسوع: «أيها الرب يسوع المسيح، يا ابن الله، ارحمني أنا الخاطئ».
وعيُك لخطاياك سرّ إعادتك الآخرين الى البِر، لأن من ظن نفسه بارّا لا يقدر أن يردّ آخرين الى البرارة. عملية انسحاق، ولا سيما أمام الأغبياء. والرعية مليئة بالأغبياء، لأننا خلال قرون لم نُعلّم، وحَسِبْنا أن من استمع الى التهليل والترتيل، وكان له صوتٌ جميل، من استمع هكذا تلقائيا يتعلّم. هذا هو الخطأ الكبير الفادح الذي وقع به الأرثوذكسيون خلال قرون. لا تستطيعون أن تعرفوا إلا إذا قرأتم في بيوتكم الكلمة الإلهية وما إليها.
أنت راعٍ ليس فقط للكنيسة التي تُسنَد إليك رعايتُها، ولكنك راع للكنيسة الجامعة. كل أُسقفٍ أُسقفٌ في الكنيسة الجامعة، أي لا بد أن تكون الكنائسُ الأرثوذكسية كلها في هاجسك. واذا نظرتَ الى كنائسنا من أقاصي الدنيا إلى أقاصيها، تجد، كما وصفها كتاب الراعي لهرماس، أنها شيخة، مهترئة، هابطة. لعلّ الكنيسة المسيحية كانت دائما هكذا، ونبغ فيها قلة من الناس. من يعرف أسماء الأساقفة الذين دانوا في مجمع السنديانة القديسَ يوحنا الذهبيّ الفم؟ ناسٌ بطّالون، مرتشون، عبيدٌ للسلطة السياسية، قتلوا هذا الرجل، وبقي هو منذ السنة الأربع مئة والسبع.
همّكَ إذًا سيكون الكنيسةَ كلها، لكي تنقلها من حالة الشيخة المُسنّة المهترئة الهابطة، الى حالة العروس، كما نادى بذلك كتاب الراعي.
ما العمل؟ العروس فتاةٌ عفيفة يخطُب ودّها رجلٌ لكي يجعلها مُحبّبة له، ويجعل نفسَه في خدمتها وخدمة العائلة التي ستنشأ. ما معنى أن تصبح الرعية التي أرجو أن تُسنَد لك في الآتيات، ماذا يعني أن تكون الكنيسة عفيفة؟ هذا يعني ألا تَعرف زوجًا لها آخر، وزوجُها المسيح. هذا يعني أنها لا تخلط الإيمان به بإيمانات مزيّفة. هذا يعني الإخلاصَ الدائم. وهذا يعني لك فضائلَ متراكمةً متزايدةً يوما بعد يوم. تُدقّق نفسك فيما إذا كنت اتّبعتها أو لم تّتبعها بالقدر الكافي.
ستصير سيدا على الناس إن استمعتَ إلى ما جاء في إنجيل مرقس أن من شاء أن يكون أوّلَ يكون للكل خادما. ليس في الكنيسة زعامة. فيها سيادة الخدمة فقط. انا لستُ أُدين احدا، ولكن سمعتُ هكذا أنه يوجد انبساطٌ عند بعضٍ من المطارنة أن يسودوا الناس. لستُ أَدلّ على أحد، ولكني واعظ أي مُربّ، ويُسمع صوتُ الواعظ باتّضاع. والمستمع يأخذ درسا لنفسه. طبعًا أنا شئتُ أن أُعلّمك لأني الأسبق “في العمر”، ولست أقول “في الفهم”.
ستمشي إذًا في كنيسة الله بالانسحاق الذي يهبُكَ المسيحُ إياه. ماذا يعني الانسحاق؟ هو يعني أنك تثق في الحقيقة، وليس في التبجّح الأُسقفي، أنك لا شيء. وتثق ثانيا أنك تصبح شيئا عظيما بالمواهب التي ستتنزّل عليك، لأننا أصحاب مواهب على قدر الطاعة، وعلى قدر الجهد، وعلى قدر الاطّلاع، وعلى قدر العِلم. لا يجوز منذ الآن، وأنا أَعرف الذين سبقونا، لا يجوز منذ الآن أن يكون كاهن جاهل أو أُسقف جاهل. هذا ممنوع. تدرس إذًا حتى منتصف الليل، تدرس! تدرس! تدرس! لأنك معلّم، لأننا جعلناك مسيحًا. طبعًا على المؤمنين أن يعوا كلمة الله: «لا تَمسّوا مسحائي يقول الله». ولكن عليك انت ألا تمسّهم بطهارتهم، اي عليك أن تبقى قدوة كما عرفتُك انت منذ مطلع شبابك، لأنك مسؤول، لأنه طُلب إليك أن تُدخل الخراف الى الحظيرة، وأن تُغلق باب الحظيرة لئلا يتسرب اليها الغرباء.
اذهب بهذا، ولا تنسَ كلمةً من هذه الكلمات، لأن الذين سيأتون بعد هذا الرعيل الذي أرجو أن يبقى مباركا، سيأتي الأَفتَون من بعدنا ومن بعدك. واذا رأوك محمولا الى قبرك، ستكون أنت سعيدا في الملكوت اذا قال هؤلاء: هذا كان أُسقفا قديسا، آمين.
 
قديم 17 - 06 - 2016, 06:18 PM   رقم المشاركة : ( 13095 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الحقيقة!

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الحقيقة لا تموت، وإن ماتت انبعثت في اليوم الثّالث، أي في ملء الزّمن، المرتئيه ربّك للبنيان، وما ربّك بمستغيَب إذ ليس أحد بخاطف من يد الآب!. الضّامن إيّاها، إذًا، مسيحُك، الناهض من بين الأموات في اليوم الثّالث ختمًا!. لِمَ قام المعلِّم المصلوب في اليوم الثّالث، ولمّا يَقُم لتوِّه؟ عند الآب قام فورًا، والتّعبير الأصحّ أنّه كان حيًّا واستمرّ حيًّا، ومنه، في شأننا، قولة السّيّد: مَن كان حيًّا وآمن بي فلن يرى الموت إلى الأبد!. أيعني ذلك أنّه لم يذق الموت؟ بل ذاق الموت، لكن ملء الحقيقة فيه كان ملء الحياة بحيث إنّه ولو مرّ بالموت، بواقعيّة كاملة، لأنّه ابن الإنسان أيضًا، إلاّ أنّه مرّ به كأنّ الموت لم يكن!. دونك مثلاً الوقت، في حركة دؤوب، يمرّ باللّحظة المحدّدة، هنا والآن، وللتوّ يمتدّ إلى الأمام كأنّه لم يمرّ بها؛ أو كنور الشّمس الّذي العينُ من طبيعته، فإذا ما امتلأتْ منه، استمرّ فيها، ولو خَبِرت العينُ، لضعف البشرة، الظّلمةَ، كلمحة بصر!.
بشريًّا، تأتي الحقيقة كخبرة لأنّها حياة!. مَن عرف الحقيقة ما احتاج، مِن خارجها، إلى ما يؤكّدها ولا قَدِر الغرباء عنها أن يتبيّنوها!. تأكيدها من ذاتها يأتي!. لذا خبر الشّهداءُ الموتَ بفرح!. فرحُهم من الحقيقة المقيمة فيهم استُنبع!. والحقيقة كانت الله، ومن الله كلُّ عطيّة صالحة!. والحقيقة تحدِّث عن ذاتها بعد أن يكون من تملأ منها قد عبر!. في حضورها، فقط مَن هو منها يستعرفها!. أمّا الّذين ما عرفوا الحقيقة، وما بالوا بها، وسُرّوا بالإثم، فإنّها تأتيهم كصنو للموت، كأنّ لا قيمة لها!. لا حقيقة، قال الكاذبون، لأنّهم، لقسوة قلوبهم، ما صدَّقوا الله، فجعل العليّ كذبهم حقًّا، وحقّهم كذبًا لهم، حتّى لا يبصروا بعيونهم ويسمعوا بآذانهم، ويرجعوا فأشفيهم؛ قال!.
والحقيقة خفرة!. لا تشهد لنفسها!. أعمالها تتبعها!. تقيم في السّكون!. يُقبَّح عليها وما تُقبِّح!. تسلك كمَن هي دون مَن تُحدِّث عنه!. عينها على قصورها لا على إنجازاتها!. تَقْبل التّعيير ولا تفتح فاها!. لا تطلب المكافأة!. تلوم نفسها لأنّها أقلّ بذلاً ممّا هي عليه!. لا تدين أحدًا!. تبكي على الجميع!. ملؤها المحبّة!. تفرح بالحقّ ولا تفرح بالإثم!. لا تصيح ولا يُسمَع صوتُها في الشّوارع!. تَفِد إلى المحلّة كالطّيف!. لا يشعر بوجودها المنشغلون بأنفسهم!. وحدهم أنقياء القلوب، المقيمون في التّجرّد من ذواتهم، تلوح لهم الحقيقة كالشّهب في وضح النّهار!. لا يُسَرُّ طالبوها بشيء فوق ما يُسرّون بها!. لذا، لهم، بإزائها، في كلّ ما يفعلون ويقولون ويفكِّرون فيه، تقادم!. هي الحقيقة تعطي كلَّ جهد قيمة، وكلَّ مسعًى نَفَسَ حياة!. بلاها لا طعم لشيء!. كالملح من الطّعام نكهةً هي!. وحدها تُخرج الإنسان من قاتوليّة الرّوتين!. المعنى هي تبثّه!. الفرح هي تُضفيه!. السّلام هي تُسبغه!. الحيويّة هي تضخّها!. الثّبات هي تستودعه!. منها كان الخلْق وبها يمضي قدُمًا وإليها يؤول!. الحقيقة هي إيّاه المنعطِف بالجسد على البشريّة!. بتعاطيها نتعاطاه!. في المسيح صرتَ، يا كائنُ، لذا ابنَ الحقيقة أُعطيتَ أن تكون حتّى لا تموت!. الموت ألاّ تعرف الحقيقة!. هي تحرِّرك، وحدها تحرِّرك من الموت!. تعرفون الحقّ والحقّ يحرِّركم!. الحقيقة تصنعك لكي لا تبقى من التّراب وإلى التّراب تعود!. حضارات الشّعوب حفنة تراب أو حفنة ضياء!. أنا نور الحياة!. مَن يأتي إليّ فلا يمشي في الظّلام، بل يكون له نور الحياة!. مَن يعبر العمر ولا يعبر بها، للعبث يكون قد عبر، من الولادة إلى الممات!. الحقيقة نفْسُك!. هي مَن قيل في شأنها: ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كلَّه وخسر نفسه!. هي اللّؤلؤة الكثيرة الثّمن الّتي يبيع الحكيم كلّ لآلئ هذا الدّهر ليقتنيها!. لا شيء يساوي الحقيقة إلاّ حقّ الحقيقة!. هي الحكمة، هي المحبّة، هي الحياة، هي الأبديّة!. في عالم البهرج، خلسةً تأتي، وليدةَ مغارة، في موضع السِقْط، حيث يأنف الأكثرون أن يكونوا!. تحتفّ بهم وما يحتفّون بها!. هي أقرب إليهم من حبل الوريد!. رغم ذلك قلوبهم منها في غير مكان!. يتغنّون بها وما يبالون بها!. يمثِّلون الشّوق إليها وما يتمثّلونها!. يصنعونها أصنامًا ويرفعونها ذبائح على مذابح أصنامهم!. يملأون بطونهم من التّعييد لها، ويتركونها لعازرَ يشتهي أن يشبع من فتات مَن يقتبلها ولو يسيرًا ولا يتسنّى له!. عشراؤها، في هذا الدّهر، المحسوبون سخفاء قاصرين، نجسين، الكلابَ، لذا يبقى مقامُها المذودَ حتّى تغادرَهم، ظاهرًا، وما تغادرُهم في الحقّ، بل هم يغادرونها إلى أرض الظّلمة وظلال الموت، فيما تبقى عينُ الحقيقة عليهم أسًى علّهم يرتدّون!.
ألاّ تبالي بالحقيقة معتبِرًا ذاتك وأهواءك ونوازعك الحقيقةَ، أمرٌ يألفه البراغماتيّون، الّذين همّهم إنجاز ما يصبون إليه، كائنة ما كانت الاعتبارات الأخلاقيّة أو اللاّأخلاقيّة الّتي تعرض لهم أو تعترضهم، ويعبرون بها، بلا إحساس بوطأتها، كما لو لم يكن لها مطرح في قاموس ضمائرهم!. هذا شائع ومعروف في عالم دهريّ استهلاكيّ!. ليست المأساة في هكذا موقف!. هؤلاء صادقون فيما خصّ اعتباراتهم!. لا تخشاهم!. تعرف أنّهم يقربونك تهذيبًا، لكنّك لا تعني لديهم أكثر من مكسب، يُديرون لك، من دونه، الظَّهْر ولا يبالون!. أنت لهم شيء!. تنفعْهم يتّخذوك!. لا تنفعْهم يرتحلوا عنك غير عابئين بك، عشت أم متّ!. المأساة، والعبء الأثقل، المراؤون المخادعون!. الّذين يتظاهرون، من جهة الحقيقة، بغير ما يبطنون، ويبطنون ما لا يكشفون!. الحقيقة، لهؤلاء، مطيّة يرومون بها تحقيق مآربهم!. لا هم يحسّون بالحقّ ولا بوخز الضّمير متى كذبوا!. عبّاد لذواتهم!. يغارون، نفاقًا، على ما لله، ويتمادون حتّى لَيصدِّقوا ذواتهم!. لا فقط يخدعون سواهم، بل أنفسَهم، أخيرًا، حين لا يعود ثمّة خطٌّ فاصلٌ، عندهم، بين الحقّ والباطل، والصّدق والكذب!. العِبرة، لديهم، لا تعود في بلوغ مأرب أو تحقيق مكسب وحسب، بل في متعة الرّياء والارتفاع بالكذب إلى مستوى الفنّ الأسود!. مسعاهم عبادة ذواتهم!. مَن يرومون منك منفعة لأنفسهم، إذا ما وجدوها لديك يجتثّونها ويغادرونك ولو جثّة، وإن لم يجدوها غادروك غير مبالين بك، لأنّك لا تعني لهم، في ذاتك، شيئًا!. أمّا الّذين يخدعونك ويتظاهرون بالغيرة على الحقّ وعليك، وهم المراؤون، فهمُّهم، من حيث يدرون ولا يدرون، أن يفسدوك!. يشاؤونك أن تقتبل كذبهم، في نهاية المطاف، بمثابة الحقّ، والحقَّ بمثابة الكذب!. البراغماتيّون المهذَّبون يُشيعون روح العدم!. يشيِّئون النّاس!. أمّا الدّهماء المراؤون المخادعون، المتلبِّسون بالحقيقة، فهؤلاء يُشيعون روح الشّيطان!. هؤلاء هم أراخنة عمّال الشّرّير في هذا الدّهر، القاصدون التّبعيّة لإبليس، وعندهم أنّه المسيح!. دهاء الشّيطان، في حدّه الأقصى، أن يجعل الأمر يختلط عليك، فتحسب إبليسَ مسيحًا، ومسيحَ الرّبّ شيطانًا!.
مَن هم الّذين يقعون في الفخّ؟ فخِّ رياء المرائي الأوّل، والمخادع الأكبر، والمفسِد الأبرز؟ المائلون إلى عبادة ذواتهم، الأبرار في عيون أنفسهم، المعتادون من الحقّ التّمظهرَ بالحقّ، مَن لا يشاؤون أن يتعبوا ليصيروا لدى ربّهم أبناء!. هؤلاء يوجَدون لقمة سائغة في أفواه المخادعين!. يوهمونهم أنّهم شيء، فيُمسون أبناء بليعال، نفسانيّين لا روح لهم!.
لكن، من المضلَّلين مَن هم سلماء النّيّة، ولو أُخذوا بالخدعة، هؤلاء يستردّهم ربّهم، بطرق هو يعرفها، ولو بعد حين!.
ولكن ويل لمَن يُعثر أحد هؤلاء الصّغار المؤمنين بربِّهم في كلّ حال!.
أنّى يكن الأمر، فالباطل لا يثبت!. لا بدّ لبنيانه من أن ينهار!. له ساعة تأتي!. الباطل ضجّاج أبدًا!. زان يتغنّى بالعفّة، ويتباكى على استقامة لا أساس لها عنده!.
الحقيقة مرذولة أبدًا لدى مَن يعشقون ذواتهم، لكنّها وحدها تثبت!. أمّا الفاسدون المفسِدون فغيوم بلا ماء تحملها الرّياح، ونجوم تائهة محفوظ لها قتام الظّلام إلى الأبد!. ويل لنا إن لم نتب!. تغترّ بنفسك يا أيّها المسكين؟!. ويحك!. لا تعلم ماذا ينتظرك!. رأيت الشّرّير معتزًّا متشامخًا مثل أرز لبنان، ثمّ اجتزت فلم يكن ولم يوجد له مكان!.
اللّهمّ نجّنا وعالمك، والمضلِّلين والمضلَّلين، من الآتي!.
الأرشمندريت توما (بيطار)، رئيس دير القدّيس سلوان الآثوسي، دوما – لبنان
 
قديم 17 - 06 - 2016, 06:19 PM   رقم المشاركة : ( 13096 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

أحد الشفاء بالإيمان والكلمة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
”إنّ فتاي مُلقى في البيت مخلَّعًا بعذابٍ شديد…
فقال له: أنا آتي وأشفيه.
… لستُ مستحقّاً أن تدخلَ تحت سقفي… ولكن قل كلمة لا غير فيبرأ فتاي.
قال يسوع لقائد المئة، إذهب وليكن لكَ كما آمنْتَ… فشُفي فتاه من تلك السّاعة.“
الشفاء الإلهي للإنسان بعد العنصرة صار بالشّفاعة!! الله الآب والابن والرّوح القدس يعملون… بل يعمل! لأنّ الكلّ أُسْلِمَ الرّوحَ القدس الّذي أَطلقه الابن بعد صعوده، ماهيّةً للحياة على الأرض، بعد أن تجسّد ابن الإله بين النّاس معطيهم القدرة على الحياة فيه، إن آمنوا!.
والإيمان عطيّة الحياة للإنسان… والإيمان يتحقّق بالمحبّة… والإيمان يُشار إليه بالكلمة المعيشة، الخارجة من فم الإبن!! إذ الإيمان هو نفخُ حياة الرّوح على الأرض في كلّ مخلوق.
نار ونور هو الآب والابن والرّوح القدس…
وحلّت العنصرة، ليعرف الإنسان أنّه مختار الله فيحيا فيه، منه، ليعود إليه، إذا أحبّه من كلّ القلب والفكر والقدرة والنّفس.
ويبقى الحبّ غير متَرْجَمٍ إلى فعل رحمةٍ وفرح، إلاّ إذا عاش الإنسان في قلب الوصايا الإنجيلية… فالوصيّة تثبيت وجود الإبن الإله حسّيًا في حياتنا.
ليست الوصايا الإنجيلية مجموعة أحكام يطبّقها ملتزمها على نفسه والآخرين، بل هي كليّة وماهيّة حياة الألوهة بيننا… هي الامتلاء من الملء الإنجيلي. هي ممارسة الوعد وسماع ما كَلّمنا به الرّب يسوع في كلّ خليّة نابضة بالحياة، ما أُعطي لنا مجّانًا من الثّالوث.
هل ينطبق هذا المقال على قائد المئة، الّذي يقف معنا اليوم ليُعلّمنا ناموس ”الحياة الجديدة“ في ومع الرّب يسوع؟.
لنطرح التسآل… قائد المئة رومانيّ. كيف عرف يسوع ربًا وإلهًا وشافيًا؟!. ”السّامريّة“ الزانية ”عدوّة“ الشعب اليهوديّ وشعبها، كيف آمنت من أعماقها أنّ هذا هو إيّاه ”المسّيّا“ المنتظر؟!.. فكشف نفسه لها؟!. ”والكنعانيّة“ الّتي سمعَتْ وقعَ قدميه في قلبها وحسِّها آتيًا إليها فقط ليقيم ابنتها من المرض والصّرع والدّود والعفن الآكلها وأُمّها؟! بسبب سُكنى الشيطان معهما؟!.
”قائد المئة“ طلب البرء ”لفتاه“، بيقين لا يتزعزع أنّ هذا الإنسان الإله، هو الإله المتجسّد حاملاً جسدنا ليشفيَنا… بهذا الإيمان شُفي فتاه وهو بعيد عنه مُلقى في بيته يتعذّب من الشرّير!!. وداعة قائد المئة وتواضعه وإيمانه النّابع من نفحة الرّوح القدس الّتي فيه، منذ مولده، تمسّكت بالرّب يسوع وعرفته ”الكلمة“، الّذي لا ابتداء ولا انتهاء له… وحدها الوداعة فعل الحياة… هكذا قارب ”العدو الرّومانيّ“ إلهَ إسرائيل، مقدِّمًا ركعة قلبية ويقينًا كيانيًا، أنّ هذا الواقف أمامه، العابر دربه يأتيه ليشفي فتاه، فشفاه بطلب، نطقه ”الكلمة“!!.
والكنعانيّة بالرّجاء والحبّ والضعف والموت المحيط بها، نزلت إلى جحيم نفسها لتقتلع منها الكبرياء وتقبَلْ، كالرّب يسوع، أن تُهان وتُرذَلَ ويُهزأَ بها، لتنال الشفاء لإبنتها والسّيّد الرّب للمسكونة قاطبة… والسّامريّة بالفعل والمنطق ومعرفة خطيئتها، عرفت أنّ هذا هو الإله المُنتظر.
أمّا نحن: فإلى من نذهب؟! كلام الحياة الأبدية عندك (يوحنّا 68:6).
لماذا ما زلنا عشراء الشكّ والتخاذل والمراوحة بين الإيمان بمن لمسته أيدينا ورأته عيوننا وأكلنا جسده خبزًا واستقينا دمَه خمرًا مُتحوِّلاً بنعمة وحلول الرّوح القدس على القرابين، حياة لا فناء فيها، بل لتملأنا حياةً من حياته، ملءً من ملئه، نورًا من نوره، إيمانًا من إيمانه، وفرحًا من فرحه، إذ صُلب جامعًا الكون كلّه إليه بتمدّد ذراعيه على صليب الحياة، لا الموت، ضامًا إليه الأنام.
مأساة الإنسان أنّه ما زال عديل الشرّير وصديقه في كلّ ما يحيا ويعمل ويُظهر ويقول ويخطّط، لقتل المسيح أيضًا وأيضًا.
أحبّة المسيح والّذين قالوا له النّعم يا رب! ”أؤمن فأعن عدم إيماني“ (مرقس 24:9) يبقون مُهدّدين بالموت المُفجِع والحياة القهّارة والظلم الّذي يعانون منه في كلّ حركة وفعل وقول في يوميّاتهم.
المسيحيّون الأوائل جاهدوا بالدّم والشهادة للإبقاء على الكنيسة عروس المسيح… ونحن ماذا نقدِّم؟! الحجارة والزخرف والأردية المطرّزة وتوابعها؟!. أبهذا يظهر المسيح ربًّا وإلهًا؟! وبيوتنا أَهَلْ هي بيوتٌ للمتعبّين والثقيلي الأحمال والمرذولين، أم هي بيوت للأغنياء وعليّة الشعب؟! من نصادق؟! الإله الّذي لم يجد مكانًا يلقي عليه رأسه، أم بليعال الّذي يفرش لنا الغواية والمال لنعبدهما؟!.
قسّم الإنسان العالم إلى طبقات إنسان فقير، وإنسان عامل، وإنسان متسلّط وإنسان يدير دفّة العالم ليسرق وينهب ويقتل، ويذبح، علّه يُفني ويدمّر بيوت الصّلاة، وناس الصّلاة، الّذين تبقى أعينهم مفتوحة على رؤيا الإله في كلّ وجه حولهم.
هؤلاء وحدهم يقفون عن يمين الدّيان يبكون، علّ الإله يرحم الّذين لم يعرفوه، أو آمنوا به، أو أحبّوا العالم والغنى والسّلطة أكثر منه!!. والّذين رفعوا أنفسهم آلهة أعلى وأعظم من الإله!!. لهؤلاء سيقول الرّب ما قاله لنا اليوم.
”أقول لكم إنّ كثيرين سيأتون من المشارق والمغارب ويتكئون مع إبراهيم وإسحق ويعقوب في ملكوت السّماوات. أما بنو الملكوت فيُلقَون في الظلمة البرّانيّة. هناك يكون البكاء وصريف الأسنان. ثم قال يسوع لقائد المئة. إذهب وليكن لك كما آمنتَ. فشُفي فتاه من تلك السّاعة“… ألا اشفينا، ربّي، وخلِّصنا بسماحِكَ وبرّرنا، فنخلص بكلمتك وإيماننا بك والإتّكال عليك.
الأمّ مريم (زكّا)، رئيسة دير القدّيس يوحنّا المعمدان، دوما – لبنان
 
قديم 17 - 06 - 2016, 06:21 PM   رقم المشاركة : ( 13097 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

كان يخاطبهم بالكلمة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
“كان يخاطبهم بالكلمة” أي بنفسه وما من حديث في الإنجيل وكتبنا والعبادات الا عنه. كل شيء في كلامنا يأتي منه ويعود إليه. طوبى لذلك الإنسان الذي لا يزيد حرفًا على كلام يسوع. لك الحق ان تسمع إلى كلمات من البشر، من أدباءهم ومفكريهم، ولكن لا تحتفظ منها الا بما كان يوافق كلام يسوع.
وما يفرضه علينا هذا أن نخاطب الناس نحن أيضًا بكلمات المخلّص. ما كان ضده لا نستمع إليه ولا نردّده. وما كان منه نحفظه حفظا جيدا لخلاصنا. أن تحفظ كلام السيد ولا تناقضه، هذا أقل ما يُطلب منك. أن تقضي كل حياتك لتدقق في ما تعتقد به، لتدقق في ما تسمع في هذه الدنيا وتقرأ، هذا هو المطلوب الأساسي منك. تمتص الإنجيل امتصاصا لتطرد عن ذهنك وكلامك ما يخالطه، هذا هو واجبك الأول.
إن لم تصر أنت إنجيل المسيح، لا تقدر أن تفهم شيئا من الأناجيل. هذا الكتاب وُجد لتصبحه. ليس عند يسوع كتابان: الإنجيل وأنت.
لكون المسيح خاطب الناس بالكلمة وحدها، أي ليس بغير كلام الله، فليس عندك أنت كلام آخر. ينتج من هذا أن أعظم مسعى عقليّ عندك أن تستوعب هذا الكلام لتصيره، حتـى إذا صرته يقرأك الناس فتصير أنت إنجيلهم. ذلك إنك، إن أدركت قمة الحب، يستغني بك الناس عن الكتب المقدسة.
أما أنت فاقرأ ما استطعتَ منها، لأنك، إن لم تُقبل عليها، ترى نفسك منكبّا على كلامك البشري، وأحيانا يكون فيه الكثير من التفه. إذا استطعت ان تصبح في شخصك إنجيلا للمسيح، يقرأونك ويكتفون.
ما يعنيه هذا هو ان تلزم نفسك بمطالعة الكتاب الإلهي كل يوم في وقت تحدده لنفسك، فلا تقصّر فترة القراءة لأن في ذلك اقتناعا عندك انك تحتاج الى هذا الكتاب.
روّض نفسك إلى حاجتها إلى كتاب الله حتى لا تظن انه يُستعاض عنه بكتاب آخر أيا كانت قيمته. لا يتكلّم عن الرب أحد بأعظم مما قاله عن نفسه. لذلك لا تعوّض الكتب، بما فيها كتب الآباء والقديسين، عما قاله الله عن نفسه.
وهذا يعني ان تصبح أليف الكتاب بقراءته كل يوم لأنه الخبز السماوي. ما من كتاب عظيم في العالم يمكن ان يكون عندك بدل الإنجيل. ما قاله الآباء استلذاذ بالإنجيل وليس الإنجيل. الإنجيل لا تتركه أبدًا.
جاورجيوس، مطران جبيل والبترون وما يليهما (جبل لبنان)
 
قديم 17 - 06 - 2016, 06:38 PM   رقم المشاركة : ( 13098 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

أليس هذا هو حالك أيها المسكين؟
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
'كان أحد الأثرياء في عربته عندما أبصر امرأة تنوء تحت ثقل (قفة) كانت تحملها فوق رأسها. فأشفق عليها وأذن لها أن تركب العربة ليوصلها إلى المكان الذي تريد أن تذهب إليه، فركبت، وانطلقت العربة .. وفي الطريق التفت الثرى إلى الخلف ولشـد ما كانت دهشته عندما رأى المسكينة وهي داخل العربة لا زالت تحمل (القفة) فوق رأسها!!.



أليس هذا هو حالك أيها المسكين؟ فبالرغم من أنك في المسيح يسوع، إلا أنك تستكثر عليه أنه يستطيع أن يحمل عنك خطاياك فتظل مثقلا بها نفسك.

إذن ماذا تكون قيمة قوله "تعالوا إلى يا جميع المتعبين والثقيلى الأحمال وأنا أريحكم"؟!



ليتك تثق في قوله "أنا أنا هو الماحي ذنوبك لأجل نفسي وخطاياك لا أذكرها". (أش25:43).



 
قديم 17 - 06 - 2016, 06:57 PM   رقم المشاركة : ( 13099 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

اعطني يارب أن أعرف من أنا.
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
وما هي خطيتي.
حتى أتواضع أمامك ولا أتكبر بشيء
هو أصلاً من عطاياك التي وهبتها لي فضلاً،
فكيف أفتخر بها أمامك.
ارحمني واصفح عني.

 
قديم 17 - 06 - 2016, 07:00 PM   رقم المشاركة : ( 13100 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

إلهي لا تسمح أن أنفصل عنك
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
وأسقط في الخطية
وأحرم من نعمة الوجود معك.
لا تسمح لنفسي أن تهلك
بل خلص نفسي من أجل حبك.
 
موضوع مغلق

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:49 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024