16 - 06 - 2016, 06:13 PM | رقم المشاركة : ( 13071 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
بالآباء نقتدي
نقيم اليوم تذكار آباء المجمع المسكوني الرابع المنعقد في خلقيدونيا عام الـ٤٥١. بحث المجمع المسكوني الرابع في بدعة تسربت إلى الكنيسة وزعمت ان للمسيح طبيعة واحدة هي طبيعة إلهية طغت على طبيعته الإنسانية. وأكد الآباء المجتمعون، وعددهم ٦٣٠، إيمان الكنيسة بالابن الوحيد الكامل من حيث ألوهته والكامل من حيث إنسانيته دون تجزئة أو انفصال: “إنسان حق وإله حق… في شخص واحد”. واليوم تعظيما لهم وتذكارا يُقرأ في القداس فصل من بشارة متى الذي يُختتم بقول السيد: “من يعمل ويُعلّم يُدعى عظيما في ملكوت السموات”. الإنجيل يرشدنا إلى ان العمل شهادة لله في العالم، وان العمل يطهّرنا من الخطيئة. فإن من أحب الله ينفذ الوصايا وبها ينقّي ذاته من الخطيئة ويصل إلى الرؤية المباركة حيث الله يحلّ فيه ويتصرف كما الله يتصرف. ولكن هناك قوما وهبهم الله ان يكونوا معلّمين، ولهذا قال السيد: “من يعمل ويعلّم يُدعى عظيما في ملكوت السموات”. العمل إن كان فيك عظيما، وإن طهرك من كل شهوة فإنه يحرّك عقلك ولسانك. اذ ذاك تتكلم بعظائم الله وتصبح بدورك إنجيلا حيّا اذا نظر الناس اليه يحيون. هذا هو الشيء الفريد في المسيحية، ولعله الوحيد فيها، أن الله في المسيحية صار إنسانا وأخذ يتصرف. قبل ذلك كان الناس يذهبون إلى الله عن طريق الأنبياء. كانوا يحسبون الله فوق، في السموات بعيدا. لم يكن بينهم. كان فوقهم. كان يتحدث هو عن نفسه بكلمات. ولكن لما صار الكلمة جسدا “وحلّ فينا ورأينا مجده، مجد وحيد من الآب مملوءًا نعمة وحقًا” (يوحنا ١: ١٤)، عندئذ أخذنا نرى الله في الجسد يأكل ويشرب ويتصرف على صعيد البشر ومعهم، وهو إليهم وهم اليه بالحب. ثم هذا الإله المتجسد مات وقُبر وقام في اليوم الثالث حتى نسمو نحن به ونستنير. المسيحية كلها انسان مشعّ. هي أولا المسيح المضيء، ولكنها ثانيا المسيحيون المشعون. هناك قلة بيننا كلها نور ولا يبقى فيها أثر للظلمة البتة. والذين أدركوا من النور مقدارا عظيما صاروا شهداءنا وصاروا القديسين، ليس لأنهم احتكروا القداسة، ولكنهم شعلة مستمرة لنقتدي نحن بهم ونصبح بدورنا قديسين حسب قوله المبارك: “كونوا قديسين لأني أنا قدوس” (بطرس الأولى ١: ١٥). المسيحية لا يُفتش عنها في الكتب. طبعا يجب أن نقرأ الإنجيل وما كتبه آباؤنا الذين نعيّد لهم اليوم، ولكن الأصل في المسيحية القدوة، والموعظة هي الواعظ، والكنيسة هي أعضاؤها وهي المحبّون من أعضائها. ولهذا ان كانت المسيحية غير فاعلة بما فيه الكفاية فما ذلك الا لأننا نحن منطفئون. ولكن إن عدنا إلى اللهب، إلى النور، بحياة بارة مقدسة، فلا بد أن يستنير العالم. لاحظوا قوله تعالى في بشارة متى اليوم: “لا تُخفى مدينة موضوعة على جبل، ولا يوضع النور تحت المكيال (أي مكيال الحنطة) بل على المنارة لينير جميع الذين في البيت”. كذلك: “هكذا فليضئ نوركم قدام الناس لكي يروا أعمالكم الصالحة ويمجّدوا أباكم الذي في السماوات”. آباؤنا كانوا يتلألأون نورًا ولكنهم لم يمجدوا أنفسهم بل مجدوا الآب الذي في السماوات. ألا تذكرون قول يسوع عن اليهود انهم لا يستطيعون أن يؤمنوا لأنهم يطلبون مجدا بعضهم من بعض، والمجد الذي من الإله الواحد لا يطلبونه (يوحنا ٥: ٤٤)؟ نحن لا نطلب مجدا بعضنا من بعض، ولكننا نذهب إلى الله وإياه نمجد. ولذلك قال لنا القديس باسيليوس الكبير: “إن مدَحكم أحد فردّوا المدح، لا يجوز ان تسمعوه لأنه يؤذيكم ويؤذي المتكلم”. المادح منافق، والممدوح إذا أصغى اليه يتكبّر، ولذلك قُطع المدح في الكنيسة. في عيد الآباء الذي نقيمه اليوم، نذهب إلى الله ونمجده بالقديسين وبالأتقياء ليتمجد في أي عمل بارّ نقوم به ويبقى الله ممجدا في قلوبنا. جاورجيوس، مطران جبيل والبترون وما يليهما (جبل لبنان) |
||||
16 - 06 - 2016, 06:14 PM | رقم المشاركة : ( 13072 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القـداسة
القدّيس هو المخصَّص لله، الذي يعيش حياته، من كلّ جوانبها، لمجد الله. يسوع المسيح الإله-الإنسان هو القدّيس وحده وينبوع القداسة. المفروز للمسيح، القدّيس في العالم، هو الذي يعكس في حياته قداسة المسيح. يتشفّع بالآخرين بمعنى أنَّه ينقل من خلاله نعمة المسيح وقوّة الروح القدس التي فيه إليهم. هي طاقة حراريّة إلهيّة تخترق الحواجز والمسافات وتذهب أبعد من القبر. * * * الروح القدس، روح الله الساكن في المسيح، هو مُنشِئُ القداسة في العالم. يكفي لنا أن نحيا بموجب وصايا الله وأن نجاهد من أجل ذلك عن طريق قراءة الإنجيل والصلاة والعمل حتى تفعل فينا نعمة الروح وتقدِّسنا. * * * القدّيسون أناس غير كاملين على الأرض. قال الرَّبُّ: “كونوا كاملين كما أنِّي أنا كامل”. وقال القدّيس غريغوريوس اللاهوتي: “الكمال هو أن نسعى إلى الكمال ” القدّيس هو الذي يعيش في هذا العالم وعيناه متَّجهتان إلى فوق. يحيا في وطنه الأرضيّ بإخلاص له، بصبر، بألم، لكن، أيضًا، بفرح لأنَّه يتوقَّع على الدوام الالتحاق بموطنه الحقيقي الذي في السماوات مع الرَّبِّ يسوع (فيلبي 20:3 ) يحيا القديس في هذه الدنيا بروح الله وليس بروح هذا العالم الفاسد. يتحمّل المشقّات، لكنَّ الروح القدس الذي فيه يشفع به “بأنَّاتٍ لا توصَف” مشكِّلاً في ذاته عربوناً للحياة الأبديّة. الحياة الأرضيَّة هي له مجرّد مقدِّمَة للحياة الحقيقيَّة الأبديَّة التي يعيشها مسبَقاً هنا على الأرض عبر معرفة الرَّبّ يسوع والجهاد في اتِّباع وصاياه. * * * الكنيسة نشأت ونمت وازدهرت بفضل الشُّهداء القدِّيسين . فلا تخافوا أيُّها الأحبّاء المؤمنون، “أيُّها القطيع الصغير”، مهما أصابكم من محنٍ وحتّى من اضطهادات. يكفي أن تظلّوا ملتَصِقين بالرَّبِّ يسوع وبكنيسته، عاشقين له، فهو قادر عن طريق قدّيسيه أن يخلّصكم ويخلّص العالم أجمع. آمين. أفرام، مطران طرابلس والكورة وتوابعهما |
||||
16 - 06 - 2016, 06:15 PM | رقم المشاركة : ( 13073 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القداسة
قال الفيلسوف ديكارت (Descartes): “أنا أفكِّر إذاً أنا موجود” (Je pense donc je suis). في المسيحيَّة نقول: ” أنا أُحِبُّ إذاً أنا موجود (j’aime donc je suis)”، هذا يُعطي معنًى لحياتي. أمّا بالنسبة لهدف الحياة في الكنيسة الأرثوذكسية فهو القداسة. يقول الرَّبُّ يسوع في إنجيل يوحنا: “جئتُ لكي تكون لهم حياة ولكي تكون لهم أفضل” (يوحنا 10: 10). ويقول القدّيس سيرافيم ساروف: “هدف الحياة هو اقتناء الروح القدس”. في يوم العنصرة نزل الروح القدس على التلاميذ بشكل ألسنة ناريَّة. هو نفسه ينزل علينا ويستقرّ فينا في سرّ المعموديّة. الروح القدس هو الذي يجعلنا نشترك في حياة الله، في قداسة الله القدّوس وحده. ينادي الله شعبَه منذ القديم: “كونوا قدّيسين لأنِّي أنا قدُّوس” (أخبار 11: 45)، وأيضًا، في العهد الجديد: “كونوا أنتم أيضًا قدّيسين في تصرّفكم كلّه” (1 بطرس 1: 15-16). هذه القداسة تحقَّقَت بملئها في يسوع المسيح قدوس الله وحده. * * * كلُّ إنسان مدعوٌّ لكي يشارِكَ قداسةَ اللهِ بالنعمة الإلهيَّة. المشارَكَة تحصل، منذ اليوم، في القداس الإلهي الذي هو مملكة الآب والابن والروح القدس، وهي تذوُّقٌ مُسْبَق للملكوت السماوي “الآن وهنا”. * * * القدّيس هو المفروز، المخصَّص لله. لذا، في سرّ المعموديّة يُقَصُّ من شعر المعمود علامةً على تكريسه لله. الحياة الإلهيَّة دخلَت فيَّ، في جسدي، في كياني كلّه. أصبحتُ واحداً مع كلّ القدِّيسين، عضواً كامِلاً في الكنيسة، في جسد المسيح. هذه كانت غايةُ تجسُّدِ ابن الله وآلامِه وموتِه وقيامتِه وصعودِه إلى السماء وإرسالِه الروح القدس. لكن كيف نتقدّس؟ بذورُ النِّعمةِ فينا، منذ المعموديّة، هي طاقةٌ كامِنَةٌ إلهيَّة، (ةnergie divine en potentiel)، فكيف تتحوّل إلى طاقة فاعلة (ةnergie cinétique) في حياتنا؟ علينا، وبملء حرّيتنا، أن نتقبَّلها، أن نتبع طريقَ المسيح، مثالَه، أن نكون مأخوذين بمحبّته، متطلّعين إليه، متشبِّهين به، تابعين وصاياه. هذه كانت مسيرةُ القدّيسين الذين انفصلوا عن “روح العالم”، روح هذه الدنيا، وليس بالضرورة عن العالم. هذا هو المعنى الحقيقيّ للتوبة (Métanie- repentir) أي تغيير طريقة تفكيرنا، طريقة حياتنا، وليس فقط الندم على خطايانا. طريق القداسة أيّها الإخوة الأحبّاء تكون: 1- بنَبْذِ روحِ العالم، أي الخطيئة التي أصبحت “موضة” في أيّامنا. نحن غير ملزَمين أن نتقبَّلَ كلّ ما يأتينا من وسائل الإعلام ومن الدعايات الفارِغة. 2- هناك أماكن، أشخاص، عادات لا تتَّفِقُ مع معتقداتِنا، يقول الرسول بولس: “إنَّ المعاشَرات الرديئة تُفسِدُ الأخلاق الجيّدة” (1 كور 15: 33). 3- أن نتعلّم كيف نستخدم إيجابيّاً التكنولوجيا الحديثة. 4- إحذروا من الفلتان الجنسيّ باحترام الشخص (personne) لا بإخضاع العلاقات للشهوة. أخيراً وليس آخِراً، القداسة غير الأخلاقيّات. المسيحيَّة ليست مجرَّدَ دِين، وصايا وشرائع، هي نارُ محبّةٍ آكِلَة للرَّبّ وللآخَرين، تشتعِلُ في قلوبنا. هي تخطِّي النُّظُم الاجتماعيَّة دون إلغائها، هي السماء على الأرض. أفرام، مطرن طرابلس والكورة وتوابعهما |
||||
16 - 06 - 2016, 06:20 PM | رقم المشاركة : ( 13074 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الوداعة والوضاعة!.
لا أحد يؤذيك إن لم تؤذِ نفسك (الذّهبيّ الفمّ). ليس في طاقة كائن مَن كان أن يحيل حياتك جحيمًا، ولا في وسعه، مهما فعل، أن يبثّك نعيمًا. الجحيم والنّعيم في يدك، لا في يد سواك. أنت تأخذ ما تعطيه. ما تزرعه إيّاه تحصد. ليست الأمور كما تبدو في الظّاهر. الظّاهر أساسه الباطن. وما بين الظّاهر والباطن ليس، دائمًا، شفّافًا. ساعةً يحكي ظاهرُك باطنَك، وساعة يتوارى باطنُك وراء ظاهرك. تعنف، أحيانًا، لأنّك قلق، خائف، مضطرب؛ وتعنف، أحيانًا أخرى، غيرةً على الحقّ!. تارة، تعطف لترحم؛ وتارة أخرى لتَخدع!. لذا، لا تحكم بحسب الظّاهر!. طالما الإنسان قلب، فكما يكون قلبُك تكون. العارف بمكنونات القلوب هو يحكم. وأنتَ، مفترَض أن تكون عينُك على قلبك!. اعرف نفسك!. نقِّ نواياك!. بالصّدق، باللّطف، بالرّحمة!. لا أثمن من تنقية القلب بالحبّ!. إذ ذاك، يتجلّى داخلُك في ما يبدر عنك. تكون إيّاك!. تعاين ربَّك!. وله تشهد!. أنتم شهود لي، قال!. تقيم في النّور وتشهد للنّور!. بغير ذلك، تقيم في العتمة، وتتمرّغ في الخداع، شيمتك الكذب، وتتعاطى الرّياء!. مهما كانت ظروفك قاسية، بإمكانك أن تكون في سلام!. السّلام لا يأتي من أوضاع، بل من موقف داخليّ من الأوضاع!. سلام القلب من خارج هذا العالم!. سلامي أُعطيكم، لا كما يعطيكم العالم، قال ربّك!. هذا لا يعني أنّ السّلام يأتي بيسر. الضّيق مؤتاك أوّلاً!. تَصبَّبَ عرقًا كالدّم!. بعد ذلك، صار في سلام!. السّلام كان له بالتّسليم على الصّليب!. والصّليب صار ثابورَ الحبّ!. في يديك أستودع روحي!. بالأوجاع تلدُ المرأة. لكنّها متى ولدت تفرح لأنّ إنسانًا وُلد في العالم!. وبالفرح تنسى ما تكون قد عبرت به!. كلّ نفس ذائقةٌ الموتَ بالسّقوط، والقيامةَ بالصّليب!. ليس مَن يؤذي سواه قويًّا، بل ضعيف!. يعنف بإزائه لأنّه خائف على نفسه!. يلغيه قبل أن يَلتغي منه!. الخوف على النّفس يدّخر العداوة!. لا أصدقاء للخائف، فقط رفقاء، حلفاء، يستحيلون، بيسر، أعداء!. القويّ لا يستقوي بالفتك بل بالتّسليم، بالحبّ!. لذا لا بالقوّة يقوى بل بالضّعف، إذ بالضّعف، بضعفه، بقبوله الضّعف من أجل يسوع، تحلّ عليه قوّة المسيح!. هذا لا يأتي من يقين مسبَق!. اليقين المسبَق إيحاء ذاتيّ!. هذا يأتي من نموذج، من شهود!. أمّا النّموذج فهو يسوع!. تعلّموا منّي!. وأمّا الشّهود فهم القدّيسون!. ما تراني أعمله اعمله أنت أيضًا!. قوّة الكلمة من صدقيّة مَن تَمثَّلها!. من قوّة الرّوح في مَن اقتناها!. باسم يسوع قمْ وامشِ!. لأنّهم آمنوا بالرّوح والحقّ!. فقط قل كلمة فيبرأ فتاي!. حين يستسلم المرء لضعفه وينزع لرّوح العداوة، لا تعود لكلمة الله في فيه قوّةٌ!. اليقين لاحق!. هذا سرّ حضرة الله، سرّ إفراغه لذاته!. حين أكون ضعيفًا إذ ذاك أكون قويًّا!. هذه، عند النّاس، عثرة وجهالة، لأنّ شيمتَهم استمدادُ قوّتِهم من ذواتهم!. أمّا أنا فقوّتي من عند الرّبّ الّذي صنع السّماء والأرض!. التّوبة هي هذه: على كلمتك أُلقي شبكتي!. على كلمتك!. لأنّي أُسْلِم بما تقول!. لأنّي أريد وأسألك أن تعين عدم إيماني!. لأنّك تعينني وتؤمِّنني، منّةً منك، لأنّك تحبّني!. مِن ذا يأتي التّغييرُ!. أتكلّم بما تهبني!. أقول قولتي وأنت القولة!. أعرف أنّك أنت المتكلِّم!. أجدني متيقِّنًا من أنّ الكلمة منك!. يقيني أنت، وأنا توما!. أصرخ ضعفي في قوّتك!. في جنبِك!. وأحدّث، عنك، أنّك أنت إلهي، وأنا تراب ورماد!. كنتُ قد سمعتُك سَمْعَ الأذن، أمّا الآن فعيني قد رأتك (أيّوب)!. الودعاء صُنعُ ربِّهم!. سحْقًا يسحق كبرياءهم بالشّياطين، بالنّاس، بقوى هذا الدّهر!. استيقِظْ، أيوبُ، وقمْ من بين الأموات ليضيء لك المسيح!. هذا المرتجى!. لهذا بُرِئْتَ!. لا هَمَّ خطاياك!. خطاياك لإذلالك بعدما استكبرتَ بإيحاءات تأليه ذاتك، بالحيّة ونظيرها!. لا علاقة لخطاياك بأخلاقك!. الخطايا أخلاق وانعدام أخلاق!. الأمران سيّان ما دمت إلى نفسك وما انعطفت صوب ربّك بالرّوح والحقّ!. الشّعوب كلّها تصطنع أخلاقيّاتها!. ربّك فوق الأخلاق، أو ما تحسبه أخلاقًا!. الأخلاق، عند ربّك، من الخَلْق!. فإن تعاطيت ربَّك خالقًا، وذاتَك ترابًا ورمادًا، تخالقت، أي تفاعلت، ومبدعك خالقًا، وبتّ إليه وهو إليك، وسموت به إليه!. الخلْقُ كلّهم مدعوّون!. الجميع أخطأوا!. جئتُ لأدعو خطأة!. الودعاء هم القائمون في سكون ربّهم، السّاكنُ ربُّهم فيهم!. الهادئون بطبعهم ليسوا ودعاء!. لا يصنع المزاج وداعة!. متى بلغ المرء حدود الصّمت بإزاء الإله الكلمة، إذ ذاك ودع واستودع ربَّه روحَه، فالصّمتُ أبلغ الكلمة، ولغة الدّهر الآتي، منذ الآن!. مَن لا يلتمس الوداعة، بوعي وثبات، يقع، بيسر، في الوضاعة!. وللوضاعة مسار!. الوضعاء حقيرو النّفوس مهما بدا مظهرهم برّاقًا، وحُسبوا مقتدرين، واستبانوا جذّابين!. هؤلاء، بعامّة، هم نماذج القوم النّاجحين في هذا الدّهر لنفوسهم الحيّالة!. يأتونك شرسين، ويأتونك مهذَّبين!. يأتونك أصحابَ سلطان، ويأتونك ممالقين تافهين!. خبراء في المداهنة!. حسّاد!. مراؤون!. تظنّهم يودّونك، ولا يَوَدّون إلاّ أنفسهم!. بيسر يُقبلون عليك وبيسر يُدبرون عنك!. لا تعرف ما يُضمرون!. في نفوسهم كثافة لا طاقة لك على اختراقها!. يستعملونك استعمالاً، ومتى استنفدوك غادروك!. أنت لهم شيء: جسد برسم الاستهلاك، عقل برسم الاستغلال، مصلحة، ولو راقية، برسم التّداول!. والذّكاء؟!. خير ما تتلبّس به الوضاعة لتخدع وتؤذي!. الذّكيّ، إلى نفس تفهة، إنسان شيطانيّ!. ثمّة مَن يقتلهم ذكاؤهم، وثمّة مَن تقتلهم قلّة عقلهم!. كلاهما غبيّ!. الغباء من قلب لا يحبّ!. من نفس دوديّة!. من وجود يزدرد ذاته!. يظنّ أنّه يغتذي بأرواح الآخرين ولحومهم، وما يغتذي إلاّ بشهوةٍ نهمةٍ إلى ملء الخواء!. كلّ العدم يتفجّر، مذاقًا، من حبّ الذّات!. المسحوقون هم الّذين لا يستطيعون أن يؤذوا أحدًا، لأنّ نفوسهم لا تُضمر شرًّا!. وإن آذوا، متى آذوا، فلأنّهم عفويّون ولا يعلمون!. ومتى صحوا إلى أنّ ثمّة مَن يتألّم بسببهم، لأنّهم جرحوه، على غير دراية منهم، بكوا بكاء مرًّا!. لا يفهمون أحابيل الخطيئة!. ورغم ذلك فيهم التواء!. أطفال فقدوا البراءة في المسرى لأنّ الحيّة لدغتهم، ولكنّهم أطفال!. باقون أطفالاً!. في خضم الألم، يستفيق الحقّ فيهم!. يَفيضون حبًّا يغسل كياناتهم المأزومة!. يعكسون، إذ ذاك، نورًا في ظلمةِ طبيعتهم السّاقطة!. يعانون السّقوط، طبعًا؛ مع ذلك، فيهم تشوّف إلى اللَّطَف، إلى الأصالة، إلى ربّهم!. لا يعرفون الخباثة!. بالأكثر سذّج!. غيرهم يستغبيهم، وهم على ولودة!. يلهون كصغار القطط!. يقلبون الدّنيا، يَجرحون ويُحرِجون وما يعلمون!. كان الأب الياس مرقص، نفعنا الله بصلاته، يقول عن الإنسان إنّه وُلد ليلعب ويلهو!. في بيت أبيه منازل كثيرة وحدائق غنّاء!. لم يوجد ليَحمل همًّا!. ربُّه اهتمّ وبسط الدّنيا ملهى فرحٍ له!. فقط الخطيئة جرّحت الفرح، وما ألغته!. لذا حنين الإنسان إلى ربّه هو، رغم كلّ شيء، في جبّ أوساخ!. غريبٌ واقعُ إنسانِ السّقوط!. ثمّة مَن مالوا إلى الشّرّ في مفاسدهم، وثمّة مَن مالوا إلى الأحلاميّة السّاذجة!. كيف يقيم الله في مَن تغرّبوا عنه وتمرّغوا في الحمأة، وهم العابثون؟!. لا شكّ أنّ، في ذلك، إفراغًا للذّات عظيمًا!. تبقى التماعات ربّك في نفوس شتّى!. كأنّ بباريك تركَ من جمالاته وإحساناته ولطفِه طعمًا يصطاد به كثرةً!. أنت بإزاء صائدِ نفوسٍ، له، في المودّات، باعٌ لا يوصف ولا أطول!. جعل الخطيئة، على إيلامها، سبيلاً إلى الارتداد، بالتّوبة، إلاّ الخباثة تُفتّتُ التّوقَ إليه!. الوداعة، في هذا الدّهر، لغزٌ، لأنّ ما لربّك فيها مبلغًا إلى نفوس تتوق جراحُها إلى طبيب النّفوس والأجساد!. تمجّ الحقارةَ ويوجعها التّفه في أرض الأحياء، فنلقاها، في غابة هذا العالم، جملةَ قدّيسين تآكلهم البَرَصُ، فأقاموا، على تشويهٍ، خارجَ الأسوار، ينتظرون الآتي ليدعوهم إلى البرء!. أنا قلت يا ربّ ارحمني واشف نفسي لأنّي قد خطئت إليك!. الأرشمندريت توما (بيطار)، رئيس دير القدّيس سلوان الآثوسي، دوما – لبنان |
||||
16 - 06 - 2016, 06:22 PM | رقم المشاركة : ( 13075 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
رائحة الموت تظهر في الخصومة
رائحة الموت تظهر في الخصومة، لأن الخصومة تقتل محبة الأخ في القلب فلا تبقى سوى أوجاع البغضة وحب الانتقام والرغبة في القطع والحرمان لكل من لا يتفق مع رأيي بحجة التمسك بالحق والدفاع عن الإيمان؛ فالبغضة ولعن الآخر وشتمه واتهامه بالهرطقة وغيرها من الاتهامات التي لا تليق، هذا كله يدل على عدم التقوى وعدم معرفة الله من الأساس، لأن الحق الإلهي لا يتصارع عليه أحد بل يقبله فيشفي قلبه ويُقدمه للآخرين قوة شفاء وفرح للمتعبين، ويحب من محبة الله الجميع حتى الأعداء، لأن هذه هي علامة المسيحي الحقيقي، لأن المسيحي الحق ليس هو الموسوعة المعرفية ولا القدرة على معرفة الأبحاث العظيمة اللاهوتية المُدققة ولا المُدافع عن الإيمان أمام مُخالفيه، بل هو الممتلئ من الله المحبة الظاهرة فيه بأعمال صالحة تجاه الآخرين: + أيها الأحباء لنحب بعضنا بعضاً، لأن المحبة هي من الله، وكل من يحب فقد ولد من الله ويعرف الله (1يوحنا 4: 7) |
||||
16 - 06 - 2016, 06:24 PM | رقم المشاركة : ( 13076 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
هل نحن اتغيرنا وصرنا آلهة !!! سؤال مهم من أحد الإخوة الأحباء: اسمع اننا تألهنا ونلنا كل ما لله، والبعض يقول اننا صرنا إلهيين بطبعنا والآخر يرفض ويقول أن هذا معناه اننا نقول أننا تحولنا وصرنا الله !ّ!! ما المعنى المسيحي الأصيل لهذا التعبير: التأله ونلنا ما لله وصرنا نور!!! _____الإجابة_____ببساطة إنجيل بشارة الخلاص، هو أن حدث معموديتنا واستمرار حياتنا هو أن "نلبس المسيح"، وهذا معنى كلمة تألهنا وننال كل ما لله (حسب تشرب كل واحد من النعمة المُعطاه منه)، أي اننا في المسيح صرنا خليقة جديدة وانتسبنا لله ولم نتحوَّل عن طبيعتنا لأننا سنظل بشر ولن نتغير عن إنسانيتنا لأن الرب نفسه لما تجسد اتحد بالناسوت بطريقة ما بغير اختلاط ولا امتزاج أو تغيير، فهو لم يتحوَّل لإنسان وترك الألوهة لنا، ولم يحولنا لنكون أقنوم إلهي.. هذا مستحيل استحالة مُطلقة. لكننا منتسبين لله بسبب أن الكلمة اتحد بإنسانيتنا، لذلك حياتنا هي أننا لبسنا ونلبس المسيح، وهذه هي حياتنا كمسيحيين، فنحن صرنا شركاء الطبيعة الإلهية لأننا لبسنا المسيح وفاض علينا من بره الخاص، يعني احنا حسب طبيعتنا لن نستطيع ان نكون في ذاتنا مصدر نور، أو مصدر حياة أبدية، ولنقرأ التعبير الرسولي الدقيق: لأنكم كنتم قبلاً ظُلمة وأما الآن فنور في الرب، اسلكوا كأولاد نور (أفسس 5: 8)، يعني احنا صرنا نور في الرب، بمعنى ان لو انا مش في الرب طبيعياً سأكون ظلمة حسب طبيعتي الساقطة، يعني أنا مش النور، أنا صرت نور لأني جوه النور نفسه، وبما إني نور في الرب طبيعي هاسلك كابن للنور.وبناء على ذلك فنحن لا نقدر أن نصنع برّ الله، بل فقط نلبسه حسب قدرة استطاعة عمله فينا بروحه الذي سكن أوانينا حسب السرّ الذي نلناه بسبب تجسد الكلمة، فأن خرجنا عنه (أي المسيح الرب) أو لم نلتصق به سنخسر الحياة الإلهية فينا، فنحن نور ليس لأننا مصدر نور، بل لأن النور الحقيقي هو الذي أنارنا وبه نحيا ونتحرك ونوجد، لأنه هو بشخصه فينا، لذلك يشع نوره فينا ومن خلالنا، ولنا الحياة الأبدية لأن هو الحياة فينا. ده الموضوع ببساطة بدون دخول في جدل، وبالطبع كل هذا لا يعقل من جهة الفكر الإنساني لأنه عطية الله حسب التدبير، لذلك لا ينفع أن نقول كيف يكون هذا، بل ندخل هذا السرّ بصمت الإيمان العامل بالمحبة لنتقبل عطية الله فينا ونحقق معموديتنا في حياتنا كلما نقترب منه بالصلاة والتناول من خبز الخلود الذي يحقق فينا التغيير ويعطينا أن نمتلئ من حياته، لأن هو من قال من يأكلني يحيا بي، فبصفته أنه هو الله فعلاً لذلك به نحيا وندخل الحياة الأبدية، لكن لو هو مش فينا فكيف ندخل الحياة الأبدية ويكون لنا شركة حقيقية مع الله، لأن هو الذي قال بدوني لا تقدروا أن تفعلوا شيئاً. |
||||
16 - 06 - 2016, 06:42 PM | رقم المشاركة : ( 13077 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
من تأليف البشر خليط لما يروق البشر من تعاليم واضافات بشرية لها وقبلهم من كشفهم الرسول بولس ، يريدون مسيحية بدون التجسد بدون الصليب بدون القداسة بدون الزواج بحسب كلمة الله اى يفرغون الايمان المسيحى من مضمونه انبياء كذبة بطون بطالة كورنثوس الثانية 2 : 17 لأَنَّنَا لَسْنَا كَالْكَثِيرِينَ غَاشِّينَ كَلِمَةَ اللهِ، لكِنْ كَمَا مِنْ إِخْلاَصٍ، بَلْ كَمَا مِنَ اللهِ نَتَكَلَّمُ أَمَامَ اللهِ فِي الْمَسِيحِ. كورنثوس الثانية 4 : 2 بَلْ قَدْ رَفَضْنَا خَفَايَا الْخِزْيِ، غَيْرَ سَالِكِينَ فِي مَكْرٍ، وَلاَ غَاشِّينَ كَلِمَةَ اللهِ، بَلْ بِإِظْهَارِ الْحَقِّ، مَادِحِينَ أَنْفُسَنَا لَدَى ضَمِيرِ كُلِّ إِنْسَانٍ قُدَّامَ اللهِ. |
||||
17 - 06 - 2016, 05:38 PM | رقم المشاركة : ( 13078 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الإنجيلين المعمدانيون (المحبة والإيمان)
الخلاص عبر الثبات في الإيمان يعتقد الإنجيليين رغماختلاف شيعهم، وتحديدا المعمدانيين (المتجددين)، بأن الأعمال الصالحة هي ثمرة الأيمان. فلو آمن أحدهم بالمسيح فسوف تكون أعماله صالحة وذلك لأن إيمانه سيعمل به، وهذا يحتم عدم سقوطه في الخطيئة ثانية، وهذا الخلاص يعطى مرة واحدة وكل هذا التعليم باطل. فلقد شدد المسيح في تعليمه عن الخلاص على موضوع الصبر لأن الإنسان معرض للسقوط في مكائد أبلس مهما كانت درجة إيمانه “بصبركم أقتنوا نفوسكم” (لوقا٢١: ١٩) “الذي يصبر إلى المنتهى فهذا يخلص” (متى١٠: ٢٢ و ٢٤: ١٣ ومرقس ١٣:١٣). يهدف هذا الصبر إلى أن يقودنا إلى الثبات في الإيمان إلى المنتهى. كل تعليم العهد الجديد يشدد على فكرة الثبات “ليحضركم قديسين وبلا لوم ولا شكوى أمامه إن ثبتم على الإيمان متأسيين وراسخين وغير منتقلين عن رجاء الإنجيل الذي سمعتموه”(كولوسي١: ٢٢- ٢٣)”من يظن أنه قائم فلينظر ألا يسقط” (١كورنثوس١٠: ١٢) ويوضح الرب معنى هذا الثبات حين كان يشفي ويقول للذي آمن وشفي ألا يخطئ ثاني لئلا يصيبه شر (يوحنا٥: ١٤) مايعني أن الإيمان بحاجة إلى جهاد ضد الخطيئة حتى يثبت ولا يموت ثانية لأنه وإن آمن إن أخطأ ثانية يدان ويصيبه شر كما يشدد العهد الجديد على أن التبرير والخلاص لا يتحققان مرة وإلى الأبد إنما هما مستقبليان يقول بولس “ليس الذين يسمعون الناموس هم أبرار عند الله بل الذين يعملون بالناموس هم يبررون” (رومية ٢: ١٣)أي التبرير يحصل في النهاية إذا ثبت أن الذي سمع الناموس وقبله طبق وصاياه حتى النهاية وكلام بولس الرسول عن نفسه يؤكد فكرة الثبات في الجهاد الروحي وقمع الخطيئة “ليس أني قد نلت أو صرت كاملا ولكني أسعى لعلي أدرك الذي لأجله أدركني أيضا المسيح يسوع” (فيلبي ٣: ١٢) وأيضا “وأخيرا قد وضع لي إكليل البر الذي يهبه الله في ذلك اليوم” (٢ثيموثاوس٤: ٧- ٨) وهنا ينسف بولس الرسول كامل عقيدة (استحالة الارتداد أو السقوط ثانية) المعمدانية. “ولكن الروح يقول صريحا إنه في الأزمنة الأخيرة يرتد قوم عن الإيمان تابعين أرواحا مضلة وتعاليم شياطين”(١ثيموثاوس٤: ١)يستخدم المعمدانيين بعض الآيات لتثبيت حججهم مثل “كل من يدعو باسم الرب يخلص” (أعمال ٢: ٢١) ورومية: ١٣) طبعا هنا تلاعبوا بترجمة كلمة يدعو فهي كلمة يونانية تعني الخضوع المستمر لسلطة الرب. ولكيلا ندخل في سجال معهم نعود لما علمنا به الرب حين قال “ليس كل من يقول لي يارب يدخل ملكوت السماوات بل الذي يفعل إرادة أبي الذي في السماوات” (متى٧: ٢١) هكذا يضل الإنجيليين المعمدانيون أتباعهم حين يعطونهم ضمانة على خلاصهم الأبدي بمجرد قبولهم الرب يسوع مخلصا لنفوسهم. ارتباط الخلاص بالأعمال وحفظ الوصايا يميز العهد الجديد بخاصة رسائل بولس الرسول بين ثلاثة أنواع من الأعمال: أعمال الناموس (غلاطية٢: ١٦ رومية ٣: ٢٠)أعمال الجسد (غلاطية٥: ١٩- ٢١ و ٢بطرس٢: ١٠، ١٨) وأعمالالإيمان (يعقوب٢: ١٤- ٢٤). أعمال الناموس والجسد يرفضها طبعا، أما الأخيرة فهي الأعمال التي قبلها واعتبرها أساسية لابد منها في عملية خلاص الإنسان. مزج الإنجيلين المعمدانيون بين أعمال الناموس وأعمال الإيمان ورفضوها معا، هكذا بدلا من أن يكون الإيمان طريقا إلى الخلاص صار طريقا إلى الضلال وبابا للهلاك الأبدي. تشديد المعمدانيين على أن نعمة الله تغرس في الإنسان الإيمان بيسوع المسيح وأن هذا الإيمان يضع الإنسان في علاقة مباشرة مع المخلص فيعطيه التبرير والخلاص. وهو استنادا إلى بولس الرسول “إذا نحسب أن الإنسان يتبرر بالإيمان بدون أعمال الناموس” (رومية ٣: ٢٨) وأيضا غلاطية ٢: ١٦ .تشديد بولس الرسول في هذه الأيات، على الفصل بين الإيمان وأعمال الناموس، ليس إطلاقا رفضا للأعمال.ما رفضه بولس هي أعمال الناموس الحرفية. والهدف هو تحويل عبادة الله من ناموس الوصايا الحرفي إلى الإيمان الحي بيسوع. فلم يتكلم إطلاقا على الأعمال كما أوصى بها الرب والتي لابد منها لأجل خلاص الإنسان. كتب ذلك مشددا على التبرير بالإيمان بدون أعمال الناموس، ليخرج من ذهن بعض المسيحين المتهودين مفهوم التبرير بأعمال الناموس الخارجية ،كالختان وغيره، ليستبدلها بالناموس الروحي. لأنهم كانو يعتقدون أن أي إنسان وثني لا يخلص إلا إذا ختن وتمم الناموس. فهو لم يرفض الأعمال بشكل عام فلقد ذكر أيضا أعمال الناموس المتكلمة بالمحبة “لأن من أحب غيره فقد أكمل الناموس. فالمحبة هي تكميل الناموس” (رومية١٣: ٨، ١٠) وفي غلاطية ٥: ٦ يوضح بولس الرسول عن ماهية الإيمان الحقيقي الفاعل ” العامل بمحبة”. المحبة وارتباطها بالأعمال والتوبة البروتستانت بعامة حين يتكلمون على الخلاص “بالإيمان وحده”، يتكلمون ضد تعاليم الكتاب الذي يشدد على أن الإيمان تشكله أغمال المحبة وينمو بثمارها.يربط بولس الرسول في كل مكان بشكل جذري الإيمان بأعمال المحبة (غلاطية٥: ٦) (١تسالونيكي١: ٣) (٢تسالونيكي١: ١١) وغيرها. فالإيمان النظري لا قيمة له “الشياطين يؤمنون” لكن لا يتجددون ولا يخلصون (يعقوب٢: ١٩)، والمسيح بتجسده وبذله ذاته من أجلنا، علمنا أن الإيمان لا شيء بدون المحبة (١كورنثوس١٣: ٢). فحين تنتفي المحبة وفعلها من النفس البشرية تسود حالا الخطيئة والأهواء. أما الإيمان والخطيئة فلا يلتقيان. فالمسيح في كلامه إلى أساقفة الكنائس السبع في الرؤيا يربط المحبة بالتوبة وبالأعمال الكاملة. يقول إلى ملاك أفسس: “عندي عليك أنك تركت محبتك الأولى فاذكر من أين سقطت وتب واعمل الأعمال الأولى” (رؤيا٢: ٤- ٥) ولملاك ساردس: ” كن ساهرا. لأني لم أجد أعمالك كاملة أمام الله فاذكر كيف أخذت وسمعت واحفظ وتب…” (رؤيا٣: ٢-٣) إذا المحبة ليست نظرية عند الله كما هو موضوع الإيمان عند الإنجيلين المعمدانيين إنما فاعلة تكشفها الأعمال. فالمحبة الحقيقة كما ورد في الأيات التي ذكرناها تصبح كاملة ومقبولة بالتوبة وعمل الأعمال الأولى الكاملة. أما تشديد يعقوب الرسول، في رسالته الجامعة، على الخلاص بالإيمان والأعمال معا، لم يكن نقضا لفكر بولس عن الإيمان كما ادعى لوثر، إنما الرسول يعقوب وهو حتما مطلع على الرسول بولس ويعرف تشديده على الإيمان مقابل أعمال الناموس كتب ليوضح العلاقة بين الإيمان والأعمال. الأعمال التي يتكلم عليها يعقوب الرسول تعني العمل بوصايا المسيح وهي مرتبطة بالإيمان لا أعمال الناموس، التي رفضها بولس فيعقوب يكشف معنى الإيمان الحقيقي: “أرني كيف يكون إيمانك من غير أعمال وأنا أريك كيف يكون إيماني بأعمالي” (يعقوب ٢: ١٨) الأمر الذي يعني أن الإيمان بدون أعمال لايمكن أبدا أن يكون هو نفسه كالإيمان مع أعمال. حفظ الوصايا يكرز الإنجيلي يوحنا في الأصحاح الرابع عشر ثلاث مرات عن نفس الموضوع نختار إحداها: “إن كنتم تحبوني فاحفظوا وصاياي وأنا أطلب من الآب فيعطيكم معزيا آخرا ليمكث معكم إلى الأبد” (١٥- ١٦)حفظ الوصايا هو إتمام الأعمال الصالحة ويشير إلى أن الإيمان الحقيقي يتجلى في هذه المحبة التي لا تكون: “بالكلام ولا باللسان بل بالعمل والحق” (١يوحنا٣: ١٨) هكذا الآيات التي تتكلم عن الإيمان وأهميته لا تفهم إلا في علاقتها بالأعمال الصالحة أو حفظ الوصايا ” هنا صبر القديسين هنا الذين يحفظون وصايا الله وإيمان يسوع” (رؤيا١٤: ١٢) وعندما سأل الشاب الغني الرب يسوع: ماذا أعمل لأرث الحياة الأبدية؟أجابه يسوع “إن أردت أن تدخل الحياة فاحفظ الوصايا” (متى١٩: ١٦-١٧) .في هذه الآية لم يأت الرب يسوع على ذكر *الإيمان *إنما ركز على حفظ الوصايا. وأيضا بعد قيامته لم يسأل بطرس الذي أنكره ثلاث مرات إذا كان *يؤمن به* بل إن كان يحبه. وأيضا في إنجيل الدينونة لم يشير المسيح إلى موضوع *الإيمان* حين قال للمخلصين ” تعالوا يامباركي أبي رثوا الملكوت المعد لكم منذ تأسيس العالم” وللهالكين”اذهبوا عني ياملاعين إلى النار الأبدية المعدة لإبليس وملائكته” لم يشير إطلاقا إلى الإيمان إنما أشار إلى أعمالهم: “لأنني جعت فأطعمتموني. عطشت فأسقيتموني. كنت غريبا فآويتموني…” (متى٢٥: ٣٤-٣٦) وأيضا في (متى ٢٥: ٤١-٤٢) هذا المقطع كما في مقاطع كثيرة أخرى في الكتاب يعلمنا أن الدينونة ستكون على أساس الأعمال لهذا موضوع خلاص الإنسان مرتبط بأعماله بالقوة ذاتها التي يرتبط فيها بإيمانه ويشدد بولس أيضا “الذي سيجازي كل واحد حسب أعماله” (رومية ٢: ٦) “لأنه لابد من أننا جميعا نظهر أمام كرسي المسيح لينال كل واحد ما كان بالجسد بحسب ما صنع خيرا كان أو شرا”(٢كورنثوس٥: ١٠) .هكذا الدينونة الأخيرة ستكون على الأعمال حسب ما قال الرب وليس حسب مايعتقد الإنجيلين المعمدانيين آمن مرة وتخلص إلى الأبد، فالإيمان الشخصي بالله يتغذى بلا انقطاع بالأعمال الصالح. الإيمان مسيرة نمو وامتداد تشدد الأرثوذكسية على أنه لا يوجد خلاص خارج الإيمان. بمعنى أن الخلاص يستند بشكل رئيس إلى الإيمان بيسوع وبكل عمل الفداء، لكن هذا الخلاص والتجديد والتبرير واقتناء النعمة،لا يمكن أن يتحقق بلحظة، بمجرد اعتراف شفوي بالمسيح أنه رب مخلص، على حسب الطريقة الإنجيلية المعمدانية. فالإيمان هو بداية الطريق إلى الملكوت لا الملكوت. فقبول الدعوة إلى عرس الملكوت ليس العرس. فمن يكتفي بالدعوة فقط يبقى خارجا. ومن يدخل إليه وبعيشه في الكنيسة وفي حياتها الأسرارية في ليتوررجيتها هناك نلتقي مع المسيح ونتحد به ونصير أصدقاء العريس. فمن يقرأ العهد الجديد بحس روحي، يجد كيف أن الإيمان الشخصي بالله هو مسيرة نمو يزداد وينقص. وكيف أن هذا النمو ينعكس في حياة المؤمن وعلاقته بالآخرين “بل راجين إذا نما إيمانكم أن نتعظم بينكم” (٢كورنثوس ١٠: ١٥)ويكشف لنا الرب يسوع معنى الإيمان بهذا المثل: “لوكان لكم إيمان مثل حبة خردل لكنتم تقولون لهذا الجبل…” (متى١٧: ٢٠)الأمر الذي يشير إلى حقيقتين:أولا حين قال المسيح عن إيمان مثل حبة خردل فهو أشار إلى أصغر نقطة ينبغي أن نبلغها في الإيمان حتى يكون حقا إيمانا تاليا لكي يكون الإيمان حقا ينبغي أن يحوي هذه الثقة والقوة والقدرة على نقلزالجبال أو ماشابه.ثانيا الإيمان ليس أمر جامد أو اعتراف عقلاني مجرد يحصل مرة واحدة وإلى الأبد على حسب طريقة الإنجيلين المعمدانين فحين تكلم المسيح على إيمان مثل حبة خردل فهو عنى أن هناك ماهو أعظم في الإيمان ينبغي السعي المتواصل لبلوغه.هذا هو الإيمان الأرثوذكسي مسيرة نمو في الروح في معرفة الله. من حلقات نشرت على صفحة “المسيح إلهي روم ارثوذكس” من كتاب” الإيمان الأرثوذكسي والإنجيلين المعمدانين” للأب المتوحد: غريغوريوس (اسطفان) |
||||
17 - 06 - 2016, 05:39 PM | رقم المشاركة : ( 13079 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الإنجيلين المعمدانيون (التقليد والخلاص)
الإنجيلين المعمدانيين وعلاقة الكتاب بالتقليد مانريد أن نقوله إن الكتاب المقدس وصل إلينا بشكله الحالي عبر التسليم الذي تعيشه الكنيسة. فلم يسقط من السماء بل كتبته الكنيسة كي يثبتوا بالإيمان. فالكتاب المقدس هو جزء من حياة الكنيسة وشاهد على تقليدها. “فاثبتوا إذا أيها الأخوة وتمسكوا بالتقليدات التي تعلمتموها سواء بالكلام أوبرسالتنا” (٢تسالو ٢: ٥)”فأمدحكم أيها الإخوة على أنكم تذكروني في كل شيء وتحفظون التقاليد كما سلمتها إليكم” (١كورنثوس ١١: ٢) في هاتين الآيتين يوضح بولس الرسول أنه سلم للكنيسة تقليدا لا يشمل فقط التعاليم الشفوية، إنما الرسائل المكتوبة وهما ضروريتان لإيصال البشارة الخلاصية الواحدة. هذا واضح عند بولس الرسول الذي كان يوصي الكنائس لا بالتمسك بكتاب، بل بالتمسك بما تسلموه والسلوك بحسبه وهذه بعض الشواهد (٢تسالونيكي ٢: ١٥ و ٣: ٦ و١كورنثوس ١١: ٢). طبعا يشوه البروتستانت في أمكنة عدة ترجمة الكتاب المقدس إلى اللغة العربية (ترجمة فانديك). فلقد وضعوا كلمة تعاليم بدلا من تقاليد في الأمور التي تؤيد فكرة التقليد واستبقوا كلمة تقاليد في كل مايدل على التقاليد الباطلة التي ترفضها الكنيسة الأرثوذكسية. أن الرسل قد أكدوا في أكثر من مكان على أن هناك أمور كثيرة لم يكتبوها بل أجلوها ليرتبوها مشافهة حين لقائهم وجها لوجه طبعا هذا الترتيب هو الليتورجيا. فالكتاب المقدس يشدد على الصلوات والأصوام والأسهار وعلى أسرار الكنيسة من أفخارستيا ومعمودية وغير السؤال هنا من يقول لنا كيف تتمم هذه الأسرار؟ أليس تقليد الكنيسة؟ التقليد هو معيار الحقيقة كانت الهرطقات منذ بدء الكنيسة وحتى يومنا هذا، تظهر وتستند كلها إلى الكتاب المقدس لإثبات تعليمها المنحرف. ولا ننسى هنا أن الشيطان نفسه استخدم آيات كاملة من الكتاب المقدس ليجرب بها المسيح ويقنعه بتعليم. وكانت الكنيسة تستخدم الكتاب المقدس أيضا للدفاع عن إيمانها كما استخدم المسيح الكتاب للرد على آيات إبليس الكتابية. هنا سؤال يطرح بما أن الكنيسة والهراطقة يستندون معا إلى الكتاب المقدس فمن الحكم بين الاثنين الذي خرج بإنتصار الكنيسة؟إنه التقليد الذي فيه كان يحفظ منذ البدء محتوى إيمان الكنيسة وخبرة حياتها الروحية. حين عرض بولس الرسول إنجيله الذي يكرز به بين الأمم على المعتبرين كان يلجأ إلى التقليد الكنسي لئلا -كما يقول- “أكون أسعى أو قد سعيت باطلا” (غلاطية ٢:٢) هنا حقيقة يجب أن نعرفها التقليد على مر التاريخ حفظ في الكنيسة لا مع أفراد أو مجموعات ادعوا معرفة الكتاب المقدس. فلقد كان بولس الرسول يدعو المؤمنين إلى التمثل به كما هو بالمسيح هذا التمثل ليس بسيرة أخلاقية فقط إنما في الحفاظ على التقليد (١كورنثوس١١: ١-٢ و ٤: ١٦) والخضوع والطاعة والتمثل بإيمان الشيوخ “الذين عهدوا إليهم بالكنائس” التقليد المعمداني لا يستطيع البروتستانت أن ينكروا حقيقة أنهم من جهة رفضوا التقليد المقدس الذي تسلمته الكنيسة من الرسل أنفسهم، ومن جهة أخرى صنعوا لأنفسهم تقاليد خاصة يعيشون ضمنها. هذه التقاليد هي أنظمة توحد جماعاتهم، تتعلق بمفهومهم للإيمان والخلاص وبتنظيم العبادة وتحديد الصلوات وتعين القسوس والشيوخ خاصتهم، ولهم خدم وطقوس خاصة تتعلق بالمعمودية والزواج وغيرها ينبغي لأتباعهم أن يتبعوا هذه القواعد ويلتزموا بها. هذه بلا شك تقاليد، مهما كانت الأسماء التي وضعوها لها. وقد وضعوا لاهوتا مكتوبا لكل هذه الأمور، وأصدروا اعترافات إيمانية عديدة تحدد عقائدهم أصبحت قوانين إيمان ملزمة لكل من يريد اتباعهم.ومن يقرأ تاريخ لاهوتهم يجد بوضوح التغيرات المتتالية التي طرأت عليه أكان على صعيد العقائد أو الممارسات والدليل على عدم ثبات لاهوتهم يكمن في انقساماتهم التي لا تحصى. هكذاأنكرالإنجيلين المعمدانيون والبروتستانت بعامة التقليد الذي من الرسل، وابتدعوا في الوقت ذاته تقليدهم الخاص. فيقولون إن كل من يستند إلى الكتاب المقدس قادر أن يدحض كل تعليم آخر. لكن نجد أنهم صاروا يدحضون بعضهم بعض، وكل مجموعة منهم ترفض تفسير الجماعة الأخرى للكتاب. وهذا دليل أنهم لا يملكون الروح الواحد الذي يدعون أنه هو ملهمهم في التفسير ولتبرير الاختلافات التي لا تحصى. فيمابينهم يقولون إن الكتاب نص مفتوح وغير محدد معناه وقد ينمو فهمه بحسب الضمير المعاصر الذي يقرأ فيه. بالنسبة إلى الأرثوذكسية من أقتنى فكر المسيح يعي أنه يحتاج إلى روح واحد وهو نفسه في كل زمن كما يعي أن كل زمن معاصر هو زمن يتعاظم بالضلال زمن أقرب إلى مجيء الدجال. من يسلم نفسه إلى ضمير زمنه يكون عاملا ضد المسيح. هل يأتي الخلاص بالإيمان وحده؟ يشدد الإنجيلين المعمدانيون استنادا إلى الكتاب المقدس كما يدعون على أن خلاص الإنسان يتحقق “بالإيمان وحده”. لكن يا أحبتي المعمدانيين عبارة (بالإيمان وحده) لم ترد في الكتاب المقدس سوى في مكان واحد هو في رسالة يعقوب ٢: ٢٤”ترون إذا أنه بالأعمال يتبر الإنسان لا بالإيمان وحده” فمن المعيب أن نجتزئ هذه العبارة من مكان ينقض كل تعاليمكم لتدعموا صحتها عجبا وألف عجب. طبعا كل الشيع البروتستانتية ومن ضمنهم المعمدانيين يدعمون موضوع الخلاص بالإيمان وحده. وقد أتى هذا المبدأ كرد فعل على تشديد الكاثوليكية على استحقاقات الإنسان الشخصية أمام الله وبيعهم صكوك الغفران التي بها كانت الكنيسة اللاتينية تمنح غفران الخطايا وعربون الخلاص الأبدي عبر دفع الأموال. فاستند المبدأ الإنجيلي على فكرة أن الأعمال الصالحة ليس لها أهمية في خلاص الإنسان، كالمبدأ الكالفيني في فهم آية بولس الرسول “لأنكم بالنعمة مخلصون بالإيمان وذلك ليس منكم فهو عطية الله ليس من أعمال كيلا يفتخر أحد” (أفسس٢: ٨). هذا مادفع لوثر أول من نادى بهذا المبدأ بعد ثورته على الكاثوليكية سنة ١٥١٧ إلى أن يعتبر أن الإيمان يحرر الإنسان من كل واجباته وأن الأعمال ليست فقط غير أساسية في عملية الخلاص، لا بل يمكن أن تؤذي أيضا لأن الافتخار الذي حذر منه الرسول ينمي في الإنسان التكبر الفريسي. لهذا بالنسبة إلى لوثر علينا أن نحذر من فضائلنا أكثر من آثامنا. فخلاص الإنسان بالنسبة إلى كل شيعهم عطية مجانية بدم المسيح لكل من يقبله ربا ومخلصا ويعتمد هذا الخلاص على ماحققه الله لا على مايحققه الإنسان فماعادت هناك حاجة إلى أية أعمال من جهة الإنسان وكأن الخلاص مثل الأوكازيون: آمنت؟ نعم نصيبك الجنة وليس هذا فقط فبالنسبة لهم دم المسيح لايغسل الخطايا التي ارتكبت قبل لحظة المعمودية، إنما كل الخطايا التي ترتكب بعد الإيمان تصبح وكأنها غير موجودة. فلايتطلب خلاص الإنسان سوى إيمان مجرد بالمسيح وبعمله الخلاصي لتحصل على خلاص سحري يمسح جميع الخطاياويستشهدون بآيات عدة مثل (آمن بالرب يسوع المسيح تخلص). ضلال التعليم الإنجيلي عن الخلاص بالإيمان وحده يعتقد المعمدانيين بأن الخلاص يكون بالإيمان وحده وأن الأعمال الصالحة تأتي نتيجة لذلك الإيمان. هذه الطريقة تشكل خطرا على الإنسان لأن دوره يكون سلبيا، إذ يتلقى خلاصه دون أن يساهم فيه بشيء، فالله بدلا من أن يحول الإنسان من الداخل يكتفي بالتغاضي عن خطاياه وأهوائه. فالغفرانات البابوية في النفوس خطر على الإنسان كما يقول لوثر، وهذا صحيح لكن أيضا الخلاص بالإيمان وحده الذي يعطى مرة وإلى الأبد، ليس سوى وجه آخر لصكوك الغفران الكاثوليكية وهو يقتل كل حافز للتوبة في هذه النفوس فالخلاص الفوري والحتمي بالإيمان وحده يعلم الإنجيلي المعمداني ألايخافوا لا الخطيئة ولا عقابها. يكشف لنا الكتاب المقدس بوضوح أن الإيمان المجرد لاقيمة له ولا يمكن أن يخلص الأيمان الحقيقي الذي يستمر وينمو في النفس يحتاج إلى ثلاثة أشياء رئيسية: أولا الثبات حتى المنتهى ثانيا الأعمال الصالحة وتطبيق وصايا المسيح بدقة ثالثا الجهاد الروحي النسكي هذه الثلاثة هي التي تقود الإيمان اللفظي إلى إيمان القلب الداخلي وتجعل المؤمن يختبر الإيمان كحضور حي لله في النفس والجسد “قلبي وجسمي ابتهجا بالإله الحي” (مزمور ٨٣: ٢) لابد لمسيرة النفس من أن تتحول من الأرضيات إلى السماويات وهذا يتم عبر هذه الثلاثة. يتبع… من حلقات نشرت على صفحة “المسيح إلهي روم ارثوذكس” من كتاب” الإيمان الأرثوذكسي والإنجيلين المعمدانين” للأب المتوحد: غريغوريوس (اسطفان) |
||||
17 - 06 - 2016, 05:43 PM | رقم المشاركة : ( 13080 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
لنغلبنّ الخطيئة بسلاح البرّ
ماذا يعني إنجيل اليوم؟ مجنونان يشفيهما السيد. كان الأقدمون يظنّون ان كل مجنون فيه روح شرّ وأن ابليس هو الذي يصنع الشر. اما الشفاء فهو أمر أساسيّ جاء السيّد ليتمّمه. المرض شر من الشرور لأنه تقهقر وتخلّف اذ إن الأصل ان يكون الانسان صحيحا معافى، وفي ملكوت الله سوف يكون كل انسان سليم القلب. الكمال، السلامة، الجمال، الخير الكامل، كل هذه جاء يسوع ليصنعها. عندما يتكلّم المسيح عن ملكوت الله فهو يقصد ان يوما سيأتي حيث يكون الله ملكًا على الناس، فلا يستعبد الناسُ الناس، لن يكون هناك قوي يستبدّ او غنيّ ذو عنفوان، لن يكون فرق بين غنيّ وفقير، لن يكون سيد وعبد. سوف يأتي يوم وقد ابتدأ منذ أطلّ المخلّص على الانسانية، هذا اليوم قد دشنّاه عندما رُفع يسوع على الصليب وقام من بين الأموات. بيسوع المسيح ابتدأ ملكوت الله في ما بيننا لأن الذين أَسلموا أنفسهم للمسيح حقًّا لا يستطيعون ان يكونوا أغنياء يتملّكون ويستبدّون ويظلمون. الذي سلّم نفسه للسيد هو انسان ابتدأ يعفّ عن أشياء كثيرة ويزهد بأشياء كثيرة. الذي ذاق المسيح لا يستطيع ان يذوق شيئا آخر اي انه لا يعطي لشيء آخر القيمة التي يعطيها للسيد. من هنا نبدأ ونتدرّج معا: البادئون في معرفة يسوع قد يظلمون وقد يحبّون أشياء هذا العالم وتُطربهم أمور كثيرة فيه فيظلّون في سحر هذا العالم. ولكن الذين تذوّقوا المسيح فعلا وتدرّجوا في مدرسة المسيح، هؤلاء لا يستطيعون أن يكونوا في الخطيئة كما كانوا في السابق يظلمون ويستكبرون. ان قلوبهم قد تركت هذه الأشياء او بكلمة اخرى قد صارت هذه الأشياء غير فاتكة فيهم اذ أصبحوا اناسا جددا كأنك ترى النور على وجوههم او كأنك تسمع نغمة المسيح فيما هم يتكلمون أو كأنك ترى السيد أمامك اذا رأيتهم. هؤلاء قد دخلوا ملكوت الله، اي انهم جعلوا المسيح ملكهم. ماذا يعني ملكوت الله؟ ليس بمكان عال بعيد نطلع اليه طلوعا. لا. الملكوت في داخلنا. نحن لا نذهب إليه لكنه هو يجيء الينا. من هنا ان ملكوت الله تحوّل. اذا حدث فيك شيء من التغيّر وأَبطلتَ عاداتك القديمة وصرت انسانا غير كذوب وغير شتّام وغير ضرّاب، واذا اخذ اللطف من تصرفاتك مأخذه، اذا انفتح قلبك الى النور الذي يأتي من يسوع، فأنت قد ابتدأت بالدخول الى هذه المملكة العظيمة. بيننا أُناس لا يزالون في سيادة الشيطان اي في رئاسة خطاياهم وشهواتهم وأكاذيبهم واحتيالاتهم، وبيننا أُناس جعلوا انفسهم في سيادة المسيح وحبّه ولطفه وكرمه. قد يكون الانسان الواحد مرة في مملكة الشيطان ومرة في مملكة المسيح، أي ان هاتين المملكتين تتصارعان في ميدان القتال، والنفس البشرية أوّل ميدان يتصارع فيه خير المسيح والشر. ولهذا، عندما اخذ الروح الشرير هذين المجنونين، نراه يذهب الى الخنازير وهي حيوانات كان أكلها ممنوعا في العهد القديم وعُرف عنها في كل الحضارات انها دنيئة. يصوّر لنا الإنجيل هذا المشهد: يسوع يطرد روح الشر، يطرده بعيدا عنه، يطرده من انسان فيدخل في حيوان دنس ثم ينحرف هذا الحيوان الى البحيرة. اي لا بد لروح الشر ان يُقهر. للباطل جولة، جولة فقط، ثم يضمحل. جاورجيوس، مطران جبيل والبترون وما يليهما (جبل لبنان) |
||||