منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 11 - 07 - 2013, 02:17 PM   رقم المشاركة : ( 121 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,577

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: الصليب (موضوع متكامل)

الكلمة الثانية للسيد المسيح :

2- وعد اللص اليمين بالفردوس .

الكلمة الثالثة للسيد المسيح :

3- أوكل العناية بأمه إلى يوحنا الحبيب

فى المرحلة الثانية من الكسوف :

1- أظهر حقيقة الآمه

2- أظهر عطشه

فى المرحلة الثالثة بعد أن أتم السيد المسيح عمل الفداء
1- أعلن اتمام عمل الفداء

2- أسلم الروح : عادة يسلم الأنسان روحه فتميل رأسه ، وليس العكس أن تميل الرأس قبل أن يسلم الأنسان الروح ، ولكن السيد المسيح وهو الله متأنسا حدد الوقت الذى يموت فيه كإنسان " ما من أحد ينتزعها منى ، وإنما أبذلها أنا من وحدى من ذاتى ، لى سلطان أن أبذلها ولى سلطان أن استردها هذه هى الوصية التى قبلتها من أبى " ( يو 10: 18 ) .

صرخ بصوت عظيم ، أى أنه كان لديه قوة كبيرة ... من أين له هذه القوة ؟ روحه إذا لم تغتصب إغتصابا بل سلمها بمحض إرادته ، هو لم يمت ضعفا وإعياء " سكب للموت نفسه " ( اشعياء 53 : 12 ) . لقد ربط السيد المسيح قوة لاهوته حتى يتم الفداء ، هذا يذكرنا بكبش الفداء الذى رآه أبونا ابراهيم ( مربوطا بقرنيه – حتى لا يستعمل قوته ) ، حتى يتم الفداء .

اقتبل السيد المسيح الآلام والموت فى ناسوته ، لم يسلم روحه إلا بإرادته ، " فى يدك استودع روحى ، فديتنى يارب " ( مزمور 31 : 5 ) ، هنا زاد عليها السيد المسيح كلمة : " يا أبتاه " – صرخ يسوع بصوت عظيم قائلا " يا أبتاه فى يديك أستودع روحى " ... ثم أمال رأسه وأسلم الروح .

سلم السيد المسيح روحه للآب ، وليس للشيطان ، وهذه علامة الأنتصار .. والفرح للبشرية ، لأن رب المجد يسوع انتصر ونقل البشرية من حالة اليأس والظلمة إلى نور الفردوس .
  رد مع اقتباس
قديم 11 - 07 - 2013, 02:17 PM   رقم المشاركة : ( 122 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,577

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: الصليب (موضوع متكامل)

أحداث بعد الموت :

بعد موت السيد المسيح على الصليب حدثت عدة حوادث :

1- بمجرد أن أسلم السيد المسيح روحه البشرية فى يدى الآب ، حدثت زلزلة شديدة ، أى هزة أرضية شديدة أشد من الهزات سابقاتها التى رافقت عملية الصليب ، جعلت الصخور تتشقق ، ويقال أنه ظهر شق فى الأرض من عند هضبة الجلجثة وامتد هذا الشق إلى الهيكل ، وانشطر حجاب الهيكل ( إشارة إلى أنه بدم السيد المسيح فتح الطريق إلى قدس الأقداس ، ولم يعد هناك حاجز بين الله والناس ، وكذلك كرمز لزوال الكهنوت اللاوى الطقسى ) ، وكذلك عاد ضوء الشمس . كما قام عدد من أجساد القديسين ، ويقول البعض أن قيامتهم تمت بعد قيامة السيد المسيح لأنه البكر فى كل شىء ، ويرى آخرون أن قيامتهم تمت عندما أسلم السيد المسيح روحه الطاهرة ، ولكنهم لم يخرجوا من القبور إلا بعد قيامة السيد له المجد .

2- لما رأى الجموع الذين كانوا مجتمعين حول الصليب وأبصروا ما كان رجعوا وهم يقرعون صدورهم .

3- كان الرومان يتركون جثة المصلوب حتى تتحلل أو تأكلها الوحوش والطيور الكواسر ، أما اليهود فقد جاء فى شريعتهم " إذا كان على انسان خطية حقها الموت فقتل وعلقته على خشبة فلا تبت جسته على الخشبة بل تدفنه فى ذلك اليوم . لأن المعلق ملعون من الله . فلا تنجس أرضك التى يعطيك الرب إلهك نصيبا " ( تثنية 21 : 22 ، 23 ) ، فكم يكون الأمر حين يكون اليوم التالى يوم سبت ، " وإذا كان ذلك هو يوم الأستعداد ، ولئلا تبقى الأجساد على الصليب يوم السبت ، لأن يوم السبت هذا كان عظيما " . ولما كانت المدة التى قضاها المصلوبون على الصليب غير كافية لموتهم . " طلب اليهود إلى بيلاطس أن يكسروا سيقانهم ويرفعوهم ، فجاء الجند وكسروا ساقى أول اللذين كانا مصلوبين معه ، ثم كسروا ساقى الآخر ." " وأما يسوع فلما جاءوا إليه وجدوه قد مات ، فلم يكسروا ساقيه "

ومن المعروف أن من يموت يتحنط دمه ويكون فى القلب الدم متجلطا ومن فوقه بعض البلازما ، فإذا طعن الميت طعنة تنفذ إلى القلب فإنها قد تتسبب فى نزول بعض الدم المتحنط غير الحى وبعض البلازما .

يقول الكتاب المقدس إن الجند لما وجدوا السيد المسيح قد مات ، فلكى يتأكدوا من موته تقدم واحد من الجند " طعن جنبه بحربة " ، فنفذت الطعنة إلى قلبه فماذا حدث ؟ " فخرج منه على الفور دم وماء " والترجمة الأنجليزية تقول : { Flowed Out } أى ليس خروجا عاديا إنما هو تدفق أو اندفاق بفيض ، تدفق وجريان لكل من الدم والماء .... دم حى خلافا لما قد ينزل من أى إنسان ميت حين يطعن فى قلبه . خرج دم حى وماء منفصلين . تدفقا بصورة واضحة وظاهرة ، وكان هذا الجندى هو " لونجينوس " قائد الكتيبة المكلفة بتنفيذ عملية الأعدام ، فصرخ على الفور " حقا كان هذا الأنسان هو ابن الله " وطبعا معروف المغزى اللاهوتى لعبارة ابن الله .

وصرخة لونجينوس هذه هى خلاف صرخته الأولى حين شاهد مظاهر احتجاج الطبيعة من كسوف للشمس فى موعد يستحيل حدوثه فيه وزلازل متعددة : حين قال " حقا كان هذا الإنسان بارا " ( لوقا 23 : 47 ) .

ويضع يوحنا اللاهوتى الذى كان واقفا عند الصليب شهادته ويوثقها ويقول : " والذى أبصر ذلك قد شهد وشهادته حق . وهو يعلم أنه قال الحق ، لتؤمنوا أنتم " ( يو 19 : 31 – 35) ، ( 1- يوحنا 5 : 6 – 8 ) .

يقول التاريخ الكنسى أن لونجينوس قد آمن بالمسيحية ونال أكليل الشهادة وتعيد له كنيستنا القبطية لذكراه فى الثالث والعشرين من شهر أبيب .
  رد مع اقتباس
قديم 11 - 07 - 2013, 02:18 PM   رقم المشاركة : ( 123 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,577

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: الصليب (موضوع متكامل)

الموقف بعد ظهر يوم الجمعـــــة

شخصيات وأدوار :

تمكن اليهود من تحقيق هدفهم وهو صلب السيد المسيح له المجد ، ولم يفطنوا إلى أنهم قد أكملوا النبوات .... " والرب يستهزىء بهم ..... " .

السيد المسيح مات ليقدم الفداء لجميع الناس على الأرض ..... ، أما أنه مات مصلوبا فكان ذلك ضروريا لليهود لرفع لعنة الناموس عنهم ، ...." لأنه ملعون كل من علق على خشبة " .

لم يبق على مسرح الحوادث إلا نفر قليل هم:

السيدة العذراء مريم أم المخلص .
يوحنا الحبيب .
مريم المجدلية ، وبقية المريمات .
أين بقية الأثنى عشر رسولا ؟

أين مريم ومرثا ولعازر ، حبيب السيد المسيح ؟

وقد يصح أن نضيف إلى تلاميذ السيد المسيح رجلين آخرين من طبقة اجتماعية رفيعة ذات شأن ، لم يعترفا جهرا بتلمذتهما ليسوع خوفا من اليهود ، وهما : يوسف الرامى ، والمشير اليهودى نيقوديموس ، أحد أعضاء مجلس السنهدريم .

أولا : ماذا عن السيدة العذراء والدة الإله :

من الصعب جدا أن نتكلم عن سيدة عظيمة بهذا المقدار ، هل نتحدث عن دورها البطولى والآمها النفسية والجسدية منذ أن بشرها الملاك بحلول الروح القدس عليها ، لتحبل بالسيد المسيح .... ، لتجوز تجربة صعبة ومريرة أمام خطيبها البار يوسف النجار ، أم نتحدث عن ولادتها للطفل يسوع ومعاناتها لتجد مكانا للولادة ، أم نتحدث عن الرحلة الشاقة لها وللقديس يوسف النجار على ظهر حمار إلى أرض مصر ، هربا من هيرودس ...... .

ثم أخيرا نراها واقفة أمام الصليب لتنظر أبنها وحبيبها يسوع المسيح ، الغصن الرطب وهو ينفذ فيه الأعدام بين أثنين من عتاولة اللصوص .... !! فى وقت هرب فيه التلاميذ الرجال !!! .

كيف استطاعت هذه الأم العظيمة ، أن تظل واقفة لساعات على رجليها لترى أبنها مخلص البشرية وهو يتعذب دقيقة بدقيقة ، حتى أسلم الروح فى يدى الآب ؟

كيف تحملت تعيرات هؤلاء الأفاقين لأبنها الذى قدم الخير لكل الناس ، ولابد أن أستهزاء هؤلاء ليسوع قد نالت منه أيضا العذراء ومن هم حول يسوع من المريمات ؟

إن تنفيذ حكم الأعدام حاليا فى أى شخص مجرم ، لا يتم علنا حرصا على مشاعر الناس الغريبة ، ولو تم علنا سنجد أن الكثيرين لا يجرؤن على مشاهدته .

إن الكتاب المقدس لم يقدم لنا وصفا كاملا للموقف الصعب للعذراء والمريمات ، ولكن يستشف أن العذراء قد تحطمت أعصابها تحت ضغط الحوادث منذ لحظة القبض على يسوع المسيح له المجد فى بستان جثسيمانى ، وحتى أتمام تنفيذ الحكم .

من الطبيعى ألا تقوى على الوقوف صاحبة ذلك القلب المعذب التى ذاقت مرارة الكأس الرهيبة وهى تشهد متوجعة الآم ابنها وهو ينازع الموت على الصليب ، ولا شك أن تنهار قواها الجسمانية ويدركها الأعياء بعد أن وقفت ساعات عند قدمى المصلوب تشاهد ابنها المعذب المائت ، فيأخذها يوحنا الحبيب الذى أستلمها من مخلصنا لتكون فى رعايته وعنايته مسندا إياها وسط الجموع الخشنة الفظة إلى الدار التى اتخذها مقاما مؤقتا فى أورشليم .
  رد مع اقتباس
قديم 11 - 07 - 2013, 02:18 PM   رقم المشاركة : ( 124 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,577

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: الصليب (موضوع متكامل)

ثانيا : دور المريمات :

يدون لنا البشير مرقس الرسول " وكانت أيضا نساء ينظرن من بعيد بينهن مريم المجدلية ومريم أم يعقوب الصغير ويوسى وسالومة ...." ( مر 15 : 40 ) .

وعندما وضع يسوع فى القبر كانت هناك " مريم المجدلية ومريم أم يوسى ..تنظران أين وضع "

وحذف اسم سالومة من مشهد الدفن لم يكن عرضا ، لابد أن سالومة كانت قد مضت فى مهمة عاجلة .

كانت سالومة نفسها هى أم يوحنا الحبيب ، وكانت هى ومريم أم يعقوب بنات خؤولة – وكانتا تعملان فى هذه المحنة باتفاق وتعاون مع مريم المجدلية .

ولا شك أن هؤلاء النسوة الأمينات المتفانيات فى الخدمة كان شغلهن وقت الصليب أمران : الأول : الجزع على زعيمهن الروحى وهو يعانى سكرات الموت فى عذاب أليم وخانق .

والثانى : القلق على أم يسوع العذراء القديسة مريم ... وبعد أن أسلم يسوع له المجد روحه الطاهرة ، كان هم النسوة هو التهوين على العذراء مريم ، ولسنا نعرف مبلغ الجهود العقيمة التى بذلت فى ذلك اليوم لإبعاد مريم أم يسوع عن مشهد الصلب ، فهى لم تكن يومئذ شابة فى عنفوان الحياة ، ولم يكن هينا على من كان فى سنها أن تقف أمام هذا المشهد الدموى ، مشهد صلبان ثلاثة علق على أحدها ولدها وفلذة كبدها . كان ألمها على أبنها شيئا قاسيا ، ولابد أنها تألمت أيضا من أجل اللصين لأنهما بشر ، ولأن مشاعر العذراء مريم رقيقة وحنونة على البشرية جمعاء .

من يستطيع أن يبعد أما عن ابنها فى هذا المشهد المضنى القاسى ؟ ومن ذا الذى ينكر على الأم هذا الحق إذا هى أصرت وألحت ؟

إن غريزة الأمومة قوية جبارة تغالب الضعف والوهن وتستعذب الألم والضنى !!وما أخال الأم التى اقتادها يوحنا بعد أن أسلم المصلوب روحه إلا أما خائرة القوى ، محطمة القلب ، فاقدة الوعى ، لا تلبث طويلا حتى تهوى وتنهار تحت هذا العبء الذى لا يقوى عليه قلب الأم .

لقد كانت السيدة العذراء : ولا أعظم شهيد ....... فى يوم الحب الفريد !!

كانت النسوة الثلاث يراقبن يوحنا الحبيب المتألم وهو يقود الأم المحطمة القلب وسط الجموع الواقفة ، ثم إلى داخل المدينة وهو يسندها بذراعه فى بطء وألم . وعندئذ يتشاور ثلاثتهن ، ويقررن أن تذهب إحداهن لتكون إلى جانب الأم الثكلى ، وتبقى الأخريات على مقربة من جسد يسوع الميت - الحى للأبد.... وتتطوع سالومة لهذه المهمة لأن ولدها يوحنا هو الذى تولى رعاية الأم الحزينة ومرافقتها إلى داره .

أما مريم المجدلية ، ومريم أم يوسى فكانتا تنتظران حتى تكفين جسد الرب يسوع ، ولتنظرا أين سيوضع .. !
  رد مع اقتباس
قديم 11 - 07 - 2013, 02:18 PM   رقم المشاركة : ( 125 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,577

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: الصليب (موضوع متكامل)

دفن السيد المسيح :

وفى المساء جاء رجل غنى من الرامة اسمه يوسف وكان تلميذا للسيد المسيح ولكن خفية " وطلب إلى بيلاطس أن يأخذ جسد يسوع " فتعجب بيلاطس أنه مات هكذا سريعا ، فدعا قائد المائة وسأله هل له زمان قد مات ، ولما عرف من قائد المائة . وهب الجسد ليوسف ، فأخذ يوسف الجسد " وجاء أيضا نيقوديموس الذى كان قد أتى من قبل إلى يسوع ليلا ، وكان يحمل حنوطا من المر والصبر يزن نحو مائة رطل . وأخذا جسد يسوع وكفناه بلفائف من الكتان مع الأطياب على عادة اليهود فى التكفين . وكان فى الموضع الذى صلبوه فيه بستان ، وفى البستان قبر جديد لم يوضع فيه من قبل أحد قط ( كان قد أعده يوسف الرامى لنفسه ) فوضعوا يسوع فيه بسبب الأستعداد عند اليهود ، لأن القبر كان قريبا " . " ثم دحرج حجرا كبيرا على باب القبر ومضى " .

يقول التقليد الكنسى إن نيقوديموس ويوسف الرامى حين كانا يكفنان السيد المسيح سمعا الملائكة تسبح قائلة : " قدوس الله ، قدوس القوى ، قدوس الحى الذى لا يموت " ( وهى التسبحة التى أخذتها الكنيسة وتستعملها فى صلواتها ) فمجد نيقوديموس ويوسف الرامى الرب ، بعد ما كانا يتأملان الجسد ويقولان فى نفسيهما كيف يموت من أحيا الموتى وشفى المرضى .

قام القديسان يوسف الرامى ونيقوديموس بتكفين جسد يسوع ، وكانا هاذان الرجلان غريبان عن النسوة ، لذا كان من الطبيعى أن تمتنع النسوة عن المشاركة فى عملية التكفين .

ولكن كان لهن دور آخر أحسسن أنه من الواجب القيام به تكريما للسيد الراحل ، وكان ذلك تحضير الأطياب لتطييب الجسد بعد مرور يوم السبت .

نلاحظ هنا أن مريم المجدلية كان لها دور بارز وكأنها زعيمة الجماعة ؟ والشخصية البارزة فيها ، ولعلنا نذكر الحديث الذى دار فى بيت سمعان الفريسى بينه وبين الرب يسوع له المجد ، ومفادة أن الذى سامحه الرب يسوع وغفر له خطاياه الكثيرة أحب أكثر ... !!
  رد مع اقتباس
قديم 11 - 07 - 2013, 02:18 PM   رقم المشاركة : ( 126 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,577

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: الصليب (موضوع متكامل)

ثالثا : أين بقية التلاميذ ؟

الرسول يوحنا الحبيب كان مع العذراء مريم أم يسوع عند قدمى الصليب ، وقد غادر المكان بعد النزع الأخير ليعنى بالأم التى عهد أمر رعايتها إليه ، ويأخذها إلى مكان هادىء أمين بعد الذى أصابها من هول الكارثة وتحطيم الأعصاب .

أما بطرس الرسول فيمكن تعليل غيابه بما طغا عليه من موجة الحزن والندم والتحسر بعد إنكاره لسيده ، واضطراره إلى الأنزواء فى عزلة للتفكير الحزين النادم .

أما عن التسعة الرسل الآخرين الذين قيل عنهم أنهم هربوا بعد إلقاء القبض على يسوع ، وهناك أيضا الأختان مريم ومرثا وأخاهما لعازر فى بيت عنيا ، الذين نحسب غيابهم عن مشهد الصلب والدفن من الظواهر الغريبة الملحوظة فى القصة . فالأختان قد أخلصتا الأخلاص كله ليسوع ، وكان بيتهما الهادىء المريح ملاذه الوحيد حين كان يريد أن يحظى ببعض الراحة . والأرجح أنه من هذه الدار خرج فى صباح اليوم الذى كان آخر عهده بالحرية . ومع ذلك : تختفى الأختان المضيافتان الكريمتان من المشهد كلية ، ولا شك أن هناك تعليلا تاريخيا قويا يعلل هذا الأختفاء .

يجب ألا يغيب عن ذهننا أنه خلال الخمسة أيام التى سبقت القبض على يسوع ، كان يسوع وصحابته يبيتون فى بيت عنيا ، ولا نظن أن منزل لعازر كان يكفى لمبيت ثلاثة عشر شخصا هم يسوع وتلاميذه ! ربما بات يسوع وأثنان من كبار تلاميذه فى هذه الدار ، بينما حصل الباقون على مساكن مؤقتة قريبة منهم .

ثم أن التلاميذ ( ماعدا يهوذا الأسخريوطى ) كانوا يتوقعون العودة إلى بيت عنيا فى يوم الخميس ليلا على مألوف عادتهم كل يوم ، وأغلب الظن أن الأختان قد ساورهما القلق الكثير من إبطاء يسوع وتلاميذه فى العودة مساءا وأوشك الليل أن ينتصف .

ولا شك أن الشرذمة التى ذهبت لإلقاء القبض على يسوع كانت كبيرة ، سارت فى صفوف متوازية قد تتباعد عن بعضها حسب عرض الطريق ، أو تتقابل فى مناطق أخرى ، إلا أنه من المؤكد أن يهوذا الأسخريوطى الخائن كان يسير فى المقدمة يحوطه حرس الهيكل ، ولاشك أنه كانت هناك صراخ وجلبة حين أوثق جنود السنهدريم يدى يسوع وراء ظهره ، ونفهم أن بطرس كان واقفا بجوار يسوع وأن يكون قد ضرب عبد رئيس الكهنة قبل أن يعى مايحدث بالضبط ! فلما أخذت الجموع تحيط به أستطاع مع يوحنا الحبيب أن يمضيا وسط الجماهير دون أن يلحظهما أحد .

أما عن التسعة الأخرون الذين دهمهم الخطر فجأة ، وربما ظنوا أن بطرس ويوحنا ضمن المقبوض عليهم ، فلم يكن هناك من بد سوى التقهقر السريع فى اتجاه بيت عنيا ، وهناك أسباب أخرى ترجح ذهاب التلاميذ إلى بيت عنيا :

( 1 ) كانت بعض متعلقاتهم وحاجاتهم فى المقام المؤقت الذى اتخذوه فى بيت عنيا .. وطبيعى أنهم لا يسافرون إلى الجليل بدون أن يتزودوا ببعض هذه الحاجات .

( 2 ) كان على التلاميذ أن ينذروا مريم ومرثا بما تطورت إليه الحوادث ، ليلتمسوا عندهم المشورة والنصح ، أو ليتدبرا هما أيضا للهرب ، إذا لم يكن منه بد .

( 3 ) وإذا كانت النسوة فى أورشليم قد عرفن أيضا ما آلت إليه الحوادث ورأين من الحكمة الهرب من أورشليم ، فإنهن يهربن على الأرجح إلى بيت عنيا .

كان الموقف عصيبا على الجميع ، والبعيدون عن أورشليم من تلاميذ المخلص ، يتوقعون أن يأتى يهوذا ومعه مجموعة أخرى من الجنود لمطاردة بقية الرسل ! وستكون بيت عنيا هى المحطة الرئيسية له إن فعل ذلك ، وبناء على هذه الظروف أختبأ كل شخص بعيدا عن الأنظر وأنقطعت الصلة لفترة الليل بين أورشليم وبيت عنيا ، أما رؤساء الكهنة الذين فازوا بالقبض على يسوع ، لم يكن يهمهم أحدا من أتباعه فى هذه الساعات .

وأغلب الظن أن أحداث محاكمة يسوع وصلبه لم تصل إلى بيت عنيا إلا بعد صرخة يسوع :

" يا أبتاه فى يديك أستودع روحى .. !! " .

هذا هو الموقف كما نتصوره مع كثير من التحفظ والتوقير .... .

+++
  رد مع اقتباس
قديم 11 - 07 - 2013, 02:19 PM   رقم المشاركة : ( 127 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,577

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: الصليب (موضوع متكامل)

القــيـــــــامــــــــــة

فى العليــــة اعلنــت حقيقــة القيــــامة

" ولما كانت عشية ذلك اليوم وهو أول الأسبوع وكانت الأبواب مغلقة حيث كان التلاميذ مجتمعين لسبب الخوف من اليهود جاء يسوع ووقف فى الوسط وقال لهم سلام لكم ولما قال هذا أراهم يديه وجنبه ففرح التلاميذ إذ رأوا الرب ........ " ( يوحنا 20 : 19 ) .

ففى داخل العلية حيث كانت الأبواب مغلقة كما يذكر معلمنا القديس يوحنا وهو أيضا واحد من الذين شاهدوا أحداث العلية كلها قبل القيامة وبعدها ، يكتب لنا بالروح القدس بكل تفصيل عن ظهورات الرب يسوع لتلاميذه فى داخل العلية بعد قيامته مرة لم يكن توما معهم ومرة أخرى توما كان معهم ولا شك أن الرب ظهر لهم فى العلية أكثر من مرة كما يكتب لنا القديس لوقا فى سفر الأعمال .

والقديس بولس يؤكد حقيقة القيامة فى( رسالته الأولى إلى كورنثوس : 15 ) إذ يقول : " فإننى سلمت إليكم فى الأول ما قبلته أنا أيضا أن المسيح مات من أجل خطايانا حسب الكتب وأنه دفن وأنه قام فى اليوم الثالث حسب الكتب وأنه ظهر لصفا ، ثم للأثنى عشر وبعد ذلك ظهر دفعة وأحدة لأكثر من خمسمائة أخ أكثرهم باق إلى الآن ولكن بعضهم قد رقدوا ، وبعد ذلك ليعقوب ، ثم للرسل أجمعين وآخر الكل كأنه للسقط ظهر لى أنا " .

من خلال هذه الاعلانات الإلهية على أفواه أبائنا القديسين يوحنا الحبيب اللاهوتى والقديس لوقا الأنجيلى والقديس بولس الرسول الكارز فيوضح لنا أن حقيقة قيامة ربنا يسوع حقيقة أكيدة لا تقبل الشك ولا الريب فيها فهى حقيقة ساطعة كحقيقة الشمس فى رائعة النهار ومن ينكر حقيقة القيامة كأنه ينكر ظهور وشروق الشمس بذاتها .
  رد مع اقتباس
قديم 11 - 07 - 2013, 02:19 PM   رقم المشاركة : ( 128 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,577

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: الصليب (موضوع متكامل)

فرح القيامة مع السمائيين :

إن بركة الصليب ستبقى إلى الأبد سبب تأمل ودهش لكل مؤمن فى كل عصور الكنيسة إذ مازال هناك فى السماء هذا المنظر الرائع الذى رآه أبينا القديس يوحنا الحبيب عندما كان فى الروح فى يوم الرب رأى خروفا قائما كأنه مذبوح والكنيسة ملتفة حوله تسبحه وتشكره لأنه اشتراها بدمه وأعطاها ميراثا لا يفنى ولا يتدنس ولا يضمحل وكان هذا المنظر الرائع منظر الخروف القائم وكأنه مذبوح فرصة وجدها السمائيون للتسبيح كما رأى الرائى ( رؤ 5 ، 6 ) .

صارت القيامة بهجة وفرح للسمائيين منهم الملائكة بكل طغماتها وأشكالها ورتبها وأيضا الذين ماتوا على رجاء كل هؤلاء رآهم أبينا القديس يوحنا الحبيب فى فرح عجيب مبارك لا يعبر عنه رآهم أنهم لا يجوعوا بعد ولن يعطشوا بعد ولا تقع عليهم الشمس ولا شىء من الحر لأن الخروف ( أى الرب يسوع المصلوب الذى قام ) يرعهم ويقتادهم إلى ينابيع ماء حية ويمسح الله كل دمعة من عيونهم .

رآهم يسبحون ويرتلون وينشدون البركة والمجد والحكمة والكرامة والقدرة والقوة لإلهنا إلى أبد الآبدين .

الصليب والقيامة ... والقيامة والصليب .... !!

لو أسدل ستار حياة ربنا يسوع المسيح عند موته على الصليب أو دفنه فى القبر لأنتهت رسالة يسوع بالفشل ولأصبحت حياة يسوع على الأرض مجرد قصة إنسانية يسجلها التاريخ ، يحب الأنسان أن ينصت إليها مرة أو مرتين كباقى قصص الأبطال والعظماء ولكن إلى حين أو يأتى وقت تمل سماعها .

ويكون الصليب عارا وخزيا يحاول التلاميذ أن يخفوا معالمه وملامحه ، ............

ولكن الحق إن كانت القيامة تلت الصليب من جهة الحدوث الزمنى ، ولكن الصليب كان يرافقه القيامة ، فالقيامة والصليب آمران متلازمان غير منفصلين عن بعضهما ففى وقت الصلب لم تفارق الرب قوة القيامة .

لذلك وهو على الصليب بينما يقول أنا عطشان يقول للص اليمين اليوم تكون معى فى الفردوس معلنا وهو على الصليب أنه رب الفردوس وصاحب الفردوس ، فالقيامة كانت حاضرة فيه حتى فى لحظات الصلب والموت .

لذا دعاه الملاك بعد قيامته بالمصلوب مع أنه قام بقوله للمريمات من تطلبين يسوع المصلوب ليس هو ها هنا لكنه قام .

الصليب أرعب الشيطان وقوات الظلمة :

سمع الشيطان الحوار الذى دار بين اللص التائب والرب المصلوب فخاف الشيطان وارتعب ، إذ فلت الزمام من بين يديه ولم يعد فى وسعه إلا محاولة إخماد قيامة الرب أو تشويهها حتى لا يؤمن الناس بصليب ربنا يسوع المسيح وببركات الفداء فينالوا التبنى ويقبلونه فاديا ومخلصا ويؤمنون بإسمه فيصيروا أبناء الله بعد أن كانوا أبناء الظلمة .

الصليب أنار لنا طريق الموت :

" .... إن سرت فى وادى ظلال الموت لا أخاف شيئا .. لأنك معى .... " ، بعد أن كان الموت يؤدى بالنفس البشرية إلى الهاوية ، وكان جميع الناس ( قبل الصليب ) يخافون ويرهبون الموت ، أصبح الآن مشتهى المؤمنين السالكين حسب وصايا الله أن ينطلقوا من هذا العالم إلى الأبدية السعيدة ليكونوا فى حضرة السيد المسيح ، لأن ذلك أفضل جدا .

+++

++

+
  رد مع اقتباس
قديم 11 - 07 - 2013, 02:19 PM   رقم المشاركة : ( 129 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,577

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: الصليب (موضوع متكامل)

خــراب أورشليم وهيكلــها

أحوال اليهود قبل خراب أورشليم

على الرغم من أن اليهود المقيمين خارج أورشليم قد حققوا ثراءا عريضا إلا أنهم كانوا يتطلعون بشوق إلى أورشليم ، باعتبار أن منها سيظهر – حسب فهمهم الخاطىء – المسيا المنتظر ، وهكذا كانت أورشليم مركز اليهودية فى العالم كله ، وقلبها النابض .

وفى عهد الرسل كانت أورشليم على جانب كبير من الثراء المادى ، وبلغ عدد سكانها نحو مائتى ألف نسمة ، لكنها لم تعد – كما كانت فى زمان داود وسليمان – تستمد عظمتها وثروتها من قوتها العسكرية ، أو تجارتها مع شعوب فلسطين ، بل من هيكل يهوه وحده ... كان على كل ذكر يهودى تجاوز عمره السنتين ، أينما يعيش ، غنيا كان أم فقيرا ، أن يسهم فى الحفاظ على الهيكل ، بأن يدفع درهمين ( نصف شاقل ) سنويا ضريبة للهيكل ترسل إلى أورشليم . وقد أوفى الرب يسوع هذه الضريبة ( مت 17 : 24 ) .

كانت تصل إلى أورشليم تقدمات كثيرة لا تحصى .. كما كان لزاما على كل يهودى أن يحج إلى أورشليم مرة واحدة على الأقل سنويا – حيث مسكن إلهه يهوه ... ففيه وحده يقبل الله التقدمات والذبائح ... أما المجامع اليهودية المنتشرة فى المدن اليهودية الأخرى ، فكانت أماكن إجتماعات وعبادة ومدارس ... لكنها لم تكن بحال ما هياكل تقدم فيها الذبائح .

كانت حياة اليهود وآمالهم متعلقة بأورشليم " إن نسيتك ياأورشليم تنسى يمينى ، ليلتصق لسانى بحلقى إن لم أذكرك ، إن لم أفضل أورشليم على أعظم فرحى " ( مز 137 ) – من أجل هذا قامت بعض محاولات لبناء أماكن يحج إليها اليهود خارج أورشليم ، لكن كل هذه المحاولات باءت بالفشل ... وهكذا ظلت أورشليم وهيكلها قبلة أنظار اليهود فى كل أنحاء العالم ، يولون وجوههم شطرها فىالصلاة ، وإليها يرسلون تقدماتهم ، ويحجون إليها للتبرك وتقديم الذبائح ... ويحفظون لها كل ولائمهم ..

( كانت هناك حكمة إلهية من وراء ذلك ... كان الله يريد أن يجعل المكان الذى سيظهر فيه المسيح بالجسد قبلة أنظار العالم ... وقد أتت هذه الخطة الإلهية بثمارها ، فيما حدث يوم الخمسين ، يوم تأسست الكنيسة المسيحية ، وآمن بالمسيح ثلاثة آلاف نفس فى يوم واحد من مختلف الأوطان واللغات ، وجميعهم من اليهود ) .
  رد مع اقتباس
قديم 11 - 07 - 2013, 02:19 PM   رقم المشاركة : ( 130 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,577

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: الصليب (موضوع متكامل)

بشائر مشئـــــومة :

سبق خراب أورشليم وهيكلها بشـــائر مشئومة فى أورشليم ذاتــها وفى خارجــــها . – نستعرض منها :

1- يذكر المؤرخون أن الست سنوات الواقعة بين إضطهاد نيرون وخراب أورشليم ( 64 – 70 م ) كانت أكثر فترات التاريخ القديم إمتلاء بالزيلة والفساد والكوارث ... لقد بدأ الوصف النبوى الذى قدمه رب المجد يسوع عن خراب أورشليم وهيكلها يتحقق . وبدأ للمسيحيين ، وكأن يوم الدينونة على الأبواب ... ولم يكن هذا الأحساس قاصرا على المسيحيين وحدهم ، بل شاركهم فيه كثير من الوثنيين أيضا ، حتى أن المؤرخ الوثنى تاكيتوس حينما أخذ يسجل تاريخ روما بعد موت نيرون ، بدأه بقولـه : إننى مقبل على عمل غنى بالكوارث ، ملىء بالمعارك الفظيعة ، والمنازعات والثورات .... حتى فى زمان السلم ، لقد قتل ثلاثة أمراء بالسيف ، وفى وقت واحد نشبت ثلاثة حروب أهلية ، وعديد من الحروب الخارجية العنيفة ، إيطاليا مثقلة بكوارث جديدة أو قديمة متكررة ، مدنا تبتلع أو تدفن تحت الحطام ، لقد أتلفت الحرائق روما ، احترقت معابدها القديمة ، حتى الكابيتول أضرم المواطنون النيران فيه ، انتهكت المقدسات ، وتفشى الزنا أيضا حتى فى الأماكن السامية ، إمتلأت البحار بأماكن النفى ، وتخضبت الجزر السطحية بدماء القتلى ، وما زال الهياج المرعب يسود المدينة ..

2- أما فلسطين فكانت أكثر بلاد العالم شقاء فى تلك الفترة .... إن مأساة خراب أورشليم إنما تمثل مقدما وبصورة مصغرة الدينونة الأخيرة ، كما أنبأ عنها السيد المسيح له المجد فى حديثه عن نهاية العالم ( مت 24، مر 13 ، لو 19 ، 21 ) . . . أخيرا وصل إحتمال الله لشعب اليهود إلى الذروة ، بعد أن فاقوا فى عنادهم كل تصور ، فصلبوا مخلصهم !! وما لبثوا أن رجموا يعقوب البار الذى كان أنسب إنسان يصالح اليهود مع المسيحية .

لقد ظهرت وحدثت ظواهر وأحداث عجيبة قبل خراب أورشليم فى السماء وعلى الأرض سجلها لنا يوسيفوس المؤرخ اليهودى المعاصر لتلك الأحداث . . . ظهر فوق أورشليم ولمدة سنة كاملة ، نجم مذنب يشبه السيف . وحدث أن بقرة وضعت حملا وسط الهيكل بينما كان رئيس الكهنة سيقربها ذبيحة ، والباب الشرقى الضخم المصنوع من النحاس ، الذى كان يحكم اغلاقه ، ويقوم على غلقه عشرون رجلا بصعوبة ، شوهد ينفتح من تلقاء ذاته أثناء الليل . كما شوهدت مركبات وفرق من الجند مدججين بالسلاح بين السحب فوق المدينة المقدسة .

ويذكر لنا يوسيفوس حادثا عجيبا آخر . . . ففى سنة 63 – قبل خراب المدينة بسبع سنوات – ظهر فلاح اسمه يوشيا فى مدينة أورشليم فى عيد المظال ، وأخذ يصيح بلهجة نبوية نهارا وليلا فى الشوارع وبين الناس قائلا : ( صوت من الشرق ، صوت من الغرب ، صوت من الرياح الأربعة ، صوت ضد أورشليم والبيت المقدس ، صوت ضد العرائس والعرسان ، صوت ضد هذا الشعب جميعه ... ويل ... ويل ... لأورشليم ) . وإذ أزعج هذا المتنىء الحكام بويلاته ، قبضوا عليه وجلدوه لأنه تنبأ بالشر عليهم ، وعلى مدينتهم ، ... أما هو فلم يبدى أى مقاومة ، بل استمر يردد ويلاته . ولما قدم لألبيتوس الوالى ، أمر بجلده حتى ظهرت عظامه ، ومع كل ذلك ما كان ينطق بكلمة دفاعا عن ذاته ، ولا لعن أعداءه .. وكل ما فعله أنه كان يصدر صوتا حزينا مع كل جلدة ( ويل ويل لأورشليم ) ... لم يجب بشىء على أسئلة الحاكم ، من هو ومن أين .. أخيرا أطلقوا سراحه كرجل مجنون ... لكنه استمر على هذه الحال حتى نشبت الحرب ... لا سيما فى الأعياد الثلاثة الكبرى ، معلنا اقتراب سقوط أورشليم .... وحدث أثناء حصار المدينة أنه كان يردد مرثاته فوق سور المدينة ، وفجأة أضاف إلى العبارات الأولى التى كان يرددها قوله : ( ويل ويل لى أنا أيضا ) ... وما أن أنتهى من قوله هذا حتى استقر حجر على رأسه ألقاه الرومان فمات .
  رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
موضوع متكامل عن الصليب
موضوع متكامل عن الصليب المقدس
الصليب (موضوع متكامل)
موضوع متكامل عن الصليب
الصليب (موضوع متكامل)


الساعة الآن 10:19 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024