منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 27 - 09 - 2012, 05:36 PM   رقم المشاركة : ( 1201 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,258

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: القديسين بالحروف الأبجدية

شهداء صور المصريين


كانت صور أكثر المدن الفينيقية ازدهارًا إذ كانت بها ميناء تطل ناحية مصر وأخرى مفتوحة تجاه مدينة صيدا، فكانت لذلك ملتقى الأمم. على أن حُمَّى المشاغل العالمية لم تقف عائقًا في سبيل الكارزين ببشرى الخلاص، فانتشرت فيها المسيحية بين جميع الطبقات. ويبدو أن الاضطهادات الأولى لم تمتد إليها إطلاقًا، ولكن بطش دقلديانوس وصلها، وأول من امتد إليه كان تيرانيوس أسقف المدينة.
امتناع الوحوش الكاسرة عن الافتراس:


نزل الأسقف إلى ساحة المصارعة وبصحبته عدد غير قليل من المعترفين.
استطاعت عينا الأسقف يوسابيوس أبي التاريخ الكنسي المتدربتان أن تميّز بينهم خمسة من أبناء مصر، إذ قد برزوا بجسارة واضحة فقدموا أجسادهم للجلادين، الذين بعد أن انهالوا عليهم بالسياط سلّموهم لمروّضي الوحوش الكاسرة. وكان الوالي قد أمر بتجويع هذه الضواري، ولما فتحوا لها الأبواب أخذوا ينخسونها بالأسياخ لاستثارتها فانطلقت كالسهام نحو الأبطال.
للعجب توقفت الوحوش الكاسرة فجأة حالما اقتربت من الأجساد العارية الممزقة، ثم أخذت تحوم حولها ولم تلبث أن عادت إلى مغائرها. وكان المعترفون جميعًا راكعين يصلون، وبين المصريين الخمسة كان شاب لا يتجاوز العشرين من عمره راكعًا رافعًا عينيه نحو السماء في سكينة تامة، وكأنه لا يرى الوحوش ولا يسمع زئيرها.
تراجع الثور الهائج أمام القديسين:


عاود المروّضون استفزازهم للوحوش، ولكنهم فشلوا في محاولتهم الثانية كما فشلوا في الأولى.
ولما حاروا أمام فشلهم جاءوا بثور هائج قد قضى بقرنيه الحادتين على المجرمين الذين ألقوا بهم قدامه. ومع ذلك فقد تراجع أمام القديسين، ونخسه مروّضوه بأسياخ محماة بالنار في جنبيه فقفز في غضب وهياج، ولكنه لم يمس الراكعين في الصلاة، فاضطروا إلى إدخال جميع الوحوش إلى مخابئها. ثم أصدر الوالي أمره بقطع رؤوس الأبطال الذين لم تجرؤ الكواسر على الاقتراب منهم.
قد شاهد الأسقف يوسابيوس هذا المنظر بعينيه هو وعدد من أصدقائه، ولكنه أنه لم يسجل أسماء هؤلاء البواسل، الذين ثبتوا على إيمانهم إلى المنتهى. العيد يوم 1 أبيب.
 
قديم 27 - 09 - 2012, 05:37 PM   رقم المشاركة : ( 1202 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,258

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: القديسين بالحروف الأبجدية

شهداء فارس

مائة شهيد:


في سنة 345 م. وفي عهد الملك الفارسي سابور الثاني Sapor II استشهد أكثر من مائة مسيحي في يومٍ واحدٍ، كان من بينهم تسعة من العذارى المكرّسات والباقي كهنة وشمامسة ورهبان.
إهتمام امرأة تقيّة وغنيّة بهم:


ذلك أنهم جميعًا رفضوا برأي واحد أن يعبدوا الشمس، فتُرِكوا تسعة أشهر كاملة في زنزانات حقيرة وقذرة، وكانت تعولهم في حبسهم امرأة تقيّة وغنيّة اسمها يازداندوكتا Yazdandocta، كانت تزورهم في السجن وتشجّعهم وتحضر لهم الطعام.
ثياب العرس:


يبدو أنها علمت بموعد تنفيذ الحكم في هؤلاء الشهداء، فرتبت ليلتها وليمة كبيرة وأحضرت لكل واحد منهم ثوبًا أبيضًا جميلًا. وفي صباح اليوم التالي جاءت مرة أخرى وأخبرتهم بأنه يوم تقديمهم للتعذيب، وأخذت تشجعهم وتطلب إليهم التمسك بنعمة الرب لكي يشجّعهم ويقوّيهم على سفك دمائهم من أجله، وأضافت: "عن نفسي فإنني أسأل اللَّه بجدية أنه بصلواتكم يستجيب لي الرب ويعطيني فرح مقابلتكم كلكم مرة أخرى أمام عرشه السماوي".
عند موضع تنفيذ الحكم حاول الملك إغرائهم، ووَعَدهم بالعفو عنهم إن هم عبدوا الشمس، لكنهم بكل شجاعة أجابوا بأنهم قد لبسوا ثيابهم هذه تعبيرًا عمّا تحملها مشاعرهم من استعداد وتسليم حياتهم بالكامل لأجل السيد المسيح. أخيرًا قُطِعت رؤوسهم في المساء، وحضرت يازداندوكتا وحملت أجسادهم ودفنتها. العيد يوم 6 إبريل.
 
قديم 27 - 09 - 2012, 05:37 PM   رقم المشاركة : ( 1203 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,258

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: القديسين بالحروف الأبجدية

شهداء كريت العشر


سرعان ما تسبب المنشور الذي أصدره الإمبراطور ديسيوس ضد المسيحيين في أن يبدأ حاكم جزيرة كريت Crete في ممارسة اضطهاد بربري ضد المسيحيين في الجزيرة، كان من نتيجته الكثير من الشهداء.
ضمن أبرز الشهداء: ثيؤدولوس Theodulus وساتورنينوس Saturninus ويوبورُس Euporus وجيلاسيوس Gelasius ويونيسيان Eunician وزوتيكُس Zoticus وكليومينِس Cleomenes وأجاثوبُس Agathopus وباسيليدس Basilides وإيفاريستُس Evaristus وهم الملقبون بشهداء كريت العشر، والذين استشهدوا في سنة 250 م.
كانوا من سكان العاصمة جورتينا Gortyna وجميعهم اعترفوا معًا بالإيمان بالمسيح. قُبِض عليهم وأُلقوا في السجن وضُرِبوا ورُجِموا من الوثنيين، وبعد فترة قُدِموا إلى الحاكم في جورتينا، وفور ظهورهم في المحكمة طلبوا منهم أن يقدموا الذبائح إلى جوبيتر Jupiter لأنه في ذلك اليوم بالذات كان شعب الجزيرة يحتفلون به.
أجابهم الشهداء أنهم لن يقدموا الذبائح للأوثان أبدًا، فقال لهم الحاكم: "سوف تعرفون قوة الآلهة، إنكم لا تحترمون هذا المحفل الكبير الذي يعبد جوبيتر القادر على كل شيء، وبقية الآلهة".
ردّ عليه الشهداء بأنهم يعرفون تاريخ جوبيتر وحياته وأفعاله.
كاد الجمع أن ينقضّ عليهم، ولكن الحاكم منعهم وأمر بتعذيبهم، وقد تحمل الشهداء كل التعذيب بفرحٍ عظيمٍ. وكان الوثنيون يصرخون ويطلبون إليهم أن ينقذوا أنفسهم بأن يخضعوا ويقدموا القرابين للآلهة، فأجابهم الشهداء قائلين: "نحن مسيحيون ومن الأفضل لنا أن نموت ألف مرة عن أن ننفذ هذا الأمر".
وبعد فترة رأى الحاكم أنه هُزِم أمامهم فأمر بقطع رؤوسهم. فتقدم الشهداء بكل شجاعة وفرح إلى مكان الإعدام، وهم يصلّون إلى اللَّه أن يرحمهم وأن يرحم جميع بني البشر، وأن ينقذ شعب بلدهم من ظلمة عبادة الأوثان.
وبعد قطع رؤوسهم انصرف الجمع وقام المسيحيون بدفن أجسادهم التي نُقِلت فيما بعد إلى روما.
فيما بعد، كتب الآباء الذين اجتمعوا في مجمع كريت سنة 458 م. إلى الإمبراطور لاون الأول Leo I قائلين: إن بركة وشفاعة هؤلاء الشهداء العشر هي التي حَمَت بلادهم حتى ذلك الوقت من البدع والهرطقات. وقد سُمِّيت القرية التي عُذِّب فيها القديسون باسم "العشر شهداء"، ويوجد لوح حجري مكسور به عشر تجويفات في المكان الذي ركع فيه القديسون لينالوا إكليل الشهادة. العيد يوم 23 ديسمبر.
 
قديم 27 - 09 - 2012, 05:38 PM   رقم المشاركة : ( 1204 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,258

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: القديسين بالحروف الأبجدية

شهداء ليون


القديسين بالحروف الأبجدية


أيقونة الشهيدة بلاندينا (بلاندينة) من ليون، وقد استشهدت مع شهداء آخرين مثل ماتوروس، سانكتوس، بونتيوس

في سنة 177 م. أثناء حكم ماركوس أوريليوس Marcus Aurelius استشهد عدد من المسيحيين في مدينتي ليون Lyons وفيينا Vienne، وقد عرفنا قصة استشهادهم من خلال رسالة أرسلتها هاتان الكنيستان إلى الكنائس في آسيا وفريجية Phrygia، والتي ما زالت محفوظة في كتابات يوسابيوس، وتعتبر من أثمن الوثائق المسيحية القديمة.
تذكر الرسالة أسماء ثمانية وأربعين من هؤلاء الشهداء، الكثير منهم يونانيون، وكان من بينهم الفتاة الأمَة (العبدة) بلاندينا Blandina، الأسقف بوثينوس Pothinus، الشمّاس سانكتوس Sanctus، ماتورُس Maturus، الذي كان قد تعَمَّد حديثًا، أتَّالُس Attalus، وصبي يبلغ الخامسة عشر من عمره اسمه بونتيكوس Ponticus. عُذِّب هؤلاء الشهداء، واستثار المُعَذِّبين الجموع الموجودة على المسيحيين باتهامات باطلة. فأتُهِم بعض المسيحيين وأُهينوا بواسطة عبيدهم وخدمهم. مات الكثير منهم في السجن من سوء المعاملة والأحوال، وأما ذوي الجنسية الرومانية فقُطِعت رؤوسهم، والباقون قُتِلوا بواسطة الحيوانات المتوحشة.
 
قديم 27 - 09 - 2012, 05:39 PM   رقم المشاركة : ( 1205 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,258

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: القديسين بالحروف الأبجدية

شهداء نيقوميديا

استشهاد عشرين ألفًا في عيد الميلاد المجيد:


حسب التقليد اليوناني استشهد عشرون ألفًا من المسيحيين في نيقوميديا Nicomedia، يوم عيد الميلاد المجيد سنة 303 م.
ويضيف التقليد الروماني أنهم اجتمعوا معًا للاحتفال بقداس عيد الميلاد المجيد، فأمر الإمبراطور دقلديانوس بغلق أبواب الكنيسة وإعداد النيران حول الكنيسة، ثم المناداة على الجموع أن من أراد النجاة من النيران عليه بالخروج إلى خارج الكنيسة وتقديم الذبيحة للإله جوبيتر Jupiter، وحين أعلنوا جميعًا بصوت واحد استعدادهم للموت من أجل السيد المسيح أُشعِلَت النار واحترقوا جميعًا، وهكذا نالوا كرامة الميلاد في السماء في اليوم ذاته الذي سُر فيه السيد المسيح أن يولد على الأرض من أجل خلاص العالم. العيد يوم 25 ديسمبر.
 
قديم 27 - 09 - 2012, 05:40 PM   رقم المشاركة : ( 1206 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,258

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: القديسين بالحروف الأبجدية

شهيدات أسيوط


حدث أن غزا بعض الأثيوبيين مصر وراحوا يطاردون الأقباط في كل أنحائها. وكان بجبل أسيوط دير به تسع وثلاثون عذراء ورئيستهن، وكنَّ جميعًا في غاية التقوى والصلاح، وقد أعطاهن اللَّه موهبة شفاء المرضى.
لما سمع قائد الأثيوبيين بأمرهن جاء مع جنوده وحاصر الدير كي يأخذوا العذارى إلى بلادهم، وراحوا يدقّون باب الدير دقًا عنيفًا، فقالت إحدى الراهبات للرئيسة: "يا أمنا لفِّي كل واحدة منا بحصير وأطلقي فيها النار فنروح للرب قربانًا زكيًا"، ووافقتها على ذلك كل الراهبات. فأسرعت رئيسة الدير ولفَّت كل واحدة منهن بحصير وأشعلت فيهن النار وهي تقول: "يا سيدي يسوع المسيح اقبلهن قربانًا إليك، لأن موتهن هكذا أفضل من أن يدنسهن أولئك الكافرون، ولا تجعل يا رب عليَّ هذه الخطيئة". ثم اعتلت الرئيسة برج الدير وألقت بنفسها إلى أسفل فتحطمت وأسلمت الروح. بلا شك أظهرت هؤلاء العذارى تقديرًا عجيبًا لحفظ عفتهن، لكن البعض يرون في هذا التصرف عدم إيمان باللَّه القادر أن يحفظهن.
 
قديم 27 - 09 - 2012, 05:41 PM   رقم المشاركة : ( 1207 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,258

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: القديسين بالحروف الأبجدية

شهيدات أنقرة السبع


Seven Martyrs of Ancyra

استشهدن سنة 304 م. أثناء اضطهاد الإمبراطور دقلديانوس. كُنَّ متبتلات ويبلغن من العمر حوالي سبعين عامًا، اشتهرن بقداستهن وأعمالهن الحسنة.
هروبهن من بيت الدعارة:


حين بدأ الاضطهاد تعيَّن ثيؤتِكنَس Theotecnus الذي كان ساحرًا وفيلسوفًا ومرتدًا عن المسيحية كحاكم لغلاطية Galatia، وذلك لاستئصال المسيحية منها. وكان من أوائل ضحاياه هؤلاء العذارى السبع اللاتي كانت أسمائهن: تيكوسا Tecusa وألكسندرا Alexandra وفاينا Faina وكلاوديا Claudia ويوفراسيا Euphrasia ومطرونة Matrona وجوليتّا Julitta.
حين وقفن للمحاكمة أمام ثيؤتِكنَس طلب منهن أن يبخرن للأوثان، ولما رفضن ذلك أمر بإلقائهن في بيت للدعارة. لكنهن استطعن الهروب منه بحكم سنهن وبفضل حنكة تيكوسا قائدتهن.
استشهادهن:


أمرهن ثيؤتِكنَس أن يعملن ككاهنات للآلهة ديانا ومينرفا and Diana Minerva حيث أُمِرن بغسل تمثاليهما حسب التقليد السنوي لمدينة أنقرة. حُمِلن في شوارع المدينة عاريات في الموكب حتى وصلن إلى البحيرة المجاورة، وهناك أُعطين ثيابًا بيضاء ليلبسنَّها أثناء تأدية الطقوس. لما رفضن ذلك أمر ثيؤتِكنَس بربط أحجار ثقيلة حول رقابهن وإلقائهن في البحيرة، وذلك حتى لا يستطيع أحد من المسيحيين بعد إخراج أجسادهن ودفنها، وبهذا نلن أكاليل الشهادة.
دفن أجسادهن:


تقول بعض القصص الغير مؤكَدة أنه كان في أنقرة رجل مسيحي غيور اسمه ثيؤدوتُس Theodotus، وكان يشجّع المسيحيين المتقدمين للاستشهاد على الثبات والاحتمال. وأن تيكوسا ظهرت له في حلم في الليلة التي استشهدن فيها، وطلبت منه أن يُخرِج أجسادهن، كما حذرته من وجود أحد الخونة ضمن أصدقائه. في الليلة التالية أخذ معه ابن عم الشهيدة واسمه بوليكرونُس Polychronus وذهبا إلى البحيرة حيث وجداها محروسة بجماعة من الجنود قاصدين منع أية محاولة لإنقاذ الأجساد، بالإضافة إلى أن الظلام كان حالكًا يحبط أية محاولة لذلك.

بمعونة إلهية ظهر اثنان من القديسين حاملين مصابيح لقيادتهما، كما ظهر القديس سوساندرُس Sosandus الذي كان من الشهداء المعروفين في تلك المنطقة، وأفزع الجنود ودفعهم على الهروب، وفي نفس الوقت هبَّت عاصفة دفعت الماء في البحيرة إلى أحد الجوانب وظهرت الأجساد، فحملها ثيؤدوتُس ورفقاؤه إلى أنقرة ودفنوها قرب كنيسة البطاركة هناك.
حين سمع الحاكم بإنقاذ الأجساد قبض على بوليكرونُس، الذي تحت تأثير التعذيب اعترف بأسماء الذين حملوا الأجساد، وبهذا تحقق التحذير الوارد في الرؤيا. بناء على المعلومات التي حصل عليها الحاكم استعاد الأجساد وأحرقها، وأما ثيؤدوتُس فبعد أن اعترف الاعتراف الحسن واحتمل عذابات شديدة قُطِعت رأسه أخيرًا، وتذكره الكنيسة اليونانية في السابع من شهر يونيو. أما سيرة الشهيدات السبعة مع الشهيد ثيؤدوتُس فقد كتبها باليونانية شاهد عيان اسمه نيلوس Nilus، ثم ترجمها إلى اللاتينية كاهن من الجزويت اسمه دانيال بابيبروكيوس Daniel Papebrochius. أما عن كنيسة البطاركة الوارد ذكرها في سيرتهن، ففي الغالب أنها مكرسة على اسم إبراهيم وإسحق ويعقوب، الذين يعيّد لهم اليونانيين في الثالث عشر من شهر ديسمبر.
 
قديم 27 - 09 - 2012, 05:44 PM   رقم المشاركة : ( 1208 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,258

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: القديسين بالحروف الأبجدية

الشهيد شورة الصبي


راعي للغنم:


كان هذا الصبي من قرية تدعى طناي وكان مقيمًا ببلدة شنشيف تبع مدينة إخميم، وكان راعيًا للغنم.
لما وصل إريانوس الوالي إلى إخميم، أرسل جنوده إلى كل مجاوراتها ليحضروا إليه المسيحيين لتنفيذ مراسيم دقلديانوس. توجّه خمسة منهم إلى شنشيف فالتقوا بالفتى شورة وهو يرعى غنمه، فسألوه: "من أنت؟" أجابهم: "أنا مسيحي". فأسرعوا خلفه ليقبضوا عليه لكنه تمكّن من الهروب، فاغتصبوا خروفين من الغنم وحملوها على خيولهم، أما هو فرجع إليهم بعصاه واسترد الخروفين.
استدعاؤه أمام إريانا:


ولما عادوا إلى إخميم أخبروا الوالي بهذه القصة، فأرسل الوالي وأحضر حاكم شنشيف وهدّده بالموت إن لم يُحضر هذا الصبي الراعي.
خرج الحاكم وجمع رؤساء البلدة وعرّفهم بما جرى، فخافوا لئلا يخرب إريانوس بلدتهم، فأمسكوا شورة وأوثقوه وأتوا به إلى إخميم، فطرحه الوالي في السجن حتى الصباح. وفي السجن وجد جماعة من المسيحيين مقبوضًا عليهم فشجّعوه.
في الغد قُدّم الصبي ليُمثل أمام الوالي، فسأله: "ما اسمك؟" أجابه: "أنا راعي مسيحي من أهل طناي وساكن بشنشيف واسمي شورة". وبعد حوار لم يطل طلب إليه أن يرفع بخورًا للآلهة، أما هو فكان ردّه: "سوف لا أسمع لك، ومهما أردت اصنع بي عاجلًا".
تعذيبه:


إزاء هذه الجسارة أمر الوالي بتعذيبه، فرفعوه على الهنبازين وعصروه، وأوقدوا نارًا تحت قدميه وسلّطوا مشاعل نحو جنبيه، ووجّهوا نارًا إلى رأسه.وكان الوالي يظن أنه قد مات، فلما علم أنه حيّ أمر أن يُصب خلّ وملح على جراحاته، أما هو فكان يحتمل بشكر وشجاعة. ثم أعادوه إلى السجن، ووقف يصلي، فظهر له ملاك الرب وعزّاه وشجّعه وأنبأه أنه سيتوجّه في اليوم التالي بإكليل المجد.
عجز الساحر أمامه:


في اليوم التالي أحضر الوالي ساحرًا وطلب إليه أن يفسد سحر شورة المسيحي. فأجاب بجسارة: "أنا أحل سحره وأفضحه". ثم أعدّ الساحر كأس السمّ، وناولها للصبي ليشربها، فسقط الكأس من يده وانسكب ما فيه على الأرض، فخرجت من الكأس أفاعي وسعت نحو الصبي، أما هو فوطأها بقدميه. تعجب الساحر مما رآه وقال للوالي: "ليس لي مع هذا الإنسان شأن لأنه قوي بإلهه".
استشهاده:

لما رأى الوالي ثبات الصبي شورة، أمر أن يُذبح كشاة ويعلّق على سور قريته لتنهش لحمه طيور السماء. فنفّذ فيه الجند هذا الحكم، ونال إكليل المجد في العاشر من شهر كيهك.
 
قديم 27 - 09 - 2012, 05:49 PM   رقم المشاركة : ( 1209 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,258

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: القديسين بالحروف الأبجدية

القديسة شيرين



St. Shirin
مرشدة روحية للرهبان:


عاشت القديسة شيرين -وهي كلمة فارسية معناها "حلوة"- في القرن السادس الميلادي، ولم تكن راهبة بل امرأة عادية تسكن في العالم ولكن بسلوك أكثر حزمًا من الرهبان الذين في الجبال، ورغم أنها تعيش في العالم، لكنها كانت مرشدة روحية لكثيرين حتى من الرهبان.
نشأتها:


يقول كاتب سيرتها الراهب مرتيريوس سعدونا أنها كانت تعيش في بلدة هلمون (حلمون) في منطقة تسمى بيت نوهاد في شمال العراق، وتربّت في أسرة مسيحية بسيطة. وكانت القديسة مواظبة على القيام باكرًا للصلاة قبل أي عمل، وفي المساء يجتمع الكل للصلاة للشكر على مرور اليوم بسلام، وكانت الأسرة مواظبة على الذهاب إلى الكنيسة. وهكذا تربّت تلك القديسة في هذا الوسط الروحي الجميل، فعزفت عن مباهج الحياة الفانية وأخذت تلهج في آيات الكتاب المقدس وتترنم به طول يومها وأثناء عملها.
بتوليتها:


كبرت الفتاة شيرين وتقدم لخطبتها كثيرون لعلمهم برزانة عقلها وطهارة سيرتها، ولكنها رفضت الجميع وصارحت والديها بأنها تود أن تكون عروس للسيد المسيح ولا يشغلها عنه أي شاغل، ونظرًا لحب والديها الشديد لها ولعدم تكديرها تركوها تمارس حياتها الشخصية بدون مانع ولا عائق.
كانت القديسة ناسكة في الطعام، فكانت تسكن آلام الجوع بأن تتناول قليلًا من الخبز الجاف وبعض الخضار المسلوق في كل مساء وكانت تشرب الماء فقط. ورغم هذا كان وجهها يضئ بنعمة من الروح القدس حتى أن كل من يراها يتعجب من ضوء وجهها، وعدم ذبوله من كثرة النسك.
كانت تصلي طول الوقت بتلاوة المزامير وبعض صلوات القلب القصيرة، وكانت مواظبة على سماع الإنجيل المقدس وتسأل عن سير القديسين والشهداء وقصصهم.
خدمة المساكين والفقراء ماديًا وروحيًا:


كانت أيضًا مسئولة عن استقبال الغرباء في منزلها، فكانت تعمل على راحتهم ويشع وجهها سعادة غامرة عندما كانت تخدم المساكين والفقراء وتعطف عليهم.
مرَّت الأيام وخلى البيت من كبار السن، فقد رحل والداها إلى السماء، وأما هي فقد ازدادت في نسكها وزهدها حتى كانت تطوي الأيام بدون طعام. ولولا أنها كانت تستعد في كل يوم لخدمة الفقراء والمعدمين لكانت امتنعت عن الطعام يومين أو أكثر، ولكنها كانت تتناول طعامها حتى تستطيع خدمة هؤلاء المحتاجين.
كان زوارها من المساكين والبسطاء ولكنها كانت تقدم مع الأغذية الجسدية الأغذية الروحية أيضًا، فكانت تسألهم عن صومهم وصلواتهم وذهابهم إلى الكنيسة والاعتراف والتناول من الأسرار الطاهرة.
علاقتها بالرهبان:


كان يحضر عندها كثير من الرهبان، وأما هي فكانت بخجل تستقبلهم وتقدم لهم الغذاء الجسدي، ثم يطلبون منها أن تقف للصلاة معهم حتى يتلمسوا طريقة ورعها وخشوعها في وقفتها للصلاة، ويسمعون كلام النعمة الخارج من فمها.
ازدادت القديسة شيرين في حبّها للَّه، فظهر هذا بشكل واضح على شكلها الخارجي، فكان كل من ينظر إليها يتعجب من هيبتها ورزانة مسلكها وطهارة سيرتها. كانت موضع احترام كبير من رؤساء الأديرة في ذلك المكان واعتبروها أمًا روحية لهم ولكل من يريد زيارتها. وعندما كانت تقوم هي بزيارة دير من هذه الأديرة، كانت تنال كل تكريم ومحبة، وكانوا يطلبون منها أن تبقى معهم فترة أطول حتى يستطيعوا أن يطرحوا عليها أسئلتهم، وكيفية محاربتها للعالم وللشرير. وكانوا يعتبرونها مكرّمة من اللَّه، لأنها كانت حقًا مستحقة لهذا الإكرام.
 
قديم 27 - 09 - 2012, 05:52 PM   رقم المشاركة : ( 1210 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,258

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: القديسين بالحروف الأبجدية

القديس الأنبا صيصوي

(الأنبا شيشوي)


St. Siseos

بعد نياحة الأنبا أنطونيوس، كان القديس صيصوي (الأنبا شيشوي، سيصوي، شوشاي، شيشاي، سيسوي) من أكثر أنوار الصاري المصرية ضياءً ومن مشاهير آباء البرية.
"شيشوي" تعنى "ابن العالي".
كان مصريًا بالمولد، وفي شبابه ترك العالم والتجأ إلى برية شيهيت سنة 340 وهو في العشرين من عمره تقريبًا، وتتلمذ للقديس مقاريوس.
وفي عام 356 م. إذ كان يشتهي حياة أكثر هدوءً عبر نهر النيل إلى جبل القديس أنبا أنطونيوس حيث تنيح الأنبا أنطونيوس، فكانت حياة هذا القديس وفضائله معينًا ومثبتًا له. انطلق ليمارس حياة الوحدة ومكث إلى عام 426 م. حيث بلغ حوالي 106 سنة، وبسبب الشيخوخة عاد إلى برية شيهيت حيث تنيح بعد قليل وكان قد اقترب من مائة وعشر سنوات. قال عنه أنبا بيمن: "فاق كل الحدود وتجاوز كل السيّر (التي للآباء القديسين)".
الأنبا أنطونيوس مثله الأعلى:


كان يحسب أن الأنبا أنطونيوس يراه ويسمع توجيهاته لتلاميذه، وكان يجاهد ليدرّب نفسه على الاقتداء بالمعلم العظيم في كل حياته: شدّته في تداريبه الروحية، التزامه الصمت، واشتياقه للصلاة. لذلك ذاع صيته حتى أتى إليه تلاميذ كثيرون ليتتلمذوا عليه، فاضطر إلى التخلي عن حبه للصمت والوحدة لتحقيق هدف أعظم وهو عمل المحبة معهم.
بعد نياحة الأنبا أنطونيوس جاء إلى الأنبا شيشوى أخوه لزيارته في مغارة الأنبا أنطونيوس. قال لأخيه: "كان يسكن في هذه المغارة أسد والآن يسكنها ثعلب!"
إذ كان يشتكي أنه لم يبلغ بعد إلى قامة الأنبا أنطونيوس سأله أحد الرهبان: "ألم تصل إلى درجة الأنبا أنطونيوس يا أبانا؟" أجاب: "لو كان لي واحدة فقط من مشاعر هذا الراهب لتحوّلت إلى شعلة حب إلهي".
تائب البرية:


كان معينًا لتلاميذه حتى في ضعفهم وخطيتهم، فكان بمحبته وصبره يقودهم للتوبة، وكان انسحاق القلب هو فضيلته الثابتة التي ترافق توجيهه وتعليمه لتلاميذه.
قال له يومًا أحد الرهبان: "يا أبي إني أضع نفسي دائمًا في حضرة الله"، فأجابه القديس صيصوي: "من الأفضل لك أن تضع نفسك تحت كل المخلوقات حتى تكون مطمئنًا في تواضعك". لذلك إذ كان في كل حين يتطلع إلى الحضور الإلهي كان يُدرك تمامًا ضعفه وحقارته.
دُعي بتائب البرية بسبب ما حدث معه في لحظات نياحته في حضور القديس آمون تلميذ أنبا بامو.
قيل أنهم سمعوه يتحدث مع أشخاص غير منظورين. سأله الحاضرون : "ماذا ترى يا أبانا؟" أجاب: "أرى جماعة قادمة لتأخذني وأنا أتوسل إليهم أن يمهلوني قليلًا حتى أتوب". قال له أحد الشيوخ: "هل لديك قوة لكي تتوب؟" أجاب : "وإن كان ليست لدي قوة فإني أتنهد وأبكي على نفسي!" ولما قال هذا أشرق وجهه كالشمس ففزع الذين حوله وسمعوه يقول: "الرب يقول: ائتوني بتائب البرية"، ثم أسلم الروح فامتلأت القلاية من رائحة ذكية.
محبته للسكون والوحدة:


اعتاد أن ينطلق كالسهم إلى قلايته بعد انتهاء العبادة مباشرة، وكان في تعليمه يركز على العبارة: "جيد للراهب أن يبقى في قلايته".
حبس نفسه مرة في القلاية، ومنع تلميذه من القدوم إليه لمدة عشرة شهور، لم يبصر فيها إنسانًا. وفيما هو يمشى في الجبل ذات يوم إذ به يجد إعرابيًا يصيد وحوشًا برية. سأله الأنبا صيصوي: "من أين جئت؟ وكم لك من الزمان هنا؟" أجابه الأعرابي: "صدقني يا راهب إن لي أحد عشر شهرًا لم أرَ أحدًا قط غيرك". وإذ سمع الأنبا صيصوي ذلك دخل قلايته، وكان يضرب صدره ويقول: "يا صيصوي لا تظن أنك صنعت شيئا لأنك لم تصنع مثل ما صنعه هذا الأعرابي".
رفع عقله إلى السماء:


كان متى صلى في حضور أحدٍ يرفع يديه وينزلهما سريعًا حتى لا يُخطف عقله إلى السماء في وجود أحدٍ.
تارة إذ كان جالسًا في قلايته قرع تلميذه الباب فقال له الشيخ: "انصرف يا ابرآم ولا تعد حتى أستدعيك فإني لست الآن وحدي في هذا المكان!"
صومه:


لم يكن يشغله الطعام ولا يفكر حتى في الصوم، فكان غالبًا ما ينسى أنه لم يأكل، وكان كثيرًا ما يذكره تلميذه طالبًا منه بإلحاح أن يأكل، فكان يجيبه: "إن كنا لم نأكل فلتقدم الطعام فنأكل".
سأله أخ عن كلمة منفعة فقال له: "قال دانيال النبي: خبز شهوة ما أكلت!"
جهاده ضد الشياطين:


سأله أخ: "هل يا ترى كان الشيطان يضطهد القدماء هكذا؟" أجابه الشيخ: "بل اليوم يضطهد أكثر لأن زمانه قد قرب، لذلك فهو قلق".
مقاومته للأريوسيين:


جاء إليه جماعة من الأريوسيين وبدأوا يتكلمون ضد العقيدة الأرثوذكسية، فنادى تلميذه ابرآم وقال له: "احضر لي كتاب القديس أثناسيوس واقرأ إمامي، فصمت الأريوسيون".
إقامة ميت:


جاءه أرخن وبصحبته ابنه الغلام، وهما في الطريق إلى المغارة مات الغلام. لم ينزعج الأرخن بل حمله ودخل به إلى حيث القديس وكان مستغرقًا في تأملاته، ثم سجد للرب أمامه ووضع ابنه الميت بجواره كأنه ساجد وتركه، وظل الابن على هذه الحال والقديس ينتظر قيامه. وإذ تأخر جدًا ربت على رأسه وهو يقول له: "ليباركك الرب يا بني، انهض سالمًا، فنهض الصبي معافى، ومجّد الأب الرب وروى عاليًا ما حدث فاضطرب القديس وسأله ألا يروي ذلك لأحد إلى يوم انتقاله.
رجاؤه:


جاءه يومًا ما ثلاثة شيوخ متوحدين، فسأله الأول: "يا أبي ماذا أفعل لأتجنب نار جهنم؟" فلم يجبه القديس. سأله الثاني: "كيف أهرب من صرير الأسنان والدود الذي لا يموت؟" ثم سأل الثالث: "ماذا سيكون حالي؟ فإني كلما أفكر في الظلمة الخارجية أكاد أموت رعبًا". أجابهم القديس: "أعترف لكم أن هذه أمور لا أفكر فيها أبدًا، وإني إذ أعلم أن الله رحوم أثق أنه سيرحمني".
هكذا أراد أن يرفع قلوبهم بروح الرجاء إلى السماء لا أن ينشغلوا بالهلاك الأبدي.
ولكنه إذ وجدهم قد حزنوا بعث فيهم روح الرجاء قائلًا: "إني أغبطكم يا اخوتي وأطوبكم، وأنا أشعر بالغيرة من فضيلتكم، فما دامت مثل هذه الذكريات عن عذاب جهنم تساوركم من المستحيل أن تستعبدكم الخطية، أما أنا فجامد القلب ولا أفكر أن ثمة عقابًا ينتظر الخاطئ الأثيم، ولهذا لا أكف عن ارتكاب الخطايا".
حين تقدم القديس في السن ولكثرة أمراضه، استجاب لنصيحة تلميذه إبراهيم وذهب ليعتكف قليلًا في مدينة القلزم Clysma قرب البحر الأحمر، وهناك زاره القديس آمون Ammon، الذي إذ رآه حزينًا لبعده عن مكان وحدته، عزَّاه قائلًا إن حالته الصحية تتطلب علاجًا غير متوفر هناك، فأجابه القديس: "ألم يكن سلام العقل الذي أتمتع به هناك كافيًا لراحتي؟" وفعلًا لم يشعر بالراحة حتى عودته.
وعندما جاءوا به إلى شيهيت لاحظ أنبا آمون أنه كان متأثرًا جدًا، فسأله: "لماذا أنت حزين هكذا يا أبانا؟ ماذا كنت تستطيع أن تعمله في البرية وحدك في وأنت مُسّن؟" تطلع إليه وعاتبه قائلًا: "ما هذا الذي تقوله يا أمون، أليس مجرد الإحساس بالحرية في الصحراء أفضل من كل شئ؟"
مع الأنبا أولونيوس:


زاره مرة الأنبا أولونيوس أسقف فيلوابولاوس في جبل أنطونيوس، ولما عزم على الانصراف جعله يأكل باكرًا قبل الانصراف وكان الوقت صومًا. فلما وُضعت المائدة إذا بقومٍ يقرعون الباب. فقال لتلميذه: "قدّم لهم قليلًا من الطعام". فقال الأسقف: "دعهم الآن لئلا يقولوا أن صيصوى يأكل باكرًا". فتأمله الشيخ وقال للأخ: "امضِ أعطهم طعامًا". فلما أبصروا الطعام قالوا للأخ: "يا ترى هل عندكم ضيوف، والشيخ يأكل معهم؟" قال : "نعم"، فحزنوا قائلين: "لماذا تركتم الشيخ يأكل في مثل هذا الوقت؟ أما تعلمون أن الشيخ يعذب نفسه أيامًا كثيرة بسبب هذه الوجبة؟"
إذ سمع الأسقف ذلك صنع مطانية قائلًا: "اغفر لي يا أبى لأني تفكرت فكرًا بشريًا، أما أنت فقد نفذت وصية الله".
نياحته:


على فراش الموت سُمِع يصرخ: "القديس أنطونيوس وسحابة الأنبياء والملائكة قد أتوا لأخذ روحي"، ثم أضاء وجهه وسكت لحظة، ثم صرخ مرة أخرى: "الآن الرب يأتي إليَّ". وهكذا أسلم الروح حوالي سنة 429 م. بعد أن اعتزل على الأقل 62 سنة في جبل الأنبا أنطونيوس.
من أقواله:
  • إن لي 30 سنة لم أطلب من الله غفران خطيئتي، ولكن في طلبتي وصلاتي أقول: يا ربى يسوع المسيح استرني، فإني إلى هذا الوقت أزل وأخطي بلساني.
  • "إن لي الآن ثلاثين سنة أصلي للرب يسوع أن يحفظ لساني من أن ينطق بكلمة شريرة، ومع هذا فإني دائم السقوط".
  • سؤل: "هل الهروب نافع للراهب؟" جعل إصبعه على فمه وقال: "إن حفظت نفسك من هذا يا ابني، فهذا هو الهروب".
  • سؤل أيضًا: "ما هي الغربة؟" أجاب: "الغربة هي الصمت. في كل موضع يوجد فيه الإنسان يوجه لنفسه القول: ما شأني في هذا الأمر؟"
  • سأله أخ: " قل لي كلمة". أجابه: "لماذا تطلب كلامًا؟ أصنع مثلما ترى".
  • صرْ مهانًا، واطرح مشيئتك وراءك، وصرْ بلا هم، تجد راحة.
  • سأله أخ : "قل لي كلمة". أجابه: "أي شئ لي أقوله لك؟ أنى أقرأ في العهد القديم ثم أرجع إلى العهد الجديد".
  • سأله الأب يوسف: كم من الزمن يحتاج الإنسان إلى قطع الأهواء؟... عندئذ قال سيسوي: "حينما تتحرك فيك الشهوة اقطعها حالًا".
  • سأله أخ: "كنت جالسا في البرية، وقدّم بربري وأراد قتلي، وقويت عليه، هل أقتله؟" أجاب :"لا، لكن سلّم الأمر لله ، لأن أية محنة تأتى على الإنسان ليس له إلا أن يقول : إنها من أجل خطاياي".
 
موضوع مغلق

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
ما لم يستطع الناموس أن يتمّمه بالحروف تحقّق بالإيمان
صلوات سهمية بالحروف الأبجدية
ايات بالحروف الابجدية من الكتاب المقدس
توبيكاتنا الجميلة بالحروف الابجدية
الأحباب ينتحرون بالحروف والسهر والحنين


الساعة الآن 10:41 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024