17 - 05 - 2012, 11:10 AM | رقم المشاركة : ( 91 ) | ||||
† Admin Woman †
|
«لأَنَّ كَلِمَةَ اللهِ حَيَّةٌ وَفَعَّالَةٌ وَأَمْضَى مِنْ كُلِّ سَيْفٍ ذِي حَدَّيْنِ.» (عبرانيين12:4) كان طالب جامعة مسيحية يشهد لطالب يدرس في جامعة لاهوت متحرّرة. عندما اقتبس الطالب المؤمن آية من الكتاب المقدس، قال له طالب اللاهوت الآخر، «لا أومن بالكتاب المقدس»، إقتبس المؤمن آية آخرى فقط ليتلقى جواباً «قلت لك أنني لا أومن بالكتاب المقدس». وفي المرة الثالثة إقتبس المؤمن آية آخرى من الكتاب المقدس مما أثار غضب طالب اللاهوت فصاح، «لا تقتبس لي من الكتاب المقدس. لقد سبق وقلت لك أنني لا أومن به». عند ذلك أحس المؤمن بالإحباط الشديد والإنهزام، لقد اعتقد أنه فشل فشلاً ذريعاً في أن يكون رابح نفوس. لقد دعى الدكتور ه.أ. أيرونسايد ذلك المؤمن لتناول العشاء على مائدته، شارك الطالب المسيحي تجربته المخيبة مع طالب اللاهوت. ثم سأل الدكتور أيرونسايد، «عندما تحاول أن تشهد لشخص ما ويقول لك أنه لا يؤمن بالكتاب المقدس ماذا تفعل؟» أجابه الدكتور أيرونسايد بابتسامة عريضه «أقتبس له المزيد». إنها نصيحة ممتازة لمن يريدون أن يكونوا رابحي نفوس، فعندما يقول الناس أنهم لا يؤمنون بالكتاب المقدس، إقتبس المزيد منه. إن كلمة اﷲ حيّة وفعالة وتأثيرها قوي على الناس حتى لو كانوا لا يؤمنون بها. نفترض أن شخصين يتبارزان. يقول الواحد للآخر، «لا أومن أن سيفك مصنوع من فولاذ حقيقي»، ماذا يحدث؟ هل يلقي الرجل الآخر سيفه جانباً ويعترف بالهزيمة؟ أم هل يقدّم محاضرة علمية عن تداخل الكربون وطواعية المعدن؟ هذا أمر مثير للسخرية. إنه يُسدِّد لخصمه ضربة حادّة ويجعله يحسّ كيف أن سيفه حقيقي، هكذا الأمر مع الكتاب المقدس، فإن كلمة اﷲ هي سيف الروح ويجب أن يُستخدم للهجوم أكثر مما يستخدم للدفاع. تستطيع كلمة اﷲ أن تدافع عن نفسها بنفسها. أنا لا أُنكر أن هناك موضعاً للبراهين على وحي كلمة اﷲ، وهذه البراهين تخدم غرضاً قيماً في تأكيد إيمان كل هؤلاء الذين قد خلصوا، وفي بعض الحالات القليلة تساعد الناس على قبول الإيمان المُخلِّص، لكن لا يقتنع الناس عموماً بالأمر من خلال الفكر الإنساني أو الجدل، «إنسان يقتنع ضد إرادته لا يتنازل عن رأيه». يحتاج الإنسان لمواجهة مع كلمة اﷲ القوية، فإن عدداً واحداً من الكتاب المقدس يساوي ألف جدال. إن هذا يسلِّط الضوء على أهمية حفظ آيات الكتاب المقدس. فإذا لم أحفظ آيات في ذاكرتي، فلن يكون الروح قادراً على استرجاعها في الوقت المناسب، ولكن النقطة الأساسية هي أن اﷲ لم يَعِد بأن يُكرِم كلماتي، لكنه وعد أن يُكرم كلمته، وهكذا عندما أتعامل مع غير المخلّصين لا بد لي من استخدام سيف الروح بقوة وأراقبه كيف يأتي بالتبكيت والتجديد بمعجزة النعمة. |
||||
17 - 05 - 2012, 11:11 AM | رقم المشاركة : ( 92 ) | ||||
† Admin Woman †
|
«كَشَاةٍ تُسَاقُ إِلَى الذَّبْحِ.» (أشعياء7:53) لقد رأيتُ مرةً حملاً يموت وكان موته الأكثر إثارة وترويعاً للمشاعر. عندما جيء به إلى مكان الذبح بدا الحملُ وديعاً ومُحبَّباً بشكل خاص. قد يحب الأطفال معانقته، فكل أنواع صغار المخلوقات محبوبة، مثل القطط والجراء والصيصان والعجول والمهور، لكن للحَمَل جاذبية ذات طابع خاص. بينما وقف هناك مثَّل صورة للبراءة، وصوفه الناصع البياض عكس مظهراً للطهارة، كان وديعاً ولطيفاً وعاجزاً وغير قادرٍ على الدفاع عن نفسه، كانت عيناه تعبِّران بشكل خاص وتحدثان عن الخوف والشفقة والإنفعال المفرط، ولم يبدُ أن هنالك أي داعٍ بأن شيئاً صغيراً وجميلاً كهذا يجب أن يموت. رُبِطَت ساقيه، والحمل المثير للشفقة مستلقٍ على جنبه يتنفّس بصعوبة كما لو كان مدركاً موته الوشيك، وبحركة ماهرة واحدة مرّر الجزار سكينه على الحنجرة، فسالت الدماء على الأرض واهتز الجسم قليلاً من سكرات الموت، ثم بعد قليل سَكَنَ. لقد مات الحمل الوديع. أدار بعض المتفرّجين وجوههم عن هذا المنظر، إذ كان مشهداً محزناً جداً، ومسح آخرون دموعهم، ولم يشأ أحدٌ أن يتكلّم. بالإيمان أرى موت حملٍ آخر، حمل اﷲ، المشهد الأكثر بركة والأكثر رهبةً. هذا الحَمل الأبرع جمالاً والرئيس بين ربوات وأجمل من كل بني البشر، عندما جيءَ به إلى مكان الذبح، كان رئيس الحياة. إنه ليس بريئاً فقط، بل إنه قدّوس غير مؤذٍ وبلا نجاسة ومنفصل عن الخطاة وبلا عيب ولم يبدُ أن هنالك أي سبب يدعو لموت إنسان طاهر بهذا المقدار. لكن الجلّادين أخذوه وسمّروا يديه ورجليه على الصليب، وهناك تحمَّل عذاب ورهبة الهاوية كبديلٌ عن الخطاة، وخلال كل هذا كانت عيناه مليئتين محبة ومغفرة. إنتهى الآن وقت آلامه، واستودع روحه وتدلّت أطرافه على الصليب، طَعنَ جندي جنبه بحربة فتدفّق منه دمٌ وماء. لقد مات حمل اﷲ. قلبي إمتلأ، وانسابت دموعي دافئة، فأسقُط على ركبتَيَّ وأشكُرهُ وأسبِّحَه! بمجرَّد التفكير بأنه مات من أجلي! لن أتوقّف عن حُبِّه. |
||||
17 - 05 - 2012, 11:12 AM | رقم المشاركة : ( 93 ) | ||||
† Admin Woman †
|
«وَلاَ حَاجَةَ بِكُمْ إِلَى أَنْ يُعَلِّمَكُمْ أَحَدٌ.» (يوحنا الأولى27:2) للوهلة الأولى يطرح علينا هذا العدد مشكلة. إذا كُنا لا نحتاج إلى أي أحد أن يُعلِمُنا، فلماذا أعطانا ربّنا الحيّ معلّمين لبناء القدّيسين لعمل الخدمة؟ (أفسس4:11-12). لكي نفهم المعنى الذي قصده يوحنا، فإن معرفة خلفّية رسالته ستساعدنا. فعندما كتب رسالته كانت الكنيسة قد ابتُليت بمعلّمين كذبة يُعرَفون بإسم الغنوصيين (العارفين)، وكان هؤلاء الهراطقة قد أعلنوا مرة أنهم مؤمنون صادقون بالرَّب يسوع وكانوا أعضاء في شركة الإجتماع المحلي، لكن بعد ذلك قد تُركوا لكي ينشروا وجهات نظرهم الخاطئة فيما يتعلق بناسوت ولاهوت المسيح. لقد ادعوا أن لديهم معرفة فائقة، وبالتالي عُرفوا بإسمهم الغنوصيين، من الكلمة اليونانية غنوصيص «gnosis» أي «لتعرف»، وربما قالوا للمؤمنين شيئاً من هذا القبيل: «ما هو عندكم جيّد، لكن لدينا حقيقة إضافية، يمكننا أن نخرجكم عن التعاليم البسيطة ونُطلِعكم على أسرار جديدة وأكثر عمقاً، فإذا كنتم تنوون أن تكونوا كاملي النضوج والإمتلاء فإنكم تحتاجون لتعاليمنا». لكن يوحنا يحذّر المؤمنين أن كل ذلك ليس سوى خدعة، وأنهم لا يحتاجون إلى أي من هؤلاء الدجّالين لتعليمهم، لديهم الروح القدس ولديهم كلمة الحق، ولديهم معلّمين معينين من اﷲ، والروح القدس يُمكِّنُهم من التمييز بين الحق والضلال. لقد سُلِّم الإيمان المسيحي مّرة لجميع القدّيسين (يهوذا 3)، وكل ما يُدّّعى به إضافة للحق يكون تزويراً. هنالك حاجة لمعلّمين مسيحّيين كي يفسّروا الكتاب ويطبّقوه، على ألّا يتعدّوا ذلك بالذهاب إلى أبعد من الكتاب المقدس. إن يوحنا هو آخِر من ينكر الحاجة للمعلّمين في الكنيسة، لقد كان هو نفسه معلّماً متميزاً، لكنّه قال أنه سيكون أوّل من يُصر على أنّ الروح القدس هو السُّلطة المُطلقة وأنه يقود شعبه إلى كلّ الحق من خلال صفحات الكتاب المقدس، وعليه يجب أن يُمتَحَن كل تعليم في ضوء الكتاب المقدس، فإذا كان يدّعي بأنه إضافة على الكتاب أو يدعي بسلطان مساوٍ مع الكتاب أو إذا لم يتوافق معه، عندها يجب أن يُرفض. |
||||
17 - 05 - 2012, 11:14 AM | رقم المشاركة : ( 94 ) | ||||
† Admin Woman †
|
«فَاجْتَمَعُوا مَعَ الشُّيُوخِ وَتَشَاوَرُوا وَأَعْطَوُا الْعَسْكَرَ فِضَّةً كَثِيرَةً قَائِلِينَ: «قُولُوا إِنَّ تَلاَمِيذهُ أَتَوْا لَيْلاً وَسَرَقُوهُ وَنَحْنُ نِيَامٌ.» (متى28: 12-13) ما كاد الرَّب يسوع يقوم من بين الأموات، حتى بدأ أعداؤه يختلقون الأعذار لتفسير هذه العجيبة بعيداً عن الحقيقة، وأفضل تفسير باطل تمكنوا من تلفيقه في ذلك الوقت هو أنّ تلاميذه جاؤوا ليلاً وسرقوا جسده (أمّا نظرية الإغماء التي تقول بأن المسيح لم يمت بل أغمي عليه، فلم تظهر إلاّ بعد عّدة قرون)، وللأسف فإن نظرية السرقة وجميع النظريات الأخرى تثير أسئلة أكثر مما تعطي أجوبة، وعلى سبيل المثال: لماذا لم يشكك رؤساء الكهنة والشيوخ في التقرير الأصلي للحَرس بشأن القبر الفارغ؟ إنهم قبِلوه على أنه حقيقة وأسرعوا إلى إختلاق تفسيرٍ عن كيف حدث ذلك. لماذا كان الجنود نائمين عندما كان ينبغي أن يكونوا في الحراسة؟ كانت عقوبة الرومان الموت لمن ينام أثناء تأدية الواجب، ومع ذلك وُعدوا بالحَصانة من العقاب. لماذا؟ كيف يمكن للجنود أن يناموا جميعهم في نفس الوقت؟ إنه من السذاجة الظن بأن جميعهم خاطروا بعقوبة الموت من أجل القليل من النوم. كيف يمكن للتلاميذ إزاحة الحجر دون إيقاظ الحّراس؟ فقد كان الحجر كبيراً جداً ولا يمكن إزاحته دون إصدار ضجّة. ثم كيف وبأي حال استطاع التلاميذ إزاحة الحجر؟ كان القبر العادي في الفترة الهيرودية يُدحرج نحو فتحته حجر إلى أن يسقط في الأخدود الأسفل، وكان من الأسهل ختم قبر كهذا من فَتحِه، إلى جانب ذلك فقد عملت السُلطات الرومانية على تأمين القبر بقدر الإمكان. غير أنه من المرجَّح أن التلاميذ كانوا في الآونة الأخيرة خائفين جداً مما دعاهم للفرار حفاظاً على حياتهم، ولم تكن لديهم الشجاعة لمواجهة الحّراس الرومان وسرقة القبر، وأنهم يعرفون أن على مثل هذه الجريمة يُعاقبون عقاباً شديداً. فإذا كان جميع الجنود نائمين، فكيف عرفوا أنّ التلاميذ قد سَرقوا الجسد؟ إذا كان التلاميذ قد سرقوا الجسد، فلماذا عملوا متهملين على إزالة الأكفان وطي المناديل؟ (لوقا 12:24، يوحنا6:20، 7)، لماذا يريد التلاميذ سرقة الجسد؟ لم يكن هناك أي سبب، لقد فوجئوا في الواقع ثم شكّكوا عندما علموا بأنه قد قام. أخيراً، هل يُعقل أن التلاميذ، وقد كانوا رجالاً شرفاء، يذهبون ويبشّرون بالقيامة تحت خطر شخصي كبير لو كانوا يعلمون أن سرقة الجسد كذبة؟ يقول بول ليتيل: «لا يموت الناس لأمر يعلمون أنه كَذِب». لقد آمنوا وبكل إخلاص بأن يسوع قد قام. الرَّبّ قام حقاًّ قام. |
||||
17 - 05 - 2012, 11:16 AM | رقم المشاركة : ( 95 ) | ||||
† Admin Woman †
|
«فَإِذَا كُنْتُمْ تَأْكُلُونَ أَوْ تَشْرَبُونَ أَوْ تَفْعَلُونَ شَيْئاً فَافْعَلُوا كُلَّ شَيْءٍ لِمَجْدِ اللهِ.» (كورنثوس الأولى31:10) إن أحد أعظم إختبارات السلوك المسيحي هو ما إذا كان فيه أي تمجيد للّه. غالباً ما نفحص سلوكنا بالسؤال، «هل فيه أي ضرر؟» لكن ليس هذا هو السؤال، فالذي يجب أن نسأله هو «هل في ذلك أي تمجيدٍ اللّه؟» قبل الإنخراط في أي نشاط، ينبغي أن نكون قادرين على إحناء رؤوسنا لنطلب من الرَّبّ أن يمجّد نفسه فيما نحن بصدد القيام به. فإذا لم يكن بالإمكان أن يتمجّد ﷲ به فينبغي علينا الإمتناع عن القيام بذلك. ربما تكتفي ديانات أخرى بسلوك لا ضرر فيه، لكن المسيحية تذهب إلى ما أبعد من مجرَّد السلبيات إلى الإيجابيات الواضحة، ولهذا وكما قال كيث بروكس: «إن أردت أن تكون مسيحياً ناجحاً فأوقف البحث عن الأضرار الموجودة في الأشياء وابدأ بالبحث عن الصالح، وإذا كنت تريد أن تكون حياتك سعيدة، فألقِ قرعتك بين الأشخاص الذين يسألون عن الصالح وليس الضرر الموجود فيه». يمكن لبعض الأشياء أن تكون غير ضارّة بحد ذاتها ومع ذلك تكون ثِقَلاً مُعطِّلاً في السباق المسيحي. لا يوجد قانون يمنع متسابق في الألعاب الأولمبية من حمل كيس من البطاطا على كتفه في سباق 1500 متر، بالرغم من أنه يمكنه أن يحمل الوزن لكنه لا يستطيع الفوز بالسباق. وهكذا الشأن مع المسيحي، فقد تكون الأشياء غير ضارّة إلا أنها تشكِّل عائقاً. لكن عندما نتساءل عادة «هل هناك أي ضرر في ذلك؟» فإن سؤالنا ينمَّ عن شكٍّ مخفيّ، فنحن لا نسأل هذا السؤال حول الأنشطة المشروعة الواضحة مثل الصلاة ودرس الكلمة والعبادة والشهادة وعملنا اليومي. بالمناسبة، يمكن القيام بأي عمل شريف لمجد اﷲ، وهذا هو السبب في أن بعض ربّات البيوت يضعن هذا الشعار فوق مجلى المطبخ: «خدمات إلهيّة تجرى هنا ثلاث مرّات يومياً». وعليه فكلَّما يساورنا الشك، يمكننا أن نتبع هذه النصيحة من والدة جون ويسلي «إذا كنت ترغب في تحديد مشروعية المتعة، فاتبع هذا القانون: كل ما يُضعف تفكيرك، ويضعف شفافية ضميرك ويحجب إحساسك باللّه، أو يزيل فرح الأمور الروحية وكل ما يزيد من سلطان الجسد فوق فكرك، فهو خطيئة». |
||||
17 - 05 - 2012, 11:17 AM | رقم المشاركة : ( 96 ) | ||||
† Admin Woman †
|
«مَنْ أَرَادَ أَنْ يَكُونَ فِيكُمْ عَظِيماً فَلْيَكُنْ لَكُمْ خَادِماً وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَكُونَ فِيكُمْ أَوَّلاً فَلْيَكُنْ لَكُمْ عَبْداً.» (متى20: 26-27) ما هي العَظَمة الحقيقية؟ إن العظيم في ممالك العالم هو ذلك الرجل الذي يرتفع إلى مكانة الثروة والقوة، هو ذاك الذي لديه حاشية من الداعمين والمساعدين الذين يشترط عليهم أن يطيعوا أوامره، وهو ذلك الذي يُمنَح معاملة شخصية رفيعة ويلقى إمتيازات خاصة حيثما يذهب، ينظر الناس إليه باحترام ورهبة بسبب رتبته، لا ينحني للقيام بأي شيء وضيع إذ أن هنالك من يقوم عنه بذلك. لكن في ملكوت ربنا تختلف الأمور إختلافاً تاماً، هنا تُقاس العَظَمة بمدى ما نقدمه من خدمة بدل حجم الخدمة التي يقدمها الآخرون لنا. إن الرجل العظيم هو الذي يَنحني ليصبح عبداً للآخرين، فلا خدمة وضيعة في نظره، وهو لا يتوقُّع أية معاملة خاصة أو شكر. عندما رأى أحد رجال جورج واشنطن أنه يقوم بخدمة وضيعة، إعترض قائلاً «سيّدي الجنرال، أنت شخص كبير جداً وليس من المناسب أن تقوم بهذا العمل»، فأجابه جورج واشنطن، «كلاّ، بل أنا الحجم المناسب». في تعقيب له على لوقا 17: 7-10 يذكّرنا روي هيسون، «هنالك خمس علامات للعبد المملوك: (1) يجب أن يكون مستعداً أن يوضع عليه أمر فوق آخر دون أن يُحسب له أي اعتبار. (2) عند تنفيذ عمله يجب ألاّ يتوقع الشكر على ذلك. (3) بعد القيام بكل العمل يجب أن لا يَتَّهم سيده بالأنانية. (4) عليه أن يعترف بأنه عبد بطّال. (5) عليه الإقرار عندما يحَمْل عبء تنفيذ العمل بروح الوداعة والتواضع، أنه لم يقم بأكثر من واجبه». عندما ترك ربنا الأمجاد في الأعالي ليصير إنساناً على هذا الكوكب، كان «آخذاً صورة عبد» (فيلبي7:2)، لقد كان بيننا كالذي يَخدُِم (لوقا27:22)، وقال «كَمَا أَنَّ إبْنَ الإِنْسَانِ لَمْ يَأْتِ لِيُخْدَمَ بَلْ لِيَخْدِمَ وَلِيَبْذِلَ نَفْسَهُ فِدْيَةً عَنْ كَثِيرِينَ» (متى28:20)، إتّزر بمنشفة، مئزر العبد، وغسل أرجل تلاميذه (يوحنا 13: 1-7). «لَيْسَ عَبْدٌ أَعْظَمَ مِنْ سَيِّده» (يوحنا16:13). إن كان المسيح قد تواضع بهذا المقدار لكي يخدمنا، لماذا نعتقد أن خدمة الآخرين تقلّل من كرامتنا؟ كنت ربي وديعاً متواضعاً وهل دودة مثلي أنا ضعيف خاطئ ونجس أجرؤ رفع رأسي عالياً؟ |
||||
17 - 05 - 2012, 11:18 AM | رقم المشاركة : ( 97 ) | ||||
† Admin Woman †
|
«بِالْمَحَبَّةِ اخْدِمُوا بَعْضُكُمْ بَعْضاً.» (غلاطية13:5) لقد قال أحدهم: «تعتقد الذات أنها عظيمة فتُخدَم.أما المحبة تَخدُم وهي العظيمة». شَهِدَ مرنِّم مشهور لرجل يدعى فريد يجلس إلى جانبه في المطعم، وفرح عند قيادته لمعرفة المسيح، فقام في الأسابيع التالية بتلمذة المؤمن الجديد، بعد فترة أُصيب فريد بمرض سرطان غير قابل للعلاج نُقل على أثره إلى مستشفى النقاهة حيث كانت العناية، وللأسف، دون المستوى، فما كان من مرنم الإذاعة المشهور إلا أن بدأ يزور تلميذه بكل أمانة، ليرتّب فراشه ويقوم بغسله وإطعامه وبأعمال كثيرة أخرى كان من المفروض أن يقوم بها طاقم المستشفى. في الليلة التي مات فيها فريد، كان المرنّم المشهور يمسك بيد تلميذه ويهمس في أذنه آيات معزّية من الكتاب المقدس. «بالمحبة أُخدموا بعضكم بعضاً». لاحظ أحد معلّمي الكتاب المقدس الكبار أنّ غرفة الحمام عند ساعة الذِّروة الصباحية تكون مغمورة بالمياه، فكان يقوم بتنظيف المغاسل ويمسح الأرض ويجفّفها. لم يكن أفضل تعليمه ما علَّمه في غرفة الصف، بل قد تّعلم طلاّبه التواضع والإلهام من حذو مثال معلمهم المُتَّسِم بالإحترام في التنظيف خلفهم، «بالمحبة أخدموا بعضكم بعضاً». في نفس كلية الكتاب المقدس تلك كان أحد أعضاء فريق كرة السلة يمتلك قلب الخادم الحقيقي، فبعد كل مباراة، وعندما كان يهرع كل اللاعبين في التساؤل عمن يكون أول من يستحم، كان هو يتأخر بعدهم في قاعة اللعب ليتأكّد من أن كل شيء مرتّب وجاهز لليوم التالي، فقد «وجد في أنانية الآخرين فرصة ليتمثل من جديد بالرَّب كخادم للجميع»، «بالمحبة أخدموا بعضكم بعضاً». أُخِذَت أُمٌ مسيحية من ريف تركيا إلى لندن كي تتبرّع بكِليَةٍ لإبنها المريض. كانت تعتقد أنّ التَّبرع بكِليَتها سيكلِّفُها حياتها. عندما سألها الطبيب الإنجليزي إذا كانت متأكدة من إستعدادها أن تعطي كِليَة لإبنها، أجابت، «أنا مستعدة أن أعطي الكِليتَين»، «بالمحبة أخدموا بعضكم بعضاً». في عالم تسيطر فيه المصلحة الذاتية وطريق الأنانية سيطرة كبيرة، لن تلقى إزدحاماً نحو خدمات التضحية، ففي جميع الإتجاهات تلوح كل يوم فرصة تدعو إلى أعمال مبتكرة للخدمة. |
||||
17 - 05 - 2012, 11:20 AM | رقم المشاركة : ( 98 ) | ||||
† Admin Woman †
|
«كَمَائِتِينَ وَهَا نَحْنُ نَحْيَا.» (كورنثوس الثانية9:6) إن الكتاب المقدس مليء بالمفارقات، أي أن الحقائق تبدو على عكس ما كنا نفترضه عادة، أو حقائق تبدو مناقضة لبعضها البعض. وقد أكَّد ج.ك. تشسترتون، أن المفارقة هي حقيقة مقلوبة تقف على رأسها لتجتذب الإنتباه لنفسها. إليك بعض الأمثلة في المفارقات التي تحاول جذب إنتباهنا. نحن نُخلِّص أنفسنا بأن نُهلِكها؛ نُهلك حياتنا بمحبّتنا لها (مرقس35:8). نحن أقوياء عندما نكون ضعفاء (كورنثوس الثانية10:12)، عاجزين بقوتنا الذاتية (يوحنا5:15). نجد الحرية الكاملة عندما نكون عبيداً للمسيح، والعبودية عندما نكون أحراراً من نيره (رومية6: 17-20)، نجد المزيد من الفرح عندما نشارك بما عندنا أكثر مما نجده عندما نحصل على المزيد لأنفسنا، أو بكلمات ربَّنا نفسه «مَغْبُوطٌ هُوَ الْعَطَاءُ أَكْثَرُ مِنَ الأَخْذِ» (أعمال35:20)، نحن نزداد بواسطة ما نفرّقه ونفتقر حين نختزنه (أمثال24:11). لدينا الطبيعة الجديدة التي لا يمكنها أن تخطئ (يوحنا الأولى9:3)، ومع ذلك فكل ما نفعله ملطّخ بالخطيئة (يوحنا الأولى8:1). إننا ننتصر عندما نستسلم (تكوين32:24-28) ونختبر الهزيمة عندما نُقاتل (بطرس الأولى5:5ب)، إننا نوضَع عندما نَرفع أنفسنا، ولكن نَرتفع عندما نَضَع أنفسنا (لوقا11:14). في الضيق يُرحَّب لنا (مزمور1:4)، أما في الإزدهار فننكمش (إرميا11:48). نحن نملك كل شيء ومع ذلك لا شيء لنا، نحن فقراء ولكننا نُغني كثيرين (كورنثوس الثانية10:6)، عندما نكون حُكماء (في نظر الإنسان)، عندها نكون جهلاء (في نظر ﷲ)، لكن عندما نكون جُهَلاء لأجل المسيح، عندها نكون حكماء حقاًّ (كورنثوس الأولى 20:1،21). إن حياة الإيمان تجلب لنا الحرية من الهموم والقلق، وحياة البصيرة تجلب لنا الخوف من الخسارة بسبب السوس والصدأ والسارقين (متى19:6). يرى الشاعر أن الحياة المسيحية كلها مفارقات من البداية إلى النهاية فيقول: كم غريب هذا المسار الذي علينا أن نسير فيه، وكم مُحيِّر هذا الطريق الذي نتعامل معه، رجاء سعادة الإنسان ينبعث من الخوف، وحياته يستمدها من الموت، أفضل ذرائعه يجب مراجعتها كاملة، وأفضل قراراته أن يغضَّ عنها الطّرف لا يمكنه توقُّع الخلاص إلى أن يدرك بنفسه أنه هالك تماماً، عندما يكون كل ذلك قد تمّ وقلبه مطمئن بغفران كامل خطاياه، وعندما خُتم عفوه واشتُريَ سلامه، من هذه اللحظة يبدأ صراعه. |
||||
17 - 05 - 2012, 11:21 AM | رقم المشاركة : ( 99 ) | ||||
† Admin Woman †
|
«فَلاَ تُدْعَوْا سَيِّدِي لأَنَّ مُعَلِّمَكُمْ وَاحِدٌ الْمَسِيحُ وَأَنْتُمْ جَمِيعاً إِخْوَةٌ. وَلاَ تَدْعُوا لَكُمْ أَباً عَلَى الأَرْضِ لأَنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ.» (متى8:23-9) لقد حَذّر الرَّب يسوع تلاميذه ضدَّ الألقاب الرنّانة التي تلبي إحتياجات الأنا وتضع الذات في مكان الثالوث. إن ﷲ هو أبونا والمسيح هو سيّدنا والروح القدس هو معلّمنا، فلا ينبغي أن ننتحل هذه الألقاب لأنفسنا في الإجتماع، لكن في العالم، لدينا أب أرضي وفي العمل لدينا مُعلِّم أو مُشغّل، وفي المدرسة عندنا معلّمون، ولكن في المجال الروحي يملأ أعضاء الثالوث هذه الأدوار جميعها وينبغي أن نُكرمهم حصراً على هذا النحو: إن ﷲ هو أبونا؛ بمعنى أنه هو مُعطي الحياة، والمسيح سيّدنا لأننا مُلكٌ له ونخضع لإرشاداته، أما الروح القدس فهو معلّمنا لأنه هو الذي أوحى بالكتاب وهو يُفسّره، وكل تعليمنا يجب أن يكون بقيادته. أما الغريب في الأمر فهو أن الكنائس تُطلِق ألقاب الشرف كما لو أن المسيح لم يحذّر ضد هذا الأمر. فيدعى كهنة وقُسس بإسم «أبونا» وأحياناً بإسم «سيد أو ربّ»، يستعمل رجال الدين وبانتظام ألقاب مثل «مهوب» وهي كلمة تستخدم في الكتاب المقدس لإسم ﷲ فقط «مهوب وقدّوس إسمه» (مزمور9:111)، أو لقب «دكتور» إذ تعني بالأصل اللاتيني «معلّم»، ويمكن أن يكون قد نال هذه الدرجة بالدراسة أو كدرجة شرف، وربما يكون قد نالها من وَكْر الكُفر بدل أن تأتي من صَرْح الإيمان المسيحي، ومع هذا فعندما يُقدَّم للإجتماع كَ«دكتور» فالمعنى الضمني هو أن كلماته تزداد سلطة بسبب درجته. هذا، بالطبع، لا أساس كتابي له البتة، فإن جامع قِمامة أحدب ممتلئ بالروح القدس قد يتحدّث بصدقٍ أكثر بوصفه وكيل ﷲ. هناك مكان للألقاب فيما يُسمّى بالعالم العلماني. فالمبدأ الذي يَنطَبق في هذا المجال هو «فَأَعْطُوا الْجَمِيعَ حُقُوقَهُمُ: الْجِزْيَةَ لِمَنْ لَهُ الْجِزْيَةُ. الْجِبَايَةَ لِمَنْ لَهُ الْجِبَايَةُ. وَالْخَوْفَ لِمَنْ لَهُ الْخَوْفُ. وَالإِكْرَامَ لِمَنْ لَهُ الإِكْرَامُ» (رومية7:13)، لكن المبدأ الذي يُطبَّق في اجتماع الكنيسة وُضع بواسطة الرّب بكلماته: «وَأَنْتُمْ جَمِيعاً أخْوَةٌ» (متى8:23). |
||||
17 - 05 - 2012, 11:25 AM | رقم المشاركة : ( 100 ) | ||||
† Admin Woman †
|
«فَإِنَّنَا نَنْظُرُ الآنَ فِي مِرْآةٍ…» (كورنثوس الأولى12:13) ليس سوى مرات قليلة في إختبارنا المسيحي يكون الأمر واضحاً حتى عندما نأتي إلى مائدة الرَّب لنتذكره في موته لأجلنا. «ننظر الآن في مرآة في لغز». يبدو أن هناك حِجاباً سميكاً لا يمكن إختراقه، نقف على جهة منه بكل إمكانياتنا المحدودة، وعلى الجهة الأخرى توجد أحداث فِداءنا؛ بيت لحم وجثسيماني وجباثا والجلجثة والقبر الفارغ ثم المسيح الممجّد عن يمين ﷲ الآب. نُدرك بأن هناك شيئاً هائلاً جداً ونحاول أن نفهمه، لكنّنا نشعر وكأنه كتل طينية أكثر منها كائنات حيّة. نحاول أن نفهم آلام المخلّص لأجل خطايانا، فنُرهِق أفكارنا لفهم رهبة تخلي ﷲ عنه، مع علمنا أنه تحمّل العذاب الذي كان يجب أن نتحمّله نحن طوال الأبدية، ومع هذا نُصاب بالإحباط عندما نُدرك أنه ما زال بعد الكثير مما يجب أن يُدرَك، فإننا نقف على شاطئ بحر لم يُكتشف بعد. نفكّر في المحبة التي أرسلت أفضل من في السماء إلى أسوأ من على الأرض، نتأثر عندما نتذكّر أن ﷲ أرسل إبنه الوحيد إلى غابة الخطيئة هذه كي يطلب ويُخلّص ما قد هلك، لكننا نتعامل هنا مع محبة تفوق كل فهم، نعرف القليل منها فقط، نرنِّم عن نعمة المخلّص الذي وهو الغني، إفتقر لأجلنا لكي نستغني نحن بفقره. تجهد عيوننا كي ترى أبعاد هذه النعمة العظيمة لكن عبثاً، فنحن محدودون بقِصر بصيرتنا البشرية. نحن ندرك أنه ينبغي علينا أن ننتصر بالتأمّل بتضحيته على الجلجثة، وياللغرابة، فغالباً ما نكون غير متأثرين، فإذا دخلنا فعلاً إلى ما يكمن وراء الحجاب، فإننا ننهار ذارفين الدموع. ومع ذلك علينا أن نعترف… آواه، أتساءل في نفسي أيها الحمل المُحِب الدامي حتى الموت لو أستطيع إستيعاب اللغز دون أن أتأثر بمشاعري، لأحبك أكثر وبكلمات شخص آخر علينا أن نسأل: هل أنا صخرة وليس إنساناً حتى أقف تحت صليبك أيها المسيح؟ وأُحصي دماءَك قطرة قطرة تسيل على الصليب، ولا أبكي؟ لقد أُمسِكت أعيننا مثل تلميذي عمواس، نشتاق بأعين متحرقة إلى ذلك الوقت عندما يُزاح الستار وندرك بشكل أفضل المعنى العظيم للخبز المكسور والخمر المسكوب. |
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|