منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 23 - 12 - 2013, 06:35 PM   رقم المشاركة : ( 91 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,346,046

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب المحبة قمة الفضائل

المركز والشهرة
كتاب المحبة قمة الفضائل


فيركز كل اهتمامه في هذه الأمور التي يدخلها الرسول تحت عنوان تحت عنوان تعظم المعيشة. وهكذا يفرح بالألقاب والمناصب والغنى. وكلما أضاف إلى نفسه لقبا جديدًا، ظن به أنه أوصله إلى قمة المجد. بينما الفرح الحقيقي هو ببناء النفس من داخل مهما كانت "مشتملة بأطراف موشاة بالذهب ومزينة بأنواع كثيرة".
ليس المجد في أن تكون عظيمًا أمام الناس، إنما في أن تكون "عظيمًا أمام الرب" كما قيل عن يوحنا المعمدان (لو 1: 15). وهنا نتحدث عن الوضع السليم لبناء النفس.
  رد مع اقتباس
قديم 23 - 12 - 2013, 06:35 PM   رقم المشاركة : ( 92 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,346,046

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب المحبة قمة الفضائل

كيف تبني نفسك

إن كنت تحب نفسك حقا، حاول أن تبنيها من الداخل، من حيث علاقتها بالله، والمحبة التي تربطها بالكل. بأن تنكر ذاتك ليظهر الله في كل أعمالك. وتنكر ذاتك لكي يظهر غيرك. وتصلب ذاتك لكي يحيا الله فيك. وتقول " مع المسيح صلبت، لكي أحيا لا أنا، بل المسيح يحيا في" (غل 2: 20). وهكذا تصلب الجسد مع الأهواء والشهوات (غل 5: 24).

كتاب المحبة قمة الفضائل
الكرمة، شجرة عنب

تقهر ذاتك، وتغلب ذاتك.. وبهذا الانتصار على النفس، تحيا نفسك مع الله. الذي يقودك في موكب نصرته (2كو 2: 14). وهنا تكون المحبة الحقيقية للنفس أما المظاهر العالمية من عظمة وشهرة. لذة ومتعة وحرية خاطئة، فلن توصلك إلى البناء الحقيقي للنفس.
كتاب المحبة قمة الفضائل
المهم أن تجد نفسك في الله، وليس في العالم.
تجدها لا في هذا العالم الحاضر، وإنما في الأبدية.
تبنى نفسك بثمار الروح (غل 5: 22، 23). التي تظهر في حياتك. وذلك بأن تكون غصنًا ثابتًا في الكرمة الحقيقية يعطى ثمرًا، والرب ينقيه ليعطى ثمرا أكثر (يو 15: 1، 2).. أي ينقيه من الشهوات والرغبات المهلكة للنفس، التي يجب أن تبغضها لتحيا مع الله، واضعا أمامك قول الرب:
"ومن يبغض نفسه في هذا العالم، ويحفظها إلى حياة أبدية" (يو 12: 25).
كتاب المحبة قمة الفضائل
وهنا كلمة "يبغض نفسه" تعنى يقف ضد رغباتها، ولا يطاوعها في كل ما تطلب، ولا يجعلها تسير حسب هواها، بل يقمعها ويستعبدها (1كو 9: 27).. حتى بهذا تتطهر من كل دنس. وتكون هذه هي المحبة الحقيقية للنفس.
والعجيب أن هذا النوع يفتخر بنفسه ويقول في تحطيمه للغير: أنا إنسان مقاتل I am a fighter علما بأن الهدم أسهل من البناء. وكما يقول المثل "البئر الذي يحفره العاقل في سنة، يمكن أن يردمه الجاهل في يوم". هناك أشخاص يظنون أنهم يحققون ذواتهم بالحرية.
  رد مع اقتباس
قديم 23 - 12 - 2013, 06:36 PM   رقم المشاركة : ( 93 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,346,046

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب المحبة قمة الفضائل

الحرية

كالشاب في بلاد الغرب: إذا كبر، فلا سيطرة لأحد عليه، لا أبوه ولا أمه في في البيت، ولا مدرسوه في معاهد التعليم. بل يظن أنه يفعل ما يشاء بلا قيد. حتى المبادئ والقيم والتقاليد، ويحب أن يتخلص منها. ويعتبر أنه بهذا يصير حرًا ويجد نفسه. والوجوديون يريدون. في تمتعهم بالحرية - أن ينحلوا حتى من (قيود!) الله ووصاياه. ولسان حال كل منهم يقول "من الخير أن الله لا يوجد، لكي أوجد أنا"!!

كتاب المحبة قمة الفضائل
مع طفل غاضب، حزين، تمرد - رسم أمجد وديع

كل هؤلاء يقصدون بالحرية، الحرية، الحرية الخارجية. وليست حرية القلب من الرغبات الخاطئة.
كتاب المحبة قمة الفضائل
ولا يقصد التحرر من الخطايا والأخطاء، والتحرر من العادات الفاسدة. كل ذلك الذي قال عنه السيد الرب "إن حرركم الابن، فبالحقيقة تكونون أحرارًا" (يو 8: 36).
الابن الضال ظن أنه يجد نفسه بالحرية، بتركه لبيت أبيه. ولكنه بذلك أضاع نفسه (لو 15). وكذلك الذين يظنون أنهم يجدون أنفسهم بالحرية في الإدمان والفساد والتسيب واللامبالاة! أو الحرية في الخروج في الخروج من الحصون التي تحميهم، إلى الفضاء الواسع الذي يهلكهم!
العجيب أنه في الحياة الروحية، يظن أنه يجد الحرية في التخلص من (قيود) الإرشاد الروحي!
فلا يستشير الأب الروحي، إلا في الأمور التي يعرف أنه سيوافق عليها. وأما ما يشعر أن سينهاه عنه، فذاك يخفيه! وهكذا يسير حسب هواه، فيضل الطريق.. أو يقول "ابحث عن أب اعتراف آخر.. حقا إن الاستخدام الخاطئ للحرية يضر. وقد أوصل البعض إلى الإلحاد.
كتاب المحبة قمة الفضائل
والأخطر من هؤلاء: الذين يعطون أنفسهم الحرية في تفسير الكتاب، وينشرون آراءهم الخاصة كعقيدة!!
فيفسرون الكتاب حسب هواهم. يخضعونه لأفكارهم، بدلا من أن يخضعوا أنفسهم لنصوصه، . ومن أجل هذه وجدت طوائف وكنائس متعددة تتعارض في عقائدها، ووجدت بدع وهرطقات. لأن كل واحد يفسر الكتاب حسبما يريد، ويترجم الآيات أيضًا حسبما يشاء (كما فعل شهود يهوه وأمثالهم). والعجيب أن كل هؤلاء يظنون أنفسهم أكثر معرفة من غيرهم. وهنا تدخل النفس في حرب المعرفة.
  رد مع اقتباس
قديم 23 - 12 - 2013, 06:37 PM   رقم المشاركة : ( 94 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,346,046

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب المحبة قمة الفضائل

المعرفة
كتاب المحبة قمة الفضائل


يظن البعض انه يجد نفسه عن طريق المعرفة.
أو عن طريق حرية المعرفة، أو المعرفة التي يقول عنها الكتاب إنها تنفخ (1كو 8: 1). ويحب الواحد منهم أن يكون مرجعا في المعرفة، يقود غيره في المعرفة ويحاول أن يأتي بفكر جديد، وينسب إليه، ويتميز به، وينفرد به، حتى يقولون "فلان قال..".. ومن هنا ظهرت البدع، لأنها بها ابتدع أناس أفكارًا جديدة ضد التسليم العام..
يظن بها الشخص انه يجد نفسه، كصاحب رأى وفكر وعقيدة، ولا يتضع بالخضوع لتعليم الكنيسة، بل يريد أن يخضع الكنيسة لتعليمة.. وهكذا يضيع نفسه. إنسان آخر يظن أنه يبنى نفسه بالإعجاب بالنفس.
  رد مع اقتباس
قديم 23 - 12 - 2013, 06:37 PM   رقم المشاركة : ( 95 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,346,046

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب المحبة قمة الفضائل

الإعجاب بالنفس


كتاب المحبة قمة الفضائل

محبة النفس، يحب نفسه

فيكون بارًا في عيني نفسه وحكيما في عيني نفسه".
ويدخل في عيادة النفس. ولا مانع أن يكون الكل مخطئين، وهو وحده الذي على صواب..! وهذا النوع يبرر ذاته في كل عمل وفي كل خطأ. وإن قال له أحد إنه مخطئ، لا يقبل ذلك. ويرفض كل توجيه. وإن عوقب على خطأ، ويملأ الدنيا صراخًا: إنه مظلوم. ولا ينظر إلى الذنب الذي ارتكبه، إنما يدعى قسوة من عاقبه!
وترتبك مقاييسه الروحية والأدبية والعقلية، ويضيع نفسه.
ويمدح نفسه، ويحب أن يمدحه الآخرون. وان مدحوا غيره يستاء! كما استاء قايين، لما قبل الله قربان هابيل أخيه..
والكثير من هؤلاء الذين يقعون في الإعجاب بالنفس، يكون الله منحهم مواهب، ولكنهم في الإضرار بأنفسهم.
  رد مع اقتباس
قديم 23 - 12 - 2013, 06:39 PM   رقم المشاركة : ( 96 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,346,046

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب المحبة قمة الفضائل

أهمية طول الأناة
كتاب المحبة قمة الفضائل




هكذا نصحنا القديس بولس في صفات المحبة. والكنيسة المقدسة تضع لنا في مقدمة صلاة باكر بضع آيات من الرسالة إلي أفسس يقول فيها الرسول (اطلب إليكم أنا الأسير في الرب أن تسلكوا كما يليق بالدعوة التي دعيتم إليها، بكل تواضع ووداعة وطول أناة محتملين بعضكم في المحبة مسرعين إلي حفظ وحدانية الروح برباط السلام) (أف4: 1-3).

إذن بطول الأناة يحفظ الإنسان الوداعة والسلام.

لأن الذي يطيل أناته علي غيرة، ولا يسرع إلي الغضب، بل يحتمل في صبر، إلي أن يهدئ غضب غيره، ويكون كما قال الرسول (مسرعًا إلي الاستماع، مبطئًا في التكلم، مبطئًا في الغضب. لأن غضب الإنسان لا يصنع بر الله) (يع1: 19،20).

وفي هذا قال أيضًا سليمان الحكيم في سفر الجامعة:

(طول الروح خير من تكبر الروح. لا تسرع بروحك إلي الغضب. لأن الغضب يستقر في حضن الجهال) (جا7: 8،9).



حقًا إن الغضب، يمكن معالجته بطول الأناة، بالتأني.

فلا يسرع الإنسان إلي الغضب، بل يتأنى، ويهدئ نفسه من الداخل، لأن الذي يحب شخصًا، يتأنى عليه ولا يغضب منه بسرعة. بل إن محبته تجعله يطيل أناته ويصبر.

وأيضًا بالمحبة يطيل الإنسان أناته علي الضعفاء، وصغار النفس، حسب توجيه الرسول بقوله:

(شجعوا صغار النفوس. اسندوا الضعفاء. تأنوا علي الجميع) (اتس5: 14).

إن الضعفاء يحتاجون إلي من يحتملهم. واحتمالهم يحتاج إلي طول أناة، وطول الأناة تشجع عليه المحبة..



وقد اعتبر الرسول طول الأناة من ثمر الروح. فقال: (وأما ثمر الروح فهو محبة فرح سلام، طول أناة لطف..) (غل22:5). وهكذا نجد طول الأناة محصورًا بين السلام واللطف. فالذي يطيل أناته يعيش في سلام مع الكل، ويكون لطيفًا في معاملة الجميع. وكل هذا من نتائج المحبة.
  رد مع اقتباس
قديم 23 - 12 - 2013, 06:40 PM   رقم المشاركة : ( 97 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,346,046

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب المحبة قمة الفضائل

طول أناة الله


وطول الأناة صفة من صفات الله. وقد أطال الله أناته علي اليهود وعلي الأمم كليهما:
أطال الله أناته علي اليهود، الذين كانوا شعبًا صلب الرقبة، متمردًا للغاية، وكثيرًا ما أتعبوا موسى النبي الذي (كان حليمًا جدًا أكثر من جميع الناس الذين علي وجهه الأرض) (عد3:12). وكم قتلوا الأنبياء، ورجموا المرسلين إليهم) (مت37:23). وهنا فلنستمع إلي قول نحميا النبي (آباؤنا صلبوا رقابهم، ولم يسمعوا وصاياك.. وأنت إله غفور وحنان ورحيم طول الروح.. فلم تتركهم..) (نح9: 16، 17).
ونرى هنا طول الأناة يرتبط بالحنان والرحمة والمغفرة.
حنان الله ورحمته نابعان من محبته للبشرية، ومن نتائجها المغفرة وطول الأناة هذا الأمر غرفه البشر منذ البدء. ويذكره موسى النبي في سفر العدد (الرب طويل الروح وكثير الإحسان، يغفر الذنب والسيئة) (عد 18:14). وكثير نفس الكلام في المزامير (مو15:86). (مز8:145).
ويشرحه المرتل بتفصيل في مزمور 103 فيقول (الرب رحيم ورؤوف، طويل الروح وكثير الرحمة، لا يحاكم إلي الأبد ولا يحقد إلي الدهر. لم يصنع معنا حسب خطايانا، ولم يجازنا حسب آثامنا. لأنه مثل ارتفاع السموات فوق الأرض، قويت رحمته علي خائفيه. كبعد المشرق عن المغرب، أبعد عنا معاصينا كما يتراءف الأب علي الابن يتراءف الرب علي خائفيه لأنه يعرف جبلتنا يذكر أننا تراب نحن (مز103: 8-14).
كتاب المحبة قمة الفضائل
وطول أناة الله، كانت لتقتاد الناس إلي التوبة.

كتاب المحبة قمة الفضائل

أم مع طفل غاضب، حزين، تمرد - رسم أمجد وديع


كما قال القديس بطرس الرسول (لكنه يتأنى علينا، وهو لا يشاء أن يهلك أناس، بل أن يقبل الجميع إلي التوبة) (2بط3: 9). وقال أيضًا في نفس الرسالة (احسبوا أناة ربنا خلاصًا، وكما كتب إليكم أخونا الحبيب بولس) (2بط3: 15).
فما الذي كتبه القديس بولس؟ لقد قال:
(أم تستهين بغني لطفه وطول أناته، غير العالم أن لطف الله إنما يقتادك إلي التوبة) (رو4:2).
طول الأناة هو فرصة من الله المحب، تقود إلي التوبة وليس إلي الاستهانة والاستهتار. لذلك يقول الرسول بعد عبارته السابقة (ولكنك من أجل قساوتك وقلبك غير التائب. تذخر لنفسك غضبًا في يوم الغضب واستعلان دينونة الله العادلة،، الذي سيجازي كل واحد حسب أعماله) (رو2: 5، 6).
هكذا فعلا للهم فرعون.
أطال الله أناته عليه مرات عديدة. وكما كان يعترف بالخطأ، ويطلب الرحمة ورفع الضربة عنه، كان الرب يرفع الضربة، ويعطيه فرصة للتوبة. فبما استهان بطول أناة الله، ضربه بالغرق مع جنوده في البحر الأحمر.
وأطال الرب أناته علي اليهود مرارًا، وغفر لهم عبادتهم للأصنام ولآلهة الأمم. فلما استهانوا بطول أناته، ودفعهم إلي شبي بابل وأشور وقال لهم (حين تبسطون أيديكم استر عيني عنكم. وإن أكثرتم الصلاة، لا أسمع. أيديكم ملآنة دمًا) (أش15:1).
كتاب المحبة قمة الفضائل
الله في محبته، أطال أناته علي الأمم.
الأمم الذين عبدوا الأصنام، واتخذوا لهم آلهة أخري غير الرب. وقال الجاهل منهم في قلبه ليس إله (مز14: 1)..
وأخيرًا جاء ملء الزمان الذي دخل فيه الأمم إلي الإيمان، وطمعت الزيتونة البرية في الزيتونة الأصلية (رو3:11). وقال الرب لتلاميذه (اذهبوا إلي العالم أجمع واكرزوا بالإنجيل للخلفية كلها) (مز15:16).
ظهرت طول أناة الله علي نينوى وعلي يونان.
علي نينوى المدينة الأممية الخاطئة التي كان (يوجد فيها أكثر من اثنتي عشرة ربوة من الناس الذين لا يعرفون يمينهم من شمالهم) (يون11:4). وبطول أناة الله، وبكرازة نبيه يونان، تاب أهل نينوى، وصاموا وجلسوا في المسوح والرماد،وغفر لهم الله وقبل توبتهم، كما قبل توبة أهل السفينة أيضًا.
وبنفس طول أناة تعامل الرب مع يونان، الذي هرب أولًا من وجه الرب واخذ سفينة إلي ترشيش (يون3:1).
لم يأخذه الرب في وقت خطيئته وهربه.
بل أطال أناته عليه علي الرغم من عصيانه. وأعد له حوتًا عظيمًا ابتلعه ولقنه درسًا، فأطاع أخيرًا. وذهب ونادي لنينوي حتى تاب شعبها وخلص (يون3:3). كل ذلك لأن الله في محبته، لا يشاء أن يموت الخاطئ، بل أن يعطي فرصة لكي يتوب ويرجع فيحيًا (خر23:18).
كتاب المحبة قمة الفضائل
وهكذا في محبة الله، أطال أناته علي الخطاة.
أطال أناته علي زكا العشار الذي تعجب الناس من أن يدخل الرب إلي بيته وهو رجل خاطئ. ولكن الرب أعلن قائلًا (اليوم حصل خلاص لهذا البيت، إذ هو أيضًا ابن لإبراهيم) (لو9:19). وحدث المثل مع متى العشار، الذي لم يترك فقط مكان الجباية، بل صار واحدًا من الاثني عشر.
وبالمثل أطال أناته علي المرأة السامرية التي كان لها خمسة أزواج، وتابت وكرزت به (يو4). وأطال أناته علي المجدلية التي أخرج منها سبعة شياطين (مر9:16). فتبعته هي التي بشرت التلاميذ بالقيامة.
وأطال أناته علب الابن الضال، الذي كان ميتًا فعاش، وكان ضالًا فوجد (لو15: 24،32).
كتاب المحبة قمة الفضائل
با بالأكثر أطال أناته علي شاول الطرسوسي الذي اضطهد الكنيسة بعنف، وحوله إلي رسول عظيم وكارز..
وهذا الذي قال عن نفسه (أنا الذي كنت من قبل مجدفًا ومضطهدًا ومفتريًا..) (1تي13:1). وقال (الخطاة الذين أولهم أنا. ولكني رحمت ليظهر يسوع المسيح في أنا أولًا كل أناة، مثالًا للعتيدين أن يؤمنوا) (1تي1: 15،16)..
وبالمثل أطال الله أناته علي أريانوس وإلى أنصنا في عهد ديوقلديانوس، الذي كان أكثر الولاة تعذيبًا للمسيحيين.. وبطول أناة الله عليه، آمن وصار شهيدًا..
كتاب المحبة قمة الفضائل
وأطال الله أناته حتى تاب خطاة وصاروا قديسين.
نذكر من بينهم أوغسطينوس الذي تاب وترهب وصار أسقفًا، وكتب تأملات عميقة انتفعت بها الأجيال من بعده، وموسى الأسود الذي تاب وصار أبًا للرهبان، وقدوة في المحبة والوداعة. كذلك مريم القبطية التي تابت من زناها، وصارت من السواح، وباركت زوسيما القس. ويعوزني الوقت إن تكلمت عن جمرة من الخطاة أطال الله أناته عليهم، وقادهم إلي التوبة وإلي القداسة ولعلني أذكر تلك الشجرة التي ما كانت تعطي ثمرًا، وكانت علي وشك أن تقطع. ولكن قلب عنها:
"اتركها هذا السنة أيضًا، حتى أنقب حولها زبلًا. فإن وضعت ثمرًا، وإلا ففيما بعد نقطعها" (13: 8، 9).
هذه أمثلة من طول أناة الله، نضع إلي جوارها أناته علي تلاميذه الاثني عشر، سواء في قلة فهمهم، أو في وضعفهم فما قدروا أن يسهروا معه ساعة واحدة في بستان جثسيماتي (مت26) أو في سؤالهم أكثر من مرة من يكون الأول فيهم والرئيس (مت26:20) (لو24:20). أو في شكوكهم مثل ما فعل توما (يو20) أو في هربهم أثناء القبض عليه وخوفهم واختبائهم أو شكهم في قيامه (مر16).. ولكنه تأني عليهم وصبر، وعالج ضعفهم، وجعلهم قادة للمؤمنين..
كتاب المحبة قمة الفضائل
  رد مع اقتباس
قديم 23 - 12 - 2013, 06:41 PM   رقم المشاركة : ( 98 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,346,046

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب المحبة قمة الفضائل

نطيل أناتنا


كتاب المحبة قمة الفضائل
الرب بالعود . بربابة ذات عشرة أوتار رنموا له - مزامير 33: 2 - داود النبي والملك

* نطيل أناتنا بالنسبة إلي الله، في انتظار مواعيده، وفي انتظار تدخله لحل مشاكلنا واستجابة صلواتنا. وكما يقول المرتل في المزمور (انتظر الرب. تقو وليتشدد قلبك، وانتظر الرب) (مز14:27). وكما قال السيد المسيح له المجد (بصبركم تقتنون أنفسكم) (لو19:21).
كتاب المحبة قمة الفضائل
* كذلك صبرنا وطول أناتنا في محيط الخدمة.
فلا نيأس بسرعة ولا نضجر، إذا تأخر الثمر في مجال خدمتنا: فالخطاة يحتاجون إلي طول أناة، حتى يتوبوا ويتركوا ما سبق تقييدهم به من طباع وعادات وشهوات. والجهال يحتاجون إلي طول أناة، حتى يفهموا الفكر الروحي، وحتى ينضجوا أيضًا. ويجب علينا أن نتأنى عليهم بكل حب، ولا نتضايق من بطء توبتهم أو من رجوعهم أحيانًا إلي الوراء، ذاكرين قول الرسول (تأنوا علي الجميع) (1تس14:5).
كتاب المحبة قمة الفضائل
طول الأناة صفة ينبغي أن يتحلى به المربي والمرشد والمعلم.
يتحلى بها الأبوان في صبرهما إلي طفلهما حتى ينضج، محتملين في محبة وطول أناة كل أخطائه وضعفاته.
وأيضًا طول الأناة اللازمة للمدرس حتى يفهم تلميذه، وتتسع مداركه،كذلك المرشدون وآباء الاعتراف، وكل القادة يحتاجون إلي السلوك بمحبة وطول الأناة.
ولنعرف جميعًا أن تعود الفضيلة ليس سهلًا علي أولادنا وتلاميذنا.
يضاف إلي ذلك حروب الشياطين القاسية ضدهم والعثرات التي تتعبهم من الخارج. وأمام كل هذا نتذكر قول الرسول (المحبة تتأنى وترفق).. تمامًا كما يتأنى الطبيب علي مريضة في الاستجابة للعلاج.
  رد مع اقتباس
قديم 23 - 12 - 2013, 06:41 PM   رقم المشاركة : ( 99 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,346,046

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب المحبة قمة الفضائل

الرفق والرأفة



كتاب المحبة قمة الفضائل



موت أبشالوم، وتعلق شعره في البطمة



من صفات المحبة: الرفق واللين والرأفة والعطف والحنو وأول نوع من هذه المحبة هو المحبة الطبيعية:
ومنها محبة الآب، ومحبة الأم، ومحبة الأخوة. كل منها محبة طبيعية، تربطها جميعًا رابطة الدم. وكل منها تترفق. ولذلك حينما حدث أن أخوة يوسف أرادوا أن يقتلوه (تك37: 19، 20).، وكانت هذه القسوة منهم ضد الطبيعة. وحينما أراد أخوه رأوبين أن ينقذه من أيديهم كان هذا الأمر منه محبة طبيعية تترفق (تك37: 21، 22). وحينما شقوا ثيابهم ووقعوا علي الأرض أمامه، متوسلين لأجل بنيامين، خوفًا علي أبيهم يعقوب أن يحزن ويموت بسبب فقد بنيامين، كانت هذه محبة طبيعية تترفق. وهكذا طلب يهوذا أن يؤخذ هو عبدًا بدلًا من أخيه قائلًا (لأني كيف أصعد إلي أبي والغلام ليس معي، لئلا أبصر الشر الذي يصيب أبي) (تك34:44).
كتاب المحبة قمة الفضائل
وهكذا كان وضع داود من جهة أبشالوم.
بينما أبشالوم سلك بأسلوب ضد الطبيعة، إذ حارب أباه، واستولي علي مكله، وصنع به شرورًا، نجد أن داود قال لجنده وهم خارجون للحرب (ترفقوا بالفتي أبشالوم) (2صم5:18). وكانت منه محبة طبيعية تترفق.
كذلك لما سمع داود بمقتل أبشالوم في الحرب، وانزعج وبكي وقال (يا ابني أبشالوم يا أبني، يا أبني أبشالوم، يا ليتني مت عوضًا عنك، يا أبشالوم أبني، يا أبني) (2صم23:18)، وكانت هذه منه محبة طبيعية تترفق..
وقد شبه الرب محبته للبشر بهذه المحبة الطبيعية:
ودعا نفسه أبًا لنا، ودعانا أبناء. وعلمنا أن نصلي قائلين (أبانا الذي في السموات) (لو2:11)،وداود في المزمور شبه محبة الأب نحو بنيه. فقال (كما يترأف الأب علي البنين، يترأف الرب علي خائفيه) (مز13:103).
ومن جهة محبة الأم، قال الرب لأورشليم (هل تنسي المرأة رضيعها، فلا ترحم ابن بطنها ؟ حتى هؤلاء ينسين، وأنا لا أنساك. هوذا علي كفي نقشتك) (أش49: 15، 16). فقال إن محبته أعظم من محبة الأمومة في ترفقها
  رد مع اقتباس
قديم 23 - 12 - 2013, 06:42 PM   رقم المشاركة : ( 100 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,346,046

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب المحبة قمة الفضائل

أمثلة وعناصر في الرأفة والرفق

كتاب المحبة قمة الفضائل

ومن أمثلة المحبة في ترفقها، محبة الراعي لغنمه.

وفي ذلك يقول السيد الرب (أنا أرعى غنمي وأربضها.. وأطلب الضال، واسترد المطرود وأجبر الكسير، وأعصب الجريح) (خر34: 15، 16). (هكذا افتقد غنمي، وأخلصها من جميع الأماكن التي تشتت إليها..) (خر12:34). وقال أيضًا (أنا هو الراعي الصالح. والراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف) (يو11:10). (ولا يخطفها أحد من يدي) (يو28:10).

وفي ذلك قال داود الراعي الصغير لشاول الملك (كان عبدك يرعي لأبيه غنمًا، فجاء أسد مع دب، وأخذ شاه من القطيع. فخرجت وراءه وقتلته، وأنقذتها من فمه. ولما قام علي، أمسكته من ذقنه وضربته فقتلته. قتل عبدك الأسد والدب جميعًا) (1صم17: 34-36).

ومن أمثله محبة الراعي في تحننها، قول الكتاب عن السيد المسيح (ولما رأي الجميع تحنن عليهم، إذ كانوا منزعجين ومنطرحين كغنم لا راعي لها) (مت36:9). (مر34:6).

كذلك حنوه علي الخروف الضال، إذ خرج يبحث عنه حتى وجده، وحمله علي منكبيه فرحًا (لو15: 4،5). إنها المحبة التي تتعب، وتفرح بالتعب، رفقًا بالضالين.


ومن أمثله المحبة التي تتراءف، المحبة الموجهة إلي التعابى، والحزانى، وصغيري النفوس.

ومن أمثلتها محبة السامري الصالح الذي رأي في الطريق إنسانًا وقع بين أيدي اللصوص فعروه وجرحوه ومضوا وتركوه بين حي وميت (فلما رآه تحنن) وتقدم فضمد جراحه (وأركبه علي دابته، وأتي به إلي فندق، وأعتني به) (لو10: 30،34). المهم أن كل عمل الخير هذا، سبقته عبارة (تحنن). إنها المحبة التي تشفق وتترفق بالتعابي.

ولعل أبرز مثل لهذا الحب، هو قول السيد:

(تعالوا إلي يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال؟، وأنا أريحكم) (مت27:11).

ومن جهة الحزانى، نراه غي محبته وحنوه، يمسح كب دمعة من عيونهم (رو17:7) (رؤ4:21).

ومن تحننه، إنه لما رأي أرملة نايين تبكي لموت وحيدها، قيل (فلما رآها الرب تحنن عليها، وقال لها: لا تبكي، ثم تقدم إلي النعش وأقام ابنها الميت، ودفعه إلي أمه) (لو7: 12-15). كذلك تحنن علي أسرة لعازر التي كانت تبكى بسبب موته، ولم يقل الإنجيل فقط أنة أقام لعازر من الموت، بل قبل أكثر من هذا تعبيرا عن حبه (بكى يسوع) (يو 11: 35).

ومن أجل هذه المحبة المترفقة، قبل عنة أنه:

عزاء من ليس له عزاء، ومعين من ليس له معين.

ولهذا يقول الوحي لأورشليم (لا تبكي بكاء. يتراءف عليك،عند صوت صراخه.. حينما يسمع يستجيب لك) (أش19:30). وقول عنه الكتاب أنه (أو الرأفة ورب كل عزاء) (2كو3:1).


ومن محبته وترفقه، اهتمامه بصغيري النفوس.

نقول عنه في صلواتنا أنه (عزاء صغيري النفوس، ميناء الذين في العاصف). لقد عزي بطرس الرسول الذي بكي بكاء مرًا بعد أن أنكره ثلاث مرات (مت57:26). لذلك قابله بعد القيامة، وقال له (أرع غنمي، أرع خرافي) (يو15:21، 17) وذلك لئلا يظن بعد نكرانه أنه قد فقط رسوليته، أو أنه أنطبق عليه قول الرب (من ينكرني قدام الناس أنكره أنا أيضًا ى قدام أبى الذي في السموات) (مت 33:10) - فعزاه.

وكان أيضًا مترفقا بتوما في شكوكه0وسمح له أن يلمس جراحه ويؤمن (يو20: 26،28). وترفق أيضًا بالمجدلية، وأزال شكوكها وثبتها في الإيمان (يو20).. ولهذا كله يقول الرسول (شجعوا صغار النفوس. وأسندوا الضعفاء. تأنوا علي الجميع) (1تس14:5).


ولعل من ابرز الأمثله للمحبة المترفقة: الرفق بالخطاة.

وفيها يقو ل الرسول (أذكروا المقيدين، كأنكم مقيدون معهم، والمذلين كأنكم أنتم أيضًا في الجسد) (عب3:13). ما أعظم محبة الرب في ترفقه علي المرأة السامرية، وعدم أخجالها (يو4). وكذلك ترفقه علي المرأة الخاطئة التي ضبطت في ذات الفعل، وكيف أنقذها من الذين أدنوها وطلبوا الحكم برجمها. ذم قال لها في رفق (ولا أنا أدينك. أذهبي ولا تخطئي أيضًا) (يو11:18). وبنفس الرفق عامل المرأة الخاطئة التي سكبت الطيب علي قدميه في بيت سمعان الفريسي (يو 36:7،50). وأظهر للفريسي إنها أفضل منه..

كذلك ترفقه بالإبن الضال حينما رجع، ولم يبكته علي ذهابه إلي كورة بعيدة (لو15). ونفس الموفق مع زكا العشار (لو19). وباقي العشارين والخطاة.

ونفس الرفق عامل أورشليم الخاطئة (خر16).

قال لها (بسطت ذيلي عليك وسترت عورتك.. ودخلت معك في عهد.. ويقول السيد الرب - فصرت لي. فحممتك بالماء (أي المعمودية).. ومسحتك بالزيت (في سر الميرون).. وكسوتك بزًا (من جهة البر) وحيلتك بالحلي..

ووضعت تاج جمال علي رأسك.. فصلحت لمملكة. وخرج لك اسم في الأمم لجمالك، لأنه كان كاملًا ببهائي الذي جعلته عليك) (خر16: 8-14).

ومن المحبة المترفقة بالخطاة، إنذارهم قبل العقاب.

انذار قدمه الرب قبل الطوفان (تك6). وإنذار قدمه لأهل سادوم علي يد لوط (تك19). وإنذارات يقدمها في سفر الرؤيا قبل المجيء الثاني (رؤ8). وإنذار أمر به في سفر حزقيال النبي. فقال له (اسمع الكلمة من فمي، وأنذرهم من قبلي)

(حز17:3). (وتحذرهم من قبلي) (حز7:33).. وما أكثر إنذارات الرب وتحذيراته. لأنه في محبته، لا يريد أن يضرب الضربة علي حين غفلة..

وهوذا بولس الرسول يقول لشيوخ أفسس (اسهروا متذكرين أنني ثلاث سنين ليلًا ونهارًا، لم أفتر عن أن أنذر بدموع كل واحد). (أع31:20).

ومن المحبة المترفقة، فتح باب التوبة للخطاة.

حتى اللص علي الصليب في آخر ساعات حياته، إذ قال له (اليوم تكون في الفردوس) (لو43:23).

وأيضًا (اعطي الله الأمم التوبة للحياة) (أع18:11). وهكذا فتح باب الرجاء أمام كل واحد (لا يسر بموت الخاطئ، بل أن يرجع ويحيا) (حز23:18).

وأعطانا خدمة المصالحة (2كو18:5). لكي في محبة وترفق بالخطاة، ندعوهم أن يصطلحوا مع الله.

وفيض المحبة المترفقة: الترفق أيضًا بالفقراء، والجياع والمرضى.

وهنا يقول الكتاب (وأما الصديق فيترءاف ويعطي) (مز21:37). ويقول أيضًا(طوبى للرجل الذي يترءاف ويقرض) (مز21:112). ويهمنا هنا كلمة (يتراءف). فلا يكفى أن يعطي الإنسان غيره، وإنما بمشاعر الحب

(يتراءف). ومن الرأفة أن الرب منع أخذ الربا من أولئك المحتاجين. وأعتبر أن من يعطي المحتاجين، كأنه يعطي الرب نفسه، فقال.

"بما أنكم فعلتموه بأحد أخوتي هؤلاء الأصاغر فبي قد فعلتم" (مت40:25).

إذن ينبغي أن يكون العطاء بحب، وفيه ترفق بمشاعر المحتاجين. وهنا ألوم الجمعيات التي تؤسس الملاجئ، وتخرج شعور اللاجئين بما تنشره عنهم من صور وإعلانات، لكي تجمع بذلك مالًا!

اهتمام الرب بالجياع والعطاش والمحتاجين، واضح جدًا في وصيته للتلاميذ (أعطوهم أنت ليأكلوا) (مت16:4).

نلاحظ أيضًا أن معجزات الشفاء التي قام بها الرب، لم تكن مجرد شفاء إنما امتزجت أيضًا بالحنان والرافة.

ففي منح البصر للأعميين، يقول الكتاب (فتحنن يسوع ولمس أعينهما. فللوقت أبصرت أعينهما فتبعاه) (مت34:20).

وفي شفاء الأبرص وتطهيره، قيل (فتحنن يسوع ومد يده ولمسه، وقال له أريد فاطهر) (مر41:1)، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. ويقول الكتاب أيضًا (فلما خرج يسوع أبصر جمعًا كثيرًا، فتحنن عليهم وشفي مرضاهم) (مت14:14). إذن الحنان هو الدافع، والشفاء هو النتيجة.

ما أكثر تحننه أيضًا علي العواقر.

وما أجمل تلك التسبحة التي سجلها سفر اشعياء: (ترنمي أيتها العاقر التي لم تلد. أشيدي بالترانيم.. لحيظة تركتك وبمراحم عظيمة سأجمعك) (اش54: 1،7)..

وهنا نذكر تحننه حنة ومنحها صموئيل الذي صار نبيًا مسح الملك (1صم16:10). وتحننه علي أليصابات في شيخوختها، فمنحها يوحنا الذي صار أعظم ولدته النساء (مت11:11). وتحننه علي ليئة المكروهة، فجاء من نسلها المسيح.


ومن أبرز أمثلة الترفق، أمر الرب ببناء) مدن الملجأ (التي يلجأ إليها القاتل الذي قتل نفسًا سهوًا) (عد11:35)، فيحتمي فيها لئلا يقتله ولي الدم، وقيل أن يفصل القضاء في أمره.

وهكذا يقول المزمور (الرب يحكم للمظلومين).

إن الله ضد قساوة القلب. فالقاتل الذي يقتل عن غضب وحقد وقسوة، لا تنطبق عليه قاعدة مدن الملجأ.. لقد قال يعقوب أبو الآباء في نصائحه لأولاده قبل موته (شمعون ولاوي أخوان، آلات ظلم سيوفهما. في مجلسهما لا تدخل نفسي. وبمجمعهما لا تتحد كرامتي. لأنهما في غضبهما قتلًا إنسانًا، وفي رضاهم عرقبا ثورًا) (تك49: 5،6).

من أجمل صور الحب والرفق، والترفق بالأعداء.

أو بالذين سلكوا سلوك الأعداء، حتى لو كانوا اخوة. مثلما فعل يوسف بأخوته. إذ بكي لما عرفهم بنفسه (تك45: 1،‌2). وغفر لهم، وأكرمهم وأسكنهم في ارض جاسان التي كانت صالحة لمراعيهم.

كذلك بكاء داود علي أبشالوم، عن حب، علي الرغم من كل تعدياته.

وكذلك الرفق بالأحياء الذين سلكوا مسلكًا ضعيفًا.

مثل نوم التلاميذ في بستان جثسيماني، بينما قال لهم السيد (أما قدرتم أن تسهروا معي ساعة واحدة ؟‍‍‍!) ومع ذلك أوجد لهم عذرًا وقال لهم (أما الروح فنشيط، وأما الجسد فضعيف) (مت26: 41). ولم يوبخهم لما هربوا وقت القبض عليه، ولما خافوا واختبأوا في العلية..

  رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
المحبة راس الفضائل
المحبة قمة الفضائل
المحبة كنز الفضائل
المحبة هي قمة الفضائل
المحبة هي قمة الفضائل


الساعة الآن 02:01 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025