سُكنى الروح القدس في المؤمنين
سُكنى الروح القدس في المؤمنين
تُوبوا وليعتمد كل واحدٍ منكم على اسم يسوع المسيح لغفران الخطايا، فتقبلوا عطية الروح القدس
( أع 2: 38 )
يا للعجب! فالله لم يُرسل ابنه فحَسَب، بل إنه بعد عمل الكفارة فوق الصليب، وعلى أساسها، أرسل أيضًا روح ابنه إلى قلوبنا ( غل 4: 4 ، 6). وبلغة الرمز في العهد القديم: فإن الله لم يُعطنا المَنْ فقط (خر16)، بل بعد ذلك مباشرة، إذ ضُربت الصخرة (التي كانت تُشير إلى المسيح ـ 1كو10: 4)، تفجرت لنا منها ينابيع الإرواء الأبدي (خر17). وإن كان المَنْ هو رمز لعطية ابن الله، الذي أتى إلى العالم متضعًا (يو6)، فإن ماء الصخرة يرمز إلى عطية الروح القدس
(يو7).
ويعلمنا العهد الجديد باستحالة سُكنى الروح القدس في شخص لم تُغفر خطاياه بعد، ولم يتطهر منها. هذا ما أوضحه الرسول بطرس، سواء مع اليهود الذين استمعوا إلى عظته يوم الخمسين، وخلص منهم في ذلك اليوم نحو ثلاثة آلاف نفس، أو بعد ذلك مع الأمم في بيت كرنيليوس. فمع اليهود قال: «توبوا وليعتمد كل واحدٍ منكم على اسم يسوع المسيح لغفران الخطايا، فتقبلوا عطية الروح القدس» ( أع 2: 38 ). فمع أن الموعد هو لهم ولأولادهم، لكن كان الإتمام يتوقف على حصولهم أولاً على بركة غفران الخطايا، قبل أن يأتي الروح القدس ليسكن فيهم.
وفي بيت كرنيليوس، قال الرسول بطرس هذا الحق عينه: «له يشهد جميع الأنبياء، أن كل مَن يؤمن به، ينال باسمه غفران الخطايا» ( أع 15: 8 ). ثم يستطرد المؤرخ الإلهي فيقول: «بينما بطرس يتكلم بهذه الأمور، حلّ الروح القدس على جميع الذين كانوا يسمعون الكلمة» (أع10: 44). لقد آمنوا فغُفرت خطاياهم، وتطهرت قلوبهم (أع15: 8، 9)، ومن ثم حلّ الروح القدس عليهم
(انظر أيضًا عب10: 11- 18).
لهذا السبب ما كان من الممكن أن يسكن الروح القدس في أي شخص في العهد القديم، إذ كان ينبغي أولاً أن يتم سفك دم المسيح لكي يتم غفران الخطايا، ويتم التطهير، وبعد ذلك يمكن للروح القدس أن يأتي ليسكن في قلوب المؤمنين.
ما أعظم إلهنا، الذي يغفر ويُغدق في الوقت ذاته. فبعد أن غفر لنا الذنوب على أساس دم المسيح، قدّم لنا أعظم عطاياه وهو الروح القدس، ليمكننا به أن نعيش عيشة الصلاح.