كثيرون يتساءلون عن كيف يقنعوا الأهل باختيار مستقبلهم ، واختيار شريك الحياة ، أقول لكم يا أحبائي من خلال خبرتي الصغيرة ، أن هناك خطوات ينبغي أن نتخذها لكي تكون المناقشة مجدية مع الأهل وهي كالآتي :
أولاً قبل أن تبدأ أي حديث أو حوار ، لابد من أن يكون لك قناعة خاصة – دون انحياز – لمن تُحب أو تريد أن ترتبط به أو لمستقبلك واختيارك لدراستك أو عملك الخاص !!!
فاجلس مع نفسك أولاً وقيس كل الأمور بالعقل والتعقل دون الاندفاع وراء مشاعرك بعناد لكي ما تكون ضد الأهل من منطلق أنك تسبح ضد التيار باندفاع الشباب العاطفي دون منطق أو بحث جاد في مستقبلك برؤية واضحة من كل وجه وبسماع كثرة من المشيرين ذو الخبرة !!!
ومن المبادئ التي ينبغي أن تراعيها هي الآتي :
* أولاً : اختيار الوقت المناسب في الجلوس مع الأبوين كلا على حده دون وجود الاثنين معاً ، لأن وجدهم معاً سيجعل كل واحد يندفع في وجهة نظرة مدافعاً عنها دون إعطاء الفرصة للحديث المتواصل ، ولتحاول أن تبدأ تجلس بهدوء ولا تتعصب أبداً و تستمع إليهم للنهاية ومش تقاطعهم في كلامهم أبداً ، بل أعطي لكل منهم مجال الحديث واهتم بكل التفاصيل لترد على كل نقطة من جهة القناعة الشخصية ...
* ثانياً : ابدأ الكلام بكلمة حلوة معهم وبابتسامة صافية بصدق القلب دون تصنع ، وحاول أن تقنعهما برأيك بهدوء وتروٍ ، وحاول أن تكسبهما وحذارِ من أن تخسرهم أبداً ، أو يكون كلامك بشكل مستفز ، أو تبدأ الحديث بتهكم ، لأنهم ليسوا أعداء لك ، بل هما أحبائك المقربين منك جداً ويهتمون بمصلحتك ومستقبلك حتى لو لهم وجهة نظر مختلفة جداً وبعيدة عنك تماماً .
* ثالثاً : اظهر اهتمامك بهم وتحملك المسئولية ، عرفهم انك مسئول عن قراراتك ومش تابع للبنت أو لغيرها ولن تكون تابع لأي أحد ، وتقول لهم أن رأيهم أنت تأخذه بعين الاعتبار وتفكر فيه بعمق ولكن قرارك أنت المسئول عنه ، فأظهر انك رجل تتحمل المسئولية ومواجهة المشاكل ولن تدع لأحد أن يمسك زمام أمورك ، ولكن هما طبعاً أبويك ولهم حق عليك بأنك ترعاهم بالحب وصدق الحق وأن تصغي وتستمع لهم وتفكر فيما يقولون وتقيس الأمور بتعقل ...
* أحذر تماماً من أنك تتعصب أو تتنرفز أو تقوم برد لا يليق هذا كله كفيل بأن يزعزع صورتك أمام والديك وتجعلهم يظنوا أن من تحب مسيطر عليك وها تأثر في علاقتك معهم ، وبذلك تبني سور عالي بين من تُحب وبين أسرتك وإذا نجحتم وتزوجتم ستجد مشاكل لا تنقطع ، وستكون عداوة قوية كالصخر بينها وبين والديك أو أحدهم على الأقل ....
* وان وجدت أحد والديك فقد تعصب في الحديث وفي حالة عدم إصغاء إليك ، انهي الحديث فوراً و قل لهما بكل احترام وتقدير : سأتركك الآن لأنك لا تريدي أن تصغي لكلماتي وسوف أجلس معك حينما تكون هناك فرصة أفضل ...
واستأذن في الانسحاب بحب وابتسامة وأبقى ارجع للمناقشة معهم مرة أخرى ولا تتوقف ولو كانت المناقشة ها تأخذ أيام وشهور مش مشكلة المدة المهم والديك يقتنعوا بحاجة مهمة جداً :
أولاً أنك راجل يُعتمد عليك وتتحمل المسئولية ولا تتهرب منها أو تأخذها بشكل غير عقلاني ...
ثانياً لك القدرة أن تواجه مشاكلك بكل حزم وجدية دون الخروج عن أعصابك
ثالثاً أن قراراتك أنت المسئول عنها وصانعها
رابعاً مستقبلك في أيدك أنت وحدك فقط مع حف الاحترام لوالديك واخذ رأيهم في الاعتبار والأولوية ...
أرجو أن أكون وضعت نقاط هامة جداً وبسيطة لكل شاب وشابة وفي كل الظروف أو المواقف المصيرية الذي يريدها هو وليس أي آخر وعلى الأخص الأهل ...
لأن مش من حق حد مهما كان أن يتخذ خطوة المستقبل لشخص آخر غصباً حتى لو كانت الأسرة ذاتها ، ممكن أن يكون ناصح ومرشد وموجه فقط بأنه يشاور على الطرق السليمة وأن يقول وجهة نظرة بوضوح وشفافية دون الانحياز لرغباته الخاصة الذي يريد أن يحققها في غيره أو أبناءه على الأخص ، وينبغي ترك كل شخص ان يختار ما يتوافق مع قناعته الشخصية ...
لأن الغصب وأرغام الآخرين ظلم وتعدي على حرية الآخر ولم يعلمنا المسيح هكذا لأن هذا حب أناني جداً ، فلا يرى الآخر بل يرى نفسه فيه محققاً كل ما يتمناه ...
ومشكلة الأهل عادة بأنهم يظلوا مربوطين ارتباط مريض بالأبناء ولا يفسحوا لهم المجال للاختيار لأنهم يروا أنهم صغار مهما نضجوا غير قادرين على الاختيار الصحيح ، ونسوا معاناتهم مع أهلهم هم أيضاً في نفس ذات المشكلة !!!