عن بدء الخليقة و العلم الحديث
نعيش حياتنا هذه في زمن العلم. ففي ظل الطفرات التكنولوجية و النظريات العلمية يتطلع الإنسان إلى السماء ويحاول ان يصل إلى النجوم . يسعى الإنسان لفهم الكون و يبحث في ما وراء الشمس لكي يعرف كيف خُلِقَ الكون و ما هو مصدره. فـيتسابق العلماء لكي يفسروا ظواهر الكون ويشرحوا كيف وُجِدَ الكون. فـمنذ القديم و العلماء يحاولون أن يضعوا قوانين لكي يشرحوا بها كيف يعمل الكون. فـنبدأ بالاغريق واليونانيين الذين قدسوا المعرفة وبنوا المكتبات و كرّموا العلماء والفلاسفة. ثم العرب الذين أبدعوا في علم الجبر و الهندسة و غيرها من العلوم. ثم يأتي العبقري نيوتن و يضع أسس الفيزياء الكلاسيكية و يقدم قوانين و تفاسير تشرح الجاذبية و غيرها من الظواهر الطبيعية التي طالما حيّرت العلماء منذ القديم. و بعده تُكتشف الكهرباء ثم تقوم الثورة الصناعية و يخترع الإنسان الآلة و من هنا ينطلق الإنسان ليحلق في بحر الكون الفسيح. فيولد ذلك العالِم العبقري الذي غيّر العديد من المفاهيم و قدم للبشرية شروحات لمُبهمات كونية. هذا العبقري يُدعى ألبرت أينشتاين. فقد فتح آفاق و أبواب عديدة للبحث العلمي و أزاد من حيرة البشر أكثر و أكثر فيتسابق العُلماء على إجابة أسئلة مُحيرة كثيرة.
من أكثر الأسئلة التي يحاول العلماء حتى الأن إجابتها هي أصل الكون و الحياة! كيف وُجِدَ الكون؟ و كيف بدأت الحياة؟ و ما هي نقطة البداية لكل شئ؟ و كيف وُجِدَ أصلاً؟! كل هذه الأسئلة حيرت البشر لألاف السنين و كثيرون حاولوا و فشلوا، و آخرون حاولوا و قُتِلوا! و أخرون أستطاعوا أن يصلوا الى إجابات. و لكن ما أن توجد الإجابات إلا و أن تجد نفسك مواجهاً أسئلة أشد تعقيداً عن الأسئلة الأولى! فعلى سبيل المثال، في الفيزياء هناك الفيزياء الكلاسيكية و هي تصف حركة الكون و تشرح تفاصيله عن طريق مُعادلات رياضية. هذة المعادلات (بحسب قرأتي المتواضعة) تصف حركة المجرات و النجوم و الكواكب و الجاذبية و كل ما هو مرئي للإنسان. و لكن عندما ننزل إلى مستوى الجُزيئات و الذرّة نجد أن هذه القوانين ليس لها سلطان على هذا العالم، و نجد أنفسنا في صدد فرع جديد في الفيزياء يدعى الفيزياء الكميّة (Quantam Physics) و قوانين هذا العالم مختلفة تماماً عن قوانين العالم المرئي! و هذا ما يجعل العلماء مُتحيرون أكثر و أكثر. فيسعى العلماء الأن الى إكتشاف تلك النظرية الواحدة التي تشرح كل شئ في الكون من حركة المجرات إلى تلك الجُسَيمات (Particles) الموجودة داخل الذرّة. يطلق العلماء على هذة النظرية النظرية الكُليّة (The Theory of Everything).
من أبرز النظريات المطروحة و المقبولة علمياً عن بداية الكون هي نظرية الإنفجار العظيم (The Big Bang Theory) و هي تشرح ببساطة أن الكون بدأ تكوينه بإنفجار عظيم جدا! نتج عن هذا الإنفجار جُسَيمات كثيرة و حرارة عالية جداً و منهم تكونة ذرّه الهيليوم ثم باقي العناصر. ثم تجمّع العديد من الغازات تحت ضغط عالي جداً و حرارة عالية جداً و ظهرت النجوم. و لكي لا أُطيل ظهرت الكواكب و كل ما عليها من خلال عملية مُعقدة جداً دامت لبلايين السنين. ثم ظهرت الحياة!!
الحياة ليست سوى سر غامض لايزال يحيّر العلماء. فكثيراً ما حاول العلماء أن يعرفوا كيف بدأت الحياة و ما هو مصدرها. إلى أن جاء داروين و قدّم نظرية قلبت العالم رأساً على عقب! قدّم داروين نظريتة الشهيرة عن التطور و فيها شرح كيف تطورت الحياة من أبسط صورها إلى ما هي عليه الأن. و قد قدّم داروين بعض الأدلة لإثبات نظريته و العديد من العلماء الأن يقبلون هذه النظرية على أنها النظرية التى تشرح كيف تطورت الحياة و كيف ظهر الإنسان.
و من هنا يبدأ العراك المعروف بين المؤمنين بالكُتب المقدسة و من هم يتبعون العلم! فيدافع المؤمنون بالكتاب المقدس و ينفوا صحة الإنفجار العظيم و التطور و ذلك لأن الكتاب المقدس قال أن الله خلق الكون في سبعة أيام و خلق الإنسان من تُراب! و أن الإنسان لم يتطور من فصيلة من فصائل القرود! فيرُد دائماً إخواتنا المُلحدون على المؤمنين بأن الله غير موجود و أن كل ما هو مذكور في الكتاب المقدس غير صحيح حيث أنه يتنافى مع الإكتشافات العلمية الحديثة ذات الأدلة المادية! و من هنا يبدأ الصراع. ففي العصور الوسطى قتلت الكنيسة الكاثوليكية في روما العديد من الناس بسبب معتقداتهم التي لا تتناسب مع تعاليم الكنيسة. فمثلاً قُتِلَ الراهب برونو في القرن السادس عشر لأنه قال أن الأرض ليست مركز الكون و لكنها واحدة من الكواكب التي تدور حول الشمس. و قال أيضاً أن الكون غير محدود و لا نهائي مؤمناً أن الله الغير محدود حتماً خلق كوناً غير محدود! و هذا ما دعي الكنيسة الى قتله حيث أن الكنيسة في ذلك الوقت كانت مؤمنة أن الأرض هي مركز الكون. و رأوا أن هذا يهدد العقيدة و الإيمان المسيحي! فقتلوا رجلاً بريئاً كان كل ذنبه أنه حاول أن يفكر. و سُرعان ما تم إثبات صحة ما قاله برونو!!
فلماذا إذاً أكتب هذه المقاله؟ هل لأُهاجم الكنيسة و إيمان الكنيسة؟ كلا البته! و لكني كثيراً ما فكّرت في هذا الصراع. و كثيراً ما أصابتني حيرة كبيرة حول هذا الموضوع. الى أن أرشدني الله لإجابة أود أن أشارككم بها للمنفعة. قد تكون هذه الإجابة غير مُقنعة للبعض و قد تكون غير كافية للبعض الأخر و أنا أُقدّر هذا و لكن قد تفتح هذه المقاله أفاقاً جديدة للتفكير في هذا الموضوع.
أرجوك قبل أن تقرأ باقي المقال صلي أن يرشدك الله للحق و أن ينير ذهنك.
في البداية علينا أن نعرف ما هو السؤال الذي يجاوب عنه الكتاب المقدس و السؤال الذي يجاوب عنه العِلم. العِلم مُهتَم بإجابة السؤال الذي يقول “كيف؟!” فالعِلم يبحث في الكون ليكتشف كيف وُجِدَ الكون. و ما هي الخطوات التي تَشَكّل بها الكون؟ و كيف بدأت الحياة؟ كل هذه أسئلة يحاول العلم أن يجيب عليها من خلال البحث و رصد ملاحظات و إختبارها و بُناء على هذه التجارب تتِم الإستنتاجات. أما الكتاب المقدس فـإختصاصه في إجابة السؤال “لماذا؟!” و هذا ما حاول الفلاسفة منذ القديم أن يجدوا إجابة له. فالكتاب المقدس يُجيب عن سبب وجود الموجودات و سبب وجود الإنسان.
فـمن الخطأ أن يتم الخلط بين الإثنين. و من الخطأ أن نحاول أن نستخدم أحدهم لإثبات أن الآخر خطأ.
بالعكس الإثنين يكملان بعض!
ففي رأيي المتواضع أرى ان كلاً من العِلم والكتاب المقدس يكملان بعض. العِلم يُجيب عن كيفية وجود الكون، والكتاب المقدس يحاول أن يشرح لماذا وُجِدَ هذا الكون. فـماذا نرى من إتفاقات بين مايقوله سفر التكوين في الإصحاح الأول؟ نرى الأتي:
- في البِدء خَلَقَ الله النور. و فَصَلَ بين النور والظلمة.
- ثم خَلَقَ الله الجَلَد (سماء الطيور).
- ثم خَلَقَ الله المياه.
- ثم خَلَقَ الله اليابسة (الأرض).
وهذا يتفق مع ما تقوله نظرية الإنفجار العظيم حيث أن الترتيب كالآتي (بإيجاز شديد):
- في البداية إنفجر جُسيم نَتَج عنه كم هائل من الطاقة و جُسيمات كثيرة. ثم بفعل الضغط و الحرارة وُجِدَت أول ذرّة هيليوم. وبسبب الحرارة و الضغط تَجمّع العديد من الذرات معاً ونَتَج عن هذا حرارة هائلة و إنبعث من هذه التجمعات حرارة و ضوء. و سُمِيَت هذه الكُرات المشتعلة بالحرارة و التي تبعث هذا الضوء بالنجوم. وهنا خُلِقَ النور.
- بعد بلايين السنين ظهرت المادة الصلبة و بتجمع العديد من الصخور تكوّنت الكواكب. و منها مجموعتنا الشمسية. ثم تجمعت الغازات حول كوكب من الكواكب و تكوّن الغلاف الجوي. ومن هنا خُلِقَ الجَلَد.
- ثم أن بعض الصخور كان عليها بعض من جزيئات المياه و بعد تراكم كل هذه الصخور على سطح هذا الكوكب ظهرت المياه! و من هنا وُجِدَ الماء على سطح هذا الكوكب.
- ثم بعد ذلك بسبب أن كان سطح هذا الكوكب كان غير مستقر حيث كان لا يزال ساخن جداً. حدثت براكين و زلازل وهبطت صخور من الفضاء على هذا الكوكب الذي يتم تشكيله. فـظهرت الأودية والجبال والهضاب. فتجمعت المياه في المناطق المنخفضة ومنها ظهرت اليابسة في المنطق المرتفعة. ومن هنا وُجِدَت اليابسة.
من هنا نرى ان مايطرحه العلم من نظرية وشروحات عن كيفية وجود الكون لا تتنافى مع ما كُتِب في الكتاب المقدس عن قصة الخلق. بل بالعكس هو يوضحها ويُثَبّتها أكثر. فـما هو الاختلاف بين الاثنين؟ هل هو في المُدة الزمنية التي وُجِدَ فيها الكون؟ هل لأن العلم يقول أن الكون تكوّن بعد عملية دامت لبلايين السنين و أما الكتاب المقدس يقول أن هذا تم في ستة أيام؟ نحن نعلم أن الله يستطيع أن يخلق الكون في لحظة! ولكن الكتاب يقول ستة أيام وهذا له مدلول روحي. و لكن كما يقول المزمور:
لأن ألف سنة في عينيك مثل يوم أمس بعد ما عبر، وكهزيع من الليل. ~مزمور 4:90
إذا ما يبدو عند الله أنه يوم قد يكون ملايين من السنين بالنسبة لنا. أما عن من يقول أن الكون كان خُلِقَ بكلمة الله… فـأنت على حق! كل هذا لا يستطيع أن يبدأ إلا بكلمة الله. لا أحد يعرف ماذا كان يوجد قبل الانفجار العظيم أو كيف حصل هذا الانفجار! فحتى الأن لا يستطيع العلم أن يشرح كيف وُجِدَ هذا الجسيم ولماذا أنفجر! فأنا أرى أن
كل شيء بدأ بكلمة من الله ومع مرور الزمن تشكل الكون و وُجِدَ كل مانراه الآن في هذا الكون العظيم بإشراف إلهي!
بعد ان أوضحت بـايجاز شديد جداً أن ليس هناك ما يُهدد إيماننا بسبب تلك النظرية. نطرح الآن نظرنا على نظرية أُخرى عليها خلاف شديد جداً. و هناك خلاف شديد عليها في بلاد الغرب بشكل واضح جداً. هذه النظرية هي نظرية التطور!
الحق يُقال أن نظرية التطور من أجمل ما طرحه العلم عن كيفية ظهور الإنسان و كيف ظهرت كل الكائنات الحية على شكلها المعروف حالياً. و الحق يُقال، كُلَما تأمّلت في هذه النظرية رأيت عمل الله العظيم و سرحت في هذه العظمة و هذا الترتيب الرائع الذي أعدهُ الله للإنسان!
فـماذا يقول الكتاب المقدس عن ظهور الحياة على الأرض؟
- خُلِقَ العشب والبقول و الأشجار وكل النباتات.
- خُلِقَت الزواحف و الطيور.
- خُلِقَت التنانين و الدواب.
- خُلِقَت البهائم و وحوش الأرض.
- خُلِقَ الإنسان.
و هذا أيضًا قريب جداً مما تقوله نظرية التطور. ولكن المشكلة بين كلام الكتاب المقدس و نظرية التطور هي أن من الواضح في الكلام ان كل شيء كان قد خُلِقَ على حِدا. أما في نظرية التطور نرى أن الحياة بدأت بـشكل بدائي جداً (بكائن أُحادي الخلية) ثم بعد مرور ملايين السنين تطور هذا الكائن وظهر له عين. و بسبب عوامل البيئة و الجو بدأت هذه كائنات الصغيرة بالتَكيّف لكي تعيش. و بسبب أن هذه الكائنات تتكاثر كثيراً و تُنجِب أبناء كثيرة في المرة الواحدة حدث تنوع كبير جداً بين هذه الكائنات. و مع مرور الزمن حدثت بعض الطفرات الجنية التي غيرت في شكل بعد هذه الكائنات. فـمن هذه الكائنات البسيطة – بعد مرور زمان كبير – ظهرت الأسماك ثم الزواحف. ثم خرجت هذه الزواحف خارج الماء. ثم تطورات لأشكال متنوعة في الشكل و الحجم و مع هذا التنوع الشديد وبعد مرور ملايين من السنين… ظهرت الحياة و تنوعت و تطورت حتى ظهر ذلك الكائن الحي الذي إسمه الإنسان!
قد تكون هذه النظرية صحيحة و قد تكون خاطئة. و لكن إن كانت صحيحة فعلاً فأنا لا أرى أنها تهدد الايمان بـأي شكل. بل بالعكس تثبته. نحن نعلم أن الله قد خلق الإنسان في أحسن صورة و باركه. و نظرية التطور تقول أن الإنسان في أعلى مرتبة في كل الممالك الحية. فلا يوجد شكل من أشكال الحياة أكثر تطوراً من الإنسان. فالإنسان هو جوهرة الحياة. هو الوحيد الذي يتميز بالواعي الكامل بـكل شيء… الوحيد القادر على الابداع و الاكتشاف! أنا لا يهمني إن ظهر الإنسان من فصيلة من القرود. و لكن ما يهمني أن دون عن كل الكائنات الموجودة على سطح الأرض نحن الفصيلة الوحيدة الواعية. فـيا لمحبة الله لنا! قد اعطانا ما هو ليس عند أي كائن آخر!
فـنحن نقول أن الله خلق الإنسان من تراب! الإنسان فعلاً مخلوق من تراب ولكن قد لا يكون هذا تراب الأرض! العلماء يقولون أننا عبارة عن تراب كوني (Star Dust) فلماذا نحِد عقلنا على أن هذا تراب الأرض؟! نحن نقول أن الله خلق الإنسان على صورته وهذا صحيح تماماً ولكن كل إنسان بشري له شكله الخاص. فما هو تعريف صورة الله؟ الإنسان المخلوق على صورة الله هو إنسان:
و هذا مايتمتع به الإنسان. فـما أراه أن الله قد خطط لهذا أن يحدث وتطورت الحياة حتى وصلت للصورة المقبولة لكي يعطي هذا الكائن المُبدَع شيء غير موجود عند باقي الكائنات وهو نِسمة الحياة المعطاه من الله! فالله نفخ في الإنسان الأول فـأعطاه الوعي والحياة! صنع الله ذلك في الإنسان و ليس الكلاب أو الأفيال أو أي كائنات أخرى… فعل الله ذلك في الإنسان.
الكتاب المقدس يقول لنا أن الله خلق الإنسان في أبهى صورة. و أن الله يُحِب الإنسان و خلقه لكي يشاركه هذا الحب. و هذا مايثبته العلم. فقد خلق الله الكون في ترتيب رائع وبديع جداً… ثم وجدت الحياة ومنها تطورت كل صور الحياة و لكن هذا لم يكون حسناً جداً امام الله. و بإشراف شخصي منه تطورات الحياة إلى أن ظهر الإنسان و هنا بارك الله واعطى الإنسان نسمة حياة و وعي.
نظرية التطور لا تشرح لنا كيف بدأت الحياة في المقام الأول… تماماً مثل نظرية الانفجار العظيم التي لم تشرح كيف وُجِدَ هذا الجُسيم. و لكنها كلها محاولات من الإنسان
المفكر أن يعرف
كيف وُجِدَ كل شيء. هذا ليس بالعيب أو الخطأ. الله أعطى عقلاً للإنسان لكي يُفَكّر و يكتشف. و لأن الإنسان يدرك ما هو مادّي أعطاه الكون كله ليكتشف الإنسان عَظَمَة الله وعَظَمَة خليقته. و أعطانا الله الكتاب المقدس لكي يساعد ضعفنا لإدراكه هو شخصياً! فـنحن لا نستطيع أن ندرك الله من ذاتنا ولكن نحن نحتاجه هو أن يكشف لنا عن ذاته.
من الخطأ جدا أن نستخدم أي من العلم أو الكتاب المقدس في غير مواضعهم. كل منهم له أداته الخاصة لإدراكه، العقل للعلم والقلب للإيمان. إذا أحضرت واحد من الأباء في الكنيسة و أعطيته معادلة صعبة جداً لكي يحلها و لم يستطيع؛ هل هذا معناه أن العلم خطأ أو غير موجود؟ كلا، هذا يعني أن هذا الأب عقله غير مُدَرّب على حل مثل هذه المعادلات. كذلك الحال تماما مع الله،
إذا كان قلبك غير مدرب على إستيعاب الله فـلن تستطيع أن تراه!
إن ما يسميه العلم صدفة أو عمل عشوائي… نحن نسميه يد الله!