منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 20 - 01 - 2015, 02:01 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,276,540

يونان والإعياء النفسى
يونان والإعياء النفسى


دفع اللّه يونان إلى بطن الحوت ، وهناك صلى : « حين أعيت فى نفسى ذكرت الرب » " يونان 2 : 7 " وهذه هى نقطة التحول أو الرجوع فى قصة الرجل ، ... لقد أدرك ضعفه الكامل أمام الريح الشديدة التى لم تفلح كل الجهود فى مواجهتها ، وإعيائه الكامل فى بطن الحوت ، ... لقد كان حراً طليقاً كما يريد اللّه لأبنائه أن يكونوا ، أحراراً يسيرون فى خدمة اللّه ، دون إكراه أو ضغط ، ولكننا ما أكثر ما نسئ استخدام هذه الحرية ، فيظهر اللّه اضطراراً إلى أن يأخذها منا ، حتى نثوب إلى رشدنا - وكان يونان محتاجاً إلى الإعياء النفسى الكامل حتى يتعلم كيف يعود إلى إلهه ويذكر ! على أن هذا الإعياء لم يكن فى فقدان الحرية فحسب ، بل ، أكثر من ذلك فى ضياع الصحة أو القوة ، ... لست أعلم كم كانت كمية العشب التى التفت برأسه ، وكيف حاول أن يكافحها حتى بدأ كما لو أنه أوشك أن يختنق ، وإذ به يذكر الرب ، ... وما أكثر ما ذكر أبناء اللّه إلههم وهم فى العجز الصحى أو فى سرير المرض . أو فى شدة العلة ، أو فى قسوة الداء !! .. وأكثر من ذلك ، لقد أصاب يونان الإعياء عندما سقط فى الوحدة والعزلة القاسية ، فلا يوجد من يتحدث معه أو يخاطبه فى بطن الحوت ، سوى اللّه الذى بقى له ، عندما انقطع من أرض الأحياء ، ... ولعلنا نسأل هنا : ما الداعى إلى ذكر الرب ، وما الفائدة من ذلك !! ؟ وقد أطبق عليه الحوت وغاص هو معه فى المياه العميقة ، ... لقد ذكره لأكثر من سبب ..
أولا : لأن اللّه أرحم مما كان يصور أو يتخيل ، ... لو أن اللّه قضى عليه بالموت غرقاً ، لما نسب إلى اللّه أدنى لوم ، بل كان اللّه عادلا لو فعل ذلك ، .. لكنه اكتشف أن اللّه العادل هو أيضاً أرحم الراحمين ، لقد أدرك أن سجنه فى بطن الحوت هو الرحمة بعينها ، والعناية التى تعلو على كل فهم أو خيال ، ... لقد تبين أن الحوت تحول بقدرة القادر على كل شئ ، إلى فلك آخر كالذى أدخل اللّه فيه نوحاً وأغلق عليه ، ليحميه من الهلاك والغرق !! .. وكم يغلق اللّه علينا ، ولا يتركنا للحماقة والضياع ، عندما يرانا نسعى إلى حتفنا بظلفنا ! ...
ثانياً : لقد أدرك يونان ان اللّه ليس أرحم فحسب ، بل هو أكرم وأطيب من أن يدخل معه فى نوع من المؤاخذه أو الحساب ، ... لقد كان مجئ الابن الضال إلى أبيه كافياً لأن يستبدل هوانه وجوعه وذله وحاجته بالترحيب والإكرام والعطاء السخى ، دون مراجعة أو حساب عما فعل أو أساء ، .. وظهر اللّه إلى جانب هذا كله ، عندما أمر الحوت بأن يقذف يونان إلى البر ، ... لقد ظن يونان كما يبدو من صلاته أن انتهى إلى الأبد : « نزلت إلى أسافل الجبال . مغاليق الأرض على إلى الإبد . ثم أصعدت من الوهدة حياتى أيها الرب إلهى » ... " يونان 2 : 6 " .
ثالثاً : ولكن اللّه إلى جانب أنه أرحم ، وأكرم ، هو أيضاً أقدر فلا حدود لقوته وقدرته،...
أما كيف استطاع يونان وهو فى العمق فى قلب البحار أن يذكر الرب ، ... فإنه ذكره بأمرين عظيمين قريبين إليه أينما يذهب أو يجئ ، ... لقد ذكره بالإيمان ، وما الإيمان إلا تحول النفس والمشاعر والإرادة تجاه اللّه ، ... وما أجمل أن يدرك الإنسان هذه الحقيقة فى شتى الظروف المحيطة به « أين أذهب من روحك ومن وجهك أين أهرب ؟ إن صعدت إلى السموات فأنت هناك ، وإن فرشت فى الهاوية فها أنت . إن أخذت جناحى الصبح وسكنت فى أقاصى البحر ، فهناك أيضاً تهدينى يدك وتمسكنى يمينك » " مز 137 : 7 - 10 " .
أما الصلاة فقد كانت من جوف الحوت ، وصلاة المتضايق لا يشترط أن تكون فى هيكل أو معبد ، أو مع جماعة من الناس يشاركون فى العبادة أو التضرع ، ... بل يمكن أن تكون فى أعماق البحار أو فى أعلى الجبال ، يمكن أن تكون فى السجن أو الأتون ، إنها فى المكان الذى يوجد فيه الإنسان إن كارها أو راضياً ، لأن اللّه فى كل مكان : « اطلبوا الرب مادام يوجد ادعوه وهو قريب » " إش 55 : 6 " ونحن لا نعلم هل استطاع يونان أن يصلى وقفاً أو راكعاً أو منبطحاً على ظهره أو بطنه ، ... لا يهم الصورة التى يظهر فيها المصلى ، إنما المهم أن يكون راكع النفس ، منحنى المشاعر ، منبطح التسليم ، واللّه سيسمعه طالما يتجه فى إعياء النفس بروح الصلاة ، ... هل كان يصرخ فى الصلاة ، هل كان يصلى بصوت يسمع ، أم كان يتمتم بشفتيه ، ... إن الصوت فى حد ذاته يتساوى أمام إذن اللّه ، التى تسمع الصوت الصارخ ، أو المتمتم ، أو الهامس على حد سواء ، طالما تخرج صرخة النفس من الأعماق أمام اللّه !! .. لقد صرخ يونان من بطن الحوت واستمع اللّه إلى صراخ نفسه ! ..
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
من أجل سلامك النفسي من أجل امانك النفسي
هل المسيحيون يصابون بالتعب النفسي "الانبا بافلي" نصائح قوية للتغلب علي اعراض التعب النفسي
يونان والإعياء النفسي
المؤبد لزوجة والإعدام لعشيقها لقتلهما الزوج والتخلص من جثته
يونان والإعياء النفسى


الساعة الآن 12:28 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024