رسالة روحية
اكتشف نفسك(رومية 3:12) (أ)
عندما تحدث بولس لتلميذه تيموثاوس عن الكتاب المقدس وفوائده أشار الى هدفه الجوّهرى(لكى يكون انسان الله كاملاً مُتأهّباً لكل عمل صالح)(تيمو الثانية 16:3).أى يكون الانسان بحسب قصد الله مُتكاملاً ومُستعداً لعمل كل ما هو صالح وكلمة(كاملا) تعنى مُتكاملاً ومُتوازناً.فالمؤمن الحقيقى هو الذى يهتم بتطوير نفسه جسدياً وروحياً واجتماعياً وذهنياً ونفسياً.فكل جانب من هذه الجوانب يعتمد على الجوانب الأخرى ومن المهمّ لكى تكون مُتكاملاً مُتوازناً أن تلتقى مع نفسك أولاً وتفهمها.
فهناك مَنْ يركّزون كل مجهودهم فى عملهم فقط ويهملون الجوانب الأخرى من حياتهم الخاصة.فنجد مثلاً رجل أعمال ناجحاً جداً فى عمله لكنه بدين جداً جسمياً.لأنه انشغل بمهام عمله حتى لم يكن لديه الوقت لممارسة الرياضة ليحافظ على لياقته الجسمية.كما نلاحظ أيضاً أن بعض ربّات البيوت ينشغلن كثيراً بأمور البيت العديدة من النظافة والأكل والشرب...الخ حتى يُهملن أنفسهنّ فيفقدن الكثير من جمالهنّ الشكلى والثقافى.أما الشخص المتكامل المتوازن فهو الذى يهتم بكافة جوانب حياته فيصل الى أقصى درجات النجاح والانجاز باستمرار.
من أنا؟من نحن؟هذا هو السؤال الذى حيّر الانسان فى كل زمان ومكان وقد أجاب عنه القديس بولس الرسول بوضوح.فيقول فى أفسس 3:1(11و12) اننا معيّنون سابقاً لنكون لمدح مجد الله.فرُغم أننا ولدنا بالخطية الا أن الله اختارنا لكى نمجّده فى كل شىء(فاذا كنتم تأكلون أو تشربون أو تفعلون شيئاً فافعلوا الكلّ لمجد الله)(كو الأولى 31:10).كما يكشف لنا(مز 139)عن عمق اهتمام الله بأدق تفاصيل حياة كل انسان منّا الجسدية والروحية وعندما نتأمل حياة رجال عظماء أمثال ابراهيم ويوسف وأيوب نجد أنهم قد اختبروا نمواً وتطوراً على أعمق مستوى فى شخصياتهم.ولو كانوا غير جادّين فى تطوير مواهبهم الروحية والشخصية لاختلف دورهم فى الكتاب المقدس اختلافاً كبيراً.
آية اليوم:يارب قد اختبرتنى وعرفتنى أنت عرفت جلوسى وقيامى
فهمت فكرى من بعيد.مزمور 139(1-2)