6- تمرد يهوياقيم وعقابه في 608 – 597 ق.م.: كان يهوياقيم – الذي كان خاضعًا أولًا لفرعون نخو، ثم لنبوخذراصر – مثالًا صادقًا لما كان عليه شعبه من فساد وشر، فقد وبخه إرميا علي الطمع وسفك الدم الزكي والاغتصاب والظلم (ارميا 22: 13 – 19). وكانت السنة الرابعة ليهوياقيم هي السنة الأولي لنبوخذراصر، الذي انتشي بنصره في موقعة كركميش، فبسط سطوته علي العالم الغربي، وأصبح ملك يهوذا الذليل خاضعًا لنبوخذراصر، واستمر في ولائه له ثلاث سنوات " ثم عاد فتمرد عليه " ولكنه لم يجد تشجيعًا أو معاونة من الشعوب المجاورة، بل بالحري "أرسل الرب عليه غزاة الكلدانيين وغزاة الأراميين، وغزاة الموآبيين وغزاة بني عمون، وأرسلهم علي يهوذا ليبيدها حسب كلام الرب الذي تكلم به عن يد عبيده الانبياء" (2 مل 24: 2). وتاريخ يهوياقيم بعد ذلك، يحوطه الغموض، فنقرأ في سفر الملوك الثاني، أنه بعد أن ملك احدي عشرة سنة، اضطجع مع آبائه (2 مل 23: 36، 24 : 6) مما نفهم أنه مات موتًا طبيعيًا. ونقرأفي نبوة دانيال ":" أنه في السنة الثالثة من ملك يهوذا ذهب نبوخذاصر ملك بابل إلي أورشليم وحاصرها " وأخذ معه – بالإِضافة إلي آنيه بيت الله – أفرادًا من النسل الملكي ومن أشراف يهوذا، كان منهم دانيال النبي، ويبدو من سفر أخبار الأيام الثاني، أنه كان بينهم أيضًا الملك يهوياقيم نفسه:" عليه صعد نبوخذناصر ملك بابل وقيده بسلاسل نحاس ليذهب (؟) به إلي بابل" (2 اخ 36: 6). ويضيف المؤرخ في سفر الملوك بعد أن سجل موت يهوياقيم، هذه العبارة الهامة:" ولم يعد أيضًا ملك مصر يخرج من أرضه لأن ملك بابل أخذ من نهر مصر إلي نهر الفرات كل ماكان لملك مصر" (2 مل 24: 7).