يسيء معظم الرجال فهم المرأة التي من طبعها المرح والضحك، حيث يعتقد البعض أنها سهلة المنال وقليلة الحذر فيما يتعلق بالعلاقات مع الجنس الآخر، وكثير من الأحيان يسبب هذا الشيء إهانة كبيرة للمرأة من هذه النوعية، حيث أن التنبؤ الخاطئ عن الأشخاص يسبب لهم الألم والإساءة. فالتلقائية وعدم التكلف تحتاج إلى فهم خاص من الرجال لكي لا تكون المرأة مساءلة وتدفع ثمنها غاليا.
إن العلاقات بين الجنسين تحتاج إلى عمق وسعة إدراك لكي لا تختلط الأوراق، وتسبب الحرج في الكثير من المواقف، فقد اعترف بعض الرجال أن المرأة التي تتصف بخفة الدم وحرية التعبير تعطي انطباعا للرجل أنها تعيش مساحة من الحرية التي تجعله يقتنص الفرصة ويحاول أن يرمي بصنارته لكي يصطادها. حيث أن الصفة التي توصم بها هي أنها خفيفة وسهلة المنال، ولكن هل هذا الأمر صحيح؟ وهل يجب أن يصر الرجل على التمسك بهذه الافتراضات أم يحتاج الأمر إلى وعي أكبر وتفسير صحيح لهذه الطبيعة؟
إن الرجل هو ضحية ثقافة المجتمع الذي ما يزال يصر على أن الضحك والمرح لا يليق بالمرأة المحتشمة العاقلة، وتدعم هذا الفكر الأمثال الشعبية المتوارثة التي تعتبر أن المرأة التي تضحك حتى ولو في حدود المعقول هي مدانة ويقول المثل الشعبي (المرأة التي يظهر نابها، الحق بها ولا تهابها)، وهذا ما يعطي الفرصة للرجل حتى يستمر في النظرة التي تسيء الحكم عليها. ولكن ماذا لو كانت هذه المرأة ابنتك أو أختك؟ هل تقبل أن يحكم عليها بهذا المعيار؟ أم أنك ستجد لها مبررا لكونها تمت لك بصلة ولكونك تعرف أخلاقها الجيدة وعدم مساومتها على الفضائل التي تتمتع بها!
إذا نحتاج كرجال أن نكون أكثر عمقا في تفسير الأمور والحكم على الأشياء بنظرة عادلة وإيجابية، ولا مانع من إبداء بعض الملاحظات لبعض النساء اللواتي يفرطن في المزاح والضحك وخصوصا في أماكن العمل أو الأجواء الرسمية، وذلك لكي لا يساء فهمهن، ولكن نسعى أن لا نكون الجزارين المنتظرين أن تقع الفريسة بين أيدينا حتى نهم بذبحها والحكم عليها بالموت لمجرد هذه الطبيعة المرحة والتلقائية التي تعكس أحيانا نوايا صادقة نحو الآخرين والثقة بهم لدرجة عدم توخي الحرص في التعامل معهم.
