المتكأ الأخير
ولسنا نعني هنا الأخير من جهة المكان، إنما من جهة المكانة.
فلا تحسب نفسك أنك أهم الموجودين في المكان الذي تحل فيه.
وإن رأيك هو أهم الآراء، وقرارك هو أهم القرارات. ومركزك هو الأهم.. وينبغي أن تكون أنت المطاع، وأنت المحترم وسط الكل، وإلا تغضب وتثور!!
لا تعط لنفسك كرامة وتفرضها على الآخرين. إنما اترك الناس يكرمونك من أجل ما يرونه من وداعتك واتضاعك.
لا ترغم الناس على احترامك... فالاحترام شعور داخل القلب، لا يأتي بالإرغام، إنما بالتقدير الشخصي.
قد ترغم إنسانًا على طاعتك ولكنك لا تستطيع أن ترغمه على احترامك والإرغام في هاتين الحالتين كليتهما لون من سيطرة الذات... وفي معاملاتك مع الناس. كن نسيمًا ولا تكن عاصفة!
كثيرون يحبون صفة -العاصفة- لأن فيها القوة. أما النسيم فيمثل الوداعة واللطف، اللذين ينبغي أن يتصف بهما كل من ينكر ذاته.
في معاملاتك مع الناس. لا تفضل نفسك على غيرك.
فإن الرسول يقول لنا: "مقدمين بعضكم بعضًا في الكرامة" (رو12: 10).
على أن يكون ذلك من عمق القلب، وبعمق الاتضاع، وبغير رياء...