عوامل ذات تأثير خاصّ على الإجهاد
بدأت، في جامعة لندن منذ 1967، دراسات ما تزال مستمرّة حول تأثير التحكّم في العمل أو الوظيفة على الإجهاد. وقد ظهر استنتاجان واضحان: 1) ضعف السيطرة في العمل يقدّم مساهمة مهمّة من التحدّر الاجتماعي في المرض العقلي والجسدي، و2) وجه آخر من جو العمل الذي قد يكون مجهِداً هو النقص في الدعم من المدراء أو المسؤولين (كالزملاء والمراقبين المباشرين) خاصةً عندما لا يتلقّى العامل معلومات واضحة ودقيقة من المشرِفين عليه. المشكلة الثانية ترتبط بخطر متنامٍ ثنائي على الصحة العقلية عموماً. التوقّع المضخَّم
لقد ميّزتُ في مقالة سابقة بين الكمالية (perfectionism) ووصية المسيح بأن "كونوا كاملين كما أن اباكم السماوي كامل" (متى 48:5). إن اتّباع دعوة المسيح إلى الكمال هي الاعتراف بأنّ الكمال بالمطلَق لا يأتي من الإنسان بل من الله. "وَإِلهُ كُلِّ نِعْمَةٍ الَّذِي دَعَانَا إِلَى مَجْدِهِ الأَبَدِيِّ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ، بَعْدَمَا تَأَلَّمْتُمْ يَسِيرًا، هُوَ يُكَمِّلُكُمْ، وَيُثَبِّتُكُمْ، وَيُقَوِّيكُمْ، وَيُمَكِّنُكُمْ" (1بطرس 10:5). وقد ذكرتُ أن الثقة والصبر هما عمودا رحلتنا نحو الكمال. في تعبير علم النفس، يُبلَغ إلى الصبر بالتخلّي عن التوقّعات المتطلّبة المستعجلة غير الواقعية وبعدم استبدال الحقيقة بل قبولها كما هي. إنّ الثقة بالله وبحكمته الإلهية هي التقنية الفعّالة لتحدي الضرورات التي نعتبرها ملّحة، كما أنّها تساعد على علاج داء الكمالية.