ربنا باعتلك رسالة ليك أنت
الرسالة دى تحطها فى قلبك طول سنة 2025
يالا اختار رسالتك من الهدايا الموجودة وشوف ربنا هايقولك ايه
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
سرّ الـزواج بقلم: الأب آلان ماتيوس اليسوعي وبريسيلا وجان لويس سيموني يبدو كل شيء ممكناً وسهلاً لدى العشاق، بينما بالنسبة للآخرين الذين يكونون قد عانوا من اختبارات الزمن أو الأحداث الأخرى، اللازمة الوحيدة والحقيقية التي يرددونها: "كم من الصعب أن نحب؟" أين تكمن حقيقة الحب؟ وأين تكمن حقيقة العلاقة بين الرجل والمرأة؟ ما هو مصدرها؟ ما هو طريقها؟ ما هو مصيرها؟ منذ آلاف السنين أحب الرجال والنساء بعضهم بعضاً. والثقافات والأديان المختلفة لم تبق صامتة إذ قدمت تعاليمها إلى الإنسانية ثروات جمة من الحكمة. ولكن ماذا يقول لنا الله عن الحب الزوجي؟ ألا يشكل العهد بين الرجل والمرأة موضوع وحي؟ ماذا يقول السر عن ذاته؟ 1- هبة حرية: تشدد الكنيسة، حتى ضمن ظروف ثقافية مبتاينة، على قدرة الرجل والمرأة على الالتزام في الحب بحرية، الواحد تجاه الآخر وتجاه الله. وفي ليتورجيا الزواج، أحد الأسئلة المطروحة على زوجي المستقبل هو التالي: هل جئتما بحرية وبدون أية ضغوطات؟ هذا شرط لصحة السر. الحرية قيمة. من المؤكد أن حريتنا تخضع دائماً لبعض الظروف إلا أنها ما كانت أبداً مسيّرة بشكل كامل. كي يهب الواحد ذاته إلى الآخر، من الملائم أن يكون الالتزام بأقل خضوع ممكن فليس تعاهد الأزواج الواحد أمام الآخر ناتجاً عن عادة أو منفعة أو ضرورة. ليس من حب في الخوف والضغط. يقول يسوع: الحق يحرركم. والحب الحقيقي لا يعيش إلا في مناخ من الحرية ولا يمكن أن ينمو بدون هذه الحرية التي نتبادلها بكل ثقة، الواحد مع الآخر. ويكمن جمال هذه الحريات التي يهبها أحدنا إلى الآخر في أنها تقرر عدم اتخاذ أي قرار بدون الآخر. وهي تحدد لحريتها الشخصية شرطاً "نبيلاً" هو: القرين الآخر. وهكذا يقدم أحدنا حريته ليجد "حرية أخرى" أكثر اتساعاً بواسطة المشاركة الشخصية. وهكذا ندخل في "خروج" من الذات لنتذوق أمراً "جديداً": ننتقل من "الفردية" إلى "الثنائية". هذه الحرية التي يعيشها الزوجان يؤسسها ويزيدها الحب. إنها تغيّر الحياة بصورة ملموسة لأن العيش معاً يعطي بعداً جديداً لجميع مظاهر الحرية الشخصية. تعبّر هبة حريتي الشخصية عن السخاء والوفرة وهي تعارض أية نظرة أنانية للزوجين. وإذا كان الحب موجوداً، يوسّع الزوجان الحرية وشروط الحرية لكل منهما فيقوى كيانهما مع مرور الزمن. من العلامات المميزة للالتزام الحر كلمة "نعم". فأن نقول "نعم" يعني الانفتاح نحو مشروع مشترك ويعني الاستجابة إلى نداء شعرنا به وكشفناه وسمعناه. وأن نقول "نعم" يعني الرد بكل كياننا وخاصة في القبول الزواجي. في أغلب الأحيان، يعبّر العاشقان بطرق متعددة عن توق أحدهما للآخر وعن رغبتهما في أن يبنيا معاً شيئاً يدوم وبأن يستمر حبهما المتبادل إلى الأبد. والوعد المتبادل هو "نعم" يقولها كل منهما فيتلقاها الآخر كهدية شخصية. إنها "نعم" تجعل القرين يحلم، وتدخله في أرض جديدة، أرض بكر عليه زراعتها وجعلها جميلة. ولا تعطى هذه الـ "نعم" بسهولة دائماً، فبالنسبة للمقدمين والمقدمات على الزواج الذين يعون حجم الالتزام، تحتوي الـ "نعم" تبعة كل ما هو مأمول وجميع متطلبات ما سيكون. وليست الـ "نعم" ملجأ بل هي مخاطرة ومغامرة سوف تبدأ. |
20 - 09 - 2014, 05:41 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: سرّ الـزواج
بريسيلا وجان لويس
نحن نعرف جيداً كوننا زوجين مسيحيين أن هذه الـ "نعم" التي يتبعها "أقبلك كزوج، أقبلك كزوجة، وأقدم ذاتي لك لأحبك وأعتني بك طوال حياتنا، في الأيام الحسنة والصعبة، في الأفراح والأتراح حتى يفرق الموت ما بيننا". هذه الـ "نعم" الصغيرة المقتصرة على ثلاثة حروف تحتوي ما يشبه البذار والمورثات لكل حياتنا الزوجية. ثلاثة حروف هي ثلاثة أنغام صافية تحتوي كامل سمفونية حياتنا، وسوف تصدح بشكل خاص كفعل شكر في "الأيام الحسنة" وبصورة "نداء تذكير" في "الأيام الصعبة". كثيراً ما نقول إننا نتزوج كل يوم. ونحن وإن لم نردد بشكل ظاهر كلمات التزامنا فإننا نعيش كل يوم هذه الـ "نعم" في هبة حياتنا التي يقدمها أحدنا إلى الآخر: "اليوم أقبلك وأهبك ذاتي.." وصلاتنا الزوجية التي نتلوها مساء على مقاعد صلاتنا هي مثل يوم زواجنا. نشكر خلالها الرب لأنه رافقنا طيلة اليوم ونأتمنه ذواتنا الواحد إلى الآخر. إنه قريب منا كأب محب جداً وهو يثبّت كياننا الزوجي بفضل حنانه علينا. إنها لأمر رمزي بشكل خاص هذه الـ "نعم" التي يتبادلها الرجل والمرأة علناً أمام العائلة والشهود. إن الكلام المتبادل مفهوم من الجميع وهو يسمح للجميع بأن يفرحوا لحب كهذا والتزام كهذا وأمل كهذا. كل وعد بحاجة لشخص ثالث، والشهود الذين يسمعون كلمة "نعم" أليسوا كذلك شهود الله الذي يسمع هو أيضاً الـ "نعم" ويشارك بالـ "نعم" ويقول بدوره "نعم" لهذه الرغبة في الحب؟ إن كان الإنسان جديراًبالـ "نعم" فكم ستحوّله هذه الـ "نعم": بعد ذلك لن يكونا إثنين بل "واحداً"! الله يفرح بالـ "نعم" لأنه الحب. أن نقول "نعم" للحب يعني أن نقول "نعم" لله وأن نسبّحه وأن نجعل ظاهراً مخططه في الخلق لكل إنسان. يتجلى جمال الإنسان في قدرته أن يقول "نعم" للوجود، لوجوده ووجود الآخرين ووجود قرينه المقبل. إن الـ "نعم" الزوجية هي "نعم" للحياة وللاختلاف المحبوب والمطلوب وإن كان يخيف أحياناً أو يضلّ. الـ "نعم" ليست ساكنة بل هي حركة، هي حياة وهي تعطي الحياة. تبرز السعادة من هذه الـ "نعم" لمشروع مشترك: أليس القرينان من سيكرّسان ذاتيهما في خدمة "نحن" يكتشفانها معاً. الـ "نعم" قرار يقودهما إلى "بيت مشترك" جديد. وهكذا نؤكّد بأن الحرية الشخصية تنمو وتقوى في رباط الزواج حصرياً. وبينما ينحصر الأفق بالنسبة للبعض في إطار اتحاد أحادي الزواج، تنمو الحرية في الواقع وتتعمق في سر الآخر. حين يقدّم كل من الزوجين ذاته بكل حرية إلى الآخر، يكون مدعواً إلى اللقاء مع الله ومحبته لأنه مصدر كل حب. |
||||
20 - 09 - 2014, 05:41 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: سرّ الـزواج
بريسيلا وجان لويس
وهكذا نصبح كياناً جديداً فيمكننا أن نتكلم على "نحن" وأن نعمل باسم "نحن" لكي ندخل معاً في حرية مختلفة هي حرية تقديم ذاتينا معاً إلى الآخرين. حين كنا مخطوبين، شاركنا في مظاهرة كانت تهدف إلى لفت الأنظار إلى عدم ملاءمة وسائل النقل العامة للمعوقين. وحينها أؤتمنا على "مارتا" المشلولة في كرسيها المتحرك، فظلت معنا طوال يوم كامل نتنقّل في الحافلات في بروكسيل. بعد زواجنا، استمرينا في زيارتها بانتظام. كانت تستقبلنا مقعدة في فراشها بفرح كبير لدرجة أنه كان يحوّلنا بعد عودتنا إلى البيت. هذا القدر الصغير من حريتنا الذي كنا نقدمه بانتظام إلى مارتا قوّى حبنا الزوجي ووحّد ثنائينا في "كيان" كان قادراً بدوره على أن يهب ذاته. |
||||
20 - 09 - 2014, 05:41 PM | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: سرّ الـزواج
2- هبة كلية
لم تقديم الذات؟ ما هو الهدف من هذه الهبة المتطلّبة والكاملة التي تستحوذ على الشخص بكامله؟ الغاية من العطاء هي تكوين الوحدة الزوجية والعائلية. بهذا المعنى فإن العطاء الشخصي "منفتح" في الوقت ذاته إلى ما هو أعظم من الشخص الذي يهب ذاته وإلى حقيقة تتجاوزه هي الزوجان والعائلة. ليس الأشخاص "عبيداً" لهذا الكيان المبهم بل هم في خدمة "سر" يتجاوزهم إلا أنه لا يتحقق إلا بمشاركتهم وحضورهم. للهبة هذا البعد، لذلك يبدو طبيعياً أن تكون كاملة. وكل شخص يجد ذاته في وحدة جديدة: "جسد واحد". تفترض مثل هذه الهبة ثقة جذرية لا حدود لها إن كان في الشخص الذي يهب ذاته أو في من يتلقى هذه الهبة الشخصية. وكل من القرينين يقدم أفضل ما فيه وفي الوقت ذاته حدوده ونقصه وضعفه. إنه يقدم كل شيء حين يهب ذاته. ولا يمكن للقرين أن يبقى عازباً، إنه قرين للآخر أي إنه يستسلم للغير في "عريه" أي في حقيقة الشخص كما هو تماماً. من المؤكد أن هذه الحقيقة تقريبية وغير معروفة تماماً إنما يتم اكتشافها من خلال تقديم الذات. يُظهر الوعد حقيقة كل شخص، فهناك قفزة يجب القيام بها ومخاطرة يجب خوضها، وهي التي تسمح باكتشاف الجديد. ليست هذه الهبة ذوباناً أو إضعافاً للشخصيات ضمن كلّ متجانس أو ضمن كيان يُخضع الحريات الإنسانية، وليس الكيان الزوجي مؤسسة صغيرة يجب التضحية بكل شيء في سبيلها. إن كنّا نتحدث عن الهبة الكاملة والحصرية فذلك ضمن الشرط التالي: أن يحافظ كل واحد على شخصيته وأن يجد في هذه الهبة "الأرض الملائمة" كي ينمو ويقوى ويزدهر في الحب. إنه لصحيح وإن كان صعباً أننا نستطيع أن نحافظ على شخصيتنا ونحن ننظر إلى الآخر نظرة إعجاب وتشجيع، وأن نحافظ على شخصيتنا ونحن نحب الآخر باحثين عن تقدّمه. ضمن هذا الشرط يزدهر الحب وتتشكل الوحدة الزوجية. ومعاً، نبني في الحب ما يتجاوزنا وفي الوقت ذاته ما يسمح بأن نكون ذاتنا في أعيننا وأعين الآخرين وعينيّ الله. |
||||
20 - 09 - 2014, 05:41 PM | رقم المشاركة : ( 5 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: سرّ الـزواج
بريسيلا وجان لويس
حين سئلت إحدى بناتنا عن الصورة التي تحملها عن والديها قالت: "ما يعجبني بشكل خاص في والديّ هو الاحترام الذي يكنّه كل منهما للآخر... من المهم جداً احترام كون الآخر مختلفاً. إن احترام اختلاف الآخر يسمح له بالحفاظ على حريته وبأن يكون ما هو عليه، وحرمان الآخر من هذه الحرية يعني جعله تعيساً ومنعه من الازدهار، وبالتالي يصبح ذلك عائقاً أمام تفتّح الزوجين بالذات". بالفعل تفترض هذه الهبة الكاملة احترام الواحد الآخر والإصغاء له. لا يمكن لما هو "كلّي" أن يصير "كلّياني" متسلطاً إذ تستوجب صفة الكلي أن يلتزم كل واحد بحرّية أن يحترم الآخر في كيانه الأكثر عمقاً، ولا يمكن للآخر أن يصبح عبد رغباتي ومشاريعي ونزواتي. لست شرطياً يراقب الآخر، فكل واحد حارس لكيان الآخر في سره المصون. يبدأ الاحترام بالإصغاء إلى ما هو الآخر في اختلافه. نلمس هنا شفافية ليست "جليدية" بل حارة تحترم سر الآخر وجماله وقسماً من حديقته السرية. هذه الشفافية المتبادلة هي شرط لكمال الهبة وتسمح لها بأن تأخذ كامل حجمها في تاريخ الزوجين والعائلة. وتغذّي هذه الشفافية الاحترام والثقة وإن تطلّب ذلك اجتياز بعض الغموض وعدم التفاهم وحدوداً يتعذر تجاوزها. يكون الآخر في هبته الكلية أكبر دائماً من الكلمات التي قد تعبّر عن هذه الهبة. ولا تعني حدوده أن هبته ليست كلية بل هي تبيّن أن هذه الهبة تتجاوز حدود المظاهر وفي الوقت ذاته أنه يمكن تجديدها وإغناؤها بفضل النعمة الإلهية. |
||||
20 - 09 - 2014, 05:41 PM | رقم المشاركة : ( 6 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: سرّ الـزواج
3- هبة نهائية ودائمة
هل بالإمكان تقديم الذات والاستمرار في تقديم الذات بالطريقة نفسها وبالزخم نفسه مع مرور الزمن؟ بالنسبة للغالبية من معاصرينا، حلّ الشك بذلك أقلّه بسبب ازدياد مدة الحياة الزوجية بشكل ملموس نسبة إلى الأجيال السابقة. ثقافياً، نحن عطاش إلى حب يتجاوز الموت ويدوم إلى الأبد، وفي الوقت ذاته يفكر البعض في أمانة متتالية ذات وجوه عديدة: امرأة لرغباتي، امرأة أبني معها حياتي المهنية، أم أولادي، العشيقة التي أتوله بها في السن التي يظهر فيها "شيطان الظهيرة"، رفيقة أيام شيخوختي... إن عدم انحلالية الرباط الزوجي ليس صعب احترامه فحسب بل صعب فهمه والتعهد به كذلك. يُنظر إلى الزمن كعدو للحب فهو يستهلك ما هو جيد، لذلك يرغب بعضهم بالتأقلم مع هذه المعطيات الجديدة وابتكار نماذج زواجية أكثر مرونة. بريسيلا وجان لويس ومع ذلك فحين نسأل شباب اليوم عن السعادة والقيم التي يرونها هامة، تجيب الغالبية العظمى: "العائلة" وتجيب ابنتنا: "عائلة يسودها السلام والطمأنينة والفرح والمشاركة".. "كان أهلنا يكرّسون وقتاً لنا فكانوا يتأملوننا ويضعون إلينا ويساعدوننا... كان باستطاعتهم عمل كل ذلك لأن كيانهم الزوجي كان في سلام ووفاق". "جاء دورنا الآن لنحاول اتباع هذا المثال الحسن حتى نجعل نحن أيضاً، زوجي وأنا، أولادنا سعداء". الخاطبون والأزواج الجدد يضعون إذن في رأس سلّم القيم "النجاح في حياتي مع قريني حتى نجعل معاً بدورنا أولاداً سعداء". لذلك يراقب الأولاد حياة الأهل بحثاً عن مثال يحتذى به أو عن وصفة "كيف نتصرف". "ما يعجبني في أهلي أنهم بعد ثلاثين سنة زواج ظلوا عاشقين مثل عريسين "متزوجين حديثاً". أنا أعرف ذلك لأني أراه. الكثير من الأزواج لم يعودوا يقبّلون أحدهم الآخر أو لا يتبادلون أية لفتة حنان بعد عدد مماثل من سني الزواج، أما أهلي فلا يزالون..." وهكذا نلمس أهمية القيم الجوهرية للأمانة وعدم انحلال الزواج المسيحي، وعدم الاستقرار الذي يسببه بكل أسف انفصال أهالي الشباب بحثاً عن قيم صلبة تكون مرجعاً لهم. |
||||
20 - 09 - 2014, 05:42 PM | رقم المشاركة : ( 7 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: سرّ الـزواج
الرباط القوي يعطي القوة. ليست الهبة المبدئية بين الأزواج كالالتزام المهني أو الخدمة المبذولة. إن "كلّية" الشخص الذي يقدّم ذاته إلى الآخر تكسب الرباط المؤسس في البداية قوة ترتبط بسر الآخر. إن وهب الذات بهذه الطريقة ليس بالأمر العادي. بشكل رمزي فإن الهبة تتعلق بكامل الكائن البشري في حياته الأرضية، وبشكل حقيقي فإن للهبة قوة ثبات الحرية الشخصية. ويتعلق العهد بالسر الذي لا ينضب للشخص المتلقي والشخص الذي يهب ذاته. إن الرغبة في الحب لا تخضع للزمن الذي يمر فحسب بل كذلك للزمن الذي هو الآخر، إذ إن الارتباط الذي يدوم يمتلك تلك الصلابة الشخصية. إنه أنا، إنه أنت، إنه نحن. إذا كانت الشخصيات والصفات والأجساد تكتسي مظاهر مختلفة حسب فصول العمر فإن الشخص يظل هو هو. هذا هو سر الحب الذي لا ينضب والذي يجري نبعه بغزارة دائماً أبداً حتى يمكن أن يصير نهراً.
يكون العطاء الزوجي مشبعاً بتلك الرغبة في الحب التي تثق بالآخر من خلال كل شيء والتي تترقب ثمار هذا الحب عبر الزمن. الزمن حليف للقرينين إذا ما عاشا حبهما كعهد يحترم ما هما عليه. ونفهم جيداً كيف أن هذا العطاء النهائي لا يمكن أن يستند فقط على المشاعر أو الصفات الخارجية للرجل أو المرأة. تكون الحياة مأسوية أحياناً ولا يمكن للحب إلا أن يتحد بالحقيقة بمظاهرها المختلفة كالمرض وتبدلات الرغبة والخيانة. الحب أقوى من كل شيء إذا ما عبّرت رغبة القرنين بوضوح، بانتظام واستمرار، عن العهد الأولي. ويكون ذلك بأن يجددا زواجهما يومياً لأن كل يوم هو يوم جديد تدعى فيه الحرية إلى أن تقول "نعم" وتكرر هذا باستمرار. الزمن صديق الحب فبدونه كم من اللفتات والكلمات تبقى سجينة، ومعه كم من الاكتشافات غير المتوقعة وكم من الخصوبة! |
||||
20 - 09 - 2014, 05:42 PM | رقم المشاركة : ( 8 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: سرّ الـزواج
إن الرغبة في تقديم الذات بدون أي مقابل شرط لحب حقيقي وصادق، وهذه الرغبة هي كذلك مكان ازدهار الأمانة. الوعد الذي يتبادله كائنان يلمسان بهذا الشكل أساس ما يقدمانه الواحد إلى الآخر، لا يمكن إلا أن يكون نهائياً وإلا تحوّل إلى لعبة أو خدعة حب. أن نعد بأن يحب واحدنا الآخر حباً زوجياً يعني أن نعد بالذهاب في الحب حتى النهاية. وليس إنجاب الأولاد بشرط لتحقيق هذه الأمانة إلا أنه يثبت مع الزمن تطلعات الحب الزوجي المدعو إلى أن يصير عائلياً. وهكذا ينقذ الزوجان الأجيال من النسيان ويتوصلان إلى تسجيل أولاد البشر ليس في ما هو افتراضي ولحظي بل في الأعماق السعيدة والهادئة للتاريخ البشري. بالنسبة إلى كل واحد منا، أن نكون أبن أو بنت والدينا هو شرط لتشكل هويتنا الشخصية ولبداية حياة سعيدة.
أغلب من يتزوجون كنسياً يتأرجح شعورهم بين الإحساس بالطلب من الله مساعدته لتقوية حبهم وبين الخوف أحياناً من التزام يعلمون أنه حاسم ونهائي على مستوى الإيمان. الحقيقة أن الله، من خلال سر الزواج، لا يكسي الحب البشري بطبقة مانعة للانحلال. الحب هو وعد حياة وأبدية، إلا إنه للنعمة الإلهية مكانها في عطاء الزوجين. يمهر الله العهد بين الزوجين ويثبته لأنه كان مصدر هذا الحب وقد قرر مع الزوجين الاستمرار حتى النهاية. إن عدم الانحلالية الأسرارية تؤكد عمل الله في التاريخ البشري فهو يظل حاضراً وإن تهرّب الإنسان أحياناً من العلاقة. إن إله يسوع المسيح هو إله العهد منذ التكوين حتى سيناء. يقول الأنبياء إن إلهنا أمين. نعمة السر هي التالية: الدخول في عمق نذور الإنسان بالأمانة الدائمة وتثبيته وإنقاذه وتقويته حين الحاجة وإعطاؤه معنى، إن العهد الذي يكوّن الزواج لا رجوع عنه، ويستطيع الزوجان أن يتّكلا على الله في ذلك ويمكن لهما أن يعتبرا الله "صخرة" حبهما. يسوع هو مخلّص كل حب بشري وهو يعطيه معناه الكامل في الحياة وفي الموت. والسر الفصحي بمجمله موجود في الوعد المتبادل بين الزوجين. بالرغم من صفة التردد التي تحيط بحياة كل إنسان، يمكن لكل شخص أن يؤمن بإمكانية مثل هذا الالتزام المستند إلى الله والمتجذر يوماً بيوم في نعمته. عدم قابلية الانفساخ هذا فرصة للزوجين، والعقد هو أكثر من عقد قابل للفسخ: إنه رباط يجمع الزوجين الواحد مع الآخر ومع الله. يقول الوجه الأكثر إيجابية: "أصبحتما الآن متّحدين بالله في الزواج" ويقول وجه الضعف البشري الذي يضطلع به الله وتدعمه الجماعة المسيحية بشكل أخوي: "لا يفرّق الإنسان ما جمعه الله". |
||||
20 - 09 - 2014, 05:42 PM | رقم المشاركة : ( 9 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: سرّ الـزواج
4- هبة خصبة منفتحة على مزيد من الحب
أن يهب المرء ذاته كلياً إلى الغير هو أن يختبر أن الحب في حركة "الخروج من الذات" يتجاوزنا ويقودنا نحو اللامتوقع ونحو الأفضل. وخصوبة الزوجين يعبّر عنها ضمن هذا المسار وهذا التجاوز، وهي تشمل كامل حقل الحياة المشتركة، ويجب ألا نقرنها بالفعالية التي تحمل صفة تقنية (كتحضير مائدة شهية أو التحكم بمصروف البيت أو البحث عن بيت جديد). تتسم الخصوبة دائماً بالمجانية وهي مرتبطة بسعادة الشخص وفرحه وازدهاره واكتشاف صفاته وقوته للتغلب على الآلام والصعوبات. والحب الزوجي والعائلي خصب في جميع مراحل الحياة، فالأولاد الذين تركوا العش العائلي هم دائماً أولادنا ونبقى والدين حتى النهاية. جميع الأزواج خصبون، وخصوبتهم تأخذ "وجهاً" مع مرور الزمن من خلال ديناميكية العطاء الذي بواسطته ينفتح الرجل والمرأة على جميع قيم الشخص. يجد الزوجان والعائلة خصوبتهما في تقديم الذات إلى الآخرين. يقول النبي أشعيا "وسّع فضاء خيمتك". ليس الكيان الزوجي بهدف في حد ذاته فبقدر ما "يفقد ذاته" "يجد ذاته". للحب قيمة بحد ذاته إلا إنه يبقى دائماً "خروج من الذات" للتوجه نحو الآخر. يكمن مفتاح الخصوبة في "الترفع" و "رفض المحاسبة" و "الواهب – الموهوب" و "التقييم الدوري"، كما يكمن في الرغبة والإرادة بعدم "وضع اليد" على ما نريد وما نبني، كما يفعل الوكيل المتواضع والأمين في الإنجيل. في سبيل "تأمين" خصوبة حقيقية للحب الزوجي لنترك مجالاً للمغامرة. القدرة على القول إلى الآخر: "أنت لا تخزلني" أو بعد عدد من السنين: "أنت لم تخزلني أبداً" لن يكون ممكناً إلا إذا لم نختزل هذا الآخر ضمن مشروع أو ضمن نظرة مثالية. لا يمكن اختزال سر الآخر أبداً ضمن صورة أو رغبة أو حكم، كما أن التكامل بين الشخصين ليس كافياً، فالخصوبة تتجاوز هذا التكامل في الطباع والصفات والرغبات. هذا العطش إلى السعادة المعيشة ثنائياً يجب أن يحتوي على الرغبة في اللانهاية واستقبال النعمة. إن الخصوبة في يدي الله. |
||||
20 - 09 - 2014, 05:42 PM | رقم المشاركة : ( 10 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: سرّ الـزواج
الخصوبة أكثر شمولية من إنجاب الأولاد وتربيتهم إلا أنها تتضمنها بطبيعة الحال. هل من شيء أكثر حداثة وأكثر اختلافاً وأكثر مكافأة وأكثر حيرة من الولد الذي يجعل الزوجين عائلة. في كل ولادة، يستيقظ عالم جديد وتكون التغيرات عظيمة. هناك شيء "طبيعي" في قدوم الولد لزوجين متحابين، فالأجساد التي تتحد موسومة دائماً برمزية ظهور الولد. الرجل خصب دائماً بينما المرأة ليست كذلك، ولكن العناق الزوجي يمتلك في ذاته ذلك المعنى المضاعف للاتحاد والإنجاب.
نحن نعلم أن الزوجين اللذين يرفضان عمداً ونهائياً استقبال الولد لا يكون عقد زواجهما صحيحاً. بالمقابل يمكن للزوجين العاقرين المنفتحين على التبني أن يتزوجا. هذا يعني أن العطاء الزوجي موسوم دائماً بالصفة الوالدية. إن أفق كل خصوبة هو أمر شخصي داخلي. نحن نعلم جيداً المحنة والألم القاسيين التي يسببها العقم فهو يهز أركان الزوجين. كل رغبة في ولد أمر معقد والحب وحده كفيل بتنقية مثل هذه الرغبة. للولد حقوقه ولكن ليس من "حق في الولد"، فالرجل والمرأة لا يمتلكان أية حقوق في الحصول على ولد سواء تجاه المجتمع أو تجاه الله. وغياب الولد لا يعني بالضرورة فشل حياة الزوجين كما إن الحق المطلق في الولد مجرد وهم. ليس الولد "موضوع رغبة" مثل أي شيء آخر إنما هو كائن كامل الصفات، إنه عطية الحب وهبة الله. |
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
فـي الـزواج المسـيحي يقول |