رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
القداسة طموح الشهداء.. لقد رأى المسيحيون الأوائل أن قمة حياة القداسة هي الاستشهاد، خصوصاً أن المسيحية انتشرت في عصر الاضطهاد، لذلك نرى أن معظم تلاميذ يسوع سفكوا دمائهم تمسكاً بإيمانهم (تأمّل: رو8/35-00). فكانوا حقاً "زرع الكنيسة"، حسب تعبير ترتليانوس. فاقتدوا بيسوع في حياته وموته لتستمر الكنيسة بمجدهم "فلا تقوى عليها أبواب الجحيم" (مت16/18). هكذا وُصفت الشهادة على أنها الشكل الأعلى والأسمى للقداسة. فالشهداء هم الذين غسلوا حُللهم وبيّضوها بدم الحمل" (رؤ7/15). ولدينا المثال على ذلك القديس اغناطيوس الانطاكي. فلنصغِ إلى ما يقول: "لن تتاح لي فرصة كهذه للذهاب إلى الله.. إني لا أطلب منكم شيئاً. أطلب فقط أن تتركوني أن أقدّم دمي فدية على مذبح الرب، مادام المذبح معدّاً.. إني أموت بمحض اختياري من أجل المسيح.. اتركوني فريسة للوحوش. هي التي توصلني سريعاً إلى الله. أنا قمح أُطحَن تحت أضراسها، لأُعدّ خبزاً نقياً للمسيح.. لقد ابتدأت أكون تلميذاً للمسيح.. لا شيء يمنعني عن المسيح.. ماذا تفيد ملذات العالم، مالي وفتنة هذا العالم. إني أفضل أن أموت مع المسيح من أملك أطراف المسكونة.. قرُبت الساعة التي أولد فيها. اغفروا لي يا اخوتي.. دعوني أحيا حقاً.. اتركوني أصل إلى النور النقي. إذ ذاك أصبح إنساناً حقيقياً. اقتدوا بي فأنا اقتدي بآلام ربي.. إن رغبتي الأرضية قد صلبت ولم تبقَ فيّ أي نار لأحب المادة، لا يوجد غير ماء حي يدمدم في أعماقي ويقول تعال إلي أيها الآب" (رسالته إلى أهل رومة). ليس الموت طريقاً لحياة القداسة ولكن إن كان لا بدّ منه فأهلاً به. إن الشهيد، حسب القديس اكليمنضوس الإسكندري، هو "دعوة الإنسان إلى الكمال". والشهادة ليس نهاية حياته ولكنّها تُظهر "كمال المحبة". فلا يحمل الشهيد القداسة لإخوته فقط "بل لكل الكنيسة والعالم والكون". وكما يقول أحد الفلاسفة الوجوديين: عندما تكون كنيسة قديسة يصدر عنها قديسون، وبالمثل القديسون يجعلون من كنيستهم قديسة. |
10 - 09 - 2014, 12:38 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
..::| مشرفة |::..
|
رد: القداسة طموح الشهداء..
شكرا مارى
ربنا يبارك خدمتك |
||||
11 - 09 - 2014, 09:43 AM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: القداسة طموح الشهداء..
شكرا على المرور |
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|